ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 20/12/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

الايديولوجيا الصهيونية من جولدا مائير الى نيوت غينغريتش

أ. محمد بن سعيد الفطيسي

azzammohd@hotmail.com

لم أكن لاستغرب تصريحات المرشحين للرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري أمام ما يعرف ب " التحالف اليهودي الجمهوري " وذلك في إطار حملتهم الرامية لاجتذاب الأصوات اليهودية في الولايات المتحدة الاميركية , فقد عهدنا منذ القديم مثل هذه التصريحات الدعائية التنافسية الهستيرية لإرضاء اللوبي اليهودي الصهيوني والذي يشكل قوة مؤثرة كثيرا في تشكيل الرأي العام الأمريكي .

 ولو عدنا لتفكيك ابرز ما ورد في خطابات وتصريحات مرشحي الرئاسة الاميركية عن الحزب الجمهوري - ميشيل باتشمان , ميت رومني , ريك بيري - للاحظنا أنها ترتكز في جلها على فكرة استغلال التاريخ السياسي الحديث في العلاقة الصهيواميركية لخدمة الحملة الانتخابية , وهو أمر طبيعي ومألوف وقد عهدناه في مثل هذه المواقف السياسية لمرشحي الرئاسة الاميركية بلا استثناء .

 إنما – وللأسف الشديد – فقد كان الاستثناء الذي شد انتباه وسائل الإعلام والمراقبين ما تطرق إليه المرشح نيويت غينغريتش من عزفه على وتر ما يطلقه عليه في التاريخ السياسي بالايدولوجيا الصهيونية , وهي الأساطير والخرافات المؤسسة للسياسة الاسرائيلية كخرافة الشعب المختار وخرافة ارض بلا شعب لشعب بلا ارض , وخرافة يشوع والملايين الستة , وهي على سبيل المثال لا الحصر .

 وبالعودة الى تصريح نيويت غينغريتش بتاريخ 6 / ديسمبر / 2011م , وبالتركيز على الفقرة المقصودة بهذا الطرح والتي حاول من خلالها تذكير العالم بوجه عام , والشعب اليهودي والصهاينة على وجه الخصوص من أنه : ( لم يكن هناك شيء اسمه فلسطين ، حيث كانت هذه المنطقة تابعة للإمبراطورية العثمانية، وأن الشعب الفلسطيني شعب مخترع ، فهم في الحقيقة سكان عرب ، وكانوا تاريخيّاً جزءاً من المجتمع العربي ، وبالتالي فأمامهم فرصة للذهاب للعديد من الأماكن ) نستنتج التالي سياسيا وتاريخيا على ثقافة المرشح الاميركي الداعم للمستعمرة الاسرائيلية :

 فأما من الجانب التاريخي والأيديولوجي وهو الأهم , فإننا نلاحظ الجوانب التالية :

( 1 ) استغلال الجانب الأيديولوجي للتاريخ الصهيوني وخصوصا التوظيف السياسي للأساطير الصهيونية في الحملات الانتخابية الاميركية , وفي حال نجاح المرشح نيويت غينغريتش فانه سيتم منذ الآن التركيز على استغلال هذا الجانب كورقة دعائية تسويقية للمرشحين خلال السنوات المقبلة .

( 2 ) توسع دائرة قوة المتحيزين المسيحيين للصهاينة فيما يعرف ب " الصهيونية المسيحية " والتزامهم الدائم والمتواصل لخدمة اسرائيل .

( 3 ) الاعتراف الاميركي الغير مباشر بالأرض العربية الفلسطينية لإسرائيل تاريخيا , وبالتالي فان اسرائيل اليوم ليست بحاجة الى محكمة او هيئة دولية تعترف لها بحق ملكيتها للأرض وطرد الفلسطينيين منها , فالقادة الأميركيون الداعمون لها يعترفون لها بهذا الحق التاريخي بكل صراحة وأريحية .

 أما الجانب السياسي للتصريحات فإنها تؤكد النقاط التالية :

( 1 ) التشابه والتقارب بين تصريحات المرشح نيويت غينغريتش ورئيسة وزراء اسرائيل السابقة جولدا مائير قبل 42 سنة تقريبا لصحيفة الصنداي تايمز بتاريخ 15 / 6 / 1969م حينما قالت من انه : ليس هناك شعب فلسطيني ....ولم يكن الأمر أننا جئنا وأخرجناهم من الديار واغتصبنا أرضهم , فلا وجود لهم أصلا .

( 2 ) استمرار قوة ومكانة منظمات الضغط اليهودي في الولايات المتحدة الاميركية , وعلى رأسها منظمة الإيباك AIPAC او – لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية – وغيرها من قوى اللوبي الصهيوني في التأثير على مسار القرار السياسي والسيادي الاميريكي لصالح اسرائيل .

( 3 ) لا يزال عدم الاعتراف بالفلسطينيين جزء لا يتجزأ من العقيدة الأساسية لصانعي القرار السياسي في الولايات المتحدة الاميركية , وهو عكس ما يروج له .

( 4 ) التأكيد على ما نطلق عليه بأكذوبة " السلام العادل " والذي طالما روجت إليه الولايات المتحدة الاميركية في الشرق الأوسط , وخصوصا في سياساتها تجاه الدول والشعب العربي , والدليل واضح في توجهات وتصريحات جميع مرشحيها ومن مختلف الأطياف السياسية عبر التاريخ .

( 5 ) لا يوجد فرق شاسع بين مرشح جمهوري او ديمقراطي , فكلا الحزبين يسعيان لإرضاء الحكومة الصهيونية ومستعمرة الخوف الاسرائيلية , وما الترويج لخلاف ذلك سوى لعبة قذرة يراد من وراءها ذر الرماد في عيون الأنظمة العربية التي طالما تعودت الاستغباء التاريخي للحقائق .

( 6 ) الجهل الواسع والمحرج للسياسيين الأميركيين بالتاريخ العربي بوجه عام والفلسطيني على وجه الخصوص , وهو ما نتج عنه سياسة أمريكية انفعالية منحازه يشوبها الشعور بالذنب والعطف تجاه المستعمرة الاسرائيلية الكبرى .

( 7 ) تؤكد هذه التصريحات تشجيع ودعم العديد من القيادات الاميركية البارزة لسياسات اسرائيل التوسعية في فلسطين وتدخلاتها في الشرق الأوسط .

 المهم في الأمر ان تصريحات المرشح نيويت غينغريتش تلك جاءت لتعيد الى الواجهة السياسية من جديد بعض الحقائق التاريخية والسياسية الصهيونية التي طالما تمسك بها القادة الصهاينة في المستعمرة الاسرائيلية وحلفاءهم الداعمين في الولايات المتحدة الاميركية كما سبق واشرنا , وهو ما يؤكد لنا وبما لا يدع مجالا للشك صعوبة التقارب بين الفلسطينيين والعرب من جهة وإسرائيل من جهة أخرى في ظل هذه الأجواء الملبدة بغيوم الكراهية وسحق الحقوق التاريخية والسياسية وقرارات الشرعية الدولة , وكذلك إمكانية ان تكون الولايات المتحدة الاميركية الطرف الداعم للسلام بين الجانبين في ظل هذه المحاباة والتحيز الواضح لكل ما هو صهيوني .

*باحث في الشؤون السياسية ، رئيس تحرير مجلة السياسي التابعة للمعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية

=========================

الحرب الخفية

مهندس جرير خلف

(تمر المصائب مرور الكرام ونحن ننظر ببلاهة على انزلاق سراويلنا عن أفخاذنا كاشفة ما تبقى من عوراتنا.. وننظر والوهن قد استوطن كل شيء فينا بحثا عما استجد من معالم قد تؤشر الى انتهاء صلاحيتنا.. فنقف فرحين تبدأ الرقصة أكثر إحماءا .. نعم فما زلنا نستطيع إنجاب المزيد من باعة المحارم على الإشارات الضوئية..!!).

 

 لم تزل الغالبية الكبرى منا لا تملك الوقت للبحث عن أسباب انهيارنا الأخلاقي والاقتصادي والإنساني.. فانشغال العامة في مشاكلها (وهو المطلوب) أدى للابتعاد عن إدراك أسباب الانهيار واضعف قدرتنا على معالجة آثاره.. فنحن رفعنا شعارنا الأخير( صراع البقاء هو الصراع الوحيد المباح).

 

منذ القدم والوطن العربي يشكل هدفا زخما لجميع الحضارات المتواترة على العالم..، ومنذ الأزل تعمل المشاريع الغربية والشرقية على اختصار الوطن العربي وعولمة كل حضاراته وإنهاء كيانه، حيث كانت وسائل تعطيل المشروع العربي تتركز في الغزوات والحروب وزرع التناقضات الإقليمية الداخلية واختراق دوائر الحكم والعمل على إنتاج بعض الحركات الثورية الصورية وإفراغ المشاريع النخبوية من مضامينها باختراقها ومصادرتها واحتوائها.

 

استنفذت المشاريع الاستعمارية جميع الوسائل المباشرة للانقضاض علينا.. وما زالت الروح العربية تقاوم سكرات الموت وخاصة بعدما أوجد الربيع العربي أملا لصمود قد لا يعيش طويلا أن لم ندركه ونجذّره، و حينها ستكون طقوس هذا الربيع ليس أكثر من رقصة الطير المذبوح على مشروعنا الشرعي.. فبعد أن تلقينا تلقيمة الإنعاش الأخير من ربيعنا العربي الذي لم تزهر نواره بعد.. لا بد لنا أن نبحث عن تلك المتغيرات التي صاحبت مشروع تخريبنا المباشر بالحروب على فلسطين والعراق والسودان واستدعت موازاة لها تشغيلا ماكرا لكل المتغيرات الحضارية والعلمية المتسارعة التي استخدمتها المشاريع المستهدفة لنا للتخريب وإعطاب المركز والعناصر الأيدلوجية الملتحمة حوله والتي تشكلت بفعل متلازمة ثنائية البقاء (الإسلام والعروبة).

 

هنا علينا البحث عن أسباب الاستسلام والاستكانة للغزو الباطن المستهدف والضارب للبنة الأساسية في المشروع وهو الإنسان العربي بتكوينه الفسيولوجي والسيكولوجي، حيث أصبح فتية اليوم وشبابه أشبه بدمى آلية تتحرك نحو المجهول بتناحة عجيبة، ويدخل رجال عصرنا في مواخير الاحتمالات مرفوعوا الرأس دون أن تهتز لهم رقبة.. وإلا كيف تصرخ فتاة من القدس أو من دمشق أو من بغداد وا معتصماه ولا يقام لها جبهة ؟؟، وكيف تقصف مدرسة في حمص ونحن مشغولون لأكثر من ثلاثة شهور بحرف الجر في نص (برتوكول) الجامعة العربية..؟!.

 

إن المرحلة المعاصرة سادتها متغيرات كان يمكن أن تكون طبيعية لولا نتائجها السوداء وعلينا النظر في هذه المتغيرات التي انسابت دون ضجيج وأصبحت من المسلمات في حياتنا اليومية، وعند البدء في حصر المتغيرات التي استهدفت المركز المعنوي للإنسان العربي نجد أن المفاهيم الثقافية الرابطة تم اختراقها وإضعاف نسيجها بأكثر من وسيلة.

 

أولى هذه الوسائل وأخطرها هي المدارس الأجنبية الخاصة والتي تستهدف الطبقة المتوسطة والغنية.. فهي ألغت عروبة الفكر المستمع وزورت التاريخ المقدم وسحقت كل أسباب الالتصاق بالمشروع العربي وفكره وسنجد نتائجه بعد فترة قصيرة قد أتت أكلها لصالح المشروع التفجيري للمتلازمة العربية الإسلامية، حيث يعزز ذلك أن هذا التعليم الأجنبي أدى الى تقسيم الجيل الصاعد الى جيلين مختلفين المشارب الثقافية وبحيث تضاف الفروق الثقافية الى الفروق الاقتصادية المسببة أساسا لذلك مما يعزز فسخا وشرخا في المجتمع لم تظهر نتائجه بالشكل الكامل في أيامنا هذا لقصر تاريخ هذه المدارس السريعة الانتشار.

 

وتأتي الثقافة المدسوسة والمقدمة عبر الانترنت والفضائيات والمتخمة بأسباب التمرد على المتلازمة بما يسد فراغا ويكمل مساقا للتخريب حيث يجد الإنسان العربي البسيط نفسه في البداية غريب التكوين والايدولوجية الفطرية أمام سيل لا ينضب من أفخاخ مرئية ومسموعة نصبت كأنها بديهيات قفزت عنه.. لتؤدي تراكم المواقف الخبيثة لكسر الحواجز والمقاومات التلقائية الداخلية الأخلاقية لديه بما يعني تغاضي مرحلي تراكمي عن القواعد المبدئية السليمة والانتماء الحقيقي، والغريب في الأمر أن الفضائيات العربية هي حاملة الرسالة الأخطر للمواطن العربي حيث يجدها اقرب عقليا وعاطفيا له لعروبتها الاسمية رغم الدسائس الموجودة.

 

ولا يستبعد الدور الهدام بالتأكيد لبعض مراكز القوى والجمعيات والأحزاب السياسية والمراكز الفكرية المستوردة لتصنيع مدارس فكرية وايدولوجيات مستوردة مع تحسينات محلية عليها لتوائم الظرف المرحلي للإقليم العربي المستهدف حيث تعمل على زرع الإقليمية بين الدول العربية كأنها مفاتيح للخلاص حيث انتشرت مقولات كثيرة بما يعني (نحن أولا) ودون التفكير لخمسة دقائق في معناها الحقيقي الذي يعني فصلا كاملا عن الإسلام الجامع والعروبة المكملة، ليكون طموح الإقليم هو العيش ضمن اصغر مساحة يستطيع أفراد هذا الكيان النوم فيه دون إزعاج من استحقاق يقوده للعز والكرامة.

 

كما يضاف الى ذلك المشاريع (المقاومية) المزورة التي قامت بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية والعروبة فاحتالت على فصائل المقاومة الفلسطينية فخذلتها في معاركها وحاربتها في مراكزها وخطفت العروبة لتحاربنا بها.. فعمل ذلك الى تضييع أسانيد المقاومة بين تجارها وأبعدت النخب العربية عن فكرة المقاومة لبشاعة سفرائها مثل النظام في سوريا وحزب الله.

 

هذا بالنسبة للاستهداف المعنوي أو النفسي (السيكولوجي) للإنسان العربي وبحيث يضاف الى ما سبق تفقير المجتمعات العربية وإنهاك اقتصادها وغزو المجتمعات الشبابية بالمخدرات عن طريق تسهيل تهريبها وبيعها للجيل الناشئ بالإضافة الى إفساد منظم مسبق ولاحق لمراكز القرار والقوى المحتملين بما يؤدي الى كيانات هشة ومواطنين دون انتماء يسهل اختراقهم أو تحييدهم على الأقل.

 

ويجب هنا أن ننتبه لمن يحاول أن يعتبر ويثبت أن هذه المسببات للخلل المزمن في كياننا العربي هي نواتج عشوائية لمصدر وحدتنا ووجود كياننا وهي متلازمة الإسلام والعروبة.. ليستخدمها ضدنا بدل أن تكون هي أسباب عزتنا.

 

وللاستهداف المادي الجسدي قصص أخرى قد ترقى الى الأساطير حيث لو قمنا بتجميع الثوابت فقط فلن نقف عند تسميم المياه في الأنهار العربية بمواد تعمل على تخريب جينات الجسد وتعطيل الحواس وإشاعة أمراض نفسية، وكذلك رمي النفايات السامة في الأراضي العربية ( ارتفاع مخيف في نسبة الإصابة بالسرطان في الدول العربية)، أو سر الخلطات السرية التي تأتي من الغرب للأطعمة الجاهزة والفاكهة المستوردة المشبعة بالمواد المؤثرة على الإنجاب.. الخ من محاولات لاستهداف اللبنة الأساسية في مجتمعاتنا وإكمال إضعافه وإضعاف المجتمع برمته.

 

أن الحل قد يكون أسهل بكثير من النظر لما سبق كأستسلاما لعقوبة الإعدام المستحقة .. فالتراث الذي نملكه بين أيدينا قد يكون لنا الترياق والمفتاح السحري.. فمتلازمة الإسلام والعروبة قد تبدو غامضة حين النظر لها من الخارج ولكن لدى البحث في ثناياها سنجد في شريعة الله ما يلزمنا بالخروج من قمقم الغول والسقوط.. ومن الأسبقيات الغزيرة من يدلنا على اتجاه مشروعنا الحضاري الحتمي إذا توفرت النوايا لذلك.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ