ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 16/09/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

أيها الـ (بابا) :

لو أعملتَ عقلكَ .. لاعتنقتَ الإسلامَ الذي تتهجّم عليه

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

يقول الدكتور (غرونييه) : [إني تتبّعت كل الآيات القرآنية ذات الارتباط بالعلوم الطبية والصحية والطبيعية.. فوجدتُ هذه الآيات منطبقةً كل الانطباق على معارفنا الحديثة.. فأعلنتُ إسلامي، لأنني تيقّنت أنّ محمداً (عليه الصلاة والسلام) قد أتى بالحق الأبلج.. ولو أنّ كلَّ صاحب علمٍ من العلوم قارن جيداً كلَّ الآيات القرآنية المرتبطة بما تعلّمه، كما فعلتُ أنا.. لأسلم بلا شك، إن كان عاقلاً خالياً من الأغراض]!.. (من كتاب: محمد رسول الله، للكاتب آتين دينييه).

والدكتور (غرونييه) نائب في البرلمان الفرنسيّ، اعتنق الإسلام لسببٍ واحدٍ فقط، هو أنه وجد في هذا الدين العظيم أساساً لكل العلوم الحديثة، وأنّ القرآن العظيم الذي نزل من عند الله سبحانه وتعالى منذ أكثر من أربعة عشر قرناً مضت.. فيه من المنهج العلميّ، ما يجعله مرشداً واسعاً، لكل صاحب عقلٍ علميٍ يبتغي الوصول إلى حقائق المعرفة والعلم، ولكل مَن ينهج نهج العلم المحض والتفكير العلميّ السليم!..

لقد قام الإسلام على الإيمان الحرّ المطلق، ودعا إلى اعتناق عقيدته بالحجة والبرهان، وأثار عند الإنسان مَلَكَةَ التفكير، واستحثّ عقلَه ليصل إلى اليقين الكامل إيماناً والتزاماً وثباتاً، وعملاً خالصاً لوجه الخالق عز وجل، ولتحرير الإنسانية من الشقاء والعذاب، وذلك بتنفيذ منهج الله عز وجل الحكيم الرحمن الرحيم العليم: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ..) (يونس:101)، (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ..)!.. (العنكبوت:20).. وحين يدعو الإسلامُ الناسَ إلى الإيمان، يبيّن لهم طريقَ الخير وطريقَ الشرّ، ثم يحثّ على التفكير بكلٍ منهما، وعلى استثارة العقل بأعلى طاقاته، لاتخاذ القرار الحاسم: إما إلى الإيمان أو إلى الضلال والكفر: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ..) (الروم: من الآية8)، وكل مَن يُعمِل عقلَه ويفكّر ويتدبّر ويتحرّر من هوى النفس.. كل مَن يفعل ذلك عبر التاريخ.. لا شك سيؤمن بعقيدة الإسلام عن اقتناعٍ وإصرارٍ وثبات.. وحين يزداد الإنسان علماً وقدرةً على استخدام طاقاته العقلية.. فإنه سيكون أقرب ما يكون إلى الإيمان بعقيدة الإسلام: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الجاثـية:13)، نعم، لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ!..

الإنسان في نهج الإسلام حرّ في اختياره، ومسؤول عن هذا الاختيار، والإسلام لم ينتشر بالعنف ولم يُجبِر الناسَ على اعتناقه إجباراً، وإنما كان الإسلام دائماً يدعو إلى تحقيق عزّة المسلم، وإلى امتلاك القوة الكفيلة بحماية المسلمين وأوطانهم وثرواتهم وأعراضهم ودمائهم، من اعتداءات الآخرين.. وحين كان طواغيت الأرض يحولون بين الناس وبين الإسلام العادل المحرِّر لهم.. كانت القوة كفيلةً بتحطيم عروش أولئك الطواغيت، بهدف تحرير الناس من عبودية بعضهم بعضاً، إلى عبادة الله عز وجل الواحد الأحد، وليس بهدف السيطرة على الأوطان ونشر القتل والفساد والدمار، وسرقة الثروات وتحقيق المآرب العدوانية.. فقد كان الإسلام وما يزال، محرِّراً للبشر وليس محوِّلاً لهم إلى عبيدٍ يُسَبِّحون بحمد القوة التي تسيطر عليهم وعلى أوطانهم وثرواتهم وأعراضهم وإنسانيتهم!..

الفرق واسع جداً، بين أن يجاهدَ الإنسان لتحرير الناس، من العبودية البشرية الظالمة بشتى أنواعها، ونقلهم إلى عبادة الخالق وحده سبحانه وتعالى.. وبين أن يقوم مَن يمتلكون القوّة ويحتكمون إليها بالسيطرة على الإنسان، لإذلاله وإخضاعه لمخططاتهم الدنيئة الطاغية الظالمة غير الإنسانية، وكذلك لنـزعاتهم العدوانية الدموية، التي تسحق الإنسان، وتجرّده تماماً من كرامته وإنسانيته!.. وهل كانت (العُهْدة العُمَرية) أو وثيقة الخليفة (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه، بمنح الأمان لنصارى بيت المقدس، وباحترام كرامتهم الإنسانية ودينهم وعقيدتهم النصرانية التي اختاروها لأنفسهم.. هل كانت إلا ضمن هذا السياق الإسلاميّ، الذي يمثّل تنفيذ أرقى ما يمكن من العلاقات الإنسانية بين البشر؟!.. وهل كان نهج الرسول الكريم محمدٍ صلى الله عليه وسلم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)، الذي اتبعه مع مَن طردوه وطاردوه وحاصروه وعذّبوا أصحابَه وقتلوا أعز الناس إلى قلبه ونفسه.. هل كانت إلا ترجمةً حيّةً لأسطع الأدلّة على سماحة الإسلام، وعلى رقيّ الأخلاق التي يدعو إليها، لتحقيق كرامة الإنسان في أفضل حالاتها؟!.. وهل دخل الناس في دين الإسلام أفواجاً إلا باختيارهم الكامل، بعد أن ظهر الحق وزهق الباطل، وتبيّن للناس النور من الظلام؟!..

لقد تنـزّل الإسلام، على قاعدةٍ ربانيةٍ خلاّقةٍ كريمة: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ..) (البقرة: من الآية256)، ثم تأسّس على: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ) (الغاشية:21 و22)، ثم انتشر على غير ما يزعمه بابا الفاتيكان (بنيديكت السادس عشر)، بل على عكس ما زعمه وأصرّ عليه وافتراه: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)؟!.. (يونس:99).

(.. قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ..)؟!.. (الزمر: من الآية9).. هي القاعدة الأساس في النهج الإسلاميّ القويم، وفي كينونته ووسيلته في الارتقاء المستمر، الذي لا ينتهي عند حدٍ من الحدود.. هي القاعدة التي يؤكّدها قول العزيز الحكيم، راسماً طريق الفكر والتفكّر المستمر، لاستمرار الحياة الإنسانية في أرقى درجاتها: (.. قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ)؟!.. (الأنعام: من الآية50).. وعلى هذه القاعدة الربانية اعتنق ملايينُ البشر في العصر الحديث الإسلامَ، ولم يكن لهم من وسيلةٍ للوصول إليه إلا التفكير، وانطلاق العقل من عقاله، وانطلاقة العلم في إشعاعات عقلٍ سليمٍ معافى.. وعلى هذا الأساس أسلم آلاف المفكرين والسياسيين والعلماء والمتنوِّرين والمثقّفين الغربيين، من أمثال: (روجيه جارودي)، الذي اكتشف عظمة الإسلام من خلال (كشف زيف الحضارة الغربية والأميركية القائمة على العنف والقتل واستباحة الشعوب)، والبروفيسور الهندي عز الدين أو (ناشكانتا)، الذي وجد (أنّ الإسلام يتناغم منسجماً مع الحكمة والعقل).. والمبشِّرة النصرانية الأصل (فيلما وليم) التي أسلمت فور سماعها (سورة مريم) واكتشافها من خلال ذلك (عظمة الإسلام ورقيّه الأخلاقي وشموله كلَ الخير للبشرية)، فتحوّلت من مبشِّرةٍ نصرانية إلى داعيةٍ إسلامية.. والمحامي الإيطالي (روزايو باسكويني)، الذي اعتنق الإسلام (بعد دراساتٍ معمّقة وبحثٍ عميقٍ عن الحقيقة).. والبروفيسور الأميركي (ريكيفول)، الذي (انبهر بسماحة الإسلام ومنطقه العلميّ الدقيق وبساطته وعقلانيته وتوازنه وحَثّه على الرقيّ الحضاريّ والثقافيّ)، ومدير مكتب البابا بولس السادس (الكونت دو)، الذي أعمل عقله فاكتشف أنه (من المستحيل أن يكون يسوع ابن الله) أو (أن تكون مريم العذراء والدة الله)!.. كما اكتشف (أنّ الإسلام يحترم النصرانية واليهودية ويُجِلّ أنبياءهما لأنهما دينان سماويان)!.. (مجلة نور الإسلام).

لقد جسّد اعتناقُ مَن ذكرنا آنفاً دينَ الإسلام.. جسّد بكل التفاصيل قولَ العزيز الحكيم: (.. إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء..) (فاطر: من الآية28).. فهل كل هؤلاء وغيرهم من ملايين الغربيين الذين اعتنقوا الإسلام.. اعتنقوه بالعنف بعيداً عن العقل والعلم؟!.. وهل جسّدت مزاعم بابا الفاتيكان موقف العالِم العاقل الخالي من الأغراض المشبوهة؟!..

لعله قد غاب عن (البابا) أنّ الحضارة الإسلامية الأندلسية وعلومها.. قد أنارت أوروبة والغرب بإشعاعاتها وفنونها، يوم كان قومه مندثرين تحت ظلاماتٍ متراكمة، وأنّ ذلك التقدّم الحضاري العلمي العقلي كله، كان الإسلام هو مادته وقوّته الدافعة الحقيقية الوحيدة!.. ولعل (البابا) لا يعرف حتى الآن، بأنّ الحضارة الغربية القائمة اليوم، قد تأسّست على حضارة المسلمين المنبثقة عن الإسلام نفسه.. بل لعله لم يكتشف أنّ كل ما يُنسَب اليوم إلى الغرب من علمٍ وعلوم، قد قام أصلاً على المنهج التجريبي الإسلاميّ، الذي أسّسه المسلمون وعلماؤهم الأفذاذ في بغداد ودمشق وقرطبة!..

ليست تصريحات بابا الفاتيكان الأخيرة، إلا حلقةً في سياق الحرب المفتوحة، التي أعلنها ويخوضها ضد الإسلام والمسلمين، بعضُ قادة الغرب وزعماؤهم، الذين جمّدوا عقولهم، وانساقوا وراء سطوة القوة والجبروت والطغيان، وجسّدوا في سلوكهم الفرق الجوهريّ بين عقل الإسلام والعقل الغربي المأسور بقيد الوسيلة-الغاية، التي يستملكونها، ثم يستخدمونها بعيداً عن مقتضيات العقل والحكمة، فتتحوّل منتجات حضارتهم إلى أدواتٍ فتّاكةٍ تفتك بمصائر الشعوب والأوطان، وتقود العالَم إلى التدمير الشامل!.. بينما كان سرّ ارتقاء الحضارة الإسلامية هو الربط المحكَم بين أركان منظومةٍ محكَمة الترابط: (العلم، ولخلق الإنسانيّ القويم، والإيمان)، فالعقل والعلم يبحثان عن الوسائل الراقية للتقدّم، والخلق القويم يقيّد الوسيلة بقيد السلوك الإنسانيّ الهادف البنّاء، والإيمان يضبط كل ذلك ويفتح المجالات على مصاريعها لانطلاق طاقات العقل على أشدها.. فتنتج عن هذه التفاعلات حضارة راقية تنهل من خيرها كلُ البشرية، وتحقق عمارة الأرض بأفضل صورةٍ إنسانيةٍ حقيقية.. وشتان بين حضارة التعمير وحضارة التدمير!.. (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (الروم:9).

قلنا : إن تصريحات (البابا) الأخيرة الظالمة، لا تخرج عن السياق العام الذي رسمته الإدارة الأميركية المتصهينة، في حملتها التي أطلق عليها (بوش الصغير) اسم: (الحملة الصليبية)، وقد تكامل الدور الصليبي الأميركي مع الدورَيْن الأوروبي والصهيوني، ليخلّف دماراً هائلاً لأوطاننا وشعوبنا وأرضنا، بدأ في أفغانستان، ولم ينتهِ في العراق، وما يزال يمارَس فيهما وفي فلسطين والشيشان وغيرها من أوطان المسلمين.. يمارَس بأبشع درجات الجنون والبشاعة والعنف والعدوان.. وقد سبقت تصريحَ (البابا) تصريحاتٌ متناغمة صدرت عن بعض رجالات الكنيسة ودوائر السياسة الغربية: [في كانون الثاني 2004م، وصف عضو الحزب الوطني البريطاني (نيك جريفن) الإسلامَ بأنه (عقيدة فاسدة)!.. وفي أيار 2005م دعا المذيع الأميركي (مايكل غراهام) إلى ضرب مكة المكرمة وتدمير الكعبة المشرَّفة.. بالسلاح النووي، فضلاً عن تصريحات القس الأميركي (فرانكلن غراهام)، الذي وصف فيها الإسلام بالدين الشرّير والعنيف.. وتصريحات الحاخام الأميركي (مارفين هير)، الذي وصف القرآن بالكتاب المتطرّف،..].. فهل سمع (البابا) عما مارسه ويمارسه حلفاؤه هؤلاء، من عنفٍ وجنونٍ وطغيانٍ وسيطرةٍ واحتلالاتٍ وإذلالٍ وهتكٍ لإنسانية الإنسان؟!.. أفلا يحق لنا أن نتساءل: لماذا يتجاهل (البابا) كل ما يجري من عدوان، ثم يتحدّث بلسان الظالم الجلاد ضد المظلوم الضحية؟!.. ولماذا يتجاهل كلَ التاريخ الدمويّ للكنيسة وللحملات الصليبية المتعدّدة التي أنعشها حلفاؤه اليوم، ويتجاهل عدوانَ الصهاينة المغتصِبين، الذين يمارسون القتل والتشريد والذبح والفساد في الأرض.. على مدار الساعة؟!..

أي عقلٍ يتحدث عنه (البابا) والطائرات الحربية لحلفائه تجوب سماءَ العراق، ودباباتهم تملأ أرضَه، فتعيث فيها فساداً وقتلاً وانتهاكاً وعدواناً وتخريباً وتدميراً، وقد رُفِعَ الصليب على مقدّمة مدافع تلك الدبابات الأميركية، التي تفتك بشبابنا ونسائنا وأطفالنا؟!.. وعن أي عنفٍ يتحدّث (البابا)، وقد قُتِلَ وجُرِحَ في أفغانستان والعراق وفلسطين والشيشان أكثر من مليون نفسٍ بشرية من المسلمين حتى الآن؟!.. وهل لهذا (البابا) أن يُنبئنا: ماذا تفعل جيوش الصليب والصليبيين في أوطاننا وقد قدمت إليها من وراء البحار؟!.. وهل سمع هذا (البابا) نفسه، عن محاكم التفتيش في الأندلس وأوروبة و(أبو غريب) و(غوانتانامو)، وهل حقاً لا يعرف هوية أو جنسية المسؤولين عنها؟!..

أيها البابا (بنيديكت السادس عشر) : أي القولين يدعو إلى (العنف الذي يتنافى مع العقل) كما تزعم، قول الله عز وجل في قرآننا العظيم: (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً) (الاسراء:28).. وكذلك قوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107).. أم هذا النص من (سفر صموئيل الأول) في (الكتاب المقدس): (.. ولا تعفُ عنهم، بل اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعاً، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً)!.. وكذلك ما ورد في (سفر أشعيا): (كل مَن وُجِدَ يُطعَن بالسيف، وتُحَطَّم أطفالهم أمام عيونهم، وتُنهَب بيوتهم، وتُفضَح نساؤهم)؟!..

من مظاهر اختلال العقل، أن يتجاهل (البابا) كل هذا الكم الهائل من طغيان حلفائه وأهله وبني جلدته، ومن معالم الجنون وفقدان الحكمة أن تغيب عن بصيرته رؤيةُ كل هذا الحجم من عنف طغاة العصر من بني قومه.. بينما يجاهد لالتقاط ردود الفعل الصادرة عن الضحايا الأبرياء ضد جلاديهم!.. أوَبعدَ كل ذلك العمى والانحراف المتعمّد في أحكامه.. يريد (البابا) أن يعيشَ الغربُ آمناً مطمئناً، ويريد للحضارات أن تتحاور؟!..

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ