ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 04/06/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

ما أجرأكم على الله وما أحلم الله عليكم

د.جهاد عبد العليم الفرا

طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكعبة المشرفة ـ حرسها الله وزادها شرفا ورفعة ـ وجعل ينظر إليها ويقول : " ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن يظن به خيرا، .. ما أعظمك وأعظم حرمتك والمسلم أعظم حرمة منك، قد حرم الله دمه وماله وعرضه، وأن يظن به ظن السوء "

كعبة الله المشرفة التي أمر رب الأرباب أن تكون أول بيت وضع للناس، وأن تكون قبلة المسلمين ،ومهوى أفئدتهم، وأحد أهم محاط رحالهم، البيت العتيق الذي لاتنقطع حوله جموع الطائفين والعاكفين والركع السجود من جميع أقطار الدنيا على مدار الساعة .. أقدس مكان على الأرض وأطهره على الإطلاق يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمة الإنسان المسلم وماله وعرضه وظن الخير به أعظم منه..

يالها من حرمات عظيمة كبيرة ينتهكها النظام الدموي المجرم في سوريا على مدار الساعة وعلى مرأى ومسمع من الأمم حول العالم، يقتل ويدعي أنه يقتل، ويعتدي ويدعي أنه المعتدى عليه، ويجرم بحق الاطفال والنساء والشيوخ ويتنصل من مسؤوليته عن ذلك .. ويتآمر مع الخارج لقمع الثورة السورية الوطنية المطالبة بالتغيير ويتهمها بالتآمر مع الخارج وتسعى لتحقيق أجندات خارجية.. يمارس الطائفية وينفث سمومها في كل انحاء سوريا من خلال شبيحته ومجرميه الذين يعيثون في الارض السورية فسادا وسفك دماء وتشريدا.. ويتهم الثوار الوطنيين الذين يدافعون عن أنفسهم وعن شعبهم وعن قضيتهم العادلة ويضحون بكل مايملكون من أجل رفعة شعبهم وحرية شعبهم وكرامة شعبهم بالطائفية وبث سمومها، يمارس إرهاب الدولة بابشع صورها ويدعم الإرهاب في سوريا الجريحة وفي دول الجوار ويتهم الثوار الذين حملوا السلاح مضطرين في ثورتهم للدفاع عن أنفسهم وعن شعبهم وعن ثورتهم بالإرهاب والخروج على مايسمى بالدولة. سخر كل إمكانات الدولة بجيشها ومفكريها ومثقفيها وإعلامها قسرا للدفاع عن همجيته ووحشيته، ويستكثر على الثوار التجاءهم إلى المجتمع العربي والإقليمي والدولي لحماية المدنيين والمتظاهرين السلميين الذين أعلنوا رفضهم وعدم قبولهم به لحمايتهم وتحقيق مطالبهم .. يشوه الحقائق على الأرض، ويفبرك الأخبار، بل ويفتعل التفجيرات ويتهم بها معارضيه والثائرين عليه والمنادين بإسقاطه وإعدام رأسه.

مجزرة الحولة سبقتها مجزرة بابا عمر، ومجزرة الخالدية، ومجزرة باب السباع ، ومجزرة باب الدريب، ومجزرة جب الجندلي، ومجزرة البياضة، ومجزرة دير بعلبة، ومجزرة تلبيسة، ومجزرة القصير، ومجزرة الرستن، ومن قبلها مجزرة سجن تدمر الرهيبة، هذا على نطاق محافظة حمص وحدها ناهيك عن مجازر حماة وإدلب ودرعا ودير الزور وبانياس وجسر الشغور وريف دمشق وحلب حت أصبحت الخارطة السورية مليئة بمجازر هذا النظام من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها .

لن يستطيع نظام دموي إجرامي متهالك آيل للسقوط مهما امتلك من وسائل القوة الهجمية، وتزوير التاريخ والحقائق على الأرض ، وتشويه الصورة النقية لثورة شعب ابي حر كريم ابى الظلم ورفض الخنوع وثار على استبداده وظلمه وقهره وقمعه وهمجيته وديكتاتوريته مهما تفنن في تلك الوسائل ومهما سخر من قطاع الطرق وشذاذ الآفاق ومجرمي الحروب في داخل وخارج الوطن الحبيب أن يقضي على هذه الثورة العظيمة وعلى أبطالها الأحرار .

مفارقات عجيبة، وأكاذيب غريبة، وصيحات نشاز، وتدليس خسيس يقترفه هذا النظام الحاقد على الإنسانية وعلى الحرية والديمقراطية والتعددية والوطنية في سوريا لكنها لاتنطلي لحسن الحظ إلا على الذين تلعثم الحق في صدورهم ، وتردد المضي في إقدامهم، وتعثرت الشجاعة في سيرهم، وتبعثرت الحقائق في عقولهم.

لقد اصبحت الوطنية في مصطلحاتهم ان يخنع المواطن لحاكمه المستبد، ويسلم رقبته لذباحيه المجرمين، ويخضع لزبانيتة المتسلطتين الذين لم يملوا من كبت حريته وسلب إرادته والقضاء على كرامته وأن يكون الوطن مزرعة لهم يزرعون فيها ويحصدون مايشاؤون ويستغلونها لمصالحهم الخاصة وشهواتهم الدنيئة ، بل مؤسسة تجارية حكرية لهم يتاجرون فيها بارواح المعتقلين ودموع الثكالى وصرخات الايامى واليتامى ودماء الشهداء وجراحات المعذبين يملؤون منها الجيوب ويشيدون فيها السجون والمعتقلات .

وغدت التعددية في أفهامهم أن يختاروا هم من حاشيتهم والمنتفعين من تسلطهم من يمثل الشعب في مجلس المصفقين الذين لايملون التصفيق لحاكمهم المستبد ولوك مايقذفه في افواههم من بهتان وزور وكذب وتلفيق وفبركة وهم يرون أمام أعينهم كيف يورث الحكم في نظام "جمهوري" من الأب لابنه في متوالية هم شهود الزور عليها .. وكيف يرث الابن عن ابيه الظلم والحقد والفساد والاستبداد والتسلط بغير وجه حق.

عجيب حقا أمر هؤلاء .. عجيب كيف يجرؤون على خلق الله .. يحطمون في أنفسهم الأمل .. ويهدمون في وجدانهم الأحلام ..وينتهكون كل المحرمات التي جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم من الكعبة المشرفة الدم والمال والعرض، ويقضون على معاني الخير في الوطن .. ما أجراكم على الله .. وما أحلم الله عليكم .. لكن لاتظنوا هذا يدوم فالله يمهمل ولايهمل .. وحين تاذن إرادته وتحق كلمته سياخذكم اخذ قوي جبار منتقم على أيدي أحرار سوريا وابطالها..وكل الناس ترى أن هذا اليوم قد قرب وأن ساعة الفرحة بالخلاص منكم قد أذنت لتولون غير ماسوف عليكم إلى مزابل التاريخ .

===========================

وما زالوا يبحثون عن طبخة " مناسبة " ؟؟؟...

عقاب يحيى

تقول الأنباء المتواترة، ومن مصادر وثيقة جداً أنهم يبحثون ويغربلون أفكاراً كثيرة عن ما يعرف ب" مبادرة" لائقة بإيجاد " مخرج سلمي" للأزمة السورية ..

ـ الطباخون كثر، وقديما قيل : " إذا كثر الطباخون احترقت الطبخة"، لكن، وبما أن معظم هؤلاء مهرة، وسبق لهم أن تشاركوا في طبخات عديدة لأوضاع معقدة، وأخرجوا شيئاً قابلاً للحياة.. ترنو العيون إلى ما يسربون ويطرحون ، وما يقولونه في لقاءاتهم، واستدعائهم لعديد المعارضين لجس النبض، أو نقل الرسائل، أو تقليب الاحتمالات، أو تقديم المغريات من المقبلات ...

ـ جوهر الطبخة يعتمد على ركيزتين : أنه لا وجود لفكرة التدخل العسكري الخارجي بتاتاً، وأن الأوضاع السورية مرشحة لمزيد من الانفجار الذي يهدد ـ كما يشيّعون، وكما يجهد نظام الطغمة ـ بالحرب الأهلية الطاحنة. وأنهم لذلك، أصحاب الشأن والقرار الغربيين، ومعهم روسيا وبعض الدول الإقليمية والعربية، جادون ببلورة " مبادرة تطبخ على نار أسرع هذه الأيام، تمهيداً لقذفها إلى التعامل ، بعد توفير عديد مقومات الحياة لها .

ـ المبادرة تنطلق من فكرة حل سياسي للأزمة السورية يقوم على مبدأ التفاوض بين طرفين : الصف الثاني من النظام، أو ممن لم تلوث أيديهم بالدم، والمعارضة بكافة أطيافها، ومعها الحراك الثوري ممثلاً بأطره المعروفة، وربما ضمن خيمة المجلس الوطني إن قدر المجلس على إصلاح أوضاعه، واستيعاب معظم أطياف المعارضة، ويمكن أن تجري المفاوضات برعاية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ومعها تركيا مثلاً، وبعض الدول العربية الرئيسة في المنطقة، وتستند إلى موجب رحيل الوريث ومعظم طاقم الصف الأول، وضمان حياة آمنة لهم، يمكن أن تكون روسيا..وربما اشتراط عدم محاكمتهم ـ على الطريقة اليمنية ـ وتشكيل مجلس، أو هيئة مؤقتة عليا تقوم على ركائز ثلاث : المؤسسة العسكرية(بعد تنحية كبار الضباط المتورطين بالجرائم، وبعد إبعاد رؤساء الفروع الأمنية)، والمعارضة ممثلة بإطار واحد، غالباً ما سيكون المجلس الوطني بحلته القادمة، وبعض المستقلين والتكنوقراط، وتشكيل حكومة مؤقتة لمدة عام، مثلاً، وبرلمان مرحلي يعدّ موجبات إعداد دستور، وتهيئة شروط إقامة انتخابات حرة في مدى عام .

ـ الأحاديث الكثيرة تقول بواجب أن يحمل الروس تلك المبادرة وقيادتها، وبدعم تلك الدول ومباركتها، بما في ذلك احتمال أن تكون أرضها مكان المفاوضات، والمؤتمر الوطني العام الذي سيجسد التوافق .

 ******

ـ طبعاً هناك الكثير من التفاصيل التي يجري بحثها، والشروط الواجب توفرها، وقادم الوضع الأمني وكيفية ضبطه، والمكونات وما يقال عن حمايتها، والمؤسسة العسكرية ومستقبلها، خاصة أولئك الضباط الكثر الذين ينتمون للطائفة العلوية، وغيره متعدد من أفكار يجري التداول فيها، وتنقيتها على طريق البلورة. وحال المعارضة وقدراتها، والمرحلة الانتقالية وسماتها وأهم مهامها. لكن هناك عديد الأمور الجديرة بالتوقف قبل أن يتلهف كثيرٌ لإعلان الموافقة على الفكرة، واعتبارها(على عماها، أو بالجملة) النخرج الأسلم، والأوفر لحقن الدماء، وتجنب المخاطر المحدقة بالبلد، ومن ذلك :

1 ـ هل تقبل الطغمة الحاكمة مثل هذه المبادرة فتتخلى طوعياً، أو بالضغط ، والتي يتضح أنها ماضية في طريق التدمير حتى النهاية؟. وهل يمكن أن تحدث مثل هذه المبادرة تصدّعاً حقيقياً في بنية النظام الرئيسة التي ما تزال تبدو متماسكة : المؤسسة العسكرية . أجهزة الأمن . وحتى الوسط الطائفي المتحشد معها؟..

2 ـ هل تملك أطراف المبادرة قوة الفرض؟، وما هي وسائلها في ذلك : الضغط؟. تخلي روسيا عن الدعم، ومعها الصين؟. الرهان على إمكانية حدوث تصدّعات في بنية النظام، مثلاً؟؟..وهل ستترافق، في حالة رفض الطغمة، مع إمكانية استخدام القوة ؟..

3 ـ موقع إيران من مشروع كهذا، والجميع يعرف حجم الدعم الإيراني للطغمة، وقدرات إيران على التدخل في خلخلة اتفاقات ما ما لم تتم رشوتها بثمن كبير، يعوضها عن خسارتها الكبرى بفقدان أهم حليف، بل بقطع حبل سرة انتشار مشروعها في المنطقة، وموقع الحكايا المتناثرة عن إمكانية توجيه ضربات قاصمة للمشروع النووي الإيراني، وكثير مما يحكى والذي يحتاج إلى بحث خاص .

4 ـ الأهم من ذلك كله، قبله، وأثناءه، هل يقبل الشعب السوري وقيادات الثورة الفعليين مثل هذه المبادرة التي تمثل نصف حل، وربما أقل من ذلك، خاصة وأنها تحمل في صلبها الحفاظ على قوى فعلية تابعة للنظام، ونخصّ بها المؤسسة العسكرية بكبار ضباطها ومفاصلها؟؟...

ـ هل يمكن أن تقف أهداف الثورة، بكل مثقلات تضحياتها، وما قدمته من شهداء ودماء ومعطوبين ومعتقلين ومهجرين ولا جئين ودمار وخراب، ومفقودين.. وكثير.. كثير..عند أنصاف الحلول هذه تحت اسم العقلانية، وبأنه ليس بالإمكان أحسن مما هو موجود؟؟. أم سيتم فرضه عليهم، وسبل الفرض تلك والتي قد تتخذ أشكالاً دموية، أو أشكالاً من الاقتتال البيني ؟؟...

ـ نظرياً.. يميل الكثير للقبول بمخرج يخلص البلاد من الطغمة : الأسرة وجميع الملوثين بالجريمة والدم وقرار القتل، وسيجد هؤلاء طوفان المبررات التي يسوقونها، خاصة وأن راية، وفزاعة الحرب الأهلية يتمّ رفعها والضخّ فيها منذ أشهر وكأنها واقعة فعلاً، أو هي البديل الحتمي للحل التفاوضي ، لكن إذا لم تحمل مثل هذه المبادرات تحقيق الهدف الرئيس للثورة : إسقاط النظام(بكل رموزه ومرتكزاته) هل يمكن أن يكتب لها النجاح ؟. هل تقبل بها قوى الثورة وأصحاب الدم ؟.. أم ستكون شرخاً يفتح الأشداق لنوع من الاحتراب الداخلي ؟؟..

ـ ولأن الموقف يرتبط ولا شك بجوهر ومفاصل، وحتى بحيثيات التفاصيل في مثل هذه المبادرات، فمن السابق لأوانه إعلان مواقف محددة قبل أن تصبح تلك الأفكار مشروعا محدداً . كما أن هذا الوضع يستدعي بالتأكيد من جميع قوى الحراك الثورين والمعارضة العمل بقوة وتخطيط مع الجهات الدولية والعربية الفاعلة لانتزاع حق الشعب السوري الذي لا مساومة فيه : إسقاط النظام تماماً، وهذا لن يتأتى دون إصلاح وتوسيع قاعدة التمثيل في المجلس الوطني ، وتهيئته ليكون المظلة الفعلية، ودون توحد قوى المعارضة مع الحراك الثوري حول القواسم المشتركة التي لا يمكن التنازل عنها، والتي يجب العمل الحثيث لتضمينها أي مبادرة قابلة للحياة ..

========================

صراع المصالح والأفكار

فراس حج محمد

أتأمل حياة الناس وسلوكياتهم، فأراهم وقد أصيبوا بمرض انفصام الشخصية، هذا المرض الذي يجعل الإنسان غير متوازن وغير متوافق مع نفسه وآماله وأفكاره، وقليلون هم من نجوا من هذا الداء العضال، وأصفه بالداء العضال لأنه يخرج الإنسان من حالته الطبيعية إلى حالة السقم والاعتلال، وبأنه مرض مقيم لا يبرح المصابين به، لذلك استحق هذا الوصف!!

 

أرى الناس وقد انفصلت سلوكياتهم عن قناعاتهم، فهم يعتقدون أفكارا مجردة، ولن يترجموها سلوكيات تعكس تلك الأفكار، فتحقق بذلك واقع الانفصام بين عقل الإنسان ونفسيته، أي الانفصام في جوانب تلك شخصيته.

 

ما أبرع الناس في التنظير والكلام، والشرح والتوضيح! فيؤلفون لك المؤلفات بسلسلة غير منتهية من توالد المعاني، ولكن عند التطبيق فإنك تجد شيئا مختلفا تماما، هذا ما يحدث يوميا عند الكل إلا من رحم الله.

 

فلماذا يا ترى تجد هذا الانفصام؟

لا شك بأن الأسباب كثيرةٌ، وكثيرة جدا، ولا تقف عند سبب أو اثنين، ولكنني سأناقش هنا مسألتين مهمتين تتعلقان بهذا.

 

تنبع المسألة الأولى من القناعة بالأفكار، فلو اقتنع كل واحد بأفكاره وبأنها صحيحة صائبة، واستعد أن يموت في سبيلها، مستبسلا في الدفاع عنها، فإنك لا تجد مثل تلك الأمراض الاجتماعية في انفصال السلوك عن الفكر، ويبدو أن ما يحدث عند الأفراد هو عدم القناعة بتلك الأفكار، وإنما يتخذها زينة يزين بها حديثه في كل مجلس يحل فيه، ليكسب ودا واحتراما مؤقتين وزائفين، وليرضيَ غرور نفسه كونه متحدثا لبقا "يفهم" ما يقول ويعبر بحسن اللفظ عن المضمون، ولم يتبادر لذهنه أنه مبتور في قامة أفكاره تلك، لأنه لم يسع ولو للحظة أن يكونها واقعا عمليا محسوسا، وهكذا أغلب كتابنا ومثقفينا للأسف الشديد.

 

وأما المسألة الثانية هي استعباد المصالح لصاحبها، فيجري وراءها جري الثعالب ليصطاد بها من ضعيف الفرائس، فالواحد من هؤلاء مستعد أن يتنازل عن كل فكرة آمن بها، إذا تتطلب الوضع أن يتنازل عن تلك الفكرة، بل تراه ينقلب ضدها بين عشية وضحاها، ويظل يتقلب بين الأفكار وتبنيها كلما تغيرت الظروف واستجدت الأحوال، ليصبح مثل الحرباء متلونا، فيغيب لونه الطبيعي، إذ لا لون له يعرف به، وأشد ما ترى ذلك عند السياسيين والاقتصاديين في حال تبدل الأنظمة السياسية، وقد شهدت ساحتنا المحلية والعربية نماذج غير مشرفة من هؤلاء، فسقطوا في وحل العبث، وصاروا أشبه بسوائل عادمة تتشكل في كل مجرى لتخدم مصالحها الزائفة التي لا تساوي شيئا مقابل قناعة فكرية يؤمن بها المرء ويدافع عنها حتى الموت.

 

هذا هو حال أغلب المثقفين والسياسيين، ومتى كان هذا واقع الطليعة التي يفترض بأنها هي الواعية، فما ظنك بالعوام؟ لا شك بأنهم غير ملومين، فمن بلاء إلى بلاء ومن جنون إلى شقاء، وسنظل نقول: "عاشت الفكرة وماتت الأصنام".

 

كلام زائف لا جدوى من ترديده!!

تذكروا قول الله تبارك وتعالى في سورة الصف: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}

--

الأخوة الكرام: تأكدوا إن تعليقاتكم لن تزعجني، ورأيكم يهمني، فكونوا مطمئنين.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ