ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 05/11/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

يا حكام سورية... أليس فيكم رجل رشيد ؟

إبراهيم درويش

Nafizah_2006@yahoo.com

سورية... يا أسفاه على سورية، يا حسرتي على سورية،سورية التي كانت السبّاقة في مضمار الحضارة والتقدم المضطرد على مستوى العالم،وعلّمت البشرية الأبجدية ورموز الكتابة والقراءة مفتاحي التطور والتقدم والنهوض في مجالات الحياة،سورية التي علّمت البشرية ركوب البحار واكتشاف أسرار مجاهل الأرض وغزو أقطارها، سورية التي باركها الله تعالى وجعلها أرض الأنبياء والرسل،وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم:طوبى للشام،طوبى للشام، الملائكة باسطو أجنحتها على الشام،وخاطب أصحابه الكرام رضي الله عنهم بقوله: أهل الشام سوط الله في الأرض ينتقم بهم ممن يشاء كيف يشاء ،وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم،ولن يموتوا إلا همّاً أو غيظاً أو حزناً "الأحاديث رواها الإمام أحمد في مسنده". سورية التي نقلت العلم والحضارة والتمدّن لأوربا وانتشلتها من الجهل والسحر والشعوذة والانحطاط ، سورية التي قال عنها المستشرقون حُقّ لكل إنسان أن يفخر بأن له وطنين وطنه الأصلي وسورية، سورية التي علّمت الشعوب والدول في العصر الحديث كيف تنال الاستقلال والتحرر والكرامة...

 سورية هذه تسلل في ليل بهيم مظلم إلى سدّة الحكم فيها نكرات على ظهر دبابات في غفلة من أهلها منذ أربعة وأربعين عاماً، وصادروا قرار شعبها،  وحوّلوها إلى مزرعة للأنذال والموتورين،وحوّلوا الناس فيها إلى شحاذين ومتسولين في أقطار الأرض وساموهم الخسف والهوان،كما حوّلوا قسماً كبيراً منهم إلى غرباء في أرضهم التاريخية مجرَّدين حتى من الجنسية والهوية والشعور بالانتماء لوطن خدموه وبذلوا لإعزازه الأرواح والدماء ...هؤلاء النكرات الذين تنكّروا لدين الأمة وناصبوا قيمها وأخلاقها العداء،ونصبوا أعواد المشانق للأحرار وجعلوا من أولى مهماتهم النضالية مكافحة الإسلام والفضيلة، وتعاملوا مع  سورية هذه على أنها بقرة حلوب ليس لهم همٌّ إلا حلبها حتى آخر قطرة من الدم،واتخذوا من البلد وكراً للتآمر على الأشقاء والجيران،ومنطلقاً لعصابات الشروالتخريب تعيث فساداً في الدول العربية والإسلامية والأجنبية,سورية هذه التي كانت صاحبة الدور المتميز والوصف النبوي الأخاذ تحكّم فيها وفي رقاب أهلها من لا يرعى حق القرابة ولا الانتماء ولا الشرف ولا حكم التاريخ والأجيال،ناهيك عن الحساب والجزاء اللذين ينتظران الإنسان في الآخرة.

سورية هذه التي ترسف في أغلال النظرة الأحادية والإفقار المتعمّد والنهب المنظم والتخريب الممنهج في مناحي الحياة منذ أربعة وأربعين عاماً تقف اليوم على مفترق طرق،بسبب الأخطاء المتراكمة للفئة الحاكمة طوال هذه العقود،وبسبب عدم شعور هذه الفئة بالمسؤولية و الانتماء للأمة وتاريخها وقيمها،بل إن الأخطار التي تتهدد سورية هذه الأيام تفوق ما كانت تتهددها عشية خروج الأتراك منها وبروز الأطماع الغربية،لا سيّما الفرنسية الاستعمارية،عام 1918م،الأمر الذي يستدعي تحركاً وطنياً عاماً،وشعوراً بالمسؤولية وتفكيراً بكيفية إنقاذ سفينة الوطن قبل ارتطامها بالجبل الجليدي واتساع الخرق الذي أحدثه الربانُ الأحمق والمستشارون الوصوليون المنتفعون المجرمون حوله، الذين يزينون للربان مسيرته الخاطئة المحفوفة بالمخاطر والحتوف .

إن كل حريص على سورية الوطن والشعب،حاضراً ومستقبلاً، يتلفّت يمنة ويسرة في ذهول واستغراب ويسأل بإلحاح وحرقة :أليس في حكام سورية رجل رشيد يعيد الحقّ لنصابه،ويخطف قيادة السفينة من هذا الذي يسير بها نحو المجهول بل نحو الدمار،ويعيد البسمة والفرحة والأمل إلى وجوه الركاب قبل أن تقع الكارثة المحققة، وحينئذ لاينفع اللوم ولا الندم،ولا تنحصر الأضرار في الربان والمستشارين المحيطين به؟؟هل انعدمت الحكمة والحكماء يا ترى ؟؟أم يجب أن نردّد قولَ الشاعر الجاهلي،ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين:

أمرتُهم أمري بمنعـرج اللـوى    فلو يستبينوا الرشدَ إلا ضحى الغد

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ