ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 04/08/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

مِنْ أجل ذلك تسعى طهران للإبقاء على الأسد

محمد عبد الرازق

يروي أحمد زكي يماني ( وزير النفط السعودي الأسبق ) في مذكراته قصة غراس العنب التي أراد أن يأتي بها من إيران لتكون في مزرعته في الرياض، و ذلك أنها اشتهرت بصنف منه لا يوجد في الدول الأخرى، و قد جعل الشاه أمر إخراج هذه الغراس ضمن صلاحياته. و لمَّا أرسله الملك فيصل لتنسيق المواقف مع طهران لوقف تصدير النفط إلى الغرب أيام حرب تشرين؛وجدها فرصة سانحة للحديث مع الشاه حتى يحصل على بعض منها، و كان له ما أراد؛ بيدَ أن المفاجأة فيهاأنها قضت جميعها، و ذلك أنها عولجت بطريقة تجعلها تموت بعد الغرس.

و يعزو الوزير هذا الأمر إلى صفة البخل التي تسود المجتمع الإيراني. و هي صفة عرفت عنهم، و كتب عنها الجاحظ في معرض رده على الشعوبيين.

و يذكر عدد من المسؤولين السودانيين مصير الاتفاقيات العشر التي وقعوها مع الجانب الإيراني عقب قيام ثورة الإنقاذ، و لم تنفذ منها إيران غير اتفاقية التبادل الثقافي؛ فأغرقت الشارع السوداني بمئات العناوين التي تدعو للتشيع. في الوقت الذي كان فيه السودان يرزح تحت ضائقة نفطية خانقة، و كانت ناقلات النفط الإيراني تقف في عرض البحر الأحمر، و لا تتجه لإفراغ حمولاتها في ميناء بور سودان إلاَّ بعد أن تقبض ثمنه نقدًا من حكومة الإنقاذ المفلسة في حينها.

و الأمر ذاته تكرر مع الدول العربية الأخرى التي أقامت معها إيران اتفاقيات تعاون، و تبادل خبرات؛ حيث كانت في مجملها تنصب حول التبشير بالمذهب. فما من دولة، أو جهة مدت لها طهران يد العون و المساعدة إلاَّ و كانت تحمل لها في يدها الأخرى مخططًا لبناء ( حُسينية ) على أراضيها؛ لتصدير الثورة، و نشر المذهب. و الشواهد على ذلك أكثر من الحصر و العدّ، و دونكم مثلاً على ذلك ما كانفي غزة التي لا تشوبها شائبة طائفية إطلاقًا.

و بالطبع فإن سورية تأتي في صدارة اهتماماتها؛ لجملة من الأمور، منها ما هو جيوسياسي، و منها ما هو ديني، و منها ما هو اقتصادي. لقد أضحت سورية محافظة فارسية بامتياز، و أصبحت إيران تتدخل في تفاصيل الأمور، و قد أظهرت الرسائل المسربة في موقع ( ويكيلكس ) مدى ذلك، حتى وصلت الحال إلى التدخل في التعيينات الحكومية.

لقد شرَّع النظام، و لا سيما في عهد الابن الأبواب في وجه المخططات الإيرانية، و أخطر ما كان من ذلك هو غض الطرف؛ لا بل المساعدة في نجاحهم للتبشير بالمذهب في أوساط السوريين بشكل أثار الدهشة و الاستغراب، مستغلين في ذلك مشاعر التعاطف مع آل البيت عندهم، فضلاً على الحالة المادية الضيقة لدى شرائح منهم في المناطق الفقيرة. و لا يغيب عن البال ما كان منهم مع شريحة السائقين، و متدني التعليم الذين كانوا يشجعونهم للسفر إلى طهران، و يقدمون لهم الإغراءات، و المُتعقبل، و بعد وصولهم إلى طهران.

لقدمكَّن لهم الأسد ( الأب ) بشكل جعل الناس تخشى الحديث عمَّا يقومون به، و الناس تذكر في أيامه ثلاثة أموريُجرَّم الخوض فيها، و يرى فيها السوريون تناقضًا مع مبادئ البعث القومية:

1 العلاقة مع إيران.

2 الموقف من الحرب العراقية الإيرانية.

3 طريقة التعاطي مع الملف اللبناني.

و في عهد ( الابن ) ازداد الأمر فداحة ( يذكر للأب أنه كان يوازن علاقته مع إيران بعلاقته مع الدول العربية، و الخليج منها على وجه الخصوص )، فمدّ الإيرانيون أذرعهم في أكثر من صعيد، و كان أخطرها على الصعيد المذهبي.و جعلوا معتمدهم في هذه المرحلة هو ( اللواء هشام بختيار )؛ الذي وضع الخارطة السورية بين أيديهم، و أعطاهم حرية التصرف في قراها، و بلداتها من (الرقة )، إلى ( الحوران )، مرورًا ب ( حلب، و إدلب، و حماة، و حمص، و دمشق).سمح لهم بافتتاح عشرة مدارس ثانوية شيعية، وانشاء جامعتين شيعيتين خالصتين: الأولى في منطقة الفوعة في ريف إدلب، و الثانية في اللاذقية، و كانت هناك مساعٍ لبناء مجمع ضخم، ستكون فيه جامعة ثالثة، في المنطقة التي تضم رفات الصحابي الجليل عمار بن ياسر في الرقة، و سمح أيضًا بإقامة الحوزات الشيعيةحيثما رغبوا، و كانوا يتسترون عليها في المناطق السنية، على غرار ما كان في منطقة البياضة في حمص؛ التي فوجئ أهلها بوجودها عندما افتضاح أمرها قبل أسابيع، كما قدم الكثير من التسهيل للطلاب الشيعة المنخرطين فيها، و سمح بإغداق العطايا، و المكرمات من السفارة الإيرانية لمن يبدي رغبة في التشيع، و جعل لهم حظوة في مؤسسات الدولة، و بتوصية من قادة الأجهزة الأمنية.

و بالمقابلتمت محاربة، وملاحقةكلّ من تجرّأ على الحديث عن هذا الملف؛ ولا سيما المشايخ، و الدمشقيون منهم على وجه الخصوص.

لقد قامبختيار بزرع دعاة التشيع في وزارة التعليم العالي، فعين الدكتور هاني مرتضى ( الشيعي ) رئيس جامعة دمشق الأسبق، وزيرًا للتعليم العالي، الذي عين بدوره الدكتور عبد الرزاق شيخ عيسى ( الشيعي ) أمينًا لجامعة دمشق، ثم عين الدكتور عباس صندوق (الشيعي).

وفي وزارة التربية، عين الدكتور علي سعد (مرشدي) الذي حارب التعليم الشرعي، وطالب بتأليف كتاب تربية دينية لكل طائفة (دروز، علوية، إسماعيلية، شيعة، سنة).

وبعد أن عَيَّن الدكتور محمد السيد (المُمالئ للشيعة) وزيرًا للأوقاف، قام ( الأخير ) بإضعاف التعليم الشرعي السني، ومنع إستحداث ثانويات شرعية سنية،ومنع قبول الطلاب الأجانب والعرب في أية مؤسسة تعليمية سورية، و طلب من الجهات الرسمية التضييق في منح الإقامات للقدامى، ومنع التمويل الخارجي لهذه المؤسسات، وأعفى كبار القائمين على التعليم الديني من عملهم، مثل (عبد الرزاق الحلبي، سارية الرفاعي، والدكتور عبد الفتاح البزم، ود. حسام فرفور، والشيخ صلاح كفتارو، ود. عبد السلام راجح).

كما أوكل إلى الدكتور عبد الله نظام، المعروف بعلاقتهبالسفارة الإيرانية، وعينُها على كلية الشريعة في جامعة دمشق، أمرَتنقية مناهج الثانويات الشرعية (السنية) من الأمور التي لا يرضى عنها الشيعة.

و لهذا فإنَّ وتيرة التصريحات في طهران تعلو كلَّما ضاق الخناق على رقبة الأسد، حتى باتت توصف بالوقاحة، و البعد عن اللياقة الدبلوماسية؛ لا بل بات هؤلاء يشعرونك أنهم يشغلون مناصب رسمية في دمشق، و ليس في طهران؛ خوفًا منهم على انهيار حُلُمهم في تصدير ثورتهم المزعومة.

=====================

رمضان في الزنزانه

بقلم الكاتب علاء الريماوي

في حكاية الأسر لا تقف المعاناة عند حد، بل تتجاوز في تفاصيل وجعها ذات الأسير إلى الأسرة جميعها دون مراعاة للعمر أو المناسبة والمكان .

في الكيان تتفنن مؤسسة السجون البحث عن الأذية بأسلوب علمي وتجربة بطول عمر الاحتلال ، تجربة تجردت من الانسانية ولبست بشاعة الغاب في ثوب إنساني يجمله عالم تمرس الكذب . ،

في الحديث عن وسائل القمع الصهيوني للأسرى يذكر العزل الانفرادي، ومصادرة الاحتياجات الأساسية، وإغفال العلاج، ومنع الزيارة، والقمع المستمر، والاعتداء المباشر، ومحاولة المس بالحرمات، وتشتيت المعتقل في أولوياته، والتفتيش العاري، والتحقيق القاسي الذي يعيش الاسير فيه منع النوم، والهز العنيف، والضرب المبرح، والمساومة الرخيصة وغيرها من الوسائل التي أبدعتها حالة السادية والفاشية التي تعيشها أدوات الاحتلال في ثقافتها .

هذا الكمّ من المعاناة والقهر ، تظل القدرة على مقاومته عالية برغم الوجع .

في تجربة الأسر الطويلة تعلمت أن الصمود والجلد والتحدي لا يلغي مشاعر الأسير ولا تنسى في واقعه الذاكرة .

في الأسر يعيش المعتقل تفاصيل الفرح، الحزن، الذكريات.. لذلك كنا نعرف أنّ في الأيام التي نقضي عيداً ،حبا ، ورداً، قمراً، ونفهم أن وداع الأحبة صعب كحكاية العذراء مع ميلادها الأول .

في حديث المشاعر نذكر شهر رمضان والكيفية التي تمضي الساعات فيها داخل المعتقل .

في من عرفت في المعتقل من تجاوز في صومهم ثلث قرن من الزمان داخل الزنزانة ، لم يعيشوا فيها مع ولد ولا زوجه في ساعة سحور أو إفطار، بل كثير منهم لم يعد يذكر انتظار الأذان (ولمة العزائم) والإفطارات الجماعية والعائلية وما يصحبها من الحب والدفء ..

في الأسر مع مضي عشرات السنوات أضحت الكبسة، القطايف الكنافة، اللحم، الكبدة، القمر دين، وحبات التمر، والبندورة، والفجل، والبصل الأخضر وغيرها من أصناف الطعام حلم ليل للأسير يبدده الفول المسوس والفاصولياء التي لا تنضج، وشئ يسمونه لحم يدوم في القدر عاما حتى تستطيع تقطيعه ليسهل بلعه .

 

في الذكريات معهم داهمتني حكاية جلسة السمر بعد صلاة التراويح في سجن ريمون الصحراوي، فيها دار حديث ماضي الأيام السعيدة والذكريات حتى إذا كان الواقع ذكروا في سني الفراق وفاة الأم والوالد، وبعض الأعمام والأخوال الذين كانوا زينة رمضان في الخارج .

بعضهم تنهد في حديثه عن المساجد وأنس الصلاة في الأقصى، والدور في الإمامة والوعظ (قبل تقدّم تقنية الصوت ورفاهية المساجد ) .

و كثير غالبه الدمع على أمنية الشهادة في رمضان حين كانت مجموعاتهم تطلب الشهادة بعد صلاة القيام في معاركهم البطولية مع جنود الاحتلال ومستعمريه .

في الحديث عن الصور المشاهدة في عتمة الزنازين أحتاج إلى مجلدات للتوثيق كي يكتمل مشهد رمضان داخل المعتقل .

لكني اليوم سأكتفي من بين تلك المشاهد بصورة تظل في الذاكرة فصولها ... لهيب إيمان، ودمع تهجد، وصلاة ليل، وكثير ذكر، وشفافية روح باكية مع الترتيل .

هناك ترى في زوايا المعتقل قياماً لا ينقطع وسجوداً لا يفتر، لكن لسجن عوفر مذاق خاص شاهدته في برناج جماعي في العشر الأواخر في العام 2011 ..

بعض الإخوة أراد لصلاته اقتحام ظلمة المعتقل ليساند الأمة في نهضتها وتحررها وتمكينها، فتوزعت ركعات التهجد والدعاء في التركيز مع كل ركعة على محنة تعيشها الأمة من خلال الدعاء .

بدأ البرنامج دعاء للقدس ، فلسطين ، شعبها وحدتها ثم بالعراق ، أفغانستان، لبنان ، مصر و الصومال، والشيشان، وأخيرا كان الدعاء مع الجثو للأمة في وحدتها وقوتها ونصر مجاهديها .

غابت في الليالي العشر حظوظ النفس ومحنة الأسر، ووجدت في كل خيمة وزنزانة، ساجدا ومتضرعا ببكاء، وشعرت الحب يغطي المكان، حتى أذا سمحت لك القضبان مشاهدة السماء لوجدت الأرجاء يزاحمها الرجاء وصفاء قلوب لم يشاهد من قبل .

 

لمسنا في الأيام تلك البركة، وشعرنا أن لطف الله ورحمته والمعية تحرس جنبات الأرض .

الروح هذه لم تعجب السجان والتي معها مارس سياسة النقل والقمع، والتضييق، فنشر مجنداته لعمل الفاحشة على مرأى من أقسام المعتقل ظنّاً منه أن وحل الشهوة قد يغلب رقي الروح .

في ختام رمضان جاء عيده وفرحته وكان موعدنا مع تفاصيل كثيرة عشناها قد تكون أشد على الأسير من غيرها لنتركها لمقال آخر .

في الأوراق الإسرائيلية اليوم خبر يحكي عن تسهيلات للأسرى في شهر رمضان المبارك وسماح بشراء بعض أنواع من الخضار وغيرها من أصناف الحاجة اليومية .

بعض يظن ان الراتب والاكل ، والمهرجان ، وغيرها كثير يفعل للأسرى ، في الامس شاهدت في مدينة رام الله نائل البرغوثي تصفحت وجهه بعد 34 عام داخل المعتقل ، سمعت في خارطة الوجع الذي تعلو جبينه أن الاسير في حكاية النصرة يحتاج غير كل ذلك ، ليبقى في الختام أس الحكاية إنتظار الفرج ، وشكله ، ويومه .

====================

لماذا كشف حزب الله عن دوره الوظيفي في المنطقة؟

محمد عيّاش الكبيسي

في خطابين متقاربين وبمناسبتين مختلفتين وقف حسن نصر الله أمام جماهيره ليكشف عن هويته وجنديته للمشروع الذي يقوده «سماحة السيد القائد» الولي الفقيه!

في الخطاب الأول كان متأثرا للغاية ومتألما على «رفاق السلاح» آصف شوكت ومجموعته من أركان النظام الأسدي، يذكرهم ويضفي عليهم ما جادت به قريحته من صفات «الأبطال»، «المجاهدين»، «الشهداء» ولولا أنه كان يذكرهم بأسمائهم لخلت أنه يتحدث عن شهداء الطف!

نسي حسن نصر الله أنه «رجل دين» وأن الدين أي دين لا يمكن أن يقر بقتل الأطفال وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها بهذه البشاعة الممنهجة التي صممها رفاق السلاح هؤلاء.

رجل الدين هذا لم يذرف دمعة واحدة على آلاف الضحايا من الأبرياء السوريين، وأضعافهم من المهجرين والهائمين على وجوههم في كل الاتجاهات وعلى كل المعابر، كما أنه تجاهل حق الشعب السوري وثورته المتصاعدة والتي امتدت في كل التراب السوري، فهم لا يزالون في نظره «مندسين» و «مأجورين»، وللعالم هنا أن يتخيل أي عقيدة تسكن في رؤوس هؤلاء، وأي شريعة يمكن أن يفرضوها على مجتمعاتنا في حال نجاح مشروعهم والذي عنونه الخميني بشعار «تصدير الثورة».

في الخطاب الثاني ذهب حسن نصر الله ليؤكد جنديته لهذا المشروع ببعد تاريخي خطير؛ حيث أخذ يشيد بالإيرانيين وصمودهم وشجاعتهم إبان الثماني سنوات التي كانوا يقاتلون بها جيرانهم العراقيين! وقد بالغ مبالغة لا تناسب رجل الدين ولا رجل السياسة؛ حيث ذكر أن الإيرانيين كانوا يعيشون حصارا دوليا خانقا حيث منعوا من استيراد كل ما يحتاجون إليه، وهنا نسي حسن نصر الله أو تناسى فضيحة «إيران غيت» واعتراف الرئيس الإيراني الأسبق أبوالحسن بني صدر على الهواء بأن إيران كانت تتلقى شحنات الأسلحة المتطورة من إسرائيل وبشكل مباشر، وحين سأله المذيع هل كان هذا بعلم الخميني؟ قال: نعم.

وطالما أن حسن نصر الله يريد أن يرجعنا للوراء ولحرب الثماني سنوات، أذكر بهذا الصدد وبعد انتهاء الحرب حيث تجرع الخميني «كأس السم» وبحسب وصف الخميني نفسه، ظهر صدام حسين على التلفزيون العراقي ليقول: لقد خرج اللاعبون الصغار، وسيدخل اللاعبون الكبار! في إشارة إلى الأميركان؛ حيث كان صدام حسين يعتقد أن الخميني جيء به في هذه المرحلة لإجهاض مشروع التحرر العربي، بينما كان الخميني يعتقد أن صدام حسين جيء به لإجهاض مشروع «تصدير الثورة الإسلامية» وبين النظريتين ساد هرج ومرج وجدل طويل، لكن بعد احتلال العراق وتدمير مؤسساته العسكرية الجبارة وبمساعدة الولي الفقيه وأدواته التي صنعها على عينه لهذا اليوم هل بقي من يصدِّق رواية الخميني؟

نعم لقد كان قرار الأميركان بتدمير العراق قد اتخذ بالفعل بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية مباشرة، وقد نُصبت الفخاخ للقيادة العراقية حتى هوى العراق بكل إمكانياته وقدراته وأصبح غنيمة سهلة يتقاسمها الولي الفقيه مع شيطانه الأكبر، فأين يقف حسن نصر الله؟

إن وقوف حسن نصر الله مع النظام الإيراني وهو يشارك الأميركان في تدمير العراق كان يكفي لكشف حقيقة الدور المناط به، لكن بعض المثقفين العرب المهووسين بالشعارات الثورية كانوا يتلمسون الأعذار والتبريرات حتى قال أحدهم: لقد أخطأ حزب الله في العراق وأصاب في لبنان! وهذا لا ينم إلا عن سطحية طائشة في تفسير الأحداث، وجهل بطبيعة الارتباطات الدينية التي تحكم العلاقة بين الولي الفقيه وجنوده ومريديه، والتي عبّر عنها حسن نصر الله أثناء استقباله لنا في صيف 2005؛ حيث قال عن علاقته بالولي الفقيه: «يقول لنا قاوموا في فلسطين ولبنان فنقاوم، ويقول لنا لا تقاوموا في العراق ولا في أفغانستان فلا نقاوم «وحين استوضحنا منه عن هذه الازدواجية قال «إيران الدولة ترى من مصلحتها أن تستفيد من الوضع الذي صنعه الأميركان في العراق وفي أفغانستان، وإيران الثورة ترى من مصلحتها دعم المقاومة في لبنان وفلسطين»! إذاً حزب الله لا يقاوم الصهاينة دفاعا عن لبنان ولا عن فلسطين ولا عن الأمة، إنه دور محدد ومرسوم ضمن خارطة واسعة ومعقدة رسمتها أنامل الولي الفقيه في طهران، ومن هنا نفهم لماذا يصر حزب الله على احتكار حق المقاومة في لبنان، وهذه مسألة أخرى لا يعلمها الكثير من المراقبين.

في زياراتي المتكررة للبنان اكتشفت جانبا من الحقيقة، فقد رأيت في المناطق الجنوبية عددا من المقاومين السنّة وهم يؤدون دورا فاعلا هناك، ومنهم من ينتسب إلى جماعات سنّية معروفة في لبنان، ولكني حين سألتهم لماذا لا تعلنون عن أنفسكم؟ قالوا: إن حزب الله يشترط علينا أن لا نعمل إلا باسمه وتحت رايته!

نعم لقد تمكن حزب الله طيلة السنوات الماضية من خلط الأوراق، والاختباء خلف شعارات المقاومة، ساعده على هذا غفلة من الإعلام العربي، وعاطفة لاهبة لدى الكثير من المثقفين ومنهم الإسلاميون لا تسمح بالفحص العلمي والموضوعي لمثل هذه الظاهرة، لكن بعد تفجير الأربعاء في دمشق والذي أودى ب «رفاق السلاح» فقد كشف حسن نصر الله كل ما كان مستورا في هويته وانتماءاته، ما سبب حرجا كبيرا لكل المتعاطفين معه في محيطنا العربي والإسلامي، بل ربما تآكلت شعبيته بطريقة لم تكن عنده بالحسبان.

لكن المتأمل بكل ما جرى يكتشف حقيقة أن هذه التصريحات بكل ما شكلته من مفاجأة لم تكن إلا في سياقها الطبيعي، فهناك جملة من الأحداث المتسلسلة لا يمكن فصلها عن بعضها ولا عزلها عن مواقف حزب الله الأخيرة:

زيارة أحمدي نجاد لبغداد في ظل الاحتلال الأميركي، وما قدمه المارينز من حماية له ولموكبه من مطار بغداد حتى المنطقة الخضراء ذهابا وإيابا، والمباحثات المتكررة والمعلنة بين القادة الإيرانيين والأميركان وفي بغداد أيضا، كان كل هذا بمثابة الإعلان عن الموقف الجوهري الذي يتبناه الولي الفقيه للتعامل مع «الشيطان الأكبر».

تبع هذا قيام نظام «الممانعة» في سوريا بالضغط على بعض اللاجئين العراقيين ممن كان يتقرب لهذا النظام بشعارات المقاومة والممانعة لدفعهم باتجاه «المصالحة الوطنية» وانضمامهم إلى خيمة المالكي في المنطقة الخضراء، وقد عرض التلفزيون العراقي الرسمي صورا من هؤلاء، وكلهم بلا استثناء كانوا على صلة متينة بالنظام الأسدي!

ثم الكشف عن مشاركة فاعلة لميليشيات حزب الله وميليشيات جيش المهدي مع قوات الأسد لقمع الشعب السوري الثائر، ما أفقد الحزب مصداقيته في الوسط السوري والمحيط العربي والإسلامي أيضا.

بعد هذا جاء إعلان البيت الشيعي في العراق بضرورة الإسراع بتشكيل «الجيش المليوني» لحماية العراق من الخطر القادم من سوريا في حال سقوط النظام! وقد ترجم المالكي هذه المطالب بتحشيده لأربع فرق عسكرية على الحدود العراقية السورية.

وأخيرا إعلان النظام الإيراني على لسان «جزائري» وبشكل حاسم أنه لن يسمح بتغيير النظام في سوريا! وقد توج هذا باستضافة طهران لوليد المعلم ليعلن من هناك أنه مصمم على مواجهة الشعب السوري وكان يتحدث وعلى يمينه علَم النظام السوري وعلى يساره علَم النظام الإيراني!

هذا كله يعني أن سياسة «تصدير الثورة» قد انكفأت نتيجة للربيع العربي الإسلامي المتواصل، ونتيجة لطبيعة المعركة التي تدور رحاها على أرض الشام اليوم، والتي عصفت بكل الأقنعة واللبوسات المضللة، وعليه فإن الاستراتيجية المزدوجة بين «إيران الدولة» والتي يقودها نجاد في إيران والمالكي في العراق و «إيران الثورة» التي يقودها الأسد في سوريا وحسن نصر الله في لبنان، هذه الاستراتيجية قد انكسرت لتتحول من سياسة «توزيع الأدوار» إلى سياسة «توحيد الأدوار»؛ حيث المطلوب اليوم إزالة كل أشكال الخلاف الظاهري والظهور بمظهر القوة الصلبة المتماسكة بكل أطرافها وأصابعها، على قاعدة «ليس المهم أن تكون قويا، إنما المهم أن تبدو قويا».

إذاً المطلوب من حسن نصر الله في هذه المرحلة قد اختلف تماما عن السابق، فبينما كان الحزب يمارس دور الدعاية للتشيع السياسي وتوفير الغطاء الشرعي لتصدير الثورة، أصبح دوره الآن مجرد جندي في معركة البقاء.

ربما كان الوعي المتنامي بحقيقة المشروع الإيراني وخطورته على الأمة هو الذي أسهم بكسر الاستراتيجية الأولى والتعجيل في رسم الدور الجديد لحزب الله، وهذا ما صرح به حسن نصر الله في خطابه الأخير؛ حيث كان يشكو من موجة عاتية وغير مسبوقة يقودها مثقفون وإعلاميون لمحاصرة «مشروع المقاومة» والتشكيك بقياداته ورموزه!

======================

رمضان هذا بلا وطن

وليد فارس

رمضان هذا يختلف عن كل رمضانات حمص التي سبقته, رمضان هذا حمل لأهل حمص غصات كبيرة كادت أن تفجر الصدور, لم يختلف رمضان هذا بطعامه فقط الذي فُقد من أحياء حمص وخاصة تلك المحاصرة منها, بل بيوت رمضان ومساجد رمضان وسهرات رمضان تختلق الآن عن كل مامر على حمص.

سبعة ألاف عائلة تعيش رمضان هذا وقد فقدت شهيداً, عشرة ألاف عائلة تعيش رمضان هذا وأحد أفرادها في سجون النظام أو أقبية الفروع لاتدري عنه شيئاً, وآلاف أخرى يكاد يتعذر إحصائها تعيش بعيدة عن أفراد عائلتها أو أقربائها بسبب النزوح.

الوطن كان الهدف, الوطن هو مادفع السورين أن يتحركوا لتخليصه من يد أولائك اللذين دمروه, الأحباب والأصدقاء والأهل والمكان وبعض أشياء هي وطننا الذي نحلم أن نعيش فيه بمساحة من الحرية وصوت مسموع.

رمضان هذا يأتي بلا أصدقاء, بلا أحباب, بلا أهل, بلا أشياء, رمضان هذا يأتي بلا وطن, عرق سوس وتمر هندي وبعض مأكولات رمضان التي تُصنع في أحياء حمص المحاصرة من غير أغلب مكوناتها كما نصنع اليوم نحن واقعنا بدون أغلب مكوناته, هذه الرمضانيات قد تذكرك بالوطن دون أن تعيده.

يبدو أن الحرية المنشودة أصبحت هدفاً ثانوياً لثوار حمص مقابل هدف البحث عن الوطن, بكل تعريفاته الفردية, الوطن الضائع عند السورين يغيب في أعماق المجهول أكثر في رمضان ليس لأن رمضان شهر مميز, بل لأن الوطن كله كان يجتمع في رمضان.

أطفال حمص, نساء حمص, شباب حمص, رجال حمص, أحجار حمص, أشياء حمص, بيوت حمص, شوارع حمص, أسماء زال بعضها وربما يزول بعضها الأخر لمنسوب سيبقى رغم كل ما ذهب, نعم ربما ستزول مفردات حمص ولكن حمص ستبقى لتعيد تشكيل الوطن.

============================

عندما تتكرر كلمة "عدو" مرتين !! تظهر الحقيقة!!

احمد النعيمي

Ahmeeedasd100@gmail.com

تكررت كلمة العدو على لسان "الحلف الإيراني" مرتين خلال يومين فقط، الأولى عندما أعلن رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال "مسعود جزائري" يوم الثلاثاء 31 تموز 2012م، بأن بلاده: "لن تسمح للعدو بالتقدم في سوريا، لكنها لا ترى ضرورة للتدخل في الوقت الحالي... سنقرر وقتاً للظروف كيف سنساعد أصدقاؤنا والمقاومة في المنطقة، ولن نسمح للعدو بالتقدم" والثانية في خطاب المجرم الأسد المسجل الذي بث يوم الأربعاء الأول من آب بمناسبة تأسيس الجيش السوري في عيده السابع والستين وعبر مجلة "جيش الشعب" قوله بأن: "الجيش السوري يخوض معارك بطولة وشرف ضد العدو، يتوقف عليها مصير الشعب السوري والأمة".

فمن هو هذا العدو الذي يقصده هؤلاء الذين لم نجدهم أبطالاً إلى على شعوب مقهورة مغلوبة خرجت تطالب بالتحرر من العبودية، وجبناء أمام حدود عدو مزعوم خدموه طيلة حكمهم!! ومن هو هذا العدو الذي يخوض فيهم المجرم الأسد معاركه البطولية، والتي صار يتوقف عليها مصير الأمة!! ومن هو هذا العدو الذي قويت شوكته حتى دفعت هذه الدول إلى الصراخ والعويل والاستنجاد بكل ما لديهم من أعوان وأتباع!! بعد أن رأوا أن المدن الكبرى قد آذنت بالخروج من سيطرتهم، بالرغم من تآمر المنظومة الإرهابية كلها على هذه العدو، ومنعه من التسلح، والسماح لهذا الحلف بان يدخل الأسلحة كيفما شاء لكي تبيد هذا العدو!! لا وبل تواصل هذه الدول الكذب وتشويه الحقائق، كما نقلت قناة أمريكية عن وصول صواريخ أرض جو للجيش الحر، بينما نفى الجيش الحر هذه الأخبار جملة وتفصيلاً.

ولنعرف هذا العدو الذي قصده هؤلاء لا بدء أن نعود لعقيدة هؤلاء القوم، وهي ليست طائفية كما سيقول البعض، ولكن هي الخطوة الصحيحة حتى نعرف هذا العدو، فهؤلاء القوم يرون أن كل من لا يعتقد بعقيدتهم ولا يقر بإمامة الاثني عشر إماماً فهو كافر تجب معاداته والبراءة منه، فقد روى الصادق في كتبهم أنه قال:"نزل جبرائيل على النبي فقال: يا محمد السلام يقرئك السلام ويقول: خلقت السموات السبع وما فيهن والأرضيين السبع وما عليهن، وما خلقت موضعاً أعظم من الركن والمقام، ولو أن عبداً دعاني هناك منذ خلقت السموات والأرضيين ثم لقيني جاحداً لولاية علي لكببته في سقر" الكافي 1/371 وبحار الأنوار 27/167، وعلى هذا اتفقت أقوال أئمتهم كما نقل الشيخ المفيد إجماع الأمامية على أن:"من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة فهو كافر مستحق للخلود في النار" بحار الانوار23/390، ويقول المجلسي:"المخالفون ليسوا من أهل الجنان ولا من أهل المنزلة بين الجنة والنار وهي الأعراف، بل هم مخلدون في النار، ولو قام القائم بدأ بقتل هؤلاء الكفار" بحار الانوار8/361، وقال نعمة الله الجزائري في أهل السنة:"أنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الأمامية، وأنهم شر من اليهود والنصارى، وإن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه في الإمامة" الأنوار النعمانية206.

ولهذا فقد أباحوا دماء أهل السنة وأموالهم، فعن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: "ما تقول في قتل الناصب؟ قال: "حلال الدم، ولكن اتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل" بحار الأنوار27/231، ويذكر الإمام الخوئي أستاذ وسلف السيستاني، في كتابه "منهاج الصالحين: "لا فرق بين المرتد والكافر الأصلي الحربي والذمي والخارجي والغالي والناصب، كما يذكر الخميني في كتابه "تحرير الوسيلة" بأنه غير الشيعة، إذا لم يظهر ذلك منهم، فهم مثل سائر النواصب، ويستطرد بالقول: "أما النواصب والخوارج لعنهما الله، فهما نجسان، وأجاز الخميني نهب ماله وسلب مملكاته وهتك عرضه بقوله: "الأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم" منهاج الصالحين1/116.

وهذا يفسر حصول الجرائم التي أقدم عليها هؤلاء في العراق وسوريا ولبنان وإيران، ومن هو العدو الذي يواجهونه، وينتهكون عرضه ويقتلون أطفاله ويذبحون شيوخه وشبابه، ويحرقونه وهو حي، لا لشيء ألا لأنهم يتقربون إلى الله تعالى بقتلهم المسلمون النواصب، الذين لا يقولون بولاية علي وأولاده الاثني عشر وعصمتهم، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدروهم أكبر، ولم تقم ثائرتهم إلا بعد محاولة الشعب السوري الدفع عن نفسه العبودية التي عاشها طيلة نصف قرن من الزمن، تحت نير هذا العدو الذي لم يفكر في يوم أن يخوض حرباً ضد اليهود والنصارى، وإنما عاونهم في احتلال العراق وأفغانستان، كما فعل الراحل حافظ الذي أرسل ثلاثين ألف جندي سوري لمشاركة الدول الغربية حربهم على العرق عام 1991م، وكما فعل الإيرانيون الذين سلموا العراق بعد أن سلموها على طبق من ذهب للمحتل الأمريكي.

وأما إنكار الإيرانيين بأنهم لم يتدخلوا في سوريا، بالرغم من تدخلهم من أول يوم في محاولة وأد الثورة، فلا عجب لأن دينهم يقوم على الكذب والتقية، وإخفاء الحقائق، التي نسفها تصريح اللواء "إسماعيل قائاني" نائب الجنرال سليماني القائد العام لفيلق القدس الذي أكد وجود إيران في سوريا، كما يفعل نصر الله نفس الشيء، والذين يقاتلون جميعاً عدوهم الشعب السوري في مدينة حلب، وبقية المدن السورية!!

وحديث المجرم الأسد عن مصير الأمة المهددة، فهو يقصد به أمة المجوس إيران التي تحاول تصدير شذوذها إلى العالم الإسلامي، والمهددة اليوم بانتصار "عدوهم" الشعب السوري المسلم على حليفهم الأسد، الذي من شأنه أن يقضي على حلمهم هذا إلى أبد الآبدين، كما وفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أطفأ نارهم من قبل!!

وهذا يتوجب على علماء الإسلام اليوم أن يبينوا حقيقة ما يجري في سوريا من تكالب هؤلاء على الشعب المسلمة عدوهم الحقيقي، يدفعهم إلى هذا عقيدتهم الفاسدة، وأن يقفوا بوجههم كما وقف العلماء والحكام من قبل، لا أن ندفع عن أنفسنا طائفية هم يعلنوا عنها بكل وقاحة، ويشنونها حرباً طائفية على "عدوهم" الشعب السوري المسلم!!

=======================

قصص قصيرة جدا

بقلم : يوسف فضل

مسغبة

اندفعت غيوم ملبدة فوق ارض الجفاف . خرج لها الناس والحيوان ورقصوا الفرح. استدارت وألقت ما في بطنها في البحر.

 

شحاذ

هربوا مبتعدين لكي لا يتعوجوا بصوت تَسَوَّلَه المقعد .

 

استغفار

بصوت مسموع، استغفر الرجل ربه بعد الصلاة. فاهت : ما بك تستغفر ، أكيد تزوجت علي.

 

عِشرة

عاقر الخمرة . ضرب زوجه وأدخلت المستشفى بعوارض صحية ثم خسرت حياتها. وي!خط إفادته: أن دوافعه لارتكاب جريمته تعود إلى المسلك السيئ لزوجه.

 

تفهم

اعتذر النادل عن عدم السماح لهما بدخول الصالة العائلية في المقهى.

- نحن عائله أيضا ، قالها من باب المزاح .

- كيف؟

- نحن مثليان.

- تفضلا.

علم الآخر معنى مثلي فلكم النادل وخرج .

======================

"أوباما" ينافس رومني في تحقير الفلسطينيين

د. فايز أبو شمالة

انتقد المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية "ميت رومني" سياسة الرئيس الأمريكي "أوباما" تجاه الشرق الأوسط، وأدعى أن منافسه "أوباما" قد ألقى بإسرائيل تحت عجلات الحافلة حين اعترف بحدود سنة 1967، أساساً للمفاوضات، بل تجاوز "رومني" حدود الأخلاق حين اعتبر التحالف الأمريكي الإسرائيلي لا يقوم على المصالح المشتركة، وإنما على القيم الروحية المشتركة، وأعلن تبنيه مواقف "نتانياهو" بشأن المفاعل النووي الإيراني.

في المقابل؛ أدرك "أوباما" أهمية الصوت اليهودي في الانتخابات، فأطلق لنفسه العنان ونافس "رومني" في الدعم المادي والعسكري للدولة العبرية، وأعلن أنه وقع على قانون اسمه "قانون تعزيز التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل"، وهو القانون الذي يضع التكنولوجيا الأمريكية، والترسانة الحربية تحت تصرف العدوان الإسرائيلي.

من حق "رومني" أن يتودد لليهود، وأن يتذلل لتأثير صوتهم الانتخابي، وأن يعدهم في زيارته الأخيرة بكل أشكال الدعم الذي لم يحلم فيه عتاة الصهاينة، ومن حق اليهود في إسرائيل أن يتدللوا على المرشح "أوباما" وأن يطالبوه بالمزيد المزيد من القوة لدولة إسرائيل التي تعيش ديمقراطية الغزالة في غابة المسلمين المتوحشين، ولكن هل من حق "سلام فياض" رئيس وزراء رام الله أن يلتقي سراً مع المرشح للرئاسة "ميت رومني"؟

وهل التقاء سلام فياض مع "رومني" في مدينة القدس المحتلة، هو إسهام فلسطيني متواضع لدعم المرشح "رومني"، حتى ولو كان اللقاء يمثل اعترافاً فلسطينياً غير مباشر بأن المدينة المقدسة ستظل موحدة، وستظل عاصمة أبدية لدولة إسرائيل اليهودية؟

وإذا كان "رومني" سيوظف اللقاء في حملته الانتخابية، فماذا ستجني السلطة الفلسطينية بشكل عام من لقاء عابر مع مرشح يدوس على مصالح الفلسطينيين بحذاء اليهود؟

وهل لقاء فياض رومني يأتي ضمن سياسية فلسطينية متفق عليها، أم يأتي في إطار التنافس بين القادة الفلسطينيين على مدى التنازل عن الأرض الفلسطينية احتراماً للمرشحين الأميركيين للرئاسة، ورغبة في كسب تعاطفهم الشخصي؟

ألم يعلن السيد عباس أن التوجه إلى الأمم المتحدة ليس مرهوناً بزمن، وأن خياره الوحيد الذي يعتصم بجبله العالي هو خيار المفاوضات، ولاسيما بعد أن تلقى تهديداً أمريكياً بوقف المساعدات المالية، وبإغلاق مكاتب منظمة التحرير في واشنطن إذا أقدمت القيادة على تقديم طلب للأمم المتحدة لنيل عضوية فلسطين، ولو على مستوى مراقب؟!

حتى هذه اللحظة لم يصدر عن رئيس السلطة الفلسطينية ما يدين اللقاء في مدينة القدس المحتلة، ولم يصدر عن تنظيم حركة فتح والقوى السياسية والوطنية ما يعيب على "سلام فياض" لقاؤه مع مرشح يحتقر الفلسطينيين في مدينة القدس.

وحتى هذه اللحظة المكشوفة من السياسة الأمريكية لما تزل قيادة السلطة في رام الله ترهن قضية شعب بنتائج الانتخابات الأمريكية، وهي تدرك جيداً أن نتائج الانتخابات الأمريكية لن تغير من الواقع الفلسطيني المطحون تحت الاحتلال شيئاً؟

وحتى هذه اللحظة التي انحشرت فيها التطلعات السياسية الفلسطينية بأفق قيادة السلطة في رام الله، حتى هذه اللحظة ستظل القضية الفلسطينية كيس الملاكمة الذي يتدرب عليه المرشحان المتنافسان على كرسي الرئاسة الأمريكية؟.

======================

بسم الله الرحمن الرحيم

نداء ...نداء ... نداء إلى قادة المجاهدين .. كيف ننتصر في ملحمة حلب .!؟

الدكتور أبو بكر الشامي

لقد أطلقت العصابات الأسدية الفاجرة على معركة حلب الدائرة اليوم ( أم المعارك ) ولقد صدقت والله ، وإنّها لكذوبة ، فمعركة حلب تشكّل اليوم بالنسبة للمجاهدين ملحمة رمضانيّة ، ومعركة تاريخيّة فاصلة ، ومعركة تحدّي وكسر عظم بين الحق والباطل ، وبين الإيمان والكفر ، لا تقلّ عن ملحمة بدر الخالدة ...

وسيكون لها ما بعدها بإذن الله ... !!!

فلو ربح المجاهدون معركة حلب ، وسيربحونها بإذن الله ، فستنفتح لهم أبواب العزّة والنصر وأبواب دمشق على مصاريعها ، وستكون لهم منطقة محرّرة واسعة تتصل بدول الجوار الجغرافي الصديقة ، وستكسر ظهر العصابة الأسدية الباغية ، وتقذف الرعب في قلبها وقلب أذنابها وأسيادها ، وستجبر القوى الإقليمية والدولية على الرضوخ لإرادة المقاومة المنتصرة بإذن الله في تسريع الحلّ ، وطرد العصابة الأسدية (( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله )) ...

لذلك نجد لزاماً علينا أن نهتم بهذه المنازلة البدرية الفاصلة أعظم الاهتمام ، كأولوية أولى مقدّسة ، و نزجّ فيها كل ما آتانا الله من خبرات وإمكانات ، ونتوحّد خلفها كسوريين بجميع أطيافنا ومشاربنا ، ومن خلفنا جميع العرب والمسلمين والإنسانيين الشرفاء ، ونؤجل أي حديث عن ( الحكومة الانتقالية ) ، و( مرحلة ما بعد الأسد ) وغيرها من أحاديث البطر والترف والجدل ، التي يمكن تأجيلها الآن ...

كما يجب أن نستحضر في هذه المنازلة التاريخيّة الفاصلة كل ما لدينا ، كعرب ومسلمين ، من رصيد جهادي ، وتجارب عسكرية ، في القديم والحديث ، ولعل من أهم ما أود أن أسجّله للمجاهدين الأبرار ، من دروس وعبر ومعالم على طريق النصر المؤزر في منازلة حلب الفاصلة ما يلي :

أولاً : إنّ روح وجوهر حرب القلّة المؤمنة ، ضدّ الكثرة الكافرة ، وهي الصفة التي انطبقت على جميع حروب العرب والمسلمين وفتوحاتهم المظفّرة ، أو ما بات يُعرف اليوم ( بحرب العصابات ) هي في المعنويات العالية للمجاهدين ، المستمدّة من رسوخ العقيدة ، والوقوف مع الحق ، وعدالة القضيّة ، ...

ثم في براعة التكتيكات الحربية ، مثل الكفاءة الفردية ، و خفة الحركة ، ومرونة الخطط ، والسرعة ، والمبادأة ، والمفاجأة ، والذكاء ، واستثمار الفوز ...

والأهم من ذلك كلّه : التركيز على سحق قوّة العدو الرئيسية ، والمناورة في المكان وعدم التثبّث في الأرض ، والذي يسمى اليوم ( الانسحاب التكتيكي ) ...

فالأرض لا تعني شيئاً في حرب العصابات أبداً ، بل المهم أن تكسر ظهر العدوّ المحارب ، ثم تكون الأرض لمن غلب ... !!!

ثانياً : صمود المقاومة في حلب لأطول فترة ممكنة ، والتركيز الذكي على قطع طرق إمداد العدو المؤدية إلى حلب ...

حيث ينبغي على المجاهدين أن يقطعوا جميع طرق إمداد العدو من الخلف والأجناب، مع الاحتفاظ بطرق خاصة لإمداد المجاهدين ، وهذا من شأنه أن يربك القطعات العسكرية المعادية ، ويحطّم أعصاب قادتها ، ويرفع معنويات المجاهدين ...

ولذلك خيراً فعل المجاهدون بنصب كمائن للعصابات الأسدية المنهزمة من إدلب في أكثر من نقطة على طريقها ، وأوقعوا فيها أفدح الخسائر ...

وكذلك يجب التركيز على طول طريق دمشق حلب ، وزرع أكثر من كمين فيه ، فإذا أُفلت العدو من نقطة ، فلن يفلت من الثانية والثالثة ، والذين يصلوا إلى حلب بعد كل تلك الضربات ، سيصلون بهمّة محطّمة ، ومعنويات منهارة بإذن الله .!!!

وحتى بالنسبة للطرق الجوية التي تسلكها الطائرات المروحية ، يمكن أن نربكها بوضع عدّة خطوط استهداف لها عبر الدفاعات الجوية المتوفّرة لدينا ...

وهذا سيعطي انعكاسات خطرة على النظام ، فينشغل في همّ ايصال الامدادات وتوفير الغطاء لقواته البرية ، وبذلك نعرقل أو نشلّ الكثير من قدرة سلاحه الجوي الذي يتفوق به على المجاهدين ، وهذا سيضعف تركيزه في ادارة معركة حلب ، وستشعر التشكيلات العسكرية المتواجدة في حلب بأنها مهددة ، واهم ما في ذلك أننا نفرض عليه معركة ، نحن الذين اخترنا مكانها وزمانها وتكتيكها ...

ثالثاً : على المجاهدين فتح جبهات في جميع المدن السورية ، وخاصة دمشق ، وذلك لإشغال العدو عن المعركة الرئيسية ، وإرباكه ، وتشتيت فكره ، وتثبيت قواته التي كان يفكّر بإرسالها لمساندة فلوله المنهزمة في حلب ...

وعليهم التخطيط المتزامن لشن هجمات صاعقة على مواقع حيوية وستراتيجية للنظام لنفس الغرض أعلاه ، وهذا سيربك قيادات العصابة الأسدية ، ويشلّ تفكيرها كما سيضعف الروح المعنوية للعصابات المحاصرة في حلب ، ويدفعها للانشقاق والاستسلام ، وكذلك سيرفع معنويات الشعب الثائر لانه ينتقل من الخوف الى المبادرة والهجوم ...

وهنا يأتي دور العمليات الفدائية المباشرة على المراكز الحسّاسة للعصابة الأسدية ، كما يأتي دور سلاح الهاون لدكّ تلك الأوكار ( مقر الرئيس وقصوره ، موقع وزارة الدفاع ، مقر الامن القومي ، مواقع بيوت القادة العسكريين ، مواقع القوة الجوية (الطائرات المروحية) ، والمطارات العسكرية ... إلخ )

رابعاً : على المجاهدين أن يستفيدوا من دروس الأمة في القديم والحديث كما ذكرنا ، ولعل أقرب مثل أود أن يستفيدوا منه هو معركة باب عمرو في حمص البطلة ، والفلّوجة الثانية في العراق الشقيق ، حيث حرص العدوّ أن يضع المجاهدين في أجواء نفسيّة تدفعهم لحشد كل إمكاناتهم البشرية والعسكرية في مكان واحد ، بهدف سحقهم ، بما يتوفّر لديه من تقنيّة فنيّة عسكريّة متطوّرة ، وقوّة نيران متفوّقة ، وبذلك يكون قد قضى على إمكانيات كبيرة للمقاومة ...

هذا ما حدث في باب عمرو ... !!!

وهذا ما اشتغلت عليه أمريكا في حرب الفلوجة الثانية في العراق الشقيق ، حيث استدرجت المقاومة البطلة إلى أرض الفلوجة الضيّقة ، وحشرتها فيها بجميع فصائلها وإمكاناتها ، واضعفت بذلك قدرتها على الحركة والمناورة ، فضاعت الكثير من مقدرات المقاومة في تلك المعركة ، الأمر الذي انعكس سلباً على معنويات المجاهدين وجمهورهم المؤيد ...

خامساً : على قادة المجاهدين الميدانيين أن يفكّروا بطريقة عسكرية صحيحة ويستحضروا كل السيناريوهات المتوقعة مهما كانت ضعيفة ، وهو ما يسمى في المصطلحات العسكرية : صفحات المعركة المختلفة وهي "الهجوم" و"الدفاع" و"الانسحاب" ...

 وعليهم أن يتوقعوا حصول أية صفحة من هذه الصفحات في أية خطوة يُقدمون عليها ، وبالتالي على القائد الحاذق أن يبني في خطّته الهجومية ، إحتمالات الدفاع والانسحاب في نفس الوقت ، ويعطي لكل حالة ما يلزمها من تكتيكات ومناورات واستعدادات ، حتى لا يتفاجأ بأمور لم يكن قد حسب حسابها ، الأمر الذي قد يسبب له الإرباك والفشل لا سمح الله ...

سادساً : المطلوب من إعلام الثورة المجاهد أن يعمل بأقصى طاقاته المبدعة في هذه الملحمة الرمضانية الخالدة ، وكذلك بالنسبة للتنسيقيات المسؤولة عن الحراك الجماهيري في الداخل والخارج ، من اجل إثارة الرأي العام المحلّي والعربي والإسلامي والدولي ضدّ جرائم هذه العصابة الأسدية الكافرة الفاجرة ، وما تمارسه من انتهاكات ، وما تقترفه من جرائم وموبقات ، وهذا من شأنه أن يجلب دعماً وإسناداً وتعاطفاً رسمياً وشعبياً كبيراً للثورة المباركة ، ومعركتها الفاصلة في حلب البطلة ، وأن يحاصر العصابة الأسديّة المارقة في الداخل والخارج ، وفي نفس الوقت يزيد من حراك الشعب السوري الثائر .

سابعاً : إن ملحمة حلب الرمضانية الخالدة ، هي ملحمة سورية كلّها ، وهي فعلاً تستحق أن توصف بأنها ( أم المعارك ) ولذلك وجب أن تكون لها قيادة عسكرية سوريّة واحدة موحّدة مقتدرة ، تجمع تحت رايتها جميع فصائل المجاهدين ، لسحق هذه العصابة الأسدية الظالمة ، وتخليص الشعب السوري العظيم والعرب والمسلمين من غدرها وشرورها إلى الأبد ...

(( ويقولون متى هو .!؟ قل : عسى أن يكون قريباً )) صدق الله العظيم

الدكتور أبو بكر الشامي

دمشق : في الحادي عشر من رمضان / 1433 هجري

الموافق : للأول من آب / أغسطس / 2012 ميلادي

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ