ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 03/06/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

النظام السوري :خطط مبرمجة لتنفيذ ارهاب الدولة ...!!!

د.خالد ممدوح العزي*

لقد عمد النظام السوري منذ بداية اندلاع الثورة السورية استخدم النظام الاسدي الحل الامني والعسكري لقمع شعبه في محاولة لاعادة احجار الدمينو التي اشار اليها الاسد في خطابه الاول ،فالحديد والنار والقتل والدبح والحرق والدمار والاغتصاب والتهجير والفتنة الطائفية هم الرد الفعلي على الشعب الثائر والمحتج والمطالب بالحرية والخبز والعدالة الاجتماعية والحرية ،فالاستراتجية الاسدية اعتمدت على الدم ،لاسكات الصوت السوري معتبرا بان السوري الة يحركها نظام الاستخبارات التي سيطرت عليه اكثرمن47 عاما بواسطة القمع .

الخطة الاولى :

 الخطة رقم 1 التي انتهجها الاسد في رده على الانتفاضة الشعبية كانت تكمن في ذبح الشعب السورية وقتله وتشريده وزجه في المعتقالات واهانته واذلاله بكل طرق الاهانة ، لاخماذ شرارة الثوره وضمان اسكات الشعب بقوة الحديد والنار ،لكن الاسد ونظماه القمعي فشل ضبط وكبح صوت الثورة والثوار ،رغم الدم الذي لا يزال يسيل يوميا ،لكن الثورة اقوى واقوى. الثورة مستمرة وبتصاعد مرتفع بالرغم من الاعداد الفضيعة لعدد القتلى والجرحى والمعتقلين والمشردين التي تفوق اعدادهم كل اعداد الاحصائيات وتوقعاتها التي تنشر ونشرت بالاعلام وقدمت لهئية الامم المتحدة وللمؤسسات الحقوقية العالمية.

لكن مع استمرار الانتفاضة الشعبية السورية بثورتها الاحتجاجية الفلكلورية ،ومع فشل الاسد ونظامه على كسر الحاجب النفسي الواقع ما بين الخوف والقدرة على الاستمرار في التظاهر والاحتجاج في الساحات والميادين في كافةالمدن والنواحي السورية ،بالرغم من بطش النظام القمعي والدكتاتوري وقدرته النارية التي استخدمها منذ 15 شهرا في معركته الغير المتكافئة مع الشعب ، وحسب الاحصاءات العالمية الاقتصادية ،فالنظام السوري الذي اطلق 3 مليون قذيفة صاروخية ضد مدنه ونواحيه، و4 مليار ونصف طلقة ضد شعبه ،ومليار ومئتان مليوم دولار انفقت من الخزينة السورية لقمع الانتفاضة ،والتي عادت الى الشعب بطريقة مميزة من الا نفاق التنموي "، في محاولة مستمرة لنظام الاسد لفرض القبضة الحديدية على المدن الثائرة والمنتفضة بوجهه ،من خلال استمراره الدؤوب لفرض الطوق الامني المزمن على افواه الشعب لكن الشعب المحتج الهائج في ثورة الغضب والجياع لن تردعه كل اساليب الاسد المعهوده والتي عرفها شعب سورية ، والشعب المتظاهر سلميا لتغير النظام منعه من تنفيذ سياسته القمعية.

الخطة الثانية:

لعدم قدرت النظام القمعي من ترهيب الشعب وقمعه وردع الانتفاضة الشعبية التي هزت عرش الاسد ، والتي عزلته ونظامه محليا وعربيا ودوليا ،بدأ النظام ينطلق فورا لتطبيق الخطة رقم 2 ،فالخطة رقم 2 والتي كانت تسير وفق اطار خلق حالة مختلفة من خلال التفجرات التي حاول النظام تسويقها والعمل عليها طوال الفترة الماضية لإخافة الشعب السوري وارهابه ،والاستنجاد ايضا بالخارج من خلال تنفيذ عمليات الارهاب الواسعة في مدن سورية الكبرى والاستعانة بالقاعدة ،والتي كان سابقا يجيرها لخدمته في دول الجوار عندما كان لاعبا قويا في المنطقة ،لكن اليوم اضحى اضحت سوريا ملعبا مفتوحا للتدخل الخارجي بفضل سياسة الاسد، فالخطة الثانية التي استخدمها النظام كانت تقف بوجه كل الحلول السياسية الخارجية ،التي تكمن في اعطاء صورة كاملة للعالم من خلال الاعمال الارهابية ، واعطاء صورة للخارج بان النظام يتعرض لاعتداء ارهابي دولي منظم ويجب مساعدته او غض النظر عنه لانه شريكا في التحالف الدولي في محاربة الارهاب العالمي ،،وكذلك يحاول النظام السوري اخراج صورة اعلامية كاملة بان هذه الثورة هي ليست ثورة سلمية وانما ثورة ارهابية .

الخطة الثالتة :

مجزرة الحولة التي نفذها النظام السوري في مدينة الحولة بتاريخ 25 مايو "ايار"2012 ضد اطفال ونساء عزل حاول النظام استخدام وسائل القتل التي تستخدمها القوى الارهابية لكي يظهر دليل مادي على تورط هذه القوى الارهابية التي تم استدعها الى سورية بعجل، لكن هذه المجرة التي ارتكبها النظام ،تضعه في موقع المتهم بحال هو نفذها والتي سوف تكرر او اذا لم ينفذها وبالأحرى هو غير قادر على حماية المدنيين والتي سوف تكرر بمناطق اخرى من مناطق النزاع ،وهذا يعني بان سورية اليوم هي امام بوسنة سورية جديدة وبسبب المجازر الفظيعة التي ارتكبها الصرب في البوسنة منذ 20 عاما ،وقتها السكوت والصمت والتخاذل العالمي كانا سيد الموقف ، والعالم اليوم امام سورية وازمتها مجازرها اليومية التي ترتكب من قبل عصابات الاسد بحق الشعب السوري البطل المقاوم هو متخاذل وصامت وحتى سحب السفراء التي قامت بها بعض الدول الغربية ماهي الا محاولة لامتصاص النقمة الشعبية الاوروبية والعالمية الغاضبة من تصرفات الدكتاتورية السورية ،بظل حركة منظمات المجتمع المدني القوية في العالم .

،فالحولة لن تكون الاولى ولن تكون الاخيرة وانما دخل النظام السوري من خلال هذه المجزرة البشعة في تنفيذ الخطة رقم 3 في استراتيجية قمع الانتفاضة او الثورة السورية من خلال البدأ في ارتكاب المجاز بحق الشعب الاعزل في الداخل .

اضافة الى محاولة النظام السوري المستمرة التي لا تكل ولا تمل في نقل المعركة الى مناطق الجوار لتفجير معرك خارجية يحاول النظام تاكيد رسالته التي ارسلها للعالم بانه لا يزال يمكنه التأثير في دول الجوار ويمكنه التخريب متى شاء وخاصة بظل فرض القوة عليه ،واحداث لبنان الاخيرة التي اندلعت في كل من "طرابلس ،عكار وبيروت"، اضافة الى عملية خطف المواطنين اللبنانيين في سورية محاولة جديدة في رسال رسالة للعالم بان الفوضى الخلاقة قادم بحال غيابه عن السلطة ،واصحاب الدقون قادمون للحكم ،وكذلك محاولة لترهيب السوريين الذين هربوا الى لبنان ودول الجوار بان النظام قادر على معقابتهم وانهم بغير امان خارج حدود دولة الاسد.

الخطة الرابعة قادمة :

الخطة الرابعة 4 جاهزة لدى النظام،وسوف تكون قريبة وجاهزة فورا للتطبيق عند الانتهاء من الخطة رقم 3 وبعد ارتكاب العديد من المجازر بحق الشعب والاعزل .

فالمجتمع الدولي بات يحس بالخطر الذي يشكله النظام السوري مما دفع مندوبة الولايات المتحدة سوزان رايس تتحدث بلهجة مختلفة هذه المرة من خلال تصريحها بتاريخ 31 ايار" مايو "2012،والتي تشير بوضوح الى ثلاثة سيناريوهات امام النظام السوري لا غير :"اما تنفيذ خطة عنان فورا وتنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي، واما ان يتحمل المجلس مسؤولياته، ويفرض ضغطا وعقوبات على الحكومة السورية، او اللجوء الى السيناريو الثالث من خارج مجلس الامن وخطة عنان". وهذا الخيار الذي وسيتم واخذه نتيجة تصاعد والعنف وانتشاره في المنطقة بحيث يورط دول اخرى ويشعل العنف الطائفي، وبالتالي سوف يأتي والوقت الذي يتم فيه نعي خطة كوفي عنان .

لم يعد من المفيد اليوم الاختباء وراء خطة عنان الفاشلة التي لم تسطيع تنفيذ اي بند من بنودها الاساسية ،بل الى ابسط من ذلك فأنها لم تسطيع افساح مجال للممرات الانسانية لتامين مساعدات طبية وغذائية للشعب السوري المهجر داخل سورية ،فالعالم المتخاذل بقف وراء خطة عنان ويطالب بتوحيد المعارضة لكي يبتعد عن مسؤوليته الانسانية تجاه الشعب الاعزل .

عنان نفسه الذي كان مبعوث الامم المتحدة في البوسنة لم يفلح في اقاف المجازر ضد السكان ،وهو نفسه في رئاسة الامم المتحدة كأمين عام للأمم المتحدة لم ينجح بمنع المجازر في كوسوفو وهو اليوم يفشل في سورية كمبعوث دولي ووسيط ،فاليوم سورية تتجه تدرجيا نحو الحل البوسني والكوسوفي ،والعالم من جديد ينقسم الى معسكرين في محاولة لتحسن شروط خاصة لان سورية هي ورقة ضغط في الملفات الدولية والملف السوري هو صراع مصالح دولية خاصة بين الدول .فالعالم صامت والشعب السوري يذبح ،والروسي من جديد يعيق الحل بسبب مصالح مالية واقتصادية ،فالروسي تاجر البندقية ،والنظام واركانه مجرم حرب وعلى المجتمع الدولي اخذهم محكمة الجنايات الدولية قبل فوات الاوان .

*كاتب إعلامي، ومختص بالإعلام السياسي والدعاية.

dr_izzi2007@hotmail.com

========================

خواطر شاهد عيان  - الخاطرة العاشرة - بمناسبة الخامس من حزيران 1967 .. شذرات من الماضي

د. محمد أحمد الزعبي

مدخل : ( حول خواطر " شاهد عيان " عامة ) :

أرغب أن أشير بداية  وهذا توخياً للدقة والأمانة والموضوعية  إلى أن ما سأسرده هنا من وقائع ومعلومات ، إن هو إلاّ من قبيل استعادة الحدث على مستوى الذاكرة ، الأمر الذي يعني أن هذه الوقائع والمعلومات تعتبر صحيحة ومؤكدة فقط في خطها العريض والعام ، ولكن ليس على مستوى التفاصيل الدقيقة للزمان والمكان . إنني

 وانطلاقاً من بعد قيمي في مسلكي الحزبي والسياسي العام  لم أكن أحمل ورقة وقلماً لأسجل تفاصيل كل مايدور أمامي ، حتى في حالة عدم اقتناعي به ، فالجميع كانوا في حينها موضع ثقتي ، وما كان يخطر ببالي يومها ، أن الأمر بيني وبين الآخرين في قيادة الحزب والدولة يتعدى مجرد " الاختلاف في وجهات النظر " .

إنني أقول اليوم ، وبالفم الملآن ، نعم إن الخلاف والاختلاف بين أجنحة الحزب وتياراته المختلفة ، ولا سيما العسكرية منها ، ومنذ الثامن من آذار 1963 وحتى هذه اللحظة ، كان يتعدى الاختلاف في وجهات النظر، ليصل إلى تدميربابا عمرو ومذبحة أطفال الحولة ، بل وإلى مالا حاجة إلى تعداده ، مما تشمئز حتى من ذكره النفوس ، لأنه بات معروفاً وموثقاً في الداخل والخارج ، وليس طرد عدد كبير من الدول الأوروبية لسفراء النظام السوري يوم 29 ماي 2012 سوى شهادة صريحة  وإن كانت متأخرة  من هذه الدول ضد نظام عائلة الأسد الفاشي .

 

1. ( حول تكليف كل من الدكتور نورالدين الأتاسي وصلاح جديد بالإشراف على وسائل الإعلام إلى جانب

 وزيرالإعلام محمد الزعبي ، قبيل الخامس من حزيران 1967 ، ) :

في أحد الاجتماعات المشتركة بين القيادتين القومية والقطرية للحزب ( حزب البعث العربي الاشتراكي  القطر السوري ) ، وكان ذلك على أبواب الخامس من حزيران 1967 ، وجه عدد من أعضاء هذا الاجتماع ، اللوم لوزير الإعلام محمد الزعبي ، من جهة ، بسبب ان وسائل الإعلام تشير إلى المحاولة الإنقلابية لفهد الشاعر وسليم حاطوم على قيادة حركة 23 شباط 1966 ، بوصفها مجرد صراع أيديولوجي بين اليمين واليسار في الحزب ، أي ليس بوصفها "خيانة " للحزب ، ومن جهة أخرى ، أن مستوى التحريض والتعبئة الإعلامية للجماهير في سورية ، لاتعكس الحالة الحماسية العامة للجماهير العربية التي أفرزها قرار الرئيس جمال عبد الناصر بإزاحة قوات الفصل الدولية في سيناء ، وكانت المقارنة المطروحة بين إذاعة " صوت العرب " ، وإذاعة دمشق . وبعد أن تأكدت القيادة من عدم اعتراضي على إشراف كل من الدكتور نور الدين الأتاسي واللواء صلاح جديد ( إضافة إلى وزير الإعلام وليس بديلاً عنه ) ، اتخذت قرارها بذلك . وقمت على الفور إلى جهاز الهاتف القريب ، واتصلت على مسمع من الجميع بكل من محمد الجندي ( مسؤول جريدة الثورة ) وعبد الله الحوراني ( مدير الإذاعة والتلفزيون ) والدكتور ناجي الدراوشة ( رئيس تحرير جريدة البعث ) وأبلغتهم أن عليهم أن يتلقوا تعليماتهم اعتباراً من الآن من كل من الدكتور الأتاسي وصلاح جديد ، وأن عليهم أن يرفعوا من وتيرة وحرارة الضخ الإعلامي للتوافق مع وتيرة ودرجة حرارة " صوت العرب " ، وعدت إلى مقعدي .

 

 2. ( حول الإستعانة في حرب حزيران 1967 بالضباط السوريين القدامى ) :

كنت في أحد أيام الحرب في القصر الجمهوري ، حيث يتواجد معظم أعضاء القيادتين ، وحيث كانت القوات الإسرائيلية تجتاح هضبة الجولان ( وكان هذا قبل صدور البلاغ العسكري 66 المتعلق بإعلان سقوط القنيطرة قبل سقوطها الفعلي ) . لقد تقدم كل من عبد الكريم الجندي ، ومحد عيد عشاوي ، ومحمد رباح الطويل ، باقتراح مشترك لاستداء عدد من الضباط الكبار القدامى ، ممن يعرفون هضبة الجولان معرفة دقيقة وتامة ( على سبيل المثال لاالحصر : أحمد العبد الكريم ، أمين نفوري ، فهد الشاعر ، السجين أمين الحافظ ... ) . لقد كان هذا الإقتراح مفاجئاً للواء صلاح جديد ( لم يكن حافظ الأسد موجودا بين الحاضرين ) ، الذي سكت قليلاً ، ثم أجاب بلغة حازمة ، إن أي ضابط صغير في الجيش السوري يفهم من الناحية العسكرية أكثر من هؤلاء المقترحين ، وذلك بسبب انقطاعهم الطويل عن الجيش ، وبسبب تطور العلوم العسكرية ، ولقد كان هذا الجواب من ابي أسامة كافياً لطي هذا الموضوع .

 3. ( حافظ الأسد والجبهة الوطنية ) :

بعد أن توقفت الحرب ( حرب الأيام الستة ) ، التي انتهت بهزيمة جيوش مصر وسورية والأردن أمام الجيش الإسرائيلي ( المدعوم أمريكياً وأوربياً ) في الحادي عشرمن حزيران 1967 ، ذهبت إلى قبوالعمليا ت الذي يتواجد فيه وزير الدفاع ( حافظ الأسد ) ، واقترحت عليه أن يبدأ الحزب بالتفكير الجدي بإشراك الآخرين معه في الحكم ، وذلك بتشكيل " جبهة وطنية عريضة " من كافة القوى السياسية والحزبية الوطنية . وكان جواب حافظ الأسد على اقتراحي هو التالي : إن تشكيل مثل هذه الجبهة  يارفيق محمد  يجب أن يتم بعد تحرير الجولان ، وذلك كي لايقال مستقبلاً أن حزب البعث قد أضاع الجولان ، وأن الجبهة الوطنية هي التي استعادته " !! .

إن الدلالة التي تنطوي عليها هذه الواقعة ، تشير إلى أن حافظ الأسد ، كان يخطط منذ ذلك الحين ( 1967 ) للانفراد بالسلطة ، وأنه يريد أن يقوم هو بنفسه بتشكيل هذه الجبهة الوطنية ، وألاّ يتركها ليوسف زعين ونور الدين الأتاسي ، ولا لعدد كبير من أعضاء القيادتين ، الذين بات تشكيل هذه الجبهة الوطنية العريضة يمثل هاجساً وطنياً بالنسبة إليهم . وعندما قام حافظ الأسد بانقلابه العسكري على رفاقه في حركة 23 شباط 1966 ( الحركة التصحيحية !! ) ، وزجهم جميعاً في سجن المزة العسكري ، لم ينتظر تحرير الجولان حتى يعلن عن تشكيل هذه الجبهة ، كما سبق أن ذكر لي ، وإنما أعلن على الفور تشكيله لهذه الجبهة " المسخ " التي لاعلاقة لها بما كان يفكر به كل من نور الدين الأتاسي ويوسف زعين وصلاح جديد ورفاقهم الآخرين ، موحياً بذلك للشعب السوري أن مابات معروفاً ب " مجموعة صلاح جديد " هي التي كانت تحول دون تشكيل هذه الجبهة !! .

 

 4. ( حول الإفراج عن الفريق أمين الحافظ وزملائه وإبعادهم إلى لبنان ) :

تقدم كل من محمد عيد عشاوي ، ومحمد رباح الطويل ، وعبد الكريم الجندي ( وربما معهم آخرون لاأذكرهم ) إلى القيادة السياسية الميدانية المتواجدة في القصر الجمهوري ، اقتراحاً بضرورة الإفراج عن المساجين السياسيين ( الفريق أمين الحافظ ، اللواء محمد عمران ، منصور الأطرش ...الخ ) في سجن المزة ، وذلك لأن قوانين الحرب تفترض مثل هذا الإجراء ، إذ أن يمكن أن يدمر السجن على من فيه خلال العمليات الحربية ، ويموت هؤلاء داخل السجن . لم يكن بإمكان أحد أن يرفض مثل هذا الاقتراح ، نظراً لطابعه القانوني والانساني والمنطقي ولكن أولي الأمر والنهي في القيادتين ، اقترحوا إبعادهم إلى لبنان ، فور خروجهم من السجن ، وهذا ماكان .

 

 5. ( حول استقالة أحمد سويداني من رئاسة الأركان ) :

أذكر أنه في أحد اجتماعات القيادتين ، بعيد حرب / هزيمة / نكسة حزيران عام 1967 ، وكان ذلك في مقر القيادة القطرية السورية ، عرض اللواء أحمد سويداني استقالته من منصبه كرئيس للأركان ، وذلك في ضوء النتائج السلبية لحرب حزيران . وقام حافظ الأسد مباشرة ، بعد أن سمع ماقاله أحمد سويداني ، بعرض استقالته بدوره من وزارة الدفاع . ولما كان البديل المطروح لكل من حافظ الأسد وأحمد سويدامي هو : مصطفى طلاس

لوزارة الدفاع ، وعزت جدبد لرئاسة الأركان ، أي أن الأمر سيظل في إطارالتوزيع الطائفي في الجيش ، ذكرت لهم أن استقالة الرفيقين حافظ وأحمد لاتعتبر حلاًّ للموضوع . إن الأمر لايتعلق باستبدال شخص بآخر ، ولكن بإصلاحات جوهرية في الجيش . وهنا سألني أحدهم ( وكان يريد دفعي إلى الكلام في المسألة الطائفية ) ماذا تقصد بكلامك يارفيق محمد ، فأجبته : لقد قلت ماأردت قوله ، ولا أرغب في أن أزيد على ماقلت . وهنا تدخل الرفيق صلاح جديد ( أو ربما حافظ الأسد لاأذكر ) قائلاً : لقد قال الرفيق محمد رأيه الخاص ، ولا يجوز أن نطلب منه أن يقول أكثر مما يريد قوله .

واقع الحال أن القيادة المشتركة ، رفضت استقالة الإثنين ( حافظ الأسد وأحمد سويداني ) وطالبتهما بالاستمرار في منصبيهما . في اليوم التالي ، أعاد أحمد سويداني تقديم استقالته مجدداً ، بينما لم يفعل حافظ مثل ذلك .

 قبلت استقالة أحمد سويداني ، وهكذا خرج أحمد سويداني من الجيش وبقي حافظ الأسد .

 

 6. ( حول البلاغ رقم 66 المتعلق بإعلان سقوط القنيطرة من قبل حافظ الأسد قبل أن تسقط فعلياً ):

[ حول هذا البلاغ أنظر : الخاطرة الثاثة لمحمد الزعبي في : الحوار المتمدن ( 22.8.11 ) ، الرأي ( 23.8.11 ) ، الشرق العربي(23.8.11 ) ، القدس العربي ( 23.8.11 ) ].

 

7. حل القيادة القطرية السورية وانقلاب 23 شباط 1966 :

عندما قامت القيادة القومية ( ق/ ق ) بحل القيادة القطرية السورية ( ق / قط ) في أواخر سنة 1965 ، وتبعها مباشرة استقالة وزارة الكتور يوسف زعين ، اعتبرت القيادة القطرية أن هذا الحل إنما يمثل هجوماً يمينياً من الجناح العفلقي |( جناح ميشيل عفلق ومنيف الرزاز ) على يسار الحزب ، ولذلك وبعد عدد من اللقاءات الجانبية ، شبه السرية قررت القيادة القطرية المنحلّة ، رفض قرار القيادة القومية ، واعتبار نفسها القيادة الشرعية للحزب في سورية واستمرت تتابع اجتماعاتها السرية في بيوت بعض أعضاء القيادة .

واقع الحال ، فإن هذه القيادة بدأت عملياً ، منذ حلّها في ديسمبر 1965 ، بالإعداد لانقلاب 23 شباط 1966 العسكري على القيادة القومية . كانت هناك  حسب معرفتي الخاصة  ثلاث مجموعات قيادية تقوم بالإعداد لهذا الإنقلاب ( حركة 23 شباط ) هي :

 القيادة القطرية بكامل أعضائها ، وقد كنت واحداً منهم ،

 قيادة ميدانية مصغّرة ( صلاح جديد ، حافظ الأسد ، ابراهيم ماخوس ، نور الدين الأتاسي ، يوسف زعين ،

 عبد الكريم الجندي ، مصلح سالم ، وربما آخرون لاأتذكرهم ) ،

 القيادة الفعلية ، والتي هي قيادة قيادة علوية صرفة ، مكونة من مدنيين وعسكريين .

هذا مع العلم أن حافظ الأسد كان عضواً في القيادة القومية ، وكان ينقل للقيادة القطرية المنحلة والسرية ، كل ماكان يدور في اجتماعات القيادة القومية ، وكان يحول دون اتخاذ القيادة القومية  التي كانت على علم بأن القيادة القطرية تعد لانقلاب عسكري عليها  إجرارات عقابية احترازية ، ولا سيما في صفوف العسكريين المحسوبين على القيادة القطرية لمنع هذا الانقلاب ، الذي كان يتم الإعداد له بصورة شبه علنية .

في ليل 22/23 شباط 1966 ، اجتمعت القيادة القطرية الموسّعة في بيت جميل الشيّا ، وبدأت تناقش الإجراءات العملية لتنفيذ الانقلاب العسكري ، واستمر النقاش حتى منتصف الليل . ولقد كان كل من يوسف زعين ومحمد الزعبي مترددين في الموافقة على هذا الانقلاب ، وفي هذه الأثناء اتصل مصطفى طلاس من حمص ، وطلب بضرورة أن تستعجل القيادة باتخاذ قرار الانقلاب ، وذلك حتى يتمكن العسكريون ( الرفاق !!) أخذ مواقعهم ،

وهنا قال اللواء صلاح جديد ، دعونا نوقع على محضر الإجتماع ( قرار الإنقلاب العسكري ) ونترك للرفيقين محمد الزعبي ويوسف زعين حرية عدم التوقيع . وفعلاً فإنه قد تم تحريرقرار القيادة القطرية ، وقام جميع أعضاء القيادة بتوقيعه ، بمن فيهم محمد الزعبي ويوسف زعين اللذين قررا أخيراً البقاء مع الآخرين . وكلف حافظ الأسد وصلاح جديد بإعطاء الأوامر للعسكريين الموالين للقيادة القطرية للبدء بالتنفيذ . وكانت حركة 23 شباط 1966 .

......

إنني بعد الذي جرى عام 1967 ، وبعد قصة البلاغ 66 ( أنظر الفقرة السادسة أعلاه ) ، وبعد موقف حافظ الأسد من أحداث إيلول الأسود عام 1970 ، وبعد ماسمي بالحركة التصحيحية ( نوفمبر 1970 ) ، وبعد دخول الجيش السوري إلى لبنان بموافقة إسرائيلية أمريكية 1976 ، وبعد تصفية الأسد للحركة الوطنية اللبنانية وقتل قائدها كمال جنبلاط ( مارس 1977 ) ، وبعد تخلي الأب والإبن عن القضية الفلسطينية بعد عام 1967 ، و سكوتهما المخجل والمشبوه عن احتلال إسرائيل لهضبة الجولان منذ 1967 وحتى هذه الساعة ( كانت حرب 1973 حرب تحريك لاحرب تحرير ) ، وبعد اشتراك حافظ الأسد في العدوان الثلاثيني على العراق الشقيق عام 1991، أقول بعد كل هذا الذي جرى ويجري في السر والعلن ، لابد من أن أعلن عن قناعتي الكبيرة ، في أن حركة 23 شباط 1966 ، كانت الجسر الذي عبر عليه حافظ الأسد إلى الحركة التصحيحية (!! )عام 1970 ، والتي كانت حركة طائفية بامتياز ، وأن كلاًّ من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والرجعية العربية هم من دفعوا بحافظ الأسد إلى واجهة الأحداث ، لكي يقوم بهذا الدور المشبوه ، ( حماية إسرائيل والتطبيع معها ) الذي ورّثه لولده بشار ، الذي نراه اليوم يستقتل في الحفاظ على هذا الموروث السرطاني الخبيث ، ولو على حساب تدمير المدن والقرى السورية ، وقتل عشرات الألوف من رجالها ونسائها وأطفالها .

 أكثر من هذا ، إنني أعتقد أن انقلاب 1961 الإنفصالي في سورية ، وتصفية مئات الضباط الناصريين من الجيش السوري إثر أحداث 18 تموز 1963 ، وموقف روسيا وإيران والصين ، من ثورة 15 آذار / مارس 2011 في السورية ، إنما تصب جميعها في طاحونة الولايات المتحدة الأمريكية ، وبالتالي في طاحونة إسرائيل . والله أعلم .

============================

من يتخذ القرار السياسي في سوريا

د. ضرغام الدباغ

تكشف المفاصل الرئيسية حيال الثورة السورية عن الأخطاء الفادحة المتلاحقة للنظام في التصرف والسلوك، وهو ما أوصل البلاد والأوضاع إلى نقطة ذروة ذات هامش مناورة ضيق للغاية ما لم نقل معدوم، في بلد يتمتع بكفاءات سياسية وعلمية ودبلوماسية، وحزب سياسي مضى على وجودة ما يقارب السبعين عاماً، منها يقود السلطة شكلياً حوالي الخمسين عاماً، يحشر نفسه في موقف لا بدائل فيه، وهو أسوء ما يمكن لسياسي أن يقع فيه من خطأ.

لماذا هذه المسيرة الحافلة بالأخطاء، بل الأخطاء الكارثية ؟

يتمثل الخطأ الأول بتقديري، يتمثل بتواصل تدريجي وتهميش لدور الحزب مقابل تصاعد لدور الفرد وحلول علاقات لا مبدأية وشيوع ظاهرة الاستزلام مما أنهى دور الحزب بين الجماهير وحوله إلى منظمة حكومية تعمل وفق تشبه ضوابط العمل الحكومي وتقاليده. وأبرز دليل على ذلك هو اختفاء شبه تام للحزب ودوره في ظروف كهذه، وهو أمر حسن على كل حال أن لا يؤخذ الحزب بجريرة النظام.

وهنا فقد النظام حلقة مهمة كان يمكن أن تؤدي دوراً مهماً في عملية اتخاذ القرار، ولم يكن البديل سوى تضيق متواصل لدوائر القرار. وفي عهد الرئيس الوالد، كانت خبرة الرئيس وطول عهده بالعمل السياسي، بالإضافة إلى أنه كان يحيط نفسه بشخصيات ذات مستوى لها تجربتها في العمل السياسي وإدارة البلاد. وعلى الرغم من الهفوات والهنات، إلا أن حنكة الرئيس كانت تغطي على الأخطاء الصغيرة الظاهرة، ولكن إحدى أكبر تلك الأخطاء الطغيانية التي فات الزمن ولم يعد بالإمكان تصليحها هي نظرية التوريث التي أثبتت الزمن أنها كانت وبالاً عليه وعلى الحزب وعلى التوريث، بل على البلاد أجمعين.

ولمواجهة المعارضة التي بدأت تشتد منذ السبعينات والثمانينات، اعتقد النظام أن خير ما يواجه المعارض به، هو أن يؤمم الدولة وأجهزتها لصالح العائلة والأقارب والعشيرة، ويرتب علاقاته الداخلية والخارجية على أن الخطر الوحيد الذي يتهدد البلاد هو الشعب نفسه، لذا فقد أسس قوات مسلحة وقوى أمن ومخابرات لها واجب وحيد هو التصدي للشعب، وهكذا أنزلق النظام إلى موقف معاداة الشعب وكراهيته وتأسست كافة العلاقات على أساس من هذا الشعور.

وعندما ضعف أداء الدوائر الحكومية الوالجة في القرار السياسي، ولم يعد للجيش الوطني وأجهزة الأمن من واجب سوى حماية النظام وتحديداً الرئيس، وتركز الإعلام السياسي والثقافي على تمجيد نظرية القائد الفرد، قائم على جهاز مهلهل لا تحسن سوى عبارات التمجيد المضحكة، أضحى النظام في سورية ليس جمهورياً ولا ملكياً، بل تحول النظام بالكامل إلى حكم عائلي تسوده تقاليد الأسرة، بل هو لم يعد مقنعاً لكل من يتعامل معه إلا على أساس من تأمين مصالح مقابل دعم النظام، ولكن ترى كيف سيقبل شعب بأن يدار بهذه الطريقة المتخلفة في عصر كعصرنا.

ضعف رأس القرار وهزالة النظام وانحداره إلى مستوى العصابات والشبيحات، ألغى قوة الدولة، وفقدت القوة شرعيتها عندما وجهت نحو الشعب، عندما أعتبر النظام كل من يعارضه موجه من الخارج، ومؤامرة أجنبية، متجاهلاً أن التبديل سنة الحياة السياسية والديمقراطية السليمة، وهنا أنحدر النظام إلى مستويات واطئة جداً وفقد هيبته والثقة واحترام الشعب، ومن ثم من محيطه الاقليمي ثم الدولي وضاعت مسؤولية القرار السياسي في البلاد. كمقدمة لدخول البلاد أزمة بسبب تعاظم المطالبة الشعبية وهو ما لا يستطيع النظام تحملها أو التعامل معها ولدينا مؤشرات مؤكدة عديدة، منها:

 الإشارة الأولى من رامي مخلوف بقوله الرئيس لا ينفرد بالقرارات، بل نحن في مركب واحد، ترى يقصد من نحن ...؟

 الإشارة الثانية تصريح الرئيس الأسد نفسه بأنه ليس المسؤول عن إصدار الأوامر للقوات المسلحة والأمنية. فمن هو المسؤول إذن عما يجري ...؟

وبتعدد المصادر التي تضغط على النظام، فلم يعد يعرف من يمتلك اصدار القرارات الحاسمة في البلاد، وبهذا تصبح الدولة مجرد ألوية مدرعة وأجهزة أمن تدربت لتكون شرسة، تتنافس بقتل الناس، والنتيجة الوحيدة لذلك هو مزيد من الانحدار إلى ما يحذر عنه أصدقاء النظام وأعداؤه.

مجزرة الحولة كانت علامة مهمة في مسيرة الثورة والتغير في سوريا، هي مجزرة تتماثل في شكلها وجوهرها مجازر الأفريقية والتصفيات التي حدثت في يوغسلافيا، وسوف يكون لها تداعياتها السورية والعربية والدولية الحاسمة، لا يكفي أن يتظاهر النظام بالبلاهة والإنكار في محاولة مستحيلة للاختفاء وراء ظله.

النظام اليوم يردد شطر واحد من قصيدة الشاعر العظيم أبو العلاء المعري: هذا ما جناه على أبي

المقال جزء من مقابلة تلفازية مع إحدى الفضائيات العربية يوم 30 / أيار2012

===================

محطَّاتٌ ينبغي التوقف عندها

محمد عبد الرازق

 كثيرة هي نقاط الانعطاف التي حدثَتْ في الثورة السورية، غير أنَّ ما يستوقف المتابع منها ثلاثُ محطات حصلت مؤخرًا، حريٌّ بنا أن نستفيد منها:

الانتصارات الميدانية للجيش الحرّ: لقد أعادت جملةٌ من المكاسب حققها الجيش الحر على الأرض ثقةَ الناس به، بعد أن غيَّر تكتيكه في أعقاب ما حصل له في بابا عمرو، و مدينة إدلب، و يعزى السبب في هذه المكاسب لأمور عدة، من أبرزها: تنظيم صفوفه، فلم يَعُد يقبل أن ينتظم فيه سوى الأعمار من ( 17 35سنة)، و بموجب ذلك تكفَّل لهؤلاء براتب شهري محدد ( 9000ليرة، لمن هم في الصفوف الخلفية، و ثلاثة أضعافها لمن هم في الميدان)، و قد ساعد هذا على حصر السلاح في طائفة مؤهلة و معروفة لديه، عوضًا عن فوضى السلاح التي صاحبت تصاعد الثورة، و تبيَّنت نجاعة هذه الترتيبات في المنازلات التي خاضها مؤخرًا، و منها ما كان في ريف إدلب الشمالي في معارك( باب الهوى، كفر كرمين، الأتارب)، و هي جولات يقدِّر المراقبون أنها ستغير مسار الحسم العسكري في قابل الأيام.

ً2 المراجعات النقدية السياسية للمعارضة: و قد تمثلَتْ فيما حصل على مستوى المجلس الوطني من انتخاب لرئيسه، ثم استقالته، و ما تبع ذلك من حراك سياسي في صفوف الثورة الداخلية، و الخارجية؛ ممَّا أشعر تلك القوى المعارضة أنها ليست ممنوحة صكًا على بياض في التحدث باسم الثورة السورية، و أشعر الدول القريبة و البعيدة أن عليها أن تعيد قراءة المشهد مرة أخرى، و تتعامل مع الحراك الشعبي بإيجابية أكثر؛ و إلاَّ فإن الثوار على الأرض قد يلجؤوا إلى خيارات لا تخدم مصالح تلك الدول كثيرًا، فهم وقود الثورة، و رافعتها الأساسية و على الآخرين أن يتساوقوا معها؛ و إلاَّ فإنَّ لكلٍّ حساباته، و إذا ما تغيرت دفةُ شراع الثورة فالرياح ستقودها صوب محطات أخرى، و عندها لا ينفع التلاومُ أصحابَه.

ً3 مجزرة أطفال الحولة الرهيبة: و هي مجزرة حَزّت فيها سكاكينُ عصابة من المجرمين الطائفيين أعناقَ خمسين طفلاً، وأربعين حرّة، وما سمعنا لعامة "عقلاء" الطائفة العلوية صوتًا، يتكلَّفون فيه عناء الشجب والاستنكار. لقد أفقدت الصدمةُ السوريين حسّ اللباقة الذي يتمتعون به، وإنهم لَمعذورون.

 و مع ذلك أرى أن يتداركوا الأمر، و يتوجهوا بالشكر للطائفة العلوية الكريمة؛ لأن بعضًا من مُجرميها ذبحوا مئة من أطفالنا ونسائنا في الحولة، و كانوا قد فعلوا الشيء ذاتها في الأيام الخوالي عندما أرسلوا "مندوبين" عنهم إلى قرانا في (حمص، و حماة، و إدلب) ، كل ذلك و الثورة محافظة على توازنها، و لم تسمح لهم أن يأخذوها إلى المربع الذي يريدونه ( الحرب الأهلية).

 لقد أثمرت هذه المحطات الثلاث جملة من المواقف، و المتغيرات صبَّت في صالح الحراك الشعبي، فهاهي حملة طرد السفراء قد بدأت، و قبلها التصريحات التي أدانت هذه الجريمة الشنعاء، وقد غلب عليها الحسُّ الإنساني بعيدًا عن الحسابات السياسية، حتى وصل الأمر بأمين عام حزب الله، و رئيس إسرائيل، و رئيس وزرائها أن يلتقوا في إدانتها في تطور لافتٍ للنظر.

 و لا يفوتنا أن نذكر بتصريحات كانت قد سبقت هذه المجزرة لحسن نصر الله عندما اِستشاط غضبًا في أمر المخطوفين ، و قد أخرج فيها مكنونات نفسه الخبيثة تجاه الشعب السوري؛ و لكن يبدو أنه في لحظة من الصفاء الإنساني عاد إلى رشده.

 و لذلك نرى أن على قادة الحراك الثوري في الداخل، و على أطياف المعارضة في الخارج أن يغتنموا الفرصة مَّما حصل مؤخرًا، و يوجهوا الأمور نحو التعجيل في حسم المنازلة مع هذا النظام الآيل إلى السقوط، قريبًا إن شاء الله.

=====================

تغيير الأنظمة أم هدم المتلازمة..!

جرير خلف

لا ندري كيف وصلت بنا الأمور حدا نتسمّر فيه بانتظار معجزة تأتي من الغرب لكي تخلص الشعب السوري من جحيم تصاعدي وفظائع مهولة يقوم بتطويرها الشيطان القابع في المزة.. فقد تسمرت العيون وتجمدت العقول ولم تعد ترى حلا سوى التدخل العسكر الغربي لتخليص الشعب السوري من عائلة المجانين التي تحكمه..!

 

تصرف الجميع وعالج ضميره بأن ألقى على الدول الغربية مسئولية حل مشاكلنا.. في حين أشارت كل التجارب أن مسئولية الآخرين كانت دوما هي صنع وإدارة أزماتنا واستثمارها بما يخدم مصالحهم ويدعم مخططاتهم المرسومة بالتوازي والتضامن مع برتوكولات حكماء صهيون وصفيون، فتأخر التدخل العسكري في سوريا مثلا سيمنحهم الوقت الكافي للحصول على تفكيك كامل للمجتمع السوري الفسيفسائي ويعمل على تجّذير التمترس الطائفي ليس في سوريا وحدها بل في كل الوطن العربي بحيث يستحيل بعده الذوبان الجيوغرافي في الهوية العربية بغض النظر عن الطائفة والإثنية لتخرج سوريا من حالة بلد يحكمه عصابة الى دويلات يحكمها مناديب سماة (على الأقل هذا ما يخططون له).

 

وفي حين يدرك الجميع أن الثورة السورية دخلت في مرحلة اللاعودة وأصبح من المستحيلات إعادة تدجين الشعب وإرجاعه للمزرعة (الأسدية) نجد أن الغرب يقوم بدور مختلف ضمن سيناريو مشترك مع روسيا والصين بما يضمن تأخير التدخل العسكري المفترض وذلك بانتظار ضمان التفكيك الكامل للشعب والدولة.. حيث يدور في الخفاء التضييق على تسليح الثوار والعمل على تعقيد وتعطيل إجلاء وتنظيف سوريا من مخلفات المؤامرة التي استمرت أكثر من أربعة عقود على شعبها.

 

ولو تمعنا في البراكين الثائرة في الوطن العربي قد نجد أن الحالة السورية كانت مفاجأة للقوى الكبرى التي لم تكن تملك القدرة لكبح ثورتها أو وأدها وبما لم تتوقعها في بداية الربيع العربي.. في حين كان لها (القوى الكبرى) الدور في تسريع بعض الثورات ومحاولة صناعة بعضها من لا شيء مثل الحالة البحرينية التي لا تحتاج الى ثورة بل تحتاج الى تكاثف الجميع فيها للحفاظ عليها من براثن الغول الفارسي الذي يتأهب لضمها لتصبح أرضا مسلوبة ومنسية كالاحواز العربية والجزر الإماراتية المحتلة..

 

 وبجردة بسيطة على زوايا الوطن العربي سنجد أنفسنا أمام ترتيب أحداث وتناقضات قد تصلح كعوامل خفية في معادلات معقدة وضعت لنسف المشروع العربي ، فحين عجزت القوى الكبرى عن هدم الدولة كمفهوم متكامل في بعض الدول العربية كالحالة السودانية مثلا قامت بهدم البلد ككل وقسمته لنصفين بحجة حق الأقلية بالانفصال ( وهنا الأقلية معفاة من الخضوع للديمقراطية التي تحتم عليها احترام الأغلبية..!).

 

 وفي المقابل استطاعت مجموعة الغرب مع إيران أن تهدم الدولة العراقية ونظامها وتقويض أركانها وقوننة وشرعنه الحكم الطائفي وباتت بغداد اقرب الى ماخور الشرق الذي يديره العراب الإيراني ( شريك الغرب في الكعكة العربية) ليأتينا بكل المتناقضات ويعمل بوظيفة النموذج التشبيهي لساحات الفوضى السياسية والأمنية والاقتصادية المطلوب للدول العربية برمتها.

 

وقياسا على ما نعيش على نتاجه الآن وفي الوقت الذي لا نترحم فيه على أي من الطغاة الذين انقلعوا.. فأننا لا نستطيع أن نعترف بنجاح مجلجل للثورات التي تمت ضمن الربيع العربي رغم حاجة الشعوب لها وضرورتها ونبل الأهداف التي تمت لأجلها.. فما زالت السلطات في معظم الدول التي مارست الثورة في الربيع العربي بعيدة عن شكل الدولة ويتقاسم فضاءها النخب الطارئة متهيئة للهبوط الإلزامي الدائم على الشعب ربما بأجندات لم تسلم من عبث الشياطين في تفاصيلها.

 

إننا مطالبين الآن للوقوف دقيقة صمت ليس حدادا على فقدان قدرتنا على الحركة وحتى على التفكير.. ولكن لكي يتسنى لنا سماع أصوات الغربان التي تنعق معجلة لفرش المخطط الغربي الفارسي المختلط على شرفنا العربي المتخم بصائدي الغنائم الذين يعملون على هدم متلازمة الإسلام والعروبة في الشرق الأوسط ليصنعوا منه مائة محمية عشائرية وطائفية وعرقية.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ