ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 10/06/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

في ظلال آية من كتاب الله

فراس حج محمد

ولسوف يعطيك ربك فترضى، آية قرآنية كانت تعزية لنفس الرسول صلى الله عليه وسلم في ظروف قاسية على النفس البشرية، إذ اتهمته قريش بتهم شتى في انقطاع الوحي، فأصاب الرسول بعض الحزن، فجاءت سورة الضحى مبشرة ومعزية ومهنئة للرسول الكريم باستئناف التنزيل والقول الحكيم، مزلزلة أعداءه وافتراءاتهم.

وقد قيل عن هذه الآية ما قيل في أنها تعزية لنفس كل مؤمن يشعر بهم وضيق، فما عليه إلا أن يستعين بالله، فإنه سوف يعطيه ربه فيرضى، وماذا يا ترى سيعطيه رب الأرباب مجري السحاب، مسبب الأسباب؟

وهنا مكمن آخر من مكامن روعة الصياغة القرآنية، فلم يذكر المفعول به الثاني وحذفه ليكون عاما شاملا لكل أنواع الخير، وهذا ما كان مع الأنبياء، وكان وسيكون مع أولياء الله الصالحين الذين يؤمنون بأن الله بيده الخير، وهو على كل شيء قدير.

وملمح نحوي آخر يشير له بناء الآية الكريمة، فقد جاءت الآية خبرا مؤكدا بلام التوكيد، وغني عن البيان وظيفة هذه الأداة معنويا، ولكن هل يحتاج الكلام إلى التوكيد، وبخاصة أنه يخاطب نبيا مرسلا من أولي العزم؟ فلا يؤكد الخبر إلا لمتردد أو شاكّ.

إن الحاجة للتوكيد هنا جاءت لبيان شيئين اثنين؛ أما الأول فهو للرد على قريش بخبر مؤكد، ومعلوم أن الخبر المؤكد يدل على الصدق والثقة معا، وقريش كانت تدرك صدق الرسول الكريم، وقد فضحهم الله بذلك عندما قال في القرآن الكريم "فإنهم لا يكذبونك، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون"، وتشير كثير من المرويات إلى أن قريشا كانت تخاف من وعود الرسول وكلامه، وإن لم تؤمن به إيمان اتباع، ولكنها كانت مدركة صدقه صلى الله عليه وسلم. 

وأما الثاني، فقد جاء التوكيد إشارة معنوية للمؤمنين في كل زمان ومكان ممن آمنوا بصدق القرآن الكريم ومعانيه وأفكاره، وتدبروه حق التدبر، وكأن الآية تحثهم على أن يقفوا عندها متأملين، فتزداد ثقتهم بالله، ولا تتضعضع حتى في أحلك الظروف، وليعلموا أن من كانت ثقته بالله مطلقة فإن ربه سيعطيه حتى يرضى، فلنكن على ثقة بوعد الله فإنه لن يخلف وعده.

===================

والجهاد عملٌ صالح

بقلم: محمد عادل فارس

لا يخفى على قارئٍ لكتاب الله، ذلك الربط المتكرر بين الإيمان والعمل الصالح، فالإيمان الصحيح يولّد عملاً صالحاً لا ريب، والعمل الصالح يرتكز على الإيمان، والإيمان الذي لا يولّد عملاً صالحاً إيمان كاذب أو هو ضعيف واهٍ، والعمل الذي لا ينبثق عن إيمان لا قيمة له عند الله.

نقرأ قول الله سبحانه: ﴿فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً﴾. سورة الكهف: 110

ونفهم منه، كما قال السلف الصالح، أن العمل المقبول عند الله ما أخلص صاحبُه النية لله (وهو وصف مؤكِّدٌ للإيمان) وكان موافقاً لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. أي إن العمل الصالح هو ما اجتمع فيه صلاح الظاهر والباطن، فصلاح الظاهر هو موافقة العمل في شكله لما جاء به الشرع، وصلاح الباطن أن يقصد المؤمن بعمله وجه الله تعالى.

وهنا لا بد من التفريق بين العبادات المحضة، كالصلاة والصيام، وهي لا تصح إذا لم يقصد بها وجه الله، وإذا شابت نيةَ العبد شائبةٌ وقع في الرياء والشرك الخفي... وبين الأعمال الأخرى التي تصح من غير هذه النية، فإذا قصد بعمله وجه الله فقد أصبح العمل عبادة يثاب عليها.

ومن المناسب أن نذكر أن النية التي تعني إخلاص العمل، والتي تتوقف عليها صحة العبادة، يجب أن ترافق العمل وأن لا يتبعها ما ينقضُها. اقرأ معي قول الله تبارك وتعالى: ﴿الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يُتْبعون ما أنفقوا منّاً ولا أذى... ﴾ سورة البقرة: 262. فالإنفاق يجب أن يكون ابتداءً في سبيل الله، وألا يَتْبَعه مَنٌّ ولا أذى، فالمَنُّ والأذى يتعارضان مع إخلاص النية لله.

أما الأعمال الأخرى التي يفعلها الإنسان باجتهاده، لكسب رزق، وتحقيق لذة من لذائذ الحياة... فيكفي فيها أن لا تتعارض مع شرع الله، فإذا تحرى الإنسان فيها وجه الحلال والحرام، وحَرَص على التزام أحكام الله فيها فله أجر بقَدْر ذلك، لا سيما إذا استشعر أنه يُشبع رغباته بالحلال ويكفّ نفسه عن الحرام، ويقصد نفع الأمة بعمله... وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم: "قالوا: يا رسول الله. يأتي أحدنا شهوته ويكونُ له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر".

وفي كل عمل يعمله المؤمن يجب أن يلاحظ رقابة الله تعالى عليه ثم رقابة المجتمع المسلم ﴿وقل: اعملوا، فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. وستُرَدُّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون﴾ سورة التوبة: 105.

وإذا كانت ثمرة رقابة المجتمع أن يحقق له القبول الاجتماعي، فإن ثمرة رقابة الله تعالى هي رضوانه وثوابه وجنته.

وإذا تحققت رقابة الله ثم رقابة المجتمع فإن المؤمن يحرص على إجادة العمل وإتقانه وإحسانه، والإحسان "أن تعبد الله كأنك تراه" [من حديث رواه مسلم]، و"إن الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه". رواه الطبراني والبيهقي.

والكلام الذي ينطق به العبد هو من عمله الذي يحاسَب عليه ﴿ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد﴾ سورة ق: 18.

وحين يقول العبد كلاماً طيباً فعليه أن يتبعه بما يصدّقه من الأعمال والسلوك:

﴿يأيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون. كَبُر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون﴾ سورة الصف: 2 و3.

﴿إليه يصعد الكلم الطّيّب، والعمل الصالح يرفعه﴾ سورة فاطر: 10.

قال مجاهد بن جبر: العمل الصالح يرفع الكلم الطيب، وقال إياس بن معاوية: لولا العمل الصالح لم يُرفَع الكلام، وقال الحسن وقتادة: لا يُقبَل قول إلا بعمل.

ونوع من العمل هو أشرف الأعمال في الإسلام، يغفُل عنه قوم، ويتغافل عنه قوم، لأنه ثقيل على نفوسهم، ألا وهو الجهاد في سبيل الله، بدءاً من جهاد الكلمة، ومروراً بالجهاد بالمال، وانتهاءً بالجهاد بالنفس.

وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الجهاد بأنه ذروة سنام الإسلام [من حديث رواه الترمذي].

ونعى القرآن الكريم على أناس استسهلوا بعض العبادات، وصَعُب عليهم القتال في سبيل الله فقال عنهم: ﴿ألم ترَ إلى الذين قيل لهم: كُفّوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، فلما كُتِب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشَوْن الناس كخشية الله أو أشدّ خشية؟. وقالوا: ربنا لمَ كتبتَ علينا القتال؟! لولا أخرتنا إلى أجل قريب؟! قل: متاع الدنيا قليل، والآخرة خير لمن اتقى، ولا تُظلَمون فتيلاً﴾ سورة النساء: 77.

ولا غرابة في ذلك فالقتال تكرهه النفوس لأنه يعرضها لإزهاق الروح وذهاب المال، ويُتْم الأولاد... لكن القيم العليا التي تتحقق بالجهاد والاستشهاد تستحق هذه التضحية ﴿كُتِب عليكم القتال وهو كُرهٌ لكم، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبّوا شيئاً وهو شرّ لكم. والله يعلم وأنتم لا تعلمون﴾ سورة البقرة: 216.

فإذا كان التبواطؤ عن الجهاد ناشئاً عن الجهل بأهدافه العظيمة، وبضرورته للحياة السعيدة للمجتمع، فلا أقلّ من أن نسلّم لعلم الله الذي شرع لنا الجهاد وكتب علينا القتال ﴿والله يعلم وأنتم لا تعلمون﴾.

وإذا كان هذا التباطؤ ناشئاً عن التعلّق بالحياة الدنيا وزينتها ف﴿قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى﴾ سورة النساء: 77. والذي يقضي مجاهداً في سبيل الله فقد اصطفاه الله شهيداً، وجعله حياً يرزق عنده في جنات عدن: ﴿ويتَّخِذَ منكم شهداء﴾ سورة آل عمران: 140. ﴿ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل أمواتاً، بل أحياءٌ عند ربهم يرزَقون﴾ آل عمران: 169، فإذا كان كل الناس يموتون فإن الشهيد حيّ عند ربه يُرزَق!!.

والمجتمع المسلم الذي تستقر هذه المعاني في قلبه، وتصبح جزءاً من ثقافته لا يمكن أن يلوم المجاهدين والشهداء، وأن يسفِّه مسلكهم كالذي نسمعه من بعض الجاهلين، بأن فلاناً الذي قاتل واستُشهد قد جنى بحق زوجه وأطفاله وتركهم بلا معيل!!. ونحو ذلك من الكلام الذي لا ينبغي أن يصدر عن مؤمن عرف أن الحياة والموت بيد الله و﴿أينما تكونوا يدركْكم الموت ولو كنتم في بروج مشيّدة﴾ سورة النساء: 78، وعرف مقام الشهيد عند الله.

العمل الصالح دأب المؤمن، وهو ثمرة لإيمانه بالله. والجهادُ في سبيل الله من أعظم الأعمال الصالحة التي يتشوّف المؤمن أن ينال شرفها، وأن يحظى عند ربه بالمقام الذي أعده للمجاهدين.

ومن شؤم الجبن أن تجد قوماً يتفقهون في أبحاث الجهاد ليبحثوا لأنفسهم عن أعذار تسوّغ لهم القعود، وعن مطاعن يغمزون بها من خَلًصَتْ نفسه لله وانخلع من الجبن وجاهد في سبيل الله، لأنه يعرِّيهم أمام أنفسهم ويُشْعِرُهم بهبوط همّتهم وتثاقلهم إلى الأرض، بمقابل السموّ الذي وصل إليه المجاهد. إنهم كالغني البخيل الذي يبحث عن فتاوى يتّكئ عليها ليجعل بعض أمواله معفيّة من الزكاة ﴿ومن يبخلْ فإنما يبخلُ عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء. وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم﴾ سورة محمد: 38

اللهم فقهنا في الدين، وارزقنا العمل به والإخلاص لك، والجهاد في سبيلك.

====================

سوريا اليوم والمستقبل

د. ضرغام الدباغ

اليوم قرأت رسالة وجهها إلى الرئيس الأسد معارض سوري كان قد عمل لوقت قريب بموقع قيادي في النظام، ويعود تاريخ الرسالة إلى ما قبل احداث الثورة أو إلى ما بعدها بقليل، واللافت أن هذه الشخصية تنبه الرئيس وتلفت نظره إلى مزالق خطرة وتحذره منها، كما تتضمن رسالة الشخصية أنها قد تنبأت بأحداث الثورة قبل حدوثها بسنوات عديدة، منبهة إلى الاحتقان الهائل في المجتمع والشارع وعلى أصعدة كثيرة، سياسية واقتصادية واجتماعية، ويصف الموقف بأنها كومة قش جاهزة للاندلاع السريع بأي عود كبريت، والحكمة تكمن في تجنب الحرائق والزلازل، وهو الواجب الاول لكل من يشعر بالمسؤولية الكبيرة المتمثلة بإدارة بلاد وليس مصالح وشؤون عائلة أو عشيرة.

 

العبرة في كل ذلك هو أن الرئيس يدرك تمام الإدراك منذ اليوم الأول أن الخطب كبير، بل وأكبر من أن تعالجه المدرعات والشبيحة، نعم قد تحدث هذه الأدوات الحديدية والنارية بعض التأثيرات وتلقي شيئ من الرعب، وتقتل بعض من الناس، لكن سرعان ما يألف الناس مواجهة الحديد والنار، ويعتادون تقديم الضحايا يومياً، فذلك يصبح كما حدث فعلاً من الأحداث اليومية الاعتيادية، بل قد تؤدي مفعولاً عكسياً، فكلما أسرفت الأجهزة في القتل، تطرح أيضاً مبررات اقتلاعها أكثر فأكثر، وتتجذر حالة الثورة وتتسع لتشمل المزيد من الناس وتتعمق القناعة بضرورة التبديل، فهذا نظام أصبح اليوم بفحواه ومحتواه خارج الزمن والتاريخ، واليوم أصبح اقتلاعه ضرورة تاريخية أكثر من الأمس.

 

قرأت أيضاً، وإن كان هذا أمر معروف وكامن بالوعي لدى الإنسان، أن العقبة الأولى تكمن في ذات الإنسان نفسه، فتعتمل في اعماقه عوامل كثيرة ونوازع، في مقدمتها الثقة بنفسه والخوف والتردد وهي عناصر ثقيلة حقاً، ولكن ما أن يحسم أمره ويقرر التغير ومواجهة الخطر ولو بدرجة الموت، يصبح منذ تلك اللحظة حراً وعملاقاً أكبر من المشكلة المطروحة، وإرادته تصبح شيئاً لا يمكن تدميره.

 

ربما يقدر النظام أن يزج بالحديد وبالمزيد منه لواجهة الشعب، وهو يعلم علم اليقين أنه يواجه الشعب، ولكن هيهات له أن يقمع شيئ أسمه الإرادة، فهذه تكمن في طبقات ومديات لا تصلها مدافع الدبابة ولا الراجمات، فما يصنع النظام حيال هذا الكائن الخرافي الذي يواجهه، في مثل حالة النظام السوري يتمسك بنظرية أن الشعب مسكين ولكن هناك من يحرضه ويدفع له، مؤامرة خارجية، خونة وحشرات ومجرمين. لا يحق له إلا أن يقبل ما يقدم له، لا يحق له التغير مثل شعوب العالم، فيما يحق لمخابرات النظام وأجهزته القمعية أن تقتل وتسجن وتغتصب النساء وتقيم المجاز، دون رادع أو وازع، وللعلم فإن هذه جرائم قد تم توثيقها رسمياً من قبل هيئات دولية. الشعب دفع الكثير من التضحيات، وهو مستعد لدفع المزيد، ولكن النظام سيدفع بالمقابل الكثير بما يتناسب وما يقوم به من أفعال.

 

النظام أخطأ كثيراً، وأقل من هذا بكثير يستحق عليه الرحيل، مبادرة كوفي عنان هي لصالح النظام، فهي على الأقل تضمن له انسحاب آمن وإفلات من الحساب الذي اكتملت ملفاته الجنائية، فما فعله الرئيس المصري الذي حاكمته محاكم وطنية لا يعد شيئاً أما مآثر النظام السوري، وما فعله الرئيس الليبري تشارلز تايلور الذي حكمت عليه محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بخمسين سنة سجن، ليست سوى ألعاب صغار أمام أفعال النظام السوري.

 

أقول: إن من ما تبقى من الوقت للحكمة قليل وقليل جداً، وحتى أصدقاء النظام صاروا يدركون عبء الصداقة، أبصار النظام شاخصة صوب موسكو وبكين، ولا أدري من بعد، فكلمة واحدة من هناك تعني الكثير، وها قد بدأ يتسرب القليل من هذا الكثير.

المقالة جزء من مقابلة تلفازية مع إحدى الفضائيات العربية بتاريخ 5 / حزيران / 2012.

==================

الحراك العربي وجدارية القدس..!!

بقلم: مأمون شحادة

تمر الذكرى الخامسة والأربعين على احتلال القدس ومازالت المدينة تواجه مزيداً من التهويد والاقصاء تزامناً مع الحراك العربي الذي يعجز عن نصرة اولى القبلتين ولو بكلمة واحدة.

اخذت اتجول في شوارع البلدة القديمة، التي تسكن قلب أسوار المدينة المقدسة ومازال “متن” الحديث و”لغة” المد والجزر يبحثان عن اجابة ضائعة بين ممرات الخطاب والتجمعات الميدانية.

بعيداً عن مراقبة دوريات الاحتلال توقفت امام لوحة مستطيلة عرضها كعرض الحدود العربية، وطولها اطول من مدى نظرات اهل القدس لتلك الحدود، وكأن متن الرواية وعلامات ترقيمها تقف بجانب اطراف العبارات التي تؤدلج شوارع امة الضاد حراكاً.

اللافت ان الحاج محمد الهشلمون مازال يجلس بجانب تلك اللوحة التي تتزين بصورة الصخرة وتتذيل بكلمة يورشاليم، حيث سألته عن مكنون هذا اليوم الذي يصادف الذكرى السنوية لاغتصاب الجدارية المقدسة، رد الهشلمون قائلاً: يا ولدي ان زمن العروبة مشابه لرواية الراعي مارسياس وهو يسلخ انتصاراً لنايه الحزين، وكما انت ترى فان القدس حزينة وأسيرة في هذا اليوم الممتد على مدى 45 عاماً، واذا امعنت النظر جيداً فانك لن ترى سوى ذات المنظر، القديم يتجدد لقدمه، والجديد اسير ماضيه، والشبه بينهما ان العرب مازالوا يُجَمِلون مقدمة وخاتمة الخطاب.

ولكن! يا شيخ، الا تعتقد ان الحراك العربي وضع القدس مرة أخرى على طاولة المسؤول العربي؟ الهشلمون ضاحكاً!! عن أي طاولة مستديرة تتحدث؟! وعن أي مسؤول عربي تبحث؟! يا بني ان تهويد القدس علمنا ان الجلاد الإسرائيلي يخاف أسوار المدينة أكثر من اصحاب الطاولات المستديرة، وان سرعة التهويد اسرع من قرارات طاولاتهم، فعن أي بوصلة تتكلم وقد ضاع مؤشر الحراك العربي في زحمة صناديق الاقتراع!!

يا ولدي، ان الحياة مدرسة، ولكن الزمن هو اكبر معلم، وقد علمتنا التجارب أن العروبة ضاعت، والقدس تجرعت الموت في زمن الخطابات العربية، أفبعد ذلك تقول لي كما قال درويش: سجل أنا عربي!!!!

يا ولدي صحيح أن أمة الضاد تنتمي ضمن الإطار النظري لعناصر القومية العربية، إلا أن إطارها التطبيقي يفتقد الثقافة المشتركة ويحاول الالتفاف على التاريخ والمصير المشترك، ووأد اللغة العربية تحت مسميات جلد الذات والفئوية والطائفية والقبلية أو كما شئتم أطلقوا عليها من المسميات!!

====================

المنظومة الدولية ورعاية الإرهاب

احمد النعيمي

Ahmeeed_asd@hotmail.com

في تعليق "اللعبة القاتلة" بشار الأسد على مجزرة "الحولة" وصف من ارتكبها بالوحوش، بالرغم من أن مرتكبيها هم جيشه وشبيحته، وبشهادة العديد، وقتلوا في المجزرة أكثر من مائة وعشرين شهيداً، بعد أن تم قصفها بالمدافع من قبل الجيش، ثم دخل أكلة اللحوم ومصاصو الدماء وذبحة الأطفال إلى البلدة ليجهزوا على من تبقى من أهلها، من الذين أسعفهم الحظ وبقوا أحياء، بعد قصف مدمر استمر لعدة ساعات؛ وذلك في خطابه الخامس في الثالث من هذا الشهر، مضيفاً: "حتى الوحوش لا تقوم بما رأيناه.. اللغة البشرية غير قادرة على وصفه.. كسوريين سنبقى نشعر بالخجل".

وما دفع هذا المجرم إلى أن يتبجح بالحقيقة، ويستخف بالعالم، وهو القاتل، ويدفع التهمة عن نفسه وعن مجرميه، رغم أن الشواهد كلها تشير إليه؛ تصريحات "موود" رئيس مراقبي المنظومة الدولية، الذي تحدث في البداية عن قصف مدفعي للبلدة، ثم عاد ليكذب أقواله ويجعلها متوافقة مع رواية النظام المجرم الأسدي، نافياً تعرض البلدة لقصف مدفعي، وموجهاً التهمة لعصابات موالية للأسد، مقدماً بهذا هدية كبيرة للمجرم الأسد، في نفيه تعرض البلدة لقصف مدفعي، مما أدى إلى عدم تحميل "اللعبة القاتلة" مسئولية هذه المجزرة المروعة.

وأما ردود الفعل للمنظومة الدولية فهي نفسها، لم تتغير على مدى أشهر الثورة السورية الخمسة عشر، دون أن يتحرك لهذا العالم ضمير أو يرمش لهم رمش، والكرامة تداس والأعراض تنتهك، وتفقد الإنسانية كل معانيها داخل سوريا، مقابل حرصها الشديد على مصالحها، واهتمامها بعدم تعرض حدود ابنتهم المدللة " السرطان الصهيوني" لأي قلاقل، فكانت ردود أفعالهم إزاء هذه المجزرة البشعة، زعمهم أنهم عملوا على طرد الدبلوماسيين السوريين من بعض الدول، وأكاد اجزم بأنها مجرد مسرحية، أغلقت بها السفارات، وفتح ممثلية سورية في سفارات أخرى.

وكانت نتيجة طبيعة أن تواصل "اللعبة القاتلة" جرائمها، بعد إعطائه الضوء الأخضر تلو الضوء من قبل المنظومة الدولية، وسط تعاميها عما يحدث في سوريا، والمشاركة في تشويه الحقائق وتضليل المعلومات، فكانت مجزرة جديدة، دون أي خجل أو خوف، ذهب ضحيتها مئة شهيد جديد أغلبهم من الأطفال والنساء، لم ينجوا منهم إلا من كان خارج المزرعة،.

حيث استهدف جيش الأسد وشبيحته مزرعة "القبير" في الريف الحموي، والتي يقطنها مائة وثلاثون نسمة، بدءوها بالقصف المدفعي العنيف، وبدت آثار القصف واضحة في المزرعة المهدمة، بحيث لا يستطيع أن ينكره لا "اللعبة القاتلة" ولا "موود" رئيس مراقبي المنظومة الإرهابية، التي كان ردها على اتصال الأهالي بهم لكي يحضروا لتوثيق ما حدث: " بما أنكم قد صورتم ما جرى، فسنأتي في صباح الغد" وذلك كما رواه أحد الأخوة في المجلس الأعلى للثورة السورية إلى قناة "فرانس24"، ووصلت البلادة بالمجتمع الدولي مداها، فلم تحرك بهم هذه المجزرة الجديدة شيئاً، ولا حتى تنديد كما حصل في مجزرة الحولة الأخيرة.

العربي وعنان ومون، في هذه اللحظة هم أمام نقطة تاريخية، فإما أن تنتهي بهم أسطورة هذه المنظومة الدولية التي تزعم أنها تسعى للحرية وتطبيق العدل، بعد أن يتضح للجميع أنها منظومة إرهابية داعمة للإرهاب، ومشاركة في قتل الشعوب، أو أن تقوم بالخطوة الصحيحة التي ينبغي أن تقوم بها، وهو اتهام "اللعبة القاتلة" البشارونية بالإرهاب، وتحميله المسئولية عن كل الجرائم التي تحدث في سوريا، ومن ثم سحب عضويته من هذه المنظومة، وترك الجيش الحر الذي وصلت راياته إلى أبواب القصر الجمهوري في دمشق، لكي يحسم أمر هذه الجرثومة السرطانية، ونزع الشرعية عن هذا المجرم كفيل بإنهائهم في أسرع وقت.

وما لم يتم طرد هذه "اللعبة القاتلة" ووصمها بالإرهاب والقتل وتحميلها كل الإجرام الحاصل في سوريا، ووضع النقاط على الحروف، فإن أي حديث وخرابيط عن خطط لإسقاطها، فلن تكون سوى أكاذيب، ومحاولة للتخدير!!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ