ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 14/02/2013


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

المعجبون بأنفسهم

الدكتور عثمان قدري مكانسي

يقول تعالى " لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا " وهم نوعان :

1- نوعهم الأول أولئك المراءون المفاخرون بقليل ما فعلوه أو كثيره يبتغون الشهرة بين الناس بأعمالهم هذه دون الإخلاص لله تعالى فيما فعلوه ،روى الإمام أحمد أن مروان قال لبوابه : اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقل : لئن كان كل امرئ منا فرح بما أتى وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبَنَّ أجمعين فقال ابن عباس ما لكم وهذه إنما نزلت هذه في أهل الكتاب ثم تلا ابن عباس " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون، لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا " الآية ،لقد سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره ،فخرجوا قد أرَوه أنْ قد أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك إليه ، وفرحوا بما كتموه ما سألهم عنه وهكذا رواه البخاري في التفسير ومسلم وغيرهما من سادة الحديث.

وعن أبي سعيد الخدري : أن رجالا من المنافقين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغزو اعتذروا إليه وحلفوا ،وأحبوا أن يُحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت " لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا " –رواه البخاريّ-

 وروى مسلم أنّ أبا سعيد ورافع بن خديج وزيد بن ثابت قالوا : كنا عند مروان فقال : يا أبا سعيد أرأيت قوله تعالى " لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا " ونحن نفرح بما أتينا ونحب أن نحمد بما لم نفعل ؟ فقال أبو سعيد : إن هذا ليس من ذاك إنما ذاك أن ناسا من المنافقين يتخلفون إذا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا فإن كان فيه نكبة فرحوا بتخلفهم وإن كان لهم نصر من الله وفتحٌ حلفوا لهم ليرضوهم وحمدوهم على سرورهم بالنصر والفتح . ولا منافاة بين ما ذكره ابن عباس وما قاله أبو سعيد وصاحباه لأن الآية عامة في جميع ما ذكر والله أعلم .

وقد رُوِيَ أن ثابت بن قيس الأنصاري قال : يا رسول الله والله لقد خشيت أن أكون هلكت قال " لم ؟ " قال نهى الله المرء أن يُحِب أن يُحمَد بما لم يفعل وأجدني أحبُّ الحمد، ونهى الله عن الخيلاء وأجدني أحب الجمال ،ونهى الله أن نرفع أصواتنا فوق صوتك وأنا امرؤ جهيرُ الصوت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة " فقال : بلى يا رسول الله .فعاش حميدا وقتل شهيدا يوم مسيلمة الكذاب .

2-        ونوعهم الثاني يدلنا عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " من ادعى دعوى كاذبة ليتكثر بها لم يزده الله إلا قلة " وفي الصحيحين أيضا " المتشبع بما لم يُعط كلابس ثوبَي زور " والمتشبع: من يدّعي أخذ شيئ أو فعله كذباً وزوراً ليرتفع في أعين الناس أو يغيظ غريمه . وكثير من يحب سماع حمد الناس له ،ويطرب وهو يعلم أنهم متملّقون كاذبون فيما يقولون ، فلا هو فَعل الخيرَ ، ولا فكّر به. أو فعلَ نزراً يسيراً ليصل إلى هدف رسمه ، ولولا ذلك الهدف ما قدّم شيئاً ، ولعلّنا نجد من يرشّح نفسه لعمل أو منصب يرفع رايات المديح والحمد ، ويسعى إليها .

هذان الصنفان هددهم القرآن بعذاب أليم ، إنّ عملهم صنو الكذب ، بل هو الكذبُ بعينه وهو الخداع الذي لا لبس فيه . ولعل قوله تعالى ( لا تحسبنّهم بمفازة من العذاب ) نفيٌ صريح عن العفو ، ولا أمل لصاحبه بالنجاة ، وتهديد بالغ بالعقوبة حين ينفي الظن ، فما بالك بالأمل واليقين؟! ثم يثنّي بالمعقوبة الأليمة التي تناسب الموقف، بل لا بد لهم منه، فلا نجاة منه البتّة ، يقول تعالى " ولهم عذاب أليم" ..... والله أعلم .

نسأل الله حسن العمل وحسن الختام.

=====================

واشنطن ترفض تسليح الجيش السوري الحر .. لماذا؟

الطاهر إبراهيم*

عندما كان نظام بشار أسد يقمع التظاهرات بشدة، فيسقط قتلى وجرحى دون أن يردعه رادع، ظن السوريون أن بشار أخذ ضوءا أخضر من مجلس الأمن، رغم أن دول غربية كانت تطرح قرارات في مجلس الأمن تطالب بوضع ما يحصل في سورية تحت البند السابع، فتضطر بكين وموسكو أن ترفعا "الفيتو" ثلاث مرات لإجهاض تلك القرارات. الرئيس "باراك أوباما" ووزيرة خارجيته "كلينتون" لم يتوقفا عن التنديد بمسلك بشار أسد ومطالبته بالرحيل، لكن دون جدوى.

ومع نهوض الجيش السوري الحر للدفاع عن المتظاهرين، وازدياد عدد القتلى من المدنيين، خصوصا في أحياء مدينة حمص، ازدادت مطالبة السوريين مجلسَ الأمن بفرض ملاذات آمنة على غرار ما فرض في كوسوفو، لكن الصين وروسيا أصرتا على رفض ذلك. بعض خبراء السياسة العريقين أشاروا بإصبع الاتهام إلى واشنطن وقالوا لو أرادت لنزلت موسكو عند رأيها .لكن بقي أكثر السوريين يأملون أن تكون واشنطن صادقة فيما تقول، وتنجح بإقناع موسكو بأن تتخلى عن بشار أسد، فتوافق على قرار يضع نظامه تحت البند السابع.

الاختبار الثاني الذي فشلت واشنطن في تبريره هو رفضها تسليح الجيش الحر بصواريخ توقف القصف الجوي أو تخففه. وبدلا من ذلك حضت حلفاءها على الامتناع عن تسليح الجيش الحر، خوفا من وقوع هذه الأسلحة بيد الإرهابيين أو المتطرفين الإسلاميين. واشنطن لم تطرح هذه الحجة أثناء تحرير ليبيا، وكانت تعرف أن المعارضين الليبيين كان فيهم من قاتل في أفغانستان ، وليس بين السوريين من فعل ذلك.

عندما دعمت واشنطن المجلس الوطني السوري المعارض الذي أعلن عنه في أوائل أكتوبر من عام 2011، وحشدت له ما سمي بدول أصدقاء سورية في عدة مؤتمرات، كان أولها في تونس في 24 فبراير 2012، واعترف مؤتمر تونس بالمجلس الوطني كممثل شرعي للشعب السوري ، قال المعارضون السوريون: لعل وعسى، لكن ذلك كان إلى حين.

كان التغير الثالث الذي أثار تساؤلات يوم أعطت واشنطن ضوءاً أخضر لإنشاء جسم معارض سوري آخر غير المجلس الوطني، حيث أعلنت ذلك "هيلاري كلنتون" من زغرب في كرواتيا. وأعلن في الدوحة عن تشكيل الائتلاف الوطني للمعارضة السورية في 10 نوفمبر 2012. ولم يعرف أحد لماذا هذا التشكيل الجديد؟ لكن ذلك لم يطل حيث أعلن الرئيس "باراك أوباما" وضع "جبهة النصرة"، أكبر الجبهات المقاتلة في الجيش الحر وأكثرها تنظيما، على قائمة الإرهاب.

على ما يظهر كان مطلوبا من الائتلاف الوطني أن يعلن موافقته على إعلان "أوباما"، لكن ذلك لم يحصل، بل حصل العكس. فقد توالى التنديد بإعلان "أوباما" وضع جبهة النصرة على قائمة الإرهاب: من رئيس الائتلاف "الخطيب" ونائبه "صبرة" ومن العميد "سليم ادريس" رئيس أركان الجيش الحر ومن قادة الوحدات العسكرية المقاتلة، كلهم اعتبر أن جبهة النصرة فصيل سوري مقاتل، وطني وحر. على إثر هذا التنديد تغير سلوك واشنطن تجاه معظم مؤسسات المعارضة.

فقد أوقف المانحون تمويل الائتلاف الوطني، الذي أعلن أن كل ما وصله هو 400 ألف دولار. المجلس العسكري المكون من الوحدات المقاتلة في سورية هو الآخر تم إهماله. وكان قد أعلن، قبل وقت قصير من تشكيل الائتلاف، عن تشكيل مجالس عسكرية في سورية بحضور ضباط مخابرات أمريكية وأوروبية وتركية وعربية، واختير العميد "سليم إدريس" رئيسا لأركانه.

"اتفاق جنيف" الذي وضع على "الرف" أعيد إلى الواجهة بحيث يتم تفعيل ما جاء فيه من تشكيل حكومة مؤلفة من رموز النظام مع معارضين آخرين مع تجاهل مصير بشار أسد. ما يعني أن الخلاف المعلن بين واشنطن وموسكو لم يكن إلا ذرا للرماد في العيون. "فرانسوا أولاند" رئيس فرنسا هو الآخر أكد على عدم تسليح الجيش الحر -وكان قبل ذلك يدعم تسليحه- حتى لا يزيد سورية اشتعالا، (من يوقف روسيا عن توريد السلاح للنظام؟).

لكن ما سبب رفض "أوباما" تسليح الجيش الحر؟ يوم 9 فبراير الجاري أعلن البيت الأبيض أن (الرئيس الأميركي "باراك أوباما"رفض، العام الماضي، تسليح المعارضة السورية بهدف حماية المدنيين الإسرائيليين وحماية امن الولايات المتحدة). هذا يخالف ماذهبت إليه "هيلاري كلينتون" الصيف الماضي حين اقترحت تسليح مقاتلي المعارضة السورية، ودعمها في ذلك وزير الدفاع "ليون بانيتا". هذه الفكرة أيدها مدير الاستخبارات المركزية الامريكية "ديفيد بترايوس"، فرفضها البيت الأبيض في حينها. أثار إعلان البيت الأبيض آنفا غضب أعضاء الكونغرس المؤيد لدعم تسليح المقاتلين المعارضين السوريين، كما ظهر باستجواب جون ماكين جون كيري. القضية عند أوباما كانت أصوات اليهود في الانتخابات الرئاسية في الصيف الماضي. ولم يكن وضع جبهة "النصرة" على قائمة الإرهاب إلا رشوة من "أوباما" للكونغرس الأمريكي الغاضب. لكن، لماذا بقيت واشنطن ترفض تسليح الجيش الحر،وقد مرت الانتخابات الرئاسية بعجرها وبجرها؟ ولماذا هذا الموقف الجديد المستغرب من الرئيس الفرنسي "فرانسوا أولاند" الذي كان يزعم أنه أكبر داعم للمعارضة السورية ضد نظام بشار أسد؟

من إعلان البيت الأبيض أعلاه يتضح أن العامل "الإسرائيلي" هو السبب الحاكم عند واشنطن. فليس ثَمّ أي مصلحة لإسرائيل في رحيل نظام "آل أسد" حامي حمى حدودها على مدى 40 عاما، وهو نقس السبب في تغيير موقف فرنسا، وعلى السوريين أن يضعوا ذلك في حسبانهم. وإذا كانت واشنطن تجهل أو تتجاهل، أو لا تريد أن تعرف من هو الشعب السوري؟ فما بال فرنسا التي تعرف الشعب السوري حق المعرفة حين احتلت سورية عام 1920، فلم تستطع أن تبق فيها إلا أقل من 25 عاما، ثم لتخرج هاربة عام 1946، تحت وابل رصاص مقاتلي غوطة دمشق وباقي المحافظات.

*كاتب سوري

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ