ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 12/03/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

يا ثوار سورية اتحدوا!.. انتهى وجود الاستبداد.. وينتظر ضربتكم القاضية

نبيل شبيب

استجيبوا لنداء شعبكم.. وسيمضي شعبكم الثائر وجيشكم الحر معكم، فالوطن المشترك ينادي الجميع، والمصير الواحد يحمّل المسؤولية للجميع.. دون استثناء

 

تعلمون أيها الثوار الأبرار أنّ "السياسيين" الذين يتصدّون للمعارضة باسم سورية وثورتها لم يتمكّنوا حتى الآن من:

- توحيد أنفسهم على قواسم مشتركة للتغلب بها على ما يفرّقهم من توجّهات وولاءات تنظيمية..

- وضع مشروع سياسي متكامل لسورية ما بعد الاستبداد يتجاوز حدود العناوين العامة..

- فرض أنفسهم على الساحة الإقليمية والدولية عبر قوّة تأييدهم الشعبية بدلا من المحاولة في اتجاه معاكس..

وقد استطعتم أكثر من مرة وأنتم مع الشعب الذي يحتضنكم تدفعون الثمن الكبير -دماء وآلاما ودمارا- أن تحولوا دون "تدهور سياسي" تسببه اختلافات وأنانيات سياسية.

أيها الثوار الأبرار لم يعد هذا كافيا.. وفي استطاعتكم أنتم تحقيق المزيد:

- باستطاعتكم دفع التحرك السياسي في الاتجاه الذي يجعله جديرا -ولو جزئيا- بالثورة البطولية التاريخية..

- باستطاعتكم فرض مشروع سياسي متكامل لسورية ما بعد الاستبداد على من لم يقم بواجبه لوضعه وتبنيه وبيانه كما ينبغي..

- باستطاعتكم التعجيل بمرحلة إسقاط الاستبداد بجذوره وفروعه وتخفيف ما يقدّمه الشعب الثائر من تضحيات على هذا الطريق..

ما الذي يمنع من ذلك أيها الثوار الأبرار؟..

. . .

صحيح أنكم لا تحملون المسؤولية عن تعدّد تنظيماتكم الثورية وتفرّقها، لأسباب وجيهة، فقد:

- نشأت من رحم الثورة الشعبية العفوية السلمية البطولية.. بعد عشرات السنين من الاستبداد الهمجي

- وجدت نفسها من اللحظة الأولى بين سندان الإجرام القمعي ومشكلات ما يسمّى "المعارضة" السياسية..

- واجهت الألاعيب السياسية الملتوية، الإقليمية والدولية، أثناء ازدياد نزف الدماء وتصاعد العطاء..

ورغم ذلك:

- نجحتم في تصعيد الثورة الشعبية يوما بعد يوم حتى أشرفتم على عامها الثاني ببطولة منقطعة النظير..

- نجحتم في تصديع البنية العسكرية والاقتصادية والمالية والسياسية وجميع ما رسّخته الطغمة المتسلّطة عبر خمسة عقود..

- نجحتم في إنقاذ الثورة الشعبية من محاولة جرّها إلى صدامات طائفية مقيتة أو عسكرة غير منضبطة..

- نجحتم في صناعة قوّة عسكرية ذاتية أصبح الجيش الحرّ وكتائب الأحرار نواة لها..

وأنتم تواجهون اليوم -أيّها الثوار الأبرار- مزيدا من التحديات:

- استمرار محاولات القوى الدولية والإقليمية أن يضعوا للثورة نهاية ترضيها وتحقق مصالحها.. وتعلمون أنّ محطاتها الأخيرة في (تونس) بالأمس وفي (اسطنبول) قريبا، لن تخرج بها كثيرا عن هذا المسار

- استمرار تصعيد الإجرام القمعي حتى تحوّل إلى حرب إجرامية مفتوحة ضدّ الشعب دون استثناء.. وتعلمون أنّ محطاتها الأخيرة في (حمص) بالأمس وفي (إدلب) اليوم لن تكون آخر المحطات

- استمرار التناحر فيما يسمّى المعارضة السياسية.. وتعلمون أنّ محطاتها الأخيرة في (تونس) بالأمس وفي (اسطنبول) أثناء كتابة هذه السطور لن يحوّلها إلى قوّة سياسية فاعلة تستمدّ وجودها وتأثيرها من المشروعية الثورية..

. . .

لهذا كلّه أيها الثوار الأبرار بات عليكم أنتم على وجه التحديد أن تستكملوا الطريق التاريخية التي تسلكونها، لتصنعوا ما يبدو لجميع معاصريكم "معجزة" تاريخية، وإن إنجازكم قريب من المعجزة، فقد أصبحت ثورتكم تُصنع صنعا بيد العزيز القدير كما يعبّر عنه هتافكم الجامع لشعبكم بمختلف انتماءاته وتطلعاته: يا ألله ما لنا غيرك يا ألله..

يا أيها الثوّار الأبرار.. وحّدوا صفوفكم، من وراء كل توجّه ورؤية، ومن وراء كل موقع جغرافي أو تاريخي، لا تملكون أمره، ولكن تملكون أمر توظيفه في الاتجاه الصحيح لتتحوّل هذه الثورة البطولية وهي على أبواب عامها الثاني، من مرحلة الإنجاز بعد الإنجاز، إلى لحظة فاصلة تسقطون بها النظام الفاجر، وتحولون من خلالها دون تنفيذ أيّ مخطط غادر، وترتفعون بها بقوتكم الذاتية إلى العلياء التي يتطلع إليها شعبكم الذي صنعكم وتصنعه ثورتكم المجيدة من جديد.

إنّ توحيد صفوفكم لا يتحقق من خلال تنظيم واحد مشترك.. بل من خلال رؤية واحدة مشتركة، وقواسم مشتركة، وتواصل يحقق التنسيق الضروري في هذه المرحلة من ثورتكم البطولية أكثر من أي وقت مضى، مع الإصرار على الأهداف الشعبية المشروعة مهما بلغت الإغراءات.. ورغم شدّة الآلام على طريق التضحيات.

يا أيها الثوّار الأبرار.. يجب أن تتحرك دمشق وريفها في لحظة واحدة مع حلب وريفها، وأن يتحرّك أبطال حمص في اللحظة ذاتها مع أبطال إدلب ودرعا، وأن يستجيب لنداء الثورة أهل اللاذقية والساحل بكامل قوتهم، كإخوانهم من أهل الحسكة والجزيرة.. ويجب أن تتحرّك المظاهرات والفعاليات السلمية في لحظة واحدة مع تحرّك الكتائب التي تحرّرت من قبضة الطاغوت.

هذا ما يمكن أن تصنعه وحدة صفوفكم على قواسم مشتركة وأهداف آنية موحّدة ومشروع مستقبلي يستمدّ قوّته من رؤية مشتركة، وقواعد ضابطة لتعاملكم مع بعضكم اليوم، وتعامل مختلف القوى السياسية مع بعضها غدا.

إنّ هذه الوحدة لم تعد مجرّد مطلب وطني ثوري تاريخي، بل أصبحت من شروط الانتقال إلى مرحلة النصر الأول باستكمال إسقاط النظام الباغي دفعة واحدة، فقد تزعزعت أركانه وتزلزلت أقدام شبيحته وانتشر الذعر في الصف الأوّل من عصاباته.. ولم يعد يفيده أمل فاسد يعقده على عون خارجي يمنع سقوطه، ولا على مدد عسكري يضاعف قدرته على البطش.

لقد انتهى وجود الاستبداد.. وينتظر ضربتكم القاضية، فعجّلوا بها عبر وحدة صفوفكم ورؤيتكم، وعبر توحيد فعالياتكم وخطواتكم.

انتهى وجود الاستبداد بفضل ما قدّمه الشهداء والمعتقلون وأهلوهم من عطاء لا ينضب.. وإن لهؤلاء جميعا حقا على السياسيين، ولا نملك إلا الدعوة لهم بالهداية، أن يرتفعوا بأنفسهم إلى مستوى عطاءات شعبهم وثورته البطولية..

انتهى وجود الاستبداد بفضل ما قدّمه الشهداء والمعتقلون وأهلوهم من عطاء لا ينضب.. وإنّ لهؤلاء جميعا حقا على الثوار، وإنّنا على يقين بأنّكم جديرون بحمل الأمانة وأدائها خير أداء، فعليكم من بعد الله عز وجلّ تنعقد الآمال الكبيرة، وعليكم من بعد الله عزّ وجلّ المعتمد الأوّل على طريق تحقيقها، وقد أصبحتم قاب قوسين أو أدنى من النصر العزيز.. فانصروا الله ينصركم، وانصروه يثبت أقدامكم، واستجيبوا لنداء شعبكم.. وسيمضي شعبكم الثائر وجيشكم الحر معكم، فالوطن المشترك ينادي الجميع، والمصير الواحد يحمّل المسؤولية للجميع.. دون استثناء.

========================

مهمة عنان بين ترحيب النظام وتحفظ المعارضة

عريب الرنتاوي

في أول موقف علني له، بدا كوفي عنان، موفد الجامعة العربية والأمم المتحدة، ممسكاً بزمام وعي عميق للأزمة السورية وسبل الخروج من إستعصاءاتها، بخلاف ما قاله بعض نشطاء الانتفاضة السورية الذين وصفوه بـ"القادم من المريخ"...عنان رأى أن عسكرة الإنتفاضة وتسليحها، يعقّدان المسألة السورية، وهو إذ دعا طرفي الأزمة إلى وضح السلاح جانباً، لم يكن يعترف فقط بوجود فريقين مسلحين مقتتلين، بل وكان يقر بالحاجة للبحث عن "تسوية سياسية" بوصفها الحل الوحيد للأزمة السوريةـ وهذا هو الأهم.

 

لست أدري إن كان عنان بتصريحاته تلك، يصدر عن قراءات شخصية، أم أنه كان يعبر عن مواقف الجهات التي انتدبته لهذه المهمة...ولست أعرف بالضبط، طبيعة الحلف الإقليمي والدولي، الذي ينطق بإسمه الرجل المنوطة به، واحدة من أعقد أزمات الربيع العربي، لكن الرجل بدا في تصريحاته، عارفاً بتعقيدات الحسم العسكري، سواء أكان خياراً للسلطة، أم طريقاً للمعارضة.

 

على أية حال، من المبكر الحكم على طبيعة "التسوية السياسية" التي يُبشر بها الموفد الأممي/العربي، هل يقصد التسوية على "الطريقة اليمنية" التي تزكّيها أطراف عربية ودولية، أم أنه يسعى في الوصول إلى "حل توافقي" تنتهي إليه حوارات المعارضة مع السلطة التي يدعو لها بوصفها طريقاً خلاصياً للجميع...من المبكر الحكم على ما في جعبة الرجل من أفكار، لأننا ببساطة شديدة، لا نعرف شيئاً عنها.

 

مهمة عنان ستصطدم بعقبات كأدأ، مصدرها السلطة والمعارضة على حد سواء...النظام الذي رحّب بتعيين عنان وبتصريحاته الإفتتاحية، سيجد نفسه بعد حين طال أو قصر، أمام لحظة الحقيقة والاستحقاق، عندما سيطلب إليه، من ضمن "مقدمات التسوية" وليس بنتيجتها، أو في خواتيمها، الإقدام على سلسلة من الخطوات التي ماطل حتى الآن في الإقدام على أي منها: سحب الجيش وإعادته إلى ثكناته، الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، إطلاق الحريات، محاسبة المتهمين بمقارفة جرائم ضد الإنسانية...وربما في مرحلة لاحقة، التفكير بقرارات صعبة من نوع التنحي، أو تشكيل مجلس رئاسي انتقالي، أو تفويض صلاحياته لنائبة.

 

ما بدا إرتياحاً "سلطوياً" لمهمة عنان، قد يكون نابعاً عن رغبة في إستعجال الخروج من عنق الزجاجة...وقد يكون رهاناً على أن "رفض مهمة عنان" سيأتي من جانب المعارضة، فلماذا استعجال الرفض من جانب النظام؟...وفي ظني أن الطريقة التي تصرفت بها المعارضة مع مهمة عنان، جعلت مهمة النظام، سهلة للغاية، بل وربما جاءت مصداقاً لرهاناته الأولى، عندما رد بإيجابية على مهمة الرجل وتصريحاته.

 

في المقابل، بدت المعارضة فاقدة للتوازن والإتزان، وهي تتعامل مع مهمة الموفد (الدولي/العربي)...فهي بدأت بتوصيف الرجل بما لا يليق بشخصه ومهمته وتفويضه...وهي إنتهت إلى وضع الشروط المسبقة، التي من شأنها تعقيد مهمة الرجل، فالحديث المتكرر عن تنحي الأسد وتحويله إلى "لاهاي"، كشرط مسبق للحوار...واقتصار مهمة على الحوار في الأساس على تسليم السلطة وتدير أمر المرحلة الإنتقالية، أمرٌ قد يصدر عن "منتصر" يملي شروطه وإملاءاته، وهذا ليس توصيفاً دقيقاً لوضع المعارضة السورية اليوم.

 

وعندما تكون المعارضة في موقع القادر على إملاء مثل هذه الشروط، فإن الحاجة تنتفي لعنان والتسوية والحوار والمنتظم الدولي والجامعة العربية...هذا أمرٌ غير واقعي على الإطلاق...فشروط المعارضة لافتتاح الحوار، يمكن أن تكون شروطاً لإختتامه، أو قواعد للمرحلة الإنتقالية، لكنك لا تبدأ مهمة من هذا النوع، بالطلب إلى طرف إلى تسليم مقاليد السلطة، وإلقاء الأوراق، والتنحي جانباً، وبعدها يبدأ الحوار...حوار على ماذا ولماذا، في حالة كهذه؟!.

 

أخشى أننا أمام حالة من "الإبتزاز المتبادل" تعيشها بعض أواسط المعارضة في الخارج، تمنع العقلاء فيها، من التقدم بتصورات تقصّر أمد معاناة السوريين...أخشى أننا أمام أطراف (بعضها لا جميعها)، لم تعتد تمتلك زمام قرارها المستقل، وباتت جزءا من لعبة الصراع على سوريا، التي تنخرط فيها قوى عربية وإقليمية ودولية فاعلة.

 

على أية حال، كان يمكن لموقف إيجابي من المعارضة حيال مهمة عنان، أن يضع النظام في زاوية ضيقة...الآن تتجه الأمور نحو إلقاء الكرة في ملعب المعارضة...كان يمكن للمعارضة أن تضع شرط وقف الحملة المنتظرة ضد إدلب وريفها ابتداء، وفتح حمص أمام فرق المساعدات الدولية...كان يمكن للمعارضة أن تتقدم بلائحة مطالب، تكشف زيف "الترحيب" غير المكلف، الذي أبداه النظام حيال مهمة عنان.

 

طوال أشهر الأزمة الاثنتي عشرة الفائتة، كنا نقول ونردد بأن النظام عدو نفسه....اليوم نعيد تكرار العبارة ذاتها، ولكن في وصف المعارضة هذه المرة.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ