ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 24/02/2013


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

ذلك بأنهم قوم لا يعلمون

أ.د. محمود نديم نحاس

سمعت من خطيب الجمعة أنه يعمل في أحد مكاتب دعوة الجاليات، وأنه لطالما أتاهم أناس أمضوا سنوات بين المسلمين لم يكلمهم أحد عن الإسلام، وأنهم لما سمعوا الهدى وتبين لهم الحق أسرعوا للدخول في الإسلام.

وأذكر أني قرأت عن استطلاع عالمي للرأي كانت نتيجته أن حوالي ثلاثة أرباع المستطلَعة أراؤهم لم يسمعوا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم. لكننا كثيراً ما نفترض أن الناس يعلمون عن الإسلام والمسلمين، مما يعني أننا نخلط بين خاصة الخاصة وبين العامة.

استوقفتني هذه الآية القرآنية (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ. ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ)، فقرأت معانيها في مختلف التفاسير، فإذا بها نداء للرسول صلى الله عليه وسلم للاستجابة لأي من المشركين إذا طلب الدخول في جوار الرسول صلى الله عليه وسلم ورغب في الأمان فالواجب إجابة طلبه ليسمع كلام الله ويطَّلع على دينه. ثم ماذا؟ فإن أسلم فقد اهتدى، وإلا فالواجب إعادته آمناً من حيث أتى، وبذا تقوم عليه الحجة. ويقرر ربنا سبحانه وتعالى في نهاية الآية أنهم قوم لا يعلمون، فهم جاهلون بحقائق الإسلام، ومحتاجون إلى سماعها، فربما اختاروا الإسلام إذا زال جهلهم. وهذا إعلام لمن لا يعلمون، وإجارة لمن يستجيرون، وتسهيل لهم لمعرفة ما أُنزل. يتعلمون وهم آمنون، فإن قبلوا فذاك هو المطلوب، وإلا فيجب إعادتهم إلى أن يبلغوا مأمنهم.

والعجيب أن هذه الآية هي من آيات سورة التوبة، السورة التي نزلت فيها تشريعات الحرب، فإذا كانت هذه طريقة التعامل وقت الحرب فكيف تكون المعاملة في حالات السلم؟

وأرانا اليوم نغفل عن كثير مما يجب علينا فعله. فغالبية الناس في أصقاع الأرض لم يسمعوا شيئاً عن الإسلام، إنما يصرُّ بعضنا ويقول بأنهم يعلمون الدين الحق ولكنهم يتبعون أهواءهم، في حين تقرر الآية الكريمة (بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ).

ولا تقتصر أحكامنا على البعيدين فقط، بل تمتد لمن يعيشون بيننا. فيظن كل واحد منا أن ما يعلمه هو معلوم بالضرورة لغيره. والأمثلة كثيرة، فبعد انتظار في البنك حتى جاء دوري فاجأني الموظف بعدم إمكان عمل ما جئت من أجله لتأخر الوقت، وأضاف بأن هذا معروف للجميع! فسألته: هل كنت تعرفه أنت قبل عملك هنا؟ فسكت وظهرت علامة الإحراج على وجهه. وفي نقاش مع صديق حول إحدى المسائل الفرعية في الدين ذكر رأياً وقال لي: هذا أمر معلوم من الدين بالضرورة! فقلت: على رِسْلِك! المعلوم من الدين بالضرورة هو ما يعلمه أي مسلم، وأنا لم أعرف هذا إلا منك الآن! فكيف بعامة الناس؟ وعلى المستوى الشخصي، تفاجأت مرة بأن أحد أفراد الأسرة لا يعرف عن أمر من الأمور التي مرّت بنا، فسألته: كيف ذاك؟ فقال مبتسماً: أنا مولود بعد تلك الواقعة! فلنتذكر قول الله تعالى: (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ)، ولا نفترض أن الناس يعلمون ما نعلم.

=====================

تركيا وخطوة أخرى نحو الديمقراطية

د. سعيد الحاج

حملت "لجنة التوافق على الدستور" في مجلس الأمة التركي قبل أيام خبراً مفرحاً للأتراك، يعتبر خطوة متقدمة على صعيد ترسيخ عملية التحول الديمقراطي المدني في البلاد، وهو توافق الأحزاب المختلفة على تبعية رئاسة أركان الجيش لوزارة الدفاع الوطني في الدستور الجديد.

 

فبعد انهيار السلطنة العثمانية وتأسيس الجمهورية التركية الحديثة، عاشت تركيا عشرات السنين تجربة حكم الحزب الواحد بذريعة حماية الجمهورية الوليدة ومكتسباتها. ثم عبرت إلى مرحلة نظام تعدد الأحزاب بعد انتخابات عام 1950، غير أن النظام السياسي التركي بقي محكوماً بقيدين ثقيلين اعتبرا على مدى عقود حامِيَيْ النظام العلماني والإرث الأتاتوركي، هما المحكمة الدستورية والمؤسسة العسكرية.

 

ظلت المحكمة الدستورية سيفاً مُسْلطاً على رقاب الأحزاب والقيادات السياسية، لا سيما الإسلامية منها، مغلقة العديد من الأحزاب وفارضة حظراً على نشاط العشرات من السياسيين لأوهى الأسباب، ودائماً بذريعة مخالفة "الأسس" التي قامت عليها الجمهورية. وكانت آخر معاركها مع حزب العدالة والتنمية الحاكم حالياً حين نجى في الثلاثين من تموز/ يوليو عام 2008 من قرار الإغلاق بفارق صوت واحد، ثم تراجع دورها كثيراً مع الاستفتاء على التعديلات الدستورية في الثاني عشر من أيلول/ سبتمبر عام 2010 (الموافق لذكرى الانقلاب العسكري عام 1980) التي رفعت عدد أعضائها من 11 إلى 17، وصعّبت قرارات إغلاق الأحزاب السياسية وغيرت في تركيبة أعضاء المحكمة.

 

أما الجيش فقد كان طوال الوقت الحارس الأمين للمبادئ العلمانية الأتاتوركية، وقام بأربعة انقلابات: انقلاب عام 1960 العسكري الذي أفضى إلى إعدام رئيس الوزراء آنذاك عدنان مندريس، وانقلاب عام 1971 الأبيض (ضغط على الحكومة للاستقالة)، وانقلاب عام 1997 "ما بعد الحداثي" على حكومة نجم الدين أربكان، وانقلاب عام 1980 العسكري الذي شمل حل الاحزاب، واعتقال رؤسائها ومحاكتمهم وفرض دستور عسكري على البلاد. وبقيت قيادة القوات المسلحة التركية نداً قوياً لكل الحكومات التركية، مترأسة الذراع العسكري في مجلس الأمن القومي في مقابل ذراع مدني كان يشكل الأقلية. تبع ذلك اكتشاف خطط تتآمر للانقلاب على الحكومة القائمة كان بعض الشباط طرفاً فيها، ثم اعتقال العشرات من الضباط من رتب مختلفة على ذمة تلك القضايا التي أساءت إلى سمعة الجيش وقللت من هيبته وخفضت من شعبيته.

 

بعد السيطرة النسبية لحزب العدالة والتنمية على مقاليد الأمور في البلاد، والإصلاحات الديمقراطية والقانونية التي قام بها، قدّم رئيس الأركان ورؤساء الجيوش الجوية والبرية والبحرية (أرفع أربع قيادات عسكرية في البلاد) في 29 من تموز/ يوليو 2011 باستقالة جماعية بغية إحراج رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان والضغط عليه، قبل ثلاثة أيام من اجتماع "الشورى العسكرية العليا"، لكنه فاجأهم بقبول الاستقالة وتعيين بدلاء لهم في نفس اليوم. ومنذ ذلك الوقت أصبح اجتماع "الشورى العسكرية العليا" يتم بقيادة واحدة هي قيادة رئيس الوزراء، لكن القوات المسلحة التركية بقيت هيئة مستقلة تابعة لرئاسة الوزراء كما في السابق.

 

الآن، ومع اتفاق الأحزاب المختلفة على تبعية رئاسة الأركان لوزارة الدفاع في الدستور القادم، تكون تركيا قد خطت خطوة كبيرة جداً (وربما نهائية) نحو ترسيخ الإصلاحات الديمقراطية وإبعاد الجيش عن مجال التأثير في الحياة السياسية. وهي خطوة تشكل مع الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي روافع هامة نحو استقرار تركيا ونهضتها لتكون قوة عالمية، ولم يبق أمام ذلك إلا إنهاء مشكلة الإرهاب وإحلال السلام الأهلي من خلال حل المسألة الكردية عبر جهود الحكومة الحثيثة في هذا المضمار، تلك الجهود التي اقتربت من إيتاء أكلها، ولعلها تكون موضوع مقال قريب بإذن الله.

======================

النصر الحقيقي من الله ، وكل ما دونه ستار لقدر الله

الشيخ د. منير غضبان

*النصر الحقيقي من الله ، وكل ما دونه ستار لقدر الله ، روى أحمد ومسلم ، عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنه قال : حدثني عمر بن الخطاب :

رضي الله عنه قال : (لما كان يوم بدر نظر النبي إلى أصحابه ، وهم ثلاث مائة رجل وبضعة عشر رجلا ، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة .

فاستقبل نبي الله القبلة ، ثم مد يده ، وجعل يهتف بيده : اللهم أنجز لي ما وعدتني . حتى سقط رداؤه فأتاه أبو بكر رضي الله عنه فألقاه على منكبيه ، ثم التزمه من ورائه وقال : يا نبي الله ، كفاك مناشدتك لربك ، فإن الله سينجز لك ما وعدك )

*الملائكة تؤيد المؤمنين ، وهي بحاجة إلى معية الله سبحانه وتعالى

(إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم )، فالملائكة بدون علم الله عاجزون عن تحقيق أي نصر ، حتى وهم يثبتون المؤمنين ويقاتلون معهم ،لا بد لهم من معية الله سبحانه ليلقي الرعب في قلوب الكافرين .

في رواية لابن إسحاق ( فبينا هو جالس إذ قال الناس : هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قد قدم ، قال : فقال له أبو لهب : هلم إلي فعندك لعمري الخبر ، قال : فجلس إليه والناس قيام عليه ، فقال : يابن أخي ، أخبرني كيف كان أمر الناس ، قال : والله ما هو إلا أن لقينا القوم ، فمنحناهم أكتافنا يقتلونا كيف شاؤوا ،ويأسروننا كيف شاؤوا ، وأيم الله مع ذلك مالمت الناس : لقينا رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء والأرض ، والله ما تليق شيئا ، ولا يقوم لها شيء ، قال أبو رافع : فرفعت طنب الحجرة بيدي ، ثم قلت : تلك والله الملائكة )

*الله تعالى يدير المعركة

(إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنو سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب )

يقول تعالى ذكره : سأرعب الذين كفروا بي أيها المؤمنون منكم ، وأملؤها فرقا حتى ينهزموا عنكم ، فاضربوا فوق الأعناق

ونرى رعب الكافرين من هذا النص ( وبعثت قريش عمير بن وهب الجمحي ، ليحزر المسلمين ، فلما لم ير مددا ولا كمينا ، رجع فقال : القوم ثلاث مائة إن زادوا زادوا قليلا ومعهم سبعون بعيرا وفرسان ، يا معشر قريش

البلايا تحمل المنايا ، مواضح يثرب تحمل الموت الناقع ، قوم ليس لهم لا منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم ، لا ترونهم خرسا لا يتكلمون ، يتلمظون تلمظ الأفاعي ، والله ما أرى أن يقتل منهم رجل ، حتى يقتل منكم رجل فإن أصابوا منكم مثل أهدافهم فما خير العيش بعد ذلك .)

=================

صحيفة ( العهد) : إخوان سورية

بقلم الدكتور : عثمان قدري مكانسي

أصدر المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في سورية العدد الأول لصحيفتهم التي أعلنوا قرب صدورها مرات عديدة في شهر كانون الثاني (يناير).. وصدر العدد التجريبي يوم الجمعة /5/ ربيع الثاني /1434 للهجرة ، الموافق /15/ شباط / 2013 للميلاد في ثماني صفحات . وأعلن مكتبهم الإعلامي أنها ستصدر كل أسبوعين ، واستهلت الصحيفة صدورها بالرقم ( صفر) وأصدرها المركز الإعلامي للإخوان السوريين ، وصدرت الصحيفة بعنوان ( العهد) رمزاً لعهدهم الوطن والشعب أن تكون الثورة الملهمَ الأولَ والأهمَّ في مسيرة جماعة الإخوان المسلمين السوريين ، والعمل لتوحيد الأطياف كلها تحت راية الحق والعدل والمساواة.

الصفحة الأولى كانت (عناوين ضمت ريبورتاجات ومقالات وبيانات ) وكانت الكلمة المفتاحية في الصحيفة للمراقب العام الأستاذ محمد رياض الشقفة تحدث فيه عن العهد والتزام الإخوان به في سبيل تحقيق الأمل المنشود للشعب السوري العظيم.، وكان بيان الجماعة في الصفحة الأولى دعوة للثائرين الأبطال أنْ يثبُتوا على درب الثورة والجهاد ، ثم كلمة مختصرة عن مجزرة حماة في ذكراها الأليمة الحادية والثلاثين ، وحثٌّ على التفاؤل والعمل الدائب لبناء سورية المستقبل.

وخصت الصفحة الثانية بالحديث عن الذكرى المتجددة لمجزرة حماة عام / 1982/ التي تقشعر لها الأبدان وتتقطع لها القلوب ، مع ذكر حقائق وأرقام عن المجزرة فهناك أربعون ألف شهيد وعشرون ألف مفقود ومئة ألف نازح . لقد قام النظام الدموي بتكريم القَتَلَة وترفيعهم مما يدل على همجية النظام ودمويته الطاغية.

أما الصفحة الثالثة فكان فيها ثلاث مقالات تحت عنوان الصفحة الكبير في زاوية الصفحة الأولى ( بانوراما الأخبار) أما المقال الأول فكان بعنوان " موارد الدولة من نظام الأسد إلى اللانظام " يؤكد الكاتب فيه على أن هدف الثورة الأول إسقاط النظام ولكن هذا الهدف المنشودَ ليس الأخير إنما هو بداية الطريق إلى بناء سورية الحديثة ،فمع ازدياد رقعة المناطق المحررة فإن الأعباء التي يتحملها الثوار تزيد يوماً بعد يوم.وأما المقال الثاني فقد تحدث عن أطفال سورية من خلال أطفال بلدة (دوما ) المدمرة بالقصف والقنص وقطع الكهرباء وشح الوقود وانقطاع الماء وكان عنوان هذا المقال : ( أطفال دوما : موت قبل الحياة ) وأما المقال الثالث فكان عنوانه ( الجيش الحر بين الكرّ والصمود ) يتحدث فيه الكاتب عن دور الجيش الحرِّ بأسلحته الخفيفة أمام ترسانة جيش الأسد وحلفائه المزوّد بكافّة انواع الأسلحة الثقيلة ، لكنّ الثبات والإصرار على تحقيق التحرير والنصر يصنع المعجزات .

وكانت مواضيع الصفحتين الثانية والثالثة سردَ أخبار تفتقر إلى التحليل .

أما الصفحة الرابعة فترويستها( جند وعهد). فيها مقال واحد عن نشأة جماعة الإخوان المسلمين في سورية بعنوان ( آفاق تاريخية – الحلقة الأولى) يؤرخ مرحلة ( نواة التكوين ) للجماعة في سورية وعلاقتها بالجمعيات الإسلامية في سورية ولبنان ، ونجد لمحة مختصرة عن مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ومرشدها الأول الإمام حسن البنا . وبعنوانين صغيرين في الزاوية السفلى من هذه الصفحة ،وتحت عنوان ( إخوانيات ) نجد شعارهم ( الله غايتنتا ، الرسول قدوتنا ، القرآن دستورنا، الجهاد سبيلنا ،الموت في سبيل الله أسمى أمانينا) وعنوان (قراءات إخوانية ) تعرّف بكتاب سيد قطب رحمه الله (معالم في الطريق) ، وكان هذا الكتاب من أهم أسباب الحكم عليه بالإعدام في عهد عبد الناصر.

وتحت عنوان ( مقالات ) في رأس الصفحة الخامسة نجد أربعة منها ، يبدأ الأول بعنوان" مجزرة حماة : محطة استبداد" ولعل الكاتب أراد أن يقول في مقاله هذا : إن هذه المجزرة التي أراد النظام الأسدي بها أن يخرس الشعب فلا يطالب بحريته إلى الأبد كانت شعلة الثورة المباركة التي بدأت نسماتُ ربيعها في درعا الصامدة. ونجد في الشريط المتطاول الأيسر من هذه الصفحة مقالَ " جرائم نظام عائلة الأسد لا تسقط بالتقادم" وفي المقال الثالث يؤكد صاحبه تحت عنوان" المهمّشون يكتبون التاريخ" أن سفر المجد المفتوح الآن يخُطّه المغمورون الذين يموتون في الحواري المُطفأة ،وينبتون بين صخرتين ملطّختين بالدم.أما المقال الرابع في هذه الصفحة فكان تحت عنوان" وقفة مع نفسك في رحلةٍ لاكتشاف الذات" وهو مقال تربوي عقلاني يدعو إلى الاهتمام بالنفس والعمل الإيجابي المتفائل والتخطيط للمستقبل تخطيطاً بصيراً قائماً على الفهم والتجربة.

أما (الإضاءات الدعوية والتربوية ) فهي العنوان الجامع للصفحة السادسة ، وتحت هذا العنوان الجامع نجد ثلاثة من المقالات التربوية أولها " طفل سورية..بعيداً عن الاكتئاب " تدعو الكاتبة فيه فيه إلى التفاؤل والبعد عن التشاؤم والاكتئاب كي يعيش أطفالنا حياة سويّة ، طرحت فيه عشرة عوامل للوقاية من الاكتئاب تستحق المتابعة والتأمل فيها ، ولعلّ المقال يستحق عناية لغوية أفضل.وكان المقال الثاني " امرأة وألف كرامة" معبّراً عن مضمونه وجذّاباً في طرحه إذ تحدث عن دور المرأة المسلمة التي كرّمها الإسلام فانتقلت تحت راية العدل والإنصاف من خندق الضعف إلى خندق التبجيل والرفعة وكان لها في مسيرة الثورة دورٌ أساسيٌّ . أما المقال الثالث بعنوان " الحسبة بثوبها الجديد وتطبيقاتها على واقعنا المعاصر" فإنّ كاتبه ينوّه فيه إلى دور الإنسان في بناء الوطن عن رغبة وتفان ليصل به إلى مستوى لائق ، وكان ما نشر جزءاً من مقال يكتمل في الأعداد القادمة.

ثم جاءت الصفحة السابعة تحت عنوانٍ جامع ( رحلة فكر) حوى ثلاث محطات ، أولاهنّ وصغراهنّ بعنوان " محطة ثورية" اقتبست من مقال للكاتب القطري المشهور : جاسم سلطان، يقرر فيه أن الإيمان بقدرتنا وصلاحيتنا وأحقيتنا في تبوء مركزنا بين الأمم ينبغي أن يكون ثورة على الخطأ وعلى الظلم بآن واحد. وكان المقال الثاني " تحت المجهر بين السلمية والسلاح " يؤكد أن السلمية كانت مرحلة لا بد منها أكسبتنا الشرعية والدعم الشعبي أمام العالم أجمع ، وأن الحركة السلمية لا تنفع مع نظام دموي طاغٍ. أما المقال الثالث فكان عنوانه " الرضا والاختيار الضابط الأساسي في انعقاد الإمامة شرعاً " مع تقدُمة سريعة لطرق اختيار الإمام في عهد الراشدين الأربعة إنّ رضا المسلمين واختيارهم الحر لحاكمهم يجعله حاكماً شرعياً وإلا فهو مغتصب.

وفي الصفحة الأخيرة – الثامنة - نجد أدب الثورة من نثر وشعر وكاريكاتير ، ثم هيئة التحرير ..

يمتاز العدد بحسن الترتيب : مقالات وصُوَراً ، وتناسقِ الألوان ، وجودةِ التبويب ،وتنوّعِ المقالات ، وصنعةِ الإخراج .

ويؤخذ عليه تعدُّدُ المقالات في الشأن الواحد( مجزرة حماة ) وهذا العددُ صحيفة صغيرة الحجم قليلة الصفحات ،إلا أن ذكرى المناسبة قد تفرض نفسها ،

فإذا ما أردنا الحكم الجامع على الصحيفة فإننا نراها بداية موفقة ، تدل على طموح شبابيّ متقدم ومَلَكات مبدعة في عالم الصحافة المقروءة تحتاج إلى صقل وممارسة مستمرة . ولعل الأعداد القادمة ترتفع بالمستوى إلى الهدف المنشود بالعمل النشِط الدؤوب.

====================

محنة أبي العلاء المعري وشبيحة الإعلام

بدرالدين حسن قربي

رغم مضي أربعة أشهر على سيطرة المعارضة السورية المسلّحة على مدينة معرة النعمان، فإن القصف على المدينة بكل أنواع الأسلحة لم يتوقف من قبل النظام السوري وشبيحته، مما تسبّب بدمار مُريع جعل من المعرّة بلدةً منكوبة.

جديد مسألة المدينة كسر تمثال أبي العلاء القائم وسطها قبل عشرة أيام وكأنه تخريب متعمد له، ولكن لا دليل على فاعله، فمنطقة التمثال والعمارات التي حولها طابعها خراب ودمار. أما ماليس بجديد، فهو استغلال شبيحة الإعلام لما أصاب تمثال فيلسوفنا، وانطلاق بكائياتهم عليه، وهجائياتهم في القدح والذمّ بهمجية المعارضة، باعتبار ماكان هو من فعل المتطرفين الثوار، وكأنه يحدث في اليوم الأول لدخولهم المدينة رغم مضي أشهر لهم فيها، بل ومنهم من اعتبر أن الرأس الجصي للتمثال فيه من العقل أكثر مما في رؤؤس جميع من يرى بالتمثال صنماً من المعارضة تحديداً. أمّا أوسطهم طريقة فمرشح مُزْمن لجائزة نوبل، فهو فضلاً عما تكلم به، فإنه طالب قيادة الثورة السورية بالاعتذار عن هذا العمل رغم أن لادليل على علاقتها به.

وإنني إذ أضم صوتي إلى مستنكري هذا العمل من غير الشبيحة، وأؤكد شجبي لمُتَقصّدي هذه الأعمال أياً كان فاعلها، فإنني أنوهه بلزوم مالايلزم من معرفتي بأن أهل المعرة كلهم بما هو معروف عنهم، يفخرون بأبي العلاء فلسفةً وأدباً وشعراً، ولا أعلم أن أحداً منهم ساءه هذا التمثال يوماً، ولكن ماهو معلوم بالتأكيد أن أهل المعرة ومعهم أهل محافظتهم ومعهم السورييون عموماً، إنما هم ناقمون من أسرة الأسد وتماثيلها أصنام قمع واستبداد ورموز نهب وفساد، المحروسة آناء الليل وأطراف النهار في عموم أنحاء البلاد، وتسهر عليها قوى أمنية خاصة بها، وقد حطموها علانية وداسوها بأقدامهم وقذفوها بشحاطاتهم ونعالهم، وتخلصوا من الكثير منها جهاراً نهاراً.

مايلفتنا في عموم المسألة، كثرة من تكلموا عما أصاب تمثالاً الراجح فيه أنه بقصفهم كسروه، وسكاتهم عن دمار مدينته وخرابها والصواريخ والطائرات التي قصفتها، وعن قتل وسفك دماء المئات من أهلها أطفالاً ونساءً ورجالاً، رغم أن هدم الكعبة وليس كسر تمثال المعري، لأهون عند الله من قتل امرئٍ واحد.

شبيحة النظام وأزلامه في غاية الغيظ من السوريين عموماً، بما فعلوه بقائد البلد ورمز البلد وشبيح البلد بتحطيم جدارياته وأصنام أسرته، وقد كسّرها أهل المعرة وغيرهم علانية وداسوها بأقدامهم وقذفوها بشحّاطاتهم ونعالهم، ورأى ذلك أهل الأرض على الفضائيات، وهو مما يعتبره الشبيحة عملاً همجياً، قالوا فيه عن الفاعلين ماقالوا من قبيح الكلام، غير أن صغار الشبيحة منهم آثروا عدم الكلام لسبب أو آخر وأصابهم الخرَس، حتى جاءتهم قشة أبي العلاء فأطلقت لسانهم.

إننا مع كل مَنْ شجب هذا العمل طالما نظر إليه بموضوعية وفي سياق الأحداث وتكلم عن سلبياتها وجرائمها، وإنما لسنا مع الانتقائيين الساكتين عن الجرائم العظمى من دمار العمران وقتل الإنسان. فمن يطالب قيادة الثورة بالاعتذار من أجل رأس تمثال أبي العلاء بتهمة مشكوك بها، فأولى به أن يطالب نظاماً فاشياً بالرحيل وقد قتل عشرات الآلاف من سوريين لأنهم طالبوا بحريتهم وكرامتهم، أو أن يطالبه بالاعتذار عن قتلهم لأنهم ليسوا تماثيل بل بشر ممن خلق ربي يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق.

شبيحة إعلام آخر زمن، تقوم قيامتهم على محنة تمثال، ولا تتحرك فيهم ذرة من بقايا إنسانية أو ضمير على مئات القتلى من أهل المعري ومدينته، وعلى أربعة آلاف طفل ومثلهم من النساء وعشرات الآلاف من القتلى الشباب والكهول على امتداد الأرض السورية، بل ولا تتحرك بهم ذرة من نخوة على مدن وبلدات تقصف بعشرات من صورايخ سكود التدميرية التي تحرق الأخضر واليابس وتنشر في الأرض الدمار.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ