ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 15/02/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

كرسي بحجم وطن

أ . محمد بن سعيد الفطيسي*

azzammohd@hotmail.com

هل حقا يمكن ان يتحول وطن بأكمله ليصبح بحجم كرسي , وان يتحول كرسي الى وطن !!؟ هل يمكن ان يسرق كرسي وطن !؟ وان يستبدل وطن بكرسي !؟ .

 أقولها بكل صراحة , نعم , يمكن ذلك ولا غرابة في الأمر !! بل يمكن ذلك بكل بساطة وسهولة , حين يصبح شان ذلك الكرسي ومنزلته ومكانته أهم من الوطن وقضاياه ومصالحه العليا وهموم أبناءه وحقوقهم , حينها يتحول ذلك الكرسي الى مارد ضخم يبتلع الوطن ويفترس حقوق الشعب , فيصبح هو الوطن بالنسبة لصاحبه , ويصبح الوطن مجرد كرسي .

 نعم .... يمكن ان يسرق كرسي حقير وطن عظيم بكل تاريخه وثرواته وانجازات أبناءه , حين يقوم ذلك الذي يمتطي الكرسي بخيانة الأمانة الربانية والوطنية فيحول الوطن الى مزرعة له ولأفراد أسرته وأقاربه وأصحاب المصالح عنده , وياليتهم يستحقون !! , حينها يمكن ان نقول بكل تأكيد ان ذلك الوطن قد استبدل بكرسي .

 وما أكثر الأوطان التي استبدلت بكراسي في أيامنا هذه على يد تلك الشريحة من المرتزقة و فاقدي الضمير والأمانة والإخلاص لأوطانهم وقضايا أمتهم وعقيدتهم , وما أكثر الكراسي التي أصبحت أوطان للرويبضة والطفيليات المتسلقة ومن يقتطع أكثر من وطنه ليتاجر به في أسواق البترودولار .

 ورغم تكاثر العضات والتجارب , فإننا ما نزال نشهد في كل يوم : ( ضحية تؤدي ضريبة الذل كاملة , ضحية تخون الله والناس – والوطن - , وتضحي بالأمانة والكرامة , ضحية تلهث في اثر – كرسي – وتلهث في اثر المطمع والمطمح , وتلهث وراء الوعود والسراب , ...... ثم تهوي , وتنزوي هنالك في السفح خانعة مهينة , ينظر إليها الناس في شماتة , وينظر إليها السادة في احتقار ).

 فهل عرفتم من هم أولئك الباعة ؟ إنهم المتاجرين بأوطانهم بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِا مِنَ الزَّاهِدِينَ ؟ إنهم كل الذين قدر لهم يوما ان يجلسوا فوق ذلك الكرسي , ولكن – وللأسف الشديد – لم يكونوا بقدر تلك المسؤولية , فخانوا أماناتهم وخانوا ما أتمنوا عليه , وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شانهم ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 نعم ..... إنهم أولئك الذين يستكبرون على خلق الله ويمنعهم ( برستيج ) مناصبهم من الابتسام في وجوههم ومخالطتهم وحتى السلام عليهم , إنهم أصحاب الهيبات المصطنعة الزائفة , الذين يضنون أنفسهم مخلدين على " كراسي الحلاقين " , إنهم أولئك الذين يغلقون أبوابهم في وجوه عامة الناس والفقراء والمحتاجين ومن وضعوا أصلا على ذلك الكرسي لأجل خدمتهم ورعاية مصالحهم , فلا تفتح أبواب مكاتبهم إلا لأمثالهم الذين امتلأت بهم المستشفيات والعيادات بسبب التخم وموائد الطعام .

 فإلى الذين باعوا وتجاروا في أوطانهم وقضاياها واستبدلوها بكرسي , الى الذين خانوا أماناتهم وخانوا دينهم وقضايا أمتهم وعقيدتهم وخانوا أوطانهم , سيأتي يوم تنزلون فيه من على تلك الكرسي , وتتخلى عنكم كما تخليتم انتم يوما عن أوطانكم وأماناتكم وضميركم من أجلها , ثم سيأتي يوم تقفون فيه وحدكم بدون ذلك الكرسي الذي لم يعد كما تصورتموه يوما بكرسي " طويل العمر " أمام ملك الملوك وجبار السماوات والأرض , فماذا انتم صانعون حينها ؟ وماذا انتم قائلون عن خيانتكم لتلك الأمانة ؟ يقول الحق عزوجل في محكم كتابه العزيز { وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً } صدق الله العظيم.

 ملاحظة : هذا الطرح لا يقصد به سوى من يستشعر في نفسه انه استبدل وطنه بكرسي .

ـــــــــــــــ

*باحث في الشؤون السياسية

رئيس تحرير مجلة السياسي التابعة للمعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية

====================

القتلة في سورية هدفهم الحصانة

د.قصي غريب

إن القمع السياسي ، والتردي الإقتصادي ، والإختناق الإجتماعي الذي أصاب الشعب السوري من قبل النظام الشمولي الإستبدادي الطائفي الحاكم بالقوة المفرطة الغاشمة قد أدى إلى انسداد الآفاق وانغلاق المسارات أمامه ؛ مما خلق عدم مواكبة بين حركته وأشواقه إلى الحرية والكرامة والحياة الأفضل ، وبين سياسة النظام الطائفية المبتذلة التي نتج عنها تفرعات بإتجاه أطر غير محسوبة ومسيطر عليها من قبله تمثلت باندلاع انتفاضة شعبية في 15 أذار2011 عمت أرجاء سورية تطالب بإسقاطه وإقامة دولة القانون والمواطنة.

 ولكن من أجل البقاء في السلطة إلى الأبد اتخذ النظام الإستبدادي الطائفي خيار الحل الأمني والعسكري وسيلة لمواجهتها على أمل إخمادها ووأدها ، وبما أن بقاءه في السلطة مرتبط ومرهون بالعامل الخارجي ، ولدحض حق الشعب السوري بالحرية والكرامة والحياة الأفضل مثل البشر الأسوياء ، ولتضليل الرأي العام العربي من أجل الوقوف إلى جانبه تفتق ذهنه الباطني الرث عن أن استخدام وسيلة العنف السادي والقتل المفرط الوحشي ضد الشعب السوري الثائر ستدفعه إلى طلب الحماية والتدخل من قبل المجتمع الدولي من أجل إنقاذه ، وأن هذا الطلب سيثير حفيظة الرأي العام العربي المكلوم بالتجربة المرة لإحتلال العراق - والتي حالته تختلف جذرياً عن الحالة السورية حيث قامت الولايات المتحدة باحتلاله من أجل إخراجه من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي - ومن ثم ستدفعه إلى استهجان الطلب الشعبي السوري ؛ والوقوف إلى جانب النظام الإستبدادي الطائفي وتأييده ، وتطبيقاً لهذه السياسة الباطنية الرخيصة فقد قام باقتراف الجرائم الفظيعة ضد الشعب السوري وثائريه مما دفعهم دفعاً مرغمين إلى طلب الحماية والتدخل من قبل المجتمع الدولي ؛ ولذلك فإن البعض من هذا الرأي العام العربي المغفل والمضلل قد أعرض عن الإنتفاضة الشعبية السورية ومطالبها الحقة ، ونسى ما قام به النظام الإستبدادي الطائفي من انتهاكات وفظائع منهجية وجسيمة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية ؛ والتي تعد بمثابة جرائم ضد الإنسانية أدانها مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة ، وأكد على أهمية محاسبة المسؤولين عنها ، والحاجة إلى وضع حد للإفلات من العقاب منها ، ومع ذلك فقد وقف الجهلة المغفلين والمضللين منهم مع بعض أدعياء الإنتماء إلى التيار القومي العربي - وخاصة منهم أصحاب الهويات الثانوية المتخلفة التي تعيش خارج العصر ، فضلاً عن أدوات وحلفاء المشروع الطائفي في المنطقة - وتبنوا وجهة نظر النظام الإستبدادي الطائفي الذي يدعي المقاومة الوهمية والممانعة المزيفة التي تقوم على وجود مؤامرة أميركية صهيونية ضده ، وأعلنوا تضامنهم معه تحت شعار رفض التدخل الأجنبي في سورية ؛ من منطلق أن هناك مؤامرة أميركية صهيونية لإسقاط نظام المقاومة والممانعة ، وبدأوا يحرضون بأسلوب غوغائي على قتل الشعب السوري الذي غدا عندهم ( عميل ) لأميركا وإسرائيل ، في حين أن النظام الإستبدادي الطائفي الذي سلم الجولان من دون قتال ، وتاجر بالقضية الفلسطينية وخذلها ، وذبح الفلسطينيين ؛ قد أصبح عندهم أكثر وطنية وقومية ، وأحرص على سورية والقضية الفلسطينية من الشعب السوري ، ونسوا أن المذابح والفظائع التي اقترفها وما زال يقترفها ضده والتي وصلت الى جرائم ضد الإنسانية كانت وراء أسباب طلب الحماية والتدخل من المجتمع الدولي من قبله ، ويعد هو المسؤول الأول عن استجلاب التدخل الخارجي المرفوض أساساً في الثقافة الوطنية السورية ، وليس الشعب السوري الذي ما زال يذبح بدم بارد أمام ضعف وعجز عربي وتخاذل وتردد دولي مع سابق الإصرار.

وفي سياق استخدام العنف السادي والقتل المفرط الوحشي من قبل النظام الإستبدادي الطائفي ضد الشعب السوري وسيلة من أجل البقاء ؛ فإنه بعد الفيتو الروسي الصيني لصالحه يقوم وبشكل محموم بالحملات العسكرية ، والإيغال بارتكاب مجازر دموية منهجية في المدن والمناطق السورية الثائرة ؛ وخاصة في مدينة حمص - العمود الفقري للإنتفاضة الشعبية - ، ويعود سبب ممارسة هذا السلوك الدموي من قبله لتحقيق عدة أهداف يأتي في مقدمتها : أنه ما زال يراهن على الحل الأمني والعسكري في قمع ووأد الإنتفاضة الشعبية ، فأضغاث أحلامه قد صورت له أن إخماد الإنتفاضة في مدينة حمص - عاصمة الثورة - قد تؤدي إلى إخمادها ووأدها في كل أنحاء سورية ، كما أنه قد حسب أن الإيغال في العنف السادي والقتل المفرط الوحشي - وخاصة في المناطق الساخنة للإنتفاضة ، وارتفاع عدد الضحايا والدماء التي تسيل فيها - قد يؤدي الى انتشار حالة القنوط واليأس بين الثائرين ، وازدياد التململ بين الأهالي ، ومن ثم يدفعهم هذا الوضع إلى القبول بأي حل ، والأهم من كل ذلك فقد أصبحت لديه قناعة راسخة بأنه لم يعد مقبولاً وطنياً ، وإقليمياً ، ودولياً ، ولذلك من أجل الخلاص وإنقاذ نفسه ، والحفاظ على سلامته ، وخاصة إنقاذ عائلة الأسد ، فهو يراهن بأن الإفراط بالقتل المنهجي قد يجبر الشعب السوري - الذي يذبح وينزف ويقف وحيداً في هذه المواجهة الصفرية ، وكذلك الجامعة العربية المهتمة بحل الوضع السوري ، فضلاً عن المجتمع الدولي بأن يكون جزء من الحل السياسي في سورية ، حيث يعتقد أن الإيغال في العنف السادي ، والقتل المفرط الوحشي سيجبر الشعب السوري ويدفعه إلى الرضوخ لشروطه ؛ ولاسيما تحقيق هدفه الذي يقوم على أنه لن يتخلى عن السلطة ويسلمها إلا بالحصول على حصانة كاملة من الملاحقات القانونية والقضائية له تبعده عن أي مساءلة جنائية في المستقبل ، بحيث يمنح بشار الأسد وعائلته ومن عمل معهم - في جميع أجهزة ومؤسسات الدولة المدنية ، والعسكرية ، والأمنية خلال حكمهم - حصانة من الملاحقة القانونية والقضائية ، ويعد هذا قانون من أعمال السيادة ، ولا يجوز الغاؤه أو الطعن فيه ؛ على غرار منح الحصانة ضد الملاحقة القانونية والقضائية التي حصل عليها حاكم اليمن المستبد علي عبد الله صالح ومن عمل معه خلال مدة حكمه من أجل التخلي عن السلطة بناءاً على المبادرة الخليجية.

 وفي هذا الشأن وبلقاء مع فضائية مصرية " سي بي سي " قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي : ما هي المشكلة في أن يعطى بشار الأسد ضمانات ويرحل عن السلطة ؟.

وعليه فإن استخدام العنف السادي ، والقتل المفرط الوحشي من قبل النظام الإستبدادي الطائفي ضد الشعب السوري الثائر الهدف منه الحصول على ضمانات قانونية وقضائية له ؛ مقابل التخلي عن السلطة ، ولكن انطلاقاً من تحقيق العدالة ، والوفاء لدماء الشهداء ، ودموع الثكالى والأيتام ، وعذابات المعتقلين يجب أن يقدم كل من أراق نقطة دم من الشعب السوري واستخدم العنف والقتل ضده الى المحاكم الجنائية ، فلا بد من محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان ، وعدم القبول بإفلاتهم من العقاب ، ويأتي في مقدمة الذين يجب أن يحاسبوا : بشار الأسد - لأنه المسؤول الأول عن كل الجرائم كونه رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة – ومعه كل أركان نظامه من المدنيين ، والعسكريين ، والأمنيين الذين استباحوا حرمة الشعب السوري العظيم بوحشية حيوانات الغابة المفترسة.

======================

"الحريات الخمس" طريق الإتحاد...هكذا تحدث المرزوقي

عريب الرنتاوي

يجول الرئيس التونسي، المثقف والناشط الحقوقي، منصف المرزوقي، في عواصم الاتحاد المغاربي، رافعاً لواء "إعادة الروح إلى جثة الاتحاد الهامدة، وضخ دماء جديدة في عروقه المُتيبسة"...الرئيس الأول لجمهورية الاستقلال الثاني لتونس الديمقراطية، يسعى في إقناع قادة الدول المغاربية المتحوّلة ديمقراطياً لولوج مقاربة جديدة في التعامل مع هذا الملف الذي ظل مغلقاً في عهد الديكتاتوريات.

 

وجهة نظر الرئيس النشط، تقوم على إعادة بناء الاتحاد على قاعدة "الحريات الخمس"، والتي تشتمل على حرية مواطني الاتحاد في التنقل والعمل والإقامة داخل دوله الخمس، فضلا عن حرية تنقل الرساميل والاستثمارات والخدمات في طول الاتحاد وعرضه، فهذه هي القاعدة الصلبة التي تجعل "الاتحاد" مطلباً شعبياً، مدعّماً بأعمق المصالح الحيوية لمواطنيه ومواطناته.

 

وعندما يُسأل المرزوقي عن الحاجة لحل أزمة الخلاف بين الجزائر والمغرب على خلفية قضية "الصحراء والبوليساريو"، قبل الشروع في إحياء الاتحاد المغاربي، فإنه يجيب: "لندع هذا الخلاف جانباً، لنتركه للأمم المتحدة التي أحيل إليها ملف النزاع، ولنشرع في بناء سياق جديد، وخلق بيئة نفسية جديدة، سيكون ممكناً بها ومعها، التعامل مع مشكلة الصحراء، التي أجهزت على تجربة الاتحاد، بطريقة مختلفة.

 

والمفارقة الأولى اللافتة للانتباه، أن المرزوقي الذي سار على البساط الأحمر الذي فُرش له في مطار هواري بومدين، وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في صدارة مستقبليه، ظل اسمه حتى عشية زيارته الرسمية للجزائر مُدرجاً على القائمة السوداء للأشخاص الممنوعين من دخول البلاد، استجابة لطلب من سلطات نظام زين بن علي البائد، الذي ارتبط عهده بعلاقات وثيقة مع الحكم الجزائري...أما المفارقة الثانية للانتباه، فهي أن الرئيس التونسي، الذي عانى المنفى لسنوات طوال في العهد البائد، كان اتخذ ولسنوات طوال، من المغرب منفى له، حتى أن والده ما زال مدفوناً هناك، وقد قام بزيارة قبره في أول زيارة له للمغرب منذ الثورة التونسية وتوليه شخصياً أول رئاسة تونسية بعدها، وقد حظيت زيارته بمزيج من الاستقبال الرسمي والتفاعل الشعبي اللافتين.

 

وكنت تابعت في الرباط، ورشة عمل بعنوان "اتحاد مغربي كبير بلا حدود"، عُقدت بالتزامن مع زيارة المرزوقي، وفيها تحدث مثقفون وسياسيون من دول المغرب الخمس، عن الحاجة لإلغاء الحدود بين دول الاتحاد، وتفعيل "الحريات الخمس" التي تحدث عنها المرزوقي، وسط مناخات من التفاؤل، بأن رياحاً جديدة تهب على شمال أفريقيا، مع هبوب ربيع العرب الذي بدأته تونس، ووسط آمال عراض، بأن المنطقة برمتها، قد تلج حقبة جديدة مغايرة في تاريخها المعاصر.

 

الديكتاتوريات، نظم الفساد والاستبداد، تجيد الاقتتال فيما بينها، امتداداً لحروبها الموصولة والمستمرة ضد شعوبها...الديكتاتوريات تجيد إغلاق الحدود، وإعمال سيف "المهددات الأمنية" وخلق الأعداء الوهميين والفزاعات التي "تشد" عصب المواطنين، وتصرف اهتماماتهم إلى "أعداء خارجيين" حتى وإن كانوا "إفتراضيين"، بدل التفرغ لمقارعة فساد الحكام واستبدادهم...الديكتاتوريات لا تستطيع العيش والاستمرار من دون "عدو خارجي".

 

دول المغرب العربي، بعد ثورتي تونس وليبيا، وبعد التحولات الهامة التي يشهدها المغرب، والتغييرات التي بدأتها موريتانيا منذ سنوات، تبدو في وضع أقرب ما تكون فيه للوصول إلى ضفاف الاتحاد الديمقراطي، الطوعي، المبني على أساس تعظيم المصالح والمشتركات، والتصدي الجمعي للمشاكل والتحديات بشتى أشكالها وميادينها...وإذا قُدّر للجزائر أن تلتحق بركب شقيقاتها، ونأمل أن يتم ذلك قريبا، وبصورة سلمية وسلسلة، فإن حلقة التحوّلات الديمقراطية، ومعها حلقة بعث الاتحاد، تكون قد بلغت شواطئ الأمان.

 

ونخص الجزائر بالذكر، ليس من باب أن الأوضاع في عدد من الدول المغاربية قد باتت محسومة لصالح البديل الديمقراطي، بل لأن الجزائر والمغرب، هما الدولتان المحوريتان في هذه المنطقة، وصراعهما الممتد لسنوات وعقود، فضلاَ عن التدخلات الضارة، الممتدة لسنوات وعقود أيضاً، لحكم الطاغية الليبي الراحل معمر القذافي، أفشل تجربة الاتحاد، وحال دون انطلاقها في أثر التجربة الاتحادية الأوروبية.

 

الآن، تبدو الصورة مختلفة كثيراً، والفرص تبدو واعدة أكثر من أي وقت مضى...والخلاصة التي نستشفها من جولة المرزوقي وتداعياتها وردات الفعل عليها، تؤكد أن الديمقراطية هي طريق العرب للحرية والكرامة والاستقلال والوحدة كذلك...وحدها "الديمقراطيات" تستطيع أن توفر حلولا "عقلانية" للمشاكل العالقة فيما بينها...وحدها "الديمقراطيات"، يمكن أن تستعيد مجد الشعار الغابر: "أمة عربية واحدة...".

======================

هل يتآمر الشعب على نفسه؟

علي الحاج حسين

alihoussain@gmail.com

لا يختلف موجز رواية السلطة السورية عن تفاصيلها فيما يخص حركة الاحتجاج سوى بمجموع عدد الكلمات، ورغم أن الاضطرابات عمت البلاد، وتكاد تهز عرش الجلاد، وأسفرت عن مقتل آلاف المدنيين منذ قرابة عام، تنسبها السلطات حصرا إلى "مجموعات إرهابية مسلحة من المندسين تسعى لزرع الفوضى في إطار مؤامرة يدعمها الخارج".

وللبرهنة والتدليل على "صحة" روايته جنّد النظام بضعة وجوه من مثقفي البلاط المهتمين بالبحث عن قبعة القبطان أثناء غرق السفينة، مهرهم بدمغة "منحبكجية" ومنحهم شرف تجميل قبحه وتنظيف غسيله من خلال تناول مأزقه المحلي والدولي إعلاميا بعد أن بصق بأفواههم "علكة" سحرية لتفسير الأزمة، يلوكونها مهمهمين متبارين أمام كاميرات الفضائيات، جاهدين لترسيخ تسمية الأشياء بغير اسمائها الحقيقية، ومن لا يبلي منهم بلاء حسنا ولا يقنع السامع والمشاهد بصدقية الزاعم بأنه ولسوء حظ الشعب السوري، دبر له كيد الحاسدين "مؤامرة كونية" لتسرق منه حسن الطالع من سعد وخير ورفاه يعيشه في ظل نظام يسهر على أمنه وعيشه كافلا للجميع العدل والمساواة والأمن والأمان، موفرا لكل الناس أسباب الراحة والتنافس المتكافئ. ويضرب هؤلاء ال"منحبكجية" أخماسا بأسداس متلطين خلف عباراتهم التي لم تعد تطرب حتى أسماع سادتهم أنفسهم. وفي المقابل أزداد عدد "المندسين" و"المتآمرين" على أنفسهم مما يوهم أن هذا الشعب جله يتآمر على نفسه وفقط حاكمه وبعض من حوله يحاولون حمايته من نفسه.

امتهن النظام سياسة قنص الفرص واللعب بأوراق الآخرين من خلال تهديد الأمريكان باستقرار إسرائيل، تركيا بحزب العمال الكردستاني، العراق بتهريب المسلحين، لبنان بإغلاق الحدود، حركة فتح بحماس، الحريري بحزب الله، الأكراد بالسريان، المسيحيين بالإخوان، العلويين بالسنة، السنة بالشيعة، الدروز بعشائر سهل حوران، ويهدد المغتربين بأهلهم، ويهدد الأهل بأعراضهم، يهدد الفروع الأمنية ببعضها، ويهدد رجال الأعمال برامي مخلوف، ويهدد عائلتي مخلوف وشاليش بأولاد رفعت،... ونعلم جميعا أنه يهدد شعبه بالحصار والقتل، ويهدد المتظاهرين بالشبيحة، ومع هذا كله مازال يتهم نفسه بالوطنية ويتحدث عن "مؤامرة كونية" تستهدف نظام الحاكم الرشيد..! كتلك المومس التي تعظ بالأخلاق. إلا أنه ومهما يكن من أمر لا يعرف التاريخ شعبا تآمر على نفسه ولا حاكما انتصر على شعبه.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ