ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 04/01/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

مراقبون أم سياح؟!!

حسام مقلد *

hmaq_71@hotmail.com

منذ اندلاع الثورة السورية وعلى مدى عشرة أشهر كاملة أطلق بشار الأسد ونظامه أيدي زبانيته من الشبيحة وقوات الأمن للقضاء على المتظاهرين السلميين، وعلى مرأى ومسمع من العالم كله تراق يوميا دماء عشرات الضحايا الأبرياء العزل من السوريين وتزهق أرواحهم لمجرد أنهم يطالبون بالعدالة والحرية والكرامة!!

 

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وغيره من المصادر بلغ عدد شهداء الثورة السورية الموثَّقين (6007) حتى تاريخ (28/12/2011م) وتتحدث مصادر أخرى عن: عشرة آلاف قتيل، ونحو خمسين ألف جريح، وعشرين ألف معتقل ومفقود، وأكثر من اثني عشرة ألف لاجئ سوري، كل ذلك والجامعة العربية تعطي نظام الأسد المهلة تلو الأخرى للموافقة على خطتها لحل الأزمة السورية!!

 

وأخيرا وبعد نحو شهرين من المماطلة ومحاولة كسب الوقت وقَّع النظام السوري بروتوكول دخول بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، والتي تتلخص مهمتها في تقييم التزام النظام بمبادرة الجامعة العربية التي تنص على: الوقف الفوري لإراقة الدماء، وسحب كافة قوات الجيش والدبابات والآليات العسكرية من المدن السورية، وإطلاق سراح المسجونين السياسيين، والبدء في حوار جاد مع المعارضة للاتفاق على خارطة طريق للإصلاح ونقل وتداول السلطة سلميا.

 

وتم تكليف قائد الاستخبارات السوداني السابق الفريق أول مصطفى الدابي بترؤس وفد مراقبي الجامعة العربية في سوريا،ولم يرُقْ ذلك الأمر لمنظمات حقوق الإنسان، بل إن منظمة العفو الدولية حذرت من أن تعيين الدابي على رأس البعثة قد يهدد مصداقيتها، كما عبَّر عدد من السياسيين عن قلقهم من الخلفية العسكرية للجنرال الدابي، وقالوا: إنهم يخشون أنه لن يكون محايدا، وأنه قد يتعاطف مع النظام السوري.

وفي تصريح لوكالة أنباء رويترز وصف الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية مهمة وفد مراقبي الجامعة في سوريا: "بأنها ليست سهلة، وأن الجامعة العربية ليست مؤهلة للقيام بها" وأضاف: "أن الأمر لن يستغرق أكثر من أسبوع لمعرفة مدى احترام الحكومة السورية لشروط اتفاق السلام".

 

وأمر بدهي أنه لكي تقوم بعثة المراقبين العرب بمهمتها في سوريا على أكمل وجه لوضع تقرير صادق، والخروج بتوصيات مُرضِية وكافية لحل الأزمة هناك فلابد أن تتمتع هذه البعثة بالشفافية والوضوح التام، ويجب توفير الحرية الكاملة لها وتمكينها من القيام بمعاينة أرض الواقع ومقابلة أبناء الشعب السوري بكل أريحية دون مرافقة أي مسئولين سوريين لها أثناء تجوُّلِها في المدن السورية لرصد الوقائع، والوقوف على الحقيقة، ومراقبة تنفيذ الحكومة السورية للاتفاق المبرم مع الجامعة.

 

لكن أن يرافق رجال النظام السوري المراقبين العرب في تحركاتهم بدعوى حمايتهم وتسهيل مهمتهم فهذا يثير الشك في عمل هذه البعثة، وينزع عنها المصداقية تماما، إذ لا جدوى من وجودها في سوريا وهي لا تتحرك إلا بإذن من النظام وبمرافقة من أجهزة أمنه ومخابراته، فمن من السوريين سيقدر على الكلام والحال كذلك؟! بل لقد قال أحد الثوار في حمص: "إنه من المستحيل أن يتحدث أي شخص مع بعثة المراقبين العرب دون علم السلطات السورية، فليس بمقدورنا التواصل معها بحرية؛ لأن أفراد البعثة مراقبون باستمرار من قبل الشبيحة ورجال النظام، وإذا شاهدوني أتكلم معهم سيطاردونني، وإذا امسكوا بي سيقتلونني لا محالة"!!

 

فأي بعثة مراقبة هذه التي لا تتحرك إلا بإذن من تراقبهم؟! وماذا ينتظر منها أن تقدم وهي عاجزة عن مقابلة السوريين للاستماع إلى أقوالهم بحرية دون تهديد أو ضغوط؟! ومن يضمن ألا يأخذ نظام الأسد هؤلاء المراقبين لرؤية المناطق السورية المختلفة بعد إخفاء القتلى والجرحى، وإخلائها من الدبابات والآليات العسكرية، وإزالة كل آثار المجازر والاعتداءات الوحشية التي يرتكبها زبانية النظام بحق الشعب السوري الأعزل؟!

 

ومع تواصل التعامل الوحشي لقوات أمن نظام الأسد مع المتظاهرين المسالمين، وقتلهم للعشرات منهم يوميا رغم وجود بعثة المراقبة العربية بين ظهرانيهم لا ندري أهؤلاء مراقبون حقا ذهبوا لوقف سفك الدماء السورية فورا، ورصد حقائق الوضع في سوريا على الأرض أم أنهم سيَّاح ذهبوا في جولة سياحية للتفرج على جثث الرجال والنساء والأطفال السوريين، والاستمتاع بمشاهدة دماءهم تغرق الساحات والشوارع؟!! ويُرَجَّح كونهم سياحا لا مراقبين أنهم لا يمتلكون أية تجهيزات فنية ولا معدات وأدوات طبية، ولا خبراء في الطب الشرعي، ولا غير ذلك من الوسائل المعِينة على كشف الحقيقة ومتابعة المجرمين، والأنكى أنهم لا يتحركون إلا بصحبة مرشدين سياحيين من قوات الأمن والشبيحة المدربين على القتل، وسفك الدماء، وتزييف الحقائق، وإلقاء الرعب في قلوب المواطنين كي لا يتفوهوا بكلمة حق واحدة أمام هؤلاء السائحين!!

 

إن تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية تحدثت عن آلاف القتلى السوريين، وعشرات آلاف الجرحى والمعتقلين، وذكر نشطاء الثورة السورية أن قوات الأمن والشبيحة يقتحمون البيوت ويغتصبون النساء ويذبحون الأطفال ويقتلون الرجال، ويؤكد شهود العيان أن الدبابات والمدرعات والآليات العسكرية تحاصر بعض المدن السورية كحمص وإدلب وحماة ودير الزور والبوكمال... وغيرها، كما ذكرت التقارير أن الجيش السوري في مراحل سابقة من الثورة السورية قصف المتظاهرين بالطائرات والسفن الحربية، وبدلا من أن يحقق المراقبون العرب في كل ذلك ليخبرونا بالحقيقة خرج علينا رئيسهم بعد ساعتين فقط من مروره في حمص ليقول: إن الوضع فيها مطمئن، وأنه لم يلاحظ ما يثير القلق!!

 

وفي الواقع لا ينتظر من بعثة المراقبين العربية والحال كذلك أن تقدم شيئا مفيدا يساهم جديا في الخروج الآمن من هذه الأزمة، والمتوقع أن يناور نظام الأسد لكسب المزيد من الوقت، لكنه لن يقدم شيئا حقيقيا لشعبه؛ فالمسألة بالنسبة لهذا النظام وأركانه مسألة حياة أو موت، وإزاء كل هذه الملابسات والتعقيدات المحلية والإقليمية والدولية، ومع إقرارنا بعجز الجامعة العربية وأمينها العام عن فعل أي شيء ذي بال على الأرض لا ندري ما هي الخطوة القادمة التي يتعين على الجامعة اتخاذها لوقف حمام الدم السوري، وإنقاذ السوريين من الخراب والدمار الذي يتوعدهم به بشار الأسد ونظامه الذي يقول لسان حاله للشعب السوري إما أن أحكمكم أو أقتلكم وأجركم إلى حرب طائفية أهلية لا تبقي ولا تذر!!

 

وبعد كل هذه المجازر الوحشية والجرائم البشعة التي ارتكبها نظام الأسد بحق شعبه الأعزل، وبعد كل هذه الدماء التي سالت، وكل هؤلاء الضحايا الذين استشهدوا، وبعد التأكد من عجز الجامعة العربية ودولها عن فعل أي شيء لوقف هذه المذابح وحماية أشقائهم السوريين بعد كل ذلك لا يجد الكثيرون بدًّا من تدويل المسألة، ودعوة مجلس الأمن الدولي إلى التدخل السريع والفاعل لحمايتهم؛ فهؤلاء السوريون هم جزء من البشرية على أية حال وليسوا غزاة قدموا إلينا من كوكب آخر، ولم يعد مقبولا الاستهانة بدمائهم وحياتهم أكثر من ذلك، وعلى كل الشرفاء في هذا العالم أن يتحركوا قبل فوات الأوان، وإذا كان الساسة لا تحركهم إلا المصالح، فليعلموا أن مصالحهم ومصالح دولهم وشعوبهم ليست مع نظام بشار الأسد القمعي الفاسد، وإنما مصالحهم الإستراتيجية الحقيقية مع الشعب السوري والشعوب العربية والإسلامية التي لن ترضى عن حريتها وكرامتها بديلا بعد الآن!!

* كاتب مصري.

========================

لكيلا يحكمَنا دكتاتورٌ جديد

مجاهد مأمون ديرانية

يا أيها الأحرار، يا ثوار سوريا العظماء: لقد خضتم في بحار الدماء وقدمتم القوافلَ الطويلةَ من الشهداء بسبب داء واحد هو من أفتك وأسوأ الأدواء: داء الاستبداد. فأعلنوها على كل منبر وارفعوا بها الصوت عالياً حتى يسمعَه كل قريب ويسمعه كل بعيد: لا استبداد بعد اليوم، لا طغيان بعد اليوم، نموت ولا نسمح أن يحكمنا طاغيةٌ مستبدّ بعد اليوم.

إن الاستبداد داء يبدأ صغيراً ككل داء، فإذا أدركتم المستبِدّ صغيراً غلبتموه، وإذا تركتموه حتى يكبر أوشك أن يُعجِز أمة كاملة من الأمم ذوات الملايين، وانظروا إلى سوريا، ففي سوريا الدليل.

إن الشجرة العملاقة منشؤها بذرة لا تكاد تَبين، ثم هي نبتة صغيرة طريّة الساق يقتلعها الطفل الصغير لو جذبها من الأرض طفلٌ صغير، فإذا تُركت استحالت شجرةً عملاقة تمتدّ جذورُها في الأرض وتضرب أغصانُها في السماء، فيستعصي قلعُها حتى على العصابة من الأشداء الأقوياء.

وإن لكل مرض علامة، فارقبوا علامتين هما من أظهر وأدلّ العلامات التي تكشف مَن أصابه داء الاستبداد: انفراداً بالرأي وتشبثاً بالرئاسة. فإنه لا يتفرّد برأيه ويفرضه على سواه إلا مُستَبِدّ، ولا يتشبث بالكرسيّ ويحرص على السلطان إلا مُستَبِدّ.

ألا أن السلطة هي مصيدة الأشرار ومفسدة الأخيار، فأما الأوّلون فيتهافتون عليها تهافت الفراش على النور لأنهم يجدون فيها السبيل إلى إشباع رغبات الاستبداد الكامنة في نفوسهم، وهؤلاء شرّ مَحضٌ لا يصلح له إلا القلع والخلع والإبعاد. وأما الآخرون فيقعون ضحية المنصب، يبدؤون أخياراً طيّبين، ثم ما يزالون يَكبُرون في عيون أنفسهم لكبر المنصب ولإكبار الناس لهم حتى تفسد نفوسهم، ولا حل لهذه العلّة إلا بتداول السلطة وتبادل الأدوار بين رئيس ومرؤوس.

يا أيها الناس: سأقص عليكم قصة قصيرة، فاسمعوها ولا تقولوا ليس هذا وقت قصص، فإن ربنا -تبارك وتعالى- قصّ علينا أحسن القصص ثم عقّب فقال: {لقد كان في قصصهم عبرة}، لمن يا ربنا؟ قال: {لأولي الألباب}. ما أحوجَنا إلى أن نكون من أولي الألباب!

في يوم من الأيام سطت عصابةٌ من المغامرين على الجيش وعلى الحكم في بلد من البلاد، وكان من بينهم دكتاتور صغير لم يلتفت إليه في أول الأمر أحد، ثم بدت عليه علامات الاستبداد المبكّرة فاستكان القوم ولم يَقْدِروا الكارثةَ حقّ قدرها، وسكتوا وسكت الناس جميعاً، وما زال ذلك الدكتاتور يَكبُر وهم يصغرون، حتى جاء يوم ابتلعهم فيه جميعاً ولم يبقَ إلا هو، ثم بلع البلد ومَن فيها من والد وولد، ثم نَسَل نَسْلاً مثله في الطغيان والاستبداد وملّكهم ما مَلَك، فلما انتبه الناس أخيراً وأرادوا أن يتحرروا من أسر الطغيان لم يبلغوا غايتهم بأقلّ من عشرة آلاف شهيد ومئة ألف معذّب ومصاب، وبصراع طويل مرير عانى منه الملايين. هل أخبركم باسم هذا البلد أم تعرفون الجواب؟

يا أيها العقلاء: اقلعوا نبتة الاستبداد الطرية قبل أن تنمو وتصبح شجرة عملاقة؛ لا تسمحوا لمُستبد صغير أن يكبر بعد اليوم.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ