ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 20/05/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

64 عامًا على النكبة: هل تستطيع رياح الربيع العربي أن تبدد سحب النكبة ؟

إبراهيم عباس

لسنا بصدد استرجاع أحداث النكبة وتداعياتها المأساوية على الشعب الفلسطيني معاناة وقهرًا واستلابًا للحريات والحقوق والإرادات، بقدر محاولة الإجابة على السؤال : بعد هذا المشوار الطويل من النضال الفلسطيني بكافة صوره وأشكاله .. وبعد عشرات المذابح والمجازر التي لاحقت اللاجئين في مخيمات الضفة والقطاع ولبنان ، وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا من الشهداء والجرحى والمعاقين والأسرى والمبعدين ، وبعد اغتصاب المقدسات والاستيلاء على غالبية الأرض الفلسطينية وبعد أن أوشك مخطط تهويد القدس على الانتهاء: هل لا يزال حلم العودة والاستقلال والدولة يراود الفلسطينيين في أراضيهم المحتلة وفي المنافي ؟ .. وهل يعتبر ربيع الثورات العربية عامل دعم لهذا الحلم ؟ .. وإذا كانت الإجابة بنعم فكيف يمكن لواقع عربي جديد تقريب هذا الحلم الذي ما يزال يداعب مخيلة الفلسطينيين كل عام مع ذكرى النكبة؟ .. وهل يتطلب الواقع العربي الجديد تغيير الواقع الفلسطيني الراهن - الذي يعتبر الانقسام والفساد وغياب مشروع وطني فلسطيني واضح المعالم لدى قيادات السلطة وحماس بعض مظاهره - قادر على تقريب حلمهم وتفعيل نضالهم في مواجهة التصعيد الاستيطاني الإسرائيلي المحموم ووضع نهاية للاحتلال ؟

الإجابة على تلك التساؤلات يدفعنا إلى محاولة الإجابة أولاً على سؤال أكثر إلحاحًا : هل استفادت إسرائيل من ربيع الثورات العربية على صعيد دعم مخططها الاستيطاني ومشروع تهويد القدس ؟ .. للأسف فإن الإجابة هي نعم ، لاسيما في ظل الانقسام الفلسطيني الذي شبهه أحد القادة الفلسطينيين بأنه كالمفاوضات مع إسرائيل : بلا جدوى!

نعود إلى إسرائيل لنرى كيف تستغل الظروف الراهنة في تسريع مخططها الصهيوني الكبير ، ليس ذلك فحسب ، بل إن إسرائيل لم تعد تضع للتهويد والاستيطان الأهمية السابقة بعد أن اطمأنت إلى أنها قطعت الشوط الأكبر في هذا المضمار ، وأصبحت الآن تتطلع إلى مرحلة جديدة تسير في مسارين أحدهما يسير في اتجاه تبني خطة ترانسفير كبرى تشمل فلسطينيي 1948 بدءًا من النقب ، والذي بدأ فعليًا ، والآخر يسير في اتجاه استعمار اقتصادي أميط اللثام عنه من خلال ما نشرته الصحف الإسرائيلية مؤخرًا، عندما أشارت إلى أكبر عطاء في تاريخها لإنشاء ميناء ضخم في إيلات على بعد أربعة كيلومترات من خليج العقبة في عمق الصحراء عبر إنشاء قناة بتكلفة تبلغ 13 مليار دولار فيما أصبح يعرف ب "البوابة الجنوبية" . وبموجب هذا المشروع سيتم نقل ميناء إيلات من موقعه الحالي على خليج العقبة مسافة 4 كيلومترات شمالي الخليج حيث ستربط بين الميناء والخليج قناة عريضة بطول 4 كيلومترات وعرض مائة متر. وهذه القناة سوف تسمح مستقبلا بالربط بين خط السكة الحديد والميناء مما يخلق بديلا تجاريا لقناة السويس ، وحيث يتوقع أن تجني إسرائيل من هذا المشروع 3 مليارات دولار سنويًا. المخطط بهذه المواصفات وطبقًا للرؤية الإسرائيلية يهدف إلى خلق بوابة جنوبية لنقل البضائع ومسار تجاري دولي بين آسيا وأوروبا، وخلق جسر بري منافس لقناة السويس ومركز مواصلات وإمدادات في إيلات. ويبقى من الواضح أن إسرائيل انتهزت فرصة الانقسام الفلسطيني وانصراف القيادات الفلسطينية ، وانتهزت أيضًا فرصة انشغال الثورات العربية – خاصة الثورة المصرية- في النزاعات والصراعات بين الأطياف والأحزاب السياسية المختلفة للمضي قدمًا في تنفيذ مخططاتها الجديدة .واضح أيضًا أن إسرائيل تبدو في سباق مع الزمن لتحقيق هذا الهدف المزدوج قبل أن تستقر الأوضاع في مصر ، لأنها تدرك تمام الإدراك أن عودة الاستقرار لمصر في ظل حكم ديمقراطي رشيد يمكن أن يفرض واقع جديد في المنطقة يعمل في اتجاه توخي سياسات جديدة ، خاصة بالنسبة للموقف من إسرائيل والغرب ، وحيث يذهب غالبية المراقبين إلى أن أهم ما يمكن أن يميز الواقع الجديد هو تفعيل الدور العروبي لمصر الذي بدأ يتناقص منذ توقيع اتفاق كامب دافيد ثم تلاشى تقريبًا في عهد الرئيس مبارك ، مما أطلق يد إسرائيل في التصرف بحرية في ملف النزاع مع الفلسطينيين .بيد أن هنالك ما يبعث على التفاؤل بأن سحب الربيع العربي لابد وأن تؤتي ثمارها في فلسطين ، فذكرى النكبة هذا العام تحمل في سياقها إرهاصات انتفاضة فلسطينية جديدة فجرها الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، إلى جانب أن ظاهرة الزحف نحو الحدود التاريخية لفلسطين المحتلة من كل صوب ، تلك الظاهرة التي عبرت عن نفسها بقوة في ذكرى النكبة العام الماضي ، لابد وأن يزداد زخمها هذا العام حيث بات من المتوقع أن تخرج الجماهير الفلسطينية من كل صوب في اتجاه الحدود التي تفصلهم عن قراهم ومدنهم التي هاجروا منها تحت وطأة المذابح الإسرائيلية عام 1948 ، لا يضيرهم الاشتباك مع قوات المحتل الغاصب ، ولا يضيرهم سقوط الشهداء خلال تلك المسيرات الغاضبة في التوجه نحو أرضهم المغتصبة وكلهم إصرار على العودة . ما يبعث على التفاؤل أيضًا في أن ربيع الثورات العربية يعمل في اتجاه دعم التطلعات والآمال الفلسطينية نحو العودة والدولة بعض الأوضاع الجدية التي فرضتها ثورة 25 يناير المجيدة : فلن يكون هنالك مشاركة من مسؤولين مصريين رفيعو المستوى لتقديم التهنئة للسفير الإسرائيلي في القاهرة بمناسبة (عيد الاستقلال ) الإسرائيلي الذي يوافق النكبة ، كما كان الحال قبل الثورة ، ولم تعد مصر تسمح بإحياء اليهود لذكرى أبو حصيرة في محافظة البحيرة ، ولم يعد الغاز المصري يتدفق بالمجان تقريبًا فيما يحرم فيه أبناء القطاع من الكهرباء .. وبقي شيئًا واحدًا ينقص استدارة الحلم الفلسطيني ليصبح بدرًا : أن تبادر قيادة السلطة وحماس إلى طي ملف الانقسام وقطع دابر الفساد وتحقيق الوحدة الوطنية وتفعيل أدوات النضال الفلسطيني بكافة أشكاله ، لأن الربيع العربي وحده لا يكفي لتحقيق حلم الدولة والعودة.

==========================

همسة إيمانية .. يؤجل الله أمنياتنا ولن ينساها

فراس حج محمد

مهما طال ليلنا، واشتدت عواصفه، وأجبرتنا الظروف على أن نبكي لفراق من نحب، لا بد من أن يبزغ يوم بفجر جديد محلى بزهور المودة الخالصة، التي تسامت عن كل فعل خبيث، وارتبطت بخالقها التي أحبها وأحبته، فامتحنها ببلاء عظيم، فلا شك بأن المرء يبتلى على قدر دينه، فإذا ما كان في دينه سعة ابتلي ابتلاء يناسب هذه السعة، لن نحزن على ما فات، لأن الأقدار بيد الله سبحانه وتعالى، هو وحده من يبدل من حال إلى حال.

قد نضعف، ونبكي ونحزن ونتألم لأننا بشر، كتلة من المشاعر، ولكن ستظل ثقتنا بالله أكبر من واقع حزننا الذي يكاد يقتلنا، لن نقول إلا كما قال سيدنا يعقوب عليه السلام: "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله"، وستكون العاقبة خيرا بإذن الله، فيعقوب عليه السلام فقد أعز أبنائه فصبر واحتسب، وكانت نهاية حزنه أن جمعه الله بأحب أبنائه بعزة وكرامة وانتصار معنوي ومادي، ولم ينفع كيد الكائدين ولا حسد الحاسدين، فمن يكن الله معه لا خوف عليه مطلقا.

ولا شك بأن عاقبة الشر شر أشد، ونهاية الظلم إلى خسران مبين، ولا يبقى غير ما يصلح للبقاء، "وأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"، سنة الله التي لن تتخلف في أي مجتمع بشري ومع أي إنسان، كافرا كان أم مؤمنا، فثقوا بوعد الله، فإن الله لن يخلف وعده لأوليائه، لا يتحقق الفجر ونوره إلا بعد اشتداد الظلمة إلا أقصى درجاتها!!

تأملوا هذه السنة الكونية، لا شك بأنها ذات دلالة عظيمة، فالله سبحانه يعطينا الأدلة الملموسة على أن دوام الظلم والشر والسوء والعذاب من المحال، فالفرج لا يكون إلا بعد الشدة، وكما قال الشعر "ابن النحوي" في قصيدته الراجية:

اشتدي أزمة تنفرجي

   قد آذن ليلك بالبلجِ

 

تعرفوا على الله في الرخاء يتعرف عليكم في الشدة، وربنا وحده هو من يعلم أننا نتقيه بكل أفعالنا وأقوالنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، ولا نزكي أنفسنا، ولكننا نعلم من أنفسنا ما لا يعلمه عنا الآخرون، وأخيرا تذكروا قول الله تبارك وتعالى: "إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا"، فالمنحة آتية على متن المحنة.

==========================

قصص قصيرة جدا

بقلم : يوسف فضل

نكبة

مسك القلم ففاضت عليه تفاصيل الذكريات .عزف لحنه العاطفي . حين تحدث ضمير الباطن عن الاحتفال بذكريات تتناسل وجعا لهزائم لا زال يعيشها ......... أصلح بوصلته .

 

عميل

سقط أخلاقيا فسقط الرِّقُّ سياسيا . لوث اسم عليٍ بتغريده الأنا المتضخمة . لقبه مولاه : أبو زياد، رِباً في إثم فكره . أنتَن ، فرُمي فضلات . دفن معه أكثر من قيمته في الحياة ..... رباط حذاء طوق عنقه .

 

شنكليش

أرسلت كتابا طبيا لابنتي عن طريق مكتب للنقل البري . شنفت أذني بحوار مضحك …. مبكي:-

- اليوم ثلاث إنفجارات في حمص فقط!

- خير وبركة. متعودين على الحد الأدنى خمسة عشر انفجارا!

- هل من بين القتلى أطفال؟

- مندسين أم غير مندسين .

- ربما أطفال متسللين !

- ما هي طرودك ؟

- 3 شنط للعائلة المشردة في حمص ، سوي بيتي بالأرض . هل ترسلون سائق باص فدائي إلى حمص ؟

- لا نرسل معه شنكليش .

- وإذا أردت أن احضر شنكليش من حمص؟

- تريد شنكليش من تحت القصف أم بدون قصف؟

- أصبحنا أخبار روتين، الرقم يزيد وينقص يوميا، بدون تفاصيل، أو أسماء أو حكاية .

 

تفرد

إحدى الأثافي، وجد دونيته الحضارية في جذام الألفاظ والكلمات المالغة . في الصباح يستهل تمارينه الضاربة برمي مُقذِّعاتُه على أول رسم يراه في المرآة .

 

حوادث سير

تملكه السرور بالشهرة التي وصلت الدولة الأعجمية حين قرأ لوحة مرور:" هدئ السرعة أنت لست في بلد عربي "

====================

كيف تصنع مذبحة ناجحة؟

علاء الأسواني

الأمر ليس سهلا، لأن المذبحة الناجحة تحتاج إلى دراسة وخبرة وعمل منظم. المذبحة أشبه بعملية جراحية يتوقف نجاحها على مهارة الجراح ودقة تشخيصه وقدرته على استعمال أصابعه بطريقة صحيحة وفعالة.

الخطوات التالية ضرورية لصناعة مذبحة ناجحة:

أولاً: افهم معنى المذبحة:

ما الفرق بين السيطرة على المظاهرات وارتكاب مذبحة..؟! فى الحالة الأولى أنت تدفع بقواتك للسيطرة على المتظاهرين وتفعل ذلك بوضوح أمام الناس جميعا، أما المذبحة فهى عمل خاص واستثنائى. رسالة محددة موجهة لطائفة من الناس دون غيرهم.. المذبحة تستهدف مجموعة معينة مثل مشجعى الكرة أو الإسلاميين أو الاشتراكيين.. مجموعة مستهدفة بالذات سوف تتعرض للمذبحة بعيدا عن بقية الناس، ويجب أن يتم التخطيط بحيث لا يتعاطف الرأى العام مع ضحايا المذبحة. يجب أن ينقسم الناس أمام المذبحة إلى نوعين: بعضهم يشككون فى حدوثها أساسا، والبعض الآخر يعترف بأن هناك بعض التجاوزات قد حدثت، لكن الضحايا هم المسؤولون عما حدث لهم. المذبحة الناجحة تشبه الموقف التالى:عندما تقابل خصمك فى مكان مزدحم بالناس فتبتسم فى وجهه وكأنه صديق قديم ثم تقترب منه وتهمس فى أذنه بسباب فاحش لا يسمعه سواه.. عندئذ سينتفض خصمك ويحاول الاعتداء عليك ردا على الإهانة التى لم يسمعها أحد وسوف يتدخل الحاضرون جميعا للدفاع عنك لأنك، فى رأيهم، لم ترتكب خطأ يبرر اعتداءه عليك

 

ثانياً: حدد هدفك بدقة:

الهدف من أى مذبحة يتلخص فى كلمتين: كسر الإرادة.. يجب ترويع المتمردين بحيث يدركون أن تمردهم ثمنه باهظ فيذعنون ويتحولون إلى الطاعة. فى لحظات معينة يصبح تدبير المذابح ضرورياً.. عندما تندلع ثورة يشترك فيها الشعب كله لا يمكن أن تقمع ملايين الناس.. عندئذ يجب أن تقسم المتمردين إلى مجموعات ثم تصنع مذبحة لكل مجموعة على حدة بحيث يؤدى ذلك فى النهاية إلى كسر إرادة الشعب كله. مثال آخر: قبل تزوير الانتخابات من المفيد أن تصنع مذبحة ضد العناصر السياسية النشطة.. هؤلاء الذين سينزلون إلى الشوارع يتظاهرون ويعتصمون احتجاجا على نتائج الانتخابات المزورة.. يجب أن يتم ترويعهم وسحلهم وقتلهم مبكراً. بعد ذلك إذا زورت الانتخابات لن تجد من يعترض على إرادتك. سوف تندهش من النتيجة لأن المذبحة الناجحة لها تأثير سحرى.. إن أكثر المتمردين صلابة وشجاعة إذا تعرض للتنكيل والإذلال، إذا رأى زملاءه يقتلون أمام عينيه، قد يفقد شجاعته ويتحول إلى مواطن مستسلم مذعور.

 

ثالثاً: اعتن بالتنفيذ:

يجب ألا ينفذ جنودك المذبحة وهم يرتدون زيهم الرسمى، سيجلب ذلك عليك المشاكل. ليس هناك ما هو أسوأ من صورة جندى بزيه الرسمى وهو يقتل مواطنيه أو يضربهم.. افعل ما تشاء بغير أن يظهر وجهك فى الصورة.. يجب أن يكون منفذو المذبحة مرتدين ملابس مدنية.. سواء كانوا من جنودك أو من المرتزقة فإن النتيجة واحدة.. سيكون هناك المئات من الأشخاص المجهولين الذين يهاجمون المتظاهرين ليضربوهم ويسحلوهم ويقتلوهم ويهتكوا أعراض البنات.. من الذى يجرؤ بعد ذلك على اتهامك بتدبير المذبحة..؟!. سيبدو الأمر كأنه اشتباك بين مجموعات من المجهولين. الأفضل أن يتظاهر جنودك أمام الكاميرات كأنهم يحاولون فض الاشتباك وإنقاذ الضحايا

 

رابعاً: مهد الرأى العام لتقبل المذبحة:

هذه خطوة مهمة. يجب تهيئة الناس باصطناع أزمات تسبق المذبحة.. انفلات أمنى كامل ونقص فى الوقود والمواد الغذائية وارتفاع أسعار رهيب يجعل حياة الناس مستحيلة.. المواطن المنهك الخائف سيتقبل المذبحة أفضل من المواطن المطمئن الذى يتقصى حقيقة الأحداث.. جنودك فى تهيئة الرأى العام هم عشرات الصحفيين والإعلاميين من عملاء الأمن، هؤلاء مقابل الأموال والمناصب التى يحصلون عليها منك لا يتورعون عن عمل أى شىء من أجل إرضائك. لديهم وسائل متنوعة كلها فعالة بدءا من مداخلات المشاهدين ورسائل القراء المصطنعة إلى نشر أخبار كاذبة واختلاق وقائع، إلى الاستعانة بخبراء استراتيجيين يرددون الأكاذيب بوقار كامل. سيكون باستطاعة هؤلاء الإعلاميين اختلاق أغرب الأكاذيب وأبعدها عن الواقع، لكنهم سيظلون يرددونها على الناس حتى يصدقوها فى النهاية.

 

خامساً: استعمل الغطاء الأخلاقى:

لا يمكن للإعلام أن يساعدك على إخفاء المذبحة إلا إذا استعملت غطاء أخلاقيا لها.. يجب استدراج المتظاهرين إلى منطقة تمثل الدولة على نحو ما.. وزارة من الوزارات مثل وزارة الداخلية مثلاً. الطريقة السهلة أن تدس عناصرك بين المتظاهرين ليشجعوهم على التوجه نحو مبنى الوزارة.. فى الوقت نفسه فإن قواتك يجب أن تفتح الطريق حتى يقترب المتظاهرون من المبنى بقدر المكان. إياك أن تؤمن المبنى بالطريقة المعتادة. أنت تعرف بالطبع أن أى مبنى فى العالم يمكن تأمينه ضد المتظاهرين السلميين بطريقة بسيطة للغاية: جداران سميكان مرتفعان من الأسلاك الشائكة تفصلهما مسافة 300 متر.. عندئذ يعجز أى متظاهر عن اقتحام المبنى أو الاقتراب منه.. إياك أن تؤمن المبنى بهذه الطريقة.. بالعكس افتح الطريق للمتظاهرين وشجعهم على الاقتراب ولو استعملت سلكا شائكا يجب أن يكون منخفضا ومهترئا بحيث يستطيع أى طفل اختراقه بسهولة. فى الوقت نفسه ابدأ حربك الإعلامية فى الصحف والقنوات التليفزيونية.. يجب أن يتحدث الجميع عن هيبة الدولة التى تتمثل فى مبنى الوزارة الذى يريد المتظاهرون اقتحامه. يجب أن يسمع الناس ويقرأوا أن هناك مؤامرة لإسقاط الدولة ينفذها هؤلاء المتظاهرون الخونة أصحاب الأجندات الأجنبية الممولون من الخارج من أجل اقتحام وزارة الداخلية. ستؤدى هذه الحملة إلى حالة من السخط على المتظاهرين يجب أن تستغلها فتذيع بيانا عاجلا تؤكد فيه أن المنشآت العامة هى ملك الشعب، ولا يجوز أن يهاجمها أحد إلا لو كان خائنا لبلاده وعميلا لجهات أجنبية.. اختم البيان مناشدا المتظاهرين المحافظة على ممتلكات الشعب، والعودة من حيث أتوا وحذرهم من اقتحام المنشآت العامة، لأنك لن تسمح بذلك أبدا.يجب أن يحمل البيان نبرة الأب الحنون الصبور على أخطاء أولاده الذى قد يضطر فى لحظة ما لأن يأخذهم بالشدة.. كل ذلك سيحشد الرأى العام فى صفك.

 

سادساً: اختر ساعة الصفر:

إياك أن تبدأ بضرب المتظاهرين.. هذا خطأ بالغ.. ادفع بعملائك إلى الناحية الأخرى ليندسوا بين المتظاهرين ثم يبدأون فى الاقتراب من الوزارة وأعط الأمر لقواتك بالانسحاب أمامهم.. من الأفضل أن يتم تصوير عملائك وهم يلقون بزجاجات حارقة فى اتجاه مبنى الوزارة.. هذه الصورة يجب أن تتصدر الصفحات الأولى فى الصحف وفى نشرات الأخبار، يجب أن يكون الخبر

الأول كالتالى:

«قام بعض المتظاهرين هذا الصباح بإلقاء زجاجات حارقة على وزارة الداخلية».. فى اللحظة المناسبة أعط إشارة البدء. عندئذ يندفع رجالك بالملابس المدنية للإجهاز على المتظاهرين، بينما يقوم أفراد من قواتك بإغلاق كل منافذ الهروب عليهم.. رجالك يجب أن يكونوا مسلحين بالأسلحة البيضاء والنارية معا. لتكن تعليماتك واضحة. يجب الإجهاز على المتظاهرين بلا رحمة..

اشحن رجالك بكلمات مؤثرة:

«هؤلاء المتظاهرون عملاء.. يقبضون أموالا من أعدائنا من أجل تخريب بلادنا.. اثبتوا أنكم رجال. اضربوهم.. اقتلوهم.. افعلوا بهم ما شئتم».

 

أما البنات فيجب أن يخضعن لاعتداءات جنسية.

هذه أنجح طريقة لكسر إرادتهن.. مهما ضرب رجالك الفتاة فربما تزداد عنادا وتحس أنها بطلة أما إذا جردوها من ملابسها ووقفت عارية تماما أمام رجال يسخرون منها ويعبثون فى كل جزء بجسدها فإن البنت ستنكسر حتما.. ستفقد احترامها لنفسها. ستشعر بأنها فقدت كرامتها إلى الأبد.. لن تستطيع بعد ذلك أن ترفع رأسها وبالتأكيد لن تشترك فى أى مظاهرة أو احتجاج..

 

المعتقلون يجب أن يكونوا عبرة..

يجب أن يقفوا عرايا تماما، وأن يستمر ضربهم بعنف.

يجب الضغط عليهم باستعمال الكهرباء

وهتك أعراضهم بإدخال عصى فى مؤخراتهم أمام زملائهم..

يجب أن يفقدوا كرامتهم مرة واحدة وإلى الأبد ولن يستطيعوا بعد ذلك أن يعارضوك. أثناء المذبحة سيردد الإعلام أن مجهولين يشتبكون مع المتظاهرين،

وأن الطرفين مسلحان، وأن قواتك تحاول فض الاشتباك وحماية منشآت الدولة..

هذه النبرة فى الإعلام ستدفع الناس إلى تقبل أى عدد يسقط من الضحايا..

سيقول مواطنون كثيرون: القتلى والمصابون هم المسؤولون عما جرى لهم.. سيتساءلون: لماذا أراد المتظاهرون اقتحام وزارة الداخلية ولماذا ذهبوا إلى هناك

أساساً؟!.

سيقولون هؤلاء الفتيات اللاتى يشكين من هتك أعراضهن لماذا نزلن إلى المظاهرة بينما كان من الأفضل أن يجلسن محترمات فى بيوتهن؟

 

سابعاً: اصنع كارثة إضافية:

هذه طريقة مجربة ومضمونة. أثناء المذبحة يذهب بعض رجالك ويحرقون متحفاً قريباً أو أى مبنى أثرى. عندئذ سوف تطير وسائل الإعلام لتصور المبنى الأثرى والنيران تلتهمه

«سيتم منع سيارات الإطفاء من الوصول إليه بالطبع»،

هنا سوف يولول الإعلاميون ويصرخون ويستغيثون ويلطمون خدودهم حزناً على التراث العظيم الذى يتم إحراقه الآن..

سيحس الناس بالحزن الشديد لتدمير معالم بلادهم وسرعان ما يتحول هذا الحزن إلى غضب بالغ على المتظاهرين الذين تسببوا فى كل هذا الخراب وسوف تنهمر على وسائل الإعلام رسائل من مواطنين شرفاء يناشدونك الضرب بيد من حديد على أيدى العملاء المخربين.

الآن وقد صنعت المذبحة وتمكنت من كسر إرادة المعترضين عليك.. يجب أن تتمالك نفسك فلا يبدو عليك أبداً ما فعلته.. اعقد مؤتمراً صحفياً لتعلن فيه أسفك العميق على سقوط الضحايا

لأنهم جميعاً أبناء الوطن ودماءهم عزيزة عليك.

اعلن أنك ستفتح تحقيقات موسعة حول الحادث الأليم وناشد كل من يملك معلومات أن يتقدم بها إلى جهات التحقيق فورالاتخاذ الإجراءات اللازمة..

فى النهاية من الأفضل أن تقول بضع كلمات مؤثرة عن هيبة الدولة وحماية المنشآت العامة ثم تناشد أبناء الوطن المخلصين ألا يسمحوا للمندسين بينهم بتخريب وطننا الغالى ثم تطالبهم بالامتناع عن التظاهر فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الوطن حتى يتفرغوا لدفع عجلة الإنتاج وتحقيق الاستقرار.

«ملحوظة: هذا المقال ليست له علاقة بالمجلس العسكرى.. بتاتاً

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ