ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 09/11/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

يا عَرَب .. كلفة بقاء النظام السوري أعلى من كلفة تغييره

فاتح الشيخ

كاتب سوري مقيم بألمانيا

إن أول ما يتطلب الاعتراف به عربيا وإقليميا ودوليا أن ما يجري في سورية منذ 15-3-2011م وحتى لحظة إعلان خطة العمل العربية لدى مقر الجامعة العربية في 2-11-2011 ثورة شعبية ديمقراطية سلمية، ضد النظام السوري الفاشل، من حيث توفر اشتراطاتها الموضوعية والذاتية، والمتعينة من خلال خراب العمران السياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه سورية منذ عدة عقود.

و ما تشهده سورية اليوم، ليس مجرد أزمة عابرة ، أو حراكاً شعبياً مطلبياً، أو صراعاً على السلطة بين القوميين والإسلاميين، كما يطيب للبعض أن يصفه، بل هي ثورة الشعب السوري بكافة قواه اليسارية والإسلامية والقومية والليبرالية، وجميع مكوناته المجتمعية، والمصمم على خوض معركة كسر الإرادات مع القوة الاستبدادية السُلطوية ، والمستهدف للتغيير الوطني الشامل، و دخول العصر.

إن الثورة الوطنية الديمقراطية المشتعلة في جميع أرجاء الوطن السوري، والنابعة من متطلب وطني، هي وليدة الحاجات الداخلية الضاغطة، وليست وليدة الحاجات الخارجية، كما يدعي النظام، بل إن الإرادة الشعبية الفولاذية – بذراعها الاحتجاجي السلمي – هي قوام الثورة وأساسها، وأن جميع المواقف العربية والإقليمية والدولية هي عوامل تابعة ومساعدة، ترتفع وتنخفض تبعاً للعامل الثوري الداخلي المستقل، وهي المواقف التي لم ترق بعد إلى مصاف موقف الشارع الإحتجاجي المتمثل بإسقاط النظام السياسي السوري كاملاً.

ومن المعروف لكل ذي بصيرة، أن الشارع الإحتجاجي المعبر عن ضمير الشعب، قد قرر إسقاط النظام السياسي بكامل أركانه و رموزه – وليس النظام الأمني فقط – كهدف استراتيجي لا محيد عنه، وبناء نظام سياسي ديمقراطي ليبرالي تعددي، تمهيدا لإقامة الدولة الوطنية الديمقراطية المدنية في الوقت الذي برهنت فيه تجربة الأشهر الثمانية المنصرمة من عمر الثورة ( خاصة للمشاركين في مؤتمرات فنادق العاصمة) أن أية مطالب أدنى من مطلب الشارع الاحتجاجي الداعي للتغيير الشامل ستضع أصحابها خارج السرب الشعبي، وأن النظام المتدثر بمقولة الحوار ما زال يراوغ ويلتف على المطالب الإصلاحية للشعب.

إن أي محلل سياسي أومواطن عادي، يعرف أن النظام السوري نظام شمولي مغلق تماماً، وممتنع عن الإصلاح بالمطلق، كونه مبنياً بمواد استبدادية متعددة ومترابطة، بل ومدسترة من خلال المادة -8- من (قمع، أمن، قانون طوارئ، الحزب القائد، سلطة رأس السلطة، الأحادية الفكرية والثقافية والسياسية....) لا يستطيع تجديد نفسه من الداخل، وسلوك سبيل الإصلاحات إلا تحت ضغط الشارع الاحتجاجي، المستمر والمنظم والسلمي، والتي لا تُنتج بمحصلاتها النهائية غير الأشكال الديكورية دون المضامين الجوهرية.

إن البذر الثوري الذي زرعه الشارع الإحتجاجي منذ ثمانية أشهر خلت سيأتي أُكله قريباً، ويتحول من الموجود بالقوة إلى الموجود بالفعل، لمعرفة هذا الشارع أن انهيار النظام الشمولي لا يتم إلا دفعة واحدة، وذلك لأسباب هيكلية تتعلق بطبيعة النظام، وعلى شاكلة الأنظمة الشمولية المنهارة في كل من الاتحاد السوفييتي، بولندا، بلغاريا، رومانيا، هنغاريا، يوغسلافيا، تونس، ليبيا.....

لقد وعى الشعب من خلال معايشة الواقع الموضوعي، أن كلفة بقاء النظام القائم أعلى من كلفة تغييره أمنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، حيث أن بقاءه لا يعني سوى استمرار تدهور الحالة الوطنية على كافة المستويات، والتي جاءت الثورة أصلا لوقفها وتغيير مسارها، لذا فقد قرر الشعب السوري إكمال مسيرته الثورية إلى نهاياتها المطلوبة، والمتجهة صوب ولوج الحداثة السياسية – الديمقراطية – باعتبارها جسر العبور للحداثات الفكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وبناء مجتمع عصري أساسه المواطنة.

أما بالنسبة لخطة جامعة الدول العربية فنقول: كان من الأجدر قبل الإعلان عنها أن يتم الاعتراف بالمعارضة السورية أولاً ، تمهيداً للاجتماع بها واطلاعها على بنودها لدراستها وإبداء ملاحظاتها حولها، باعتبارها الطرف الأول في الخطة ، وذلك قبل الإقدام على طرحها وفرض صيغة الأمر الواقع عليها ، والاكتفاء باستحصال موافقة النظام السوري عليها ، بعد مرور وقت غير قليل، والذي تحفظ على الكثير من بنودها .

إن أي تحرك عربي أو إقليمي أو دولي لا يكون مبنياً على فكرة الانتقال السلمي للسلطة ورحيل النظام سيكون مآله الفشل ، وسيرفضه الشعب السوري الذي لا يقنع إلا بفترة انتقالية يتم تحديد مدتها من خلال المفاوضات حقناً للدماء ، والتي يمكن أن نطلق عليها( الانسحاب المنظم للنظام ) ، من خلال آليات يتم الاتفاق عليها ، وبضمانات عربية وإقليمية ودولية .

إن النظام السوري ومنذ تفجر ثورة الشعب يراوغ ويماطل في تطبيق الإصلاحات ، ويراهن على عامل الوقت لإجهاض الثورة ، وإضعاف الشارع الاحتجاجي من خلال اتباعه أسلوب الحل الأمني القاتل ، ولعل الكثير من المبادرات والمواقف والتصريحات العربية والإقليمية والدولية قد منحته الوقت الكافي لذلك، ولا ندري إن كان بعضهم يتذرع بالتداعيات الإقليمية لسقوط النظام، أو يخاف ولادة نظام سياسي ديمقراطي حقيقي في سورية.

وإذا كان النظام السوري سيقوم فعلاً بإخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة ( كما جاء في الفقرة - 3 - أولاً من خطة العمل العربية ) ، فإنه سيعمد إلى اتهام المسلحين سلفاً بخرق الاتفاق، وسيدعوهم لتسليم أنفسهم مع أسلحتهم ! ولن يقوم بأكثر من عملية إعادة انتشار لقواته العسكرية ، ووضعها على أبواب المدن والبلدات والقرى المحاصرة ، مع تكثيف دورياته العسكرية باللباس المدني ( وهي المسرحية التي عرضها أمام السفراء الأجانب ، بعد غزو قواته لمدينة حماة البطلة ، صبيحة أول أيام مضان ).

ولابد من الإشارة إلى أن النظام السوري يمتلك (17)جهازاً أمنياً ، والتي هي جيش بحد ذاته ، حيث أن أعدادها تزيد عن (100 ) ألف عنصر – عدا قطعان الشبيحة - مع التذكير أن الأجهزة الأمنية هي الحاكم الفعلي ومصنع القرار في البلد ، والتي تتقاسم قيادتها كلٌ من رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع ، وجميعها ستبقى منتشرة داخل المدن ، علاوة على أن جميع قلاعها الأمنية موجودة فيها ، وهي التي ستقوم باستكمال أعمال القتل والاعتقال والترويع ، وهذا ما لم تتطرق إليه خطة العمل العربية بتاتاً.

وباعتقادنا أن خطة العمل العربية الواردة في مشروع القرار الوزاري ، والتي تم الإعلان عنها لدى مقر الجامعة العربية ، قد ولدت ميتة لأسباب متعددة أهمها :

  إن النظام السوري لن يعمل على تنفيذ تعهداته بوقف العنف ضد المتظاهرين السلميين ، كون ذلك سيدفع بملايين السوريين إلى الشارع الاحتجاجي تعبيراً عن رفضهم لهذا النظام .

  النظام السوري نظام شمولي غير قابل للإصلاح الجوهري، أو الحوار، أو التفاوض ، حيث أن بنيته ترفض الاعتراف بالآخر الوطني ، والذي لا يؤمن إلا بالأحادية الفكرية والثقافية والسياسية وعليه فإما أن يُؤخذ النظام كله أو يبقى كله دون أية انتقائية .

  إن خطة العمل العربية تقوم على قاعدة بقاء النظام ، كونها تدعوا للحوار بين الأطراف عوضاً عن الدعوة للتفاوض على رحيل النظام .

  مساواة الخطة بين الضحية والجلاد ، في دعوتها لوقف العنف من قبل كافة الأطراف .

  إن إعطاء الخطة مهلة أسبوعين للتنفيذ لا يعني إلا المزيد من سفك دماء السوريين .

  لم تُحدد الخطة موضوعات الحوار .

  لم تُحدد الخطة آليات مراقبة التنفيذ .

  لم تُحدد الخطة أطراف المعارضة ولا القاعدة التي ستُتَبع في اختيارها.

وفي هذه المرحلة المفصلية التي تمر بها ثورتنا الديمقراطية ، نهيب بجميع المعارضات السياسية السورية بكافة أطرافها، التوقف عن إثارة المعارك الأيديولوجية الجانبية ، وضرورة الإسراع بإنجاز كتلة وطنية ديمقراطية كبرى، على قاعدة إسقاط النظام دفعاً لاستغلال انقساماتها من قبل النظام السوري أمام اللجنة الوزارية العربية .

الخلاصة :

 إن الشعب السوري الثائر، لن يَقنَع بأقل من تجميد عضوية النظام السوري لدى كافة مؤسسات وهيئات ومنظمات الجامعة العربية، باعتبارها بيت العرب.

فماذا أنتم فاعلون ؟!

=======================

أيها العرب... ذبحُ الشعب السوري ليس مسلسلاً تلفزيونياً للتسلية

المهندس هشام نجار

المنسق العام لحقوق الإنسان /الولايات المتحده - عضو في المجلس الإقليمي لمناهضة العنف والإرهاب وتعزيز الحرية وحقوق الإنسان

اعزائي العرب

لا أدري ما هي الوثائق التي تطلبها الشعوب العربيه وحكامها من الشعب السوري لتقديمها لكم كإثبات حتى تتأكدوا من ان النظام السوري يقوم بعمليات ممنهجه لذبح الشعب السوري عن بكرة ابيه ؟ علماً ان الشعب السوري مستعد لتقديم إثباتات جديده ومبتكره إذا رغبتم كدفن كاميرا مثلاً مع كل شهيد في لحده حتى تتأكدوا بأنفسكم من ان الأكفان التي تأخذ طريقها الى المقابر بمعدل ثلاثين الى اربعين نعشاً يومياً ليست خدعة سينمائيه بل هم شهداء حقيقيون وأن اربعة الآف ومائتان كاميرا تسكن معهم في قبورهم هي إثبات ارجو ان يكون مقبولاً لكم لتطمئنوا من ان الشعب السوري لايبالغ في عرض جرائم النظام للعالم كله إن لم يكن مايعرضونه يمثل جزءاً من الحقيقه.

اعزائي العرب

ما يحصل اليوم وكل يوم في سوريا ليس مسلسلاً تلفزيونياً ممتعاً لتمضية الوقت وإعذروني إذا قلت لكم ان الشعب السوري يشاطرني هذه النظره لموقفكم..فإذا كنا مخطئين في هذا التقييم ..فأين هي إذن مظاهراتكم الصاخبه في شوارع عواصمكم ومدنكم؟ وإذا كنا مخطئين في هذا التقييم..فأين إذن لجانكم السياسيه والإنسانيه لتأمين دعم لهذا الشعب والذي باتت مدن كامله ولأول مره في تاريخ سوريا محاصرة بالكامل ومنقطعة عن العالم الخارجي بينما ينام اهلها في العراء بعيداً عن قنابل الدبابات والتي قد تستهدف بيوتهم في أي لحظه ؟ .

اعزائي العرب وحكام العرب

ما يحصل اليوم وكل يوم في سوريا ليس مسلسلاً تلفزيونياً ممتعاً لتمضية الوقت إنما هو فعل يعيشه السوريون واقعاً يتمثل بجرائم ممنهجه ومرعبه تقوم بها عصابات يسمونها تجاوزاً بالنظام. فحامل النعش بالأمس هو محمولٌ اليوم= وحامل النعش اليوم هو محمولٌ غداً ..سلسلة من القتل لانهاية لها وانتم تتابعون حلقاتها منتظرين بتشوق ماذا ستكون عليه حلقة الغد؟ .

أعزائي العرب في مصر

هل نسيتم وقفتنا معكم في كل مآسيكم منذ العدوان الثلاثي حين انضمت كل طواقم البحريه السوريه للعمل تحت إمرة بحريتكم؟ وقدمنا من اجل مصر الكنانه خيرة أبناء سوريا دفاعاً عن الكنانه وشعبها.

أعزائي العرب في الجزائر

هل نسيتم وقفتنا معكم ايام حرب إستقلالكم . فنسق الجيش السوري يوم كان جيش حماة الديار كل سلاحه وأرسله لمقاتليكم لكي يكتب للشعب السوري شرف الدفاع عن ارض الجزائر؟

أعزائي العرب في كل مكان ما وردته الا امثلة تبين لكم ان هذا الشعب الذي يقتل اليوم وأنتم تنظرون سببه إخماد الصوت الحقيقي والوطني له وإستبداله بصوت النظام بشعار الصمود الزائف والكاذب منذ اربعين عاماً ..فإذا إستمرأتم متابعة هذا المسلسل بلا مبالاة فإنه سيأتي يوم تتفقدون هذا الشعب فلاتجدونه على قيد الحياة عندها تتذكر احفادكم انه كان في قديم الزمان وفي سالف العصر والأوان شعب سوري عربي وطني ناكرٌ لذاته محب ومضحي في سبيل ابناء جلدته إستوطن شرق البحر الأبيض المتوسط تسلط عليه نظام لا ينتمي الى العروبة الا بأسماء يحملها فقضى عليه ووزع جثامينه في مقابر جماعيه . وإن علماء الأثار يقومون بجهود مضنيه للتعرف على مواقعها لعرضها في متاحف العالم...

أعزائي العرب في كل مكان

إن الشعب السوري يدفع اليوم ضريبة وطنيته وتلاحمه الحقيقي معكم وضريبة المطالبه بحريته وضريبة إسترداد كرامته...فهل تريدون إثباتات مبتكره حتى تقتنعوا بأن الشعب السوري يتم تصفيته بدم بارد عندها تغلقوا تلفزيوناتكم وتتوقفوا عن مشاهدة المسلسل الممتع وتنطلقوا في شوارعكم هادرين تضامناً مع الشعب المذبوح؟ أم ستواصلوا بتشوق موعد الحلقة القادمه من مسلسل مذبحة أحفاد صقر قريش؟

 مع تحياتي

===========================

الحج، والثورة، وإرادة التغيير!!

حسام مقلد *

hmaq_71@hotmail.com

مهيب حقا مشهد حجاج بيت الله الحرام وهم يقفون على صعيد عرفات الطاهر، ويؤدون مناسك الحج متضرعين إلى ربهم سبحانه وتعالى، ويدعونه خوفا وطمعا، فقد أتت هذه الجموع المؤمنة من كل فج عميق، وتجردت من كل شيء يذكرها بالدنيا، وليس لها إلا مقصد واحد وغاية واحدة هي طاعة الله عز وجل والابتهال والتضرع إليه في خشية وتذلل، الكل يرجو رحمته ويخاف عذابه، أتى الجميع وصدورهم تنطوي على كثير من الهموم والأحزان، ولكل منهم حاجته ومسألته جاء يرفعها إلى الكريم المنان، تهتف الألسنة، وتخفق القلوب، وتختلج النفوس، وتختلط الأحاسيس، وتتدفق المشاعر، وتتلاحق الأنفاس والأفكار والخواطر!! فيا لها من سويعات إيمانية وروحانية رائعة حيث ترفع أكف الضراعة إلى الله، وتسمو الأرواح، وتطمئن القلوب، وتنهمر الدموع، وتتنزل الرحمات والبركات.

إنه مشهد بانورامي لا يمكن وصفه بصدق والتعبير عنه بدقة مهما ارتقى الأسلوب وعظم البيان، والله عز وجل الواحد الأحد الفرد الصمد يرى ويسمع أصوات كل هذه الملايين في نفس الوقت، وهي تناجيه وتدعوه، وتبثه الشكوى والأنين، فيجيب وهو في عليائه تبارك وتعالى كل طالب حاجته، ويعطي كل سائل مسألته، ويتجلى على هذه الجموع الغفيرة بفيوضات رضوانه ونفحات رحمته، ويباهي بهم ملائكته، فعن عبد الله بن عمر  رضي الله عنهما  عن الرسول  صلى الله عليه وسلم  أنه قال لمن سأله عن أمور دينه ومن بينها الحج: "... وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول: هؤلاء عبادي جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ويخافون عذابي، ولم يروني فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك; وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك، وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك" (خرَّجه السيوطي، وحقَّقه الألباني، وقال: حديث حسن).

إن الحج فرصة عظيمة للتغيير، وموسم رائع لشحذ النفوس وتأهيلها لعمل الخير، ولكن ما يحزن النفس ويدمي القلب والفؤاد أننا سرعان ما ننسى أو نتناسى هذه المشاعر العظيمة، وسرعان ما تمتلئ قلوبنا بحب الدنيا والتنافس عليها، وتعمينا الحجب الكثيفة عن رؤية الحق وتحرفنا عن فعل الصواب!! سرعان ما ننسى آيات الله، ونخلد إلى الأرض، ونركن إلى أنفسنا، وتغرنا الحياة الدنيا، وتُعمِي أعيننا بغشاواتها!! فكم بيننا من عاق لوالديه، وقاطع لرحمه، وهاجر لأخوته، ومضيع لأبنائه!! كم من أكَّال للربا، ومستحل للسحت والمال الحرام!! كم من ساع بين الناس بالغيبة والنميمة!! كم فتَّان يفتن الناس عن دينهم وهو يظن أنه ينفعهم بفعله!! كم صانع للحقد والكراهية وناشر للبغضاء بين الناس بما ينفثه بينهم من سم زعاف!! كم من طمَّاع حسود يحسد الخلق على ما آتاهم الله من فضله، ويسعى بكل طاقته لنشر الخراب والفشل والتعاسة بين الجميع!!

 عجيب أمرنا حقا في هذه الحياة الدنيا!! فما بالنا نعرف أننا ضعفاء مساكين، وندرك أننا لا نقدر على شيء في الحقيقة، ومع ذلك نغتر بقوتنا المزعومة، ويحملنا غرورنا على ظلم الناس والتجبر عليهم، والأغرب أننا كثيرا ما نطغى على أحبابنا وأقرب الناس إلينا فنجور عليهم ونمنعهم حقوقهم!! فكم من والد أضاع أبناءه بتهاونه واستهتاره!! وكم من أخ أكل ميراث أخوته بطمعه وجشعه!! وكم من زوج أهان زوجته وحرمها حقها!! وكم من زوجة قصَّرت في حق زوجها عامدة قاصدة وجرعته الألم غُصصا، وحمَلَته بسوء فعلها على ظلمها وإهدار كرامتها، وحوَّلا معا بيتهما إلى جحيم يصطلي الأبناء بناره!!

وكم أسأنا إلى أقاربنا وجيراننا وزملاءنا!! كم أهدرنا أوقات العمل!! وبددنا عُهَده فيما لا يفيد!! كم ضيعنا على مؤسساتنا وأعمالنا ووطننا من فرص للنمو والتطور؛ لأننا لا نفكر إلا في مصالحنا الشخصية، ولا نهتم إلا بما يعود علينا فقط بالنفع!! وكم بذلنا من جهدنا وطاقتنا لإعاقة الآخرين عن العمل وإلحاق أفدح الخسائر بهم!! ثم نظن أن لحظات من الندم والبكاء الحار كافية لإصلاح ما فينا من خلل واعوجاج!! هيهات هيهات، فلن تنفعنا هذه اللحظات المؤقتة من التأثر والانفعال النفسي، ولن يثمر بكاؤنا كثيرا ما لم يولد فينا توبة صادقة، ونية جازمة وإرادة قوية للتغيير إلى الأفضل، يتبعها عمل جاد وجهد متواصل؛ إذ لابد من مسيرة طويلة على طريق الإصلاح تحفل بالعمل الجاد، ومجاهدة النفس لحملها على الصواب، وإلزامها طريق الله عز وجل الذي هو طريق كل خير وفلاح، وهذه المسيرة لابد أن تكون مسيرة جادة تستمر سنوات وسنوات، وليس فقط مجرد دقائق أو ساعات أو أيام...!!

لقد ثرنا وخلعنا النظام الفاسد الذي كان يحكمنا، وهذا جيد ولا شك، لكن أيظن أحد أن ما حدث كافٍ لاقتلاع بذور الفساد من قلوبنا؟! أهذا كافٍ لتصحيح مسارنا وعودتنا إلى الحق؟! أيكفينا فقط أن نغير بعض مظاهر الفساد الصارخ فينا وبعدها ينصلح كل شيء تلقائيا؟! لا أظن ذلك!! نعم لا أظن ذلك!! فداخل كل منا نظام فاسد يحكمنا ويدير حركتنا كلها، ولابد من الثورة عليه لإزاحته وتغييره!! ولن تفيدنا الأماني كثيرا ولن تنفعنا بشيء يذكر ما لم يعقبها عمل جاد وجهد متواصل للتغيير إلى الأفضل، فالجائع مثلا لن تكفيه أحلام الشبع ولن تغنيه عن الأكل، ولا بد له من بذل الجهد الكافي للحصول على الطعام، ولا أدري متى نثور على أنفسنا لتخليصها مما يكبلها من المعوقات!! ولا أعلم متى نحسن ممارسة الفضائل والقيم والأخلاق كما نحسن البكاء وذرف الدموع، لكنني أثق أن الله تعالى لا يريد منا فقط مجرد التأثر الشكلي بل العمل الحقيقي النافع الذي يفيد الناس في أرض الواقع، وفي الحديث الشريف: "أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد (يعني مسجد المدينة) شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام، وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل" (أخرجه الطبراني وابن عساكر، وقال الألباني: حديث حسن) فإن كانت العواطف الصادقة مطلوبة، وأماني الإصلاح خطوة مهمة على الطريق، لكن هذا لا يكفي وحده، ونحن نعلم أن "اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" [الرعد:11].

 

* كاتب مصري.

======================

الوثنية السياسية

أبو عمرو محمود

قادة النصر في الغرب تستبدل بهم شعوبهم من تراه أفضل منها، وقادة الهزيمة هنا يبقون جاثمين على صدر الأمة حتى يوردوها القبور!!

"تشرشل" بطل إنكلترا وكاسب النصر لها في الحرب العالمية الثانية أبعده قومه دون حرج وقد رأوا غيره أقدر منه في أيام السلام، وذهب الرجل دون ضجة.

" ديجول " الذي مسح العار عن وطنه في أيام كالحات، وقاد في المنفى حرب مقاومة انتهت بالنصر، قال له الفرنسيون: جنرال لُمَّ أوراقك واترك منصبك. فكان الرجل أسرع من البرق في جمع أوراقه والانطلاق إلى قريته.

أما في البلاد التي يعيش فيها مليار عربي ومسلم فللوثنية السياسية منطق آخر.

 

فالقادة العرب قدموا جنودهم لجزار لا تكل يداه من الذبح، وعندما تعب من التنكيل بخصمه ساق البقية أسرى وعندما رجع هؤلاء القادة وهم يجرون ثوب الخزي قالوا في وقاحة لم يعرف التاريخ لها نظيرا: هذه نكسة! المهم أننا نحن بقينا! ثم ماذا؟

 

انتظروا من الجماهير أن تهتف بأسمائهم، وأن تقدم لذواتهم المصونة الولاء، وتم لهم ما انتظروه!

هذا ما قاله الشيخ محمد الغزالي في كتابه: " الطريق من هنا "

 

وأقول: قد أفهم أن تهتف الجماهير للقادة العرب الذين رجعوا مدحورين معصوبين بالخزي، فهم قد حاولوا، وخاضوا غمار المعركة، وفشلوا، ولكن ما لا أستطيع أن أفهمه أن تهتف الجماهير لقائد ما قاد معركة، وزعيم تسلل إلى الزعامة على حين غرة، وملهم لم نر من إلهامه سوى فزلكة، ورئيس قتل شعبه، ورمز للأوهام، ومَثَل للبلاهة، ومثير للغثيان.

لماذا يمجدون بشار الأسد؟ ولماذا يريدون منا أن نعض على بشار الأسد بالنواجذ؟

هذا عصي على الأفهام، وتحار فيه العقول! وكلُّ مبرِّرٍ يسوقونه يزيدك عجباً!

هل لأنه أتى إلى الحكم بالوراثة؟ أم لأنه طويل كالزرافة؟ أم لزرقة عينيه؟ أم لأنه لبس رتبة فريق في الجيش ووضع على صدره نياشين وأوسمة زائفة، وشمر عن ساعديه، ووقف يحدق في خريطة ، ويتظاهر بالكياسة، وكأنه قائد عسكري خبر الحروب، وحقق النصر تلو النصر فنال بذلك شرف القيادة؟

قالوا: إنه إصلاحي منفتح طبيب درس في الغرب؟

قلت: لو كان حقا مصلحا ما لبس ثوبا زائفا، ووضع على كتفيه رتبة فريق زورا وبهتانا!

ثم أخذ يتظاهر بالإصلاح، ويخطب في المؤتمرات، ويشير بيديه ذات اليمين وذات الشمال، وينعت نظراءه من العرب بأنصاف الرجال وأشباه الرجل، وكأنه صانع أمجاد الأمة؟!

تشتعل نيران الثورة في عرينه، فيرحب بالمعركة، ويقتل شعبه، ويمثل به، ثم تهتف الجماهير بحياته، وتَرى سوريا – نعم سوريا – قليلة عليه، بل ترى العالم دون مواهبه الخارقة، فيصفق لنفسه؟!

قال الغزالي رحمه الله وقد ذكر مجازر حماة: لئن كان القتل جريمة شنعاء إن هذا الصمت الجبان جريمة أشنع.

وأقول: لئن كان الصمت جريمة أشنع فماذا نسمي الهتاف بحياة القاتل وتأليهه؟!

يسجد أتباعه على صوره، ويكتبون على جدران المساجد عبارات تؤلهه، ويدبج الشعراء القصائد في وصفه، ويغني له المغنون أجمل الألحان في مدحه؟!

وما زلت أتساءل؟ ماهي إنجازاته ؟! أفيدونا أيها المحبون – لا بارك الله به ولا بكم.

أقول: هي الوثنية السياسية حقا؛ إذ لا فرق بين من يعبد حجرا أو بقرا أو شجرا لا تضر ولا تنفع، ومن يبجل بشار الأسد.هم سواء- حقا سواء- .

 

ثمانية أشهر وصاحب اللسان الألثغ يردد عبارات إصلاحاته الجوفاء الفارغة في سذاجة متناهية، ووضاعة رخيصة والدماء تسيل من شدقيه؟!

أقول: كما أن الثورة على وثنية المشركين فرض شرعي فإن الثورة على وثنية هؤلاء فرض كذلك.

ولن تنهض الأمة إلا عندما تدمر صنم " هبل " المتمثل في بشار الأسد، والأصنام التي تحيط به.

وكما تهاوت أصنامهم المنتشرة في أرجاء الوطن فستسقط عروشهم القائمة على جماجم أبناء الوطن، وإن النصر قريب.

==============================

سوريا: لن يتوقف نزيف الدم هذا العيد

احمد النعيمي

Ahmeeed_asd@hotmail.com

في الاجتماع الأول لجامعة الدول العربية لمناقشة القضية السورية، أكد رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بعد إعطاء مهلة خمسة عشرة يوماً للنظام الأسدي لكي يقوم بإيقاف القتل ويسحب الجيش من المدن، بأن هناك غرفة عمليات على مدار الساعة لمتابعة الأوضاع داخل سوريا، قد تنعقد في أية لحظة إذا لم يحدث أي تجاوب من النظام الأسدي، وحتى إن كان هذا الاجتماع قبل الخمسة عشرة يوماً المهلة المعطاة، وانتهت المهلة الأولى بزيارة وفد وزاري عربي لدمشق أعلن الأمير حمد بعد اجتماعهم بالأسد بأنه كان حواراً صريحاً وودياً، ثم مددت المهلة يومين آخرين بين شذ وجذب وتصريحات ونقيضها، إلى أن اجتمع المجلس من جديد يوم الأربعاء الماضي ليعلن فيه عن موافقة الممثل الأسدي على المبادرة العربية وبدون تحفظ، وكانت هذه الشروط والتي أعلنها الأمير حمد إيقاف العنف فوراً، وانسحاب الجيش من المدن، وإطلاق سراح المعتقلين، وإدخال الإعلام العربي والعالمي لتقصي ما يحدث داخل سوريا، وختم الأمير حمد بيانه بمطالبة الأسد تنفيذ هذه الشروط فورا، وأعاد الإعلان على أن المجلس في حالة انعقاد دائم، وقد يجتمع من جديد – كما خدر به في الاجتماع الأول– ولكنه زاد هذه المرة بأن هذا ليس تهديداً وإنما هذا ما سيحدث إذا لم يلتزم النظام الأسدي بتنفيذ هذه الشروط وبشكل فوري.

 وعشية هذه الاتفاق الأخير قتل النظام الأسدي أربع وثلاثون شهيداً، وزاد حشد قواته المحاصرة لمدينة حمص وجبل الزاوية، ليقتل يوم الخميس الماضي خمساً وعشرون شهيداً، وأما الشعب السوري فقد أعلن أنه لن يتراجع حتى يسقط هذا النظام، ليسقط من جديد عشرات القتلى في جمعة سموها باسم " الله اكبر على كل من طغى وتجبر" مؤكدين أنهم قد اخذوا بكل الأسباب بعد اعتمادهم على الله عز وجل، فلم يجدوا نخوة أو مروءة من أحد، فشكوا أمرهم إلى الله وأنه اكبر من كل طاغية ومتجبر ومشارك ومخذل ومتخاذل.

 بينما جامعة التفاهة العربية ما زالت متقاعسة ورافضة أن تعيد اجتماعها من جديد وعقد غرفة عملياتها، بعد أن لم تر أي تطبيق عملي أو أية بادرة نحو وقف القتل من قبل النظام الأسدي، أو حتى إطلاق أي معتقل، وكأنها تريد أن تعطي هذا النظام القاتل أيام عيد الأضحى المبارك ليسيل مزيداً من الدماء ويحصد مزيداً من الأرواح، دون أن تكلف نفسها عقد اجتماع جديد معلنة أن الأسد مراوغ وكاذب، ولم يلتزم بأي بند من البنود التي اتفق على تنفيذها، وتسقط شرعية الأسد وتعترف بالمجلس الوطني الانتقالي، وتدعم الجيش الحر بكل أنواع الأسلحة، الأمر الذي من شانه أن يوقف هذه الدماء النازفة، ويوفر غطاء للمدنيين السوريين الذي تقتلهم نيران المجرم الأسد، لتكون هذه الخطوة عيد لكل السوريين يفرحون به، لا أن يكون عيدهم هم وتسهيد.

فهل ستعقدون هذه الغرفة الدائمة الانعقاد من جديد وفي يوم غد – يوم وقفة عرفة– يا وزراء العرب، أم أنكم ستواصلون التغطية على جرائم هذا النظام، ومشاركته جرائمه!! ومن ثم تنعمون بالعيد والأمن، ومداعبة الأولاد ومعافسة النساء، والشعب السوري لا يذوق سوى الألم وطعم الدماء!!

===========================

بين الجمود والتسيّب

بقلم: محمد عادل فارس

في وقت تستعر فيه المعركة بين شعب مؤمن بربه، متمسك بحقه في الاعتقاد والتعبير والكرامة... وبين طاغية يريد أن يستعبد هذا الشعب وينتهك كل حقوقه... نحن بحاجة ماسة إلى العودة إلى أصالتنا، ومراجعة مواقفنا في ضوء ديننا، فلا ننطلق على غير هدى، ولا نتعصب لرأي قبل أن نتحرى حكم الله فيه.

فكما يحدث الالتباس بين الكرم والإسراف، وبين الحذر والجبن.. يحدث الالتباس كذلك بين الأصالة والجمود، وبين المرونة والتسيب.

وكما أن كثيراً من الفضائل تمثل التوسط بين رذيلتين، كتوسط الكرم بين البخل والإسراف، فإن المرونة تمثل التوسط بين الجمود من طرف، والتسيب والتحلل والميوعة.. من طرف آخر.

وما أسهل الوصف في ذلك، وما أصعب الضبط!! فالجامدون يزعمون أنهم حُماة الأصالة، والآخرون يزعمون أنهم دعاة المعاصرة. وهل يشك إنسان في أهمية الأصالة والارتباط بالجذور الحضارية للأمة؟! وهل يجادل أحد في ضرورة أن يعيش الإنسان عصره، فيفهم ما يحيط به، ويحسن التعامل معه، ويُفيد من تطوره؟!

في المبادئ عامة، وفي الإسلام خاصة، قيم أساسية تمثل العقيدة والمفاهيم والتصورات.. وأية مساومة في ذلك أو تهاون يُعَدّ خروجاً عن الأصالة.

لكن هناك وسائل وأساليب في الدعوة والمخاطبة والتنظيم... فهذا مما يناله التطور والتعديل حسب كل ظرف وبيئة، ويحتاج دائماً إلى المعاصرة.

فأما الجامدون فيأبون كل إبداع، ويعزلون أنفسهم عن الأحداث فلا يواكبونها ولا يتفاعلون معها. ويتقوقعون في افتراضات سابقة يُضْفون عليها القدسية ويتّهمون من يَمُدّ يده إليها بأي تعديل، ويرفعون في وجهه سيف المحافظة على التراث، والسير على خطى الدعاة الذين هم موضع احترام وتبجيل من الأطراف جميعاً، ويضعونه في موقف حرج: إما أن تطبق أساليبهم ذاتها، أو تكون خارجاً عليهم محارباً لدعوتهم!.

والخطأ في ذلك أنهم لم يدركوا أن الدعاة – حاشا الرسل الكرام، عليهم الصلاة والسلام – ليسوا معصومين عن الخطأ، فيمكن أن يؤخذ منهم ويُردّ، وأن الجماعات تنتقل من مرحلة إلى أخرى، وما يصلُح من الأساليب لمرحلة قد لا يصلح لأخرى، وأن القضايا التي نواجهها ليست عين القضايا التي واجهها مَن قبلنا، ونحن في عصر يفجؤنا كل يوم بجديد في ميادين الفكر والسياسة والاقتصاد والإدارة والتنظيم... فلا يصلح لهذه القضايا بالضرورة عين الأساليب التي نهجها السابقون.

فأساليب الدعوة تتطور بين عصر وآخر، وبيئة وأخرى، وأساليب الجهاد تتفاوت كذلك وفق الزمان والمكان، وأهل الحق يَلْقَون مقاومة محدودة من الفاسقين وأصحاب الأهواء حيناً، كما يواجهون حرباً ضروساً من الظالمين الذين يتنكرون لحكم الله حيناً آخر... وأهل الحق هؤلاء مطالَبون في كل حين أن يبحثوا عن أنجح الأساليب لمواجهة المواقف المستجدة، ولمثل هذا قال بعض العلماء: لا يُنكر تغير الأحكام بتغير الأزمان.

وفي القرآن والسنة أحكام متباينة حسب تباين الحالات التي تعالجها النصوص. والاجتهاد في تطبيق النص قد يحتاج إلى فطاحل العلماء، وهم المسمَّون بالمجتهدين.

وبمقابل الجامدين نجد قوماً ينطلقون من غير ضابط، يتصرفون بما يبدو لهم من مصلحة وخير، غير آبهين بما ورد من نصوص، وبما حدث من تجارب في عهد الرسل الكرام، أو على أيدي الدعاة الأعلام، فإذا انتقدهم منتقد رمَوه بالجمود، وإذا واجههم بنص وصفوه بضعف الفهم، وإذا أتاهم بقول عالم تنصلوا منه بحجج واهية، وتفننوا بالبحث عن أي قول يثبت ما ذهبوا إليه... وهم بذلك يعكسون المسألة. فالأصل في المسلم ألا يُقدم على عمل حتى يعلم حكم الشرع فيه من وجوب أو جواز، لا أن يُبرم المسألة، ويتخذ القرار، ويشرع في التنفيذ، ثم يلتمس الدليل على صحة ما ذهب إليه، فيلوي أعناق النصوص، ويأخذ من الأقوال ما ضعُف وما قوي ليُدعّم رأيه... فهذا أمر خطير يقلب القضية رأساً على عقب.

وهذا الموقف ليس مرونة، وليس كياسة، وليس فطنة، بل هو التسيب والتحلل والميوعة.

مرونة المسلم أن يحرص على أصالته، وينطلق من الشرع في أحكامه، ولا يقدِّم بين يدي الله ورسوله، ولا يفرّط في عقيدة أو حكم شرعي... وبعدئذ يجتهد في البحث عن أنجح الوسائل والأساليب للوصول إلى المصلحة الشرعية، ويبقى أبداً يطور في الوسائل والأساليب، مشدوداً إلى العقيدة والشريعة، فإذا توقف عند مستوى معين من الوسائل لا يبارحه ولا يعيد النظر فيه آل إلى الجمود، وإذا تهاون في مسألة من مسائل العقيدة أو الشريعة زاغ وضل، وإن كان يحسب أنه إنما يريد خدمة دينه. ولْيبقَ ماثلاً في أذهاننا قول الله جل جلاله: (( ولولا أن ثبتناك لقد كِدْتّ تَرْكَنُ إليهم شيئاً قليلاً. إذنْ لأذقناك ضِعْف الحياة وضِعْف الممات، ثم لا تجد لك علينا نصيراً )) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يَعْلَمُهُنَّ كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعِرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام..." رواه البخاري ومسلم.

===============================

كل عام والثوار بخير

معتز فيصل

غداً عيد الأضحى المبارك، فيه يفرح الناس ويبتهجون، يتمنون لبعضهم أياماً سعيدة، يتبادلون التهاني والزيارات، مهما كانت أحوالهم الاجتماعية والمادية، يحاولون أن يعيشوا أياماً سعيدة، ولو لمرة واحدة في السنة. أما في سوريا الحبيبة، فماذا يفعل أهلنا؟ كيف يعيّدون وقد أبدلهم المجرم بمدافع العيد التي تبعث الفرحة والبهجة، مدافع حقيقية تبعث الموت والدمار، وأبدلهم بأضاحيهم شباباً في عمر الورود وبنات كالزهرات المتفتحة وأطفالاً لم يذوقوا بعد طعم الحياة، أذاقهم قبلها طعم الموت. بماذا يفرح السوريون وبماذا يبتهجون، أبجنازات فلذات أكبادهم التي لا تصل إلى المقابر؟ أم بالنواح على بناتهم المختطفات الأسيرات؟ أم ببيوتهم المدمرة وقراهم المحاصرة ومحلاتهم المسروقة المنهوبة؟

رغم كل هذا لن يكون هذا اليوم يوماً للذكريات الأليمة، ولا للنواح والنحيب والحزن والبكاء، بل هو إن شاء الله يوم الفتح والنصر، هو يوم الرسالة إلى كل سوري لم يتحرك حتى الآن: متى ستتحرك؟ هل استمرأت حياة الذل؟ أم أنك مازلت تصدق كذب العصابة الغادرة؟ ألا تكفيك كل هذه الدماء التي تسيل على أرض الوطن؟ هو يوم النداء إلى العالم: لقد فهمنا الرسالة، وردّناعليها: "الله معنا والله أكبر"، أكبر منكم ومن مجلس أمنكم الذي لا يتحرك إلا بأمر إسرائيل، وأكبر منكم ومن جامعة الولايات الإسرائيلية، وأكبر منكم ومن مؤتمرات القمامة العربية، وأكبر من كل من يراهن على موت الشعب ليَحيى القاتل، وأكبر من كل من يبيع شرفه وعرضه وأخلاقه (إن كان له شرف وأخلاق) في سوق النخاسة الدولية من أجل حفنة من الأسلحة يبيعها للقتلة، أو من أجل مخطط جديد قادم من الشرق سيكون أخطر على الأمة من المخطط الصهيوني بمئات المرات.

سيكون هذا اليوم هو يوم الحج الأكبر، يخرج فيه أهل سوريا كلهم إلى المصليات مسلمين ومسيحيين، دروزاً وعلويين، كرداً وعرباً، كباراً وصغاراً، نساءً ورجالاً، مكبرين بنداء الحرية، مهللين بنداء الله معنا، يغنون للحرية وإسقاط النظام، ويصلّون لربهم يسألونه النصر والتمكين، ثم يعودا إلى بيوتهم ليذبحوا أنانيتهم ومصالحهم أضحيات على مذبح الاستقلال والوحدة الوطنية.

كتبَت الفاضلة الأخت نوال السباعي في العيد الماضي مقالاً رائعاً مفاده أننا سنحتفل رغم الجراح، ذكرت فيه كل إيجابيات الثورة ومنجزاتها، وأنا معها في كل ما قالت، ولكنني أستحي من أهلنا في الداخل أن أقول لهم هذا الكلام وأنا هنا بعيد أعيش في أمان مع أسرتي، وإن كانت بقيتها هناك، وأتمنى أن يفهموها ويفهموني ويفهموا كل سوري حر يعيش بجسده خارج سوريا ولكن قلبه يخفق في داخل سوريا وينبض في شوراع حمص وحماة ودرعا وكل شارع شريف طهرته وقدسته قدم متظاهر أو متظاهرة في أرض سوريا كلها. نحن نتكلم من جراحنا ونكتب بدمائنا ورغم هذا يقتلنا الحياء والخجل، قد تكون معاناتنا مضاعفة: معاناة الألم والمشاعر والنزف الدائم ومعاناة الإحساس بالذنب لأننا لا نخرج معكم ولا نقف معكم ولا نصرخ معكم ولا نغني معكم ولا نُجرح معكم ولا نُستشهد معكم.

رغم كل هذا أتوجه بالتهنئة في هذا العيد للثوار فهم وحدهم الذين يستحقون التهنئة، وأتوجه بها للشهداء الذين فازوا بجنتيّ الدنيا والآخرة، وأتوجه بها لأهالي الثوار والشهداء والمعتقلين والناشطين والفاعلين وكل من يقف في وجه هذه العصابة، وكل من أدرك أن الموت أحلى آلاف المرات من المذلة، وأدرك أن للحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يُدق، وأدرك أن مصيره ومصير أبنائه وأحفاده وأسرته من بعده مرهون بوقوفنا صفاً واحداً في سبيل إسقاط الساقط وتغيير مسار هذا الوطن السليب ليعيش أبناؤنا وأحفادنا من بعدنا حياة أجمل وأسعد وأكرم وأعز.

التهنئة بهذا العيد يستحقها ثوار تونس ومصر وليبيا واليمن، يستحقها الثوار الذين يعدون أنفسهم للمعركة القادمة مع أنظمتهم الفاسدة المجرمة في بقية بلدان العرب وبلدان العالم، يستحقها كل شريف وقف مع هذه الثورات التي تكتب تاريخ أمتنا لعدة أجيال قادمة، يستحقها من لا ينامون الليل منذ بدء الثورة وهم وراء حواسيبهم يقدمون كل ما يستطيعون لنصرة إخوتهم وهم خجلى وأعينهم تفيض من الدمع حزناً أنهم لا يجدون ما ينفقون أكثر من هذا، يستحقها الجنود الحقيقيون الذين رفضت أصابعهم الضغط على الزناد في وجوه إخوتهم وأبنائهم، يستحقها من ترك عمله وأهله منذ بداية الثورة وراح يجمع الناس ويحفزهم ويحثهم على اللحاق بركب الثورة المبارك، يستحقها كل من أطلق كلمة حق في وجه هذا السلطان الجائر وهو يعلم أن حتفه في كلمته. يستحقها كثيرون لا نعلمهم الله يعلمهم، وسيجزيهم بنياتهم وأقوالهم وأفعالهم خير الجزاء.

 

في الختام، وبما أنني لا أرسل رسائلي إلا إلى الأحرار أقول لكم جميعاً مهنئاً: كل عام وأنتم وأهلكم وأهل سوريا وسوريا بخير، وسيكون هذا آخر عيد تحت ظل العبودية، والعيد القادم تحت ظلال الحرية إن شاء الله.

=========================

كل عام وشعبنا بخير

عقاب يحيى

 للعيد طعمه الخاص، انتظاره كعلامة فاصلة لما قبله وبعده، وهو المحبة، والتسامح، والتزاور، والتراحم.. والتذكر=

 كان العيد فرح انتظارنا الكبير.. فيه نتهيّأ للباس الجديد، والعيدية.. وذلك الانفلات الحر في أيام غير عادية : الأراجيح، والسينما، والمصروف المنفلت العقال من المألوف، والكعك، واللحم، والأكل، والتزاور.. والتقاء البشر حتى المتخاصمين منهم، وتلك اللمّات الجميلة، وكلمات المعهود، وكرم وشحّ الأقرباء في العيدية.. حين ترتفع قامات أولئك (الكرماء) الذين يجزلون لنا مبلغ العيدية : ربع ليرة، وربما نصف ليرة، ولو بلغت ليرة فهي ثروة عن حق وحقيق، بينما نشمئز من البخلاء وهم يحفرون عميقاً في جيوبهم الغائرة ليمدوا نصف فرنك، أو فرنكاً وكأنهم يقلعون ضرسهم، أو يضربوننا بمنيّة كبيرة حيث تجاوزوا معهودهم.. وانفلت "زمامهم" للحظات ..

 كان العيد حلماً فسيحاً لا يعرف القمع واللسع والهمس والخوف.. ولم نكن نعي أن هناك مخابرات ومخبرين، بواقين ومبوقين، قاتلين ونهابين، لأن الكلمة لم تك قد دخلت بعد قاموس محيطنا لندرتها ربما، وربما لأن دخولنا المُبكر "معارك" التنافس الانتخابي بأناشيدنا التي نلتقطها من الكبار ضد ومع المتنافسين كان يجعل الحالة أقرب للعرس، وأبعد عن مناظر القنوط التي احتلت وعينا لاحقاً، ثم سكنت العقول، والوطن، والحلم، والمستقبل، فأعدمت الآمال، وخنقت الإحساس بالفرح، وبات شعار" امشي جنب الحائط وقل يا ستار استر" التعبير الذي يلخص ذلك التحول الرهيب=ففقد العيد بهجته، وانطوى الصغار في أحضان التحسّب والحذر.. والطغم المتسلطة تنتشي كلما حققت " انتصاراً" على الشعب بإرغامه على الدخول علب السردين،وإغلاق كافة الفتحات كي لا يتنفّس سوى الهواء المعلب الذي يضخه نظام عاشق لإذلال الشعب، ومدمن إخضاع..

 كبرنا، والحلم بوطن مشرق يلاحق مراهقتنا التي أردنا إنضاجها في أفران حرق المراحل، وقد بنينا تصورات عن الخارق الذي سيضعنا بقفزة في ركاب الدول المتقدمة، فننجز بضربة واحدة مجموعة ثورات . وحدة وتحرير واشتراكية وتقدّم.. وكثير، ولم يكن الوعي يعترف بأن هذه المهام الثقيلة، المتشعبة دونها الكثير من الظروف والقدرات وموازين القوى، والمَرحلة، والأداة، والبنى، والخط، والنهج، وأهمية مشاركة الشعب والقوى المعنية فيها وليس الأحادية، والشمولية، وادعاء امتلاك الحقيقة، وادعاء الوصاية على الشعب، والخيارات، والأحلام، وأهمية الديمقراطية والحريات العامة في بناء المواطنية المتوازنة، وليست المدجنة، والمقسورة، والمرغمة.. حتى إذا ما جاءت الهزيمة المدوّية مع العدو الرئيس تقشّرت تلك الأهداف، وأظهرت ما بداخلها من تناقضات.. يتصدرها أبطال الهزيمة ليصبحوا صنّاع النصر المزيّف، وحكّام البلد للأبد !!!!=

 نام العيد طويلاً في جلباب الحزن والدمع جامد في المحاجر، والعيون التي جفّ ألقها تنتظر تلبية الدعاء.. بأن يجيء يوم ينتهي فيه الكابوس.. حتى إذا ما أخذ الموت المؤسس نبت الوريث بقوة الفرض ظاهرة غريبة تقبر ما تبقى من أمنيات وتقزّم بلادنا العريقة لتدخل قفص الأسد : مزرعة خاصة، ومملكة للرعب تنشر روائحها المبيدة عن مسافات بعيدة، إلى الجوار العربي وغيره، بينما المواطن السوري يتأمل في السماء وتعاقب الفصول.. علّ غيثاً يجيء بالخصب ..

وجاء الغيث خصباً : شبابنا الذين اعتقدنا طويلاً أنهم خارج المعادلات، والتاريخ، والاهتمام بالوطن.. وإذ بهم ورثة حقيقيون للأصالة التي ما انقطع حليبها الصافي وهي تغذي نهر الوفاء والبطولة لبلد العراقة والتاريخ والتحضر.. وإذ بهم يحملون الحلم بين الأضلع يفدونه بالمهج، والصدر العاري، والإرادة التي هشّمت الخوف.. فانطلق مارد الشعب يهدّم جدران مملكة الرعب، ويقتحم أسسها وأسرار كهوفها، وينشر في سماء الحرية آثامها : طغمة لا تعرف غير القتل طعاماً، وغير الدجل تنفّساً، وغير الإذلال سبيلاً.. وإذ بها تتهاوى في غلّ دماملها المتقيّحة .. فتسبح في مستنقع المآل القريب ..

 ويجيء عيد الكبير.. والعيون تتجه للأمل أملاً قادماً بلون الحرية، والتعددية، وبصدق الشباب المؤمن، قائد الميادين الحقيقي، وصانع عيدنا الجماعي القادم ..

لهم المجد شباب الثورة ..

والخلود لشهدائنا : منارات الطريق الذي يلوح حاملاً ابتساماتهم عند الشهادة ..

وكل عام أنتم : شعبنا وأحباءنا.. ومعتقلينا، وأبطال السوح.. بخير.. على طريق الحرية ..

=========================

مرة أخرى يُمنَحُ النظام السوري الفرصةً ليتابع ذبح الشعب السوري!

الطاهر إبراهيم

كاتب سوري

لم يكن هناك أي وهم عند الشعب السوري في مقدرة الجامعة العربية، -بل وفي رغبة البعض من أعضائها-في إلزام نظام القتل والتشبيح في سورية لكي يوقف جرائمه التي فاقت ما فعله "نيرون" في روما. إذ أن نيرون قام ولمرة واحدة بحرق روما ليتفرج على اللهيب المتصاعد منها. بينما ما يزال "بشار أسد"يتابع هوايته في التفرج على تدفق دم الشعب السوري وهو يسيل يوميا وفي كافة المناطق والمدن، وعلى مدى ثمانية أشهر، ولا يظهر أنه سيتوقف عن رعونته وإجرامه في ذبح الأبرياء السوريين.

نحن لا نتهم مجلس الجامعة العربية زورا. فلم يكن هناك أي بند من البنود التي زعم النظام السوري أنه وافق عليها، قد وضع له آلية لتنفيذه، عدا عن أن كل البنود كتبت بألفاظ حمالة أوجه يمكن اللعب عليها، وإعلام النظام السوري خبير باللعب على الألفاظ.

كان على أعضاء الجامعة العربية أن ينتبهوا إلى أن هناك فريقين –لا فريقا واحدا- يجب أخذ موافقتهما على أي اتفاق ترعاه الجامعة: النظام السوري والشعب السوري. ما حصل أن اللجنة التي شكلها مجلس الجامعة برئاسة قطر انتظرت أكثر من ثلاثة أسابيع لكي تحصل على اتفاق هزيل قبلت به دمشق على مضض. لكن لجنة الجامعة لم تحاول -ولو لمرة واحدة- أن تستمزج آراء ممثلي الثورة في داخل سورية فيما ستقبل به الثورة أولا تقبل.

وكما أسلفنا سابقا،فبدلا من أن يقوم النظام السوري بتنفيذ البند الوحيد الصريح من البنود التي وافق عليها النظام وهو إطلاق سراح المعتقلين بسبب الأحداث الأخيرة، وقد جاوز عدد هؤلاء المعتقلين خمسين ألفا، فها هو النظام يطلب من أناس وهميين لا وجود لهم في صفوف الشعب السوري لكي يسلموا الأسلحة التي في حوزتهم وأن يدلوا بأسماء من زودهم بهذه الأسلحة ومن أمدهم بالأموال لشراء الأسلحة، ثم بعد ذلك يطلق سراحهم.

وهاهم مندوبو مجلس الجامعة العربية يضعون أيديهم على خدودهم منتظرين دمشق أن تفتح أبواب سورية أمام لجان الجامعة العربية ووسائل الإعلام للاطلاع،-كما جاء في الاتفاق- على الوضع في سورية، "وتعيش يا كديش حتى ينبت الحشيش".

الدول العربية التي تشكل مجلس الجامعة لم تفهم–أو لا تريد أن تفهم- أين يكمن ألم السوريين مع هذا النظام الذي خبروه على مدى أكثر من أربعين عاما. لقد حزم الشعب السوري أمره وقرر مرة واحدة أنه لا يمكن التعايش مع نظام القتل والتشبيح فوق أرض سورية بعدما استباح الدم السوري، وكان من قبل قد صادر حرية السوريين وملأ بهم السجون،كما استباح خيرات سورية ووضعها في بنوك سويسرا، طوال حكم حافظ أسد وحكم ابنه بشار من بعده.نقول هذا الكلام الذي تعرفه دول الجامعة كما يعرفه السوريون، كأن لجنة مجلس الجامعة أقامت نفسها قيّماً على الشعب السوري، وهو لم يفوض أحدا بأن يقرر مصيره نيابة عنه.

حتى المجلس الوطني الذي رفع المتظاهرون رايات أثناء التظاهر تؤكد أنهم يؤيدون المجلس الوطني السوري الذي أعلن عن نفسه من استنبول، فإن على المجلس ألا يعتبر التأييد " توقيعا على بياض" وأن المجلس وكيل عن المتظاهرين لمخاطبة العالم ليس أكثر، حيث لا يستطيعون مخاطبة العالم إلا من خلال الفضائيات ومن خلال اللوحات التي يرفعونها أثناء التظاهرات.

فبعد حوالي أكثر من شهر يقول البعض إن المجلس الوطني لم يستطع أن يوحد كل تصريحات أعضائه أمام الإعلام المرئي والمقروء بما يتفق مع موقف المتظاهرين الذين أكدوا:أن "الشعب يريد إسقاط النظام". لذلك فقد استغرب سوريون كثر تصريح "بسمة قضماني" عضو المجلس الوطني في ندوة على الجزيرة يوم الجمعة 4 تشرين ثاني الجاري.وقدفهم المشاهد أن "بسمة القضماني" تؤيد ما أعلنته لجنة مجلس الجامعة من قرارات قيل أن النظام السوري وافق عليها بدون تحفظ ، وبكلمة واحدة فإن هذه القرارات: "لا تطعم من جوع ولا تؤمن من خوف".

الرئيس بشار أسد يريد أن يستثمر تأجيل مجلس الجامعة له،-اسبوعين بعد أسبوعين-للوصول إلى الإيقاف الكامل لسياسة القتل والاعتقال وهو ما لا يريد النظام الوصول إليه. فإنه، وخلال هذا التأجيل، يستمر نظامه في القتل والاعتقال وتشريد الناس.هذه السياسة فهمها السوري كما فهمتها الجامعة العربية، لكنها لا تريد أن تعترف بهذه الحقيقة.

وإذا كانت الجامعة العربية لا تملك إلا الأمل بأن يوقف بشار أسد –متبرعا- قتل السوريين، فقد علم الجميع أن هذا الأمل وهم وسراب. إن على هذه الجامعة أن تنقذ ماء وجهها وما بقي لها من مصداقية ضعيفة وتعلن: أنها استقالت من مهمتها هذه وتقول: لكم الله أيها السوريون. وإلا فإن الجامعة ستكون شريكة للنظام –ولو بنسبة ضئيلة- بمنحه الفرصة تلو الفرصة وهو يدعي أنه يدرس الموقف، وهو لا يدرس إلا الوسائل التي توقع مزيدا من القتلى.

بالأمس ودع السوريون كوكبة من الشهداء المجندين الذين رفضوا توجيه بنادقهم إلى صدور المتظاهرين، فقام ضباط تحت إمرة "ماهر أسد"بقتل هؤلاء الجنود، كان منهم أحد أقربائي من قرية المغارة في جبل الزاوية واسمه "حمدو بن غسان الحمدو". وقد قام أهله في قرية المغارة بمواراته التراب في يوم وقفة المسلمين على جبل عرفات. رحمك الله يا حمدو وجعل مصيرك مع الخالدين في جنة الخلد.

=========================

قصيدة "الله أكبر"

بقلم طير حوران الحر

الله أكـبـر أحـيـت مـيّت iiالـرّمم
و زلـزلت عـرش من للشّام iiكالسّقم
الله أكـبـر قــد جـاءت iiمـدوّيةً
كـوامض الـبرق يـجلو حالك iiالظّلم
الله أكـبر مـلء الـكون قد iiصدحت
مـن  أذرعـات لـتذكي شعلة iiالهمم
مـن مـسجد العمريْ طارت بشائرها
فـوق  الـشآم لـتنهي حـقبة iiالألم
الـخوف  ولّـى و قـد دُكّت iiمعاقله
و  هـمّة الـشّعب جازت عالي iiالقمم
الـكلّ سـلّ لـشام الـحشر iiماضِيهُ
كـأنّها الـشّاة قـد مُدَت على iiوضمِ
فـكادنا  الأهـل و الـخِلان iiبالخَرس
و  الـخذل صـار لشامي ديدن iiالأمم
كـلّ  الـبلاد عـلى شـامي iiموحدة
حـتى بنو العم مثل الغرب في الصّمم
بـمن ألـوذ و مـن لـلشّام ينصفها
إن صدّها الخَلق مِن عربٍ و من عجم
قـد عـزّ لـلشّام بـاكٍ فـي iiتغرّبها
مـثل الـيتامى عـلى أصحاف iiمُنتقم
هـيهات  نـركع يـامن رُمـت iiذلتنا
فالله كـافل أرض الـنشر فـي iiالقِدَم
طـوبى  لـنا قـالها المبعوث iiسيدنا
مـحمدٌ  خـير مـن يمشي على قَدَم
حـتى مـلائك ربّ الكون قد iiوضعت
جـناحها فـوق شـام العز و iiالشيم
و  الـيوم تـرنو لنا في الأفق iiبارقةٌ
ثـارت ، كـما الفجر ينهي ليلة iiالعدم
فـاسمح  إلـهي بـفتح ٍ يبهر iiالأمم
و  يـثلج الـصدر بـعد الكيّ بالحمم
أنـت  الـرجا و المنى في فكّ iiكربتنا
فـعـند بـابك بـحر الـغمّ iiكـاللمم
عـجّل  لنا اليسر بعد العسر و iiالكمد
و  كُـن لـنا نـاصراً يا واسع iiالكرم

======================

صوت الشعب أقوي من صوت الرصاص

بقلم رضا سالم الصامت

كاتب صحفي و مستشار إعلامي

الشعوب تواجه بصدور عارية الآلة العسكرية، و رغم تعرضهم لأبشع أساليب القمع ، رغم أن احتجاجاتهم سلمية فإنهم لا يحملون لا سكاكين ،و لا أسلحة نارية. يحملون صوتهم فقط ، يطالبون الأنظمة بمزيد من الحرية و الكرامة و توفير مواطن شغل و تحسين حياتهم المعيشية المتردية . إنهم يحملون أفكارا يريدون بها تغيير حكام طغاة التصقوا بكراسيهم و نهبوا ثروات بلدانهم .

هذه الشعوب تحمل مطالب من أجل تحسين ظروفهم الحياتية و المعيشية= مطلبهم الوحيد تغيير النظام ، و استعادة كرامتهم الإنسانية التي هدرت على مدى سنوات حكم جائر.فما يحصل الآن في سوريا أو في اليمن ،شيء مرعب ، و حسب ما تتناقله القنوات الفضائية فان المواطن العربي يشاهد يوميا صورا بشعة لشباب يافع يتظاهرسلميا احتجاجا على أوضاعه المتردية، يحملون على أكتافهم نعوشا داخلها شهداء سقطوا بنيران البوليس بدم بارد ،يحملون لافتات مكتوب عليها " الشعب يريد تغيير النظام " ولا أحد يستجيب لمطالبهم المشروعة.

بحيث هذه الشعوب اختارت الموت و رفضت الذل و الهوان و حياة الاستبداد و القمع ، و لم يعد يرهبها الرصاص و الدبابات و القنابل ، هذه الشعوب الحرة تريد الحرية و الكرامة لتبني أوطانا نظيفة من كل رجس و خونة و طواغيت و عملاء=تريد اعلاء صوتها مطالبة بحقها في الحياة الكريمة .

فعلى سبيل المثال إن ما يجري في سوريا " من جرائم الشبيحة " لتجعل المجتمع الدولي يسارع بأخذ احتياطاته لمنع تكرار ذلك ولكن ردود فعل الشعب السوري بفئاته المختلفة وضعت نظام بشار الأسد في حالة من التوتر والإرباك والضعف، مما دفع النظام إلى وضع البعض من المثقفين والناشطين العلمانيين خلف القضبان أو دفعهم للخروج من البلاد، وبذلك ليس هناك مجتمع مدني له وجهة نظر علمانية معتدلة قادر على أن يعبر عنها، كما تعكس محاولات الإصلاح نظرة جامدة لعصرنة الإدارة والاقتصاد لأنها تستند إلى هيكل سياسي جامد، فالنتيجة النهائية ستعتمد على الفكر السياسي وليس على التوصيات التكنوقراطية للحكومة. ثم ان المجتمع الدولي غاضب على نظام الأسد الذي وعد باصلاحات و خالف وعوده . فمنذ سبعة أشهر و بشار الأسد لم يتعظ بعد من دروس الماضي و آخرها مقتل القذافي الذي نكل بشعبه . والمعروف أن قمع نظام الأسد للاحتجاجات السلمية المنتشرة في كل مدن سوريا بأساليب وحشية من اعتقال و تعذيب و قتل بدم بارد أثار غضب المجتمع الدولي بل اتخذت الجمعية الأممية و الجامعة العربية موقفا ضد نظام الأسد و دعته الحكومات الغربية إلى التنحي و إصدار عقوبات اقتصادية على سوريا و خاصة صادراتها النفطية و شركاتها= بشارغير لغته من لغة التصحيح و الإصلاحات إلى لغة الوعيد و التهديد ، بل أكد في عدة مرات أن وتيرة الإصلاح ليست بطيئة= في حين أن معارضيه يعتبرون كلام أسدهم غير قابل للتصديق و أن الرجل يحرث في البحر و هو يهدد بإحداث زلزال بمنطقة الشرق الأوسط لو تدخل "الناتو" في سوريا .

قبل أيام من موته قال القذافي أو ابنه سيف الإسلام أن ليبيا ليس تونس وليست مصر ، و هاهو الأسد يكرر نفس الكلام سوريا ليست تونس وليست مصر! سوريا مختلفة من جميع الجوانب عن مصر وتونس وحتى عن اليمن، التاريخ مختلف، السياسة مختلفة...هكذا قال!

 أما الرئيس اليمني على عبد الله صالح فقد قال لشعبه " لقد فاتكم القطار " و بالنسبة لليبيا فان التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي " الناتو" ،رغم اني ضد التدخل الأجنبي في أزماتنا العربية ، لعب دورا محوريا في إسقاط الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي كان ثالث زعيم عربي يطاح به بعد ثورتي تونس ومصر... حافظ الأسد والد بشار قد أخمد انتفاضة مسلحة للإخوان المسلمين في مدينة حماة عام 1982 وقتل عدة آلاف منهم و هاهو بشار يعاود نفس السيناريو و يتكرر و أن السلطات السورية تواجه عصابات مسلحة ومتطرفين دينيين مدعومين من الخارج حسب زعم بشار و مواليه . المجتمع الدولي عبر عن مدى امتعاضه من تصرفات بشار و أتباعه و شدة تعنته و تمسكه بكرسي الحكم على حساب شباب سوريا الذي يموت يوميا بدم بارد ، و لم يسلم حتى في أول أيام عيد الأضحى .

 خلال هذه الثورات يلاحظ المرء بالملموس تعمد الحكام على قمع مواطينيهم بأسلحة فتاكة و محرمة دوليا ، مما أثار سخط المجتمع الدولي . على سبيل المثال لا الحصر ، أن ما حدث في تونس و مصر و ليبيا و اليمن و سوريا و بعض البلدان الأخرى تقريبا نفس الشيء ، حدثت اقتحامات متكررة للمدن والقرى الواحدة تلو الأخرى من حملات تمشيطية ومداهمات للمنازل و ترويع الآمنين من السكان العزل و استهداف ممنهج للأطفال والنساء والشيوخ و اقتراف جرائم وحشية وتعذيب الناس والتنكيل بهم على مرأى العالم وسمعه....! و هو ما خلف مآسي و أحزان كان من الممكن تفاديها ..

هذه الشعوب و منها شعب سوريا و اليمن لا يرهبها الرصاص، لأن صوت الشعب أقوي من صوت الرصاص....

=========================

شعوب تكسر قيودها

رقية القضاة

إن الناظر المستقرىء والمتأمل المتفكر في حال الأمة وما آلت إليه من ضعف وانهيار، وتشرذم وتقطع أوصال ،وتفشي فساد وانحدار، وتضاؤل في الانتاج والأداء الحضاري ،وخاصة في القرن الماضي وهذا القرن الوليد ،يجد ان الداء المستشري في جسدها هو داء التسلط والفرعنة ،والتوريث الجبري للحكم ، مع تتابع الذراري المتماثلة في الاسلوب والتفكير،مع من سبقها ،على حكم الشعوب العربية البائسة المكدودة ،،والتي خرجت من حروب القرن العشرين بخفي حنين، ولم تجن غير المزيد من الفرقة والفقر والانهزام، وضياع السد المنيع الذي كان على ضعفه يمثل حاجزا مهيبا في وجه الاستعمار، وهو الخلافة الاسلامية فتناثرت الامة أمما وابتلعها لسنين طوال عجفاء ،غول الإستعمار الغاشم والذي بدا له بعد صراع مرير مع الأمة التي لايموت فيها الإباء ولاتنمحي من قاموسها كلمة الجهاد ما دام كلام الله يتلى آناء الليل وأطراف النهار أنها لن تقدر على البقاء طويلا في مرابع الإسلام ، ولكن مكر الليل والنهار يسفر دائما عن المزيد من الكيد للإسلام وأهله ،فآثرت قوى الغرب الرحيل العسكري وأبقت من استطاعت من دهاتها وتبنت من ارتضى من مفكريها حتى غدو ابواقا لفكرها الظالم الظلامي الماكر، وغرست في قلب الأمة خنجرا مسموما ،نبذته كل بقاع الارض ولم تجد له خيرا من جسد الأمة المنهك المتهالك، في تلك الحقبة السوداء من تاريخ الأمة، تحت مسمى أرض الميعاد ، وماهو إلا وعد ممن لا يملك لمن لا حق له فأسكنت لصوصها في بلادنا،ثم مضت تحت ضربات أهل الجهاد مولية غير مأسوف عليها،وتولى امر الأمة حكام بكل ألوان الطيف السياسي ، وتعلقت الآمال على هؤلاء الحكام على اعتبار انهم المخلصون الابطال، فمنهم من وفى بعهده ومنهم من نكص على عقبيه، وعادت الأمة من جديد تسعى للتحرر، ولكن هذه المرة من أبناء جلدتها ومن سموا بولاة أمرها وحملة أمانة الله فيها ، فسميت مستقلة وهي مستعمرة استعمارا خفيا وسميت محررة وهي مقيدة إلى رحى من كان يستعمرها عسكريا وسميت حرة وهي مازات مكبلة بقيود حكامها والذين اثبتت حدائق الربيع العربي ان معظمهم دمى متحركة بايدي أربابهم وأولياء نعمتهم وانهم مجرد نواطير على ضياع يعتقد الغرب انهم ملاكها الابديون والانكى والأدهى ان من يخلف يبز من سبق بالتنكيل والتجبر والإرهاق لشعبه واهله وابناء وطنه ،إلا ما رحم ربي.

وحين نهضت الامة من نوم طال واستسلام مهين زاد عن حده ،وحين صرخت النفوس المضطهدة بوجه جلاديها ،تكشرت الحقائق عن انيابها واسفرت الليوث عن مخالبها واستأسدت قطعان النعام على أهل الكرامة وأشراف الناس وحراس الحق ،وهم حين صرخوا لم يحملوا سلاحا إلا الكلمات ولم يستخدموا للإقناع وسيلة إلا ما ظهر جليا من حقهم المغيب ،ولأن الظالم يعرف ان الكلمة قد تغدوا نارا حارقة لضلالاته وبغيه فإن أقصر الطرق لإسكات ألسنة الحق هي التنكيل والقتل والبطش ،وما الذي يمنع حاكما مثل بشار الأسد ان ينكل بشعبه الذي ورثه عن أبيه ؟!؟ويطمح أن يورثه لولده، أليسوا ملكا خالصا له يفعل بهم ما يشاء ؟او ليس حاكما بأمره، متفرد عصره وأوحد زمانه ، اي شعب متمرد ناكر للمعروف هذا الذي يرفع عقيرته بالغناء للحرية ، وينادي على رغيف العيش ؟أليس عارا أن يطالب المملوك بالتحرر من مالكه وولي نعمته ،؟ألا يكفي الشعب السوري فخرا أن يستظل بظل هذا القائد الصامد الذي يقف سدا منيعا وسيفا صقيلا في وجه اسرائيل؟؟ظ حقا غن الشعوب هي التي تعتدي على حكامها الطيبون وقادتها المخلصون !!!ألا ترون إلى اليمن السعيد في ظل الرشيد ذو الرأي السديد كيف صارت كل أيامه سعادة وكل لياليه عيد؟ألم تسمعوا بذلك الزعيم المكافح الذي أفنى حياته لأجل ضفاف النيل وانقض عليه شعبه واتى على ماله دون أدنى وفاء لجهده وإخلاصه؟

ألا واعجبا لك أيتها الشعوب الثائرة كان عليكي أن تستمري في التسبيح بحمد هؤلاء القديسين وأن تسلمي لهم قيادك لكي تقادي بسلاسة إلى مقبر ة الشعوب الطيبة ولكي يسطر إسمك في ملاحم المبدعون كامة مسالمة وديعة وفية حتى لجلاديها وليبقى الأسد الحالي خليفة ابديا للاسد السابق، فكلاهما خريج مدرسة الطغاة ، وكلاهما وجهان لعملة واحدة ، واي تغيير يرجى ممن جعلت الأمة كلها ثأرها عليه ،واي رحمة تنتظر من ولد شابه اباه وحاكاه بل وتفوق عليه ؟

إن الخيار الوحيد أمام الشعب السوري هو المضي قدما في سبيل الحرية والرفعة لكي ينظر الله إليه بعين رحمته فقد استحقها بإذن الله، وإن أحب الاصوات إلى الرب العادل الرحيم هو ذلك الصوت الذي يرتفع في وجه سلطان جائر ان توقف فقد كفاك تجبرا وطغيانا وظلما وهو كذلك مطالب بألا ينتظر العدالة من المجتمع الدولي فهو أعمى أصم ،لا يرى إلا ماتراه عدالة القوى العظمى ،وهي عدالة لا تشمل الأمة الإسلامية ،وبكل تأكيد لا تستوقفها طويلاقضاياه، لانها تعرف انها هي التي صنعت هذه الدمى وهي التي تكسرها لو بدرت منها بادرة حياةاو دوران خارج المدار المرسوم لها..

لكم الله ياأهلنا في سورية الفقه وسورية الأدب وسورية الأمويين وسوريةالفتوح والحضارة وصبرا فإ ن النصر مع الصبر وحسبنا الله ونعم الوكيل

=========================

ماذا نستطيع أن نقدم لثورة الكرامة

الكاتب :جابر عثرات الكرام السوري

لئن تشعل شمعة خيرلك من ان تلعن الظلام و لا تظن أن جهدك لن يكون له نتيجة فنحن ضعفاء كل بمفرده ولكننا معا نحقق الامل. الثورة بحاجة لجهودنا جميعا حتى تنجح و أوأكد على جميعاً نحن الثلاث و عشرون مليون سوري...نعم جهدك يصنع فرقاً...

بداية أقترح اقامة موقع على الفيس بوك يستطيع أن يشارك فيه كل من يملك فكرة مفيدة (اعتذر عن تنفيذ هذه الفكرة بنفسي كون معلوماتي في الشبكة العنكبوتيه ضعيفة). ومن المعلوم ان الفرد مهما كان يملك من قدرات و أفكار الا ان افكار و قدرات الجماعة أكبر و بالتعاون يتحقق النصر ان شاء الله.

كما ان ثورة الكرامة هي ثورة مشتركة عند نجاحها سيستفيد منها جميع ابناء الوطن هم و ابنائهم و الاجيال القادمة ,فيجب ان يساهم فيها كل بجهده كي نضمن النجاح .

ومن المعلوم ان ليس للجميع نفس المقدرات كما ان ليس للجميع نفس الشجاعة أوالاستعداد للتضحية والبذل أو الايثار .

بالاضافة أن ليس للجميع نفس الظروف فهناك الكثيرون ممن لا يستطيعون المشاركة الجسدية نتيجة لبعدهم عن موقع الحدث أو لفئتهم العمرية او لقوانين البلدن التي يقيمون بها و لاسباب أخرى كثيرة متنوعة .

وهم يرغبون أن يقدموا شيئا و لايدرون ما يستطيعون ان يقدموا وفي حال تمت مشاركة الافكار يكون هناك ارشاد لكيفية مساعدة الثورة.

و أود أن أذكر بحقيقة غائبة هي ان جميع اسلحة النظام واهية ضعيفة و بدأ يفقدها الا سلاحا واحدا و هو من أقوى الاسلحة هل تدرون ما هو : انه الخوف الكامن في أعماق كثيرين منا ذلك الخوف الذي استمر في زراعته ثمان و اربعين عاما فان تحررنا منه سقط النظام

و استطيع ان افتتح ببعض الافكار المتواضعة قد تكون جيدة و قد تكون ضعيفة و قد تكون بحاجة للتطوير , لكن عندما تاتي أفكار اخرى من آخرون من مختلف الانحاء وتناقش و تطور لاشك انها ستكون ذات فائدة كبيرة.

يجب ان نهيئ انفسنا على أن هذه الثورة قد تكون طويلة و تحتاج الى شهور وربما سنين لكنها باذن الله هي ثورة منصورة و يجب ان لا نيأس أو نخاف فنحن المنصورين باذن الله (لم تُوئد ثورة شعب مؤمن بحريته منذ فجر التاريخ و لكن ربما تطول المدة و مع الصبر الفرج ) و لا أجد هنا بدا من التذكير بما قالته السيدة العظيمة سهير الاتاسي من ان من يقوم بنصف ثورة ولا يكملها فهو ينتحر و يجب ان نتذكر ان اخواننا في مصر لم يُسقطوا النظام خلال ثمان عشر يوما لا بل لهم سنين في النضال في حركة كفاية و حركات مشابهه منذ عام 2004 و لكن الضرية القاضية اخذت ثمان عشر يوما عندما توحدوا .كما ان عدونا هو ماكر مخادع سفاح مصاص للدماء لايتمسك بأي مبدأ و لا يتحلى بأي فضيلة

 وتقسم المشاركة الى نوعين

1. الاجراءات ذات المخاطر العالية :

أ‌.  المشاركة بالتظاهر و هي اعلى درجات التضحية و الفداء و المشارك شهيد و ان لم يستشهد , و الشجاعة المنقطعة النظير التي شاهدناها من السوريين الذين يشاركون في التظاهر هي درجة عالية من الشجاعة لم تبلغ من قبل الا من قبل الصدقين و القدسين.و انصح بمصطلح المظاهرة الطيارة فقد لاحظنا ان استراتجية السلطة هي تجميع قوات الامن في اماكن قليلة و ارسالها الى اماكن المظاهرات مما يدل على عدم امتلاكهم لاعداد كافية لذلك فان عمل مظاهرة صغيرة في طرف من اطراف المدينة و تفرقها حال وصول الامن (لتجنب وقوع ضحايا ) وبالتنسيق تخرج بعدها مظاهرة في طرف آخر و هكذا هذا كفيل باتعاب قوات الامن و انهيارها.

ب‌.        المشاركة بالاضراب و هي الدرجة الثانية وهي عظيمة و يجب ان لا يساورك لخوف و عليك بالتنسيق و اعمل مع المجموعة فان الذئب يستفرد بالخروف الشارد . فلو اضرب 5% فقط لاستفرد بهم النظام تخريبا و اعتقالا و تنكيلا و فصلا من العمل ,لكن لو أضرب اكثر من 50% فلن يستطيع فعل شيئ و سيسقط في يده

ت‌.        التوثيق الاعلامي بالصورة و نشرها على مواقع الانترنيت و ارسالها للصحافة و المحطات الفضائية ذات المصداقية ويحتل مرتبة عالية لا تقل عن الدرجة الاولى

ث‌.        نشر الوعي و محاربة الخوف في المجتمع و التشجيع على المشاركة بكافة أشكالها و المساهمة بالرأي (لا تستهينوا بأفكاركم قد تكون عظيمة) وذلك سواء بالكتابة في الأنترنيت او اقناع اصدقاؤك و جيرانك و اقربائك ممن هم مازالوا في طور التردد و يحاولون البحث لانفسهم عن عذر لعدم المشاركة

ج‌. المغتربون في أوروبا و امريكا يستطيعون المساهمة بتشكيل راي عام ضاغط على الحكومات من اجل الضغط على النظام السوري و يتم تشكيل الرأي العام عن طريق :

1. المظاهرات

2. نشر صور المجازر التي يقوم بها النظام في الساحات و الشوارع و توزيعها على أبناء البلاد

3. اعلانات الصحف المؤيدة للثورة

4. التحدث مباشرة الى الاصدقاء من غير السورين و شرح ما يحدث في سوريا و طلب مساندتهم

5. توجيه رسائل الى الحكومات و البرلمانات ووسائل الاعلام تطلب منهم مساندة الشعب السوري

2. الاجراءت التي ليس فيها أي مخاطرة و لكن هي ذات فائدة مساندة عظيمة :

و لا يقنعن أحد نفسه انه لايستطيع القيام بها ,هنا لن يمنعك من القيام بما سيأتي الا اذا كانت نفسك فاسدة و انت جزء من النظام من غير أن تدري فلا احد يستطيع ان يجبرك على اجراء مكالماتك الهاتفية من الخليوي السوري أو دفع رشوة لشرطي مرور ولا أحد يجبرك على تعليم ابناءك في جامعة القلمون أو شراء زيوت بروتينا المملوكة لعصام أنبوبا اوتناول العشاء في مطعم سواري المملوك لآصف شوكت أو قراءة جريدة الوطن أو مشاهدة قناة الدنيا أو ركوب تكسي يضع صورة بشار أو تقديم الخدمات و الاحترام لأحد المتعاونين مع النظام. ولا أحد يستطيع اجبارك على قطع رحمك و أذى جارك .

و اذكركم بان ليس الخائن فقط من يقتل شعبه بل من يساعد و لو بطريق غير مباشر و من لا ينكر حتى بقلبه فهو خائن ايضا وشريك في الدماء – وهناك قصة تروى ان سجانا سأل ابي حنيفة النعمان :هل أنا من أعوان الظلمة ! فقال له لا انما أعوانهم من يخيط ملابسهم ويصنع طعامهم انما انت من الظلمة انفسهم.

ان ثمن المكالمة التي سوف تدفعها لسيرياتل سيقوم رامي مخلوف بشراء رصاصة به قد تستقر يوما في قلب طفلك

أ‌.  دعم اسر الشهداء و المعتقلين ماديا فكم من اسرة فقدت عائلها أو فلذة كبدها أو هدم منزلها وسرقت ممتلكاتها ولا نتوقع ان هذه الاسر سوف تسعى الينا كي نساعدها بل أقل الواجب علينا أن نبحث عنها و نواسيها و نمد لها يد العون و هذا واجب على فرد من ابناء الوطن يمتلك الحد الادنى من المسؤلية وهذا واجب دائم فلا يظن أحد انه ان دفع مبلغ اليوم فقد أدى ما عليه بل يجب الاستمرار سنوات حتى يكبر اليتيم و يتعمر البيت و يزول اثر العدوان, وانصح بالقيام به بشكل فردي فليس هناك منا من لا يعرف أسرة شهيد أو متضرر و لو بشكل غير مباشر.

ب‌.        مساعدة الطلاب الذين فصلوا من الجامعات بسبب مواقفهم المؤيدة للثورة بتأمين جامعات بديلة و التكفل بمصاريفها و يمكن أن تكفل كل مجموعة من الاشخاص أحد الطلاب

ت‌.        مساعدة الذين فصلوا من اعمالهم بسبب مواقفه المؤيدة للثورة بتامين عمل سواء داخل أو خارج القطر.

ث‌.        تأخير دفع الضرائب قدر الامكان

ج‌. التخفيف من استهلاك البنزين ورفع استهلاك المازوت حيث أن سعريهما متقاربين عالميا بينما النظام يبيع المازوت 15 ليرة و البنزين ب 44 ليرة فهو يربح بالبنزين و يخسر بالمازوت.(حاول الا تستخدم سيارتك قدر الامكان)

ح‌. عدم تحويل نقود للبنوك السورية و عدم الاحتفاظ بنقود بالعملة السورية لان هذه الاموال سيستفيد منها النظام علما ان هذه البنوك بدأت بمعاناة مشاكل كبيرة في السيولة و ليس ادل على ذلك من رفع الفائدة منذ بضعة ايام من 3% الى 6% مرة واحدة مع العلم ان لايوجد اي تغيير على معدل الفائدة عالميا و ان هذا التغير عندما يحدث كل فترة طويلة يكون بربع نقطة مئوية و ليس بثلاث نقط دفعة و احدة, و اود ان اذكركم هنا ان النظام يعاني من ازمة مالية كبيرة ( وستكون ان شاء الله احد عومل انهياره ) سيتم عمل دراسة مستقلة تبين الآثار الاقتصادية للثورة على النظام وكيف سيساهم ذلك بانهياره.

خ‌. مهاجمة و تخريب المواقع الالكترونية الموالية للنظام

د‌. نبذ كل متعاون مع النظام و عدم التعامل معه سواء ماديا أو معنويا و اشعارهم بنبذنا لهم و ازدرئنا و يشمل هؤلاء المتعاونين كل من يعمل في اجهزة الامن و ادارات الدولة القمعية الاخرى كالجمارك و التموين و الشرطة و الاعلام الحكومي و شبه الحكومي وجميع الفاسدين في مؤسسات الدولة الاخرى و كذلك من يعمل في مؤسسات كبار اللصوص رامي مخلوف – حمشو –طلاس --الخ أو يورد لهم مواد او يصلح سياراتهم او يصادقهم أو يساعدهم على فسادهم. و هذه خطوة هامة فهناك الكثيرين من هؤلاء لا يدري حجم خطيئته أو لا يدري بأنه يقوم بخطأ من الاصل و هناك منهم يبرر لنفسه الخطأ لكن ان أحس برفض المجتمع له عدَل من موقفه. وهذا يشمل المدافعين عن النظام و المبررين لموقفه وممن يرددون روايات النظام كالببغاوات ومن يضع شعارات و صور النظام على صفحات الفيس بوك ومن يؤيد صفحات النظام على الفيس بوك هؤلاء يجب نبذهم جميعا.

ذ‌. مقاطعة الفساد و عدم دفع الرشوى بكافة اشكالها و لا يفوتنا هنا ان معظم أعوان النظام موالين له بسبب المنفعة المادية المحققة من خلاله ولا يوجد فرد واحد موال له عقائديا و جميع الذين يقولون له منحبك هم عمليا يحبون المكاسب المحققة لهم عن طريق النظام بغير وجه حق و التي يسرقونها من قوت الشعب و لا يحاسبون بسبب ولائهم للنظام وهم مستعدون لموالاة اي شخص يحقق لهم نفس المنافع حتى لو كان نتينياهو و لو أن هذه المنافع فقدت لتخلوا عن ولائهم للنظام و نحن بتوقفنا عن دفع الرشوة نحرمهم من المنافع و يشعر بالخسارة كونه لا يستطيع استرداد المبالغ التي دفعها من أجل الوظيفة و يزول بذلك ولائه للنظام و يضعف النظام تمهيدا لسقوطه.

ر‌. اعادة التماسك لمجتمعنا بزراعة المحبة و التعاون عن طريق صلة الرحم و حب الجار و قبول الآخر رغم اختلافه و التعامل بالخلق الحسن و نبذ الكراهية و الحقد و عن طريق ترك الخلاف و الخشونة في التعامل و الاذية للآخرين . و لنؤمن باننا جميعا سورين بمختلف دياناتنا و قومياتنا و ان لابن وطني حقوقا مساوية لحقوقي في الايمان بالدين الذي يريد و ممارسة شعائره الدينية و في انتمائه القومي مع كافة مستلزمات هذا الانتماء و ان له الحق في ان يؤمن بما يريد دينيا و ايدولوجيا و قوميا بغض النظر عن اتفاقي و اختلافي معه في ما يؤمن به بشرط ان لايتجاوز ذلك على حقوقي المماثلة.

ز‌. عدم الشراء من اي محل أو الجلوس في مقهى أو الركوب في تكسي يضع صورة بشار أو ماهر أو حسن نصر الله او اي فرد من العصابة.

س‌.        ان رجال النظام يقومون باستثمار النقود التي سرقوها من الشعب و قاموا بتفصيل قوانين على مقاسهم من أجل أن يستثمروها بأعلى الارباح داخل سورية وهذا الاستثمار يتيح لهم مضاعفة ثرواتهم المسروقة و كذلك يتيح لهم كسب مؤيديهم من العاملين في شركاتهم, واننا بمقاطعتنا لهذه الشركات نحولها الى شركات خاسرة فنحرمهم من المنافع المذكورة (مع العلم أن هذه الشركات هي مال مسروق وهناك تحريم للانتفاع بالمال المسروق أو التعامل به ) و أهم هذه الشركات :

1. شركتي الهاتف الخليوي في سوريا (هما مملوكتان لرامي مخلوف و زبانيته) من يستطيع ان يستغني عن الهاتف الخليوي بالكامل فليفعل و أظن ان اكثرنا يستطيع فعل ذلك ومن لا يستطيع بسبب اضطراره لاستخدامه في عمله فعليه تخفيف المكالمات الى اقصى حد ممكن و الاعتماد على الهاتف الثابت بدلا من ذلك.(ملاحظة التجوال الدولي داخل سورية من خط خارجي يستفيدون منه و الافضل الاستغناء عن مكالمات الجوال داخل سورية بشكل كامل للمغتربين)

2. جامعة القلمون (مملوكة لابو سليم دعبول سكرتير حافظ الاسد ) و انصح الجميع بان يضغطوا على اولادهم للدراسة من اجل تحقيق معدل علامات يؤهلهم لدخول الجامعات الحكومية وفي حال تعذر يتم اعادة تقديم امتحان الشهادة الثانوية. فجهد أكبر أو خسارة سنة أفضل من خسارة وطن و العمر بكامله كما انك توفر 2.5 مليون ليرة سورية.

3. مدارس الشويفات (رامي مخلوف و شركاه)

4. شركة لؤلؤة الطيران (رامي مخلوف و شركاه)

5. بنك سوريا الدولي الإسلامي (رامي مخلوف و شركاه)

6. بنك بيبلوس (رامي مخلوف و شركاه)

7. شركة العقيلة للتأمين التكافلي(رامي مخلوف و شركاه)

8. شام كابيتال (رامي مخلوف و شركاه)

9. أما – نور شركة البسة (رامي مخلوف و شركاه)

10.       فاتكس: شركة لبنانية سورية لتجارة وتصنيع الأدوية (رامي مخلوف و شركاه)

11.       بنك البركة سوريا (رامي مخلوف و شركاه)

12.       بنك قطر الوطني سوريا (رامي مخلوف و شركاه)

13.       بنك الشام الإسلامي(رامي مخلوف و شركاه)

14.       بنك الأردن سوريا(رامي مخلوف و شركاه)

15.       راماك الإنشائية: وهي شركة بناء وإنشاءات حاصلة على وكالة مصاعد شندلر (حسين مخلوف و شركاه)

16.       شركة لاما: وهي شركة صناعية متخصصة بالأثاث المكتبي (رامي مخلوف و شركاه)

17.       جريدة الوطن(رامي مخلوف و شركاه)

18.       المطاعم:

1. فيو في اللاذقية (رامي مخلوف و شركاه)

2. سوار في اللاذقية (دريد الاسد)

3. سواري في طرطوس (آصف شوكت)

4. منتجع يعفور في دمشق ( محمد حمشو )

5. فندق صلنفة الكبير (دريد الاسد)

6. مطاعم جيميني في دمشق ( محمد الخولي مدير المخابرات الجوية السابق )

7. بلو تور ( الاسد + عرنوس)

8. مجمع الخير مشتى الحلو (الخولي )

9. تاليس مان دمشق (القلعي)

10.       زمن الخير دمشق طريق المطار (محمد حمشو)

11.       فندق جوليا دومنا حلب (مخلوف)

12.       مجموعة جوليا دومينا للسياحة و الطيران (مخلوف)

19.       مجموعة ماس (طلاس)

20.       مصنع اسمنت لافارج (طلاس)

21.       مجموعة شركات سليمان معروف (ابن أخت محمد ناصيف رئيس أمن الدولة ) هوندا –

22.       شركات عصام أنبوبا – القلعي- محمد حمشو – صائب نحاس – نزار الاسعد-مرتضى دندشي- شركات بدر الدين حسون و أبناء صهيب الشامي عصام انبوبا – مرتضى الدندشي -انس مهايني - طلال البرازي -خالد قدور- رئيف القوتلي – سامر الدبس

23.       مرتديلا سومر – هنا

من يعرف أسماء شركات اذناب النظام وماركاتهم التجارية فليضفها و كذلك من يملك فكرة فليساهم بها مشكورا.

النظام بدأ بالاهتزاز نتيجة العقوبات و هروب الاستثمار و التكلفة العالية للحل الامني و بمتابعة الحصار من قبل الشعب سيتم اسقاطه ان شاء الله

========================

النظام العائلي الحاكم ينسف المبادرة العربية ،وحمص صامدة حتى نهاية الأسد وسقوطه...!!!

د.خالد ممدوح العزي

كاتب صحافي وباحث في مجال الإعلام السياسي والدعاية

dr_izzi2007@hotmail.com

طيف نزار قباني يلاحق ال الاسد :

يقول الشاعر نزار قباني:" بان الشعوبي الذي يزيف الحقائق ويقف أمام الحاكم= نزار الذي وقف بوجه سلطة الأب منتقدا سلوكياتها وقادتها وأدواتها كاشفا عوراتها ،منددا بها ليفجر الأشياء، لينتصر الضوء على العتمة وتقرءاه سنابل القمح والأشجار، وينقذ الكلمة من محاكم التفتيش ،من شمشمة الكلاب من مشانق الرقابة=

 اليوم بشار يسير بخط أبيه ليعرب بأنه أبين أبيه بالفعل والتطبيق فهو اليوم يقاتل ضد الحركات الإسلامية منذ سنة 50 محافظا على خطه القومي والعروبي الذي يترجمه رجال مخابراته وكتائبه الأمنية التي تقتل الشعب السوري وتفتك بهم ،لقد هاجم المدن واحتل الإحياء لينهي الدور الإسلامي المتعب هاجم درعا وإسرائيل تبعد عن حدوده المحتلة 30 كيلوا متر ،ذهب إلى دير الزور ليهاجمها ويحتلها وينتصر على شوارعها الفارغة من كل شيء عدى الشعب المحتج على حكم البعث ،لم نعرف مواقع وقرى سابقا إلا عندما سمعنا بها في الإعلام السوري بان الجيش احتلها واعتبرنها بأنها إحدى قرى الجولان التي دمرت ،واليوم استعادها جيش الأسد العقائدي ،هذا الجيش الذي تحول لجيش يحمي السلطة بدلا أن يكون جيش الوطن،لكننا عرفنا فيما بعد بأنها قرية في ريف ادلب ،اسمها بنش.

فنزار الذي يخاطب صديقته الذي يعتبرها الجمهور العربي، فيسألها هل الهزيمة قطرية أم قومية أم هزيمته هو الشخصية من خلال قوله :

"أنا يا صديقة متعب بعروبتي ،فهل العروبة لعنة وعقاب"

لا حربنا حرب، ولا سلامنا سلام، جميع ما يمر في حياتنا ليس سوى أفلام".

"نكذب في قراءة التاريخ،نكذب في قراءة الأخبار،نقلب الهزيمة إلى انتصار".

لقد كتب الشاعر في قصائده كل ما يمكن أن يكتب عن النظام السوري، لم يعرف نزار بان التاريخ وكأنه يعيد نفسه، لان هذا النظام لا يعرف المهادنة أو المحاورة، لأنه لا ينفع معه سوى سلاح القوة الموجعة فيسلم من بعدها "كالرفاس المضغوط" .

المبادرة العربية والموافقة عليها:

حسب كل المصادر والتحليل بان النظام السوري وافق على مبادرة الجامعة العربية بعد لف ودوران واحتيال طويل مارسها مهندس النظام السوري وطباله المستمر ، لكسب الوقت من خلال رمي الكرة في داخل الشعب السوري واللعب على الألفاظ والمصطلحات ،فالثعلبة التي مارسها النظام على وفد الجامعة لالتقاط الأنفاس بسبب الضغط الشعبي والدولي التي تمارس على نظام الأسد ،فالنظام السوري بالرغم من كل الصور الجميلة التي يحاول تصويرها بأنه لايزال يسيطر على الوضع السوري وبان هذه الاحتجاجات بسيطة أضحى يسيطر عليها ،لكن الوضع يختلف كليا فالنظام أضحى يعاني من الحالة الداخلية ،الضغط الدولي ،الوضع الاقتصادي ،الانقسامات العسكرية ،الحصار الاقتصادي ،والشيء الأهم إرباك حلفاء النظام السوري من تصرفاته الوحشية وتحديدا إيران وروسيا ،بالرغم من كونه يبدي مرونة في التعامل مع المواقف العربية كي لا يظهر نفسه منبوذ يحاول التدخل في لبنان من خلال الخروق العسكرية واستخدام الحكومة اللبنانية لكي تكون الجندرماه في قمع وملاحقة المعارضين السوريين في لبنان،فإخراج المواطنين السوريين بالقوة إلى الشوارع للتظاهر بمساعدة الأشقاء في لبنان والعراق وقدوم مهرجي الزجل اللبناني للمباراة الخطابية والشعرية في هذه المسيرات الاستعراضية فضيحة من قبل النظام ، لقد قبل بالمبادرة لغاية في نفسي يعقوب ،من اجل إفراغ مضمونها وتحويلها إلى مبادرة فارغة وعاجزة عن التنفيذ،فالنظام السوري الذي ألزم بتنفيذ المبادرة من اليوم الأول لموافقته الرسمية عليها ، خرج بمبادرة التفافية على المبادرة بمطالبة السورين الذي لم تلطخ أيديهم بالدماء لتسليم أسلحتهم التي اشتروها أو من ساهموا فيها "بنقلها أو تمويلها"،لكي يهرب النظام من تنفيذ المبادرة العربية ، التي لم تتوقف أمام هذا البند الذي أدرجه النظام بنفسه ويعتبره أساسي لتسويق نظريته القائمة على وجود عصابات إرهابية في سورية وهو يقاتلها منذ 8 شهور،ليتخذ من تصريح الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأمريكي مخرجا هاما له بكون أمريكا متورطة في سورية عمليات أمنية من خلال دعوتها العلنية برفض المخربين تسليم الأسلحة ،من خلال فبركة الحديث الرسمي للناطقة القائل بان على السوريين عدم الانصياع لقرارات الأسد المطالبة بتسليم أنفسهم ، وليس عدم تسليم السلاح .

الموقف الروسي والإيراني :

لقد نصحت روسيا الأسد ونظامه بالموافقة على المبادرة العربية لان المبادرة بنظرهما مخرجا سليما لبقاء الأسد لفترة أطول في السلطة ولكي يتمكنوا من المتابعة في دعمهم له.

1- الموقف الإيراني :الذي ينصح الأسد بإجراء إصلاحات سريعة في سورية بالفاء سيطرت حزب البعث ،مقابل اعتماد صيغة الحرس الثوري الإيراني ،أي تشريع جيش البعث والشبيحة "المتطوعين "الذين تمرسوا بالقتل وباتوا من أصحاب الخبرات المذهلة والتحلل من كل الأخلاق والضمير .

 2- موقف النظام : الاستفادة من المبادرة من خلال ممارسة القتل الجماعي للنشطاء الحراك ومحاولة تقطيع الوقت وكسب الود العربي من خلال الالتزام بالمبادرة العربية .

3- الموقف الروسي : لقد نصح الروس الأسد عن طريق وفد حزب الله الذي زار موسكو بان يوافق سريعا على المبادرة العربية دون تردد أو تلكأ فيها لأنها الخرج الحالي لها ،وبالتالي بظل الضغوط التي يتعرض لها الأسد والتي باتت موسكو محرجة دوليا وعربيا من دعمها للأسد،والتي رأت بالمبادرة مخرجا مشرفا للأسد من خلال التغيرات التي سوف تحدت في المنطقة،وعليه المبادرة الفورية بإجراء إصلاحات اقتصادية وإصلاحات سياسية وإعلامية وحزبية لكي يشعر السوريين بأنها خطوط معقولة .

والجميع ينصح بإجراء انتخابات نيابية وفق دستور جديد يوفر له الأغلبية المريحة داخل المجلس الجديد ،كما هو الحال في إيران وروسيا ،طالما الأسد يتحدث بان أغلبية الشعب معه.

التغيرات القادمة:

 السوري والإيراني والروسي والصيني يرون بان المنطقة قادمة على تغير يسمح للأسد بالصمود وتغير المعادلة ،فأمريكا سوف تخرج من العراق ،وبالتالي سوف ينسج هذا الفضاء لنسج قوة ومتنفس للأسد يمتد من إيران إلى لبنان،في جبهة قوية تتحكم برقبة الأمريكي الذي يحاول الخروج من العراق دون خسائر من خلال ضمانة إيرانية،ولاحقا في أفغانستان فالتالي فتح حوار غير مباشر بين الأميريكان والإيرانيين على كل المسائل العالقة من الملف النووي حتى سورية وأخواتها.

هذا يسمح للأسد مزيدا من المناورة حتى يتمكن من فتح الحوار ،وبالتالي يكون جدار الجبهة الجديدة قوي للوقوف بوجه جبهة الخليج، وباستطاعتهم فتح جبهة البحريين مجددا بوجه الأمريكي كجبهة ثانية من اجل الإرباك والتفرغ لرص صفوف محور الممناعة ،اما بالنسبة لتركية يبقى ملف حزب العمال هو الورقة القاضية التي تمتلكها سورية وتعمل على تحريكها بموافقة أعضاء هذا المحور وبإيعاز مباشر من أكراد العراق لزعزعة الأمن التركي وإرباك السيد اورودغان الذي فقد مصداقيته مع نظام الأسد ،إضافة للانتخابات الفرنسية النيابية والاسبانية والأمريكية والروسية التي تفرض قيادات جديدة تساعد هذا المحور من تنفيذ سياسته ،ولا يغيب عن الأمر الأزمة الاقتصادية التي تعصف بمنطقة اليورو وتهدد كيانه والتي تساهم بدورها لعدم الاهتمام بالملف السوري.

طبعا مخطط رهيب وجهنمي يحرر سورية من العصابات ويبقي الجولان تحت السيطرة الصهيونية ،لكن الروسي والإيراني بان مصير سورية ليس بيدهم أو بيد اوباما بل هي بيد الشعب السوري نفسها وهو الذي يقرر ما هو مستقبل النظام السوري الحالي ،فكان الرد في "جمعة الله اكبر"على كل شيء .

"جمعة الله اكبر":

بالرغم من الموافقة السورية على تنفيذ المبادرة العربية نهار الخميس بتاريخ 3 نوفمبر تشرين الثاني2010،والتي لم يلتزم بها النظام من خلال متابعته لسياسة القتل والبطش والاعتقال فكان الرد على المبادرة العربية والمهلة الجديدة للنظام بخروج إعداد هائلة من المتظاهرين والمحتجين المؤيدين للتنسيقيات السورية والمجلس الانتقالي بالخروج إلى كل النواحي والمدن السورية لتظاهروا ضد النظام وسياسته الوحشية ومطالبتهم بإسقاط الأسد ونظامه ،فخرجت الجماهير الغفورة إلى الشوارع لتلبي نداء التنسيقيات الثورية الرافضة للتفاوض مع سلطة الأسد،والتي أظهرت الحجم الكبير التي تمثله هذه التنسيقيات ولتقل لكل أطياف المعارضة التي تحاول محاورة النظام بان الشارع يلبي نداءها وحدها وهي تقود هذا الحراك ، فكانت "جمعة الله الكبر" الجديدة التي أطلقت هذا الأسبوع بتاريخ 4 نوفمبر فالتسمية الجديدة التي أطلقت تحمل معاني ومدلولات كثيرة ،بالدرجة الأولى تأتي التسمية ردا على نظام الأسد الذي يخوض معركة كبيرة مع طيف كلمة الله واكبر التي باتت تشكل عامل خوف فعلي لكل الشبيحة ورجال الأمن والعصابات الخاصة ،لان الكلمة أضحت تزلزل عرش النظام وتهد كيانه الفعلي. بالدرجة الثانية تأتي هذه التسمية ردا على تصريح بشار الأسد الذي عبر فيها بان نظام البعث الممثل بالشبيحة والعصابات والكتائب الأمنية والمرتزقة يحاربون الإرهاب الإسلامي منذ عام 1950 فالمعركة في سورية حسب قول الرئيس بين الشعب السوري الذي صنفه الدكتور بالجراثيم والذي يعتبرهم عصابات إسلامية وبين القومين العرب المشاركين باحتلال إسرائيل لفلسطين،فالقوميون العرب والعروبيون هم المخابرات والنظام والشبيحة والزعران،أما كافة الشعب فهم الأخوان . الرد الثالث من هذه التسمية هي رد حقيقي على المهلة العربية والمبادرة العربية والصمت العربي الرسمي المتواطئ مع النظام السوري على حساب الشعب السوري وشهداءه وجرحاه ومعتقليه .فكان الرد الشعبي الساخط من كل التصرفات العربية والإسلامية التي لا تهتم بالشعوب المظلومة والمقهورة من هذه الأنظمة .

سسيولوجيا الحراك الشعبي في "جمعة الله واكبر ":

بناءا على كل التقرير الصحافية والخبرات الميدانية والتغطية لوسائل التواصل الاجتماعي في 5 نوفمبر "تشرين الثاني" والتي تقول التقديرات بان جمعة "الله أكبر" شهدت أكبر عدد من المظاهرات منذ بداية الثورة السورية في 15 آذار "مارس 2011.بالرغم من تزايد عدد المظاهرات والمشاركة المرتفعة للمحتجين فكان الرد اعنف من كل الجمعات حيث استعملت المدفعية والسلاح الثقيل في دك مناطق الاحتجاجات في حمص وريف دمشق وحماة وللاذقية وجبل الزاوية .

قالت "الهيئة العامة للثورة السورية" إن جمعة "الله أكبر" شهدت أكبر عدد نقاط تظاهرات على الإطلاق منذ بداية الثورة السورية قبل ثمانية أشهر حيث وصل عدد التظاهرات الى 277، وسجلت محافظة حمص أعلى عدد تظاهرات ب52 تظاهرة تلتها درعا ب50 نقطة ثم ادلب ب45 نقطة.

وشهد ريف دمشق 37 مظاهرة، ثم حماة ب26 مظاهرة، فدمشق ب20 مظاهرة ثم ير الزور ب15 ثم حلب ب12 مظاهرة، ثم على التوالي، اللاذقية 7 مظاهرات، الحسكة 6 مظاهرات، الرقة 5 مظاهرات، طرطوس مظاهرتين.

ولكن غابة مدينة دمشق عن المشاركة في هذه الجمعة مقتصرة دورها على ريفها الذي يتصدر في لوائح القائمة ،ولكن السبب الاساسي حسب رأي علماء الاجتماع والمحللين السياسيين بان عدم المشاركة الفعلية لمدينة دمشق تعود للتالي :

1-لقد أضحت المدينة قلعة أمنية لكونها العاصمة، مما ساهم بنشر إعداد هائلة من رجال الأمن والجيش والشبيحة للدفاع عن العاصمة.

2- منع المتظاهرين من إقامة ميدان تحرير مركز في العاصمة .

3-التنوع السكان الذي يقطن العاصمة والذي يمنع من الخروج بحركة أو التنسيق بين هذا الخليط السكاني .

4-انعدام الثقة بين السكان الذين ينتمون إلى فئات اجتماعية مختلفة والى مكونات مذهبية مختلفة تفشل أي حركة من حركة الاحتجاج الشعبي،بعكس ريفها الذي يكاد لا يهدأ من شدة الغضب والإصرار على التغير ومواكبة الحركة الاحتجاجية.

ولكن بالرغم من كل الصعوبات والمضيقات التي تواجه السكان ،لكننا نشهد بين الفينة والفينة حركة غير عادية من مظاهرات نسائية وفنية أو طبية ،لكن الحراك الطلابي يتمثل بالجامعة التي تمتلئ بالشعارات والكتابات والتحركات ،بمواربة ضيقة ،لكن الذي نود الإشارة إليه بأنه بالرغم من كل الصعوبات والمضيقات الأمنية والمالية والاجتماعية ،والاختناقات التي تعيشها العاصمة،لكن هناك إمكانيات كبيرة وواسعة جدا للتعبير يقوم بها المعارضون بالتعبير عن مواقفهم من خلال الرسوم والكتابات على الجداران والرسم وإطلاق البالونات والدمى اليدوية التي تدل على ان الحركة الاحتجاجية موجودة بقوة في قلب العاصمة السورية.

الجيش السوري :

فالرهان اليوم بات واضحا على الانشقاقات العسكرية التي يقوم بها ضباط وجنود الجيش السوري الأحرار ،الذين تزداد إعدادهم في رفض أوامر أل الأسد بقتل أهلهم وإخوانهم في المدن والقرى والنواحي السورية المنتفضة .فالصعوبات التي بات يوجهها الجيش في حركتهم الانشقاقية ،كنقل الأسلحة والعتاد من قطاعاتهم العسكرية بسبب قمعهم بالدبابات والطائرات والمدفعية الثقيلة ،التركيز القوي الذي يقوم به النظام السوري على إبادة الوحدات المنشقة في مدن سورية كحمص والرستن والتبليسية وجبل الزاوية كي لا تتمكن هذه الوحدات من إعادة تشكيل نفسها في وحدات قتالية جديدة لحماية الثوار والمتظاهرين والمدنيين ،مما يسبب لهذه الوحدات عجز حقيقي بإيجاد مكان امن لهذه الوحدات لكي تحتمي فيها وترتكز عليها ،ومن هنا نرى بالقتال الشرس والضروس التي تشهده إحياء حمص وبعض مناطق ريف دمشق لان بشار الأسد أعطى أوامره العسكرية بإبادة كل القطاعات المتمردة في جيش العائلة ،فالبرعم من ألاستبسال التي تبديه هذه القوة المقاتلة وبالرغم من القدرات الغير متكافئة في المعركة ،إضافة للحماية التي يحاول الشعب السوري تأمينه لهؤلاء الإبطال لكن تبقى القدرات ناقصة لجهة هذا الجيش المنشق لتحقيق تواز الرعب بين وحدات الجيش الموالي للأسد والمنشق عنه ،بالرغم من الضربات الموجعة التي يتلقها الجيش النظامي من هؤلاء الثوار الجدد ،لكن هذه القوة لكي تستطيع إنزال الخسائر القوية بوحدات الأسد وإرسال اكبر كمية من التوابيت المقفلة إلى القرداحة وجبلة واللاذقية وأريافهم الفقيرة لكي تتلقى الطائفة العلوية خسائر مادية تجبرها على الامتناع من تنفيذ خدمات إلا الأسد عندها يكون بدأ توازن الرعب التي تستطيع أن تفرض على الأمهات بمنع أولادهم من ممارسة مهنة القتل الجديدة .

فهذه الوحدات المنشقة تحتاج إلى :

 1 حماية دولية وعربية لكي تتحمل المسؤولية في الدفاع عن شعبها المظلوم ،

2- تحتاج إلى دعم مادي وتقني وعسكري من ذخائر وعتاد وسلاح وتجهيزات لتساعدها على الحركة .

3- تحتاج هذه القوة العسكرية إلى مناطق آمنة تؤمن لها حرية الحركة وتحميها من نيران عصابات الأسد ،وبالتالي سورية بحاجة إلى بنغازي جديدة تمكن الجيش من التحرك بسرعة،وتساعد إلى انضمام أعداد كبيرة ووحدات بكاملها لهذه الحركة.

4- هذه الوحدات تحتاج إلى فرض حضر جوي يمنع كتائب الأسد من شن حرب إبادة ضدها كما يحصل في حمص والمدن الأخرى السورية .

فالمعركة السورية لا تحسم بدون انقسام الجيش وإنزال ضربات موجعة للعديد من الوحدات لكي تتمكن من توازن الرعب بين القوى ،لان دور الجيش هو الفيصل في تغير الصورة الواقعية لما يحدث في سورية فالأسد لن يتنازل عن السلطة دون تدمير البلد وسفك الدماء وبالتالي من وضع نفسه في خدمة النظام من أقليات وسنة برجوازية سياسية عليها أن تدفع الثمن كما هو الحال لو بقي نظام الأسد وانتصر فكانت تأكل المكارم .

فعلى هذه الأقليات أن تفهم بان المنتصر لا يحاسب وبكونها وضعت نفسها في خدمة نظام الأسد لتتحمل عواقب المرحلة القادمة وهذا خيارها بالدرجة الأولى ،لان الشعب السوري يقتل ويذبح ومن حق الذين أنجزوا النصر أن يفرضوا شروطهم وهذه قوانين الحرب في صولتها وجولتها والبقاء للأكثرية العددية أو المذهبية طالما الأقلية تخلت عن دورها في الشراكة.

حمص مدينة الثورة :

حمص مدينة الثورة والثوار مدينة الشهداء والجرحى والمعتقلين ،هي مدينة الرفض النهائي لسلطة بشار الأسد والعائلة الحاكمة وسيطرة المخابرات ،هي الذي تصدرت الدور الريادي في المواجهة مع نظام البعث منذ اليوم الأول للانتفاضة الشعبية ،التي ابتدأتها درعا وأهلها في الجنوب،لتمتد إلى كل النواحي والمدن السورية الغاضبة والمشتعلة لهيبا ضد سلطة القمع والاضطهاد ، لكن حمص التي أصرت بكل فخر وثقة على إكمال المسيرة ومتابعة الثورة متحدية بشار الأسد ونظامه بأهلها وشعبها الطيب والمثقف والمناضل والفقير من هيمنة الاورغارشية السورية والطغمة المالية التي نهبت خيرات البلد ،حمص تخوض معارك مستمرة مع نظام الأسد دفاعا عن سورية العربية وشعبها الطيب ،دفاعا عن الأمة العربية والإسلامية بوجه نظام الأسد وتمدد الحرس الثوري على كل المنطقة العربية حمص تدك بالسلاح الثقيل لأنها كانت المكان الأمن لضباط الجيش السوري وجنوده الأحرار الذين رفضوا إطلاق النار على سكان الإحياء الحمصية الفقيرة في باب سباع وبابا عمر والخاليدية وكرم الزيتون وتلكخ والقصير =الخ لأنهم وقفوا ضد الأسد وانتفضوا عليه وأضحت حمص العاصي ثالث مدن سورية الممتدة من حدود العراق السني إلى حدود لبنان السنية منطقة شبه محررة من عصابات الأسد،فالشعب ألحمصي المشهور بطرافة النكتة وثقفته العالية ونسبة ألمتعلمي وكبار ألمخترعي ،ليحول الثورة مظاهراتهم الى اعراس فعلية يغمرهاالرقص والمرح والزغاريد بالرغم من الأوجاع الذي يعاني منها ألحمصي،حمص تحمل نصف أوزار الثورة السورية ، فالنظام لم يستطيع ولم يتجرأ على وصف حمص بأنها مدينة إرهابية وسلفية ،لان معظم أهلها من المناضلون والقوميون العرب الحقيقيونوالليبراليون ،فالفكاهة لم تغب عن اهلها حتى في أيام الثورة بالرغم من فقدان كل شيء فحمص تغياب عنها المأكل والمشارب والكهرباء و المستشفيات مقفالة. فالتنكيل بالقتلى والجرحى ومنع الأدوية والمجموعات الطبية من العملهم صفات النظام ، لان المدينة التي تشكل العمود الفقري للثورة وعاصمتها تصر على متابعة الثورة والوقوف بوجه بشار الأسد وتقول في مظاهراتها الليلية اليومية التي أدهشت العالم بان إسقاط بشار الأسد ونظامه سيكون على يد أبناء المدينة ،لن تهدأ حمص وأبنائها مهما كلف الأمر وحتى لو دمرت كلها بسلاح الأسد الروسي ولن تركع،فالمشكلة أضحت تحدي بين أهل حمص المصرين على إسقاط الأسد أو الأسد المصر على الإبادة من اجل حماية وجوده المهدد بالزوال .فكان الرد ألحمصي المباشر من خلال الفنانة العلوية فدى سليمان بالصوت والصورة لقناة الجزيرة في 7 نوفمبر والتي تقول" بأنها مع الثورة ضد النظام الذي يقتل شعبه".فان مدينة حمص اصبحت قضية راي عام عالمي بسبب المعاناة والنكبة التي تعصف بها ،لكنها لن تنام ولن يغمض لها جفن قبل اسقاط البشار.

 

تعاطي الجامعة العربية القادم مع النظام السوري:

بالرغم من الثعلبة الذي حاول النظام ممارستها في تعاطيه مع المبادرة العربية التي لم يلتزم بها منذ اليوم الأول لطرحها،فكانت ممارسات النظام الوقحة والغير مبررة في استمرار القتل والبطش ضد المواطنين الذي ذهب ضحية المبادرة زهاء أكثر من 600 شهيد معظمهم في مدينة حمص ،واستخدام الأسلحة الثقيلة مما دفع الجامعة العربية للدعوى الصريحة لعقد اجتماع سريع لها في القاهرة من اجل مناقشة عدم تنفيذ الجانب السوري تنفيذ المبادرة التي أعلن التزامه بها ،معلنة عن تحميله المسؤولية المباشرة والتي سوف تدفع بالجامعة الى التعاطي مع النظام بطريقة مختلفة، لأنها لم تعد باستطاعتها التغاضي عن تصرفات النظام السوري الغير مبالية للجامعة فالجامعة العربية كما نعرف بأنها جامعة حكومات وليس جامعة شعوب ،ولكن على الجامعة مسؤولية دولية يجب الانتباه إليها ،لان الشعب السوري الذي رفض المبادرة وتعاطي الجامعة مع أزمته الثورية،والتي عبر عنها منذ وصول الجامعة إلى دمشق بالإضراب العام الذي وضع السلطة على المحك وصولا إلى الجمعة التي أطلق عليها بالمهلة العربية وجمعة الله اكبر الذي عبرت عن رفض شرائح كبيرة من الشعب السوري للنظام والاعتراف بتمثيل المجلس الانتقالي،والذي سوف يطالب الجمعة القادمة بجمعة "صمت الجامعة يقتلنا "،مما سيجبر الجامعة على اخذ قرارات تكون أكثر خشنة نحو النظام السوري ،أو يسمح لتدخل دولي مختلف ،وهذا ما عبر عنه وزير خارجية فرنسا ألان جابيه بتصريحه في 7 نوفمبر 2011 ،"بان بلده سوف تعمل مع شركائها لتامين حماية دولية لمدينة حمص" .

طبعا كل المراقبين للوضع السوري وكل المحللين والخبراء بشؤون سورية والمنطقة يطلقون الإشارة الحمراء بان سورية ذاهب نحو حرب أهلية إجبارية يفرضها بشار الأسد ونظامه لأنها هي المخرج الفعلي له ولنظامه السياسي،لان السد لا يستطيع تنفيذ أي مبادرة عربية أو دولية أو حتى سورية لان كل المبادرات سوف تنتهي برحيل النظام لان أي إصلاحات فعلية هي ذهاب النظام إلى غير رجعة ،فالشعب الذي قدم كل هذه الضحايا والشهداء والمتعلقين والجرحى والمعقدين لن يرضى إلا بإسقاط بشار الأسد ونظامه الفاسد والبائد.

وحمص غير دليل على الوقوف بوجه الأسد بالرغم من كل ألامها وجروحها ،فالأسد سوف يدخل سورية بدوامة الحرب الأهلية والطائفية والتي تترك اثأرا واضحا على المنطقة فالعراق ولبنان لن يكونوا بعدين عنها،وسوف ينفذ الأسد تهديده الذي وعد به بحرق المنطقة ،والذي سيسمح للغرب بالتدخل دون موافقة الأمم المتحدة كما حصل في العراق إبان تحرير الكويت وفي صربيا والعراق ماخرا،والجامعة سوف توافق على قرارات ليست أجماعية كما كان الحال عليه في تحرير الكويت والنظام السوري شارك في عملية تحرير الكويت ضد العراق دون الإجماع الدولي ،وروسيا لن تستطيع سوى الإدانة والتنديد كما كان الحال في صربيا والعراق.

===========================

عيد في الشام

شعر/ محمد جميل جانودي

قالُـوا : تُعَيِّدُ والدِّماءُ تَسِيْـلُ      وبكلّ نَاحٍ صَرْخَـةٌ وعويلُ؟!

 قَالُوا: تُعَـيّدُ والبِـلادُ أسيرةٌ       والسّيْفُ فوقَ رِقَابِنَا مَسْلولُ؟!

 قالُوا: تُعيِّدُ والأيَامَى تَشْتَـكِي        مُرّ الْحَيَاةِ ولَيْلُهُـنَّ طَويْلُ؟!

 أَنّـى لِعِـيْدٍ أنْ يَحُـلَّ بِدَارِنا       والنَاسُ فيْهَـا هَارِبٌ وقتيْلُ؟

 أنّى لِعِـيْدٍ والفوَيْسِقُ جَاثِـمٌ         فَوْقَ الصُّدُوْرِ، وظِلّهُ لَثَقِيْلُ؟

 فِي الشّامِ أضْحَى آمِراً أوْ نَاهِيًا      ونَرَى الرَّعَاعَ لِمَا يُشيرُ تَمِيْلُ

 ضَحَّى الْخِيَارُ كِبَاشَهُمْ في قُرْبَةٍ      للـهِ، فيهِ رجَـاؤُهمْ مأْمُول

 وضحِيَّةُ الأَشْـرَارِ رهْطٌ فِيْهِمُ       خَيْرُ الشَّبَابِ ورُضَّعٌ وكُهُوْلُ

 فَعَلُوا عَجِيْبًـا مِنْ قَبِيْحِ جَرائمٍ      مَا قَطُّ كانَ لِمَـا أَتَوْهُ مثيْـلُ

 هُمْ يَقْـتُلُونَ الأَبْرِيَاءَ وبُوقُهُـمْ      يَشْـكُوْ بِأَنَّ الْقَـاتِلِيْنَ فُلُـوْلُ

 ظَنّـوْا بِأَنْفُسِـهِمْ ذكَاءً خَارِقًا       وسِـوَاهُمُ فِي عَقْلِهِ مَخْبُـوْلُ

 ونَسُوا بِأَنَّ اللهَ فَاضِحُ مَكْـرِهمْ     ولَنَــا بِذَلِكَ حُجَّـةٌ وَدَلِيْـلُ

 كَمْ مِنُ عُتُـلٍّ ظَـنَّ أنّ مَقَامَهُ      يُنْجِيْـهِ ثُـمَّ أَصَابَهُ التَّنْكِيْـلُ

 وثِقُـوْا بأصْحَابٍ لَهُمْ يَحْمُوْنَهُمْ      مِمَّـا يُـقَدِّرُ رَبُّنـَا ويَقُـوْلُ

فتفَرَّقُوا عَنْهُمْ وأَضْحَوا قِصَّةً        فيْهَا تَحَارُ جَهَـابِذٌ وعُقُـولُ

*****

 قالُوا: تُعَيِّدُ؛ قلتُ:لا، فَالْعِيْدُ فِي      حُرّيَّـتِيْ مُتَـعَلِّقٌ مَوْصُـوْلُ

 قالُـوا: إذَنْ هيَـا إليهَـا إنّهَا     فِيْ الشّامِ تُطْلَبُ والرّجَالُ فُحُولُ

 قالُوا: تُعَيّدُ؛ قلتُ:كيفَ وإنَّني      في حِمْصَ فِي أخَواتها مَشْغُولُ

 قالُوا:ولكِنْ حِمْصُ عَيَّـدَ أَهْلُهَا     حَوْلَ الشّهيْدِ وعِيْدُهمْ تهْليْلُ

 كمْ كبَّروا،كم هلّلوا،كم زغْرَدُوْا     وعَلَى الأَكُفِّ مُكَـرّمٌ مَحْمُولُ

لَبِسُوا بَيَاضَ ثِيَابِهمْ في عِيْدِهمْ      حَمَلَتْهُمُ نَحْـوَ الْجِنـَانِ خُيُولُ

 لمّا عَلَوا صَهَـواتِهَا هتَفُوا بِهَا      طِيْـرِي بِنَا فَلَنَا هنَاكَ أُصُولُ

 نُظَراؤُهم في الشّامِ كانوا فِتْيةً      أثنى الإلـهُ عَلَيْـهِمُ ورَسُـولُ

 إنْ شِئْتَ عِيْدًا فالْتَمِسْه بِدَارِهِمْ      فَالعيْدُ فيْهِـمْ طَعْمُـهُ مَعْسُولُ

عِيْدُ الشآمِ يَكونُ في تَحْرِيْرِهَا       من مارِقٍ فيها طَغَى ويَصُوْلُ

ويَعُمُّ فيهِ العدْلُ كلَّ رُبُوعِهـا      ويكون فيْـها للظّـلامِ أُفُـولُ

فأجَبْتُـهمْ:إنّي إذًا لَمُعَــيِّدٌ       سَتُدَقُّ في عُرسِ الشّهيْدِ طُبُولُ 

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ