ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 14/05/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

الشرط الحاسم لانتصار الثورة الشعبية في سورية .. كونوا يدا واحدة في متابعة الطريق فلا غنى عن ذلك لمتابعة الطريق

نبيل شبيب

يا قادة الثوار.. إن مصداقية قياداتكم جميعا رهن بوحدة الصف.. عندما تطالبون السياسيين بالانقياد إلى "كلمة الثورة"..

 

تنتصر الثورة الشعبية في سورية إذا حصلت الكتائب المتحررة من قبضة القمع الأسدية على دعم خارجي..

تنتصر الثورة الشعبية في سورية إذا حصل الثائرون المدنيون السلميون على حقهم في حماية دولية..

تنتصر الثورة الشعبية في سورية إذا تجاوزت المعارضات السياسية التقليدية نفسها وخلافاتها وأنانياتها..

تنتصر الثورة الشعبية في سورية باستمرارها رغم التضحيات، حتى تنهار العصابات المتسلطة داخليا..

تنتصر الثورة الشعبية في سورية إذا بدلّت الدول المجاورة ممارساتها وفتحت الحدود أمام الأحرار وأنصارهم..

تنتصر الثورة الشعبية في سورية إذا تم تنفيذ مبادرة عنان ولم تبق ذريعة لمواصلة القمع الهمجي..

تنتصر الثورة الشعبية في سورية إذا استمر كشف الإجرام القمعي بالتفجيرات وسواها..

ماذا بقي من شروط للانتصار أيها الثوار؟..

أو ليس أوّل شروط النصر الأخذ بأسبابه وأوّل الأسباب أن يكون الثوار كالجسد الواحد ويكون الثوار كالصف المرصوص وتكون وحدة الثوار راسخة عبر مسار الثورة حتى إسقاط العصابات المتسلّطة، فلا يشوبها شائبة من خلاف علني أو غير علني، وإن تعدّدت وجهات النظر، وتكون في ألاّ تتناقض الوسائل مع بعضها بعضا بدلا من تكاملها، وفي ألا تتعدّد الهياكل إلا بقدر ما تتطلّبه مصلحة الثورة ويفرضه هدف انتصارها؟..

إنّ أوّل شرط لانتصار الثوار لا يتحقق إلا عن طريق من حملوا على عاتقهم -أعانهم الله على ثقل المسؤولية وأعبائها- همّ توجيه هذه الثورة على طريق الانتصار الموعود..

لا يتحقّق هذا الشرط الحاسم -وبكل وضوح- إلاّ عن طريق تلاقي التشكيلات التنظيمية الحالية تحت مسميات متعددة، من هيئات ولجان ومجالس وتنسيقيات وكتائب على أرضية مشتركة، وقواسم مشتركة، وأعمال ميدانية مشتركة، ورؤى سياسية مشتركة، ومواقف علنية مشتركة، وأهداف وثوابت وخطوط حمراء مشتركة.

لقد ترك الثوار الساحة السياسية للسياسيين شهورا عديدة.. وتكاد تصبح الثورة بعد 14 شهرا من العطاء البطولي ضحية للسياسة والسياسيين.. على مختلف المستويات، وبمشاركة مختلف الجهات والقوى الإقليمية والدولية. أما آن الأوان إذن أن تضع الثورة أقدام الأحرار وما يقدّمون من تضحيات بطولية تاريخية غير مسبوقة، على طريق الانتصار، وأن يؤمّن قادة الثوار الأحرار شرط الانتصار الأول:

- بالتلاقي دون شروط، على مبدأ: الثورة شعبية والشعب قائدها..

- وتثبيت حقيقة أن التنظيمات الثورية جميعها وسائل خاضعة للإرادة الشعبية..

- وصياغة مشتركة لميثاق الثورة انطلاقا من الرؤى السياسية المتماثلة والمتشابهة والمتقاربة، المثبتة في وثائق التنظيمات الثورية نفسها..

- ووضع مخطط مشترك بفعاليات متكاملة ومرتبطة زمنيا ببعضها بعضا، لاستمرارية الثورة الشعبية حتى إسقاط أوّل رأس وآخر بيدق من العصابات المتسلّطة..

- والتوافق على المبادئ المشتركة وقواعد التعامل المتوافقة مع ما هو حق معروف في تطلّعات جميع المكوّنات الشعبية، والملزمة لجميع المكوّنات الثورية والسياسية في الفترة الانتقالية..

- وتحديد المعالم الكبرى لترسيخ دعائم الدولة وبناء الوطن وصناعة المستقبل وفق أهداف الثورة القريبة والبعيدة..

لم يعد مسار الثورة، ولم تعد الأخطار المحيقة بالثورة، ولم تعد التضحيات المتوالية على درب الثورة، تحتمل مزيد من الكلام.. ولا أيّ صنف من الأعذار.. ولا أيّ تباطؤ في تأمين شروط الانتصار..

يا قادة الثوار.. إن مصداقية قياداتكم جميعا رهن بوحدة الصف.. عندما تطالبون السياسيين بالانقياد إلى "كلمة الثورة".. وليس إلى "كلمات" متعددة من جانب جهات متعددة باسم الثورة!.

يا قادة الثوار.. لقد عبّرتم عن إخلاصكم بتقدّم الصفوف.. فوحّدوا صفوفكم!.

يا قادة الثوار.. لقد عبّرتم عن طاقاتكم باستمرارية الثورة.. فلا تفلتوا حبل الاستمرارية في هذه المرحلة المصيرية!.

يا قادة الثوار.. لقد عبّرتم عن طاقات الإبداع لديكم بمواجهة أعتى إجرام همجي وعدم الانصياع لأيّ مخطط لاختطاف الثورة من بين أيدي الثوار.. فلتكونوا يدا واحدة في متابعة الطريق فقد أصبح ذلك شرطا لا غنى عنه لمتابعة الطريق!.

======================

الكرامة الإنسانية قرينة الحرية الشخصية

الدكتور عادل عامر

لا تجعل الإنسان عبداً لهواه، تستعبده اللذة، أسيراً لها يجري تحت إرادتها أينما توجهه سار خلفها. لأنه لو أطلقها من كل قيد وضابط، ستكون الحرية بهذا الشكل أقرب ما تكون إلى الفوضى، التي يثيرها الهوى والشهوة، ومن المعلوم أن الهوى يدمر الإنسان أكثر مما يبنيه، وإنما تمامُ الحرية - لا كمالُها - قد يكون بالمنع أحيانًا؛ فالمريضُ حين يُمنع عن الطعام الذي يضره هو حرٌّ لم يُنْتَقَصْ من حريته فتيلٌ ولا قطميرٌ؛ فذلك المنع إنما هو منعٌ مؤقتٌ؛ لتسلم له بعد ذلك حريتُه في تناول ما يشاء من الأغذية.والمجرمُ تُحَدُّ حريتُه مؤقتًا؛ ليعرف كيف يستعمل حريته بعد ذلك في إطار كريم، لا يؤذي نفسه، ولا يؤذي الآخرين.ثم إن الإنسانَ مدنيٌّ بطبعه؛ فلا يعيش وحده، وإنما يعيش في مجتمعٍ متماسك يؤذيه كلُّه ما يؤذي بعضَه، ومن هنا كانت الحريّةُ المطلقةُ فوضى.وفي الفوضى التي يعبر عنها الناسُ بالحرية الشخصية عبوديةٌ ذليلةٌ لمن هو مثلُك، أو دونك من قيم الحياة المادية؛ فحين تستولي على الإنسان عادة الانطلاق وراء كلِّ لذةٍ، والانفلاتِ من كلِّ قيد يكون قد استعبدته اللذةُ على أوسع مدى، فيصبح أسيرًا لها مُكَبَّلًا في أغلالها، لا يجري في الحياة إلا لأجلها، ولا يعمل إلا وَفْقَ ما تريد؛ فهذه الحريةُ التي تنقلب إلى عبودية أهونُ ما في الحياة من قيمة ومعنى. ولئن كانت قيمةُ الإنسان بمقدار ما يناله من لذائذه، فإن الحيوانَ أكثرُ منه قيمة، وأعلى قدرًا.وحين ينطلق الإنسانُ وراء فتاةٍ يهواها، أو وراءَ الغانيات يشبع بهن لذائذَه، أيستطيع أن يزعم أنه حرٌّ من سلطانهن؟ !! أو تراه أسيرَ اللحظات، رهنَ الإشارةِ، شاردَ اللبِّ، مُعَنّى القلبِ أقصى أمانيه في الحياة بسمة من حبيبٍ هاجرٍ، أو وصال من جسم ممتنع؟ ! أيةُ عبوديةٍ أذلُّ من هذه العبودية، وهو لا يملك زِمامَ نفسِه، ولا حريّةَ قلبِه؛ فلا يتحكَّم في حبه ولا بغضه، ولا رضاه، ولا غضبه؟ ! (انظر: أحكام الصيام وفلسفته:مصطفي السباعي:54 وما بعدها) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"فإنَّ أسْرَ القلبِ أعظمُ من أسر البدن، واستعبادَ القلب أعظمُ من استعباد البدن؛ فإن مَن استُعْبِد بدنُه، واستُرِقّ وأُسِر لا يبالي إذا كانَ قلبُه مستريحًا من ذلك مطمئنًّا، بل يمكنه الاحتيالُ في الخلاص؛ وأما إذا كان القلب - الذي هو مَلِك الجسم - رقيقًا مستعبدًا متيَّمًا لغير الله؛ فهذا هو الذلُّ، والأسرُ المَحْضُ، والعبوديةُ الذليلة لما استعْبَدَ القلبَ. وعبوديةُ القلب، وأسرُه هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب؛ فإن المسلمَ لو أسره كافرٌ أو استرقّه فاجرٌ بغير حق؛ لم يضرَّه ذلك إذا كان قائمًا بما يقدر عليه من الواجبات، ومن استُعْبِد بحق إذا أدّى حقَّ الله وحقَّ مواليه فله أجران، ولو أُكره على التكلّم بالكفر وقلبه مطمئن بالإيمان لم يضرَّه ذلك. حرية التملك: ويقصد بالتملك حيازة الإنسان للشيء وامتلاكه له، وقدرته على التصرف فيه، وانتفاعه به عند انتقاء الموانع الشرعية.

وقد أعطى الإسلام للفرد حق التملك، وجعله قاعدة أساسية للاقتصاد الإسلامي، ورتب على هذا الحق نتائجه الطبيعية في حفظه لصاحبه، وصيانته له عن النهب والسرقة، والاختلاس ونحوه، ووضع عقوبات رادعة لمن اعتدى عليه، ضماناً له لهذا الحق، ودفعاً لما يتهدد الفرد في حقه المشروع.. وهذه الحرية لا فرق فيها بين الرجل والمرأة، قال الله تعالى: }للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن{.

كما أن الإسلام رتب على هذا الحق أيضا نتائجه الأخرى، وهي حرية التصرف فيه بالبيع أو الشراء والإجارة والرهن والهبة والوصية وغيرها من أنواع التصرف المباح.

غير أن الإسلام لم يترك (التملك الفردي) مطلقاً من غير قيد، ولكنه وضع له قيوداً كي لا يصطدم بحقوق الآخرين، كمنع الربا والغش والرشوة والاحتكار، ونحو ذلك، مما يصطدم ويضيع مصلحة الجماعة.

وهناك التملك الجماعي وهو الذي يستحوذ عليه المجتمع البشري الكبير، أو بعض جماعاته، ويكون الانتفاع بآثاره لكل أفراده، ولا يكون انتفاع الفرد به إلا لكونه عضواً في الجماعة، دون أن يكون له اختصاص معين بجزء منه، مثاله: المساجد والمستشفيات العامة والطرق والأنهار والبحار وبيت المال ونحو ذلك.

وما ملك ملكاً عاماً يصرف في المصالح العامة، وليس لحاكم أو نائبه أو أي أحد سواهما أن يستقل به أو يؤثر به أحد ليس له فيه استحقاق بسب مشروع وإنما هو مسئول عن حسن إدارته وتوجيهه التوجيه الصحيح الذي يحقق مصالح الجماعة ويسد حاجاتها.

- حرية العمل: العمل عنصر فعال في كل طرق الكسب التي أباحها الإسلام، وله شرف عظيم باعتباره قوام الحياة؛ ولذلك فإن الإسلام أقر بحق الإنسان فيه في أي ميدان يشاؤه ولم يقيده إلا في نطاق تضاربه مع أهدافه أو تعارضه مع مصلحة الجماعة. أختص الله - عزَّ وجل - النَّوع الإنساني من بين خلقه بأنْ كرَّمه وفضَّلَه وشرَّفه، فلإنسان شأنٌ ليس لسائر المخلوقات؛ فقد خلَقَه البارئُ تعالى بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته؛ إكرامًا واحترامًا، وإظهارًا لفضله، واتَّخذ - سبحانه - من هذا الإنسانِ الخليلَ والكليمَ، والولِيَّ والخواصَّ والأحبار، وجعله مَعْدِنَ أسراره، ومَحلَّ حكمته، وموضِعَ مثوبته.

وهذه الورقة ما هي إلاَّ بيان لبعضِ مكرمات الله تعالى لِهذا الإنسان، والتي يُمكن استخلاصها من القرآن الكريم على النَّحو التالي:

أولاً: تكريم الذات:

إنَّ تكريم الإنسان في القرآن هو تكريم لِذَاته الإنسانية: وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ [التغابن: 3]، وتكريمٌ لِدَوره في إعمار الأرض: هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا [هود: 61]، فهذا التَّكريم هو اسم جامعٌ لكلِّ الخَيْر والشَّرَف والفضائل[1].

ثانيًا: الإيجاد:

من إكرام الله للإنسان أنْ أوجَدَه بعدما لم يكن شيئًا مذكورًا، ولا يُعرف له أثر؛ قال - عزَّ وجلَّ -: هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا [الإنسان: 1]، والمعنى أنه كان جسَدًا مصوَّرًا، ترابًا وطينًا، لا يُذْكَر ولا يُعرَف، ولا يُدْرَى ما اسْمُه؟ ولا ما يُراد به، ثُمَّ نَفَخ فيه الرُّوح فصار مذكورًا، وقال يحيى بن سلام: لم يكن شيئًا مذكورًا في الخَلْق، وإن كان عند الله شيئًا مذكورًا[2].

ثالثًا: خِلْقتُه على الفطرة:

من كرامة الإنسان أنْ خلَقَه الله مَجْبولاً على الإيمان؛ قال سبحانه: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [الروم: 30]، ومعناه: أنَّه تعالى ساوى بين خلْقِه كلِّهم في الفطرة على الجبِلَّة المستقيمة، لا يُولَد أحدٌ إلاَّ على ذلك، ولا تَفاوُتَ بين الناس في ذلك[3].

وزيادةً في تكريم الذَّات الإنسانية فإنَّ الإيمان بالله لا يكون وراثيًّا، كما لا يكون منَّةً ولا أمرًا مفروضًا, ولكن يكون بفِعْل إرادة فرديَّة حُرَّة، وهداية ربَّانيَّة نورانيَّة: وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ [الكهف: 29]، لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ [البقرة: 256]، يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ [النور: 35].

ولتأكيد على الحُرِّية الإنسانيَّة التكريمية تَرِد في القرآن الكريم آياتٌ عديدة تُذَكِّر النبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بِحُدوده الدَّعَوية، ومن هذه الآيات:

مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا [النساء: 80].

قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ [الأنعام: 104].

فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ [الزمر: 41].

فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ [الغاشية: 21 - 23].

رابعًا: الخلافة وإعمار الأرض:

تعكس خلافة الإنسان في الأرض أسْمَى مراتب التَّكريم الإِلَهي؛ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ [البقرة: 30].

تعني الحرية أن تكون للإنسان الخيرة في أن يفعل ما يريد بشرط عدم الإضرار بالآخرين. أما الحرية الشخصية فيختلف مدلولها بحسب العلم. أن تحديد مدلول الحرية الشخصية في نظر القانون قد أثار بعض الصعوبات، إذ تعددت مدلولاتها بحسب الوجهة التي تتجه صوبها مواقف الفقهاء وخطة التشريعات.

حدود الحرية الشخصية كما حددها حديث رسولنا الكريم عَنِ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:

 [ مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ, وَالوَاقِعِ فِيهَا, كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُم أَعْلاهَا وَأَصَابَ بَعْضُهُم أَسْفَلَهَا, فَكَانَ الذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فََوقَهُم فَآذَوهُم, فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقاً وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا, فِإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً, وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعاً]. رواه البخاري والترمذي

=======================

السقوط

فراس حج محمد/فلسطين

سقط الورق

وترنحت شجرة

ونامت على شفتي عبارات الودق

والريح تغزل خيطها لتشمَّ ريحا قادمة

تحبو إلى جهة،

تبادل عرسها الأرواح

سبحت،

ونامت ،

وارتمت،

وتناوحت،

واستيقظت،

فإذا الشفاه تنوء بالأحمال من معنى الحدق

****

سقط الورق

هذا الشتاء المخملي الناعم الساكتْ

تودعه عبارات المطر

وتوقظ فيه إحساس المرارة للرعود

وللخطر

هذا الشتاء يدفئ الأحزانَ،

ينشرها جفافا،

وتندبها السماء الساخرة؛

لا دمع في المؤق،

لا دمع في الغيم الرقيق ولا غرقْ

******

سقط الورق

أشجار حقلتنا تصيحْ

شلَّحها الحَرُور لباسها

جلست لكي تستقبل الأحلام،

تغسلها،

وتحجرت في جذره لغة

وغامت في حنين النفس

تبكي لسوأتها المطر

والشمس أمنت الخروج،

فلا غياب و لا قلقْ

****

سقط الورق

نامت على لغتي لغاتْ

وتكونت صور لصورتها الغريبةْ

وتراكضت معانيها لتبحث

عن سماء آخِرة

لكنها....

وجدت عيون النجم تندب حظها

في كل يوم غائم بالشمس،

يلطم خدها حر الشفقْ!!

****

سقط الورق

سقط الكلام على الورق

وسقطنَ في ليل النهار.

وتلَوْنَ في صدر اللغات كلامنا

والبدر والشجر الحزين

والإنس والحيوان قد غرقوا       

في وحل أرتال النسقْ

****

سقط الورق

وتدثرت تلك الدروب بعجزها

تبغي انتظار الشوق،

لا عين الحُرَقْ

****

سقطت عيون في الشرك

سقط التحلي بالمطر

سقط القمر

من بعد أن سقط الورق

سقط الورق

سقط الورق.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ