ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 08/05/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

في عيد الشهداء: سورية الأسد إلى متى تغصّ بأعياد الشهداء؟

إبراهيم درويش

وللحرّيّة الحمراءِ بابٌ     بكلّ يدٍ مُضرَّجة يُدقّ

شهداء السادس من أيار 1916م ، الذين قضوا على يد والي سورية التركي وحاكمها العسكري خلال الحرب العالمية الأولى جمال باشا السفاح في كل من دمشق وبيروت، ما عاد الحديث عنهم ذا نفع كبير في هذه الأيام، لا لأن هؤلاء الشهداء لا يستحقون الكتابة عنهم والإشادة بما قدّموا في سبيل بلادهم،ولكن لأن كثيرين وكثيرين قد كتبوا عنهم،وأشادوا ببطولاتهم وجُودهم بأغلى ما يملكون وهو روحهم ودماؤهم،فإن الألسنة كانت وما زالت تلهج بأسمائهم ودَورهم منذ عام 1916م وحتى يومنا هذا.

وقد تحدّدَ عيد الشهداء بالسادس من أيار بسبب إقدام جمال باشا في مثل هذا اليوم (( 6 أيار 1916 ))على إعدام 14 وطنياً سورياً ولبنانياً في ساحة البرج في بيروت و7 في ساحة المرجة بدمشق،بتهمة الاتصال بسفارات دول أجنبية،والعمل على فصل البلاد العربية عن الدولة العثمانية،أي أنّ مجموع مَن أعدمهم السفاح في مثل هذا اليوم قد بلغ نحو واحد وعشرين مواطناً عربياً،لا غير. وقد شكّل استشهادُهم بداية النهاية للوجود التركي في البلاد العربية وإلى الأبد، واشتعال ثورة عربية عارمة شملت البلاد العربية في الجزء الآسيوي كله.

 قلت:لن أتحدث عن تفاصيل ما جرى في مثل هذا اليوم،فقد أعطِي حقه من البحث،وأصبح من الأحداث التاريخية القديمة نسبياً.

 ولكني سأتحدث بشيء من الإيجاز غير المخلِّ عن شهداء سوريين سقطوا بأيدي أناس يُفترض بهم أنهم حُماة الوطن والمواطن لا قتلتُه وسفّاكو دمه،وليت عدد هؤلاء الشهداء توقف عند العشرات أو المئات ،بل حتى عند الآلاف،إذن لكان الخَطبُ هيّنأ،ليرى القارىء الكريم كم من أعياد للشهداء في سورية يجب أن تُخلَّد،وكم من الشهداء الذين قضوا طوال حكم الرفاق على امتداد وطننا الحبيب سورية؟!

 لقد دشّن الرفاق عهدهم الأسود باقتحام مسجد السلطان في حماة خلال الأسبوع الأول من نيسان 1964م،ثم كانت هزيمة الخامس من حزيران،وبطلها المقبور حافظ أسد،الذي أصدر أوامره بالانسحاب الكيفي من القنيطرة والجولان قبل وصول العدو الصهيوني إليهما بثمان وأربعين ساعة انظر على سبيل المثال كتاب سقوط الجولان للضابط مصطفى خليل بريز)،وما ترتّب على هذا القرار،الذي يُعدّ خيانة عظمى بكل المقاييس،يستحق فاعلها محاكمة عسكرية وإعداماً على الفور،ولكنْ بدلاً من ذلك كوفيء بأن مُنح رتبة فريق وعُيّن رئيساً للجمهورية!!!

 لقد ترتّب على قرار أسد الخطير هذا فوضى عارمة في صفوف القوات المسلحة وسقوط آلاف الجنود شهداء،وانكسار نفسية العسكري السوري،وضياع الأرض العربية والسورية...إلخ.

 ألا يستحق هذا اليوم أن يُحدَّد بعيد الشهداء؟وألا يستحق المتسبّبُ بهذه الهزيمة المنكرة الرجمَ في حال حياته وبعد موته؟وقد حصلت مجازر تقشعِرُّ لها الأبدان بين الانقلابيين،خلال الفترة الممتدة بين انقلاب الثامن من آذار وتاريخ تسلّم حافظ أسد لرئاسة الجمهورية أواخر عام 1970م،تارة بين البعثيين والناصريين،وتارة بين الأجنحة المتصارعة في صفوف البعثيين أنفسهم،وتارة ثالثة داخل الجناح الواحد من البعثيين (كما حصل بين الثلاثي الطائفي صلاح جديد ومحمد عمران وحافظ أسد)،وتارة رابعة بين الضباط نتيجة الاتهام بالتخطيط لانقلاب وانقلاب مضادّ،بهدف إبعاد العناصر السنّيّة من الجيش،وهكذا. ألا تستحق هذه الفترة الخصبة والمظلمة من تاريخ سورية الدراسة المعمّقة،وتحديد أيام للشهداء فيها وتخليدها؟

 ثم كانت فترة الاعتقالات والمواجهات العنيفة بين السلطة والشعب،وحقبة الإعدامات بالجملة،أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن العشرين،وكانت فترة الإعدام المقنّن،منذ صدور القانون العار ذي الرقم 49 لعام 1980م وحتى تاريخ كتابة هذه السطور،وما جرى خلال الفترة الواقعة بين هذين التاريخين من مجازر وجرائم قتل فاقت في حجمها مجزرة عيد الشهداء يوم السادس من أيار بآلاف المرات.ويحسن أن نأتي على ذكر أبرزها:

*مجزرة جسر الشغور يوم 10/3/1980م واستشهاد 97مواطناً فيها.

*مجزرة سجن تدمر الصحراوي يوم 27/6/1980م التي راح ضحيتها ما يزيد على ألف ومئة معتقل من خيرة أبناء الوطن.

*مجزرة سوق الأحد في حلب يوم 13/7/1980م التي راح ضحيتها 192مواطناً في السوق الشعبي.

*مجزرة حي المشارقة (أو مقبرة هنانو) في حلب صبيحة عيد الفطر يوم 11/8/1980م التي راح ضحيتها 86مواطناً.

*مجزرة بستان القصر بحلب يوم 12/8/1980م التي راح ضحيتها 35مواطناً.

*مجزرة تدمر النسائية يوم 19/12/1980م التي قام المجرمون خلالها بإعدام 120 امرأة كنّ رهينات عن أبنائهن أو إخوانهن المطلوبين.

*المجازر أو الإعدامات الأسبوعية (وبعضهم قال اليومية ) للسجناء السياسيين في سجن تدمر الصحراوي طوال فترة الثمانينيات والتسعينيات.

*مجازر حماة التي مورست خلال الأعوام 1980 و1981 و1982،ثم توّجت بمجزرة حماة الكبرى في شباط 1982م،وكانت نتائجها مروعة بكل المقاييس وتفوق الخيال،إذ كان تدمير ثلث المدينة على أصحابها واستشهاد وفقدان أكثر من ثلاثين ألفاً من المواطنين وستة وثمانين مسجداً وستّ كنائس و...(ينظر على سبيل المثال كتاب حماة مأساة العصر).

*ما جرى يوم الثاني عشر من آذار عام 2004م في مختلف المناطق الكردية في سورية من قتل لعشرات المواطنين الكرد بدم بارد واعتقال مئات آخرين وتخريب ممتلكات مئات آخرين...

 وإذا كبسنا على الجرح ملحاً كما يقولون وطوينا هذه الصفحات المؤلمة، ولن تطوى، وركزنا على أيامنا هذه، وبالتحديد منذ الخامس عشر من آذار عام2011م فماذا نجد؟

 سنجد باختصار: أنه ما من يوم مضى من عمر الثورة السورية المباركة، وقد بلغ 403أيام، إلا ويسقط عشرات الشهداء من خيرة أبناء الشعب السوري، ويغيب يومياً في غياهب السجون والمعتقلات الأسدية العشرات بل المئات من المناضلين والمجاهدين الأبطال الشرفاء، ويسقط جرحى مضرجين بدمائهم المئات من الذين آثروا الموت على المذلة التي يحياها الشعب السوري على يد هذه العصابة المارقة الدموية المجردة من كل قيم الأرض والسماء، ناهيك عن عشرات الألوف من المفقودين والمشردين في دول العالم أجمع، وكم من بيوت سويت بالأرض على رؤوس أصحابها، وكم من أعراض انتهكت ونساء ترملت، وأمهات فقدت فلذات أكبادها...وما زالت المجزرة مستمرة، وما زالت آلة القتل الأسدية المجنونة تحصد كل يوم المزيد المزيد من أرواح الأبرياء الأطهار، دون أن يلوح في الأفق أي بارقة حل أو صحوة من ضمير أو رادع من أخلاق، سواء من حكام سورية المتعطشين لدماء الشعب هناك، أم من جانب حماة حقوق الإنسان والحيوان والبيئة والحجر والشجر!!

 إننا نسأل ومعنا كل مواطن سوري شريف:ألا تستحق أي ذكرى من هذه الذكريات المرة والأليمة أن تُخلّد وتّعدّ يوماً للشهداء؟ ألا ينطبق على كل يوم سوري في ظل حكم آل أسد ما انطبق على السادس من أيار عام 1916م؟ أم أن حمزة لا بواكي له!!؟؟

 إذن كم من أعياد للشهداء في سورية الأسد؟وإذا كان جمال باشا الغريب عن هذه البلاد بإقدامه على إعدام نحو واحد وعشرين مناضلاً قد استحق لعنة التاريخ والأجيال،فماذا يستحق مَن أقدم على إعدام عشرات الآلاف من مواطنيه بدم بارد وبسادية ووحشية تترفّع عنها وحوش الغابة؟

 ولكن أيها السوريون القابضون على الجمر، المؤمنون أن طريق الحرية يمر فوق قنطرة أجساد الأبرار من أبنائكم، كونوا واثقين بنصر الله لعباده، ولئن أغلق الشرق والغرب أبوابه وصمّوا آذانهم عن سماع استغاثاتكم فإن أبواب رب السماء والأرض قاصم الجبابرة مفتوحة، وقد أقسم سبحانه بعزته وجلاله أن ينصر المظلوم ويمكّنه من رقاب ظالميه ولو بعد حين، ويومئذ تعود للوطن بهجته وابتسامته وحريته، ويفرح المؤمنون بنصر الله.

ويقولون متى هو؟ قل عسى أن يكون قريباً.

========================

السورييون من جمال السفّاح إلى بشار الجزّار

بدرالدين حسن قربي

شهدت ساحتا الشهداء في دمشق وبيروت،إعدام مامجموعه اثنين وثلاثين رجلاً من أحرار الرأي والكلمة في عام 1915 وفي 6 أيار من عام 1916. ومن ثم بات هذا التاريخ يوماً للشهداء جميعاً احتفاءً بهم كل عام، وأُطلق بمناسبته لقب السفّاح على جمال باشا والي الشام، فكان له لقب، وعلى اسمه غلب.

وتتجدد قصة السوريين الثائرين لحريتهم وكرامتهم من أيام جمال السفّاح حيث كانوا بعشرات الشهداء، إلى عهد الأسد الأب وسنينه الثلاثين حيث زاد عددهم على عشرات الآلاف قتلاً وتصفية، ومثلهم منفييون في الأرض، وأمثال أمثالهم من الأبناء والأحفاد. ومنه إلى عهدالابن وريث الجمهورية والعهد، وقد دخلت انتفاضة السوريين شهرها الرابع عشر حيث تجاوز ماهو موثّق الأربعة عشر ألف شهيد، وعشرات الآلاف من المعتقلين، ومثلهم من المفقودين وقرابة مئة ألف من المشردين في سوريا وفي دول الجوار.

ورغم أن المظاهرات والاحتجاجات بدأت بالآحاد، فإن النظام بغبائه وحقده وغروره وتألهه زاد في عددها. ومن ثم فهي في زيادة أسبوعية، حتى أصبحت بالمئات على عكس ظنونه الخائبة، ولا أدل على ذلك من أن الجمعة الماضية بلغ عدد نقاط التظاهر قرابة سبعمائة مظاهرة. والأهم، هو أن السورييون وهم يواجهون بصدورعارية القمع والقتل وسفك الدماء على مدار الساعة من قبل قوات الأمن والحرس الجمهوري وشبيحة النظام تحت مبررات كثيرة واهية ومفبركة تتغير من يوم إلى يوم في ظل نارٍ لحكم متأله فاشي ودموي، باتوا معه يذكرون بالخير أيام جمال باشا السفّاح الذي يبدو صعلوكاً لايستحق الذكر أمام الجزّار القاتل لشعبه بالآلاف، والمحاصر لمدنه وأحيائه ومانع الطعام عنها والماء والدواء.

وعليه، فلئن جعل الواليالسفاح من ساحتين في دمشق وبيروت مسرحاً لتصفية اثنين وثلاثين سورياً، فإن النظام السوري أراد للوطن بكل مدنه وقراه بما فيها مدينة دمشق العاصمة وريفهاأن يكون ساحةً لتصفية معارضيه المطالبين بالحرية والكرامة،وقتل المتظاهرين المسالمين منهم، مما جعلهم يهتفون برحيله وسقوطه وعدم القبول باستمراره على أية حال.ولئن كان السادس من أيار يوماً أسود في تاريخ الوالي الباشا العثماني، فهو في عصر الأسد الأب والابن عهد أسود ملطخ بالعار والجريمة، وموسوم بكل ماهو ضد الإنسانية من جرائم، وهو يسفك دماء شعبه أحراراً وحرائر وأطفالاً، ويرتكب من المجازر مئات أضعاف ما فعله السفّاح الباشا.

إن تضحيات السوريين واستمرار ثورتهم ستُنطق من به خرس، وستُسمع من به صمم ، وسيراها حتى العمي وإن متأخرين . ولسوف تُشهد العالمين أن بشار الأسد بما ارتكب من جرائم ضد الإنسانية بحق السوريين، هو هولاكو العصر وسفّاحه وجزّاره.

الرحمة والرضوان لمن قدّموا ويقدمون أرواحهم قرابين من أجل حرية سليبة، وكرامة مستباحة على امتداد سورية الوطن،في كل مدنها وبلداتها وريفها وقراها، والمجد والعزّ لكل سوري شريف يحمل بين خافقيه شعلة الحرية والكرامة تتوقّد من دمه ودم أهله وأحبائه ناراً تُلهب قلوب المستبدين والجلادين واللصوص والنهابين، وتحرق كراسيهم وتهز الأرض من تحت أرجلهم،ونداء الجميع رفضاً للذل والخنوع ولقيم القمع والقهر والفساد من السفّاكين والمجرمين من المقامرين بأرواح الناس وسرّاق لقمة عيشهم:اللي بيقتل شعبه خاين، والشعب السوري مابينذل، وأنه يريد إسقاط النظام. وعقيدة الجميع أن صبح السوريين قريب، وفجرهم آت، وشمسهم حارقة، وأن الطغاة والجزارين مصيرهم إلى زوال، وما أمر القذافي عن بشار الأسد وشبيحته ومؤيدوه ببعيد.

6 أيار/مايو 2012

http://www.youtube.com/watch?feature=

player_embedded&v=P28KMqxeBj8

http://www.youtube.com/watch?feature

=player_detailpage&v=mXrCCKvSJ1Y

http://www.youtube.com/watch?feature=

player_embedded&v=UjetFCLHE0I

======================

هزمت سجاني !

بقلم / الطفلة سهام إيهاب الدالي

12 عاما

سريت منذ الصباح إلى مدرستي

فإذا بدبابة تعترضني تتجه نحوي

فزعت كغيري و غدوت اجري

لكني وقفت لبرهة أحاكي نفسي

مَن عليه أن يهرب ولِم أجري

التقطت بعض الحصى الصغيرة

و رميت تلك الكتلة الكبيرة

فخرجت منها وجوه حقيرة

قال ما بك أيتها الصغير ة

قلت أدافع عن حقي فأنا فلسطينية

قال .. لن تري بعد اليوم شمسا

و لن تتنفسي هواءً نقيا

رددت برفعة واثقة قوية

سأناضل حتى نيل الحرية

و أنعم بخيوط الشمس الذهبية

فأخذني ووضعني في شاحنة كبيرة

ملؤها أجساد بشرية

كيف لا و هذا العدو رمز الوحشية

 

اقتادوني إلى مكتب التحقيق ... و التهمة ... إرهابية

دخلت الغرفة و أوصدوا الأبواب العتية

طرحوا أسئلة كثيرة و لم ينالوا مني إجابة رضية

قلت هل أنتم أغبياء و هل تروني غبية ؟؟

أتريدونني أن أخون وطني

خسئتم و الله يا جبناء فنحن أصحاب قضية

لم يعجبهم ردي فاقتادوني بهمجية

رموني في غرفة انفرادية

بعيدة عن أهلي أصحابي وخلاني

بكيت حسرة على دفاتري و أقلامي

و بدأت حياتي التي لا أرى فيها غير وجه السجان

 

لفتني الكثير من القضبان

وسرت مسيرة ذل و هوان

لكنني رغم إغلاق الزنزانة

بقيت باحثة عن الكرامة

و بدأت معركة جديدة

مع أمعائي الخاوية

لن أجبر على العيش ذليلة

قاطعت طعامي وشرابي

و كذلك تبعني زملائي

و صمدت أسابيع أعاني

حتى استسلم سجاني

و للحرية أطلق سراحي

رجعت لأهلي و أحبابي

و حضنت شمسي و هوائي

و بقيت اكتب أشعاري

عن قصة تحكي آلامي

و كيف........ هزمت سجاني

=====================

العودة حق طبيعي وقانوني و مقدس وجوهر قضية فلسطين

د. عازي حسين

نتجت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين من مخطط الترحيل الذي وافق عليه المؤتمر الصهيوني الثاني و العشرون في مدينة زيورخ عام 1937م , ومن لجان الترحيل التي شكلتها الوكالة اليهودية , ومن خطو دالت التي وضعتها عصابة الهاغاناه (الذراع العسكري للوكالة اليهودية ) في الأربعينات من القرن العشرين , وجراء المجازر الجماعية (كمجزرة دير ياسين) وحرب عام 1948م التي أشعلتها العصابات اليهودية الإرهابية المسلحة , واستغلال تعاون الصهيونية مع النازية ومعزوفة الهولوكوست لتهجير اليهود الى فلسطين واقامة الكيان الصهيوني ككيان استعمار استيطاني وعنصري فيها .

تؤكد الحقوق الطبيعية , والقانون الدولي , والعهود و المواثيق الدولية حق كل شخص في العودة الى منزله كمبدا اساسي من حقوق الانسان , ويعتبر فقهاء القانون الدولي ان حق الانسان في العودة الى منزله نتيجة طبيعية لحق المواطن الاساسي في حرية التنقل و العودة , وان العودة للاشخاص الذين يجبرون على مغادرة وطنهم بسبب قوة قاهرة كالحروب ملزمة , ولا مجال للطعن في حقهم في العودة الى منازلهم , وهو من القواعد الأساسية في القانون الدولي .

ويعتبر هذا الحق من الحقوق الشخصية للفرد , أي للاجئ نفسه , وبشكل خاص بموجب المادة 13 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان .

وهذا الحق الملزم والواجب لا يزول بزوال الدول او بتغيير السيادة , او بالتقادم , لان الشرائع السماوية و القوانين الوضعية تحميه وتصونه من الاغتصاب ومن الاستعمار الاستيطاني كما يحدث حاليا في فلسطين منذ عام 1948م وحتى يومنا هذا .

جاء قرار الأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948 ليصحح هذا الظلم الفادح الذي سببه قرار التقسيم رقم 181غير الشرعي , فنص على حق اللاجئين في العودة الى ديارهم وتعويضهم عن الخسائر والاضرار التي لحقت بهم .

نتجت الموجة الثانية من اللاجئين الفلسطينيين من حرب حزيران العدوانية التي اشعلها الكيان الصهيوني عام 1967 . وجاء قرار مجلس الامن رقم 237 ينص على عودة اللاجئين الى ديارهم الذين شردتهم "اسرائيل" وتدمير بعض المخيمات الفلسطينية في أريحا ومنها مخيم عقبة جبر وعين السلطان . واكدت الجمعية العامة للامم المتحدة عام 19969 ان مشكلة اللاجئين الفلسطينيين ناشئة عن انكار حقوقهم الثابتة و الغير القابلة للتصرف المقررة في ميثاق الامم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان , والتمست من مجلس الامن اتخاذ التدابير الفعالة لتامين عودتهم الى ديارهم .

شردت "اسرائيل" اللاجئين الفلسطينيين تطبيقا لمخططاتها في الترحيل والاستعمار الاستيطاني لاقامة اكبر غيتو يهودي عنصري في قلب الوطن العربي والمنطقة الاسلامية .

ورسخت في الاوساط اليهودية , وفي المناهج الدراسية و الكتب التاريخية ان اللاجئين غادروا مدنهم وقراهم طوعا ودون اكراه تنفيذا لنداءات الحكام العرب , وذلك كعادة اليهود في الكذب و الخداع .

وجاء المؤرخون الجدد فيها وعكفوا على دراسة وتحليل الوثائق الصهيونية , وخرجوا برأي هز الكيان الصهيوني , واعلنوا ان ترحيلا جماعيا قسريا قد ارتكبته "اسرائيل" بحق الشعب الفلسطيني عام 1948. واعترفت قيادة فتح في اتفاق الاذعان في اوسلو عام 1993 بإسرائيل في 78% من مساحة فلسطين . وترك الاتفاق السيادة على ما تبقي من فلسطين غير محسومة او تحسم بالمفاوضات النهائية, وأغفلت حق عودة اللاجئين الى ديارهم , ونصت معاهدة وادي عربة في المادة الثامنة- الفقرة الثانية على توطين اللاجئين و النازحين .

ان قبول قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وبعض الحكام العرب بالتوطين يعني القبول بالاملاءات الإسرائيلية لتصفية قضية فلسطين , والتشطيب على حق عودة اللاجئين الى ديارهم , وإلغاء مكانة اللاجئ و المخيم.

ان حق العودة الى الديار و الوطن حق طبيعي وقانوني ومقدس , فردي وجماعي , وينبع من الحقوق الطبيعية للانسان , ومن حق المواطن في وطنه , ومن حق الملكية التي لا تزول بزوال الدول او بتغيير السيادة , وحق شخصي لا يجوز فيه الانابة او المساومة او المصادرة , وحق جماعي انطلاقا من حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره , وحقه في التحرر والاستقلال و السيادة . واللاجئون الفلسطينيون هم اصحاب الارض و الوطن , واليهود دخلاء على وطنهم , غرباء عنه , استغلوا الابادة النازية لتهجير اليهود واقامة "اسرائيل" , بمثابة الغدة السرطانية الخبيثة في قلب المنطقة العربية والاسلامية .

يستمد حق العودة قوته كحق غير قابل للتصرف من القانون الدولي , ومن العهود والمواثيق الدولية, ومن قرارات الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 181و194 , ومن قرارات مجلس الامن الدولي رقم 89 و93 و237 , ومن العهد الخاص بالحقوق السياسية والمدنية , والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية و الاجتماعية .

حق العودة حق شخصي اولا, يتعلق باللاجئ نفسه , ويربطه القانون الدولي بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره , وربطته الجمعية العامة للامم المتحدة بهذا الحق منذ عام 1969 , لذلك فهو حق جماعي ايضا , واكدت عليه عام 1974 , كحق غير قابل للتصرف ولا يسقط بتقادم الزمن , فاتفاقات الإذعان التي يمكن ان توقعها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية او بعض الحكومات العربية وتتضمن التشطيب على حق عودة اللاجئين الى ديارهم باطلة قانونيا , ومدانة أخلاقيا , وخيانة وطنية وقومية ودينية .

وتعتبر عملية تهجير الفلسطينيين في القانون الدولي عملية تطهير عرقي وجريمة حرب تتحمل "اسرائيل" وحدها مسؤوليتها التاريخية والقانونية والاخلاقية و المادية . وبالتالي تتحمل مسؤولية نشوء مشكلة اللاجئين وعدم حلها حتى اليوم , كما تتحمل الامم المتحدة والولايات المتحدة الاميركية المسؤولية الكاملة عن عدم تنفيذ قرار العودة والتعويض رقم 194 الصادر عن المنظمة الدولية .

ان شعبنا الفلسطيني يرفض رفضا قاطعا تفسير بعض قادة منظمة التحرير الفلسطينية بان حق العودة يعني العودة الى الدولة الفلسطينية المزمع اقامتها كمصلحة اسرائيلية لتصفية قضية فلسطين , وبالتالي الموافقة على الإستراتيجية الاسرائيلية القائمة على القبول بالدويلة الفلسطينية في 93.5% من مساحة الضفة الغربية أي ما يعادل حوالي 9% من مساحة فلسطين , مقابل التشطيب على حق عودة اللاجئين الى ديارهم والاعتراف بيهودية الدولة .

ويفهم شعبنا ان حق العودة يعني عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم الذين هجروا منها عام 1948 م , والذين ارغموا على مغادرة الضفة و القطاع جراء حرب حزيران العدوانية , والذين هجروا من مدنهم وقراهم داخل الكيان الصهيوني الى أمكان أخرى في داخله .

لقد تضمن خطاب رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو في جامعة بارايلان النهج الاستعماري و العنصري المتطرف للكيان الصهيوني ووجه ضربة قاسية للمبادرة العربية . ونسف خطاب اوباما في القاهرة , وحدد شروطا مستحيلة للتسوية , وكرر بوقاحة وعنجهية لا مثيل لها في تاريخ الدول الاستعمارية ان الاراضي الفلسطينية المحتلة , ارض توراتية وليست محتلة , وكان اخطر ما فيه التشطيب على حق عودة اللاجئين في العودة الى ديارهم , وعلى عروبة القدس بشطريها المحتلين . وطالب الفلسطينيين والعرب الاعتراف بيهودية الدولة وتطبيع العلاقات معها , ووضع شروطا على الدويلة الفلسطينية لجعلها محمية إسرائيلية.

وتعلن بعض قيادات فتح استعدادها للتنازل عن حق عودة اللاجئين الى ديارهم , وبالتالي تضع شعبنا امام مخاطرالترانسفير(الترحيل) والتوطين والوطن البديل و التهجير الى بلدان اخرى .

وإيمانا منا بحقنا الثابت غير القابل للتصرف للعودة الى ديارنا واستعادة أرضنا وممتلكاتنا نعلن تمسكنا بالمبادئ التالية :-

اولا: ان حق عودة اللاجئين الى ديارهم هو جوهر قضية فلسطين , وهو الحلم الذي يتمسك به اللاجئ جيلا بعد جيل, وهو حق اساسي من الحقوق الطبيعية وحقوق الانسان, لا تجوز فيه الانابة اوالتمثيل , ولا يزول بزوال الدول او بتغيير السيادة او بالتقادم .

ثانيا: نتجت مشكلة اللاجئين عن مخططات الترحيل التي اقرها المؤتمر الصهيوني الثاني و العشرون في مدينة زيورخ عام 1937م , والوكالة اليهودية و الحكومة الاسرائيلية .

ثالثا: تتحمل"اسرائيل" المسؤولية التاريخية والسياسية و المادية عن الترحيل والتهجير والابادة الجماعية والتطهير العرقي جراء الحروب العدوانية والمجازر الجماعية التي ارتكبتها وتدمير اكثر من 500 قرية ومئات الآلاف من المنازل الفلسطينية .

رابعا: نرفض رفضا قاطعا معزوفة الهولوكوست النازية واللاسامية لتهجير يهود أوروبا و العالم الى فلسطين , وإقامة "إسرائيل" , وتبرير الهولوكوست الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني .

خامسا: ان حق العودة هو حق شرعي و طبيعي وقانوني ,فردي وجماعي, كفلته الشرائع السماوية والقوانين الوضعية , وهو ملك للاجئ نفسه وليس للقيادة الفلسطينية او حتى مؤتمرات القمة العربية.

سادسا: التمسك بحق العودة هو من اولويات الحقوق الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف لشعبنا الفلسطيني والمعترف بها عربيا ودوليا, وهو التزام وواجب ديني ووطني وقومي وانساني وقانوني .

سابعا: اللاجئون الفلسطينيون يرفضون تشطيب حقهم في العودة الى ديارهم او المساومة عليه , ويرفضون مشاريع التهجير والتوطين والوطن البديل , ويطالبون بالوقف الفوري للهجرة اليهودية .

ثامنا: نتمسك بوحدة وطننا من الناقورة حتى رفح, ومن النهر الى البحر , وبهويته العربية الاسلامية , وبوحدة شعبنا في الداخل و الخارج , ونصرعلى تفكيك جميع المستعمرات والاحياء اليهودية في القدس وبقية الاراضي الفلسطينية المحتلة .

تاسعا: انطلاقا من مبادئ القانون الدولي , والحقوق الطبيعية, والشرائع السماوية, والاعلان العالمي لحقوق الانسان , واتفاقيات جينيف الاربعة لعام 1949 , والعهدين الدوليين الخاصين بشان الحقوق المدنية والسياسية , والحقوق الاقتصادية والاجتماعية , ومن القرار 194 الذي اكدت عليه الجمعية العامة للامم المتحدة 135 مرة , وقرار مجلس الامن الدولي 237 لا يسمح شعبنا الفلسطيني لأحد التنازل او المساومة على حق عودة اللاجئين الى ديارهم حتى لو كانت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية او مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002 .

عاشرا: ان أي مخططات تنتقص من حق عودة اللاجئين الى ديارهم هي مخططات ومشاريع مرفوضة ومدانة وخيانة وطنية وقومية ودينية .

حادي عشر: ان الممارسات الاسرائيلية التي تستهدف الابادة الجماعية والاستيطان والتهويد , والمزيد من التهجير من الاراضي المحتلة عام 1948 ومن القدس , هي ممارسات اجرامية خطيرة , وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية, وعمليات تطهير عرقي لاقامة اكبر غيتو يهودي عنصري في العالم .

ثاني عشر: نؤكد رفضنا واستنكارنا الشديدين ليهودية الدولة التي تعني التشطيب على حق عودة اللاجئين الى ديارهم , وترحيل ما تبقى من الفلسطينيين في اراضي 1948 , وشرعنة نظام الاستعمار الاستيطاني اليهودي و العنصري .

ثالث عشر: ندعو لجان حق العودة , وعلى رأسهم المجلس الفلسطيني من اجل العودة , وابناء شعبنا في جميع مخيماته , كما ندعو جميع الاحزاب والاتحادات المهنية , والمنظمات الشعبية في جميع البلدان العربية والاسلامية الى تفعيل الآليات والوسائل السياسية والقانونية والإعلامية للدفاع عن حق عودة اللاجئين الى ديارهم , ونشر حق وواجب العودة وثقافتها في نفوس الاجيال .

ان المطلوب من شعبنا وامتنا في هذه الظروف القاسية التي تمر بها قضيتنا , وتزداد المؤامرات على حق العودة الالتزام في هذا الحق العادل والمشروع والمقدس , والدفاع عنه وتوريثه للأجيال القادمة الى ان يعود شعبنا الى دياره في وطنه فلسطين , وطن ابائه واجداده, ويستعيد ارضه وممتلكاته وتعويضه عن ريعها وعن الخسائر والاضرار التي سببتها "اسرائيل" له منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ