ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 09/01/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

غباء أم هيستريا ؟؟!!

د.هشام الشامي

تتكرر فضائح الإعلام الرسمي للنظام السوري يومياً ، بل على مدار الساعة و على جميع المستويات ، حتى بات الجميع يستهزئ و يضحك و يسخر و يشمئز من تمثيليات الإعلام الرسمي السوري السيئة الإخراج ، هذا ما أكده وزير خارجية النظام المعلم عن فضيحته ( التي جاءت بجلاجل ) عندما عرض في مؤتمره الصحفي و على الملأ أفلاماً قديمة سجلت في طرابلس و كفرلاتا في لبنان و أخرى في إطلاق قروية النار ابتهاجا في عرس في ريف دمشق على أنها صور لعصابات مسلحة تعيث في الأرض فساداٍ في ديار سوريا الأسد ، و عندما فضح أمر هذه الأفلام و اتًضح كذب النظام ، و سأل الوليد بمؤتمر صحفي لاحق عنها , أقر بوقاحة فريدة و بدون أن يرف له جفن أنها سيئة الإخراج 00

أمس و قبل صلاة الجمعة خرج علينا الإعلام الرسمي السوري و من دار في فلكه ( كقناة الدنيا و أخوانها ) ليعلن عن تفجير انتحاري إرهابي في حي الميدان الدمشقي العريق أودى بحياة العشرات و أصاب عشرات أخرين من السوريين ، و هنا لن نتساءل مع المحلليين عن المكان و لماذا أختير حي الميدان لهذا الإنفجار و هو أكثر الإحياء الدمشقية مشاركة في فعاليات ثورة الكرامة ؟؟ ، و لا عن الزمان : و لماذا كان هذا التفجير قبل صلاة الجمعة ؟؟ بأقل من ساعة و هو موعد خروج المظاهرات من مساجد الميدان أسبوعياً ، و لماذا كان التفجير مع دعوة الثوار لاعتصامات في ساحات المدن الكبرى و خاصة دمشق و حلب ؟ ! و لماذا كان قبل يوم من تقديم رئيس لجنة المراقبين العرب الفريق الدابي لتقريره للأمين العام للجامعة لعرضه على مجلس الجامعة ؟؟ تماما كما كان تفجير كفرسوسة قبل جمعتين مع بدء هذه اللجنة عملها 00و لماذا و لماذا ؟؟؟!!

لكنني أتساءل عن زوايا أخرى لهذه الحادثة الإجرامية المدانة بكل المقاببس ، زوايا تظهر فضائح و غباء و هستريا و جنون هذا الإعلام المخادع و الكاذب و الذي لا يصدقه شعبنا حتى في حالة الطقس ( التي اكتشف هذا الإعلام الغبي أن قناة العربية تبث من خلال النشرة الجوية شفرات للثوار داخل سوريا فالغيوم مظاهرات و الأمطار و الصواعق متفجرات إلى آخر تلك الهلوسات و التوهمات..)

كتلك الصور التي أظهرت مراسل الفضائية السورية و هو يوزع أكياس نايلون مليئة بالخضار و الفواكة و اللحوم و الحاجات اليومية للمواطن العادي في مسرح الجريمة بشكل منظم و مرتب و دقيق و بنفس اليد يحمل المايك و عليه شعار الفضائية السورية ، و عندما كانت فضائية تلفزيون الجديد اللبنانية-الموالية - تعرض الخبر بشكل مباشر نقلاً عن أختها الإخبارية السورية التي انفردت بنقل الخبر بداية ، زهلت المذيعة لما رأت ، فصمتت و لم تستطع أن تتابع التعليق فآثرت السكوت عن الكلام اللامباح ( و هنا ندرك لماذا يصر النظام على منع وسائل الإعلام الحرة من دخول سوريا و متابعة الأحداث )، و كذلك صور الحقائب و الأكياس التي كانت ترمى داخل حافلة المكروباص المتفحم من النافذة الخلفية المتحطمة ، و عرضت هذه الصور مع جثث متفتتة و متفحمة من شدة الإنفجار لكن أكياس النايلون المليئة بالحاجات اليومية و الحقائب الجلدية و الدبلوماسية ما زالت سليمة لم يصبها دخان فضلاً عن النار

و لم ينس المخرج الأمني الغبي الذي كان ينثر الأشلاء و الدماء على مسرح الجريمة أن يظهر بعض الشبيحة و هم يمثلون أنهم يرفعون أثار الجريمة و يتهموننا كسوريين : بدكم حرية ( و كأته يقول : إذا أصريتم على طلب الحرية فهذا جزاؤكم )

أما رجل الأمن الذي تظاهر أنه مصاب و يتآوه ألماً و لا يستطيع الحراك و يحاول زميله إسعافه ، فقد فضح نفسه و فضح هذا الإعلام عندما قفز كالقرد و هو يشير للكاميرا أن الدور التمثيلي قد انتهى

و رجل الأمن الآخر الذي كان بمثل دور المتوفى من الإصابة و يحاول رفاقه حمله لكنه تسرع و لم يدر أن دوره لم ينته و أن الكاميرا ما زالت مسلطة عليه فرفع رأسه ينظر إلا رفاقه و إلى الكاميرا التي تصوره

إنه جنون الإعلام الكاذب الذي جعلنا نترحم على إعلام غوبلز النازي الذي لا يستحق الرحمة

فكل من ظهر في هذه الأفلام أو قام على إعدادها من ممثليين و مذيعين و مخرجين و كومبارس هم من أغبياء الأمن السوري الذي دخل مرحلة الجنون و الارتجاج الدماغي بعد الضربات الساحقة و الماحقة التي أصابته من متظاهري الثورة السلميين

هذا ما جعل مدير الثقافة ( و التوجيه الحزبي ) في محافظة الحسكة الأستاذ!!أحمد الدربس يقول و على الفضائية السورية الرسمية مفسراً كلمة ( سلمية ) التي ما زال الثوار يصرون عليها و يرددونها رغم كل جرائم نظام الشبيحة على مدار عشرة أشهر : أنها كلمة ماسونية ( بعيد عنكم ) و لم يتركنا الأستاذ نحتار في التفسير بل تابع موضحاً و مبرهناً لكلامه المقنع : فالتاء هي تونس ، و الياء هي اليمن و الميم هي مصر ، و اللام ليبيا ، و لم يبق إلى السين و هي طبعاً سوريا ، ألم يقنعكم خزته العين ؟؟!!

أما الذين ما زالوا مستغربين من غباء و هستريا هكذا إعلام محرض و قاتل لشعبه فنرده إلى إدارة وكالة الأنباء السورية ( سانا ) و لن نفسرها ماسونياً على طريقة الأستاذ أحمد الدربس ( فنقول الألف الأخيرة إدارة و النون نباح أو نهيق و الألف و السين أزلام الأسد " أي إدارة نهيق أزلام الأسد ) ، بل لنرجع إلى بياناتها الرسمية بشأن شهداء تفجيري دمشق الأخرين و الذين قتلوا مرتين حسب هذا الإعلام الغبي

فقد أوردت وكالة الأنباء ( سانا ) بتاريخ 27/12/2011،تحت عنوان : ( الأحداث على حقيقتها.. قائمة بأسماء شهداء العمليتين الانتحاريتين الإرهابيتين اللتين استهدفتا مقر إدارة المخابرات العامة في كفرسوسة و مقر فرع المنطقة و المناطق المحيطة بهما ) مع الانتباه لكمة حقيقتها و وضع خطوط حمراء تحتها ما يلي : و سنكتفي بذكر الأسماء التي قتلت مرتين و حسب ترقيم سانا:

>شهداء إدارة المخابرات العانة :

4- المساعد أول عدنان الحايك 9 الرقيب الأول حازم الصالح 11 الرقيب المجند عدي القنطار 11 الرقيب المجند غيث الجغامي 14 المجند محمد السعدي .

>شهداء الأمن العسكري :

5- المساعد أول علي محمود خيزران 8- المساعد أول طاهر أحمد زينة 14-المجند ميزر هيثم العلي .

>شهيد من إدارة السجلات الطبية :

الرقيب المتطوع مجد الدين عبد الحميد الهايس .

علماً أننّا نجد في الخبر الذي نشرته "سانا"نفسها بتاريخ 26/12 / 2011 تحت عنوان: .تشييع جثامين 14 شهيداً من الجيش والأمن إلى مثاويهم الأخيرة أسماء كل من:

المساعد أول عدنان جاد الله الحايك من السويداء., ذُكِرَ سابقاً باسم عدنان الحايك

المساعد أول حازم عزيز صالح من طرطوس. ذُكِرَ سابقاً باعتباره رقيباً و باسم حازم صالح

والرقيب أول غيث عصام الجغامي من السويداء. ذُكِرَ سابقاً باعتباره رقيباً مُجنداً, باسم .غيث الجغامي .

و الرقيب المجند عدي سمير القنطار من السويداء. ذُكِرَ سابقاً باسم عدي قنطار

و الرقيب مجند عبد الحميد الهايس من دير الزور. ذُكِرَ سابقاً باعتباره الرقيب المتطوع, باسم مجد الدين عبد الحميد الهايس..

المجند ميزر هيثم العلي من ريف دمشق. ذُكِرَ سابقاً كما هو, المجند ميزر هيثم العلي .

وفي تفاصيله ذكرت وكالة الأنباء: .بأكاليل الورد والغار وحفنات الأرز وعلى وقع موسيقى لحني الشهيد ووداعه شيعت من مشفيي تشرين وحمص العسكريين والسويداء الوطني أمس إلى مثاويهم الأخيرة في مدنهم وقراهم جثامين 14 شهيداً من عناصر الجيش والأمن استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في دمشق وريفها ودرعا..

ثمّ نقرأ بتاريخ 28/12/ 2011 في وكالة الأنباء "سانا" خبر: .الأحداث على حقيقتها… تشييع جثامين 9 شهداء من عناصر الجيش والقوى الأمنية والشرطة إلى مثاويهم الأخيرة. الذي نجد فيه أسماء كل من الشهداء:

المساعد أول طاهر أحمد زينة من اللاذقية. ذُكِرَ سابقاً كما هو, المساعد أول طاهر أحمد زينة.

المساعد أول علي محمود خيزران من اللاذقية. ذُكِرَ سابقاً كما هو, المساعد أول علي محمود خيزران.

وقد ذكرت "سانا" في تفاصيل الخبر: .شيعت من مشافي تشرين وحمص العسكريين والشرطة بحرستا اليوم إلى مثاويهم الأخيرة جثامين 9 شهداء من الجيش والقوى الأمنية والشرطة استهدفتهم مجموعات إرهابية مسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في حمص ودمشق..

كما أوردت سانا كذلك مع أسماء شهداء التفجيرين الانتحاريين اسم الشهيد "المجند محمد السعدي / درعا – قرية القنية" و كان اسمه الثلاثي 0 محمد ياسين السعدي - قد ورد سابقاً في خبر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" تحت عنوان: .قائمة بأسماء الشهداء ليوم السبت 24-12-2011.

و هكذا يتضح مرة أخرى للجميع مدى كذب و وقاحة و تدليس و افتراء إعلام النظام الأسدي الممانع ، و الذي اتخمنا على مدى أربعة عقود بخطاب الصمود و التصدي و الممانعة و المقاومة و مقاومة الصهيونية و الإمبريالية ، لكن هذا النظام لم يقتل إلا شعبه و معه من كشفه و فضحه من عرب لبنان و فلسطين و العراق و غيرهم ..

فإلى متى السكوت عليه يا عرب ؟؟؟!!!

مركز الدراسات الإستراتيجية لدعم الثورة السورية

=====================

الحق على ... الفيسبوك

الدكتور عثمان قدري مكانسي

صلينا فجر الجمعة أمس الأول: 06-01-2012 وتحدث بعضهم بعد الصلاة عن الحاكم الذي لا يرى سوى نفسه ولا يعبأ بالآخرين ، ويعتقد أن البشر في دولته خلقوا ليكونوا له خدماً وعبيداً ، يسبحون بحمده ويهتفون لشخصه، وهو – سيدنا الحاكم- ينتشي ويشعر بسعادة فائقة حين يسمع دويّ المسحوقين يتعالى ( بالدم والدمع ،والكره والبغض ، نفديك يا من لا تستحق سوى الصفعات والركلات واللعنات والدعاء عليه في السر والعلن ) ، ولا أدري لماذا ينتشي هؤلاء حين يسمعون الناس المجموعين كرهاً وجبراً يمدحونهم بما ليس فيهم ، ويسبغون عليهم ما لا يستحقونه من التمجيد والتعظيم ، والحاكم يعلم أنه ( يشفط) أموال العباد دون حق، ويحكمهم دون انتخابات ، ولو حصلت هذه الانتخابات فهي (استفساءات) .. اقصد استفتاءات سخيفة ما أنزل الله بها من سلطان ، ويعلم أنه مثل ذكر النحل يأخذ ولا يعطي – عفواً فهو يعطي للناس جرائم الشبيحة ويهديهم الموت والخراب والدمار ويرسل كلابه يعيثون في الشعب يمنة ويسرة ، بل يستعين بضباع الشر من المجوس وفئران الجيران الماجورين . وأتذكر قوله تعالى في هؤلاء التافهين الذين يحبون المدح والفخر دون استحقاق ( لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188)) ، فالعذاب ينتظرهم وجهنم تشتويهم وسقر تستضيفهم إلى الابد ...

أحد المصلين المتفيهقين قال متعالماً : أنا أحمل شهادة الدكتوراة ! -قالها يشد انتباه السامعين إلى قول رجل مثقف نحرير – فيستمعون إلى جواهره يطرحها خبيراً بها عليماً بأثرها في السامعين! – قال: كان الناس يعيشون مطمئنين بعيداً عن القتل والقنص هانئين آمنين حتى أتاهم شيطان ( الفيسبوك) فجأة بتنسيقياته وناشطيه فخرب على الناس حياتهم وزرع الثورة والتمرد في أوساط الشعوب فثاروا دون تمحيص ووثبوا بغير تفكير ثم أردف : إن الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها هي التي ألّبت الناس ضد حاكميهم لتنسيهم العدو الأول –أمريكا وإسرائيل – وقد نجحت في أن تنسيهم هدفهم الأول – إسرائيل- وأشغلتهم بما لا يفيد....

كنت أنظر إليه وأستمع لما يقول ، وكأنني أرى مخلوقاً من العالم القديم يجتر علفاً اختلط فيها القمح بالعدس والملوخية بالشعير. والمصيبة أنه يحمل شهادة عليا في الكيمياء يخلطها بالفيزياء ويصوب نحو الماء الكهرباء. - قلت صبرك يارب – ويبدو أنه استرسل منبسط الأسارير يظن ان الحاضرين في هدوئهم المشبوب اقتنعوا بتحليله البهيّ وفهمه السّنِيّ .وأخذ ينظر إلينا رائزاً ، ولردود أفهامنا دارساً .

فقال له أحدنا ممن لا يحمل مثل شهادته : ما شاء الله يا دكتور : الحق كله على الفيسبوك !! نبه الناس إلى حقوقهم ، وما كان لهم ان ينتبه إليها ويطالبوا بها . وعرّى الظلم والظالمين وفضحهم ، وكان عليه أن يتغاضى عن جورهم وظلمهم ومفاسدهم. حرك المظلومين وهزهم ، وكان ينبغي ان يهدهد لهم وينسيهم بشريتهم وإنسانيتهم ويغطي على حريتهم فينسوا أنهم بشر خلقهم الله أحراراً ، وكان من واجب الفيسبوك أن يعمّي على أعوان المحتلين وخدمهم ليعم الظلم والفساد أوطاننا فتسعد الدولة العبرية بخدم فاسدين وشعوب غافية

 يا دكتور أنت تنظر إلى الصورة بطريقة مشقلبة ، فتحني ظهرك لترى الصورة الخلفية من بين رجليك . فترى العالي أسفل وترى الأسفل عالياً ... مصيبتنا يا صاحبي في الذين يرون القشور ويغفلون عن اللب وينظرون إلى العرَض ويغيب عنهم الجوهر يا صاحبي ذكرتَني بقول أمي ( ما كلّ مَن قرا درى) .

======================

وتستمر المؤامرة !

أنور ساطع أصفري .

كاتب - إعلامي - ناشط سياسي .

يقولون أن رؤية المجتمع الدولي فيما يخصّ الأزمة السورية تتمحور حول عدم التدخل العسكري ، حيث أن أي تدخل عسكري في الأزمة سيُفجّر كافة البؤر الساخنة في الدول المجاورة ، وهذا ما تتجنّبه المؤسسات الدولية أو المجتمع الدولي .

ولعل المستفيد الوحيد من هكذا رؤية هو النظام السوري الذي يستغل هذه النقطة لإرتكاب المزيد من القمع والقتل والتنكيل وسفك الكثير من الدماء .

والمستفيد الأكبر من ذلك أيضاً وبكل تأكيد هو النظام الإيراني ، الذي بدأ يُكشّر عن أنيابه متحدياً المجتمع الاقليمي على مرأى من المجتمع الدولي وغير آبهٍ بأي شيء لأنّه وبالأساس مطمئن بأنه لا تصعيد جدّي ضده .

دعوني أعود إلى الوراء قليلاً ، فبعد عودة المالكي رئيس وزراء العراق من زيارته الأخيرة للولايات المتحدة وبعد إنسحاب الجيش الأمريكي من العراق ، حيث إلتقى هناك الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، فبعد عودة المالكي من هذه الزيارة مباشرة قام الأمين العام للجامعة العربية بزيارة بغداد وإجتمع مطوّلاً مع المالكي ، ومن ثُمّ إنطلقت المبادرة العراقية فيما يخصّ الأزّمة السورية ، وصرّحت تركيا وبنفس التوقيت بأنها لن تسمح بأي تدخل عسكري من أراضيها ضد نظام دمشق وأنها لا ترغب بالتدخل العسكري لحل الأزمة السورية ، وبنفس الوقت أيضاً قامت شخصيات معارضة سورية بزيارة طهران واللقاء هناك مع ذوي الشأن ! ، وبنفس الوقت أيضاً خفت الصوت الجاد والعملي للجامعة العربية ، وبنفس التوقيت أيضاً بدأت إيران مناوراتها العسكرية المتطورة في المياه الاقليمية والتي تلامس شواطىء دول مجلس التعاون في الخليج العربي .وبنفس التوقيت أيضاً زاد النظام القمعي من ممارساته الدموية وجاءت قضية التفجيرات الأولً في دوار كفرسوسة والثانيً في حي الميدان وكلاهما في دمشق .

أمام كل هذه المعطيات أستطيع أن أقول أن المالكي بعد زيارته لأمريكا وبعد لقائه أوباما قد عاد وهو يحمل رسالة تحذيرية إلى الجميع فيما يخصّ الملف السوري .

المناورات البحرية الإيرانية هي ليست موجّهة إلى الولايات المتحدة الامريكية ولا إلى المجتمع الدولي ، إنما هي رسالة موجهة إلى المجتمع العربي وخاصّة دول مجلس التعاون فيما يخصّ الملف السوري ، ولعل تركيا أوّل من تعلم الدرس فغيّرت وعلى الفور كافة مواقفها وذلك منذ اللحظة الأولى التي عاد بها المالكي من زيارته لواشنطن ولقائه الرئيس الامريكي في البيت الأبيض . وقام كبار المسؤولين في تركيا بزيارة إلى طهران وإلتقوا كبار المسؤولين الإيرانيين وتدارسوا مصالحهم في المنطقة .

ولقد قامت إيران أيضاً من خلال عناصرها بإفتعال حالات شغب في البحرين ليوم واحد ذهب فيه قتلى وجرحى ، كما إفتعلت الشيء نفسه في منطقة القطيف في السعودية ، وكأن إيران تريد أن تقول \ إنظروا ماذا نستطيع أن نفعل ، دعوا الملف السوري وشأنه \ !.

ليست هناك أية خلافات بين أمريكا وإيران ، حيث أن إيران هي التي سهّلت مهمة الجيش الامريكي في العراق ، وأمريكا هي التي قدّمت العراق على طبق من ذهب لإيران . وكل ما يصدر من كلا الجانبين من تصريحات ساخنة ما هو سوى للإستهلاك الإعلامي ليس إلاّ .

أمريكا في غاية الإطمئنان في منطقتنا الإقليمية وفي المحصّلة فليختار العرب من يشاؤون من بين تركيا وإيران لأنّ كلاهما يتبع للإدارة الأمريكية ، والإدارة الأمريكية في غاية الأمان والإطمئنان لكلا المسارين .

طبعاَ إيران تدرك تماماً أن خسارتها لنظام دمشق يعني بشكل مباشر خسارتها الحليف الأقوى لها في المنطقة وبالتالي خسارتها لحزب الله وبالتالي أيضاً خسارتها لكافة أطماعها في المنطقة .لذلك هي مصرّة على دعم النظام بكافة الأشكال والإطالة في عمره بقدر ما تستطيع ، ولكن عندما ترى أن النظام بدأ يتهاوى وهو بحاجة ماسّة لغرفة الإنعاش حيث بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة ، بكل تأكيد ستسحب إيران يدها من المعادلة وتنجو بنفسها .

الادارة الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة كلاهما بادر إلى إصدار بيانات تشجب التفجير الأول في دمشق والتفجير الثاني في دمشق أيضاً ، لكنهما لم يصدرا بيانات يومية تشجب حالات القتل اليومي وحمامات الدم التي تراق في المدن السورية بشكل يومي ! .

الأمين العام للأمم المتحدة يقول على وفد الجامعة أن ينجح في مهمته ونحن ننتظر تقاريره حول رؤيته للأمور داخل سورية من خلال زياراته الميدانية هناك ، وسندعم وفد الجامعة بمساعدات فنيّة وقد نرسل مراقبين من طرفنا لمرافقة وفد الجامعة العربية .

الإدارة الأمريكية لو كانت جادّة في مواقفها فيما يخصّ الثورة السورية لجيّشت المجتمع الدولي بدقائق ، لكنها ليست جادة وكذلك المجتمع الدولي ليس بجاد تجاه الشعب الثائر من أجل أبسط حقوقه الطبيعية في الحرية والكرامة والديمقراطية .

المعادلة على الأرض واضحة تماماً فهناك :

* كتلة فاسدة قمعية لا تزال قوية ومتماسكة .

* وكتلة ثائرة من أجل الحرية ومن أجل أبسط مبادىء حقوق الإنسان .

وأمام هذه المعادلة أقول : لو توفّرت معارضة موحّدة أو لو وُجدت هكذا معارضة على أرض الواقع لإختلف الوضع 180 درجة على أرض الواقع منذ اليوم الأول لإندلاع شرارة الثورة .

إن الثورة في وضعٍ أصبحت تشك فيه بوجود مؤامرة يشترك فيها الجميع وتستهدفها ، أمام هذه المطيات ومع إحتمالات حدوث تطورات جديدة على الأرض فيما يخصّ الثورة السورية ، أقول :

علينا أن نعي تماماً أن الشعب السوري الثائر إستطاع خلال الأشهر العشرة الفائتة أن يهزّ أركان النظام ولمفرده وأن يُحدث شرخاً حتّى في مؤسسته العسكرية وأن يخلق حالة إحباط إقتصادي واضحة للعيان ، كما علينا أن نعي أن هناك المزيد من الأشخاص الوطنيين الذين هم في المؤسسة العسكرية أو الأمنيّة أو الجهاز المدني ، جميعهم سينضمّون اليوم وقبل الغد إلى صفوف الثورة المطالبة بحقوقها العادلة التي تقرّها كافة الأعراف والأديان والمؤسسات الدولية .

كما علينا أن ندرك أن الشعب السوري الثائر ولمفرده وهو يواجه حالات القتل في الداخل من قبل النظام وأزلامه ويواجه مؤامرة الخارج التي تُحاك من قبل الجميع ، لقادر وبعد 10 أشهر من التضحية والعطاء أن يضع النظام القمعي الفاسد في يوم ما بين فكي كمّاشة حيث سيلفظ أنفاسه الأخيرة وينهار كما إنهارت كافة عروش القمع والاستبداد في دول أخرى .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ