ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 26/10/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

اليوم تونس... وغدا سوريا...؟؟

حسان القطب*

بقلم مدير المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات*

لم يكن بمقدور أي مواطن عربي التصور يوماً، أن تغييراً بهذا الحجم والكم قد يصيب عالمنا العربي والإسلامي في فترة وجيزة، بل تكاد أن تكون قياسية، حيث أطيح بزعامات وقيادات وحكام، وبعضهم ما زالوا في طور الإطاحة، استبدوا بمواطنيهم وشعوبهم، ومارسوا شهوة السلطة، بكل ما تحمله الكلمة من معاني القهر والتسلط والجبروت والطغيان، وديكتاتورية الحكم من بطش وسطوة وتعذيب وسجن وقمع. والنزعة والرغبة العائلية والعشائرية والحزبية من السماح لمجموعة من أفرادها باحتلال مواقع متقدمة في جسم الدولة وهي بالكاد تملك الفهم والعلم والمقدرة اللازمة لممارسة السلطة وإدارة دفة الحكم وشؤون الدولة والناس، وتحقيق الاستقرار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية اللازمة لتلبية حاجات المواطنين. لذلك كانت انتخابات تونس الديمقراطية والحرة التي تجاوزت فيها نسبة الاقتراع كل التوقعات مقدمة لتثبيت حالة التغيير في تونس وكذلك في دول المنطقة، وإشارة مباشرة إلى الدول والحكام الذين لا يزالون متمسكين بالسلطة، مفادها أن المستقبل هو للتغيير الذي يقرر شكله ونوعه وحدوده الشعب وحده فقط وعبر صناديق الاقتراع.

ما جرى مؤخراً في عالمنا العربي والإسلامي من أحداث، أضاء بالتأكيد على واقعنا المأزوم الذي كنا في غفلةٍ عنه، وفي بعدٍ عن فهم واقعه وتداعياته وما يحمله من مخاطر تتهدد مستقبل أمتنا ومجتمعاتنا واستقرارنا وعيشنا المشترك وتنوعنا الديني والعرقي، حتى بدأ الحراك الشعبي بكل عفويته وبساطته وجرأته وشجاعته وتضحياته التي تجاوزت كل تقدير وكل ما كان قد ذكر عمن سبقنا من بطولات وشجاعة وبذل وعطاء. وليكشف لنا هذا الحراك أيضاً عمق وخطورة هذه المسألة وغيرها من القضايا الهامة الأخرى، التي من الممكن سردها على الشكل التالي:

- إن حجم الظلم والقهر الذي تمت ممارسته طوال فترة طويلة من العقود، قد أنتج حالة التمرد والانتفاض والثورة هذه التي شهدنا وما زلنا نشهد بعض فصولها في أقطار عربية عديدة ومتعددة رغم أنها قد تختلف في توجهاتها السياسية وفي ارتباطاتها الخارجية.

- إن هذا الحراك لم يكن نتيجة تخطيط خارجي أو من وضع وإدارة قوى خارجية، بل هو وليد القناعة التي رسخت في أذهان المواطنين بضرورة الانتفاض والثورة وتحقيق التغيير المنشود.

- إن التأييد الخارجي سواء كان عربياً أو دولياً جاء نتيجة التحرك الشعبي ولمواكبته، ولم يكن سبباً له، ولا يجب أن نكون على التباس في علاقاتنا مع شعوب ومواطني هذه الدول العربية، بسبب قبولها بالتأييد والدعم أمام هول ما شاهدناه من حجم القمع والقتل الذي مارسته وتمارسه هذه الأنظمة بحق مواطنيها، وموقفنا دائماً يجب أن يستند إلى مدى مصداقية والتزام قادة هذا الحراك بالشعارات والعناوين التي تم طرحها في مسيرة الصراع مع هذه الأنظمة.

- إن موضوع الأقليات الذي تم طرحه لم يكن وليد صدفة، كما لا يجب أن نتجاهله، بل يجب أن يتم التعامل مع هذه المشكلة بجدية وموضوعية، ولا يكفي إصدار بيانات التطمين والتهدئة، بل يجب أن يسحب فتيل التأزيم ومعالجة حالة عدم الشعور بالاطمئنان والثقة بين الأقليات والأكثرية، وهو بالتأكيد نتاج ما زرعته أدوات الديكتاتوريات السابقة والحالية، لتستند في سلطتها على مجموعة من الخائفين من التغيير، وعلى خوف الأقلية من وصول أكثرية إلى الحكم ترغب يوماً في الانتقام من جلادها ومن كان متحالفاً معه.. فلا يجب أن نكرس هذا الفهم وهذا المنطق في مجتمعاتنا وبين أبناء الوطن الواحد. بما يسمح بتكرار سلطة الحزب الواحد والقائد الأوحد تحت شعار أن وجوده يشكل حمايةً للأقليات وكذلك ضبطاً لرغبات الأكثرية وطموحاتها.

- لقد تبين أن عالمنا العربي هو عالم واحد مترابط ومتجانس ومتفاعل مع بعضه البعض، وان الحدود البرية بين دول المنطقة لا تشكل حاجزاً بين هذه الشعوب وبين إحساسها بمعاناتها المشتركة، وهي التي تفاعلت وتناغمت في تحركاتها الشعبية ضد جلاديها، فانهيار نظام تونس كان كفيل بتتابع مسلسل الانهيار ليطال دولاً مجاورة وبعيدة ولكنها تعاني من الواقع عينه.

- لقد انكشف زيف شعارات المقاومة والتحرير واستعادة الأرض التي رفعتها هذه الأنظمة طوال عقود لطمس حقيقة وطبيعة أنظمتها الاستبدادية، وهي التي تم تغليفها بشعار التحرير والمقاومة والعودة لكم أفواه المواطنين واعتبار كل معارض عميل، وكل معترض خائن ومشبوه.

- من هنا لاحظنا أن شعارات هذه الانتفاضات تحدثت عن التنمية والتطوير والنهوض والديمقراطية والتعددية، وغابت عنها الشعارات الأخرى السابقة، لا تجاهلاً لها بل لأن التحرير لا يمكن أن يتم دون تنمية واستقرار سياسي وامني وتطور اقتصادي.

- لقد أكدت بعض الأحزاب والتنظيمات ارتباطها بهذه الأنظمة متجاهلةً مطالب هذه الشعوب المحقة ومؤيدةً في الوقت عينه سياسة البطش والتنكيل التي تمارسها هذه الأنظمة، ليس قناعةً بهذه السلطات بقدر ما تشعر بأن وجودها يشكل حماية وضمانة لاستمرارها وتفاقم قوتها مستندةً إلى سلطة القهر تلك.. وهذا ما لمسناه من كلام حسن نصر الله الذي أيد النظام السوري ودافع عن بطشه، وهو الذي يحدثنا كل عام في يوم عاشوراء، والمناسبة أصبحت قريبة، عن انتصار الدم على السيف، ويعطينا الدروس في مواجهة الظالم وسلاحه. وأي ظلم أفدح مما نراه في سوريا..؟؟

- قد لا تكون الفترة المقبلة في المنطقة وخاصةً في الدول التي تم فيها التغيير ذهبية، ناصعة ومشرقة مع أن هذا ما نتمناه، ولكن يجب أن نتعامل معها على أنها قد تكون مرحلة انتقالية صعبة تشكل فاصلاً بين مرحلة سابقة طابعها الأنظمة الديكتاتورية والشمولية، وبين مرحلة جديدة تهدف لتثبيت حالة الديمقراطية والتعددية، ومن سلطة القائد الأوحد والحزب الحاكم المشرف والموجه، إلى حالة التعددية الحزبية والتنافس على السلطة سلمياً وعبر صناديق الاقتراع بين قوى سياسية متعددة ومتنوعة لا تستند في صراعها على بيانات التخوين ومواقف الترهيب، بقدر ما تعتمد على تقديم برامج سياسية وإنمائية واجتماعية في سعيها لتقديم الأحسن والأفضل.. وحينها يكون صندوق الاقتراع هو الحكم والفيصل في هذا الصراع وليس السجن والنفي والاغتيال..

- الترهيب المسبق من الحالة الإسلامية مرفوض، طالما أنها أي الحركة الإسلامية وطوال عقود كانت هي نفسها عرضة لإرهاب هذه الأنظمة وقمعها، وإخافة الأقليات والتجمعات والمكونات السياسية الصغيرة من خطر الأصولية غير مقبول، لأن الأصولية سلوك وليست دين أو مذهب، وليس أكثر أصوليةً وإرهاباً من أنظمة تحكم شعبها بالحديد والنار ثم تزرع في قلوب أبنائها الخوف والبغضاء من مكونات وطنية أخرى تحت أي شعار أو مسمى..

ما شاهدناه في تونس خلال هذه الانتخابات الحرة والديمقراطية مؤشر إيجابي يدل على مدى تعلق المواطن العربي بالتغيير ورغبته في إدارة شؤونه السياسية ومعالجة مشاكله الاقتصادية بروح منفتحة وبسلوك متميز.. ويبقى على الفريق الذي فاز سواء كان إسلامياً أو علمانياً أن يقدم رؤيته لإدارة السلطة والتزامه باحترام الرأي الآخر والنزول عند رغبة الناخب العربي، وما جرى في تونس نتمنى أن نراه قريباً في مصر وليبيا والعراق واليمن، وفي سوريا التي تعاني من سياسة القمع حتى يومنا هذا، وزيارة الوفد العربي المكلف بمعالجة ملف الأزمة السورية قد يشكل منعطفاً هاماً في تاريخ سوريا على أساسه يتحدد مصير ومستقبل الشعب السوري، فإما يخضع هذا النظام لمطالب الشعب السوري وينزل عند رغبته في التغيير، وإما فإن الثورة والانتفاضة سوف تستمر حتى يتحقق الانتقال من سلطة الشخص والعائلة والحزب الواحد إلى سلطة ديمقراطية تعددية ولن يكون هذا اليوم عنا ببعيد، حين تكون سوريا حرة ذات حكم ديمقراطي تعددي...

hasktb@hotmail.com

=======================

الحظر الجوي أم الدفاع الجوي؟

مجاهد مأمون ديرانية

في المقالة السابقة طالبت الجيش السوري الحر الباسل بمهمة عظيمة، وهو أهلٌ لها إن شاء الله، لأن ما رأيناه من ضباطه وجنوده إلى اليوم يدل على أنهم أشجع الشجعان، فإنهم يدركون تبعات قرارهم ويعلمون أنهم يتحولون إلى شهداء أحياء من لحظة انشقاقهم، ومع ذلك ينشقّون ويعلنون انشقاقهم على الملأ، حماهم الله. طالبتهم بهذه المهمة الجليلة النبيلة، حماية الثورة وجمهور الثورة السلمي، لكنْ ليس من الإنصاف أن يُكلَّفوا بها بلا مساعدة، والمساعدةُ علينا نحن أن نقدمها لهم، بل عليكم تقديمها أنتم يا ثوار وأحرار سوريا بالمقام الأول.

أولاً أعترف بأنني أقلّ بكثير من أن أتدخل في قرارات العسكريين المحترفين من قادة الجيش السوري الحر وضباطه الكبار؛ إنما أتجرأ فأقدم اقتراحاً، وبما أنني لا طريقَ لي إليهم لأقدّم لهم اقتراحي فإنني أنشره على الملأ، لعل بعض من يقرؤه يستطيع توصيله إليهم. أرجو أن تعتبروا -يا أيها العسكريون الشرفاء- ما أكتبه مجرد اقتراح من أخ محب حريص، وأن تدرسوه لعل الله ينفع به، فإذا اقتنعتم به فانقلوا قناعتكم إلى الشارع ليعلنَها ويطالبَ مجلسَه الوطني بالسعي إلى تحقيقها، وليضغط المجلسُ بعد ذلك على الدول الغربية لتمدّ جيشَنا الحرّ بما هو محتاجٌ إليه حتى ينجح في حماية المدنيين. أرأيتم كيف أن لكم دوراً في تقديم المساعدة يا ثوار سوريا الأحرار؟

* * *

الجيش بحاجة إلى السلاح والذخائر، وقد ناقشت ذلك بإيجاز في المقالة الماضية، وهو يحتاج إلى أرض يرتكز إليها (منطقة آمنة)، وهو ما ستناقشه المقالة القادمة بإذن الله، ويحتاج إلى حماية من القصف الجوي، وهو موضوع هذه المقالة.

الحماية المطلوبة يمكن الحصول عليها بواحد من طريقَين، أحدهما مُكلف وطريقه طويل، والثاني رخيص نسبياً وطريقه قصير. الأول هو “الحظر الجوي” الذي يطالب به الأكثرون، والثاني هو “الدفاع الجوي” الذي لم يتحدث عنه أحدٌ حتى الآن.

الحظر الجوي معناه منع الطيران فوق منطقة محددة جغرافياً، وغالباً يترافق مع تدمير كلي أو جزئي للدفاعات الأرضية، ويحتاج إلى قرار دولي لتطبيقه (وهو قرار ستعطله روسيا أو الصين كما عهدنا في الماضي)، كما أنه يستدعي تطيير دوريات دائمة من طائرات الاستطلاع والطائرات الحربية لتطبيقه بصورة فاعلة، فترتفع كلفته ارتفاعاً كبيراً. انظروا -على سبيل المثال- إلى تكلفة الحظر الجوي الذي طبقته أميركا وحلف الناتو في البوسنة (1993-1995) وفي كوسوفو (1999)، كلّف الأول 3,4 مليار دولار والثاني 2,3 مليار دولار.

وماذا عن الكفاءة؟ هل يُعتبَر “الحظر الجوي” وسيلة مضمونة لمنع الطيران؟ غالبية القراء سوف يستغربون من السؤال لأنهم يعتبرون الجواب تحصيل حاصل، لكنه ليس كذلك، فلم يحصل في الماضي أن نجح أي حظر نجاحاً تاماً. على سبيل المثال: في البوسنة سجّلت وثائق الأمم المتحدة أكثر من 500 خرق للحظر بين عامَي 1993 و1995.

البديل الأرخص والذي يمكن الوصول إليه بسرعة وبلا حاجة لقرار دولي هو تأمين أسلحة مناسبة للدفاع الجوي، أسلحة يمكن أن تحمينا من شرّ الطائرات المقاتلة، النفاثة والعمودية على السواء. إنه بديل جيد ورخيص نسبياً، وقد يكون أنسبَ كثيراً في الحالة السورية من الحظر الجوي الذي سيكلفنا المليارات ويحتاج إلى وقت طويل لتنفيذه بشكل فعال وإلى تجاوز عقبات دولية كثيرة، ليس أقلها الفيتو الروسي المشهور والمشهَر دائماً فوق رقابنا.

هل تذكرون الحرب الأفغانية؟ لقد نجح المجاهدون الأفغان في تحييد سلاح الطيران الروسي وحماية أنفسهم من الغارات الجوية بصواريخ “ستينغر” الأميركية المضادة للطائرات التي حصلوا على عدة مئات منها من الأميركيين. هذه الصواريخ تشبه قذائف “الآر بي جي” المشهورة وتُحمَل مثلها على الكتف، إلا أن تلك مضادةٌ للدروع ومداها الفاعل نحو نصف كيلومتر وهذه موجَّهةٌ ضد الطائرات ومداها الفاعل ثمانية كيلومترات، بالإضافة إلى الفرق في وزن الرأس المتفجر ونوعه وطريقة التوجيه.

نحن بحاجة إلى أي نوع من أنواع أنظمة الدفاع الجوي المحمولة (مانبادْس) (Manpads: Man Portable Air Defense Systems)؛ صواريخ ستينغر الأميركية مثلاً، أو مِسترال الفرنسية أو ستريلا الروسية، أو ما يشبهها.

قيمة الصاروخ الواحد من هذه الصواريخ هي نحو مئتَي ألف دولار. لو حصل جيشنا الحر على خمسمئة منها وأحسنَ توزيعَها واستخدامها فإنه سيحمي كل مناطق الثورة من الغارات الجوية المحتمَلة، وسوف تُنَفَّذ خطة الحماية بأيد وطنية مخلصة بكلفة لن تتجاوز مئة مليون دولار بدلاً من مليارات الدولارات.

* * *

كما قلت في أول المقالة: أنا أقترح فقط، والعسكريون المحترفون من قادة الجيش السوري الحر وضباطه الكبار أدرى بالمصلحة، فإذا اقتنعوا بهذه الفكرة فليطالب بها الشارعُ وليسعَ المجلسُ الوطني من أجل تطبيقها، وليبذل جهدَه -من خلال علاقاته واتصالاته- لتأمين صواريخ محمولة مضادة للطائرات وأنظمة رادار بسيطة، فإنها تتميز (1) بمرونة في التنقل والحركة، و(2) بكلفة متدنية نستطيع احتمالها، و(3) توفّر قدراً معقولاً من الحماية ضد الطائرات المقاتلة، و(4) يمكن الحصول عليها بسرعة هائلة مقارَنةً بالحظر الذي لا بد أن يمر عبر قنوات رسمية أممية طويلة قبل إقراره وتطبيقه (لو أنه أصلاً قُرِّر وطُبّق).

أما إذا رفض أحرار الجيش من العسكريين المحترفين الفكرة وأصرّوا على الحظر فلا قولَ لقائل بعد قولهم، وسوف أتبنى مطلبهم (رغم اقتناعي بأنه خيار مَفضول وأن خيار امتلاك أسلحة دفاع جوي هو الأفضل)، وسوف أدعو -أنا وغيري- المجلسَ الوطني إلى تبنّي ما يريدون وما يطلبون.

==========================

السلطة الرابعة : من الإعلام الى الاتصال الجماهيري

أ . محمد بن سعيد الفطيسي

azzammohd@hotmail.com

يقول الكاتب الروسي الكبير الكسندر سولجينيتسن – Alexander Solzhenitsyn - الحائز على جائزة نوبل في الآداب عن المكانة والقوة التي وصلت إليها الصحافة في العالم الغربي : لقد أصبحت الصحافة اكبر قوة , كما هو الحال اليوم في العالم الغربي , أقوى من السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية , ويتساءل المرء من انتخبها وأمام من هي مسؤولة ؟ .

 والحقيقة ان المرء حينما يطالع الدور والتأثير العميق الذي يلعبه الإعلام الغربي بجميع وسائله المسموعة والمقروءة والمرئية في الحياة العامة والشخصية للمجتمع والمواطن الغربي , لا يستغرب حينها مقولة الكسندر سولجينيتسن تلك , ويدرك حينها ان ذلك الإعلام هو السلطة الرابعة كما يطلق عليها فعلا , بل وفي أحيانا أخرى قد تتجاوز تلك المكانة بتأثيرها وقوتها كل من السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية .

 ولقد كان وصف ديفيد ديوك – عضو الكونغرس الاميريكي الأسبق - دقيقا الى درجة كبيرة حين وصف التأثير العميق للصحافة ووسائل الإعلام الأخرى بقوله : إنها قلب الأعمال الاميريكية , وثقافة أمريكا , وحكومتها , وبلغ تأثير نفوذها الى جميع أرجاء الأمة , إنها تؤثر في طريقة تفكيرنا في كثير من القضايا المختلفة , والواقع أنها تختار لنا باستمرار الموضوعات التي ينبغي ان نفكر فيها .

 خلاصة الأمر : ان للإعلام في العالم الغربي وبعض دول العالم في الشرق كروسيا والصين على سبيل المثال لا الحصر , مكانة ودور ووظيفة وتأثير قوي يتجاوز بكثير الوظيفة الإعلامية " الببغاوية " – أي – البحث عن الخبر ومراقبته ونقله لا أكثر ولا اقل ولو كان ذلك بمهنية , ففي تلك الدول تقوم وسائل الإعلام بدورها كسلطة رابعة , تشارك الحكومة والشعب في صناعة القرار العام والتأثير فيه , وربما في بعض الأحيان التحكم في مجرياته , كما أنها تؤثر في الأفكار العامة والتوجهات الرسمية وثقافة المجتمع وحياتهم الخاصة , فهل يعني ذلك ان الإعلام الغربي خرج وشذ عن الدور الحقيقي والمهني المنوط به ؟

 صحيح ان ذلك الإعلام – واقصد – الإعلام الغربي في كثير من الأحيان إعلام ملئ بالمغالطات والأكاذيب والأفكار المسمومة والمزيفة والمدسوسة , ولكننا هنا لسنا في صدد التحدث عن ذلك , بل هدفنا هو الوصول الى حقيقة التأثير والدور المهني والوظيفي الذي يجب ان يلعبه الإعلام في الحياة العامة والخاصة , وهل حقا ان وظيفة الإعلام في الأصل ومهنيته يجب ان تقف وتقتصر على مراقبة الأحداث ونقلها بمهنية تامة , ام ان له دور ووظيفة تتجاوز ذلك بكثير ؟!!, - واقصد – وظيفة الاتصال الجماهيري , وهي مرحلة يرتقي عندها الإعلام الى الاشتراك والفعل والتعبير الموضوعي عن عقلية الجماهير وروحها وميولها واتجاهاتها .

 ولو قمنا بدراسة مقارنة بين الإعلام ووظيفته ودوره الذي يقوم به في العالم الغربي , ونظيره في العالم العربي لطالعتنا هوة عميقة جدا من الفروقات الإعلامية والثقافية والتوجهات والأهداف والأدوار التكتيكية والإستراتيجية بين الاثنين , ولتأكدنا من صحة الدور الذي يلعبه الإعلام في العالم العربي , وانه حقا لا يتجاوز في أكثر الأوقات الدور الإعلامي الى مرحلة الاتصال الجماهيري .

 والاتصال الجماهيري هو التبادل المتوازن بين العلم والتعليم والاستماع والإسماع , ( لذا فهو حق أوسع من حق الإعلام , لان الأخير يبرز فقط زاوية الاستماع والسعي للعلم , في حين ان الاتصال يتجاوز حريات الاستماع والإعلام , الى أسس ديمقراطية أكثر وثوقا ومجالات مشاركة أكثر اتساعا , لان الاتصال لا يكون له معنى إلا اذا كان تيارا ذا اتجاهين وتبادلا بين متساويين ) و- باختصار- فان الإعلام الحقيقي هو : ذلك الذي يتجاوز مرحلة البحث عن الخبر ومراقبته ونقله بكل مهنية الى الجمهور , الى مرحلة الاتصال الجماهيري الهادف والمسؤول والعادل بقصد المشاركة في صناعة الخبر , - أي – تحقيق الغاية الاسمي من وجود الإعلام وهي : حق الإنسان في ان يسمع ويستمع له وان يعلم ويتعلم .

 وهذه المرحلة بالطبع من مراحل الدعوة للارتقاء بالإعلام في العالم العربي , من المفهوم التقليدي الى مرحلة أكثر رقي وحضارية ومهنية , تجعلنا ندرك المسؤولية الخطيرة المنوطة بوسائل الإعلام من جهة , والقوة الكبيرة التي تملكها تلك الوسائل من جهة أخرى , وبالتالي التأثير والدور الخطير الذي يمكن ان تلعبه هذه السلطة خلال المرحلة الزمنية القادمة في العالم العربي , ان هي تجاوزت المرحلة التقليدية للإعلام الى المرحلة الحقيقية له , - ونقصد – مرحلة الاتصال الجماهيري ومشاركة الإنسان والمجتمع صناعة القرار والتأثير فيه بكل مسؤولية ومهنية وعدالة .

 لذلك ( فان المفهوم التقليدي لقاعدة السيادة التي يقوم عليها القانون الدولي سيتأثر بشدة بهذه التطورات , اذا لن تستطيع الدولة ان تتحكم فيما يجري داخل إقليمها او ان تضع له أية ضوابط , وليس مطلوبا على الإطلاق إغلاق النوافذ التي تطل منها على العالم , ولكن المطلوب منع الضرر , وعليه فلابد من إدخال هذه الحرية داخل إطار التنظيم الدولي ألاتفاقي ).

 فما هي الرسالة الإعلامية العالمية التي يجب ان ترتقي إليها وبها وسائل الإعلام العربية ان هي تجاوزت المرحلة التقليدية للإعلام الى المرحلة إعلام الجماهير ؟ وكيف يمكن تحقيق الهدف الإنساني والثقافي لإعلام الجماهير دون الانحدار بوسائل الإعلام العربية الى حضيض الفوضى والفتن والتحريض والتلاعب بعقول الجماهير ؟ وكيف يستطيع الإعلام العربي خلق المساحة الكافية والمتوازنة بين الحق الإنساني والجماهيري العام في الإسماع والاستماع , والانحياز للتنمية المستقلة والعدل الاجتماعي والاستقلال الوطني دون التفريط في الأمن الوطني والاستقرار الداخلي وضغوطات الأنظمة الحاكمة ؟ .

 وتجاوزا للآراء الشخصية في هذه المسالة , فان الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي نتصور ان اغلب دول العالم قد وقعت عليها ووافقت على ما ورد فيها من بنود ونصوص قانونية , كفيل بحسم مسالة الحق والواجب الإعلامي والجماهيري والرسمي المفروض على مختلف وسائل الإعلام في أي دولة في العالم , ومن ضمن تلك الاتفاقيات : إعلان المؤتمر العام لليونسكو في العام 1962 و1965 , وفي دورته الرابعة عشر في نوفمبر 1966م , والعشرين في نوفمبر عام 1978م , والقرار رقم 2037- 21 – ديسمبر 1965م , ورقم 3304 – 30 – نوفمبر 1975 م .

 ويمكننا اختصار بنود تلك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية في المحاور التالية :

( 1 ) رفع قيم ومبادئ وشعارات السلام والأمن العالمي بين الدول والشعوب في مختلف أرجاء العالم , والسعي الى احتواء الحروب والنزاعات العابرة للقارات , وإزالة كل ما من شانه ان يقف حائلا دون التقارب والتضامن الدولي وحوار الحضارات كالعنصرية والمذهبية والطائفية وقيم الاستعلاء والغطرسة – انظر ديباجة القرار الصادر في نوفمبر عام 1978 عن المؤتمر العام لليونسكو -.

 كما يجب القضاء على كافة الأساليب التي تؤدي الى العنف والفوضى والفتن والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي , وإظهار أهمية الانقسام الدولي وضرورة عدم تأثيره على قيم العدالة والمساواة بين الشعوب , كما يجب ان يكون من أولويات الإعلام ووظيفته إسماع العالم صوت الفئات المضطهدة والمقهورة, والتي تناضل ضد الاستعباد والاستعمار والقهر والظلم الاجتماعي والتمييز العنصري , واستبداد الأنظمة الديكتاتورية والقوانين التعسفية والتي لا تراعي حقوق الإنسان ولا كرامته .

( 2 ) يجب ان يتحمل الإعلام المسؤولية الإنسانية حيال كل ما يمكن ان يمس ويهدد الأمن الاجتماعي والاقتصادي لشعوب العالم , وبذل الجهد للتعاون من اجل تحقيق التنمية وتخفيف حدة الانقسامات والفروقات الاجتماعية والاقتصادية بين من يملك ومن لا يملك , أكان ذلك بين دول ودول او بين أفراد وأفراد .

( 3 ) تحقيق حقوق الإنسان وحرياته – وبمعنى آخر – السعي لتحقيق وفرض إنسانية الإنسان وكرامته التي ميزه الله بها عن بقية مخلوقاته من خلال تحقيق رفاهية الفرد وإعلاء ذاته , فهو أداة التقدم والارتقاء , وبقدر ما تتحقق إنسانية الإنسان في أي نظام بقدر ما ترتقي الدول والمجتمعات, وفي إعلان صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1965م طلبت الجمعية العامة من كافة الدول والأجهزة الدولية ان تعمل على تربية الشباب في ظل روح السلام والعدالة والحرية والاحترام المتبادل والتفاهم لتعزيز المساواة في الحقوق لجميع بني البشر.

 كما ان هناك أمر آخر يجب ان ينتبه إليه الإعلام الجماهيري , وخصوصا الإعلام الرسمي منه , وهو ضرورة ( أن يكون خلفه مشروع وطني وقومي للبلاد كي يكون مؤثراً، وحتى يستطيع هذا الإعلام مخاطبة المجتمع ، فالإعلام الرسمي ليس دوره مخاطبة الداخل فقط بل مخاطبة الخارج أيضاً ) .

* سنتناول في الطرح القادم بإذن الله موضوع , السلطة الرابعة : إعلام الجماهير بين الحرية والمسؤولية الإعلامية .

*باحث في الشؤون السياسية

رئيس تحرير صحيفة السياسي التابعة للمعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية

==========================

حينما سجد عبد الجليل للجليل

د.جهاد عبد العليم الفرا

تحققت بشارة العلامة الشيخ الدكتوريوسف القرضاوي حفظه الله ورعاه بالطاغية القذافي عليه من الله مايستحق ، فمع انطلاقة ثورة السابع عشر من فبراير المجيدة في ليبيا الحرية والمجد والعزة، وبداية ارتقاء شهداء البطولة والتضحية والفداء، وحشد الطاغية وزبانيته لكل قواهم من أجل وأد الثورة في مهدها، وقمعها في نشأتها مستعينا بطاغية آخر من طواغيت العرب من الذين مازالوا يقتلون ويعتقلون ويهجرون الاحرار في سوريا الجريحة، ومسخرا كل أبواقه ومنافقيه من أجل تثبيط العزائم وتخوير القوى وتشتيت شمل الثوار الأحرار تماما كما يفعل زميله وقرينه الآن في سوريا، جاء حديث العلامة الشيخ القرضاوي ليثبت الثوار ويشد من ازرهم ويقوي من عزيمتهم ويبعث فيهم الأمل وتردد صداه في صدر كل ليبي حر : القذافي زال ..إنتهى القذافي ..القذافي زال، وتحققت هذه البشارة وزال القذافي كمازال من قبله طاغية تونس وطاغية مصر وكما سيزول من بعده طاغية سوريا وطاغية اليمن، وانتصر الشعب الليبي الحر بتضحياته وصبره وثباته واستمراره بالثورة على كل ذلك التجييش الذي جيشه القذافي ضد شعبه، وضحت ليبيا بفلذات أكبادها ودفعت بابنائها الكرام البررة ليسطروا أروع ملاحم البطولة، وليضحوا بالغالي والنفيس من أجل رفعة ليبيا وحرية ليبيا ورفاه ليبيا فارتقى عشرات آلاف الشهداءالكرام، وسقط ضعف هذا العدد من الجرحى والمعاقين، دمرت البيوت، وحرقت المزارع، رملت النساء ويتم الاطفال وروعت حتى البهائم في حرب ضروس بين من يريد الانعتاق من الظلم والفساد والاستبداد ومن يريد الاستمرار في التسلط والقهر والإفساد.

أكثر من ثمانية أشهر من الجهاد المستمر والجهد المتواصل والعمل الدؤوب في كل المحافل وعلى كل الجبهات ووفق الله إخواننا في ليبيا الحرة، وأقر عيونهم، وأيدهم بنصره، وأزاح الكابوس من على صدورهم، ليستنشقوا عبق الحرية والانعتاق من الظلم، وهاهم يحتفلون وحق لهم أن يحتفلوا بانتصارهم العظيم في كل أرجاء ليبيا الحبيبة وفي كل بقاعها ويرتقي مستشارهم المحبوب ورئيس مجلسهم الوطني الانتقالي ليبارك لشعبه هذا الانتصار ويعلن لشعبه ان الاحتفال بالنصر لايكون بإطلاق الرصاص كما اعتاد إخواننا الليبيون وغيرهم من الأحرار بل بشكر الله وحمده وتسبيحه، ويقع الرجل ساجدا لله شاكرا له مقرا بأنعمه، ويعلن للعالم ان ليبيا دولة عربية إسلامية لن يخالف دستورها شرع الله ومنهاجه، وهي في ذات الوقت دولة عصرية مدنية تحترم كل مواطنيها على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم، وتتطلع لبناء علاقات أخوية مع المجتمع العربي من حولها وعلاقات صداقة وتعاون مع المجتمع الدولي، ولم ينس الرجل ان يشكر كل من ساهم بهذا النصر المؤزر وصنع هذا الإنجاز العظيم، ودعا الليبين الاحرار إلى العفو الصفح والتسامح والإخاء ونبذ الفرقة والشقاق والتوجه لبناء ليبيا الحاضر والمستقبل.

سجد السيد الجليل والشيخ الوقور رئيس المجلس الانتقالي الوطني الليبي الاستاذ المستشار مصطفى عبد الجليل لله الجليل المتعال على مرأى من العالم ومسمع، وإنه لموقف تهتز له القلوب،وتقشعر له الابدان، وتذرف له الاجفان، وترق له النفوس. إنه المظهر الذي يجلي باروع صورة أن الله هو الذي قهر الطاغية ونصر عباده الليبين كيف لا وهو القائل في محكم تنزيله: " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير، إنك على كل شئ قدير"

سجد الشيخ الجليل ليعلم الدنيا ان الأمر بيد الله، وأن النصر من عند الله، وأن التاييد من عند الله، لقد غير الليبيون حالهم فغير الله واقعهم ورفعهم بهذا النصر المؤزر الذي سيكون مفتاح المكرمات على هذا الشعب الصابر المصابر، ونزع الله لهم الملك من بين مخالب القذافي وأعوانه وزبانيته.

لقد انتصر الليبيون بوحدتهم وتآلفهم وإيثارهم وتضحيتهم وصدقهم، وهذا طريق النصر والتأييد الذي يسلكه الآن الاحرار في سوريا بالتفافهم حول المجلس الوطني السوري تلبية لما دعاهم إليه إمام الأمة وعلامة العصر فضيلة الشيخ القرضاوي وبشرهم بالنصر كما بشرالاحرار في اليمن بتمسكهم بوحدة الثوار والمعارضين،وحث الثورتين على المضي قدما في طريق التغيير المنشود، وقريبا سنفرح بالنصر في شامنا وفي يمننا بإذن الله الواحد الاحد وسنفرح كما فرح إخواننا الليبيون وسنسجد شكرا للجليل كما سجد الشيخ الجليل مصطفى عبد الجليل.

========================

عانقوا الصور ولم يفقدوا الأمل

بقلم/ سمر أبو العوف _ فلسطين

طال عناقهم للصور لكنهم لم يفقدوا الأمل ...!!!

سنون طوال لم يكلوا ولم يملوا الوقوف كل يوم اثنين على أبواب الصليب الأحمر معتصمين حاملين صور أبنائهم وأزواجهم وأحبائهم, ولم تؤلمهم أقدامهم من المشاركة في أي فعالية للأسرى، مطالبين بالإفراج عن فلذات أكبادهم والأمل يقطن قلوبهم الرقيقة، ولا تهزه أي زلزلة دمعة شوق وحب .

 

بالأمس ..!!

 كانت صورهم تشارك أسرهم وتنام بجانبهم, يعانقونها ويتمنون أن يتغلغلوا في أعماقها علهم يلمسون أحبابهم أو يشعرون بدفء أجسادهم، ولكن هيهات .. هيهات .. !!!!

لقد كانت تلك الأسلاك الشائكة التي تحاصر كل سجون المحتل الغاصب وغطرسة سجانيها أقسى من لهفة قلوبهم .. أشد من شوقهم .. أقوى من أمانيهم، لكنها لم تهزم عزيمتهم وصمودهم وتحديهم لتلك الأسلحة المدججة التي يتزين بها هؤلاء الجبناء، ولم تكن أقوى من قوة صبرهم واحتمالهم وانتظارهم .

 

على أمل ..!!

عشرات السنين مرت .. وهم ما زالوا في انتظار.. يحاكون حلكة الليل .. تؤرقهم مناماتهم من لهفة الشوق والانتظار .. يناجون القمر .. يرجون الله ربهم أن يفك أسر أحبابهم، فكان الله لدعواتهم مجيب، ولأنات قلوبهم شافٍ ومداوٍ، فاستجاب لهم وإن طال الانتظار .

بعد عناقات للصور الباردة الباهتة، وبعد الدموع التي طالما عانقت الأوراق والبراويز ..

أتت اللحظة التي انتظروها بصبر فاق كل حدود إدراك العقول، أتت الصفقة لتزين البيوت والشوارع والحارات التي تغيرت معالمها وملامحها كثيراً أمام المفرج عنهم .

أتت لتكلل العيون بدموع الفرح، دموع الشوق والحب، وابتسامات هزمت قوة عدو تغطرس على قلوبهم طوال سنين مرت بصبر ملهم من الله تعالى .

لحظات لا يمكن لكل الأبجدية أن تصفها .. فرحة لم تتسع الأكوان لها .. شوق اخترق دقات القلوب المكلومة .

 

وأخيراً...

تحقق عناق الصور لعناق حار جداً، ولأحضان لو اقتربت منها لحرقت بجمر ونار لوعتها، هم شعروا بها .. وعاشوا لحظاتها، لم تكفيهم الأحضان ولا القبلات ولا العناقات المطولة .

عشرات السنين مرت وهم محرومون من عناق أحبتهم ومهجة قلوبهم .

عشرات السنين مرت وهم معذبون متألمون .. ينتظرون وينتظرون..

ينتظرون بزوغ فجر جديد يلوح لهم من الأفق بأن اليوم هو مولدهم من جديد .

فهنيئاً لتلك القلوب الصابرة الصامدة، وهنيئاً لكل دمعة ذرفت حزناً ولوعة وألماً وشوقا .

هنيئاً لتلك الصور التي لم تتغير ألوانها رغم جمر الدموع التي طالما تساقطت عليها، ولا من عرق الأيادي الطاهرة التي احتضنتها في كل المناسبات والمحافل .

هنيئاً لقلوب عانقت القلوب .

هنيئاً لأرواح تلاقت مع أرواح سكنتها سنين وسنين .

هنيئاً لكم أسرانا الأبطال البواسل .

هنيئاً لكل من أخلص لكم وتجرع معكم عذاباتكم وآهاتكم .

هنيئاً لك شعبي المعطاء الصابر المناضل .

هنيئاً لك فلسطين

ومن نصر إلى نصر .. ومن حرية إلى حرية .. فليحيا شعب الأبطال رغم أنوف كل الحاقدين .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ