ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 01/05/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

إعلام المقاومة بين الصدقية والشخصية

د. مصطفى يوسف اللداوي

إنها جريمةٌ كبرى لا تغتفر، وخطيئةٌ وإثمٌ كبير لا ينبغي السكوت والتغاضي عنه، مهما كان مرتكبوه كباراً في أشخاصهم، أو أعلاماً في أسمائهم، أو مشاهير في مواقعهم، أو مسؤولين في مناصبهم ووظائفهم، أو مختصين في مهنهم، أو حرفيين في عملهم، أو ملتصقين في مواقعهم سنيناً، ومرتبطين بكراسيهم عمراً، ثابتين في مناصبهم على طول المدى، لا تجرفهم الأحداث، ولا تغيرهم الأخطاء، ولا تأتي بخيرٍ منهم الحاجات، ممن يظنون أنهم الأكفأ والأفضل، وأنهم الأنسب والأحسن، وأنهم الأكثر أمانة والأعظم مسؤولية، إذ هم يفهمون السياسة ويدركون أبعادها، ويعرفون كيفية تطبيقها، والوسيلة إلى تنفيذها وفقاً لرؤاهم وحسب مصالحهم، فلهذا يبقون ولا يزاحون، ويستمرون ولا يتغيرون، ويأتون بالموالين، ويقصون المعارضين، ويعاقبون المخالفين، ويهددون من خالفهم، ويشوهون من عارضهم.

لا يجوز إهمال وتمرير جريمة هؤلاء الأمناء على إعلامنا ببساطة، مخافة أن تتكرر أخطاؤهم وتصبح عادة، وتتفاقم جرائمهم وتصبح طبيعة، يلجأون إليها وقتما يرون لها ضرورة لمصالحهم ومنفعة لأهدافهم، لأنها إثمٌ بحق وجريمةٌ مكتملة الأركان، مقصودة ومتعمدة يرتكبها فاعلوها عن قصدٍ وإصرارٍ وعلمٍ تامٍ بقذارتها، وسوء مقصدها، عندما يقوم القائمون على إعلام المقاومة، والأمناء على مؤسساتها الإعلامية المختلفة، باستخدامها لأغراضٍ شخصية دنيئة، ومنافع فردية مشبوهة، وأهدافٍ فئوية ممقوتة، وهم يعلمون أنهم يستخدمون ما ليس حقاً لهم فيما لا يجوز لهم، وفيما لا ينبغي استخدامه فيه، فهم يقومون بتمرير أكاذيب وأباطيل يعلمون هم أنها كذب ومحض خيالٍ ثري بالأكاذيب والأضاليل والافتراءات والمصالح الشخصية، وغني بالتجارب والسوابق المشابهة، يقصدون بإثارتها حرف الحقائق، وطمس الوقائع وتغيير الثوابت، وتزيين الباطل، معتقدين أنهم بفعلهم هذا يحسنون صنعاً، وأنهم سينجون من جريمتهم بما يملكون من أدواتٍ إعلامية ليست لهم، كما أنها ليست من صنعهم، وإنما جاءت بهم القوافي ليكونوا أمناء عليها، مشغلين لها أو منتفعين منها. 

إعلام المقاومة مهنةٌ شريفةٌ عظيمةٌ خطرة، إنها جزءٌ من المقاومة المسلحة، وأحد أدواتها الضارية، التي يضرب بها المقاومون ويستخدمها المناضلون، ولعلها تؤتي أحياناً ثماراً أعظم من البندقية، وأفعل من القذيفة، وأبلغ من الصاروخ، فهي أسبق وأسرع، وهي أكثر انتشاراً وأوسع تأثيراً، إنها مقاومة تفت في عضد العدو وتوهن قوته وتمزق جمعه وتشتت صفه، وتربك خططه وتفشل عمله، إنها مقاومةٌ يخشاها العدو ويحسب حسابها، ويتأذى من أثرها، ويعمل على صدها والحد من فعلها الصارم، فيسخر إعلامه المضاد لإضعافها ومنع تأثيرها على شعبه وجنده، إنها سلاحٌ فتاك يدخل كل بيت ويتسرب إلى كل نفس، ولا يقوى العدو على رد بأسها وتجنب أثرها.

إنها مهنةٌ شريفةٌ عظيمة، يرتادها المؤمنون بها، ويحرص على العمل فيها خيرة المقاومين، ممن يرون أنها وسيلةٌ حقيقية للجهاد والمقاومة، وأنها سبيلٌ عظيم يحتاجها المقاومون، ولا يستغني عنها المقاتلون، فيحمل بعضهم الكاميرا ويتعمق بها في الصفوف الأولى، يسجل ويدون ويوثق، يمشي جنباً إلى جنب مع المقاتلين، ويرابط مع المرابطين في خنادقهم، ويجول معهم في البساتين والجبال الوعرة، وهم يعلمون أن قذائف العدو لن تستثنيهم، وغارته لن تتجنبهم، والقتل لن يقفز عنهم، ومع ذلك فهم يقدمون على العمل وهم لا يتوقعون العودة، ويبدون استعداداً التضحية بحياتهم من أجل قضيتهم، إيماناً بأهدافهم، وحرصاً على مصالح شعبهم، يخرجون من بيوتهم مودعين أهلهم، مقبلين أيدي أمهاتهم، مستودعين الله دينهم وآماناتهم وخواتيم اعمالهم، فيقينهم أنهم كغيرهم من المقاتلين فقد لا يعودون.

وكذا حال أصحاب الأقلام الشريفة، والكلمات الصادقة، والعواطف النبيلة، والمشاعر النابضة بالصدق، والأصوات الصادحة بالحق والناطقة بالبيان، ممن لا يداهنون ولا ينافقون، ولا يخافون ولا يجبنون، ولا يسترزقون ولا يستكتبون، ولا يستأجرون ولا يرهنون، وممن يصدقون ولا يكذبون، ويقولون الحق وعلى أنفسهم، ويمتنعون عن الكذب ولو كان فيه منجاتهم، ممن يدركون أن في كلماتهم المكتوبة أو المنطوقة يكمن الخطر، ويسكن الموت، ويتربص الشر، ويستبطن الكره، إلا أنهم يرون أن الوطن يستحق منهم كل تضحية، والشعب يستأهل منهم كل عطاء، والأمانة تتطلب منهم الصدقية والشفافية.

إنها أخلاقيات إعلام المقاومة، وصفات الرجال الذين استوت عندهم البندقة والقلم، وتساوت لديهم القذيفة والصوت، ممن يسكنون الميدان، ويدفعون الضريبة في كل مكان، إنها لا تتناسب أبداً مع ناطقٍ رسمي مدعٍ يتدثر بالمجهول، ويتستر بعدم ذكر اسمه، ويتخفى بإنكار مكانه، ويستخدم أدوات المقاومة التي هو مؤتمنٌ عليها في تمرير الأخبار الكاذبة، والافتراءات الموضوعة، خدمةً لمشاريع يؤمن بها، ومصالح يسعى لها، وغاياتٍ يخطط وغيره للوصول إليها، فتراه يوماً يسرب خبراً كاذباً، أو ينشر محضراً للقاءٍ مقصود، أو يبث أخباراً مغلوطة ومعلوماتٍ منقوصة، أو يدحض حقيقة ساطعة، وينفي واقعة مشهودة، وينكر أحداثاً ملموسة، أو يحاول تارةً أخرى أن يجس نبض الشارع، أو يختلق المريدين والمؤيدين والمصفقين والمهللين، مخافة أن يسقط أو يتعرى، أو يخسر ويفقد، أو يضيع ويتوه، أو يسقط الجدار فيزول الظل، فهو يعلم أن وجوده في دوره منوط، وفي وظيفته مربوط، وبنتائج عمله محكوم، وببقاء غيره مرهون. 

إعلام المقاومة هو للمقاومة، وهو للشعب ومن أجله، وهو للوطن وفي سبيله، وهو ليس للكذب والتدليس، وليس للإفتراء والتضليل، وليس للبهتان والتجريح، وهو ليس للتطبيل لرجلٍ قائد، والتصفيق لرئيس آيلٍ للسقوط أو ساعٍ للبقاء، إنه بيانٌ للصدق، ووسيلةٌ للعدل، ومنهجٌ لتثبيت الحق، والدفاع عن الشعب، والوقوف في وجه عدوه، وصد هجومه وفضح مؤامراته، والإعلاميون الصادقون هم مقاومون بحق، ومقاتلون بصدق، مكانهم الميدان، وساحتهم جبهات القتال، يسخرون حياتهم من أجل قضيتهم، ولا يسخرون مؤسسات المقاومة الإعلامية لخدمة أغراضهم وإن تعارضت مع المقاومة، وتناقضت مع قيمها، وتصادمت مع مبادئها.

moustafa.leddawi@gmail.com

===============================

الفيلم الذي ارق السفير

عادل عبد الرحمن

عرضت قناة "CBS NEWS" الاميركية يوم الثلاثاء الماضي فيلما قصيرا لا تزيد مدته عن خمسة عشر دقيقة في برنامج "60 دقيقة" يحمل عنوان "مسيحيو الاراضي المقدسة" ، تناول ممارسات وانتهاكات سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين عموما والمسيحيين خصوصا، التي دفعتهم للهجرة من البلاد.

هذا الفيلم الوثائقي والقصير اثار حفيظة السفير الاسرائيلي، مايك اورين قبل عرضه على شاشة القناة الفضائية الاميركية، ودفعه الى الاتصال بمدير مجلس ادارة القناة، معترضا على الفيلم ، ومطالبا بعدم بثه، فضلا عن وصفه اياه (الفيلم ) ب"العمل الكيدي" !

التصرف العدائي للسفير الاسرائيلي تجاه الفيلم  تطلب من مقدم البرنامج بوب سايمون اللقاء معه، والاستفسار منه عن سبب اعتراضه، قائلا له " لم نقم بتأكيد اي شيء لك اليوم ، وانت لم تشاهد الفيلم بعد ، ولا تعلم ماذا سنعرض." واضاف سايمون " انا صحافي اقوم بهذا العمل منذ سنين طويلة وبالعادة اتلقى ردود فعل بعد عرض برامجي ، لكن هذه المرة الاولى التي يعترض فيها احد على برنامج قبل عرضه." فرد السفير الاسرائيلي "هناك دائما اول مرة يا بوب." وكان الاسرائيلي مايك قام بعملية خلط الامور بشكل متعمد، حين قلب الامور رأسا على عقب، بهدف تشويه الحقائق:" من المشين وغير المفهوم لي ابدا ان تصوروا اسرائيل بهذا الشكل على انها تقوم باضطهاد المسيحيين، في الوقت الذي يعاني فيه المسيحيون في الشرق الاوسط من الاضطهاد والذبح والحرق لكنائسهم."  وتابع مضيفا توضيح دوره كسياج واقي لجرائم وارهاب دولته العبرية، قائلا" انا هنا سفيرا لاسرائيل،" وتابع تزوير الحقائق حين اكد " وهذه الخطوة نادرا ما اقوم بها بالاعتراض على شيء ما." وهذا يتنافى مع الواقع ، لان السفير الاسرائيلي وعصابة الكونغرس والايباك يتدخلون صباح مساء في تفاصيل التفاصيل بما في ذلك عدد استنشاق الاوكسجين وإخراج الزفير (ثاني اوكسيد الكربون) لدى كل مواطن اميركي ،وان كان ذلك التنفس يؤثر على علاقة المواطن الاميركي مع دولة الابرتهايد الاسرائيلية. وتابع مؤكدا تنفذ الصهاينة في المؤسسات الاعلامية، "لكن وصلتني معلومات عن طبيعة الفيلم ، الذي تعدون له مما استدعى التحرك."

ابناء الشعب الفلسطيني الذين حاورهم المخرج ، ردوا على السفير الاسرائيلي والادعاءات الاسرائيلية، بان المسيحيين في فلسطين لم يتعرضوا يوما لاية مضايقات من اقرانهم الفلسطينيين اتباع الديانة الاسلامية ، لان الشعب العربي الفلسطيني كل واحد في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي واعتداءاته. كما ان منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لم تعرف يوما التمييز بين مواطن ومواطن،وبين مناضل ومناضل فياسر عرفات الى جانب جورج حبش ونايف حواتمة وكمال ناصر، كانوا جميعا ومازالوا انصارهم من الاتجاهات الفكرية والسياسية المختلفة في بوتقة الوطنية الفلسطينية ودفاعا عنها، كما ان النظام الاساسي (الدستور) للسلطة الوطنية لم يميز بين مواطن وآخر على اساس الدين او الانتماء الفكري والسياسي، لان المواطنين سواء امام القانون والنظام.

إسرائيل بكل قياداتها من مختلف الاحزاب والاتجاهات الصهيونية ترتعد امام الحقائق، وتخشاها، لانها قامت على التزوير وتلفيق ىالحقائق. ولا يمكن لدولة الابرتهايد الاسرائيلية ان تقبل القسمة على اي حقيقة مهما كانت. فكيف بالسفير مايك؟ ايمكن ان يكون استثناءا عن قياداته السياسية والامنية؟ لا يمكن إلآ ان يكون امتدادا لهم، لان اساس مهمته الدفاع عن الادعاءات الكاذبة لدولته وقياداتها الصهيونية العنصرية، وتشويه كفاح الشعب العربي الفلسطيني، والسعي لتعميق الانقسام في صفوفه، ودفعه الى الترانسفير وهجرة البلاد لتركها لقطعان المستوطنين الاستعماريين ، وقتل وتدمير التسوية السياسية وخيار حل الدولتين للشعبين.

فيلم "مسيحيو الاراضي المقدسة" وثيقة مهمة جدا تكشف جرائم الدولة الصهيونية ضد عموم ابناء الشعب الفلسطيني بغض النظر عن دياناتهم او انتماءاتهم الفكرية والعقائدية والسياسية، وخاصة اتباع الديانة المسيحية، الذين تضائل وجودهم نتيجة ارهاب الدولة الاسرائيلية الى حد لم يعد مقبولا وصل الى 2% في  مدينة القدس . الامر الذي يفرض على القيادة الفلسطينية التحرك لتعزيز وجود ابناء الشعب الفلسطيني من مسيحيين ومسلمين في القدس وبيت لحم وغزة ونابلس والخليل وغيرها من المدن، كما على الدول الغربية، التي تدعي الحرص على اتباع الديانة المسيحية في بلدان الشرق التحرك الفوري والمباشر للتصدي لدولة الابرتهايد الاسرائيلية وسياساتها العدوانية  لمنع الجريمة الاسرائيلية المنظمة ضد ابناء الشعب الفلسطيني ، والعمل بسرعة على اعادة الاعتبار لخيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران 67. لان التسوية السياسية هي وحدها الكفيلة بالحؤول دون تنفيذ جريمة الترانسفير ليس فقط للمسيحيين الفلسطينيين وانما للكل الفلسطيني، ودفع المنطقة نحو الهاوية .

a.a.alrhman@gmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ