ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 16/10/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

المعارضة السورية في ميزان النقد .. مساهمة في التحليل والحل

الدكتور محمد أحمد الزعبي

1. لابد من الإشارة أولاً إلى ان منجزات المعارضة السورية المدنية كانت طول الأربعة عقود الماضية بصورة عامة ، ومنذ ثورة آذار 2011 بصورة خاصة ، ذات مردود متواضع ، إن لم نقل ضعيفاً ، سواء على صعيد توحدها وتعاونها ، أو على صعيد إنجازاتها المدنية والعسكرية في تحقيق أهداف ثورة آذار2011 المجيدة ، ولاسيما هدفها الرئيسي في إسقاط النظام العسكري الوراثي العائلي في دمشق .

وتعود الأسباب العميقة والبعيدة والأساسية لهذا الضعف والفشل بنظرنا ، إلى نوعين من الأسباب :

أسباب موضوعية ، ( خارجة عن إرادة الناس ) ، وأسباب ذاتية ( مرتبطة بإرادة الناس ) ، ودون أن نغفل ـ بطبيعة الحال ـ وجود علاقة جدلية ( تبادل الأخذ والعطاء أفقياً وعمودياً ) بين ماهو ذاتي وما هو موضوعي.

 

2. هذا وقد تأثرت هذه الأسباب بنوعيها بالإشكال التاريخي والاجتماعي التالي :

ـــ يتعايش في المجتمع السوري تاريخياً وموضوعياً ( كغيره من المجتمعات العربية ) انقسامان اجتماعيان متداخلان ومتساندان ومتعارضان في وقت واحدً هما : الانقسام العمودي(الإثني ،الديني ،الطائفي ،القبلي ،الجهوي ،العمراني)[ اعتمدنا مصطلح العمراني هنا لنشير به إلى الانقسام " الريفي ـ الحضري" في المجتمع وذلك بالاستناد غير المباشر إلى مفهوم علم العمران عند ابن خلدون ] ، والانقسام الأفقي (غني ـ فقير، مستغل ـ مستغَل) ، وبصورة عامة : هرم إجتماعي تتربع أقلية من الأغنياء والمستغلين ( بكسر الغين ) ومالكي وسائل الإنتاج ، والزعامات الدينية والقبلية في قمته ، وتحتل الفئات المتوسطة المدنية والريفية وسطه ، وتعيش الأغلبية الفقيرة والمستغلة (بفتح الغين) ، في كل من الريف والحضر ، وغالباً غير المتعلمة ، في قاعدته .

 

ــ انعكاس هذا العامل الموضوعي ، على كل من القوى والفئات والأحزاب السياسية العلمانية والدينية من جهة ، وعلى القوات المسلحة بفروعها الثلاثة:الجيش ،الشرطة ، قوى الأمن والمخابرات ، من جهة أخرى ، بما جعل هذه القوى والأحزاب ( بشقيها : المدني والعسكري ) تبدو وكأنها صورة مصغرة عن هذا المجتمع بكل مافيه من سلبيات وإيجابيات!!.

إن هذا يعني من الناحية التطبيقية ، عدم قيام هذه القوى والأحزاب (العامل الذاتي ) بدورها الواعي والإرادي المطلوب ، في تقليص حجم ودورالظواهرالسلبية ، لصالح الظواهرالإيجابية في المجتمع السوري ، وبما أن العوامل الذاتية مرتبطة أصلاً بإرادة الإنسان ، فإن العناصرالمنتمية إلى هذه المعارضة ، ولاسيما العناصرالقيادية والفكرية منها ، هم ــ بنظرنا ــ المسؤول الأساسي عن استمرار هذا الوضع ، ، الأمر الذي معه برزت داخل هذه القوى والأحزاب ، أجنحة وقيادات متطرفة ، ربما تكون هي من يحول اليوم دون وحدة المعارضة .

 

3. أوجه الإتفاق والإفتراق بين أطراف المعارضة السورية :

من العودة إلى أدبيات معظم أطياف وأطراف المعارضة السورية ، القديم منه والحديث ، نجدها تتفق إلى حد بعيد على عدد من الأهداف والوسائل الجوهرية والأساسية أبرزها :

ضرورة تغيير النظام السوري الراهن ، بما هو نظام عسكري ديكتاتوري طائفي ووراثي ،

أن يكون البديل للنظام السوري الحالي (عائلة الأسد) نظاما مدنياً ديموقراطياً تعددياً وتبادلياً ،

أن تكون سوريا الجديدة وطنا لجميع أبنائها ، بعيداً عن أي تعصب ، إثني أو قبلي أو ديني أو طائفي أو جهوي ، أي بعيداً عن أي استبعاد أو إقصاء لأي كان ، ولأي سبب كان .

أن يكون كل من الدستور والقانون للجميع وفوق الجميع ، وهما من يحدد حقوق المواطن وواجباته سواء أكان من الأقلية أو من الأكثرية ،

أن يكون القضاء المستقل والنزيه ، هو الحارس للدستور والقانون ، ولحقوق كافة المواطنين ،

أن يكون صندوق الإقتراع النزيه والشفاف هوالممر الوحيد والإجباري للوصول إلى كل من كرسي الرئاسة و البرلمان ( مجلس الشعب ) ،

اعتبار حرية الرأي والتعبير أمراً مقدسا لايجوز المساس به ، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة ،

4. بيد أن هذا الإجماع كان دائماً مشوباً بإشكاليتين هامتين :

الإشكالية الأولى ، هي أن هذه الأدبيات جميعها ،غالباً ماتنطوي إلى جانب ماهو معلن فيها ، على أمر أو أمور أخرى مسكوت عنها ، ولذلك فإن أطراف المعارضة السورية لاتثق ببعضها ، لأن كل طرف فيها يعرف او يشك بوجود مسكوت عنه لدى الطرف الآخر.

اما الإشكالية الثانية ، فهي اختلاف أطراف هذه المعارضة حول الوسيلة / الوسائل الصحيحة والسليمة الموصلة إلى تلك الأهداف المعلنة ، ولا سيما هدف تغيير / إسقاط النظام . علماً أن كل طرف يحتمي لتدعيم موقفه ووجهة نظره بطرف أو أكثر، عربي أو إسلامي أو أجنبي أو مختلط .

 أبرز هذه الاختلافات حول الوسيلة هي :

خوف البعض من سيطرة الأكثرية على الأقلية عبر صناديق الاقتراع ، أي عبر الديموقراطية ،

خوف البعض الآخرمن يأتي صندوق الاقتراع بـ " الإخوان المسلمين " إلى السلطه كما حدث في تونس ومصر ، وهم ــ بنظر هذا البعض ! ــ جماعة ترى مرجعيتها في السماء وليس في الأرض ،

خوف البعض الثالث ( وخاصة من الدول الأجنبية ) من أن يأتي صندوق الإقتراع ببدل لبشار الأسد يكون معادياً لإسرائيل ، ويعتبرها كياناً استعمارياً دخيلاً على الوطن العربي ،

تخوف البعض الرابع ، ، من التدخل العسكري الأجنبي وخاصة ( حلف الناتو)، وذلك على غرار ماحدث في ليبيا ، ولا سيما أن جانباً كبيرا من الحراك الثوري الداخلي في سورية قد طالب بذلك علناً ، في أكثر من جمعة ، من جمع الثورة ،

إننا نتفق مع من يتخوف من التدخل الأجنبي ، وبالذات أمريكا وحلف الناتو ، ولكننا بنفس الوقت نتفق أيضاً مع الذين ينادون بحقهم في التسلح لحماية بيوتهم ونسائهم وأبنائهم وبناتهم من شبيحة بشارالأسد الذين يقومون بذبح عائلات باكملها ، ذبح النعاج ، أمام بعضهم بعضاً !! .

 

إن الحل السليم والصحيح والعادل لهذه المسألة الخلافية بين أطراف المعارضة ، هوـ من وجهة نظرنا ـ

 حل " الخطين المتوازيين " أي أن تستمر المعارضة المدنية بخطها السلمي ، ومظاهراتها السلمية ، في حين يقوم الجيش الحر بالمقاومة المسلحة ، من جهة دفاعاً عن المدنيين السلميين العزل ، ومن جهة أخرى انخراطاً في ثورة 15ــ 18آذار من أجل التسريع بإسقاط النظام ، على قاعدة " لكل شيء آفة من جنسه ... "

ولابد من تذكير أنصارالوقوف ضد التدخل الخارجي من المعارضين السوريين ، أن موقفهم هذا يجب أن ينسحب أيضاً على كل من روسيا وإيران وحزب الله وجيش المهدي، بوصف تدخلهم ضد الثورة السورية ( وهو أمر لايمكن إنكاره )هو تدخل خارجي أيضاً ، وإلاّ فإن موقفهم المعارض للنظام يعتبر ملتبساً ويحمل ــ ربما ــ أكثر من إشارة استفهام وتعجب .

 

أما مايتعلق بالخوف من الديموقراطية ، ومن صندوق الإقتراع ، فلابد ، تبديداً لهذا الخوف ، من أن يتم الاتفاق بين كافة أطراف المعارضة على مضمون هذه الديموقراطية .

إن الديموقراطية الحقيقية التي يمكن أن تبدد هذا الخوف ، يجب ألاّتتماهى ، لامع الديموقراطية الغربية التي تم اختزالها إلى بعدها السياسي ( الأقلية والأكثرية ) ، ولا مع ديموقراطية ال 99 % المعروفة ، والتي هي نسبة مزورة وكاذبة ، ولا مع الديموقراطية " الكارزمية " التي تقوم على الصلة المباشرة بين " المستبد العادل " والجماهير الشعبية ، دون المرور بالمؤسسات الرسمية أو بمؤسسات المجتمع المدني ، والتي غالباً ماتنتهي بانتهاء صاحبها . إن الديموقراطية الحقيقية ، التي نعنيها وندعو إليها هي تلك التي تقوم على الأسس والمبادئ التالية :

ــ التعددية الحزبية والنقابية والمهنية والفئوية ( الشباب ، النساء ، الطلبة )، بما يعنيه ذلك من حرية العمل

 الحزبي والنقابي والمهني والفئوي ، ومن الحق في المعارضة والموالاة على حد سواء ،

ــ الفصل بين السلطات الثلاث ، التنفيذية ، والتشريعية ، والقضائية ،

ــ إقامة مجتمع مدني مؤسسي قائم على سيادة الدستور والقانون ، وعلى مساواة كافة المواطنين والمواطنات

 في الحقوق والواجبات ، دون تمييز بينهم على أساس العرق أوالدين أوالطائفة اوالجنس (Gender ) أو

 الانتماء الأيديولوجي ،

ــ التبادل السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع ،

ــ التوزيع العادل للثروة

ــ اعتبارالعملية التنموية فرض عين وليس فرض كفاية ، وينطبق هذاعلى القطاع العام والخاص والمختلط

ــ تحريم استغلال الإنسان لأخيه الإنسان بأي صورة من الصور ،

ــ اعتبار الثروة الوطنية ملكاً ليس للجيل الحاضر وحسب ، وإنما أيضاً للأجيال القادمة ،

ــ اعتبار القوات المسلحة بكافة صنوفها وفروعها ملكا للشعب كله وليس لفئة أو حزب أو شخص .

 

إن هذا المنظورالوطني والإنساني للديموقراطية ، يجعلها تحتل الأولوية في سلم العمل الثوري الصحيح ، ذلك لأن الإنسان هو من الناحية الاجتماعية غاية الثورة ومن الناحية العملية وسيلتها أيضاً ، وبالتالي فإن مصادرة حريته ، إنما هو واقع الحال ، مصادرة للكرامة الإنسانية التي منحه إياها الله ً ( ولقد كرمنا بني آدم / الإسراء 70) ، والتي عناها عمرالفاروق بقوله لعمرو بن العاص دفاعاً عن أحد أقباط مصر : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً " ؟! .

 

هذا ولابد من الإشارة أيضاً بالنسبة للديمقراطية الحقيقية ــ وفق تصورنا ــ إلى :

ــ إنه ليس من علاج لعيوب ونواقص الديموقراطية ، سوى الديموقراطية نفسها ، أي مزيد من

 الديموقراطية .

ــ إن غياب ، بل تغييب ، الديموقراطية في سورية ، حوالي نصف قرن من الزمن ، هو من يقف وراء هذه

 الهواجس ، وهذه الحالة المرضية ( بفتح الميم والرّاء) التي حجبت عن بعض أطراف المعارضة الجانب

 المضيء من تاريخنا ، وجعلتنا نستحضرمنه ــ مع شديد الأسف ــ فقط مايفرق بيننا ، بدل أن نستلهم

 منه مايوحدنا وينمي فينا مبدأ المواطنة والحس القومي والديني المشترك ، واللذين نحن بحاجة إليهما

 ليس في حاضرنا وحسب ، وإنما في مستقبلنا أيضاً ،

 ــ إن الديموقراطية " المشروطة " بنتائجها ، لايمكن أن تكون إلاّ وجهاً معدّلاً ومموهاً من أوجه

 الديكتاتورية ولذلك ليس أمام المعارضة السورية والثورة السورية سوى خيار القبول بالديموقراطية

 بكل مالها وما عليها ، وذلك انعتاقاً من كل أخطاء ومآسي المرحلة الديكتاتورية السابقة .

 

5. تتكون المعارضة السورية من التيارات السبعة (المتفاوتة في الحجم والدور والفعالية ) التالية :

تيار الإسلام السياسي ، التيار القومي العربي ، التيار القومي غير العربي ، التيار الماركسي ،

التيار الليبرالي ، تيار ثورة 15ـ 18 آذار 2011 المختلط ، التيار الشعبي العام غير التابع لأي من هذه

التيارات، أي الغالبية الساحقة من الشعب السوري . وهو مايعرف سوسيولوجياً بالأغلبية الصامتة .

هذا مع العلم أنه :

ــ يوجد في كل من هذه التيارات الرئيسية ، تيارات فرعية بعضها متطرف وبعضها الآخر معتدل ،

ــ أن العناصر المتطرفة في هذه التيارات هي من يقف وراء عدم توحد هذه المعارضة ،

ــ أن الطابع التاريخي التراكمي ، المتداخل والمتعارض ، يعطي بعض تيارات المعارضة المبرر لتضخيم

 بعد ( بضم الباء ) الاكتفاء والإنكفاء الذاتي ، واستبعاد ( إقصاء )الرأي الآخر، وبالتالي الحيلولة دون

 وحدة المعارضة ، بشقيها : المدني والعسكري .

 

6. تنقسم هذه التيارات السبع ، في مواقفها النظرية والعملية من ثورة 15ـ 18 آذار 2011 وبالتالي من النظام السوري الذي قامت ضده هذه الثورة ، إلى ثلاثة مواقف رئيسية هي:

 

التيارالجذري الذي ينادي دون تردد بإسقاط النظام بكل رموزه ومرتكزاته ( الشعب يريد إسقاط النظام ) ،وبضرورة استمرار الزخم الثوري ، المدني والعسكري ، بما في ذلك دعم وتسليح الجيش السوري الحر ، سواء من الدول العربية أو الأجنبية ، الداعمة للثورة ، حتى تحقيق هذا الهدف ،

التيارالمتردد الذي يرغب بدوره بتغيير/ إسقاط النظام ، ولكن بطريقة مختلفة يتقاطع بعضها مع بعض أطروحات التيار الأول ، ويختلف بعضها الآخر مع بعض هذه الأطروحات . ويتركز الخلاف بين الطرفين ، حول مسألتين : مسألة الإستعانة بالقوى الأجنبية ( عسكرياً ) في العمل على إسقاط النظام ،ومسالة الحوارمع النظام ( بوجود بشارعلى الأقل حتى 2014) حول حقن الدماء ، وحول المرحلة الإنتقالية ،التي تقع بين وقف القتال والانتخابات الرئاسية عام 2014 المقبلة .

التيار الذي لا يريد تغيير النظام ، ولكنه يريد منه أن ينفتح على الشعب ، وأن يلبي بعض المطالب المشروعة له ، كوسيلة ضرورية ،لإعادة المتظاهرين إلى بيوتهم ، والجيش إلى ثكناته ، وبقاء بشارالأسد في كرسيه الرئاسي ، والناس(المظاهرات الشبابية والشعبية خاصة) إلى أعمالها المعتادة.

 

7.يتغذى كل من هذه المواقف الثلاثة على طبيعة البنية الاجتماعية لكل من النظام والمعارضة ، والتي يمكن تشبيهها بالهيكل العظمي في الجسم البشري ، حيث يمثل جزء أساسي من الطائفة العلوية العمود الفقري لنظام حافظ ـ بشلر الأسد ، وبينما يمثل جزء أساسي من الطائفة السنية بعربها وكردها العمود الفقري للمعارضة السورية للنظام . بيد أن مايكسو كل من هذين الهيكلين العظميين ، ولاسيما العمود الفقري فيهما ، ينتمي واقعياً إلى كافة مكونات الشعب السوري .

 وإذا كان الهيكل العظمي هو الأساس الذي يعطي للجسم شكله وقوته وقوامه ،إلاّ أن أي هيكل عظمي بدون مايكسوه من اللحم والدم والأعصاب إنما يصبح قواماً مشلولاً لاقيمة له . كما أنه بدون هذا العمود الفقري لما وجدت بقية العناصر والمكونات الاجتماعية في سورية ، سواء بالنسبة للنظام أو بالنسبة للمعارضة ظهراً تستند إليه .

8. هذا ونرغب أن نضيف هنا إلى كل ماذكرناه أعلاه ، بضعة أفكار مختصرة ومحددة ، تتعلق

 بالممارسات الدموية الأخيرة المفزعة والرهيبة لنظام بشار الأسد ، :

 

 أ. لقد تجاوزت الأزمة في سورية ليس فقط حدود المعقول ، وإنما أيضاً حدود اللامعقول ، وبات لابد من

 وضع حدٍّ سريع لهذه المجازر والمذابح اليومية التي يرتكبها جيش وشبيحة نظام بشار الأسد الفاشي

 بحق أطفال ونساء وشيوخ وشباب شعبنا السوري الصامد والصابر .

 

ب. لايمكن تعليق الأمل لاعلى الجامعة العربية ، ولا على مجلس الأمن ، ولا على منظمة المؤتمر

 الإسلامي، ولا على منظمات حقوق الإنسان ، في وضع حد لجرائم نظام بشار الأسد ، ذلك أن النظام

 العالمي ،ولا سيما الجديد ، كان منذ الحرب العالمية الأولى ، يقف في وجه يقظة الشعوب ، ولا سيما

 في المناطق النفطية ، التي أوكل ( بفتح الهمزة ) حمايتها والدفاع عنها بعد الحرب العالمية الثانية إلى

 إسرائيل التي اصطنعها لهذا الغرض . وينبغي الاً تخدعنا تلك التصريحات الكاذبة من هنا وهناك ،

 والتي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب ، والتي ينطبق عليها مثل" نسمع جعجعة ولا نرى طحناً "!!.

 

ج. إن الطحن الذي يريده شعبنا المظلوم من المجتمع الدولي ، ليس التدخل المباشر، لابالمال ولا بالسلاح

 وإنما بالموقف الجاد والحقيقي والواضح مع الشعب السوري ، الموقف الذي سيجعل سفاح دمشق

 يتوقف عن جرائمه في ذبح الأطفال واغتصاب النساء ، فورتأكده من هذه الجدية عند المجتمع الدولي

 

د. في هذا المناخ السياسي والاعلامي الرمادي الملتبس ، وذي الوجهين ، تجد الثورة السورية ، والمعارضة

 السورية نفسيهما بين فكّي كماشة الداخل والخارج ، المطرقة والسندان ، أي عملياً الاستبدادين : الداخلي

 والخارجي .

 إن المستوى العالي ، من التكتيك المنظم والمدروس بدقة وعناية ، بين النظام الوراثي الموالي لإسرائيل

 والغرب في دمشق من جهة ، ومعظم الحكومات الغربية ( أوروبا وأمريكا وأتباعهما من المنحازين إلى

 إسرائيل في العالم ) من جهة أخرى ، قد أربك المعارضة السورية ، والثورة السورية ، بحيث أخذت تختلط

 العناصر الميدانية فيهما ، وخاصة عناصر الداخل ، المواقف التكتيكية مع المواقف الاستراتيجية ، وبالتالي

 المواقف النظرية والإعلامية مع المواقف العملية الملموسة لهذه الدول الموصوفة بـ ( الديموقراطية !) ،

 ولا سيما بعد أن بلغت حصيلة الشهداء في سورية أكثر من ثلاثين ألف شهيد ، إضافة إلى مئات ألوف

 ،الجرحى والمعوقين والمفقودين ، وأيضاً المعتقلين الذين تم تعذيب المئات منهم بطرق وحشية بلغت

 حدّ الموت !! ، أي أنه لم يعد ممكناً ولا مجدياً بالنسبة لشباب الثورة وللجيش الحر ، الإستمرار في قبول أن

 ينظر العالم إلى تدمير مدن وقرى كاملة ، تشمل كافة محافظات سوريا من درعا حتى القامشلي ، فوق

 رؤوس اصحابها من الأطفال والنساء والشيوخ نظرة إحصائية سلبية و محايدة ، وهذا مايفسر هتافات

 وشعارات ثوار الداخل ، في مظاهراتهم السلمية " مالنا غيرك ياألله " .

 

هـ. إن وحدة المعارضة السورية ، ولا سيما وحدة العلمانيين والإخوان المسلمين ، إنما هو حجر الزاوية

 في إخراج الشعب السوري من هذا النفق الأحمر. إن كل من يعرقل أو يعطل هذه الوحدة سوف يكون

 مسؤولاً أمام الله وأمام الشهداء ، إلى جانب بشار الأسد وحماة نظامه ، عن هذه الدماء التي تراق صباح

 مساء في كل قرية وفي كل مدينة من القرى والمدن السورية الصامدة والصابرة .

 

و. يعرف الجميع ان النظام يحاول جر ثورة 15ـ 18 آذار إلى مستنقع الطائفية والتدخل العسكري

 الخارجي ، ويعرف الجميع ، ومن بين هذا الجميع كافة العناصرالمدنية والعسكرية التي تدعم هذا

 النظام المجرم ، خطورة هتين المسألتين ( الطائفية والتدخل العسكري )على كل فئات الشعب وبما في

 ذلك الفئات التي ينتمون إليها ، سواء في الحاضرأو في المستقبل . وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لاتقوم

 هذه العناصر المدنية والعسكرية المعنية بواجبها الوطني في وضع حد فوري لجرائم هذا النظام

 ،سواء بالانشقاق عنه ،أو بوضع حد لجرائمه ومجازره فوراً، و بأي صورة من الصور الممكنة .

 

ز. إن توحيد كافة ألوية وكتائب وسرايا وفصائل الجيش السوري الحر ، توحيدا حقيقياً ووضعه تحت

 قيادة عسكرية موحدة ومؤهلة ، وإنهاء حالة الفوضى الحالية ، يمثل ضرورة عسكرية ووطنية ، من

 جهة لتعظيم المردود الثوري لهذه الألوية والكتائب والسرايا المنشقة ، ومن جهة أخرى ولتشجيع

 العناصر الوطنية الشريفة في الجيش على الإنشقاق السريع ، والالتحاق بالجيش السوري الحر . ويدخل

 في إطار هذه الضرورة العسكرية والوطنية ، التنسق الكامل والمتكامل بين الجيش الحر والقيادة السياسية

 للمعارضة ، ممثلة بالمجلس الوطني السوري .

 

ح. ينبغي أن تقوم مرحلة مابعد بشار الأسد على أساس عقد إجتماعي جديد ، يستند إلى :

 ــ المواطنة المتساوية لكافة مكونات الشعب السوري ، تلك المكونات التي تشبه أصابع يد الإنسان ،

 من حيث اختلافها في الشكل ، وتوحدها في الوظيفة والمضمون ،

 ــ نظام سياسي مدني ديموقراطي ، يتجسد في مثلث متساوي الأضلاع ، قاعدته المواطنة المتساوية ،

 وضلعاه الآخران الدستور الموضوع من قبل هيئة منتخبة وممثلة لكافة مكونات الشعب ،

 والدموقراطية .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ