ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 04/02/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

انتفاضتنا في ذكرى المولد

محمد هيثم عياش

يصادف علينا يوم السبت من 12 ربيع الاول 1433 للهجرة الموافق ليوم 4 شباط/ فبرايرا من عام 2012 للميلاد ذكرى مولد سيد البشر وخاتم النبيين رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، ويأتي ذكرى مولد الرسول ودخول انتفاضة شعبنا المباركة في سوريا ضد نظام الطاغية الصغير بشار اسد وازلامه / أصنامه الصغار/ شهرها الحادي عشر ، فمقارعة شعبنا للطغاة شبيهة بمقارعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم للكفر ، ففي الثاني من ربيع الاول بعد مرور اربعين عاما على المولد اي في عام 610 للميلاد جاء الوحي ومعه الحق الذي زهق الباطل فالباطل مهما حكم وطغى وبغى فان مصيره الزوال ، والرسول صلى الله عليه وسلم ومعه الصحابة سالت منهم دماء كثيرة من اجل الاسلام واقامة دولة السلم والاسلام والحق والعدالة وانتصروا ووصلت رسالة الاسلام الى جميع بقاع المعمورة . وها هو شعبنا الآن يقارع الباطل ، ومنذ احد عشر شهرا لا تزال الدماء تنزف وما من يوم الا ويسقط به عشرات الشهداء والجرحى ونزيف دماء شعبنا سيستمر حتى النصر لان انتفاضته مباركة تستمد قوتها من الله تعالى وعلى شعبنا وضع نصب عينيه الاستمرار في انتفاضته ويأخذ من انتفاضته وجهاده الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته قدوة له ولن تذهب الدماء التي سالت وستسيل سدى .

ان يوم المولد ويوم البعثة ويوم الهجرة كانت أيام الخير للبشرية جمعاء ، ففي يوم المولد أخمد الله نار المجوس في ايران اذ لم تخمد نيرانهم لمدة وصلت الى اكثر من الف عام ورأى قيصر ابلا عناقا في بلاده ورأت والدة الرسول آمنة بن وهب قصور بصرى الشام وفي يوم البعثة حجبت الشياطين عن أخبار السماء فكانت اذا أرادت الصعود الى السماء الدنيا رميت بالشهب وفي يوم الهجرة وما أدراكم ما يوم الهجرة فيها كان تأسيس اول دولة في الاسلام وانتشر الاسلام ببقاع الارض .

فيا شعبنا استمر في انتفاضتك وإياك إياك الاستسلام للطاغية وأزلامه فاستسلامك ذبح الشعب السوري عن آخره وتدمير المساجد والكنائس وتسوية الارض عن بكرة ابيها ، ارفعوا رأسكم ايها الشعب السوري المظلوم ايها الشعب الابي الذي يشهد لكم العدو قبل الصديق ببطولتكم وشهامتكم وصدق اسلامكم ومسيحيتكم ، اجعلوا من يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم يوما مباركا لانتصاركم على الطاغية فانكم على حق والطاغية على باطل جاهدوا عدو الاسلام والعرب واعيدوا سوريا دولة الحرية والكرامة .

===================

الشعب يقبر منطق المجزرة

 د. سماح هدايا

دول الأنظمة العنصريّة، نواتها الإرهاب والقتل والمجزرة، فأسلحة الترهيب والتخويف والإرعاب وسيلتها لفرض سيطرتها وهيمنتها، وبسط نفوذ مخططها السلطوي العنصري. والتجارب في العالم كثيرة، ولا تقتصر على ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية، بل تمتدّ طويلا وواسعا، وربّما أصبح الآن على رأسها نظام سوريا الأسدي مع إسرائيل.

تمتاز دول الأنظمة العنصرية برؤيةٍ قاصرة وبصرٍ قصير؛ فغرورها الطافخ بفوقيّة عنصرية، يمنعها من تأمل المسألة السّياسيّة والاستفادة من تجارب التاريخ، فإصرارها على استخدام الإرهاب والعنف يؤكد أنها لا تدرك أنّ ما من نظامٍ عنصري إرهابي صمد طويلا وبقي قويّا.

 النازية التي نشرت الرعب مع كلّ جندي وجاسوس، ومعسكر، ومعتقل جماعي، قد تحطمت. والجيش الأمريكي الذي رعى ونفّذ حرب الإبادة في العراق انسحب خارجا. وإسرائيل التي ارتكبت بأسلحة عصابات الهاغانا والإرغون وشتيرن، وبوحشيّة وجيشها الإرهابي وإجرام جهاز الموساد عشرات المجازر، راح ضحيتها الآلاف من الشعب الفلسطيني، وامتدت إلى لبنان ومصر وبعض الدول العربية، لم تنجح مجازرها المستمرة منذ بداية القرن السابق، حتى الآن في جعل عموم الشعب الفلسطيني يتنازل عن حقوقه وأرضه. وما استطاعت فرنسا الاستعماريّة البقاء في الجزائر، على الرغم من كل ماارتكبته من مجازر، خصوصا في في يوم 8أ أيار 1945، عندما واجهت مطالب الشعب بالحرية والاستقلال، بقواتها العسكرية الباطشة، وبعصابات المستوطنين العنصريين، لتقتل عشرات الآلاف. عشرات الاف من الضحايا التي قدمها الشعب الجزائري في يوم واحد لم تجعله يركع ويستسلم ويخرج من المعركة. وما اندثرت مدينة بغداد التي جرت فيها مجازر المغول التتار عام 1258، وعام 1400، عندما حصل تدمير أهم معالمها الحضارية، على يد كتائب الإرهاب والتوحش، التي حقدت على ثقافتها ورمت في نهرها مئات آلاف الكتب التي صبغ حبرها الماء بالأسود. بل ظلّت قائمة، ثمّ دمرت مرة أخرى أمام إرهاب الجيش الأمريكي. ومازالت تقاتل العدو.

 إنّ منطق المجزرة هو حجر الأساس في بقاء النظام السوري، وهو فعل مقصود مبرمج، ضمن نطاق نظام الدولة الإرهابية؛ فمخطىء من يظن أن المجازر التي ارتكبها النظام هي عمل فردي ثأري، بل هي مخطط ومنهج لإحكام السيطرة وبسط النفوذ. وقد نجح النظام السوري في خلال عقود حكمه الفائتة باستعمال المجزرة كمطرقة لدهس إرادة الشعب. فالنظام تحت عنوان المجزرة استخدم الهجوم العنيف، وسيلة دفاع، واعتمد على أسلحة العصابات الإرهابيّة( ولها في كل زمن اسم)، وعلى القوة العسكرية، وقوى الأمن. وأدواته الترويع والتخويف الترهيب والبطش والقتل، لتصفية أيّ معارضة أو وأد روح الاختلاف، وخنق مطالب الشعب بالحرية والكرامة والعدالة، لأنها ناقضت وجوده الاستبدادي الاسنعبادي العنصري الفاسد . وليست المجزرة منفصلة، أيضاً، عن منطق الاغتيالات والتصفيات التي نفذها النظام بكيثر من المعارضين أو المنافسين أوالمثقفين الخارجين عن السرب.

 والمجزرة، في يوميات النظام الأسدي السوداء، ليست فعلا مؤقتا أو فكرة عابرة، بل سياسة ثابتة تمركزت في توجهاته؛ فقد أقدم على النظام على تنفيذ سلسلة من المجازر في حماة وجسر الشغور وحلب وتدمر وصيدنايا. وفي أماكن حراك الثورة السوريّة، وذلك في سلسلة سياسات ثابتة لفرض سيطرته ونفوذه، ولإسكات المعارضين وكم الأفواه والإرادات والحريات، وتصفية من يرفض. والمجازر التي ارتكبها النظام الأسدي، ومازال يرتكيها، وراح، ضحيتها عشرات الآلاف من المقتولين والمهجرين والنازحين والمعتقلين والمفقودين والمجروحين في الكرامة والجسد والروح والضمير، حققت الهيمنة وإحكام السيطرة لبعض الوقت والعقود؛ لكنّها أصبحت الآن أمام نهضة الشعب السوري وثثبته التحرّريّة أوهى من أن تنتصر .

 ربّما تمثّل مجزرة حماة تتويجا لوحشية النظام وبطشه، لكنّ مجزرة حماة ليست الوحيدة، وإن كانت الفاجعة الكبرى، فقد سبقتها مجازر، ولحقت بها مجازر ....وربما لن تقف ألة المجزرة في المدى المنظور، لأن النظام سيقاتل بسلاحها لكي يحقق نصرا عسكريا في معركته مع الشعب السوري الثائر.. وربّما، بحمى هذا السعير، لن تبقى مدينة سورية بعيدة عن رائحة المجزرة. فمجزرة حماة التي تعدّ من أكبر المجازر العربية في القرن العشرين. .. بل هي مجزرة كبرى، بدأ نزيفها في 2 شباط عام 1982 عندما اقتحم جيش الأسد مدينة حماة بقيادة العقيد رفعت الأسد تحت شرعية رئاسة حافظ الأسد، وخلفّت على مدار قتل يومي لمدة 27 يوما 40 ألف قتيل و100 ألف نازح ، و60 ألف معتقل و20 ألف مفقود،" بحسب أرقام صفحة الثورة السوريّة". إنها مثال صارخ على الوحشية والإرهاب وصمت الضمائر العربيّة والعالميّة، ففيها صورة شديدة البشاعة لحرب إبادة . لكنّ ماجرى بعدها في المعتقلات والسجون وما يجري الآن في عشرات المجازر من القتل الوحشي والتهجير والتشريد والتصفية والاعنقال، هو فصول جديدة من المجزرة، ومنطلقها الأعمى والإجرامي عقيدة النظام ألأسدي المتمثلة في أن القوة العسكرية والأمنية ستحسم الوضع لصالحه في سوريا، والتي اعتمدت على مدى نصف قرن، تقريبا، سياسة التوحش الأمني لحماية مصالح مجموعة مجرمة فاسدة متكالبة على السلطة، ورعاية تنفيذ المخطط الاستبدادي العنصري الإرهابي لبقائها ممسكة بزمام سلطتها غير الشرعيّة وغير القانونيّة، القائمة بالاستعلاء والاستقواء على الضعفاء.

 لن ينتهي زمن المجازر إلا بسلاح مضاد هو سلاح الشعب الماضي ، وها هو الشعب السوري، يرفع قوته الغاضبة الثائرة في وجه الاستبداد والإرهاب والمجزرة. فالناس التي كانت مغلوبة على أمرها خوفا من البطش، تحرّرت.....والناس التي خذلت حماة وسكتت على مأساتها خلعت لبوس الذل وغضبت تقوم للثأر التاريخي استرجاعا لشرف سوريا الحرة وضمير الأمة ولنصرة الشعب ونصرة حماة ونصرة كل مدينة وقرية منكوبة. الإرهاب والبطش لن يكسبا المعركة طويلا . فقد أثبتت الثورات الوطنية تمسّك الشعب السوري بالثوابت الوطنية. ربما لم نكن سابقا مستعدين لخوض المعركة، لكنّ الشعب، الآن، مستعد للنصر في المعركة؛ فلكلّ تاريخ لغته ومعناه. ومن قال أنّ الإرادة والتحدي لا يقهران خطر البطش والوحشيّة. الشعب تحرر من خوفه وسيتحرر قريبا من سفاحيه. سيقهر عصر العبوديّة والمستبدين وسوف يقبر منطق المجزرة..

====================

حماه في شباطها الثلاثين ...عبور إلى الحرية والعدالة.

د.نصر حسن

ثلاثون عاماً انقضت على مجازر حماه 1982 ، مأساة العصر التي نفذها مجموعة من المجرمين بكل همجية ،ضد مدينة هي بداية التاريخ الإنساني وإحدى رموزه الخالدة ، حماه حاضنة الكبرياء والعزة والكرامة والإباء ، ومهد التضحية والفداء ، عبث فيها رهط من أشباه البشر، مارقين جبناء في غفلة من الزمن ، غطوا حقدهم وانحطاطهم الوطني والإنساني بشعارات برروا فيها جرائمهم !أوهموا فيها البعض أن المعركة بين رجعية وتقدمية ! بين مسلحين خارجين عن القانون ، وبين دولة العدالة والقانون! بين مجموعة مدعومة من الخارج! لتعطيل برنامج النظام في تحرير الجولان وفلسطين وتحقيق الوحدة العربية ! مهدوا الطريق لجحافل الموت ووجهوا طائراتهم وصواريخهم ودباباتهم وكل آلتهم العسكرية الخائبة نحو حماه وأهلها الآمنين ، أسلحة من المفترض أن الشعب السوري دفع ثمنها من لقمة عيشه، لتحرير الجولان المحتل وحماية الأمن الوطني والقومي !.

لكن لا أرض حُميت ، ولا أعرا ض أُصينت ، ولا كرامة وطنية احتُرمت ، ولا حرمة وطن حُسبت ، بل جغرافية وطن مُزقت ، وسيق الشعب إلى حالة من التفسخ والتشقق لم تشهده سورية في تاريخها ! رعاع لا ينتمون لهذا الشعب ، دُخلاء على تاريخه ،استغلوا بخبث قيم التعايش والمبادئ والتكوين التعددي التاريخي للشعب السوري وحقبة طغت عليها شعارات جامعة ،اختطفوا الوطن في مرحلة مجنونة ، وسيطروا على الجيش والقوة العسكرية ، وعاثوا في البلاد والعباد قتلاً وتعذيباً وإهانة ً ونهباً ،أشبه بالأساطير المرعبة التي ترويها أحلك فترات الظلم والظلام على مر العصور!.

قال المجرم رفعت أسد الذي نفذ مجازر حماه في شباط عام 1982 ،بالتعاون مع بقية القتلة من رموز العائلة الأسدية ،ومن والاهم من المرتزقة الرعاع "أنه لا يعرف حماه ولم يزرها أبداً "! كلام يبطن إشارات متعددة ، أولاها الخوف من العدالة القادمة ، وثانيها تأكيد الكذب والمراوغة والخداع لزمرة العصابة التي تسمى مجازاً نظام!، وثالثها أن كلامه هذا ،قيل في وقت تشهد حماه وسورية كلها ثورة حرية وكرامة ،هي على أبواب الانتصارعلى هذا النظام الرجس وحقبته السوداء, وأخيرها تثبيت التناغم مع جوقة العصابة وموسيقاها الدموية التي تعبر عن قلة الحياء ،وضعف الانتماء ،وغباء الطغاة على مر التاريخ ، حان الوقت لكي تتعرفوا على حماه وسورية أيها المجرمون.

ما أشبه يوم الطاغية ببارحه ! الطاغية هو هو ! لم يدرك ،ولم يفهم أن الشعب السوري في ثورته الحالية، قد فجر الكمون التاريخي بركاناً على الظلم ، ولازال النظام يهذي كعادته ويجتر نفس خطابه المشروخ !...على من تعزفون مزاميركم أيها القتلة واللصوص؟!هل وصل بكم الأمر إلى هذا الحد من الضحك على النفس والفصام والانحطاط والهذيان ؟!،والبساطة بأن جرائمكم يمكن أن تُنسى، أو تمر بدون محاسبة ؟! أظننتم أن الدم البشري والكرامة الوطنية رخيصة إلى هذا الحد ؟! وأن ذاكرة حماه ضعيفة إلى درجة النسيان ؟! وأن الزمن السوري توقف أمام جبروتكم وطغيانكم ؟! وأن ما أنتم عليه وفيه ،سوف يستمر إلى ما لا نهاية ! فهل تلك الأرواح التي زُهقت ،والأجسام التي مُزقت ،والأبرياء التي قُتلت ، والأم التي ثُكلت ،والمدينة التي نُهبت وحُرقت , والكرامة الإنسانية التي أُهينت , والحرمة الوطنية التي أستُبيحت ؟!،أكل ذلك رخيص أمام نزوات شريرة لمجموعة من القتلة المجرمين الرعاع الذين يحسبون زورا ً أنهم من هذا الوطن ؟!وينتمون إلى تاريخ سورية العريق؟!.

ثلاثون عام ،وحماه تعيش مأساتها نازفةً بصبر،بصمت وكبرياء الانتماء لوطن ، والحرص على نسيج اجتماعي فريد غزله الشعب السوري ببراعته التاريخية ، ثلاثون عاما ً ونحن نضغط على الجراح حتى دون أنين ، حاولنا إخفاء الكثير من فصول الجريمة الوطنية ، قطعاً للطريق على نظام تحلل كلياً في العنف والخداع والمتاجرة وتخويف السوريين من بعضهم ، ورغم حجم المصاب الشخصي الذي أخذ شكل نكبة وطنية عامة ، ممتدة من العائلة والأهل والمدينة والوطن والمشروع التحرري ، ورغم وقوف البعض موقف المحتار أو غير المبالي مما حدث من نكبة وطنية ،كان لها تداعياتها الخطيرة على سورية ومستقبلها ، وآخرين وقفوا مع القتلة لهذا السبب أو ذاك، وآخرين هربوا من حجم الجرائم وتداعياتها ، وآخرين ...وآخرين ...برروا ، ورددوا ، وراهنوا .. على نظام مسخ الشعب السوري وسورية وتاريخها ،ولخصه كله في سورية الأسد إلى الأبد !!!. وصدقوا واستسلموا لنهج الطغاة ...وخالهم أن الزمن السوري توقف عند حضرة المجرمين !.

وصدق وعد الله والتاريخ ، بأن للظلم نهاية , وعلى الظالم تدور الدوائر ، وأن إرادة الشعوب أقوى من الطغاة , وكل حساباتهم وجبروتهم ووهمهم بالخلود ، فكانت حماه على موعد مع ثورة الحرية ، مع حلم نهاية ألم تعزفه نواعير العاصي موسيقى أبدية أصبحت رمزاً لخلود حماه الأبية ، مع أمل بادر إلى تحقيقه أطفال درعا الأبطال ، مفتتحين عهد البطولة السوري الجديد، الذي عم سورية بسرعة وقوة ،فاجأت النظام المجرم وأفقدته وعيه ، وتصرف آلياً بطبيعته الهمجية التي مارسها في حماه 1982 منساقاً وراء ذات الرغبات الشريرة ، وسالكاً نفس النهج الدموي ،ومسترسلاً في تبني عين الخطاب المشروخ ، ناسياً أن الزمن تغير ،والشعب السوري في هذه اللحظة التاريخية تغير ، وتجاوز خوفه ،وكسر حواجز مملكة الصمت والرعب ، الذي اعتاش عليها النظام لعقود ، وانقلب السحر على الساحر.

مابين مأساة حماه 1982 , وثورة الحرية والكرامة الحالية التي بدأها الشعب السوري في الخامس عشر من آذار 2011 ، إرادة شعب قرر أن يتحرر من جلاديه ، مضحياً بآلاف الشهداء الأبرار ، وملحمة تاريخية يخطها الشعب السوري ، بإصرار لا مثيل له في الحرص على الوحدة الوطنية واستمرارية الثورة بطابعها المدني ،رغم تغول العصابة وممارستها القتل والعنف المنفلت من كل قيود، وإرادتها الجبارة في الانتصار على الطغاة ، ووضوح مستقبلها في بناء سورية الجديدة الحرة الأبية الديمقراطية ، وطنا ً لكل أبنائها كما كانت عبر التاريخ مهد الحرف والحضارة والعيش المشترك.

تحية إلى شهداء حماه الأبرار , وإلى شبابها الأبطال الذين فتحوا باب الحرية والكرامة

تحية إلى شهداء وأبطال درعا الذين أشعلوا فتيل ثورة الحرية

تحية إلى حمص وشهدائها وأبطالها ...وإلى باب عمرو الملحمة الأسطورية

تحية إلى شهداء وأبطال ريف دمشق ، الذين أثبتوا لهؤلاء الرعاع أنهم مُحرروا سورية من الاستعمار والهمجية الداخلية .

تحية إلى كل شهداء وأبطال سورية الذين أثبتوا أنهم هم تاريخ سورية الحقيقي ، وأن العصابة المجرمة هي شاذة ودخيلة وزائلة لا محال .

تحية إلى الجيش السوري الحر ، إلى الأبطال الشجعان الذين رفضوا الانصياع إلى أوامر القتلة ، وأعلنوا وقوفهم إلى جانب أهلهم وشعبهم.

تحية فخر واعتزاز إلى ابطال الجيش الحر حماة الديار الحقيقيين ، الذين يدافعون عن المدنيين من همجية القتلة ، والذين أربكوا العصابة وحشروها في خيار الاستسلام أو الهروب .

تحية إلى الشعب السوري البطل الذي يخوض ملحمة الحرية وحيداً ...وإن يوم النصر قريب.

=====================

"العرب" في سوريا إذ يستنسخون مبادرة "الخليج" في اليمن ؟!

عريب الرنتاوي

كانت روسيا من بين أوائل التي عرضت "استنساخ" المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، سورياً...وقد استجابت الجامعة العربية لهذا العرض متأخرة بعض الشيء، فرضته روسيا...وما يجري من سجال حاد في أروقة مجلس الأمن، يعكس حالة تبدل المواقف والمواقع بين الأطراف وبسرعة مذهلة، مع ملاحظة أن مختلف الأفرقاء، لم يقرروا بعد، الاستقرار في موقع أو خندق محددين، فالرمال المتحركة ما زالت تعصف بالمواقف والانحيازات والأولويات، وكل يوم يمضي سيأتي بجديد.

 

لقد استند بعض مؤيدي "نظرية الاستنساخ" إلى النجاح النسبي الذي حققته المبادرة الخليجية في اليمن، حيث فوَض الرئيس "المحروق" صلاحياته لنائبه، ومضى في رحلة علاج، يُعتقد أنها بلا عودة، وجرى تشكيل حكومة توافق وطني بين السلطة وبعض المعارضة برئاسة المعارض الجنوبي باسندوة، وثمة انتخابات رئاسية توافقية أيضاَ تقرع الأبواب، وبقية الرزنامة معروفة لديكم.

 

أما معارضو "يمننة" الأزمة السورية والمشككين بجدواها، فيقولون بأن سوريا ليست اليمن....فالرئيس اليمني كان "الفاعل الرئيس" في النظام وعموم البلاد، وهو الذي جاء بالأقرباء والأنسباء والأصهار إلى صدارة المواقع القيادية في الجيش والأمن والسلطة، و"تنحيه" يشبه في بعض جوانبه، إزاحة "حجر سنمّار" نظامه من مطرحه...ويدللون على ذلك باندلاع ثورة الأمن والجيش والقوى الجوية والمخابرات على قادة الأجهزة من أقرباء الرئيس "المحروق"، فيما يشبه بداية تفكك النظام بأكمله، وليس مجرد استبدال الرئيس بنائبه.

 

في الحالة السورية، يقول هؤلاء، أن الرئيس ليس سوى لاعب من بين لاعبين كثر في النظام، وقد لا يكون أقواهم وأكثرهم نفوذاً وتأثيراً...وقد جاءت به العائلة والأقرباء والأصهار إلى موقعه، ولم يأت بهم، وهو مدين لهم بكونه رئيساً، وهم ليسوا مدينين له بهذا القدر...حتى أن البعض في سوريا يتحدث عن "رئيس قيد الإقامة الجبرية" بالمعنى المجازي للكلمة، وليس بالمعنى الحرفي أو القانوني لها...وما ينطبق على الرئيس، ينطبق بصورة مضاعفة على نائبه، الذي يحتل مكانة ثانوية جداً في النظام السياسي السوري.

 

خلاصة قول هؤلاء، أن تنحي الرئيس أو تفويضه سلطاته لنائبه، قد لا تحدث فرقاً جوهرياً في الحالة السورية، لجهة بقاء النظام واستمراره، سيما وأن وضع المعارضة السورية، أكثر هشاشة وتفككاً قياساً بمثيلتها اليمنية، التي نجحت في إخراج ملايين اليمنيين إلى الشوارع، وشقت الجيش عامودياً، وأقامت حلفاً رئيساً مع قبائل نافذة، وهي تستند إلى حركة شبابية صلبة...الأمر الذي يعزز قدرتها على التفاوض وتحقيق الحد الأدنى من مطالبها على أقل تقدير، وهذا ما لا يتوفر للمعارضة السورية، الداخلية منها والخارجية.

 

يبدو أن الروس عندما بادورا للدعوة للأخذ بالمبادرة الخليجية كمدخل للحل في سوريا، إنما كانوا يدركون هذه الحقائق بدقة، فروسيا كما أوضح مسؤولوها، حريصة على النظام، لا على رئيسه، وهي تصر دوماً على نفي صفة "التحالف" مع النظام ورئيسه على حد سواء، مبقيةً الباب مفتوحاً دوماً أمام صفقات وتسويات، تكفل لها مصالحها الاستراتيجية في سوريا، ومن خلالها في المنطقة بمجملها.

 

لكن الحقيقة التي لا تعيرها هذه المقاربة الاهتمام الكافي تقول أن الرئيس، وأياً كانت درجة قوته أو ضعفه، يتمتع بمكانة رمزية، وبيده مفاتيح "الشرعية" التي يفتقر إليها اللاعبون الآخرون، حتى وهم في أوج قوتهم، وخروج الرئيس من دائرة التداول كما تقترح المبادرة العربية، من شأنه أن يلحق أشد الضرر بمكانة النظام السوري ووحدته وتماسكه الداخليين، حتى وإن كان مشيّداً على أسس عائلية وفئوية ومناطقية وطائفية متماسكة.

 

على أية حال، فإن مداولات مجلس الأمن الدولي، حول مشروع القرار العربي – الغربي، لم تصل بعد إلى طريقٍ مسدود، وثمة أوراق ما زالت في الأدراج، لم يستلّها المفاوضون لأسباب تكتيكية...وفي ظني أن فرص الوصول لتفاهم غربي – عربي مع روسيا ما زالت قائمة...وهي تعادل من حيث حظوظها فرص استخدام الفيتو الروسي ضد مشروع القرار، سيما إن نجحت الدول الكبرى والجامعة في إقناع روسيا بأن مصالحها في "سوريا ما بعد الأسد" لن تُمس.

 

أما حكاية الخشية من تدخل عسكري أجنبي في الأزمة السورية، وهي الذريعة الثانية التي تشهرها روسيا في تبرير رفضها لمشروع القرار، فأحسب أنها ليست حكاية متماسكة، ذلك أن أحداً من القوى القادرة على فرض هذا التدخل، ليس في وارد المقامرة بحرب جديدة، ولدى هذه الأطراف من الأولويات (انتخابات، أزمات) ومن تجارب الفشل (أفغانستان، العراق وحتى ليبيا)، ما يدفعها للاستنكاف عن التورط في مغامرة جديدة وفشل جديد.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ