ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 11/11/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

المعارضة السورية بين الكلمة الثائرة والكلمة المثيرة :

 ( نقاط للتأمل )

عبدالله القحطاني      

1- المعارضة السورية كسائر المعارضات السياسية ، تحتاج إلى تحريك الناس بكلماتها، لا إلى تحريك الكلمات ذاتها..!

2- الكلمة لا يكفي أن تكون ثائرة بنفسها ... فالمطلوب هو أن تكون مثيرة لمشاعر المخاطبين ..

3- قد تكون الكلمة ثائرة مثيرة فتحرك المشاعر ، وقد تكون ثائرة بنفسها ،عاجزة عن تحريك أي شعور أو إحساس ، فتنطفئ جذوتها ، ويتلاشى صداها ، ويكون مصيرها الإهمال والنسيان ..

4- ربّ كلمة ناعمة هادئة ، أقدر على تحريك المشاعر من كلمة ثائرة صاخبة..!

5- أهمّ عنصر في عملية الإثارة ، هو معرفة صاحبِ الكلمة نوعَ الإحساس أو الشعور الذي يريد إثارته ، في مرحلته التي هو فيها ، لدى الناس الذين يتوجّه إليهم بالخطاب، في مرحلتهم التي هم فيها..

6- ربّ كلمة مثيرة جداً ـ بحسب الأصل ـ لإحساس معيّن ، لكنه لا يستثار بها، لأنها توجّه إليه في ظرف غير مناسب ..!

7- أمثلة :

أ‌-  الكلمة التي تصرخ في الناس داخل سورية ، لتذكّرهم بأنهم مسحوقون مضطهَدون ، منتهكو الحرية والكرامة .. لن تضيف شيئاً إلى إحساس الناس بواقعهم المأساوي .. لأن المخزون الهائل من الإحساس بالقهر والظلم لدى الناس ، يتضاءل أمامه تأثير أيّة كلمة ، مهما كانت مشحونة بالمشاعر المثيرة التي يبثّها فيها قائلها..! وربما قال بعضهم بفتور: وما الجديد الذي أضفتَه إلى علمِنا يرحمك الله !؟ أيحتاج الغارق في بحر الألم والمرارة ، إلى قطرة ماء جديدة تذكّره بمرارته وألمه !؟ ( وقد ينفع هذا الكلام إذا وجّه إلى أناس خارج سورية ، من المهتمّين بقضايا حقوق الإنسان ، ومن جهات دولية ، سياسية واجتماعية وثقافية.. لأنه قد يضيف إليهم معلومات لا يعرفونها ، إذا كانت هذه المعلومات موثّقة ).

ب‌- الكلمة التي تخبر الناس ، بأن الحكام في بلادهم ظلَمة مستبدّون ، جهلة فاسدون ، لصوص مرتشون .. قد تثير نوعاً من الابتسامات المرة ، لدى شرائح كبيرة من الناس ، الذين عانوا معاناة قاسية جداً من ممارسات الحكام، وبشكل يومي ، طوال أربعين سنة ..! ولا يحتاجون إلى كلمات تخبرهم عن حال هؤلاء الحكام .( وكذلك هنا ، يمكن أن تكون الكلمة مصنّعة للتصدير الخارجي ، حيث تحدِث أثراً لدى المهتمّين بهذه الشؤون ).

ت‌- وقد يقال: إذا كانت الكلمات التي تَمتح شحناتِها العاطفية من جراح الناس النازفة ، لا تؤثر في مشاعرهم ، فما الذي يؤثر فيها!؟ والجواب ببساطة هنا: هو أن العجز ليس في الكلمات ، بل في مشاعرالناس ، المشحونة ألماً وقهراً حتى النخاع ، والتى بلغت حدّ الامتلاء .. فلا مكان لديها للمزيد ، ولو كان قطرة واحدة ، من أيّة جهة صدرت ، ومهما كان مضمونها ، وجَرْسها ، وشكلها، ولونها ، و..

ث‌- الكلمة التي تثير مشاعر الناس ، وهم في حالتهم هذه من الألم والقهر واليأس والإحباط ، هي تلك التي تحرك ، أو تثير، لديهم الإحساس بأمل واقعي مقنِع، غير مبني على الأحلام ، أو الأوهام ، بأن الحالة التي هم فيها آيلة إلى زوال في وقت قريب ، وأنهم يستطيعون ، بشيء من الجهد والتضحية ، أن يقرّبوا ساعة زوال الحكم الفاسد ، والمشاركة في صنع مصيرهم ومستقبل أجيالهم، بحرية كاملة ، بلا خوف أو قهر أو ظلم . ( وهذا يقتضي ، بالضرورة، تحريك ، أو إثارة ، إحساسهم بالثقة .. الثقة بأنفسهم ، والثقة بقوى المعارضة، التي نذرت أنفسها وأوقاتها وأموالها ، لإنقاذهم من كابوس الظلم والفساد // وهنا على قوى المعارضة ، أن تقدّم أدلة حيّة وبراهين عملية  على إخلاصها ، في سعيها لإنقاذ البلاد ، والناس الذين لم يعد يقنعهم مجرّد الكلام ، بعد أن فقدت الكلمات مضموناتها ، بهمّة تجار الشعارات الفاسدين، الذين حكموهم أربعين سنة ، وأشبعوهم ، حتى التخمة ، كلمات ملوّنة، وشعارات براقة زائفة ! //.

8- الأمثلة المتقدّمة لا تعني ، بالطبع ، عدم الحديث ألبتّة ،عن فساد الحكام واستبدادهم ، وعن معاناة الناس ، وما هم فيه من قهر وبلاء .. بل تعني ببساطة: التركيز على استثارة المشاعر الإيجابية البنّاءة لدى الناس ( الأمل .. الثقة ..) فهذه المشاعر هي ، وحدها ، القادرة على تحريك الناس ، في حالتهم المزرية التي أوصلتهم إليها عصابة الفساد والإجرام الحاكمة في سورية. فالحديث عن فساد الحكام ، وعن معاناة الناس ، له فوائد عدّة ، من أهمّها :

-  تذكير العصابة / الأسرة الفاسدة ، بأن جرائمها تحت الضوء ، وأن كل ما ترتكبه من جرائم وأوزار بحق الشعب ، سوف تحاسَب عليه عاجلاً أو آجلاً..

–  تذكير الناس في سورية ، بأن جرائم العصابة التي تحكمهم ، مكشوفة معروفة ، مدوّنة في صفحات العصابة ، وليست مجهولة من قبل العالم ، كالجرائم التي كانت تمارسها العصابة قبل عشرين أو ثلاثين سنة .

 – تنبيه الناس في العالم العربي والإسلامي والدولي ، إلى ما تمارسه عصابة الحكم من فساد وإجرام ، وما يعانيه شعب سورية من ظلم واضطهاد .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ