ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 03/12/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

من محمد أحمد الزعبي الأمين العام المساعد الأسبق لحزب البعث العربي الإشتراكي إلى بشار الأسد

السيد بشار ،

. اسمح لي ألاّ أخاطبك بصفة " الرئيس" ، فأنت أعلم مني بالطريقة غير الشرعية وغير الديموقراطية التي منحت ( بضم الميم ) بها  كوريث لوالدك !!  هذه الصفة ،

 . إن سورية هي ملك لشعبها ولمواطنيها بكل مكوناتهم والذين يعيشون فيها  كما تعلم وأعلم  منذ أكثر من خمسين قرناً ، وليست ملكاً لحكامها الذين وصلواعلى ظهرالدبابات والمجنزرات إلى سدة الحكم ،

 . لقد عرفت ( بضم العين وتسكين التاء ) سوريا تاريخياً وقومياً ، بأنها " قلب العروبة النابض " ، ولكنها تحولت علي يدي أبيك ويديك إلى بلدٍ مغلوبٍ على أمره ، ولسان حال المواطن فيه ( لاأرى ، لاأسمع ، لا أتكلم ) ، اللهم إلاّ المأجورين ممن يمارسون التسبيح بحمد كم وحمد نظامكم صباح مساء من " شبيحة القلم " ومدمني النفاق والكذب والتدليس ( لاحاجة لذكر الأسماء فهم أشهر من نار على علم ) ،

 . إن مهمة الجيش الرئيسية في العالم كله ، هي حماية الوطن والشعب من العدوان الخارجي ، أما في سورية فقد تحولت مهمة هذا الجيش من مهمة " حماة الديار " إلى مهمة " حماة النظام " من إمكانية أن يثور عليه شعبه طلباً للحرية والعدالة وتحرير الجولان ، وهي مهمة مدانة ومرفوضة ، ولا سيما في ظل هذا النظام المستبد والفاسد والمفرّط ،

 . إن إصرارك ياسيادة الوريث على وجود " عصابات مسلّحة " في سورية ، وعلى أن مايقوم به " حماة الديار " بدباباتهم وطائراتهم ومدافعهم وشبيحتهم ، منذ اندلاع ثورة الحرية والكرامة في منتصف آذار 2011 ، وحتى هذه اللحظة ، لم يكن سوى حماية للشعب السوري من هذه العصابات ، إنما هو لعمري أمر مضحك ومبك في آن واحد!!.

 . لطالما سمعت منك ومن " شبيحة القلم واللسان " من حولك ، أنكم إنما تريدون حلاٍّ عربياً عربياً لأزمتكم وأزمة نظامكم العائلي الخانقة . بخٍ بخٍ لقد جاءك هذا الحل العربي  العربي ، ومن بعده الحل الإسلامي  العربي ،على طبق من ذهب، ولكنك ياسبحان الله رفضتهما ، وأغمضت عينيك عن إيجابياتهما ،فلماذا أغمضت وتغمض عينيك عن كل ما يؤمن لك خروجاً آمناً وسلساً من أزمتك ياسيادة الوريث ؟ ، أم أنك تريدأن تتابع مهمتك القذرة والمشبوهة في زرع المقابر الجماعية والدماء والدموع في كل مكان من أرض الوطن ؟!!.

 . وقع بروتوكول الجامعة العربية يابشار ، واسحب دباباتك وشبيحتك من المدن والقرى السورية ودع الشعب السوري يقرر مصيره بنفسه ، فلم يعد بحاجة إلى نظامكم الدموي !! بعد أن غيبتموه عن ساحة العمل الوطني والقومي أكثر من أربعة عقود ، وبعد أن قتلتم وجرحتم وسجنتم عشرات الألوف ، إن لم يكن مئات الألوف من أبناء هذا الشعب الأبي ، الذي يصرخ في وجوهكم منذ تسعة اشهر" الشعب يريد إسقاط النظام " .

 . لقد كانت النصيحة بجمل ، وها أنا أقدمها لك مجاناً ، ولتعلم أنه " على الباغي تدور الدوائر" .

وليرحم الله شهداء الوطن الذين قضوا على يديك ياسيادة الوريث .

==========================

أسئلة مخرسة صريحة ..لنظام وأنصارالشبيحة !! ... ( أسئلة مشروعة تبحث عن جواب عاقل !)

عبدالله خليل شبيب

1- أين هي الممانعة والمقاومة والتصدي .. في نظام لم يطلق طلقة واحدة نحو العدو ..ويطلق وابل الرصاص والقذائف على المتظاهرين السلميين من الشعب السوري ؟

2- والذي طالما صالت الطائرات العدو وجالت في سمائه وضربت ..ولم تطلق عليها قذيفة واحدة ؟!

3- والذي أسقط الجولان ..أو بعبارة صريحة لا تخفى على عاقل ..سلمه تسليما متعمدا واضحا ..وحافظ على أمن محتليه طيلة السنين الماضية ..ولم يطلق رصاصة واحدة ..ولم يسمح بقيام أية عمليات فدائية من حدوده الوعرة والمناسبة لذلك أكثر من حدود الأردن المكشوفة والتي يفصلها عن العدو نهر ..ومع ذلك كانت المجموعات التابعة لسوريا ترسل من يقوم بعملياتها عبر الأردن !! لماذا ليس عبر الجولان ؟ والويل والتقطيع حيا لكل من حاول إقلاق راحة محتليه !!

4- لو فرضنا جدلا أن كل العالم متآمر على نظام [ الممانعة بالثرثرة – على حد تعبيرالشاعر أحمد مطر ] ! فهل يبرر ذلك كل هذا القتل البشع والإجرام الحاقد المتطرف بحق الشعب السوري ؟ ..حتى ضد النساء والعجزة وحتى الأطفال الرضع !

5- وهل يبرر ذلك نهب أموال سوريا التي آل معظمها لجيوب وحسابات آل مخلوف وآل الأسد ..ومحاسيبهم ..وذلك ما لا ينكره إلا أعمى أو مأجور ؟

6- هل من لوازم الممانعة السجون الأمريكية السرية في سوريا والتي يعذب فيها من ترسلهم أمريكا كماهرعرارالكندي .وكالأسطواني ..وغيرهما ؟..وهل من لوازم الصمود .. ذلك التحالف المتين مع أمريكا في ما يسمى مقاومة الإرهاب حيث أعطت سوريا للولايات المتحدة والسي آي إيه أكبر كمية معلومات في العالم؟.. ولا تنسوا التحالف الثلاثيني في حرب الخليج بقيادة الولايات المتحدة ..وحافظ أسد من أبرز المشاركين فيه ..مما حدا بكسنجر أن يعترف أن ذلك كشف أكبر عميل لهم في المنطقة [ حافظ أسد ]؟؟!!

7- لماذا لا تسمح سلطة قمع سوريا لأي صحفي عربي أو أجنبي محايد بالدخول والتجول ونقل الحقائق ..كما هي في الواقع ..إن كان الأمر بالبساطة التي تدعي – كما [ يهرف الكاذب – دون الأكبر – وليد المعلم وإن لم يكن هنالك ما تخشى من كشفه ..ولتنقل [ جرائم العصابات السلفية المسلحة – التي ينفيها العقل والواقع ومعظم السوريين ..والتي ظهرت فجأة في نظام قمعي نتن معروف أن مثل ما يدعي او عشره مستحيل حدوثه في ظل كل ذلك القمع المتطرف !!]..لولا أنها تخاف فضح المزيد والمريع من الجرائم التي تقشعر لها الأبدان..والتي لا يؤيدها إلا عديم الإنسانية والضمير والإحساس والأخلاق – بغض النظر عن أي اعتبار آخر -.. حتى لو جاهر بتأييد التوجهات المعلنة والمدعاة للنظام الذي ليس له من الصمود والتصدي والمقاومة .. إلا الاسم - الذي يمكن لكل إنسان أو نظام أن يدعيه ما دام وهْما ولا يكلف شيئا ؟!

 حتى بعثة من جامعتهم العربية التي هم فيها عضو مؤسس لم يسمحوا لها !

8- هل يصدق عاقل ..ان معظم الشعب وأحرار الجيش كلهم خون ؟

9- والصادقون الوطنيون المخلصون ..هم فقط قتلة الشعب وسارقو أمواله من الطغمة الحاكمة ..وأجهزتها القمعية الطائفية ال17؟

.. والأسئلة الصريحة الكاشفة لا تنتهي ونكتفي بهذا القدر ؟

=========================

التوظيف السياسي للملف النووي الإيراني

د/إبراهيم أبراش

في الوقت الذي تتعثر فيه عملية السلام في الشرق الأوسط وتنهمك فيه كافة الأطراف – عدا إسرائيل – في البحث عن مخارج لأزمة وقف المفاوضات خوفا من تداعيات ذلك على السلام العالمي،وفي الوقت الذي تنشغل فيه دول المنطقة والعالم بأسره بالثورات العربية وتداعياتها على مستقبل المنطقة ،في هذا الوقت تتفرد إسرائيل في الحديث عن الحرب واحتمالاتها مُعلية من شأن الخطر الذي تشكله إيران ومهددة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بأنها ستضرب إيران تحت ذريعة أن إيران باتت تشكل خطرا على إسرائيل وعلى المنطقة،وما يشجع إسرائيل على هذا النهج التصريحات الأمريكية والأوروبية المتكررة عن الخطر الذي يمثله الملف النووي الإيراني على المنطقة وعلى السلام العالمي، بل تمكنت واشنطن من جر منظمة الأمم المتحدة و المنظمة العالمية للطاقة النووية لاتخاذ قرارات متدرجة ضد إيران سواء على شكل عقوبات تحت عنوان المقاطعة أو تصريحات تحرض العالم على إيران.هذه المواقف الأمريكية والأوروبية تدفع إسرائيل لاتخاذ خطوات عملية كالحصول على أسلحة وأجهزة تكنولوجية متطورة لحماية نفسها كما تقول أو استنفار جيشها على جبهتي جنوب لبنان وغزة من منطلق أن القوى المسيطرة في هاتين المنطقتين حلفاء لإيران.

والسؤال:هل فعلا أن الملف النووي الإيراني يشكل خطرا قائما على إسرائيل والعالم؟أم هناك توظيف لهذا الملف لخدمة أغراض أخرى لا علاقة مباشرة لها لا بأمن إسرائيل ولا بالسلام العالمي؟.

بداية لا بد من التأكيد بأن إيران ما زالت في مرحلة تخصيب اليورانيوم في حدود الاستعمالات السلمية وهو ما لا يتعارض مع القانون الدولي والاتفاقات الدولية،وحتى الدول الغربية وخبراء منظمة الطاقة النووية يعترفون بهذا الأمر وبأن إيران لم تصل في تخصيبها لليورانيوم لدرجة تمكنها من إنتاج قنابل نووية.حتى مع افتراض امتلاكها للسلاح النووي فلا يعني هذا إنها ستستعمله في مواجهة دولة أخر.،ومنذ اختراع هذا السلاح منتصف القرن الماضي لم يحدث لدولة نووية أن استعملته في حرب مع دولة أخرى،باستثناء واشنطن التي ضربت مدينتي هيروشيما وناجازاكي بقنبلتين نوويتين دون ضرورة حربية لذلك حيث كانت الحرب قد حسمت تقريبا وأعلنت اليابان استسلامها قبل إلقاء القنبلتين. كما أنه في المنطقة عدة دول تملك هذا السلاح- إسرائيل،الهند،باكستان- ولم تستعمل هذا السلاح .فالسلاح النووي سلاح ردعي بالدرجة الأولى .

مع افتراض امتلاك إيران لسلاح نووي فلا نعتقد أنها ستقامر بوجودها باستعماله ضد إسرائيل أو أية مصالح غربية لأنها تدرك أن لدى أعدائها- إسرائيل والغرب- من السلاح النووي ما يمكنهم من إبادة إيران.وأقصى ما يمكن أن تسعى إليه إيران في حالة امتلاكها هذا السلاح تأمين وجودها ومصالحها القومية في منطقة الخليج فقط من أي تهديد وجودي وتفرض نفسها كلاعب استراتيجي في المنطقة. أما خطاب احمدي نجاد وغيره عن تدمير إسرائيل فهو كالخطاب الديني مجرد توظيف لدغدغة مشاعر وعواطف الجماهير العربية ليظهر لها أن إيران يمكنها أن تفعل ما تعجز عن فعله الأنظمة العربية،وعلى كل حال فهذا الخطاب والتوظيف انكشف لدى الجماهير العربية التي حولت قبلتها السياسية الأيديولوجية من إيران والقاعدة إلى تركيا والثورات الشعبية. وعلينا التأكيد في نفس السياق بسقوط وهم القنبلة الإسلامية ،فباكستان الإسلامية السنية تملك قنابل نووية ولم تحرك ساكنا من اجل القدس وفلسطين والمسلمين بل إن هذه السلاح النووي غير قادر على حماية باكستان نفسها من التفكك والحرب الأهلية وحماية حدودها.

إن الضجة المثارة حول الملف النووي الإيراني تدخل في باب التوظيف السياسي من أطراف متعددة:

1-        بالنسبة لإيران.فهي تهدف من خلال تضخيمها لملفها النووي وقدراتها الصاروخية التغطية على مشاكلها الداخلية وإخفاء حقيقة مشروعها الفارسي الشيعي المتطلع للتوسع في الخليج العربية،وهو المشروع الذي يتقاطع بل ويلتقي أحيانا مع المشروع الامبريالي الأمريكي في المنطقة في أكثر من مكان كالعراق وأفغانستان ومحاربة ما يسمى الإرهاب وابتزاز الأنظمة العربية ،إخفاء هذا المشروع تحت شعارات القوة النووية الإسلامية الموجهة ضد إسرائيل والغرب الامبريالي الخ.مما لا شك فيه وجود خلافات وتعارض مصالح بين المصالح الإستراتيجية الإيرانية الصاعدة ومصالح الغرب إلا أن نقاط التقاطع والالتقاء بينهم أكثر من نقاط الصدام والمواجهة العسكرية المباشرة على الأقل في الوقت الراهن.

2-        بالنسبة للغرب وواشنطن على وجه الخصوص.تحتاج واشنطن حتى تحافظ على هيمنتها على الشرق الأوسط وسيطرتها على منابع النفط لتواجد عسكري دائم ،وهذا التواجد يحتاج لمبرر،والمبرر هو خطر يهدد دول الخليج وإمدادات النفط و السلام العالمي، مما يتطلب وجود عسكري في المنطقة.قبل فزاعة الخطر الإيراني أثارت واشنطن قضية امتلاك عراق صدام حسين لأسلحة دمار شامل نووي وبيولوجي وعلاقته بتنظيم القاعدة،الأمر الذي يسر على واشنطن تحشيد تحالف دولي ضد العراق وإقامة قواعد عسكرية أمريكية ثابتة في الخليج وعقد صفقات سلاح بمئات ملايير الدولارات مع دول المنطقة. بعد سقوط نظام صدام احتاجت واشنطن لوجود عدو أو خطر مفترض يهدد دول المنطقة والسلام العالمي وإلا انتفى مبرر وجود قواتها وقواعدها في المنطقة ،فلجأت واشنطن لتوظيف الملف النووي الإيراني ونجحت في ذلك حتى الآن لاستمرار قواعدها في المنطقة ولإخفاء ما تقوم به من تدمير للعراق ونهب ثرواته أيضا لإشعال فتنة مذهبية ما بين الشيعة والسنة.

3-        بالنسبة لدول معسكر (الاعتدال العربي) وخصوصا دول مجلس التعاون.فهذه الدول بالتبعية كانت تتبنى الموقف الأمريكي دون نقاش،ولكنها في نفس الوقت كانت تشعر بأن توظيف إيران للملف النووي وللدين كان يحرجها ويكشف هشاشة شرعيتها ويقوي أطرافا من المعارضة الإسلامية.ولذا لجأت لتوظيف مضاد بتضخيمها للخطر الإيراني كخطر فارسي يهدد عروبة الخليج والمنطقة ،وخطر شيعي يهدد الأغلبية السنية،أيضا وظفت هذا الخطر لقمع المعارضة الداخلية ولتبرير قمعها واستبدادها ولكسب مزيد من الدعم العسكري والسياسي من الغرب تحت ذريعة مواجهة خطر التطرف الإسلامي الذي عنوانه إيران وتنظيم القاعدة.

4-        أما بالنسبة لإسرائيل .لا شك أن إسرائيل تنظر بجدية لخطر الملف النووي الإيراني وخصوصا انه مترافق مع سياسة معلنة معادية لإسرائيل،فإسرائيل لا تستهين بأي خطر أو احتمال خطر وسبق لها أن دمرت مفاعل تموز العراقي عام 1981 ومنشأة سورية قبل ثلاثة أعوام تقريبا قيل أنها نووية،واغتالت العديد من علماء الذرة العرب والمسلمين خلال العقود الماضية نوهي تعلن أن أمنها القومي يمتد من موريطانيا إلى باكستان.ولكن إسرائيل توظف الخطر الإيراني لأسباب سياسية بعيدا إن كان هناك خطرا أم لا.حيث توظفه الآن لإبعاد الأنظار عن تعثر عملية السلام وخلط الأوراق في المنطقة ولتظهر بأن المشكلة ليست المفاوضات أو الدولة الفلسطينية بل الأمن وان أمنها مهدد من إيران التي تدعم التطرف في المنطقة من خلال دعم حزب الله في إيران وحركة حماس في قطاع غزة،أيضا توظف الملف النووي الإيراني للحصول على سلاح وتكنولوجيا متطورة من واشنطن والغرب،أيضا لتبعد الأنظار عن ملفها النووي.

القول بالتوظيف السياسي للملف النووي الإيراني ليس بالشيء الخارج عن قواعد العمل السياسي فالدول توظف قدراتها والدين والايدولوجيا والتاريخ توظيفا سياسيا قد لا يناسب مع حقيقة الشيء الموظف.ولكن القول بتوظيف الأطراف أعلاه للملف النووي الإيراني لا يعني عدم احتمال امتلاك إيران للسلاح النووي مستقبلا ولا يعني عدم احتمال توجيه ضربة لإيران في ظل ظروف مواتية،إلا أننا نعتقد بأنه حتى الآن فإن الملف النووي الإيراني واحتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران ما زال في مرحلة التوظيف السياسي الذي يخدم مختلف الأطراف.

Ibrahemibrach1@gmail.com

=========================

فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً

محمود صالح عودة

حصول الحركة الإسلاميّة بأغلبية أصوات الناخبين في البلاد العربية - المتمثلة بتونس والمغرب ومصر حتى الآن - كانت متوقعة لدى معظم المراقبين والباحثين في الشأن العربي، ولا تقتصر أسباب ذلك النجاح بنقاء سيرة حركات الإسلام السياسيّ وجهودها وتضحياتها الجسيمة فحسب، بل إنّ السبب الرئيسيّ هو المقام الأعلى للإسلام في الوجدان العربي، دينيًا وثقافيًا وحضاريًا.

 

فمنذ نشوء الحركة الإسلامية المعاصرة الأم المتمثلة بجماعة الإخوان المسلمين مطلع القرن العشرين، وأعداء الإسلام يتربّصون بها ويحاربونها ويمكرون ليل نهار للنيل منها ومن أتباعها، فبعد الجهود التي بذلها كلٌّ من الأئمّة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وغيرهم لتجديد الفكر الإسلامي ومحاربة الجهل والخرافات، جاء الإمام حسن البنا ليحرّك هذا الفكر ويطبّقه على أرض الواقع، إذ لا معنى للعلوم دون العمل بها، كما أنه لا معنى للإيمان دون العمل الصالح.

 

منذ تلك الفترة وحتى اليوم حدثت تحوّلات عالميّة كبيرة، تطلّبت تحوّلات فكريّة جذريّة لدى الحركة الإسلاميّة، إذ تبنّت بعض جماعاتها العنف كوسيلة للوصول إلى السلطة ثم تراجعت عنه، وتبنّى كثيرون فكرة الإمارة أو الخلافة الإسلاميّة ثم قبلوا بعدها بالدولة المدنيّة الديمقراطيّة والتداول السلمي للسلطة، إلى غير ذلك من تغيّرات فكريّة وعمليّة أثبتت حركيّة وحيويّة حقيقيّة وحكمة واجبة في عصرنا.

 

من أهمّ مدلولات انتصار حركات الإسلام السياسي - الحاليّة والمقبلة - أنّ "الحرب على الإرهاب" - التي حملت في ظاهرها وباطنها كلّ الدلائل بأنها حربًا على الإسلام، بل على الله - لم تفلح في صدّ الناس عن الإسلام وتخويفهم من كلّ من يرفع رايته أو يتبعه ظاهرًا وباطنًا، بل إنّ النتائج كانت عكسيّة، فأقبل الناس على الإسلام أكثر، واعتنقه عدد أكبر، ليس في بلاد العرب فحسب بل في عقر دار من أعلنها "حربًا صليبية" على المسلمين، في مشهد تجلّت فيه آية الله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (الأنفال: 30).

 

المستقبل يحمل تحدّيات جسام للحركة الإسلاميّة، فكلما كبر التأييد كبرت المسؤولية، وكبرت الأمانة التي يحملها أبناء الحركة، ليس وحدهم بالطبع بل مع شركائهم في الوطن، فالأمّة لا تنهض بفئة واحدة دون أخرى، وبفكر دون آخر، وعلى أبناء الأمّة والحركة الإسلاميّة تحديدًا إدراك ذلك، وأن يغلقوا باب التقوقع والانطواء على الذات.

 

إنّنا نعيش واقعًا تقول الشواهد إنّه سيغيّر مصير المنطقة، وإنّ التصريحات الإسرائيلية تدلّ على أنّهم من ضمن ما سوف يتغيّر، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سمّاها "موجة إسلامية"، ومعارِضته تسيبي ليفني تنبّأت بأنّ "الربيع العربيّ" سيمطر على إسرائيل "غضبًا"، وقائد في الجيش الصهيوني قال قبل بضعة أشهر إنّ "الربيع العربيّ" قد يتحوّل إلى "شتاء إسلاميّ متطرّف"، وعاموس غلعاد قال بما معناه إنّ سقوط نظام الأسد ستكون عواقبه كارثيّة على إسرائيل.

 

ونحن نقول: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} (الرعد: 17).

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ