ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 20/02/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

مسار ثورة شعب سورية على أبواب النصر .. بين ثورة شعبية حسمت أمرها.. ومناورات سياسية تتيه بأصحابها

نبيل شبيب

اللافتات في المظاهرة الكبرى في المزة في قلب دمشق تعلن: "هنا باباعمرو، جميع أحياء دمشق ستصبح باباعمرو" وتحيي من خلال باباعمرو وثواره وشهدائه حمص وأخواتها من أقصى سورية إلى أقصاها، كما تحييها الحناجر والهتافات في أتارب وغيرها من أحياء حلب وريفها، فيتعاهد الثوار في كل مكان على المضي في ثورة الكرامة والحرية حتى النصر.. فلا بديل عن النصر.

عشرات الشهداء يوميا.. مئات الجرحى يوميا.. مئات المعتقلين يوميا.. قصف بالدبابات والصواريخ والمدفعية والمروحيات والرشاشات وأنياب الشبيحة الهمجية.. جميع ذلك ينشب أظفاره في جسد شعب سورية يوميا.. ثم يطلع من يظن نفسه "رئيسا" ليتحدث عن دستور جديد مفصل على مقياس استمرار تسلطه، يتكرم به على سورية وشعبها!.. ثم وسط هذا كله.. يتلاقى "إرهاب هذه العصابات ورئيسها" مع بقايا "إرهاب القاعدة وزعيمها" فيظهران وكأـنّهما في "حلف مشترك" ليحركا معا الأسطوانة المشروخة بشأن التخوف من انتشار أفاعيل القاعدة في سورية كما كان مع العراق، وبشأن "الحرب على الإرهاب!"..

تلك محاولة ماكرة فاشلة لتخفيف التعاطف المتصاعد مع الشعب المنكوب بتسلط العصابات، والذي انعكس في أن 12 دولة ودويلة فقط تدافع في الجمعية العامة للأمم المتحدة عن الإجرام الذي ترتكبه العصابات المتسلطة على سورية الوطن والشعب.. وانعكس في أن أكثر من 70 دولة تشارك حسب المعلومات المتوافرة حتى الآن في مؤتمر أصدقاء سورية في تونس عنوانه الرسمي على الأقل: دعم الشعب ضدّ التسلّط الهمجي.

أين وصل مسار الثورة الشعبية البطولية في سورية على خلفية هذه الوقائع من أسبوع واحد؟..

 

لحظة الحسم الثوري

لقد تحوّل اجتياح الأحياء السكنية بعد قصفها وقطع سائر الاتصالات معها والفتك بأهلها ومنع ذوي الضحايا من دفن شهدائهم ومداواة جرحاهم من حالة عدوانية إجرامية متنقلة من مدينة إلى أخرى ومن حيّ إلى حيّ، إلى "حالة أسدية هيستيرية" تستخدم العصابات الإجرامية فيها آخر ما لديها من "كتائب مدجّجة بالسلاح الروسي" وتستنجد ببوارج الحليف الإيراني وإمداداته جهارا نهارا بعد أن كان التستّر عليها عنوان الشهور الماضية..

هذا وسواه يؤكّد:

1- نهاية التسلط الإجرام باتت قاب قوسين أو أدنى..

2- هي نهاية يصنعها الشعب الثائر وقد انفرد به الميدان..

3- لئن اجتمعت دول العالم على إدانة المجرمين، فلم يعد كافيا إصدار البيانات والقرارات وبعض إجراءات المقاطعة المشروخة..

4- لن يقرّ التاريخ ولن يقرّ شعب سورية بعد تحرّره بأي ذريعة ما زال يوردها أولئك المتشبثون بمواقف وسياسات مهينة لأصحابها، تصدر عن قلة من المسؤولين في دول وشبه دول تضع مصالحها ومطامعها فوق جميع الاعتبارات الإنسانية، ناهيك عن الحق والعدالة والمواثيق الدولية..

إن معيار المواقف العربية والدولية من شعب سورية وثورته التي باتت على أبواب النصر -رغم الإجرام.. ورغم التهاون في التعامل معه- هو معيار واحد:

أن تتحول كلمات الإدانة إلى مواجهة المجرمين، وأن تتحول كلمات التعاطف إلى دعم الضحايا، ليس بالمعونات الإنسانية فقط، وقد بات حتى إيصالها محظورا حظرا يتحدى سائر ما تفرضه قوانين السلم والحرب على السواء، بل ينبغي أن يمتد الدعم إلى سائر ما يمكّن الثوار من أجل حرية الشعب وكرامته، لإنقاذه من آلة القتل بدبابات المجرمين ومدفعيتهم، بما في ذلك دعم الضباط والجنود الشرفاء الذي تحرّروا من قبضة العصابات وانحازوا إلى أحضان شعبهم الثائر ليلاقوا معه ما يلاقيه ويدفعوا عنه مثلما يدفعون عن أنفسهم إجرام المجرمين.

لم يعد يمكن القبول بالقول إنّ الشريك في الجريمة الكبرى التي مضى على ممارستها أكثر من أحد عشر شهرا هو "فقط" من يدعم المجرمين مباشرة بالسلاح والمال والتأييد، بل بات يسري ذلك أيضا على كل قادر على دعم الضحية ولا يفعل، سيان ما هي المسوّغات والذرائع التي يسوقها.. ومنها في هذه الأيام ذلك التلويح العبثي بخطر القاعدة وإرهابها، وجميعهم يعلم أن القاعدة لم ترتكب منذ نشأتها إلى اليوم عشر معشار ما ارتكبته العصابات الإرهابية المتسلطة على سورية وأهلها.. فضلا عن أنها لم ترتكب عشر معشار من قام بالغزوات العسكرية العالمية بحجّة شنّ الحرب عليها.

إن العبث بهذه الورقة لا يختلف اليوم عن ألاعيب تلك العصابات طوال الشهور الماضية، ولم يعد يمكن القبول بمزاعم أن هذه الألاعيب تنطلي على المسؤولين الأقربين من الدول العربية والإقليمية أو المسؤولين من القوى الدولية.

ما يجري في سورية هذه الأيام وصمة عار بمختلف المعايير، لا يواريها الكلام ما لم يقترن بالأفعال، ولا تغطّي عليها التصريحات النارية دون تقديم العون الضروري، وقد سجّل شعب سورية الثائر من البطولات وقدم من التضحيات ما يكشف أوراق جميع الأطراف، ويجعل وصمة العار تلحق بمن يرى المجرمين يفتكون فلا يتجاوز حدود إدانة لفظية، ويرى الضحايا يتساقطون فلا يتجاوز حدود التعاطف معهم.

 

أين الحسم السياسي؟..

لهذا أيضا لا بد من الإعراب عن استغراب ما لا يزال يجري على مسرح الساحة السياسية التي يمثلها المجلس الوطني السوري، فمع كل التقدير لأسباب تعود إلى نشأته الأولى بعد زهاء نصف قرن من "الموات السياسي" في سورية، ومع كل التقدير لما أمكن تحقيقه حتى الآن من إنجازات مهما كانت محدودة، يبقى أنّ دماء الشهداء تطالب الجميع بالارتفاع إلى مستوى مسؤوليتهم في هذه المرحلة بالذات..

ثورة شعب سورية التي تنادي "الشعب السوري واحد.. واحد.." تحتاج إلى من يتكلم باسمها ومن أجلها بلسان سياسي واحد وليس بعدة ألسنة في وقت واحد..

وثورة شعب سورية التي تلاقت على هدف التحرّر من الاستبداد وتجاوز كل ألوان التعددية الفسيفسائية إلى أن تستقر دعائم دولة دستورية تعددية، لا يمكن أن يمثلها ويسير بها ومعها إلا من يتجاوز تعدديته الفسيفسائية "الآن" وحساباته الذاتية، ليعطي من خلال كيفية "انتخاب قياداته" وكيفية "صناعة قراراته" دون تجاوز بعضه لبعضه الآخر، نموذجا على ما "يفكّر به" لمستقبل سورية بعد انتصار شعبها.. الذي يصنعه شعبها بشهدائه وتضحياته وبطولاته.. ولا يصنعه أي فريق سياسي.

شعب سورية لا ينصع النصر فقط بل يصنع أيضا من قلب الثورة قادة المستقبل.. ليتولوا بأنفسهم صناعة مستقبل بلدهم المحرر، عاجلا لا آجلا..

وسيصنع من قلب شعب الثورة أيضا قادة المستقبل الذين يحفظون في البلد الواحد لكل ذي حق حقه دون تمييز انتمائي ولا نعصب سياسي..

ولهذا فإنّ الثورة في هذه المرحلة الحاسمة التي وصل إليها مسارها، تعلن للمجلس الوطني السياسي ولكل من يتحرك اليوم سياسيا باسم سورية وشعبها:

1- من أراد أن يكون جزءا من المستقبل، يجب أن يضع نفسه الآن في ركب الثورة متخليا عمّا لا يزال يربطه بمعطيات ماضٍ كريه، كان يرتكز على دعامة الاستبداد من جهة، وعلى دعامة العجز عن إسقاط الاستبداد من جهة أخرى.

2- من أراد أن يكون جزءا من المستقبل، يجب أن يكون قادرا على الالتحام مع بني جلدته على مائدة واحدة لا يعلو حولها كرسي على كرسي.. ولا يعوّض العجزَ عن ذلك مسلسلٌ لا ينتهي من المحادثات في عاصمة عربية أو دولية بعد عاصمة، فقوة المفاوض من قوة الشعب الثائر أولا.. وليس المفاوض من يجلب "قوة" إلى الشعب.

3- سينتصر شعب سورية بعون الله تعالى.. ولكن الثمن الذي يدفعه وهو منفرد في ميدان الشهادة والبطولة، سيكون له أثره في قادم الأيام، وسيشمل ذلك الأثر علاقته بكل طرف من الأطراف، محلي وعربي وإقليمي ودولي.. ولا يُستثنى إلا من يساهم فعلا لا قولا في دعم الثائرين وهم يقطعون بأنفسهم دابر المجرمين.

من أراد أن يسأل.. فليسأل عن موقعه هو وعن مساره هو.. وليس عن مسار ثورة شعب سورية، وقد وصل إلى ساعة الحسم التي تصنعها الثورة والثوار، مثلما صنعت الثورة والثوار مراحل هذا المسار حتى الآن، وما يزال الشهيد يتبع الشهيد إلى جنة عرضها السموات والأرض.. وما تزال سورية الأبية ماضية على طريق النصر.. تحت راية سيكون لها ما بعدها على وقع هتاف الحناجر: (ما لنا غيرك يا ألله).

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ