ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 01/10/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

نفحاتُ الرُّوح 2

الكُنُوزُ الإيمانيةُ والشرعيةُ والأخلاقيةُ لسورة الحُجُرات

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

الكنـز الثالث : (الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم)

- بعد الآية الكريمة الأولى التي تحدّثت عن الأصل العام الذي يضبط حياة المسلم (في التلقي عن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم).. جاءت الآيات الكريمة التالية تتحدّث عن: الآداب الواجبة على الأمة تجاه نبيّها صلى الله عليه وسلم، الذي يتلّقون منه منهجهم ودينهم :

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (الحجرات 2).

- يا أيها الذين آمنوا : إذا كلّمتم رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتزموا الأدب الكامل، واخفضوا أصواتكم ولا ترفعوها فوق صوته، وحين مخاطبته لا تجهروا بالقول كما يجهر بعضكم لبعض، ولا تخاطبوه باسمه وكنيته، بل خاطبوه بما هو أهل له، وبما يميّز مقامه عن مقامكم.. لأنكم إن فعلتم، فقد يسوقكم ذلك إلى الاستخفاف بمن يبلّغكم رسالة الله عز وجل، وبالتالي إلى الاستخفاف بالرسالة ذاتها، وهذا قد يؤدي إلى بطلان ثواب أعمالكم وضياعها دون أن تدروا أو تشعروا بهذا المنزلق الخطير، الذي قد يوصلكم إلى الكفر المحبِط للعمل.. إنه تحذيرٌ وتخويفٌ للمؤمنين من اتباع ذلك السلوك.

(إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) (الحجرات 3).

- أما الذين يغضّون أصواتهم ويخفضونها في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد هيأ الله قلوبهم لتلقي الهبة العظيمة والجائزة الكبيرة منه عز وجل، وهي هبة التقوى، التي ستؤدي في النتيجة إلى الخوف من الله عز وجل، وإلى الإنابة إليه، ثم إلى استحقاق مغفرته جل وعلا واستحقاق أجره العظيم الذي يؤدي إلى الجنة.. إنه ترغيبٌ عميقٌ بعد تحذيرٌ مخيف!..

(إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحجرات 3).

 

- ثم أشارت الآيات الكريمة إلى حادثٍ وقع مع وفد بني تميم (في عام الوفود)، حين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا أعراباً جُفاةً، فنادوا من وراء حجرات النبي عليه الصلاة والسلام، المطلّة على المسجد النبويّ الشريف: يا محمد!.. اخرج إلينا!.. فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الجفوة وهذا الإزعاج: (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ).. لأنهم لم يبلغوا في صفاتهم العقلية ما يدلّهم على كيفية التعامل مع الذي يبلّغ رسالة الله عز وجل، ولم يتّبعوا أدب العاقلين الناضجين في التعامل مع الناس.

لقد كان الأجدر بهم أن ينتظروا ويصبروا حتى تخرج إليهم، فذلك أفضل لهم عند الله وعند الناس، لما فيه من مراعاةٍ للأدب في مقام النبوّة.. ولكن الله عز وجل يقول بعد ذلك: (وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، وهو ترغيب بالتوبة والإنابة (الرجوع) إليه، والعودة إلى الأصول في التعامل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم الترغيب في الرحمة والمغفرة، إذ اقتصر قول الله عز وجل على تحذيرهم وتقريعهم، ولم ينزل العقاب عليهم.. مراعاةً لطبيعتهم القاسية التي تتمتع بالجفاء.

كيف امتثل المؤمنون من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآيات؟!..

- منهم مَن أقسم ألا يكلّمه إلا سرّاً (أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه).. ومنهم من حرص على خفض صوته حتى يستفهمه رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ومنهم مَن بقي خائفاً وَجِلاً من أن يَحبَطَ عملُهُ لأن صوته جهورياً حاداً (ثابت بن قيس).. ومنهم.. ومنهم.

- في صلح الحديبية، يقول مفاوض قريش (عروة بن مسعود الثقفي): (والله ما تنخّم رسول الله نخامةً إلا وقعت في كفِّ رجلٍ منهم (يقصد الصحابة).. ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه.. وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وَضوئه (أي الماء الناتج عن الوضوء).. وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده..).. (والله لقد وفدتُ على قيصر في مُلكه.. وعلى كسرى في مُلكه.. وعلى النجاشيّ في مُلكه.. والله ما رأيت مَلِكاً قطّ، يُعظّمه أصحابه مثل ما يعظِّم أصحابُ محمدٍ محمداً)!..

فلنتأمّل، ولنتدبّر، ولنقتدي!..

لنتدبّر في الدروس والعظات المستوحاة من الآيات الكريمة

1- وجوب الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حياته وحضرته.. وبعد مماته، وذلك مع سنّته وأحاديثه وسيرته.

2- الصغائر قد تجرّ إلى الكبائر، والإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكبائر التي قد تؤدي إلى الكفر المحبِط للعمل.

3- إنّ مما يُرتَكَب من الذنوب.. ما يذهب بثواب الأعمال، من غير أن يدري المخطئ أحياناً أبعاد عمله المسيء الذي يرتكبه!.. لذلك علينا مراقبة أعمالنا وأقوالنا جيداً، كي لا نقع بالخطأ والذنب الذي يودي بصالحات أعمالنا (وتحسبونَه هيّناً وهو عندَ اللهِ عظيم)!..

4- إنّ الأدب يدل على التمتع بالعقل، فمن كان مؤدّباً فهو عاقل، ومن جُرِحَ أدبه فهو ناقص العقل.

5- الأدب والتأدّب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. يقتضي التأدّب مع العلماء المؤمنين المخلصين، الذين يعملون لإقامة شرع الله، وللدفاع عن حُرُماتِه.. فإنهم ورثة الأنبياء.. وكذلك التأدّب مع كل ذي شأنٍ من أصحاب العلم والفكر، الذين يرومون رفعة هذه الأمة الإسلامية، ويعملون على الدفاع عنها وعن دينهم، ويجتهدون في دفع الخبث والشبهات عنها، وفي تعرية أعدائها والدخلاء عليها وعلى منهجها الإسلاميّ القويم.

الكنـز الرابع : (التثبّت في تلقّي الأخبار وروايتها)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ * وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)

(الحجرات:6و7و8).

1- يوجّه الله عز وجل خطابه إلى المؤمنين الصادقين، بأن يتبيّنوا الحقيقة ويتحرّوا الحق، ويتثبّتوا من كل خبرٍ هامٍ يسمعون به، خاصةً إذا كانت تترتّب على تصديقه أضرار للناس، أو نَقَلَهُ فاجر خارج عن حدود الله لا يبالي بالكذب على الله وعلى الناس!.. والله عز وجل يقول للمؤمنين الصادقين الطاهرين: لا تتعجّلوا بالحكم واتخاذ المواقف، حتى تنضج لديكم الحقيقة، خشية أن تُلحِقوا الأذى والضرر بغيركم من الناس، من غير أن يستحقّوه، وأنتم تجهلون ذلك الحق نتيجة تسرّعكم، فتندمون على خطئكم ويصيبكم لذلك الهمّ والغمّ، متمنّين عدم وقوعكم بذلك الخطأ الظالم الفادح.

لنلاحظ أن كلمة (فاسق) و(نبأ).. قد وردتا في الآية الكريمة بهذا الشكل غير معرّفتان بل على شكل تنكير.. وذلك يدل على أن الله عز وجل لم يحدّد فاسقاً معيناً.. ولا نبأً معيّناً.. بل ورد اللفظ ليشمل أي فاسقٍ وأي نبأٍ، وفي أي زمانٍ ومكان.. فالحكم شامل كامل متكامل ولكل الناس والأنباء والأزمنة والأمكنة.. إلى يوم القيامة!..

2- يستمرّ الله عز وجل في توجيه خطابه إلى المؤمنين الصادقين بقوله: اعلموا أنّ بينكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تقولوا باطلاً، لأن الله سبحانه وتعالى سيخبره بالحقيقة.. وهو أعلم بمصالحكم منكم، فلا (تقدّموا بين يديه) بالقول والتصرّف والتسرّع باتخاذ الأحكام وقبول الأخبار من غير تبيّن وتثبّت!.. ولو أطاعكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثيرٍ من الأخبار التي تُنقَل إليكم وتُشيرون عليه بشأنها.. لوقعتم في المشقّة والإثم والمصائب والمتاعب.. لكنه صلى الله عليه وسلم لا يفعل ذلك قبل التثبّت التام واستيضاح الأمور بشكلٍ كاملٍ لا يقبل التأويل أو اللبس.

لنلاحظ هنا أيضاً كلمة (يُطيعُكُم)، فهي لفظ يفيد المستقبل والحاضر، وذلك للدلالة على الاستمرار في التحقّق والتثبّت من الأخبار والأنباء، فلم يقل: (أطاعكم) أي في الماضي وانتهى الأمر!..

ولنلاحظ قوله عز وجل: (في كثيرٍ من الأمرِ)، لنكتشف مدى المراعاة التي يراعي الله عز وجل فيها عباده المخلصين المؤمنين، إذ لم ينسب الخطأ إلى جميع أعمالهم وآرائهم، بل إلى بعضها.. وفي نفس الوقت هي إشارة إلى صواب الرأي لدى بعضهم، في التريّث والتبيّن والتحقّق من الأنباء!..

3- ثم يأتي الاستدراك في قول الله عز وجل للمؤمنين الصادقين الذين لم يقعوا في خطأ التسرّع بقبول الأنباء: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ..)، فالله عز وجل جعل الإيمان أحب شيءٍ إلى المؤمنين الصادقين، وحسّنه في نفوسهم بتوفيقه وتثبيته في أعماق قلوبهم.. وكرّه إليهم الجحود والكفر والفسوق (انتهاك حُرُمات الله والدين والشرع) والعصيان (المخالفة والتقصير في الطاعة).. فهؤلاء هم المؤمنون المستقيمون على الحق الثابتون عليه.. وهنا نلمس تماماً من سلوك هؤلاء المؤمنين الأطهار.. نلمس تماماً كيف أنهم ملتزمون بأوامر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.. وملتزمون بدينه وبمنهج الإسلام العظيم.. وهم بذلك لا (يتقدّمون بين يدي الله ورسوله)، وهنا يتجلى الربط الوثيق لهذه الآيات بمطلع السورة الكريمة في الآية الأولى!..

لنلاحظ قوله عز وجل: (حبّبَ)، (زيّنهُ)، (كرَّهَ).. وهي كلمات جاءت بلفظٍ يدل على أن كل ذلك كان تفضّلاً منه عز وجل على المؤمنين، وإنعاماً منه سبحانه وتعالى عليهم، وليس بجهودهم فحسب.. فحب الإيمان وكره الفسوق والكفر والعصيان.. هي نعمة من نِعَمِ الله عز وجل على الإنسان المؤمن، لا يمكن تحصيلها من غير تفضّل الله عليه بها!..

4- إنّ الإيمان في أعماق القلوب، والثبات على طريق الحق، وتحبيب هذا الإيمان إلى القلوب المؤمنة، وتحسينه في الأرواح الطاهرة، وجعل الكفر والفسوق والعصيان من الأمور التي تكرهها هذه القلوب والنفوس المؤمنة الصادقة.. كل ذلك فضل من الله عز وجل ونعمة عظيمة لا تعدلها نعمة أخرى على وجه الأرض، فالله جل وعلا يعلم ولا تعلمون، ويضع الأمور في مواضعها الصحيحة الطبيعية التي يجب أن تكون فيها.. فهو عليم بها، حكيم يضعها في المكان الذي يجب أن تكون فيه!.. لذلك لنقل بالدعاء والابتهال إلى الله عز وجل دائماً وباستمرارٍ: (اللهم يا مقلِّبَ القلوبِ، ثبّت قلبي على دينك، ويا مصرِّفَ القلوب صرِّف قلبي على طاعتك).. لأن القلوب بين يدي الرحمن يصرّفها كيف يشاء!..

لنتدبّر في الدروس والعظات المستوحاة من الآيات الكريمة

1- وجوب التثبّت من أي خبرٍ، وعدم التسرّع في تصديق الأنباء، أو البناء عليها من المواقف.. خاصةً تلك التي تترتب عليها آثار خطيرة لا يمكن تداركها بعد وقوعها!..

قارنوا بين منهج الإسلام وتعاليمه وعدله، وبين المناهج الظالمة الباغية الأخرى.. بين أخلاق المسلمين المؤمنين، وبين أخلاق الكافرين الغربيين والصليبيين وأبناء الصهيونية اليهودية.. الذين دمّروا العالم ودمّروا العلاقات بين الأمم والبشر، نزولاً عند أهوائهم وما تمليه عليه مناهجهم وأخلاقهم الفاسدة المنحطّة.. فأميركة دمّرت العراق وأفغانستان.. بناءً على معلوماتٍ يعترفون بأنفسهم الآن أنها كانت مزيّفةً خاطئة.. فوقع نتيجة ذلك السلوك الشاذّ السادي غير الأخلاقيّ.. وقع مئات الآلاف من القتلى والجرحى.. والملايين من المشرّدين.. وتم تدمير بلدين مسلمين بشكلٍ كامل، وفي العراق دمّروا كل مقوّمات الدولة فيه، ونهبوا ثرواته.. وشرّدوا شعبه.. وقهروا أبناءه.. وكل ذلك تحت عنوان: تحقيق الديمقراطية، وتدمير أسلحة التدمير الشامل، غير الموجودة إلا في عقولهم المريضة التافهة، وتخليص الشعب من الظلم، الذي مارسوا عوضاً عنه ظلماً أشد وأنكى!.. هذه أخلاقهم.. وهذه مناهجهم الوضعية.. وهذه شريعتهم الظالمة الباغية.. بينما تلك مناهجنا.. وشريعتنا.. وأخلاقنا.. وديننا، فأين الثرى من الثريا؟!.. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)!.. نعم هذا هو إسلامنا، وهذه هي أخلاقنا المستمدّة من إسلامنا العظيم.. وتلك هي شريعتهم الحمقاء الباغية الحاقدة الإجرامية السادية.. وقد ارتكبوا كل ما ارتكبوه دون أن يرفّ لهم جفن أو تؤنّبهم بقايا ضميرٍ إنسانيّ.. فيا ويحهم كم سيكون سقوطهم وسقوط منهجهم وحضارتهم وإمبراطوريتهم.. مدوِّياً مجلجلاً بإذن الله جبار السماوات والأرض!..

2- على المسلم المؤمن أن يرتقي في سلوكه إلى درجةٍ يكون فيها موضع ثقةٍ تامةٍ في نقل الأخبار وتمحيصها.. أما الفاسق فيجب أن يكون موضع شكٍ دائماً حتى يثبت خبره الذي ينقله.. لأنه لا يتحرّى الصدق، بل يتعمّد الكذب ولا يتجنّبه!.. ولننظر إلى الأنباء التي تنقلها وكالات الأنباء والفضائيات الغربية والأميركية واليهودية والأذناب من الناطقين بالعربية.. لنرى كم هؤلاء أفّاكون مجرمون كذّابون.. يكذبون على رؤوس الأشهاد دون كللٍ أو مللٍ أو حياء، ليشنّوا أبشع حملةٍ وأقذر حربٍ نفسيةٍ على المسلمين.. فتبّاً لهم أنى يؤفَكون!..

3- على المسلم أن يقتديَ برسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان حكيماً عاقلاً واعياً تجاه الأنباء، يتثبّت منها قبل تصديقها أو اتخاذه الموقف منها.. ولا يتأثر بها قبل التحقّق والدراسة الواعية المستفيضة.. ولا يأخذ أحداً بالظنّة، ولا يعاقِب أحداً على التهمة حتى تثبت بالأدلّة القاطعة!..

4- الإيمان من أعظم النِعَمِ التي أنعمها الله عز وجل على المؤمن، وعلى مَن يريد من عباده.. ومن آثار الإيمان الحق: كره الكفر والفسوق والعصيان.. ومراقبة النفس باستمرار، لتبقى على الصراط المستقيم، بعيدةً عن كل ما يتناقض مع أصول الإيمان وأركانه.. فهل نفعل؟!..

*     *     *

من أهم المراجع :

تفسير ابن كثير، وفي ظلال القرآن للشهيد سيد قطب، وكتاب البيّنات في تفسير سورة الحجرات للأستاذ عبد المجيد البيانوني.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ