ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 04/08/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


من له مصلحة ، في استثارة الفرز الطائفي ، في سورية ؟

وبالتالي : إثارة الصراع الدامي ، على أساس : كثرة محكومة ، وقلّة حاكمة !؟

عبد الله القحطاني  

لمعرفة الجواب ، لابدّ من استعراض المواقف على الساحة ، مواقف الفرقاء السياسيين جميعاً على ساحة العمل السياسي في سورية .. سواء من كان منها معارضاً ، ومن كان في السلطة.

1ً- الإسلاميون رافضون لهذه النزعة الرخيصة ، منذ بداية تأسيس جماعتهم . ونقصد هنا الأخوان المسلمين  تحديداً ..

فهذا تاريخهم ، منذ أربعينات القرن الماضي ، وحتى الآن ، يشهد على سلوكهم ، وعلاقتهم بالآخرين ..

وهذه وثائقهم وبياناتهم وتصريحاتهم ، وأدبيّاتهم كلّها ، تشهد على ذلك ، قبل تفجير الزمرة الحاكمة للصراع الدامي ، وبعد التفجير .. " في أواخر السبعينات وأواخر الثمانينات " .أمّا مرحلة الصراع ، بل مرحلة القتل البشع ، الذي شنّته العصابة المتسلّطة ،ضدّ جماعة الإخوان وأنصارها، بل ضدّ أكثريّة الشعب السوري .. أمّا هذه المرحلة ، فلها خصوصياتها ومقتضياتها! فليس ثمّة بشَر، في الكون ، يتعرّض للذبح العشوائيّ المقصود، والذبح المقنّن   ـ عبْر قانون من مجلسِ شعبٍ عيّنته الزمرة الحاكمة ـ يدّخر شيئا من وسعِه ،في الدفاع عن نفسه..! فليس لدى الإخوان المسلمين مبدأ ،أو خلق ، يحضّهم على استثارة النعرات الطائفيّة ضدّ أبناء وطنهم ،وليس لهم مصلحة في ذلك ،ألبتّة! بل هم ينفرون من هذا العبث الشيطانيّ الرهيب ، لو حصل في أيّة بقعة من بقاع الأرض ، بلْهَ أن يقع في وطنهم ، وبين أبناء شعبهم..! والزمرة المتسلّطة الفاسدة تعرف هذا جيدا ، قبل أن تَسرق السلطةَ من الشعب في ستّينات القرن الماضي! وليُسأل وجهاء الطائفة العلويّة ، وقادة الرأي والفكر فيها ، وكبار السنّ من رجالها.. الذين عرفوا الإخوان المسلمين ، في مواقع العمل السياسي والاجتماعي والثقافي كلّها ،عبرَ عقود عدّة ، وليُسأل أمثالهم ، من رجال الطوائف الأخرى ، والديانات الأخرى ، من دروز وإسماعيلية ونصارى ، وغيرهم.. عمّا إذا كان الإخوان دعاة طائفيّة ، أو محرّضين على طائفيّة في يوم من الأيام..!

2ـ الأطراف المعارضة غير الإسلامية:لا نعلم أنّ لأيّ منها مصلحة في إعادة الفرز الطائفي في سورية . ولم نرَ سلوكاً ، أو نقرأ كلاماً، لأي منها – قوميّاً كان ، أم يساريّاً – يدل ّ على أنه يسعى إلى فرز طائفي ،أو يحضّ عليه ، أو يميل إليه .. إلاّ ما كان من بعض السياسيين المتعصّبين ضدّ الإسلام ، ومنهج التفكير الإسلامي ..الذين يصرّحون بضرورة إقصاء الإسلام عن ساحة العمل السياسي جملة وتفصيلاً .. وهو ذاته منطق السلطة الطائفيّة المتسلطة في البلاد ، فهؤلاء يخدمون هذه السلطة بصورة غير مباشرة ، حين يردّدون أقوالها الحاقدة على الإسلام ، المصرّة على استئصاله من أيّ فكر سياسي في البلاد ، وبالتالي من أيّة ممارسة سياسيّة في الدولة . ونحن لا نفترض – بالطبع – أنّ هؤلاء الساسة المعارضين طائفيون ، كما لا نفترض أنّهم يريدون خدمة السلطة الحاكمة- عن وعي وإصرار – في تنحية الإسلام الذي تراه العدّو الأول لها في العالم .. ولاسيّما أنّ بعض هؤلاء الساسة المعارضين ، ناله من عسف السلطة وإجرامها مثل ما نال الإسلاميّين ..! وهذه مفارقة لا نعرف كيف يوفّق هؤلاء الساسة المعارضون بين عناصرها المتناقضة ، ـ على مستوى الحساب السياسي الجادّ والدقيق ـ ! ولاسيّما أن الإسلاميّين لديهم من مبادئهم وتاريخهم والتزاماتهم الرسميّة المعلنة ، ما يشكّل ضمانات حقيقيّة ، لأي عمل سياسي جادّ معارض ، طامح إلى تحرير البلاد من هيمنة التسلط والفساد والاستبداد ، لإخراج الناس في سورية من قمقم الدكتاتورية المقيتة ، إلى فضاء الحريّة الذي يتّسع للجميع . وإذا شك بعض الساسة المعارضين ، بأن الإسلاميّين عاجزون عن محاورة الآخرين ، وعن مقارعة الحجّة بالحجّة ، وعن الإفحام والإقناع عبر الحوار وحده .. إذا شكّوا بهذا ، فعليهم أن يعمّقوا معرفتهم بالإسلاميين الذين يسعون معهم لبناء جبهة مشتركة ، كفيلة بهدم جدار الدكتاتورية المزمن البشع المقيت . وإذا كان ثمّة من يخشى من تسلّط جديد ، بعد هدم التسلّط القديم ، فهم الإسلاميون ، أوّلاً ، وقبل كل أحد!  فما أصابهم على أيدي القوى القوميّة واليساريّة والعلمانيّة ، من بلاء ، في سائر الدول العربيّة   – وفي سوريّة خاصّة – ممّا لا يغيب عن ذهن طفل ساذج ، يعيش بين المحيط والخليج ! 

3- وتبقى الطغمة المتسلّطة الحاكمة : التي تستغلّ مشاعر الطائفة التي تحكم البلاد باسمها، وتدأب على تأجيج مشاعر الحقد والكراهية ، ضدّ كل فرد في البلاد محسوب على ملّة الإسلام – إذا كانت لا تستطيع استخدامه أجيراً عندها – حتى لو كان هذا الفرد ماجناً ، أو ضعيف الخلق ، أو جاهلاً بمعنى كلمة الإسلام ..

لقد دأبت هذه الطغمة الفاسدة ، على استثارة مشاعر الكره والخوف لدى أبناء طائفتها ، منذ استلم البعث السلطة ، وكانت هي العنصر الأساسيّ المحرك له، لسياساته ، وقراراته ،  ومجازره " العسكريّة – الأمنيّة- التعليميّة – الاقتصاديّة .." وعبر مراحل التسلّط الشكليّ للبعث ، على مقدّرات البلاد، مدّة أربعين سنة ونيّف .

فحماة لم تضرب مرّة واحدة بأيدي الطغمة الفاسدة /عام 1982/ بل ضُربت مرات عدّة ، منذ بدايات حكم البعث /عام 1964/.. وظلّت مجموعات كثيرة من أبنائها مضطهَدة ، من قِبل الزمرة الحاكمة ، حتى هذه الساعة ..!

والإسلاميّون – الإخوان خاصّة – لم يضطهَدوا ، ويحبَسوا ، ويشرّدوا ، ويعزَلوا من  وظائفهم .. في أواسط السبعينات وبداية الثمانينات - وإلى اليوم – فحسب ، بل بدأت محنتهم في ظلّ هذه السلطة ، منذ بداية استلامها للحكم ، وبتصميم واعٍ وحازم ، وعلى المستويَين النظريّ والعمليّ : عبرَ التصريحات الحزبيّة – كما ورد على لسان حافظ أسد ، في بعض مجلات الحزب عام 1965- ..وعبر الممارسات العمليّة اليوميّة ..

وأبرز تَجلٍّ من تجلّيات الحقد الطائفيّ العجيب ، لدَى هذه الزمرة الشاذّة ، ذلك القانون الذي سنّته ، وأمَرت مجلسَ شعبِها المعيّنَ ، بالموافقة عليه ، وهو قانون العار 49، عام 1980، الذي يحكم بالإعدام على كلّ منتَمٍ إلى جماعة الإخوان المسلمين ..! بل تجلّت عبقرية هذا القانون وصانعيه ، في الأسابيع الأخيرة ، حين بدأت تصريحات السادة الرفاق – بعد مؤتمرهم العاشر العتيد ـ تَتوالى ، حولَ شمولِ القانون ، كلّ من يتعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين ومن يروّج لأفكارهم ، حتى لو لم يكن عضواً في تنظيمهم ..! وبناءً عليه ، اعتقِلَ ( الأستاذ علي العبد الله) ، من منتدى الأتاسي ، لمجرّد قراءتِه بياناً كتبه الأستاذ (علي البيانوني) المراقب العام للإخوان المسلمين ! وتهمة الأستاذ علي العبد الله ، هي الترويج لفكر الإخوان المسلمين ..!

أمّا مصعب الحريري ، الشابّ الحدَث ، الذي لم يجاوز السابعة عشرة من عمره ، فاعتقِل    – بعد أن سوّى وضعه في سفارة النظام في الخارج – بتهمة أنّ أباه من الإخوان المسلمين..! وهذا، بالطبع ، ذنب عظيم ! إذ كيف يَقبل مولود في سورية ، أن يولَد لإنسان ينتمي إلى الإخوان المسلمين !؟ كان يجب على هذا الغلام أن يغيّر طريقه عند ولادته ، فيولَد لأبٍ آخرَ ليس من الإخوان المسلمين ..! ومادام قد ولِد لهذا الأب ، فعليه أن يتحمّل وزرَ فعلتِه الشنعاء هذه ، وأن يحكم بالإعدام ، لتخفّفَ عنه سلطة بلاده الرحيمة ، حكمَ الإعدام ، إلى عقوبة الحبس ، ستّ سنوات فقط !

هي ذي عبقريّة الرفاق الطائفيّين ، في التعبير عن أحقادهم الهائلة الدفينة الشاذّة ..!

فماذا يعني هذا تحديداً ، في أيّ منطق سياسيّ ، أو اجتماعيّ ، أو دينيّ ، أو إنسانيّ ؟

ألا يعني – بالضرورة ، وبلا أيّ تأويل آخر – أنّ الطغمة الفاسدة المتسلّطة ، تسعى بقوّة وعنف وتصميم ، إلى استنفار المشاعر الطائفيّة المضادّة ، لدى غالبيّة أبناء الشعب السوري ، لتصطدم العاطفة ، والمزاج بالمزاج ، والقهر بالقهر ، والحقد بالحقد ، والعنف الطائفيّ بالعنف الطائفيّ .. لتَغرق البلاد في مستنقع الدم ، وتغوصَ فيه زمناً لا يعلم مَداه الله ! 

وإلاّ ، فليفّسر أيّ عاقل في الدنيا ، مسلكَ هذه الطغمة الفاسدة المفسدة ، تفسيراً آخر ، يقبله العقلاء ، وحتى المجانين ، من أبناء سورية المنكوبة الصابرة !

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ