ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 10/05/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

نقلة نوعية في الديمقراطية لم تعرفها سورية من قبل

محمد فاروق الإمام

من المفارقات أن تجري الانتخابات الرئاسية في فرنسا مع الانتخابات التشريعية المسرحية في سورية، ففي الانتخابات الفرنسية كانت الصورة وردية، حيث هزم الرئيس الفرنسي اليميني نيكولا ساركوزي أمام متحديه الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي حصل على 51،8% من أصوات الناخبين، وخاطب الرئيس المهزوم ساركوزي أنصاره في باريس قائلا: "بات لفرنسا رئيس جمهورية جديد، إنه خيار ديمقراطي وجمهوري. فرنسوا هولاند هو الرئيس الجديد لفرنسا ويجب احترامه". وأضاف "تحدثت إليه لتوي عبر الهاتف، أتمنى له التوفيق في ظل التحديات". وتابع ساركوزي "أتحمل كامل المسؤولية عن هذه الهزيمة لست شخصاً لا يتحمل مسؤولياته".

ومن السخريات المضحكة أن الإعلام السوري المقروء والمسموع والمرئي احتفل مع أنصار الفائز فرانسوا هولاند معتبراً فوزه نصر للنظام في سورية، فقد أشادت جريدة الوطن شبه الرسمية لتفتتاحيتها بفوز هولاند بعد أن ألقى الفرنسيون بساركوزي ووزير خارجيته الان جوبيه إلى "مزبله التاريخ" على حد تعبيرها المخزي!!

أما الانتخابات التشريعية في سورية فهي تجري في أجواء رعيبة مصحوبة بشلالات من الدماء وبحار من الدموع، تذرفها عيون الأرامل والثكالى.. تذرفها مآقي الأيتام والمشردين والنازحين والمهجرين، تبكي من فقدوهم أو من فارقوهم أو من اعتقلوا من أقربائهم وأبنائهم وآبائهم وإخوانهم.. تجري هذه الانتخابات المسرحية على وقع دوي القنابل وهي تدمر المدن والبلدات والقرى.. تجري هذه الانتخابات وعلى وقع أزيز الرصاص الذي يحصد الناس على غير هدى ودون تمييز بين شيخ وامرأة وطفل وصبية ورجل، وتستهدف كل ما يدب على الأرض من وسائل نقل أو حيوانات أو طيور، فكلها أهداف مباحة للنظام السادي الذي يحكم دمشق.

عام 1998 كتبت مقالاً بمناسبة الاستفتاء على ولاية السيد الرئيس الراحل حافظ الأسد تحت عنوان (أما آن لهذه المسرحية أن تنتهي؟!)، لأنها بالفعل كانت مسرحية ممجوجة مكررة ملّها الناس وسئم تكرارها، وكان الناس يساقون مكرهين للعب فصولها الباهتة بعد كل أربع سنوات، ليجددوا للرئيس العهد بالولاء له مرددين (حافظ الأسد إلى الأبد)، وكم كانت مثل هذه التمثيليات تضيف من أعباء باهظة على ميزانية الدولة المنهكة أصلاً، في الوقت الذي كان فيه الناس أحوج ما يكونون إلى هذه الأموال المهدرة في مثل هذه المسرحيات لتحسين أوضاعهم المعيشية والتخفيف من الضرائب التي كانت تزيد من فاقتهم وفقرهم، أو في تحسين بنيتهم التحتية أو رعايتهم الصحية أو مستويات أبنائهم التعليمية.

وفي عام 2011 وبعد بدء الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالحرية والديمقراطية والدولة المدنية، والقمع الهمجي الذي قابلت به الأجهزة الأمنية هؤلاء المحتجين السلميين، واستماع الناس لخطاب السيد الرئيس بشار الأسد التهريجي الذي ألقاه فيما يسميه النظام ب(مجلس الشعب) وصم آذان مستمعيه بهتافات وتصفيق أعضاء هذا المجلس التي قاطعت خطابه أكثر من أربعين مرة، والضحكة البلهاء التي أخرجت السيد الرئيس عن هيبته وجعلته يصفق زهواً بما قيل فيه حينها من أعضاء المجلس، الذين كان جلهم قد تجاوز الستين من العمر وهو لا يصدق أن في شخصه تتجمع كل هذه الصفات التي قيلت فيه، وراح كالطاووس يتطاول ويقصر ويرجع ويتقدم ونواجزه تكاد تخرج من فمه وهو يضحك، في حينها كتبت مقالاً تحت عنوان (مجلس شعب أم مجلس تهريج) قلت فيه: "أعتذر للقارئ إن قلت أن مجلس الشعب في سورية ما هو إلا مجلس تهريج يعين أعضاؤه من قبل أجهزة الأمن، في مسرحية انتخابية هزلية، بحسب درجة الخنوع والولاء وطول الانحناء، ولعل ما قاله أحدهم بحق الرئيس في ذلك اليوم (الوطن العربي قليل عليك فأنت تستحق قيادة العالم) يؤكد على أن أعضاء هذا المجلس الذين تجاوزوا سن الكهولة إلى حالة من الخرف وفقدان التوازن وعدم التمييز، لدرجة أنك لا تجد من بينهم رجل رشيد يختلف مع كل هؤلاء الذين تجاوزهم الدهر وصاروا دماً شمعية تستحق أن تقام لهم قاعة عرض أراجوزي تحكي عصر الحكواتي التي باتت جزءاً من تراث الشام المندثر!!".

واليوم تتحقق مقولة السيد وليد المعلم بأن سورية ستشهد نقلة ديمقراطية نوعية فريدة من نوعها لا توجد في أي بلد آخر، وكانت هذه النقلة النوعية التي بشرنا بها السيد المعلم هي الانتقال من انتخاب مجلس شعب تهريجي إلى انتخاب مجلس شعب تشبيحي في غياب 70% من المواطنين بين مضربين ومهجرين ومفقودين وجرحى ومستشهدين، وكل هذا لا يهم في نظر أهل الحكم في دمشق.. المهم أن تجري الانتخابات وهي من ضمن الإصلاحات التي وعد بها السيد الرئيس وحدد زمانها ومكانها وأعداد المصوتين عليها وشخوص الفائزين بها، والنموذج الشبيح شريف شحادة الذي قد يُختار ليكون رئيساً لهذا المجلس وهو الأجدر والأحق في رئاسته، فمن غيره كان يجرؤ على الخروج على القنوات الفضائية ليسوّق كذب وافتراءات وفبركات وجرائم النظام، ويبرئه من دم الآلاف من الشهداء الذين سقطوا على يد أمن النظام وجيشه وشبيحته.

سورية ستستقبل بعد أيام 250 عضو شبيح يجلسون على مقاعد مجلس الشعب ينبحون بصوت واحد رافعين بأيديهم السكاكين والسواطير والعصي الكهربائية والكلاشنكوف عند استقبالهم السيد الرئيس، الذي سيحضر ولا شك مراسيم الاحتفال بافتتاح الجلسة الأولى لهذا المجلس، يصدحون بصوت واحد: (شبيحة للأبد لأجل عيونك يا أسد).

==========================

نور الحرية

في الثورة السورية المباركة 15-03-2011

الدكتور عثمان قدري مكانسي

فـي  آذار الخير iiتوالتْ      مـن رَحِمِ بلادي iiالأنباءْ
ثار  الشعب وهبّ iiينادى      لـسنا خـوَلاً أو iiدهماءْ
أحـرارٌ أهـلي iiورجالي      ونـسائي  يُـنجبنَ iiإباءْ
تـاريخي  نبراس iiضياء      وفـعالي يـنبوع iiثـناءْ
قد  صبر الأحرار iiطويلاً      ثـم  انطلقوا فجْرَ iiدماءْ
لـن نـرضى ذلاً iiيكوينا      فـالذل  إسـارٌ iiودنـاءْ
وهـوانٌ  يـلسعنا قهراً      يـأباه  الأشـرافُ iiرداءْ
والشعب  سيسقط iiظالِمَهُ      ويـقطُّ رؤوسـاً iiرعناءْ
ويـحطّم أصناماً iiسفهتْ      سـلبتْ نهبَتْ كانت iiداءْ
ساءتْ  ضلّتْ آذتْ iiقتلَتْ      كـانت مـستنقعَ iiأدواءْ
واهـتزتْ سوريةُ iiطوداً      شـعّ مـناراتٍ iiعـلياءْ
يعلن وحدةَ شعبٍ iiأرسى      أُسَّ  دعـائمه iiالـشمّاءْ
يبني الصرح بعزمِ iiشبابٍ      وبـأيدٍ طُـهْرٍ iiمـعطاءْ
يـنشد (إنا شعبٌ iiواحدْ)      يـصدحُ في كلِّ iiالأرجاءْ
وإذا الشعب تماهى جمعاً      فـالنصر  مهادٌ iiوغطاءْ

========================

نتنياهو وحسابات البقاء

د. مصطفى يوسف اللداوي

مخطئ من ظن أن بنيامين نتنياهو المسكون بالسلطة، والموهوم بالإعلام والأضواء والشهرة، والحالم بأن يكون ملكاً جديداً لإسرائيل، يربط الجديد بالقديم والحاضر بالماضي، ويستعيد أمجاد ملوك إسرائيل القدامى، الذين يتغنى بهم هو وشعبه، ويعيش على أمجادهم، ويتمسك بتراثهم، ويدعي الحق على أنقاضهم، ويبني مجده على أساطير هيكلهم، أنه سيتخلى عن السلطة، أو أنه سيغامر بموقعه السياسي بانتخاباتٍ مبكرة، قد لا تكون لصالحه، وقد لا تعيده وحزبه إلى سدة رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وقد تفقده منصبه إلى الأبد، إذ قد تفض الناخبين والمؤيدين من حوله ليصطفوا حول غيره.

بنيامين نتنياهو لا ينسى أبداً الانتخابات المبكرة التي دعا إليها رئيس الحكومة الإسرائيلية بالنيابة شيمعون بيريز في العام 1996، إثر اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق اسحق رابين، فقد ظن بيريز أنه الأقوى وحزبه في تلك المرحلة، واعتقد أنه سيجني ثمار اغتيال سلفه في زعامة حزب العمل، وأن الجمهور الإسرائيلي سيتعاطف مع الحزب وفقيده، وسيصوت لصالح حزب العمل الذي ينتميان إليه، ولكن النتائج كانت لبيريز وحزبه مخيبة للآمال، فقد اختار الناخب الإسرائيلي حزب الليكود، وجاء بنتنياهو رئيساً للحكومة الإسرائيلية.

ومنذ ذلك اليوم فإن نتنياهو يحلم ألا يتنازل عن هذا المنصب لأي أحد، وألا يترك هذا الموقع لأي سبب، وألا يفرط فيه أمام أي هزةٍ سياسية، أو تحدٍ داخلي أو خارجي، وأخذ يبني كل سياساته التي تبقيه على رأس السلطة، وتحالفاته الحزبية وصداقاته الشخصية التي تقوم على خدمة هذا الهدف وتضمن استمراره وبقاءه، ورغم أنه فقد منصبه مرتين، إلا أن الظروف بعد ذلك خدمته وساعدته الأقدار، فغيب المرض والغيبوبة الدائمة منافسه الأقوى وصديقه اللدود أرئيل شارون، فأبعدته عن السياسة، وأخلت الطريق أمام نتنياهو لينافس خلفاءه الأضعف، وقادة حزبه المهزوزين المترددين، إذ أضعفت السياسة والمنافسات الحزبية الداخلية منافسته تسيفني ليفني زعيمة حزب كاديما المنافس ومزقت حزبها، ومن قبل أسقطت أيهود اولمرت رئيس الحكومة وزعيم كاديما السابق.

أبقت السياسة ومنافساتها لنتنياهو رجلين يدركان ضعفهما، ويعرفان قدرهما، ويسعيان للحفاظ على وظائفهما، أولهما أيهود باراك الباحث عن دور، والحريص على منصب، والمتمسك بوزارة الدفاع، والثاني ممقوتٌ سياسياً، ومكروهٌ دبلوماسياً، لا يحسن التصرف، ولا يتقن التعبير، ولكنهما شكلا بالنسبة له حصانين رابحين، امتطاهما وأحسن ركوبهما ليبقى هو وحده على صهوة جواده، رئيساً للحكومة الإسرائيلية، وزعيماً غير منافس لحزب الليكود.

يخطئ من يظن أن بنيامين نتنياهو يستطيع أن يضع مصيره ومستقبله السياسي رهينةً في يد شعبه قبل الاستحقاق التشريعي الذي يلزمه بالتخلي، ويجبره على القبول بالتنحي مؤقتاً، إلى حين إتمام الانتخابات، وظهور النتائج، وبداية موسم تحالف جديد، قد تعيده إلى السلطة وقد لا تنجح في إعادته، خاصةً أن المتغيرات السياسية الإقليمية والدولية سريعة، وهي جميعها تلعب دوراً في تشكيل عقل الناخب الإسرائيلي، وتساهم بدرجة كبيرة في تحديد الأفق السياسي عبر ورقة التصويت التي يسقطها الناخبون في صناديق الانتخابات التشريعية.

 أما سارة التي اعتادت أن تكون زوجة رئيس الحكومة الإسرائيلية، وتتصرف في مكتبه كأنها سيدة أولى في أي بلاطٍ ملكي أو أميري أو رئاسي، وقد اعتادت أن تكون لها طقوسها وعاداتها وتصرفاتها الرئاسية، فهي لا تقبل لزوجها الذي يشهد الإسرائيليون أن لها سطوةً عليه، وأنها تؤثر في قراره، وتشاركه في أعماله ومهامه، ولكنها وهي تتمسك بامتيازاتها وبحظوتها في المجتمع الإسرائيلي وغيره، قد تعلمت من درسها السابق ألا تحرج زوجها بهديةٍ أو واسطة، وأن تتعامل مع كل شئ حولها بذكاءٍ ودهاء، فهي اليوم أكثر من زوجها تمسكاً برئاسة الحكومة الإسرائيلية، بل لعل حساباتها أكثر من حساباته، وخطواتها محسوبة ومعدودة ومنظمة أكثر مما يتوقعه منافسو زوجها، والمتربصون به، والعاملون على سقوطه أو رحيله.

أربعة عشر شهراً كان سيفقدها بنيامين نتنياهو من أطول ولايةٍ له في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، ولكنه ما كاد يعلن عن استعداده للتخلي عنها حتى عاد وأكد أنه باقٍ في منصبه، وأنه سيعزز مركزه بأضخمِ تحالفٍ سياسي في تاريخ الدولة العبرية، إذ سيفوق عدد أعضاء الكنيست المؤيدين لإتلافه الجديد أكثر من تسعين نائباً، وهو ما لم تتمتع به أي حكومةٍ إسرائيليةٍ يمينيةٍ أو يساريةٍ سابقة، بما يؤكد أنه باقٍ في منصبه ليعزز وجوده للمرحلة القادمة، التي ستكون حكماً دون تصويتٍ في الكنيست بعد أربعة عشر شهراً، حيث ستجري الانتخابات في موعدها الرسمي دون تقديمٍ أو تأخير.

لعل نتنياهو الذي أعلن أنه سيجري انتخاباتٍ مبكرة ليتخلص من بعض الأحزاب اليمينية والدينية المتشددة، التي تعيق حركته وتكبل سياسته، مما يتيح له حرية مناورة أكبر، وقدرة على الحركة أوسع، قد غدا بقراره الاستدراكي الذي تراجع فيه عن قراره المغامر الأول، رئيس حكومةٍ وطنيةٍ إسرائيليةٍ هي الأوسع، وقد تكون هي الأقوى في تاريخ كيانهم الصهيوني.

هذه الحكومة سيكون من مهامها مواجهة الخطر النووي الإيراني الداهم، واستدراك الانهيار السريع في السلطة الفلسطينية، وتهاوي مسار المفاوضات الثنائية، وانعدام الأفق السياسي، وتراجع فرص التقدم في مسيرة السلام، في ظل الصعود القومي والإسلامي ضمن الربيع العربي العام، بما يهدد المصالح الإسرائيلية، ويقض مضاجع قادتها وحكامها، وفي ظل الاستعداد للانتخابات الرئاسية الأمريكية مطلع العام الجديد، والتي سيكون لنتائجها أبلغ الأثر على السياسة الإسرائيلية، فالكيان الإسرائيلي وإن كان مطمئناً إلى بارك أوباما وحزبه الديمقراطي في دورته الأولى، ولن يقلق كثيراً إن نجح في دورته الثانية والأخيرة، إلا أن الكيان الإسرائيلي بحاجةٍ إلى الجمهوريين في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ كيانهم القصير، فهم القادرين على المغامرة، والمستعدين دوماً لفداء إسرائيل، والتضحية من أجلها، وخوض أي حربٍ استباقية للدفاع عنها.

لعل هذه الحكومة الإسرائيلية التي تستند إلى قاعدة برلمانية كبيرة، تكاد تكون حكومة عسكرية بأقطابها العسكريين المشكلين لإتلافها، موفاز وبارك ورئيس الأركان، بما يجعلهم أركان حربٍ لمعركةٍ حقيقية قد تتراءى في الأفق البعيد أو القريب، ويبدو أنهم مؤهلين ومستعدين للإبقاء على رأس تحالفهم ورئيس حكومتهم، الذي لا يناور إلا ليبقى، ولا يفاوض إلا ليحافظ على منصبه، ولا يحالف إلا ليكون هو الأقوى.

moustafa.leddawi@gmail.com

=====================

لو كان بابلو اسكوبار حياً لخجل من أفعال بشار الأسد

المهندس هشام نجار

المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده ، عضو في المجلس الإقليمي لمناهضة العنف والإرهاب وتعزيز الحرية وحقوق الإنسان

أعزائي القراء

 ولكن من هو بابلو اسكوبار؟

 ولد هذا الرجل بتاريخ الأول من كانون الأول / ديسمبر ١٩٤٩ في ريونجرو- كولومبيا من دول أمريكا اللاتينيه وتوفي في ٢ كانون الأول / ديسمبر ١٩٩٣ في ميدلين - كولومبيا .كان أكبر تاجر مخدرات في العالم, وقد صنفته مجلة الفوربس كسابع أغنى رجل في العالم , جمع ثروته من بيع المخدرات وغسيل الأموال.وقد ارتبط اسم بابلو اسكوبار طوال سنوات بالعنف والكوكايين، فبعد أن صنع ثورة في تجارة المخدرات، تحول إلى ملكا للكوكا في كولومبيا, وسيطر على إمبراطورية المخدرات عبر التهديد والرعب

 كان بابلو اسكوبار زعيماً للمافيا، فهو مهرب لا يعرف الرحمة، وربما قتل عدداً أكبر من الناس بالمقارنة مع أي مهرب آخر في تاريخ كولومبيا. أي أنه قاتل لا يرحم. وقد تحالف مع مجموعات إرهابية قامت بوضع المتفجرات في الطائرات المدنية... إنه مجرم جماعي بلا جدال.... شاهدوا أعزائي شريط فيديو عن مطاردة بابلو اسكوبار

http://youtu.be/QtnWMEBrP7o

كلفت الحروب الشرسة للحكومة الكولومبية بمساعدة القوات الأمريكية في مواجهة حاشية إسكوبار الشي الكثير، خصوصاً عدد الوفيات الذي بلغ في سنة ١٩٩١ وحدها٧٠٨١ ضحية مدنية، وأكثر من٦٠٠ شرطي وضابط. هكذا ولد بابلو اسكوبار وهكذا مات عرابا للكوكايين وقاتل جماعي.

 ولكن أعزائي القراء لماذا يخجل بابلو من افعال بشار الأسد؟ أليس الإثنان قاتلين محترفين؟..اليس الإثنان صانعين للمجازر الجماعيه؟ ..أليس الإثنان سارقين بطريقة أو أخرى لأموال الناس؟

ومع كل هذا التشابه بالصفات والأفعال إلا أني اجزم أن هناك إختلافاً جينياً بين هذين المخلوقين...إقرأوا معي بقية الحكايه حتى نتعرف عن سبب خجل بابلو من افعال بشار الأسد

 عندما مات بابلو اسكوبار، بكاه أناسٌ كثيرون وذرفوا دموعهم عليه حتى جفت مآقيهم حزنا وتقديراً لما قام به من بناء مساكن للمشردين ومستشفيات للمرضى ومدارس للأميين وكنائس للعباده ورياضاً للأطفال وحساباً بنكياً للفقراء.بينما رئيس المافيا السوريه وعصابته قطعوا الكهرباء عن المستشفيات..وطردوا الأطباء وعينوا بدلاً عنهم شبيحه لمطاردة اي جريح يدخل أي مستشفى في الوطن..وحولوا المدارس ورياض الأطفال إلى معتقلات إضافيه بعد ان عجزت سراديبهم من إستيعاب فائض المعتقلين,وإستخدموا الطوابق العلويه من أبنية الجامعات ليقذفوا أبناءنا الطلاب من نوافذها, وتدربوا على مآذن الجوامع قصفاً بالمدفعيه فدمروا ثمانية مآذن تدميراَ كاملاً وخمساً وعشرين مسجداً تدميراً جزئياً ,وهدّموا سبعين بالمائه من مدينة حمص ناهيك عن تدمير مدن أخرى..ونهبوا ودكوا ثمانية الآف محلاً تجارياً ,وإعتقلوا وغيبوا ثمانين ألف معتقل وقتلوا وجرحوا ستين الف مواطناً وهجّروا داخلياً وخارجياً منذ عام فقط مليوناً ونصف طفل وإمرأه ورجل ...اليست هذه الأفعال امراً يدعو بابلو اسكوبار للخجل من أفعال زعيم مافيا سوريا؟

لقد تم تصويرعملية ملاحقة بابلو اسكوبار على شريط فيديو ليراها عشرات الإلوف من المتابعين لقصته. ولكن قريباً اعزائي القراء سيتم تصوير عملية ملاحقة سفاح سوريا ليحتفظ بشريطها ثلاث وعشرون مليون سوري وليسلموه بعدها لأحفادهم درساً لهم مفاده : أياكم ان تسلّموا مصيركم إلى أعدائكم.

مع تحياتي

==============================

الإسلاميون وثورات الربيع العربي

أ .محمد بن سعيد الفطيسي*

azzammohd@hotmail.com

( ان المجتمع العاجز عن التدين هو أيضا عاجز عن الثورة , والبلاد التي تمارس الحماس الثوري تمارس نوعا من المشاعر الدينية الحية , ان كلا من الدين والثورة يولدان في مخاض من الألم والمعاناة ويحتضران في الرخاء والرفاهية والترف ) ......... عن المفكر الإسلامي الراحل , علي عزت بيجوفيتش , رئيس البوسنة والهرسك سابقا .

 بشكل عام تؤكد الكثير من الدراسات والبحوث واستطلاعات الرأي الدولية منها والإقليمية بان عودة التيارات والاتجاهات الدينية في العالمين العربي والغربي كانت نتيجة مباشرة ( لانهيار الأيديولوجيات العلمانية التي أظهرت الأيديولوجيات الدينية من جديد في أواخر القرن العشرين , لكي تؤدي دورا رئيسيا في الصراعات الدولية في بدايات القرن الواحد والعشرين , لان شرعية الايديولوجيا تنبع من استجابة العقل الى حاجات أخرى غير الحاجات العلمية والتقنية .

 - أي – الرد على مطالب تجد مكانها ليس على الساحة العلمية فحسب , وإنما في الساحة الاجتماعية , والسياسية , والثقافية العامة , فكل جماعة بشرية , مجتمعا كان او طبقة , لها رؤية شمولية تدمج فيها جملة إشكاليات نظرية وأخلاقية ورمزية متباينة , وتختلف هذه النظرة وفقا لعصور وأعقاب مختلفة , من اجل تحديد مواقف كبرى من الوجود والعالم , وفي كثير من الأحيان , لا يستطيع العلم ان يقدم لها أجوبة خاصة )

 أما بشكل خاص فقد أثبتت التحولات التاريخية والسياسية التي عصفت بالعالم العربي ولا زالت مع نهاية العقد الأول وبداية العقد الثاني من القرن 21 في ما أطلق عليه بثورات الربيع العربي تلك الرؤية بشكل أوضح , حيث تعد ظاهرة صعود التيارات الإسلامية السياسية ومجموعات الإسلام السياسي بشقيها الراديكالي والبراغماتي , احد أهم وابرز إفرازات نتائج وأثار ما أطلق عليه بثورات الربيع العربي كما سبق واشرنا , ويلاحظ هنا بان نجاح تلك التيارات الدينية في البروز على الساحة السياسية والاجتماعية لدول المنطقة العربية لم يقتصر على الدول التي اجتاحتها الموجة الرئيسية للثورات العربية كتونس ومصر وليبيا , بل امتد حتى لتلك الدول التي لم تتأثر بشكل مباشر بالموجة الأم للثورات الشعبية كالمغرب والجزائر وغيرها من الدول العربية والخليجية على سبيل المثال لا الحصر .

 وما يثير الانتباه والدهشة في هذا الأمر هو تباين الاستقرار والنجاحات التي حققتها تلك التيارات من دولة عربية الى أخرى , فبينما نجح التيار الإسلامي بشكل لاباس به في تحقيق الاستقرار في تونس , نلاحظ استمرار التجاذبات والمشادات والصراعات الحزبية والشعبية بين تلك الأحزاب المنتصرة من الإسلاميين في ليبيا , وبينما وصلت بكل هدوء الى سدة الحكم في المغرب نلاحظها وهي تعيش مرحلة من الفوبيا السياسية والصراع الاجتماعي والسياسي في مصر .

 وهو ما يؤكد لنا انه وبالرغم من اشتراك تلك المجموعات الإسلامية في التوجهات المهمة والأساسية , إلا ان تلك المجموعات كما يؤكد ذلك " جان .إل.اسبوزيتو " وهو باحث في شؤون الشرق الأوسط تختلف من بلد الى آخر , هي شديدة التنوع الأيديولوجي , وتختلف في رؤيتها العامة , على الرغم من ثبات مبادئها الخاصة والأصيلة كالإسلام هو الحل وفكرة إنشاء خلافة او دولة إسلامية .

 ونحن هنا لسنا في صدد دراسة تاريخ الحركات الإسلامية , بل ينصب تركيزنا بوجه خاص على الحالة التاريخية الراهنة والتي تركزت على ارتباط نجاح وصعود تلك الحركات الدينية البراغماتية والرديكالية بثورات ما أطلق عليه بالربيع العربي , والسؤال الذي يطرح نفسه هنا , يدور حول الأسباب والدوافع التي كانت وراء الاختيار الشعبي والجماهيري لتلك التيارات والأحزاب الدينية لتقود وتدير المرحلة التاريخية الراهنة لما بعد مرحلة سقوط الأنظمة السياسية القديمة في العالم العربي , وثورات ما أطلق عليه بالربيع العربي ؟ وهذا السؤال بالطبع يدفعنا الى سؤال رديف آخر , ربما كان هو الأكثر بروز من خلال الأطروحات الثقافية والسياسية التي تداولها إعلام المرحلة التاريخية , - اقصد – أسباب نجاح التيارات الإسلامية واكتساحها للمشهد السياسي العربي الراهن !؟

 

 والحقيقة ان هذه الأسئلة – من وجهة نظرنا الشخصية – لا تحتاج للكثير من الدراسات والبحوث الأكاديمية المتعمقة لمعرفة وفهم حقيقتها , حيث يمكننا اختصار الأسباب التي أدت الى انتصار الأحزاب والتيارات الإسلامية خلال المرحلة الراهنة – من وجهة نظرنا - الى نجاح تلك التيارات الدينية - السياسية في استغلال الحالة التاريخية والحضارية والنفسية والعاطفية والإيديولوجية الجماهيرية الراهنة وحالة الفراغ والفوضى السياسية التي نتجت عن تلك الثورات والتمرد الجماهيري الذي اسقط العديد من أنظمة الحكم في العالم العربي , واستغلال الهوة السحيقة بين الشعوب والأنظمة الحاكمة من جهة , وثقة الجماهير وإيمانها بصدق رؤية تلك الأحزاب الإسلامية في فترة الاضطراب التاريخي من جهة أخرى .

 فمن الواضح كما يؤكد ذلك لوبون في كتاب فلسفة التاريخ بان ( الثورات الاجتماعية بمفهومها المجرد لا تحصل عن طريق التخطيط والعقل – بل وربما لا تحتاج إليه في كثير من الأوقات والأزمان – بل تؤدي العاطفة والحماس الثوري دورا بارزا فيها , لأنها كانت نتيجة تفاعل القوى الاجتماعية التي يحركها بالدرجة الأساسية المصالح – الشخصية والوطنية - , ومع حدوث هذه الثورة تنتهي دورة تاريخية وتبدأ دورة حياتية أخرى مختلفة معها , والسلطة الجديدة تعكس وان كان بصورة نسبية الحالة الجدية التي توصل إليها المجتمع نتيجة التطورات التي حدثت فيها , لذلك على الأقل في البداية لا تحتاج هذه السلطة – الجديدة – الى استخدام القوة لفرض مبادئها , إلا بالقدر الذي يحارب بها النظام القديم , والتي لا تتعدى محاولات الاحتضار , لان رسالتها التاريخية قد انتهت ) .

 - وبمعنى آخر – نجح مفكري ومخططي تلك التيارات وحركات الإسلام السياسي في فهم نقطة ضعف النفسية الجماهيرية والاجتماعية العربية نحو تزايد رصيد الكراهية والحنق تجاه أساليب إدارة الحكم والثروات لتلك الأنظمة السياسية العربية التي لا زالت تنظر إليها الجماهير الغاضبة على أنها أنظمة قمعية وعميلة للغرب والاستعمار , ولا هم لها سوى ملئ بطون وجيوب أتباعها ورعايها , حتى وان كان ذلك على حساب الشعب وقوته ومستقبله .

 فكانت تلك النقطة مدخل أيديولوجي استطاعت تلك التيارات والأحزاب من استغلاله والعزف على وتره مع بعض اللمسات العاطفية والدينية لسحب البساط من تحت تلك الأنظمة القائمة , ( وغالبا ما تقبل أيديولوجيا معينة بسبب عناصر نظرية خاصة تفضي الى مصالحها , - وليس بالضرورة على عناصر أصيلة فيها , وإنما قد ينبثق ذلك الاختيار من مواجهة عرضية ولحظية - فحين تكافح مجموعة فلاحيه فقيرة مثلا ضد مجموعة حضرية استعبدتها ماليا , فقد تتجمع حول عقيدة دينية ترفع من قيم الحياة الزراعية وتلعن الاقتصاد النقدي ونظامه الائتماني بوصفه غير أخلاقي ) .

 لقد كان للوضع النفسي والروحي والحضاري الذي تمر به الأمتين الإسلامية والعربية من تردي أممي وقيادي وتفسخ في الأخلاق وانهيار للقيم والمبادئ والمثل الفاضلة والدينية دور لا يقل أهمية في وصول تلك التيارات الإسلامية وبغض النظر عن توجهاتها الدينية الى سدة الحكم , فكما هو معروف فان اغلب السلطات القائمة تكاد تمر في حالة من التفكك والانهيار الأيديولوجي , او بعبارة أخرى لا تحظى بالقوة الأخلاقية التي تسيطر بها على المجتمع .

 وفي هذا الشأن يرى الروائي السوداني أمير تاج السر أن صعود الإسلاميين للسلطة له ما يبرره بقوله ( هذه الجماعات تنادي بتطبيق مبادئ الدين الحق في مجتمعات معظمها مسلمة ومتدينة ، وهذه المجتمعات تتوق إلى العدالة التي افتقدتها لسنوات طويلة ، ويرون ان مثل هذه الجماعات الإسلامية هي وحدها القادرة على ضمانها ، وثانيا لأن هذه الجماعات لم تأخذ حظها في العمل السياسي من قبل ) ويضيف تاج السر( كانت هذه الجماعة محاربة ومنبوذة بشدة ، وهذا ما أكسبها التعاطف بلا شك.. وشخصيا لا أجد مبررا من الخوف ، لأن وصول الإسلاميين للحكم جاء بالديمقراطية التي نادت بها تلك الشعوب ، وأسقطت بسببها ديكتاتوريات عريقة ، فبما أنهم جاءوا بالديمقراطية فسيستمرون فيها أو ربما يذهبون بها )

 لذلك نرى الناس يعملون على إحياء الجذور الدينية للحصول على دواء لمشاكلهم التي لا تستطيع الدولة القيام بأي شيء تجاهها , وفي الأحوال كافة كما يقول مكيافيللي ( فان احترام العبادة السماوية يكون مصدر العظمة للجمهوريات , وان إهمالها يؤدي الى تدهورها وخرابها , لأنه حيث يوجد الافتقار الى الخوف من الله , تكون المملكة إما قد أصابها الخراب او سيطر عليها الخوف من الأمير , وهو خوف يستعاض به عن الدين ) .

 وهناك من الإشارات والدلائل ما يشير الى إمكانية استمرار تلك التيارات الدينية في البقاء لفترات طويلة على قائمة الأحزاب والتيارات المفضلة لدى شعوب المنطقة لإدارة الحكم خلال الفترة الزمنية القادمة بالرغم مما يقال عن تأكلها نتيجة بعض التجاذبات والتغيير في الأفكار نحو السعي للوصول الى السلطة طالما ظلت تمارس الفعل الديني من خلال تلك الرؤية السياسية الجماهيرية , وطالما استطاعت ان ترسخ ثقة المجتمع بأفكارها , فحالة التفسخ والانحلال والانهيار الأخلاقي الذي تعيشه هذه الأمة يدفع غالبية شعوب المنطقة ذات الأغلبية المسلمة الى الاتجاه نحو هذه الأحزاب والتيارات الدينية نفسيا وروحيا لقيادتها وتغيير أوضاعها حتى تثبت تلك الأحزاب عكس ما اعتقدته شعوب المنطقة فيها وفي أفكارها وتوجهاتها .

 وهو ما يعني بمعنى آخر , فشل العديد من تلك الأنظمة العربية القائمة وعجزها عن استقراء الواقع السياسي والاجتماعي وفهم وتحليل مستقبل الكثير من التغيرات والتحولات التي عصفت بالعالم العربي منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر من العام 2001م وحتى نهاية العقد الأول من القرن 21 , وهو ما أدى بدوره الى عجز تلك الأنظمة في البحث عن أساليب وأيديولوجيات التقرب والتواصل الإنساني الفكري والنفسي مع شعوبها وبالتالي استفحال ظاهرة العداء الشعبي والكراهية لها , والذي نجحت في شحذه وتحفيزه جماهيريا بطريقة او بأخرى , الأمر الذي ساهم في تسهيل وصولها الى الحكم وسدة السلطة في اغلب دول الربيع العربي وربما سيكون ذلك في دول أخرى في العالم العربي خلال الفترة الزمنية القادمة.

 والحقيقة ان تلك النقاط سالفة الذكر بشكل خاص هي ما دفعت الشعوب الى ان - ترى من وجهة نظرها ان الخلاص في تلك التيارات وأفكارها - أي - تلك المجموعات التي وقع اختيار ثقتها عليها في هذه المرحلة التاريخية المضطربة , لقيادة وتحريك وإدارة المرحلة الراهنة من حياة الأمة المتردية في مختلف الجوانب وخصوصا الجانب الثقافي والروحي , كونها تملك ما تحتاجه هذه المرحلة الحضارية وما تحتاجه الجماهير المتعطشة للحرية والعدل والاستقرار .

 فالإنسان المتدين والذي يخاف الله وتشاهده يقوم بواجباته الدينية على أكمل وجه , و– في نظرها – هو الأصلح للمرحلة الإنسانية والتاريخية ووحده القادر على رعايتها وحماية حقوقها وتوفير العدالة والحرية والديموقراطية والكرامة والاستقلال الوطني والإنساني لها , وهي – أي – الأحزاب الدينية من وجهة نظر العديد من شعوب المنطقة كما سبق واشرنا وحدها في ظل وجود هذا الفراغ وندرة الأحزاب والتيارات القريبة من نفسيتها الثقافية والفكرية والنفسية يمكن ان يوفر لها الأمل والسكينة والاستقرار والعدالة الاجتماعية والديموقراطية .

 على العموم ورغم كل تلك النجاحات التاريخية الكبيرة لحركات الإسلام السياسي في العالم العربي خلال المرحلة الراهنة , وبغض النظر عن الأسباب التي أوصلتها الى هذه المكانة , ورغم وضوح فكرة تبني المجتمع والجماهير للرؤية الأيديولوجية والسياسية ولو لفترة مؤقتة لتلك الأحزاب والتيارات الدينية , إلا ان ذلك لا يضمن لها النجاح المطلق او المستقبلي , فبقاءها في السلطة والحكم مرهون بعدد من الشروط الصعبة , ولابد ان تدرك ان المحيط الداخلي والإقليمي والدولي لا زال ينظر إليها بريبة وخوف , وخصوصا في ظل تلك الفسيفساء الواسعة من الثقافات والأيديولوجيات والتيارات والأديان التي تحيط بها , وستكون مسؤولة عن إدارة شؤون حياتها وقوتها وثرواتها ومستقبلها.

 وللأمانة التاريخية فإننا لابد ان نشير الى انه ليس كل الحركات الدينية بالرغم من التأكيد على قاعدة تاريخية اثبت صحتها الى حد بعيد , وهي تقول بان ( أولئك الذين ارادوا الديموقراطية – مهما اختلفت تياراتهم وتوجهاتهم - إنما ارادوا منها وسيلة لزيادة حصتهم في الحكم السياسي , وإضعاف قوة وسلطة أولئك الذين يحكمون فعلا ). لا تهدف كلها على المدى القريب حتى ولو كانت تريد جميعها تجاوز الحداثة , الاستيلاء على السلطة والحكم والتحويل الثوري للمجتمع , او إجبار الناس على اختيار البديل الإسلامي او إنشاء وقيام الدولة الإسلامية بشكل قمعي .

 فبعضها يعمل على تكوين جماعات مؤمنين حقيقيين , وان كنا نؤكد على مشروعية وأحقية نيل تلك التكوينات والأحزاب الدينية نصيبها من تجربة السلطة والحكم في حال اختار الشعب وارتأت الجماهير ذلك , على ان يكون الاختيار مبني على أسس دستورية وقانونية وديمقراطية , كون سلطة الشعب هي السلطة الأعظم والأقوى بحسب ما أثبته التاريخ .

 ومن خلال استقراء اللحظة التاريخية الراهنة , وبنظرة الى مستقبل تلك التيارات والأحزاب الدينية التي وصلت الى سدة الحكم على بعض رقعة الشطرنج العربية , فإننا نؤكد على ان ضمان بقاء تلك التيارات الدينية في العالم العربي سيعتمد خلال المرحلة المستقبلية القادمة على استمرار ثقة الغالبية الجماهيرية فيها وفي أفكارها وتوجهاتها وسياسياتها المستقبلية على ارض الواقع , وخصوصا تلك التي تلامس الحياة اليومية للناس , وكذلك مرهون بمدى قدرتها الأيديولوجية على مواكبة التغيرات الجيوسياسية والجيواستراتيجية الدولية المتسارعة من حولها.

 وبمعنى آخر – فان بقاءها واستمرارها مرهون بالتجربة والتطبيق وبمدى في قدرتها على توليد القوة والطاقة السياسية الجماهيرية المحركة لمسوغات ضمان البقاء والاستمرار والمحافظة على السلطة والقيادة السياسية والاجتماعية والإنسانية في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية خلال المرحلة القادمة , هذا بالإضافة الى أهمية التزامها باستمرار الاعتدال في الرؤية التي تحقق الإجماع الجماهيري على بقاءها في السلطة والتي تتمثل في الابتعاد عن التزمت والتشدد الأيديولوجي والسياسي , وتحقيق ما عجزت عن تحقيقه الأنظمة السابقة من العدل والمساواة والحرية والتكافل الاجتماعي , وإلا فان النتيجة ستكون واحدة ومتقاربة : ذهبت دكتاتوريات ملونة لتحل مكانها أخرى بنفس الألوان .

____________

* باحث في الشؤون السياسية – رئيس تحرير مجلة السياسي

المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية

==============================

العلاقة بين الإعلام والتعليم

الدكتور عادل عامر

من منَّا يستطيع أن يحصي عدد المرات التي دخل فيها إلى بيته ولم يشعر به أحد أو اتصل بالهاتف ولم يرد عليه أحد..؟! فاكتشف أخيراً أن جميع أفراد العائلة متسمّرون أمام شاشة التلفاز؟!من يستطيع أن يثبت بأن (التنشئة الاجتماعية) مسؤولية المدرسة وحدها، بعد أن استولى التلفاز على ما نسبته 80% من الوقت الحر للأطفال، كما تؤكد إحدى الدراسات؟!هل ما زالت نظرية (التنسيق بين الإعلاميين والتربويين) التي طالبت بها ندوة ماذا يريد التربويون من الإعلاميين وماذا يريد الإعلاميون من التربويين قبل (25) عاما؟.. هل ما زالت صالحة لهذا الزمن؟!.. بعد أن وصل عدد محطات التلفزة الفضائية التي تبث 24 ساعة إلى أكثر من0 150 محطة؟!من يستطيع أن ينفي العلاقة بين تزايد نسب الجريمة والسلوكيات الخاطئة وبين ما تبثه بعض القنوات الفضائية حتى أن 25% من حالات الزواج في إحدى المحافظات تنتهي بالطلاق!! بينما وصلت النسبة في منطقة كبرى إلى 38%.- من يستطيع أن يثبت عدم علاقة وسائل الاتصال بتزايد حالات ضعف الهمة وحالات الفتور التي أصابت نسبة كبيرة من الشباب على الرغم من تزايد فرص النجاح أمامهم التي هيأتها الظروف المتقاطعة في ظاهرها والمتآلفة في حقيقتها؟!- لماذا هذا التسابق المحموم من القائمين على بعض القنوات الفضائية.. ما الذي أضافته قنوات الشباب التي تدّعي بأنها موجهة لبناء شباب المستقبل.. إلا شباب إلا هوية لهم.. شباباً مختلطاً بعادات وقيم مخدوشة!!.. كلها تغريب في تغريب وإبعاد نظري وعقلي للعربي المسلم عن واقعه وحضارته؟!- كيف نستطيع أن نحمي أسرنا وأطفالنا من مخاطر الفضاء التي تقدم وجباتها كل يوم في إطار من المتعة المزيفة أو المتوهمة؟!- هل يمكن أن نوجد قنوات تواصل (أصيلة) وليست بديلة، تقدم الثقافة الهادفة، وتستوعب رغبات واهتمامات الجمهور المشاهدين على مختلف أعمارهم ومستوياتهم العلمية؟

 لقد أكّدت إحدى الدراسات أن هناك أكثر من (4000) دراسة محلية وعربية ودولية أجريت في العلاقة بين درجة ونوع المشاهدة وتأثيراتها على المشاهد أكدت معظمها أن هناك علاقة قوية وطردية بين ما يقدم على الشاشات للمشاهد وبين الخلل الذي أصاب كثيراً من القيم والسلوكيات: كالاستهلاك المفرط، وضعف التحصيل الدراسي للطلاب،وانتشار الجريمة، والعنف، وتصدير العادات، وتشويه الصورة، والترويج للقدوات المنحطّة، واستلاب العقل والمنطق، والتفكك الأسري، والأخطار الصحية، وفتور العلاقات الزوجية، وانتشار العلاقات المحرمة، والتمرد على المجتمع، وعدم تحمل المسؤولية،وارتفاع حالات حدوث الطلاق، وعزوف الشباب والفتيات عن الزواج.!! بعد هذا كيف يمكن أن نوجد نوعا من (المصالحة) بين ما يقدّمه الإعلام الفضائي وبين مايطلبه المصلحون التربويون وغيرهم؟!- هل من سبيل لإحياء (المسؤولية الاجتماعية) في ضمائر هؤلاء القائمين على تلك القنوات الخادشة للحياء في كافة أقطار الدنيا.. للتقليل من النظرة التجارية البحتة التي تضرب بالقيم والأعراف عرض الحائط، ولا تعترف بالعهود والمواثيق الإعلامية؟!

- هل نطالب - على المستوى المحلي - وزارتي الإعلام والتربية بإعادة النظر في سياستيهما (الإعلامية والتربوية) لتعبر اعن واقع كما هو دون مثالية حالمة أو متوهّمة؟! ونحن نعلم أن لدينا من القوانين والتشريعات والمواثيق ما تزدحم به الرفوف في كافة المجالات إلا أنها تصطدم بكثير من المنغّصات الواقعية التي لا يلتفت إليها عند قراءة واستشراف المستقبل!! - هل سيتحقق الحلم يوما ما بتطوير مناهجنا الدراسية - في التعليم العام والتعليم العالي - وإعادة تأهيل معلمينا ومعلماتنا للتعاطي مع العصر الحالي بواقعية وعلمية ومهنية تسبر أغوار هذا الواقع الذي ينبئ بمستقبل غامض وخطير؟! ما زال الحلم مستمرا!! فالمدرسة أو الجامعة التي لا مستقبل بعدها لا مبرر لوجودها!! - هل نلقي باللوم على الأسرة لأنها لم تقم بدورها المتوقع لحماية الأبناء من مخاطر المشاهدة غير المنضبطة.. بينما الأسرة نفسها ممثلة في (الوالدين) ضحية لهذا الواقع الذي لا تعرف كيف تتعامل معه لعدم وجود مؤسسات اجتماعية فاعلة تعنى بالتثقيف الأسري عن طريق برامج مدعومة تحدث التغيير المأمول؟!

- هل نطلب من مؤسسات الإنتاج الإعلامي أن تقدّم البديل وهي تصطدم بكثير من العوائق وفي مقدمتها: قلة الدعم الرسمي، وندرة الكفاءات المتخصصة، وعراقيل أيديولوجية معروفة؟! - هل نطالب بإنشاء قنوات أو حتى قناة تعليمية.. بينما نتائج التجارب السابقة عربيا لم تكن مشجعة - وإن بدا لها بعض الجوانب الإيجابية - بينما الحقيقة المرة تقول: إنها متواضعة قياساً إلى حجم الجهود المبذولة!!

هل نقف موقفا رافضاً منكفئاً ومنغلقا أمام الفضاء لأنه لا يحمل سوى السلبيات ونتائجها محكومة بالتبعية المطلقة؟ إن تشخيص الواقع يمثل 50% من الحل.. فإن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة صغيرة كما قيل! حلولاً تعيد شيئا من الترابط والمصداقية بين ما يقدم في المدرسة وما يقدم في الإعلام حتى لا تتسع هوة التناقض!! نريد الإسهام في إعادة شيء من التوازن العاطفي بين أفراد الأسرة المبرمجة تلفازيا!! ونأمل في حلول مشتركة تعيد إلى الأذهان أهمية المحافظة على الوقت المهدر الذي لا يقود إلا إلى مزيد من التراخي في أداء المسؤوليات والكسل الاجتماعي والإخطار المحيطة في كل المجالات: السياسية والوطنية والاقتصادية والعقائدية والصحية، ونطمح إلى خطوات مسئولة للتخفيف من الضغط على ميزانية الأسرة التي فعلت بها (الإعلانات التجارية) الأفاعيل!! ونأمل أن نجد وسيلة لمواجهة الخلل الذي أصاب كثيراً من القيم بعد أن ظهر ما أسميته (المتعة المثالية) التي تترسّخ في لا وعي المشاهد من خلال نماذج متوهمة من: الحب والجنس والعلاقات بين الرجل والمرأة - التي تبدو مسلية ومشتتة للوقت - إلا أن خطرها يفوق ما نشاهده اليوم عبر المحطات الإخبارية من مشاهد العنف والتفجيرات والسيارات المفخخة وقطع الرؤوس وعرض أشلاء الضحايا وصور الموتى في مختلف أشكالها ليلا نهاراً، فهي تثير الكبار وتؤرقهم فضلاً عن الأطفال..

وللأسف الشديد فإن تأثيرات ما يبث في وسائل الإعلام لا تظهر في حينها بشكل مباشر، بل تستقر في أعماق النفس، ومن ثم تظهر على هيئة سلوك ضمن مواقف يتعرض لها الفرد فيما بعد!

إن المجتمع الإسلامي بطبيعته هو مجتمع الدعوة المتجددة والدائمة إلى سبيل الله وإلى دين الله عز وجل. ولم يخل مجتمع إسلامي على مر العصور من الفقهاء والعلماء والدعاة ووسائل التعليم والإعلام بعلوم الإسلام وخلقه وآدابه. وقد كانت الدعوة بدعاتها ووسائلها - هي ركيزة التربية الإسلامية للأجيال المتعاقبة من النشء في كل مجتمع إسلامي حتى عهد قريب. كذلك فإن الدعوة لم تنفصل عن الإعلام في أي من المجتمعات الإسلامية على مر العصور، بل إن الدعوة كانت مصدر الإعلام وركيزته على الدوام، وأصدق الشواهد على ذلك أن المساجد في كل مجتمع إسلامي كانت تمثل مراكز العلم والإعلام والتعليم والتوعية والإرشاد، وقد ظل المسجد يؤدي هذه الرسالة الجليلة على مر القرون وحتى بعد ظهور وسائل الإعلام المتطورة في العصر الحديث، فإن دور المسجد مازال قائمًا في كل مجتمع إسلامي منارة للدعوة والعلم والإرشاد. وحين نعرض للحديث عن موقع الدعوة من الإعلام المعاصر وكيف يجب أن تكون علاقة الإعلام بالدعوة، نبدأ بالقول بأن طبيعة المجتمع الإسلامي تحتم قيام "إعلام إسلامي" على أسس صحيحة ومقومات صريحة. بمعنى أن وجود إعلام غير إسلامي، في المجتمع الإسلامي يمثل تناقضًا كبيرًا تنعكس آثاره السيئة على المجتمع، وخاصة في المجال التربوي والخلقي، ومن ثم على البناء الاجتماعي وهو الأمر الذي أثبتته التجارب في بعض المجتمعات المسلمة التي نقلت عن الإعلام الغربي وفتحت له أبوابها على مصارعيها خلال هذا القرن. وحين يقوم بنيان الإعلام الإسلامي في المجتمع المسلم على أسسه الصحيحة - فإن عملية الإعلام في مجموعها وجزئياتها لابد وأن تستلهم فكر الدعوة وتتآلف مع منهجها، بحيث يصبح العمل الإعلامي نسيجًا إسلاميًّا خالصًا - يسهم في إرساء القيم الإسلامية والخلق الإسلامي ويؤدي دوره في صياغة الفكر العام للمجتمع وفي تربية الأجيال تربية إيمانية صحيحة. وليس من شك في أن وسائل الإعلام وفنونه الحديثة - تستطيع أن تسهم إسهامًا عظيمًا في تطوير وسائل الدعوة وفي نشرها داخل المجتمعات الإسلامية وخارجها.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ