ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 23/06/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

ادفع "روبلاً" أو "يواناً" تقتل سورياًّ -بين مجزرتي دير ياسين والقبير-

احمد النعيمي

Ahmeed_asd@hotmail.com

جرت مجزرة دير ياسين في التاسع من نيسان عام 1948م، وأقدم على ارتكابها المحتل الصهيوني بحق سكان إحدى القرى الفلسطينية العزل، وارتكبوا فيها أبشع الموبقات، وأقدموا على ارتكاب كل الفظائع والمحرمات، دون أي رادع أو ضمير، أو أدنى نوع من أنواع الحيوانية، فضلاً عن الإنسانية، وتم قتل كل سكان القرية ولم ينجوا منهم إلا ثلاثون شخصاً.

وقد أرخ لهذه الجريمة الصحافي الأمريكي "لورانس جريزوولد" في كتابه "ادفع دولاراً تقتل عربياً" بقوله:"وكانت دير ياسين أول نصر أحرزته الأرجون، حين كان المزارعون العرب وأفراد أسرهم ينصبون خيامهم في وسط القرية، اقتحمت دبابتان من طراز "شيرمان" طرق دير ياسين الضيقة وسحقتا فلاحين متعبين كانا نائمين قرب عتبتي بيتهما، وكان يصحب الدبابتين قوة من اليهود يبلغ عددها خمسمائة رجل مزودين بمدافع التومي والأسلحة الأوتوماتيكية الفتاكة" ويواصل الصحفي الأمريكي وصفه للمأساة قائلاً: "ولقد صرحت القلة القليلة التي بقت على قيد الحياة من أبناء دير ياسين، ومعظمها من النساء اللواتي سُلبن كل ما عندهن ومزقت أثوابهن تمزيقاً، واللواتي استعرضهن اليهود في شوارع تل أبيب في سيارات كبيرة، قبل أن يسلموهن بالرغم منهم إلى الصليب الأحمر الدولي، صرحت هذه القلة القليلة التي لم تأت عليها فظائع اليهود بأن الدبابتين اقتحمتا سوق القرية وأطلقتا نيران المدافع الأوتوماتيكية على الأهالي المحتشدين في الساحة، وبعد أن أطلقت الدبابتان نيرانهما تعقب الجنود الإسرائيليون أهل القرية الفارين بأنفسهم وقتلوهم في غير ما استبقاء، بينما كانوا يهربون أو يختبئون في الطرق أو في منازلهم" ويستكمل الصحفي الأمريكي بقايا الصورة للمذبحة الوحشية، فيقول:".. وكانت بعض الفظائع التي تلت تتطلب شيئاً من الخيال، فقد جمع الغزاة خمساً وعشرين امرأة حاملاً، ووضعوهن في صف طويل ثم أطلقوا عليهن النار، ثم أنهم بقروا بطونهن بالمدى أو بالحراب، واخرجوا الأجنة منها نصف إخراج، وقطع الأطفال إربّاً إربّا أمام أعين آبائهم الذين ما زالوا على قيد الحياة، وأخصي الأطفال قبل أن يقتلوا، وانتزعت الحلي والخواتم من أجساد القتلى، وبترت أصابع الضحايا الذين وجد المعتدون عسراً في انتزاع خواتمهم" من كتاب أمريكا من القمة إلى القاع للكاتب عبد الرحمن علي البنفلاحي، من مقالة بعنوان وكلاء الشياطين، ص24–25.

ورغم الإدانات التي صدرت بحق المحتل الصهيوني من قبل العالم إلا أن هذا المحتل واصل ارتكابه هذه المجازر في كثير من المدن والقرى الفلسطينية، وبحماية الفيتو الأمريكي، دون خوف أو وجل من أحد.

وهو نفس ما أقدمت عليه قوات الاحتلال الأسدي وقامت بارتكاب عشرات المجازر والضحايا على مدى سنة ونصف كاملة من عمر الثورة السورية المباركة، وكان أبشع هذه المجازر المجزرة التي ارتكبت في قرية "القبير" يوم الأربعاء السادس من شهر حزيران عام 2012م حيث أقدمت قوات الاحتلال الأسدي على دخول القرية الواقعة في الريف الحموي، بعد محاصرتها بالدبابات وراجمات الصواريخ، وعمدت بعدها إلى قتل كل من فيها ما عدا أربعة منهم كانوا خارج القرية، وحرقت الأطفال والنساء والرجال وهم أحياء وأموات، وقامت بسرقة عدد من الجثث وأخذهم إلى قرى الأسد، ومنعت فرق المراقبين من دخول القرية، عدة أيام، لكي لا تنكشف الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق العزل من قرية القبير.

إلى أن تمكنت فرق المراقبة من دخول القرية يوم الجمعة الثامن من الشهر نفسه، وما وصفوه عن وضع القرية شيء يبعث على الخوف والرعب ويصف مدى الإجرام الحاصل، إذ لفت المتحدث باسم الأمم المتحدة "مارتن نيسيركي" في بيان للمراقبين، بأنهم:"رأوا آثار آليات مصفحة، ومنازل متضررة بشكل كبير نتيجة قصف لصورايخ وقذائف يدوية وأسلحة أخرى" مضيفاً:"في بعض المنازل كان بالإمكان رؤية دم على الجدران والأرض، كان ثمة نيران خارج بعض المباني، وانتشرت في الهواء رائحة قوية للحم محترق" وكانت البلدة فارغة من سكانها خلال زيارة المراقبين اللذين لم يتمكنوا من التحدث مع أي شاهد عن المجزرة، وأشار نيسيركي إلى أن سكاناً من القرى المجاورة توجهوا للقاء المراقبين، وأخبروهم بما سمعوه وتحدثوا عن أقارب فقدوهم.

ووصفت بأنها أبشع من مجزرة "الحولة" التي سبقتها بأيام وقتل فيها مائة وأربعون شهيداً تم ذبحهم بالسكاكين، أغلبهم من النساء والأطفال.

ورغم الإدانات الدولية للمجازر التي ترتكب من قبل الاحتلال الأسدي، إلا أن هذا المحتل يواصل قتله، وإبادته للشعب السوري، وبحماية الفيتو الروسي والصيني هذه المرة، دون خوف أو وجل من أحد.

ومن يتابع أحداث المجزرتين يجد أن مرتكب هذه المجازر والمخطط لها شخص واحد حاقد على الإسلام والمسلمين، خالي من الإنسانية وفاقد للعواطف الحيوانية، لا هم له إلا الحفاظ على هذه الدولة المسخ التي قامت على أجساد الضحايا، ولو أدى هذا إلى إبادة شعوب بأكملها.

وهذا رد على من يدافع عن اليهود والأمريكان، وأنهم لم يفعلوا ما فعله الجزار الأسد، ودليل على أن الحرب الحاصلة في سوريا تجري نيابة عن اليهود والغرب، كما جرت نيابة عنهم في العراق على يد المالكي والجعفري وشلبي، وما تغير هو استبدال الفيتو الأمريكي بالفيتو الروسي والصيني.

وبعد أن كانت إسرائيل ابنة أمريكا المدللة، ظهر بأن الأسد هو الابن المدلل للصهاينة، وأنه تربية صهيونية بامتياز!! وأما نحن العرب والمسلمون فسنواصل شراء البضائع الصينية والروسية والأسدية والإيرانية لنقتل بها سورياً، كما نفعل من شراء للبضائع الأمريكية، مشاركين في هذا بقتل إخوتنا المسلمين في كل مكان، علمنا هذا أم لم نعلم!!

==========================

بسم الله الرحمن الرحيم

أقولها – صريحة مدوية فقد آن الأوان لوضع النقاط على الحروف

د. منير الغضبان

نستمع إلى الرأي العام الدولي المتذبذب المتخاذل والذي يمثله الصمت الأوربي والخوار الأمريكي

1-        أمريكا تقول : لا نستبعد مجزرة جديدة في الحفة يقوم بها النظام السوري وذلك بعد القصف

المستمر لليوم الثامن على التوالي

ولكنها تستبعد تدخلاً دولياً لأنها ستكون حرباً بالوكالة بين الدول المؤيدة للنظام السوري والدول المعارضة له

والحل إذن : خذ حريتك أيها النظام وقم بمجزرتك بالحفة وقم بمجازرك الأخرى. فسندعك تفني وتبيد .

ولن ننصر الشعب إلا بالكلام المعسول ولن تُمس مواقعك بشيء .

2-        بريطانيا تقول على لسان وزير خارجيتها: ولن نستبعد تدخلاً دولياً ضد النظام السوري . ولاشيء إلا

الاستبعاد وهذا أقصى نصريعلنه الإتحاد الأوربي والذي تشارك فرنسا بريطانيا فيه

إذن يا شعبنا السوري العظيم . العالم قد تخلى عنك ولن ينصرك إلا بالكلام ويا ثوارنا العظام

يا أبطالنا الخالدون . هذا هو موقف العالم من ثورتكم

3-        وهذا تقرير الأمم المتحدة يدين النظام السوري , ويدين قتل الأطفال , ويدين قتل الآمنين , ويدين

مجازر النظام السوري ويدين , ويدين , ولكن هذه الأمم المتحدة كلها تكتفي بالإدانة

فأقصى نصر يُتوقع من العالم . نُدين , ونشجب , ونستنكر , ونصرخ بأنان : أنقذنا بمبادرتك

وهو يقول : لم ينفذ منها شيء

4-        وأنصارنا الصادقون , قطر , السعودية , تركية . عاجزون عن فعل شيء أمام هذا التخاذل الدولي

وأقصى ما يساعدون فيه . الإغاثة المالية والطبية . وغض النظر عن دخول السلاح للجيش الحر

على استحياء .

5-        أما التدخل الدولي الروسي والأسلحة التي تصل إلى النظام السوري فيؤكد وزير الخارجية الروسي

أنه لا يبعث ويبيع السلاح لقتل الآمنين , والنظام السوري يدافع عن نفسه . فهو يقاتل بالوكالة من طرفه

أما أمريكا فلن تفعل ذلك . والصين تتبع الدب الروسي

6-        وإيران وحزب اللات في لبنان والعراق هؤلاء جميعاً يقاتلون عن النظام السوري . حتى بلغت

الوقاحة بحسن نصر اللات أن يهدد بالحرب من أجل الأسرى الشيعة العشرة كما قال : إن أرادوا بالحرب

أو أرادوا بالسلام فنحن جاهزون

فالدول الشيعية التي تخطط لقتل السنة والقضاء عليهم من خلال قتل الشعب السوري والقضاء على ثورته

هم وروسيا والصين سواءً في حرب هذا الشعب السوري الذي اختار الموت على الذل . واختار النصر أو الشهادة

فكلاهما إحدى الحسنيين

7-        عفنا أصدقائنا وأعدائنا والمتخاذلين عنا في الخارج فمن المتآمرون من الداخل ؟

المتآمرون كل من وازر النظام وأيده وخضع له ودافع عنه أو سكت على جرائمه فسيحاسب هؤلاء

جميعاً على مواقفهم من هذا الشعب وبقضاء عادل نزيه لا يؤخذ فيه أحد بجريرة أحد

8-        ويهددوننا بالحرب الأهلية ويتحذلق المتحذلقون من خوفهم من الحرب الأهلية .

إذا اتفقنا جميعاً أن النظام السوري الأسدي العائلي هو الذي يسعر الحرب الأهلية ,وهو الذي يدمر

القرى والمدن السنية فوق رؤوس أهلها . والقرى والمدن العلوية لا تُمس بسوء

9-        يا إخواننا العلويين في الوطن : إن الوطن لنا ولكم . فلماذا لا تشهد مدنكم وقراكم ثورات ضد

النظام تطالب بإسقاطه . إنكم تقولون إن الظلم الذي وقع عليكم يفوق ما وقع على أهل السنة . فلماذا

تسكتون عن الظلم . إنكم جزء من هذا الشعب . والشعب خرج كله يطالب بإسقاط النظام . فأين أنتم

من هذه الثورة لكرامة وحرية الشعب . أو لستم جزءاً من هذا الشعب . لا نريد كلاماً نريد أفعالاً

حتى يحس الشعب كله بأخُوتّه وتضحياته ووحدته

هذه مسؤوليتكم . ولن يصدقكم الشعب بدون تضحيات وبدون دماء . وبالأمن والسلام الذي تنعمون فيه

وهو يذبح بالسكاكين , وتدمر مدنه فوق أهلها بالدبابات والطائرات وقاذفات الصواريخ. وابن الشعب الحقيقي

اليوم هو شريكه في ثورته , شريكه في تضحياته , شريكه في آلامه , شريكه في بذل دمه وروحه دفاعا

عن هذا الوطن , وحرصاً على حياته وحريته وكرامته

10-      وأخيراً نسأل بالفم الملآن . من يسند النظام الأسدي العائلي المستبد الخائن ؟

أنتم أيها الضباط العلويون الكبار والذين بيدكم مقاليد الأمن . ومقاليد الجيش . فإن لم تتحركوا اليوم للقضاء

على هذا الخائن المجرم فمتى تتحركون ؟ وماذا تنتظرون ؟ لقد قدم أنان هدية بمبادرته للنظام السوري

آلاف الضحايا . فهل تنتظرون أن تدمر كل مدن سورية حتى تتحركوا

لقد كان الأستاذ وحيد صقر أجرأ من يتكلم , وخاطب بني جلدته . ودعاهم إلى الثورة على هذا النظام وأكد لإخوانه

العلويين . وهو فرد من هذه الطائفة . أن الشعب لن يغفر لقادة الجيش وقادة الأمن من العلويين تقاعسهم في الإطاحة

بهذا النظام وإسقاطه . ونشكره على قول كلمة الحق ولو على أهله .وأنتم أيها الضباط الذين تحمون النظام وتطلقون

يده في القتل والذبح والتدمير أنتم شركاؤه وأنتم مثله , بل وأشد إجراما منه .ولا نقول هذا الكلام دفاعاً عن أبناء

الطوائف الأخرى الذين يساندونه من السنة أو الدروز أو النصارى . فهؤلاء أكثر إجراماً من الجميع مدنيين

وعسكريين . ولكننا نعلم أن بشار الأسد يريد أن يحولها حرباً طائفية حتى تقف الطائفة معه .

وأقولها صريحة مدوية :

إن كل قطرة دم تسقط في سوريا هي في رقاب القادرين على الإطاحة بالأسد وإسقاطه وهم يتفرجون , وهم ينافقون

وهم يؤيدون . ولن يغفر الشعب لهؤلاء الضباط والقادة جريمتهم في السكوت أو الرضا أو الدفاع عنه والحماية له

ودمار الوطن ودماء أبنائه في رقابهم جميعاً . ولا عذر لهم بعد اليوم .

أما أنت يا شعبنا العظيم فقد عرفت طريقك . وحين خذلك أهل الأرض التجأت وتحالفت مع أعظم قوة في الأرض

وفي السماء والتي لا تغلب , وسرت على الطريق الذي أعلنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه

من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات . ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت .

وقلت بلسان تلك المرأة العجوز العظيمة التي مثلت الشعب كله :

يريدون منا أن نقول لا إله إلا بشار , وخسئوا وكذبوا فلن نقول إلا

لا إله إلا الله محمد رسول الله

وأعلنت : إن أمة زعيمها محمد لن تركع إلا لله .

ولبيت ربك حين ناداك بقولك : لبيك يا الله , وأعلنت توحيدك وبراءتك من قوى الأرض قائلاً

مالنا غيرك يا الله

يا شعبنا العظيم . إن للباطل جولة ساعة . وإن للحق دولة إلى قيام الساعة

ولسان حالك يقول كما قال ربك في كتابه :

(( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ ))

=======================

(( تطورات في المشهد السوريينبغي التوقف عندها ))

محمد عبد الرازق

بموازاة كثرة الدعوات، و المؤتمرات الدولية التي أخذت تتصاعد لإيجاد حل سياسي للقضية السورية، فإنَّ ثمَّة تطورات أخذت تطفو على سطح الصفيح الساخن في سورية، كان منها مؤخرًا (ثلاثة أحداث)ينبغي التوقف عندها، و النظر في مدلولاتها السياسية؛ نظرًا لما تتضمَّنه من إشارات إيجابية، يمكن أن تُبنى عليها مواقفُ تعزز من الدفع بالحراك السوري للمُضي قُدُمًا في طريق إنهاء نظام الاستبداد، و هي:

: إستقالة جماعية من المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب، في دمشق.

فقد قدّم (ثلاثة) من أصل (تسعة) من أعضاء المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب في دمشق استقالاتهم من عضوية المكتب التنفيذي له، وقاموا وفق ما جاء في كتاب الاستقالة ب( إعلان البراءة من كل القرارات، والبيانات السلبية الصادرة عنه من دون معرفتهم ).

وأشار الموقّعون في كتابهم، وهم: الناقد الأدبي والأستاذ الجامعي الدكتور قاسم المقداد، والروائي والصحفي غازي حسين العلي، والشاعر الدكتور إبراهيم الجرادي، إلى ( عجز المكتب التنفيذي عن مواكبة الأحداث الجارية في سورية، وعدم قدرته على تفعيل دوره ومقترحاته؛ ممّا زاد في عزلته عن محيطه الداخلي والعربي، والدولي).

وقالواأيضًا:(لم نعُد قادرين على الاستمرار في لعب دور شهود زور في منظمة مشلولة، وعاجزة، ومفسدة).

وتُعدّ هذه الاستقالة الأولى لأعضاء (مكتب تنفيذي) في منظمة شعبية في سورية منذ بداية الانتفاضة ضد النظام، و هي خطوة تصب في خانة الحراك الشعبي السوري، و تعزز جهود المثقفين السوريين الذين أعلنوا وقوفهم مع أبناء شعبهم المطالبين بتغيير نظام الظلم و الاستبداد؛ و لا سيما أن هؤلاء الأدباء، و الكتاب لهم مواقف مشهودة في أيام (ربيع دمشق)، التي وأدها نظام (الابن) في ظل توجساته الأمنية من فتح باب الحرية في بلد خيم عليه الصمت المطبق ثلاثين عامًا في ظل نظام (الأب).

هذا، وقد سبق لعددمن الكتاب أن أعلنوا انسحابهم من عضوية هذا الاتحاد؛ احتجاجًا على صمته على الأحداث الجارية في البلاد.

اِنشقاق عشرات الضباط من أصحاب الرُتب العالية، وسط تملل في صفوف الضباط الموالين.

فقد كشفت مصادر في الجيش السوري الحر عن انشقاق عشرات العمداء مؤخرًا، وتوجههم إلى تركية، وسط تكتم شديد؛ خوفًا من عمليات انتقامية بحق عائلاتهم وأقاربهم، و كان آخرهم (عميد من آل بري، من حلب)، وهو قائد لفوج مدفعية،و حتى ضباط الفرقتين (الرابعة، والخامسة)، اللتين يقودهما ماهر، طالهما بعضٌ من هذه الانشقاقات، بحسب الفديوهات المبثوثة على أقنية( اليوتيوب).

 هذا فضلاً على اِنشقاق يُعدُّ هو الأعلى من نوعه،هو ( اللواء عدنان سلو)نائب مدير كلية الحرب الكيميائية،ولجوءه الى تركية أيضًا.

 يأتي هذا في ظل حالة من (التململ والخوف) بدأت تنتشر في صفوف ضباط الجيش، لافتين إلى (أن الكثير من ضباط الرتب المتوسطة وجدوا أنفسهم بعد سنة ونصف على اندلاع الثورة متورّطين بحرب دامية، ستنتهي بالضرورة لمصلحة الثوار بحكم الغلبة العددية؛ الأمر الذي دفعهم إلى إعادة حساباتهم، وعدم التورط أكثر مع نظام الأسد، فمعظم الضباط يشعرون أنهم (كبش محرقة) يضحّي بهم النظام من أجل استمرار بقائه لأطول وقت ممكن).

 فقد نُقِلَ عن أحدهم، وهو (ملازم أول)ينتمي إلى الطائفة العلوية، قوله:( إنه في بداية الأزمة اعتقدنا أن النظام سينهيها خلال أيام، وقفنا معه بقوة وسعينا بكل جهودنا لإعادة الاستقرار، لكن الذي اتضح لنا لاحقًا أن الأزمة ستطول، والنظام لمْ، ولنْ يستطيع فرض سيطرته كالسابق، هناك واقع جديد نحن نلمسه يوميًا على الأرض، ولكن القيادة ترفض الاعتراف به؛ ممَّا جعلَالنظام يعمد إلى انتقاء الضباط الذين يقودون العمليات ضد المدن والقرى المنتفضة، معتمدًا على الولاء الطائفي، والعائلي في عملية الاختيار، وفق معايير غاية في التشدد؛ فهناك حالة من عدم الثقة بدأت تتسرب إلى النواة العسكرية الضيقة داخل الجيش النظام، هناك ضباط كانوا من أقرب المقربين للرئيس (الأب) تمَّ استبعادُهم عن القرار في الأزمة الحالية، وآخرون تمَّ تجميدُ نفوذهم، وتقليص صلاحياتهم، و حتى الضباط العلويون، الكثيرُ منهم صار خارج دائرة ثقة النظام).

يأتي ذلك معتردد الكثير من الأنباء عن أن الضباط والعسكريين المقربين من النظام يخضعون لمراقبة مشددة من قبل المخابرات العسكرية؛ خشية قيامهم بالانشقاق عن النظام،وهربهم خارج البلاد؛ الأمر الذي دفع به إلى الاستعانة بفرق من القوات الخاصة الروسية للقيام بحماية الرئيس.

 و يعزو المتابعون للشأن السوريهذا التململ في صفوف الضباط الموالين للنظام إلى أسباب عدة، أبرزها:

  انحسار قوة النظام الحاكم، وخروج الكثير من المناطق عن سيطرته؛ مما أشعر هؤلاء الضباط بأن النظام آيل للسقوط، ولهذا فإن التورط معه أكثر بمثابة الانتحار.

  الخوف من العواقب القانونية في حالة تورطهم في المزيد من المجازر والجرائم بحق المدنيين، و قد صدرأكثر من تحذير للعسكريين التابعين للأسد بهذا الصدد، كان آخرها ما صدرَ عن الخارجية الأميركية قبل أيام.

  تزايدعمليات الاغتيال التي نفذتها مجموعات تابعة للجيش الحر في المدن، والمحافظات السورية ضد ضباط، وعسكريين يقودون حملات القمع والتدمير بحق السوريين. وقد أشعر ذلك الضباط بأنهم سيحاسبون على أعمالهم، و أنَّ هناك جهة ما على الأرض تقوم بذلك؛فأصبح هؤلاء الضباطيشعرون بالخطر والخوف، ويدركون أنه لا جدوى من الاستمرار في القتال، إلاَّ أنهم لا يستطيعون التراجع، أو الانسحاب؛خوفًا من المصير الذي قد يلاقونه من قبل النظام، من خلال تصفيتهم.

صدور بيان (تاريخي) ل (هيئة التنسيق الوطنية) تحمّل فيه النظام مسؤولية المسار الدموي الخطير الذي آلت إليه البلاد.

فقد أصدرت (هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي) المعارضة من الداخل بيانًا ، وصفته وكالة الأنباء الألمانية ب (التاريخي)؛ حمَّلت فيه النظامَ (المسؤولية عن المسار الدموي الخطير الذي دفع البلاد إليه دفعًا)، كما حمّلته المسؤولية عن تصاعد العنف، وانتشار المجازر، وجرائم القتل، وتصاعد الشحن الطائفي البغيض؛ لخدمة أهداف سياسية قذرة، أهمها إجهاض الثورة، وتغيير صورتها).

ودافعت الهيئة في بيانها هذا عن المواطنين الذين (حملوا السلاح للدفاع عن أرواحهم، وعائلاتهم، وبيوتهم ضد الانتهاكات، والاعتداءات الوحشية، التي تمارسها أجهزة النظام، وشبيحته المجرمون).

كما دافعت أيضًا و هي التي تبنت أحيانًا مواقف وصفت بأنها مهادنة للنظام في تطور لافت للنظر عن ( الجيش السوري الحر، الذي يتألف من أبناء الشعب العسكريين الشرفاء، الذين رفضوا أوامر إطلاق النار على أبناء شعبهم العُزَّل).

يأتي هذا التطور في مواقف(هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي)، في ظل تقارب واضح مع أطراف المعارضة الأخرى، و في مقدمتها (المجلس الوطني)، ظهرت في المؤتمر الذي عقد مؤخرًا في إسطنبول؛ لتوحيد مواقفها تجاه المستجدات على الساحة السورية، في ضوء التصعيد العسكري الذي يقوم به النظام لكسر شوكة الثورة، و إعادة بسط سيطرته على المناطق التي انحسر نفوذه منها لصالح (مقاتلي الجيش الحر).

 و كذلك قبل انعقاد المؤتمر الذي دعت إليه مفوضية الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية أطراف المعارضة في نهاية هذا الأسبوع (بحدود:24حزيران)؛ بغية توحيد رؤاها تجاه تغيير نظام الأسد، و قبل مؤتمر آخر يضمُّها، يعقد برعاية الجامعة العربية في نهاية هذا الشهر؛ للغرض نفسه أيضًا.

=========================

غلام سرمين

د. أكرم حجازي

ليلة 19/6/2012 تعرضت بلدة سرمين في إدلب لقصف صاروخي وحشي من قوات النظام الطائفي تسبب كالعادة بحرائق وضحايا وإصابات بحق المدنيين العزل. ومع ساعات النهار الأولى فوجئ العالم بشريط فيديو لغلام لا يتجاوز عمره 12 عاما، يدعى محمد ثروت ماهر، وقد أصيب بحروق بالغة في معظم أنحاء جسده. كما أصيب أخ الغلام واستشهد عمه سمير محمد ديب ماهر.

أما المفاجأة التي وقعت كالصاعقة على المشاهدين في شتى أنحاء العالم، لاسيما الإسلامي منه، فكانت في رد فعل غلام سرمين، وهو بين أيدي الأطباء. وكأي طفل كان من الصعب توقع أن يخرج رد الفعل عن الصراخ والصدمة والبكاء، لكن أن ينحصر بتوحيد الله والاستغفار والدعوة فهذا ما لم يكن متوقعا في عمر الغلام الذي يكاد جسده ينسلخ عنه من شدة الحروق والآلام المبرحة التي لا يقوى عليها كبار السن من الشباب الأقوياء جسدا وإرادة.

ما أن غرز الطبيب مشرطه أو إبرته في جسد الغلام، ذهابا وإيابا، حتى سمعنا قولا عجبا: « في سبيل الله .. في سبيل الله .. في سبيل الله» .. قول يخرج من بين أقسى لحظات الألم .. وما أن تستكين نفسه بها لحظات أخرى حتى يعود القول ثانية ..

وكلما اشتد الألم وغاصت المشارط في الجسد الرقيق أعمق، حتى خيل إلينا وكأنها تغوص في جلودنا، إلا وباغتنا الغلام ثانية بما هو أعجب وأبلغ: « أستغفر الله .. أستغفر الله .. أستغفر الله» .. ثم يتكرر القول: « بسم الله الرحمن الرحيم .. أستغفر الله» .. « في سبيل الله .. في سبيل الله .. في سبيل الله» .. « يا رب احميني .. يا رب لا توجعني ... ».

لم نسمع كلمة واحدة غير هذه الكلمات من هذا الغلام البريء، الذي احتسب قهره وألمه ومعاناته في سبيل الله وحده لا شريك له، واستغفر ربه وكأنه يحمل ذنوب الأرض!!! فمن أين جاء هذا الثبات الأسطوري لهذا الغلام؟ ومن أين جاءته هذه اللغة العقدية البليغة في مثل هذه اللحظات التي يكاد الهرم فيها يفقد صوابه، ويقل إيمانه، من هول الظلم والقهر، والله الرحمن الرحيم بعباده يعذر ويقول: ﴿ لَّا يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوٓءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ ﴾ ؟

غلام سرمين لم يستغث أو يستنجد أو يحتم بغير الله، ولم يهزأ بأمة الإسلام والمسلمين، لكن دعواته ومناجاته لربه جمدت المياه والدماء في العروق، كما جمدتها من قبل فظاعات القتلة في أحمد الخطيب وأطفال الحولة ورُضَّعها، ومن قبل في أجساد ووجوه أطفال درعا، الذين أرسلوا للعالم أجمع رسالة، في أول أيام الثورة، تقول له: « قد وصلتنا رسالتكم فيما زرعته أيديكم من قتلة في بلادنا».

غلام سرمين كان طفلا قوي البنيان .. عفيف اللسان .. جميل الكلام .. لم يسب أو يشتم أو يرفث أو يفسق .. بل كان بحق عملاقا، شامخا رغم شدة الآلام .. قدم درسا بليغا لكبيرنا وصغيرنا في الأخلاق وفي البطولة والشجاعة في مواجهة القتلة والمجرمين والمخذلين والمحبطين ..

غلام سرمين بدا أسدا من أسود الله في الأرض .. أسد في التوحيد مقابل خنازير الكفر والشرك والإلحاد والوثنية واللبرالية والعلمانية .. أسد في الاستغفار في وجه الغطرسة والاستعلاء والكِبْر .. أسد في الصبر على المحن والشدائد في وجه القانطين من رحمة الله .. أسد في الثقة بالله عز وجل .. أسد لم تنل الجروح والقروح والمشارط من إيمانه لحظة واحدة!!! فهل سيثبت « أسد» المجرمين كما ثبت أسد سرمين؟

رابط الفيديو

إدلب سرمين طفل مصاب بشظايا قذيفة ويردد ويقول في سبيل الله 19 6 2012

http://www.youtube.com/watch?v=qbt76VJcy5o

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ