ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 20/10/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

مع الأمر بالمعروف والنهيٍ عن المنكر

بقلم الدكتور عثمان قدري مكانسي

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون‏}‏ ‏

أ‌- لا بد من الدعوة إلى الخير

ب‌-       لابد من النهي عن المنكر

ت‌-       لا بد من الأمر بالمعروف

ث‌-       الذي يقوم بهذه الأمور الثلاثة جماعة من المسلمين .

ج‌-        والأمة : الجماعة الصالحة : إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله

ح‌-        ومن فعل ذلك كتب من المفلحين ( وأولئك هم المفلحون).

وعلى هذا وصفت الأمة المسلمة بأنها كانت خير أمة أخرجت للناس:

‏‏{‏كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر‏}‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر‏}‏ ‏

أ‌- من أسباب الولاية الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر

ب‌-       لا بد من التناصح والناصح أمين

ت‌-       بناء المجتمع بالتناصح والغيرة على الأمة والرغبة في خيرها.

ث‌-       ولما ترك اليهود التناصح فارتكبوا المبقات وخرجوا عن الحق لعنهم الله على ألسنة أنبيائهم :

قال تعالى‏:‏ ‏{‏لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون‏}‏ ‏

أ‌- والأنبياء ما أرسلوا للعن ولكن للتربية ، فلما أبى أقوامهم النصح وأصروا على الفساد وارتكاب الموبقات لعنتهم أنبياؤهم بأمر الله تعالى ، وانظر الفعل المبني للمجهول ( لعن) لتعلم أن الله سبحانه أذن للأنبياء بلعن المفسدين المستكبرين الذين كفروا . بل لعنهم بذاته القدُسية ابتداءً : (إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً )

ب‌-       لم ينهَ بنو إسرائيل بعضُهم بعضاً عن الكفر والفساد ، بل كانوا يأمرون بالمنكر وانظر قوله تعالى ( وكانوا يعتدون) فالصالح يأمر بالمعروف والفاسد يأمر بالمنكر ، فأدى انتفاء الأمر بالمعروف بينهم إلى اللعنة

ت‌-       وكانوا يرون المنكر شيئاً عادياً فلم ( يتناهوا) عن منكر فعلوه ، والسكوت عن المنكر ثم اعتبارُه أمراً عادياً يستحق المذمة ( لبئس ما كانوا يفعلون) .

ث‌-       وداوود النبي الرائع الذي مدحه الله في سورة (ص) وجعل الجبال والطير تسبح معه ، والذي سجد لله وعظمه واستغفره هو عند اليهود ليس نبياً ويصفونه بأقبح الصفات التي يتنزه عنها الإنسان العادي ، بلهَ الرجلُ الصالح ، بلهَ النبيُّ الكريم. هذا النبي الكريم داود لعَن من يرى المنكر فاشياً فلا يتمعر وجهه ، ويرى الناس يفسدون فلا يُنكر عليهم.

ج‌-        والنجاة في الدنيا والآخرة للمصلحين الذين ينهون عن السوء ، والخزيُ والعذاب لمن يكفر ويفسُق . قال تعالى : ‏{‏أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون‏}‏ ‏.

 فالعذاب البئيس جزاءُ الفسق والفساد ، وتصور أثر كلمة " بئيس" كيف جاءت على وزن فعيل " للمبالغة" تنشر البؤس ، وتلقي بظلالها القاتم .

ونرى كثيراً من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تنبه إلى وجوب النصح والتغيير إلى الوجه الأحسن . منها

1-        فعن أبي سعيد الحسن البصري أن عائذ بن عمرو رضي الله عنه دخل على عبيد الله بن زياد فقال‏:‏ أي بني، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏" ‏إن شر الرعاء الحطمة " فإياك أن تكون منهم‏.‏ فقال له ‏:‏ اجلس فإنما أنت من نُخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فقال‏:‏ وهل كانت لهم نُخالة، إنما كانت النُخالة بعدهم وفي غيرهم ‏!‏ ‏‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏.‏

أ‌- يقول ابن منظور صاحب لسان العرب : الحُطمة من أبنية المبالغة ، وهو الذي يكثر منه الحَطمُ ، ومنه سميَت النار الحُطَمة، لأنها تحََْطِم كل شيء ومنه الحديث : رايت النارَ يَحْطِم بعضُها بعضاً . (والحُطمة – في معنى واضح جليّ – الراعي الذي لا يُمَكّن رعيّته من المراتع الخصيبة ، ويقبضها ولا يدعها تنتشر في المرعى) و" حُطَمٌ : إذا كان عنيفاً ، كأنْ يكسرها إذا ساقها أو سامها يعنف بها .

ب‌-       وأذكر قوله تعالى على لسان النملة " لا يَحْطِمنّكم سليمانُ وجنودُه وهم لا يشعرون " يدوسونكم ويزدحمون عليكم .

ت‌-       وأتذكر الحديث الشريف الذي أخرجه الإمام مسلم عن الصحابي عائذ بن عمرو حين دخل على الوالي عبيد الله بن زياد في البصرة ، فأراد أن ينصحه – والدين النصيحة - وكان الوالي مشهوراً بالغلظة والشدة على الرعية فقال له الصحابيّ الكريم : أيْ بنيّ ؛ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن شر الرعاء الحُطَمة " فإياك أن تكون منهم . .. صحابي جليل رأى عنفاً من أحد الولاة وجرأة منه على الظلم – وما ينبغي للمسلم ، بلْه الحاكم – أن يكون قاسياً على رعيته . إنما يكون حانياً حريصاً عليهم مهتماً بأمورهم ، يجعل من كبيرهم أباً وأمّاً ومن شابهم أخاً وأختاً ومن طفلهم ولداً وبنتاً . وله في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، فقد مدحه الله تعالى في آخر سورة التوبة فقال : " لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، عزيز عليه ما عَنِتّم ، حريصٌ عليكم ، بالمؤمنين رؤوف رحيم "

ث‌-       وعلى المسلم العاقل اللبيب إذا رأى فرصة سانحة من الحاكم أن ينبهه إلى الرأفة بالأمة ، وأن ينهاه عن ظلمها والغدر بها و سلبها حقوقها والتعدّي على حُرُماتها وأن يأمره بالإحسان إليها ، والسهر على مصالحها . فالأمة عُدة الحاكم وسيوفُه المُشرَعة وسهامُه الصائبة . وهي في عنقه أمانة وفي يديه – إن أحسن استعمالها – سلامة .

ج‌-        فإن أجاب الحاكم ناصحه بالإيجاب فقد أحسن القيام بواجبه ، وإن ردّه وأبى نصيحته فقد أبرأ الناصح نفسه وباء الرافض بالخسران . فكيف كان رد الوالي- وهو الشاب الضعيفُ الخِبرة في الحياة ، المتعالي على الحقّ ، الذي يرى نفسه –على ضعف خبرته – فوق النصيحة والناصحين ، وأكبرَ من أن يسمع أحداً يُعلمه ويرده إلى الصواب ، ولو كانت من شيخ كبير جمع الحكمة إلى الصحبة لخير العباد صلى الله عليه وسلم . آلى على نفسه – وهو تلميذ خير الناس – أن يكون تلميذاً ناجحاً في الفهم وحسن الأسوة وروعة القدوة ، يبذل الخير للناس جميعا .. هكذا علمه سيده منذ التقاه وأخذ عنه الإيمان ووعده بحسن العمل وأداء الأمانة .

ح‌-        لم يكن الوالي ليرضى أن يتعلم من أحد – وهذه شر البلايا – إنما ازداد عُتُوّاً وصلفاً حين رد قول الصحابي الحاني رداً مجافياً للأدب ، مجانباً للمروءة ، مباعداً عن الأخلاق الحميدة التي كان ينبغي أن يتصف بها الحاكمُ المسلم الذي يبتغي رضا الله وتسديدَه . فلو أنه سكت على مضض – إذاً لقلنا إنه شاب مؤدب أبى النصيحة بأسلوب مقبول قليلاً . ولو أنه ابتسم ابتسامة المتظاهر بالقبول الضامرِ خلافه – إذاً لقلنا فيه أدب ولطف . ولو أنه شكره شُكر المتعلم المتفهم الذي يخفي شيئاً آخر في نفسه – فقد نقول : إنه مهذب وصاحب أدب وأخلاق . ولو رأيناه يقبل النصيحة ويعتذر عن أخطائه لقلنا : إنه نعم الوالي ونعم الحاكمُ الذكيُّ الزكي .

خ‌-        إنه ردَّ على الشيخ الصحابي بجملة تدل على عنجهية وسوء أخلاق وفراغ ٍ من الأدب والتهذيب ، فقال له بجهالة وصفاقة : اجلس ؛ إنما أنت من نُخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .

د‌- أتدرون ما تعني هذه الكلمة؟! وإلامَ ترمي هذه الجملة ؟ إنه يرفض نصيحته محقراً شأنه طالباً منه أن يسكتَ ، فلا يَنصحَ ، ويغلقَ فمه فلا يُعَلمَ ، وأن يكون شيطاناً أخرسَ يرى الخطأ فيسكتُ عنه ، ويغمضُ عينيه عن الحق ويتناساه . .. وليس أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا النوع الرخيص ، فقد رباهم على مكارم الأخلاق والجرأة في قول الحق ، والدلالة عليه ، والمطالبة به . ويضيف هذا الصفيق شيئاً آخر يدل على فساد مروءته حين يقلل من شأن هذا الصحابي فيصفه بأنه من الذين لا يُؤبه لهم ، ولا يُستمع إليهم . ولا يهتم بهم أحد كالنخالة التي تطرح من القمح ، فلا يأكلها سوى الحيوانات والبهائم !! . ولن ترى أسوأ من هذا الوصف ولا أسوأ من هذا التحقير والتوبيخ . .. شابٌّ أرعنُ يؤذي شيخاً حكيماً وصاحباً للنبي جليلاً .

ذ‌- وياتي رد الصحابي في مكانه من الحكمة الصائبة ، والهدفِ السديد في المرمى يوضّح بكل ثقة وهدوء تام ليس فيه انفعال ظاهري ،إلا أنه صاعقة محرقة لكل سقيم الفهم عديم الذوق : وهل كانت لهم نُخالة؟! فليس للذهب الإبريز هباء ، وما في الماء البارد الصافي إلا الهناء ، فقد صنع الله أصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم على عينه ، أليس هو القائل عز وجل في سورة الفتح يصفهم ويمدحهم :

 (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار، رحماء بينهم ، تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً ، سيماهم في وجوههم من أثر السجود ، ذلك مثلهم في التوراة .)

 (ومثلُهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه ، يعجب الزرّاع ليغيظ بهم الكفار ، وعد الله الذين آمنوا منهم مغفرة وأجراً عظيماً . )

ر‌-        يردّ عائذ رضي الله عنه رداً هادئ اللفظ قوي المعنى : إنما النخالة بَعدَهم ، وفي غيرهم ... وما يقصُد الصحابيُّ الذكي بهاتين الجملتين الصغيرتين غير أن يقول له : بل أنت أيها الوالي الجاهلُ المتعجرفُ مَن ينطبق عليه صفة النخالة والضَّعة وقلةِ القيمة ، أما الداعون إلى الحق والهادون إليه فهم ذوو المكانة العالية والصدارة في كل آن ومكان .

لم يسكت ، ولم يجلس ، بل قالها مدوية على امتداد الزمان وسعة المكان فأسمعَ الظالمين أن أهل الحق هم نورُ الأمم وسادتها ، وهم قادتها غيرُ المتوّجين بمظاهر المادة الكاذبة ، فالدعوة إلى الله تيجانهم ، والعمل لإعلاء كلمته أعلامُهم ، والكلمة الطيبة سبيلهم ، والثبات على الحق ضياؤُهم .

فهل يعقل العالمُ أجمعه أن نور الله لا يحمله إلا الرجالُ أصحابُ المبادئ الصحيحة ، الباذلون أنفسهم وأرواحَهم ودماءَهم وأموالهم في سبيل الله . وأنّ ما عداهم هباءٌ منثور ، ومظهرُ الغرور ...

2-        ما رواه أبو سعيد الخُدري رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان‏ "‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏

أ‌- فقد اشترط النبي على من رأى المنكر أن يغيره ما استطاع إلى ذلك سبيلاً

ب‌-       ولا يغير المنكر إلا من تربى على الدين الحقيق وأخلاقه العظيمة وهم المسلمون ( منكم) يراه ويعاينه فوجود المنكر دون تغيير يؤدي إلى استفحاله وتنوّعه .

ت‌-       والتغيير ثلاثة أنواع أولها القوة " التغيير باليد " وثانيها النصح " التغيير باللسان" وثالثها " التغيير القلبي" حين يعم الفساد وتنتفي الفائدة من النوعين السابقين . ولست مع الذين يوزعون أدوار التغيير كما يشاءون ، فيقولون : إن التغييرَ باليد يقوم به الحاكم والتغييرَ باللسان يقوم به العالم والتغييرَ بالقلب يقوم به عامة الناس ، فهذا فهم قاصر – حسب زعمي- يدعو إلى التدافع عن القيام بالتغيير وعدمِ تحمل المسؤولية فتضيعُ الأمور ويتواكل الناس . فكل الناس حكاماً وعلماءَ وعامة يقومون بتغيير المنكر بأنواعه الثلاثة ( اليد واللسان والقلب ) شرط أن يكون ضمن القاعدة الذهبية في الفقه الديني والاجتماعي التي تقرر أنّ ( درء المفاسد مقدّم على جلب المصالح) .فالتغيير باليد إن كانت سلبياته أكبر من إيجابياته تعديناه إلى التغيير باللسان ، أو إلى القلب حين نعلم أن النصيحة اللسانية لن تفيد وقد تضر.

ث‌-       وينبه الشارع إلى أن النوع الأخير وإن كان عملاً إيجابياً فهو دليل على الضعف الإيماني الذي يعتري الإنسان فيشله عن النصح والتغيير .

3-        وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تختلف من بعدهم خُلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك الإيمان حبة خردل‏"‏ ‏(‏‏‏رواه مسلم‏)‏‏.‏

أ‌- الحواريون : الأصحاب والأتباع الذين يقومون مقام الرسل في الدعوة على أتم وجه. وعلى جهودهم تنتشر الدعوات ( يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله ؟ قال الحواريون نحن أنصار الله.)

ب‌-       ولن يستطيع نبي أو داعية أن يبلغ وحده ما يطلب إليه أو يؤمن به على أتم وجه ما لم يكن له أتباع يقومون بالمهمة يربيهم على تقوى من الله ورضوان فيؤمنون بدعوته ويحملون الأمانة من بعده .( محمد رسول الله ، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً .) وتنبّهْ إلى قوله صلى الله عليه وسلم في وصفهم (يأخذون بسنته ويقتدون بأمره).

ت‌-       وحين تمر الأيام ويطول الزمان وتضعف النفوس عن الأخذ بالحق وتتحكم الأهواء لبعدها عن معين الدين وحُسن الأسوة يخلفهم أقوام (يقولون مالا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون) فهم قدوة سيئة ، وهل أسوأ من أن يقول المرء غير ما يفعل ، ويلتزم عكس ما يدعو إليه؟! .

ث‌-       وهنا نجد – في هذا الحديث – ما وجدناه في الحديث قبله من وجوب التغيير اليدوي أولاً ثم التغييرِ اللساني الدعوي ثانياً ثم التغييرِ القلبي ، وإلا ضيع المرء نفسه ولم يُعدّ من المؤمنين الإيجابيين الذين يبنون صرح الأمة ويحافظون عليها من الفساد والانحلال.

ج‌-        وتكرار كلمة ( جهاد ) لهؤلاء المفسدين دليل على وجوب الوقوف أمام فسادهم سداً منيعاً ، والجهاد بذل أقصى ما يستطيعه المرء في سبيل دينه ومعتقده.

4-        وعن أبي الوليد عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال‏:‏ “بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وعلى أثرةٍ علينا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرًا بَواحًا عندكم من الله تعالى فيه برهان ، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم‏"‏ ‏(‏‏‏متفق عليه‏)‏‏‏ ‏.‏

أ‌- المبايعة عهد وميثاق ، وقد كان الصحابة يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم على الطاعة تأكيداً على التزامهم بدينهم وأن يثبتوا عليه ، والميثاق يحفز المرء على العمل الجاد ويذكره بواجبه

ب‌-       السمع والطاعة من سمات المؤمن الذي يقول سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير . ولا يكون مجتمع مؤمن إلا بنظام يعمل به المرء ويحافظ عليه ويحض أبناء مجتمعه على الالتزام به

ت‌-       وتجب الطاعة في كل أحوال الحياة غنى وفقراً ،صحة ومرضاً ، كبيراً وصغيراً ، رجلاً وامرأة ، رغبة في الأمر وحفاظاً عليه ، وافق رغباتنا وأهواءَنا أم لم يوافق. بل ينبغي أن يكون هواناً تبعاً لما جاء به ديننا ..

ث‌-       قد يتراءى لبعضهم أن غيره نال أكثر مما نال في أمر ما فالإيمان والطاعة توجب علينا الالتزام بما كتب لنا مع الاعتراض المؤدب الذي يحفظ السمع والطاعة .

ج‌-        طاعة الحاكم من طاعة الله ورسوله ما دام يقيم أمر الله في الدولة والمجتمع فإن خرج عن ذلك فلا طاعة له على المسلمين ( أطيعوني ما أطعت الله فيكم ، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم. )

ح‌-        المقصود (بأهل الأمر) : الحاكم والمسؤول الذي اختاره الناس لقيادتهم وأعطوه البعة وحكم فيهم بما يرضي الله ثم الناس في طاعة الله .

خ‌-        والمقصود بالكفر البواح ( المعصية الواضحة التي لا لبس فيها،كالتصريح بمخالفة الشرع والسجود لغير الله وخيانة الأمة والوطن والعمل لحساب أجنبي عدو ...) أما اغتصاب الحقوق والسلب والنهب والمحسوبية فإنها تأتي يدرجة أقل ، لكنها حين تستشري وتكثر تعد كسابقاتها ممن تسمح بالثورة على فاعلها . وهذا ما أشار إليه الحديث الشريف من الدليل والبرهان في كتاب الله وسنة نبيه .

د‌- أما قول الحق والجهر به دون خوف ولا وجل بل احتستباً لله وطلباً للأجر منه فهو من باب النصيحة الواجبة ولكن تكون بأدب ولطف ( فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى)

ذ‌- وقد روت أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية حذيفة رضي الله عنها، حديثاً بهذا المعنى إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏ إنه يُستعمل عليكم أمراءُ فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع” قالوا‏:‏ يا رسول الله ألا نقاتلهم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة‏"‏ ‏(‏‏‏رواه مسلم‏)‏‏‏‏.‏

5-        وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا‏:‏ لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا ، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

أ‌- القائم على حدود الله : العاملُ بها المجتهد لتنفيذها الملتزم بها.

ب‌-       الواقع فيها :من نأى عنها وسقط في مهاوي الضلال .

ت‌-       استهم : اقترع ( يقترع الناس على الأمر إذا لم يصلوا إليه بالتراضي

ث‌-       يجب الأخذُ على يد المفسد وتنبيهُ المخطئ . ولا بد من الحزم في اتخاذ القرار السليم.

ج‌-        بعض الناس يستسهلون أمراً فيه هلاكهم غير منتبهين وبعضهم واع للأمور يروزها ويقلب الوجوه فيها ليصل إلى أفضل الحلول والمواقف.

ح‌-        المثل الذي يقول ( لا تنصح الآخرين فلن تدخل في قبره) ليس صحيحاً فهو يدعو إلى عدم النصح والإرشاد وتحمل المسؤولية في مجتمعه وبلدته وحيه وحتى في أسرته . والصحيح ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) .

خ‌-        والدليل على ذلك ما رواه حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم‏"‏ ‏(‏‏رواه الترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏)‏‏.‏

د‌- إن الإحجام عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منعطف خطير يؤدي كما ذكر الحديث الشريف آنفاً إلى عقوبتين شديدتين أما أولاهما فالعقاب الشديد من الله تعالى الذي لم يُطع في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه) وأما ثانيهما فعدم الاستجابة لدعاء الداعين وتضرع المتضرعين (ثم تدعونه فلا يستجاب لكم‏) .

ذ‌- ويؤكد هذا المعنى الحديث الذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏"‏إن أول ما دخل النقصُ على بني إسرائيل أنه كان الرجلُ يلقى الرجلَ فيقولُ‏:‏ يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوبَ بعضهم ببعض‏"‏ ثم قال‏:‏ ‏{‏لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون‏.‏ كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون‏.‏ ترى كثيرًا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم ‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏فاسقون‏}‏ ‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏ كلا، والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرُنه على الحق أطرا، ولتقصرُنه على الحق قصرا، أو ليضربنّ الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعنكم كما لعنهم‏"‏ ‏(‏‏‏رواه أبو داود، والترمذي وقال‏:‏ حديث حسن‏)‏‏.‏

هذا لفظ أبي داود، ولفظ الترمذي‏:‏ (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏ ‏لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا، فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم وشاربوهم، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض، ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون‏ ‏ فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان متكئًا فقال‏:‏ ‏ ‏لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطرا‏ ‏‏).‏

قوله‏:‏ ‏ ‏والأطر الدفع والإصرار‏.‏ ‏ ‏ والقصر على الحق : فرضٌ يفرض وأمر لا بد من تنفيذه.

ر‌-        إن الفساد ينتشر من مكان لآخر حين يتخلى العاقل عن النصح والمسؤول عن واجبه ، والقاعدة الشرعية تقول ( درهم وقاية خير من قنطار علاج) فالوقاية حماية ناجعة ، والعلاج قد لا يفيد في المراحل الأخيرة حين يستفحل المرض ولا بد حينئذ من البتر .

==========================

رحم الله شيخنا القسام

احمد النعيمي

Ahmeeed_asd@hotmail.com

لا أريد هنا أن أتناول في مقالي كيف فدى الصهاينة أسيرهم شاليط بألف منا، ولا أريد كذلك أن أتناول كيف استقبل الصهاينة أسيرهم وكيف استقبل المجرم الأسد أسيره، لأنه أعلن أنه يقف إلى جانب الثورة السورية، فأهمل ولم يستقبل إلا من قبل أهله وأقربائه، حيث تحدث عن هذا الموضوع كثير من الكتاب الأكارم، فأجادوا وبينوا ووضحوا، كيف أن الإنسان مقدس بنظر الصهاينة والغرب، وكيف أنه صفر على الشمال بنظر حكوماتنا العتيدة، حتى أن فتى صهيونياً بات يساوي ألفاً منا!!

ولكنني أريد أن أتحدث عن نقطة لفتت انتباهي وأنا استمع إلى حديث البطل "إسماعيل هنية" مساء البارحة وهو يستقبل الأسرى الذين خرجوا من السجون بعد أن غيبهم السجن طويلاً، وبعضهم كان محكوماً بعشرات المؤبدات، وقبل هذا أؤد أن أزف كل معاني الحب والإخاء إلى إخوتنا في فلسطين بخروج هذا العدد الكبير من أسراهم، سائلاً الله تعالى أن يمن علينا وعليهم باكتمال الفرحة ورؤية رايات الحرية وقد هلت على البلدين الشقيقين؛ وأما ما لفت انتباهي بحديث هنية ما ذكره: بأن هذا الانجاز قام به أبطال كتائب القسام الذين اعجزوا استخبارات العدو، فلم يستطع أن يرصد مكان الأسير طيلة خمسة سنوات مضت، وهنا استوقفني هذه العبارة طويلاً، فمن هو هذا القسام الذي يفخر أبطال حماس بأنهم يسمون كتائبهم باسمه؟! أليس عز الدين القسام هو السوري الذي قدم من مدينة جبلة لينصر إخوته على أرض فلسطين قبل أن يقضي شهيداً على أرضها – رحمه الله– !! أليس السوريون هم أول من هب لنجدة إخوتهم في فلسطين والعراق!!

وهنا انتابتني العبرة والحسرة والزفرات، إذ كيف يقتل الإنسان المسلم في كل مكان دون أن تتحرك بنا نخوة من رجولة أو شهامة تدفعنا لنصرتهم ورد الظلم عنهم، وكيف تهان الكرامة في سوريا باسم المقاومة والممانعة الكاذبة ولا يتحرك الإخوة لنصرة إخوتهم، وكأن الأمر لا يعنيهم بأي حال!! وإن كانت حكوماتنا الهزيلة قد عجزت عن تقديم أي نوع من مد يد العون للشعب الذي يقتل ليل نهار داخل سوريا، فأين الشعوب والحركات الإسلامية، ولماذا تدفن رأسها في الرمال وكأن الأمر لا يعنيها بشيء، فهل نقول لحماس ومصر وتونس وبقية الإخوة؛ رحمك الله يا شيخنا القسام فقد ماتت النخوة في نفوس الكرام من زمن!!

===========================

رسائل جلعاد شاليط !!

حسام مقلد *

hmaq_71@hotmail.com

لا شك أن حرية الإنسان لا تقدر بثمن، بل هي أثمن شيء في الحياة، حتى إن بعض الفلاسفة ظلوا يبحثون عن الحرية طيلة حياتهم ووجدوا أن حرية الروح الإنسانية لن تتحقق بشكل كامل إلا عندما تتحرر من الجسد المادي الذي يقيدها...!! وبعيدا عن الفلسفة وبحارها المتلاطمة نتساءل: تُرى ما الرسائل التي نريد أن يبلغها جلعاد شاليط (الأسير الإسرائيلي لدى حماس والذي تحرر من الأسر مؤخرا في صفقة تاريخية بين حماس وإسرائيل برعاية مصرية) للإسرائيليين والعالم؟!

طبعا تتفاوت الرسائل بحسب المرسِل وفقاً لرؤيته وأهدافه وغاياته ومثُله العليا في الحياة، كما يتفاوت فهم مغزاها بحسب عقلية المرسَل إليه وفقاً لحصافته وفهمه وتقديره للأمور في ضوء قيمه وأخلاقه ونظرته للحياة، ومع تقديرنا وتعاطفنا الإنساني المجرد مع (جلعاد شاليط) وأسرته كإنسان وقع في الأسر، وأيا كانت الظروف والملابسات التي مر بها إلا أننا ندرك أن لحظة إطلاق سراحه وعودته إلى أهله ستكون لحظة مفعمة بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية الدافقة والمختلطة حيث يمتزج الفرح بالحزن، والضحك بالبكاء، والسعادة بالألم... وقطعا سيحل (جلعاد شاليط) ضيفا على الموساد الإسرائيلي وسيمكث معهم مدة طويلة حتى يعرفوا منه ما حدث له طوال هذه المدة؟ وكيف كانت تعامله حماس؟ وكيف استطاع رجالها إخفاءه طيلة هذه السنوات رغم الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل من أجل تحريره، ورغم تفوقها الاستخباراتي الهائل وإمكاناتها المادية والتنظيمية اللامحدودة في هذا المجال (كدولة تمتلك كل الإمكانات في مقابل حركة منبوذة ومضيق عليها دوليا كحركة حماس)؟!

وفي الحقيقة قد لا نكون نحن الشعوب العربية معنيين كثيرا بالمعلومات الاستخبارية الثمينة التي ستحصل عليها إسرائيل من أسيرها المحرر قدر عنايتنا بالرسائل الإنسانية والسياسية المهمة التي نتمنى أن تصل للإسرائيليين ومن خلفهم الأمريكان والأوربيين، ومن بين هذه الرسائل التي نتمنى أن يبلغها(جلعاد شاليط) لأهله ما يلي:

أولا:

آن الأوان كي يكف العالم عن سياسة الكيل بمكيالين ضد العرب والمسلمين، فهناك آلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب لا يزالون قابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ويجب على إسرائيل إطلاق سراحهم جميعا الآن وفورا؛ فمن حق هؤلاء الناس أن يعيشوا حياتهم أحرارا ك(جلعاد شاليط) فهم بشر مثله يتمتعون بمثل ما يتمتع به الإنسان من حقوق، لاسيما وأنهم ليسوا مجرمين وإنما هم أناس وطنيون أسروا وهم يدافعون عن أوطانهم ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومقاومة الاحتلال بكل الطرق الممكنة والمتاحة حق تكفله لهم كل الشرائع السماوية، وتعترف به كافة المواثيق والقوانين الدولية، ولا داعي أبدا لإجبار فصائل المقاومة الفلسطينية على أسر (جلعاد شاليط) آخر وحرمانه من حريته عدة سنوات كي ترضخ إسرائيل في النهاية لمبادلته بعدد آخر من الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجونها!!

ثانيا:

نتمنى أن يخبر(جلعاد شاليط) الإسرائيليين عن رقي وتحضر العرب والمسلمين في معاملة أسراهم، حيث احترمت حماس آدمية الرجل وعاملته المعاملة اللائقة به كإنسان بغض النظر عن كونه عدوا لها بحكم انتمائه لجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يسوم الفلسطينيين والعرب سوء العذاب، ولا يتورع عن إذلالهم وإهانتهم ما وسعه إلى ذلك سبيلا، وقطعا سيجد العالم في إسلاميي حماس نموذجا مشرفا للمقاومة المسلحة التي تحترم أسراها وتعاملهم بمنتهى الرقي والتحضر، على العكس من ذلك النموذج القاتم المشوه والمنفر الذي تم تقديمه لخاطفي الأجانب فيما يعرب ببلاد المغرب الإسلامي..!!

ثالثا:

نعتقد أن صفقة (جلعاد شاليط) ستؤكد للإسرائيليين أن مصر هي (وحدها دون غيرها...!!) من بيدها مفتاح حل اللغز، وتجميع قطع الأحجية في الشرق الأوسط (سلما أو حربا...!!)، فإذا أرادت إسرائيل العيش بسلام مع جيرانها العرب فلا بد لها من أن تصفو نواياها في السلام، وتصدق رغبتها في ذلك، وتسير في الاتجاه الصحيح فتتوقف فورا عن تهويد القدس، وتمتنع امتناعا تاما ونهائيا عن بناء المستوطنات، وتسمح للاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وأراضيهم، وتوقف كل أشكال العدوان على الهوية الحضارية والثقافية للشعب الفلسطيني، وتعلن فورا على الملء ودون قيد أو شرط قبولها بإقامة دولة فلسطينية قوية ومكتملة الأركان وفقا لقرارات الأمم المتحدة.

رابعا:

لعل صفقة(جلعاد شاليط) تؤكد للعالم بوضوح تام أن شعوب المنطقة تواقة للسلام، لكنه السلام الحقيقي القائم على العدل والمساواة وإرجاع الحقوق إلى أصحابها، وليس الاستسلام والانبطاح للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة، وهذه الشعوب على استعداد تام للسير خطوات واسعة إلى الأمام على طريق السلام العادل إذا ما وجدت الطرف الآخر في المقابل يخطو على ذات الطريق بنفس هذه الخطوات دون لف أو دوران أو مماطلة أو تسويف، علما بأن الوقت في النهاية يلعب في صالح العرب والفلسطينيين، وإن شاء الله عاجلا أو آجلا سيحصلون على حقوقهم كاملة غير منقوصة، وها هي مدينة القدس الشريف ذاتها تقع تحت نير الاحتلال الصليبي نحو تسعين سنة كاملة، ولم ييأس أهلها المسلمون، وتوالت الأجيال حتى أتى المجاهد المسلم القائد البطل صلاح الدين الأيوبي وتمكن من تحريرها من براثنهم وتخليصها من بين أيديهم، وأحفاده قادمون بإذن الله، طال الزمان أم قصر!!

خامسا:

على إسرائيل وداعميها الأمريكان والأوربيين أن يدركوا بأن العالم العربي قد بدأ يتغير فعلا، ومهما بدا الربيع العربي متعثرا حاليا إلا أنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وهذه الملايين العربية الثائرة منذ نحو عام كامل في عدة دول لن تسمح أبدا لأحد باختطاف ثوراتها، ومهما كانت العقبات فبإذن الله لن تفشل حركة الشعوب، هذا ما يؤكده لنا التاريخ الإنساني في بقاع كثيرة من العالم، ولئن كانت الثورة الفرنسية (الملهمة عالميا...) قد احتاجت لنحو سبعة عقود كاملة من الزمان لتأكيد انتصارها وحصول الشعب الفرنسي على حقه في الحرية المنشودة فإن الشعوب العربية ليست بحاجة إلى هذه المدة الطويلة، فقضيتها معروفة، وأهدافها شديدة الوضوح أمام أعينها، وباستعانتها بالله تعالى فسوف تقهر الصعاب التي تعترضها، وتتغلب على كافة العقبات التي تقف أمامها، والأمة العربية والإسلامية صانعة حضارة عظيمة وليست بأقل من غيرها من الشعوب والأمم.

سادسا:

على العالم ألا يخاف من الإخوان المسلمين، وألا يخشى التعامل مع الحركات الإسلامية في الدول العربية والإسلامية، وأن يتقبل وجودها في الحكم إن وصلت إليه بطريقة سلمية وديمقراطية تعبر عن إرادة الجماهير ورغبها الحقيقية، وها هي حماس ضربت للعالم مثلا عمليا في المرونة والتسامح والنجاح السياسي والقدرة على المناورة في هامش ضيق ومساحة محدودة من الخيارات، كما أثبتت الحركة قدرة الإسلاميين على إدارة دولة كاملة مهما كانت المعوقات والصعوبات، فحماس غير المعترف بها والمضطهدة والمضيق عليها والمحاصرة والمعزولة منذ خمس سنوات تمكنت من تسيير شئون مليون ونصف مليون إنسان رغم كل هذه الصعوبات الخانقة التي كانت كفيلة بإفشال عشرات الحكومات غير حماس، وعلى العالم لو كان منصفا حقا الاعتراف بهذا النجاح المشرف الذي حققته حماس في إدارة القطاع، بالتزامن مع نجاحها في إدارة التفاوض مع فتح، وتحملها لكافة الضغوط الدولية، وتمكُّنها من إدارة ملف (جلعاد شاليط) بهذه القدرة المذهلة على فرض شروطها وإثبات كلمتها، وفي نفس الوقت حافظت على تعهداتها بالحفاظ على استقرار المنطقة، وعدم تأجيج الصراعات فيها، ومن وجهة نظري تعد حماس رسالة بالغة الأهمية لكافة دول العالم ولكل الأنظمة العربية بضرورة الانفتاح على الإسلاميين والقبول بهم في الحياة السياسية وإدماجهم فيها، ولو تم ذلك فسيكونون رمانة الاتزان وأقوى دعائم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم!!

سابعا:

من المؤسف جدا أن قضية (جلعاد شاليط) قد كشفت لنا قدر هوان الإنسان العربي على الحكومات العربية، فالعربي مهان في أي مكان؛ لأنه مهان في بلده وليس له أي قيمة، ولنتأمل كيف جندت دولة الكيان الصهيوني كل إمكاناتها الدبلوماسية والسياسية والعسكرية والاستخباراتية لتحرير جندي إسرائيلي واحد وتخليصه من الأسر!! ولنتأمل في المقابل كيف يبيد بشار الأسد ونظامه النصيري الطائفي البغيض أبناء الشعب السوري الحر المناضل كل يوم؟ لننظر كيف يقتل هذا الرجل المتوحش شعبه الأعزل يوميا بدم بارد؟! وكيف يقصفه بالطائرات ويضربه بالدبابات والبوارج الحربية وكافة أنواع الأسلحة؟! وكيف يقتل النساء والأطفال دون وازع من خلق أو ضمير؟!! وليس هو الرئيس العربي الوحيد الذي يرتكب أمثال هذه المجازر الوحشية البشعة بحق شعبه، بل سبقه القذافي، وعلي عبد الله صالح وغيرهم من طواغيت العرب...!!!

* كاتب مصري.

==============================

اليوم تحرير الأسرى، وغداً تحرير فلسطين

أ.د. ناصر أحمد سنه

كاتب وأكاديمي

nasenna62@hotmail.com

التهنئة كل التهنئة للأسري المحررين، والأسيرات المحررات، والذين ينتظرون بعد شهرين.

التبريكات كل التبريكات لعائلات وذوي الأسري الذين ارتسمت علي وجههم البسمات، وغمرت قلوبهم الإفراح وهم يحتضون أسراهم، وأسيراتهم بعد التحرير، وطول غياب.

والأمنيات كل الأمنيات بسرعة تحرير من بقي في معتقلات الإحتلال الصهيوني، وتبييضها منهم، وعلي رأسهم المناضلين الكبار: "مروان البرغوثي"، و"أحمد سعدات" وغيرهم. لقد كنا في أشد الشوق لرؤيتهم محررين، عائدين لذويهم، يواصلون نضالهم من أجل تحرير فلسطين. لكن هم الأدري بهذا العدو الصهيوني المراوغ. فالصبر الصبر، والعزيمة العزيمة، والنضال النضال، فالتحرير قادم لكل فلسطين، ولكم، وإن طال.

لن ننسي أسرانا مهما طال الزمن.

أسرانا علي حق في جهادهم ونضالهم وكفاحهم، وأسراهم علي باطل في إحتلالهم وغزوهم وقتلهم وتدميرهم.

لسنا باقل منهم في بذل الغالي والنفيس من أجل عودة أسرانا إلي بيوتهم.. أعزاء مكرمين.

لسنا باقل من رئيس طغاتهم الصهيوني، الذي خرج  الثلاثاء 18 أكتوبر، بعيد بداية إتمام الصفقة يتباكي علي "ألم إتمامها"، و"معاناته في حسم الأمر" كي يعود أسيرهم "شاليط" لأهله، ولا يلقي مصير ال"رون أراد" منذ مايقرب من ربع قرن". وكعادتهم  وهم المحتلون الغاصبون للأرض، شذاذ الأفاق  يزرفون دموع التماسيح خوفا "مما يحيطهم بهم من أعداء يتربصون بهم لأسر المزيد من مرتزقتهم" (كهذا الشاليط الذي يحمل الجنسية الفرنسية).

 

صفقة ناجحة، رابحة

لاشك انها صفقة ناجحة، بكل المقاييس، مهما زايد المزايدون، أو تنطع المتنطعون، وكابر المكابرون، وبكي المتباكون، وذرفت دموع التماسيح من رموز الإحتلال الصهيوني.

 

لاشك صفقة رابحة، إذ أذعن الإحتلال الصهيوني، بعد طول مماطلة ومراوغة، لشروط إتمامها.

 

لاشك صفقة رابحة فبموجبها سيتم إطلاق 1027 أسيرًا وأسيرة فلسطينيًّة من كافة المناطق، من الداخل والضفة وغزة والجولان السوري المحتل. منهم عدد من ذوي المحكوميات العالية.

 

لاشك أنها صفقة ناجحة، إذ بعد سنوات خمس سنوات (منذ 25 يونيو 2006) فشلوا بقضهم وقضيضهم وعدوانهم علي غزة في استعادة "جلعاد" من الأسر. لقد كانت ، ومازالت، عملية أسره من أكثر العمليات الفدائية الفلسطينية تعقيدًا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية. حيث تمكن المقاتلون الفلسطينيون من اقتياد الجندي الصهيوني إلى عمق القطاع بسرعة فائقة على الرغم من التعزيزات الجوية "الإسرائيلية" الفورية في الأجواء، وخصوصًا في سماء مدينة رفح قرب مكان تنفيذ الهجوم.

 

لاشك صفقة رابحة.. تثبت "توزان الرعب/ جس النبض"حخلال فترة إنتقالية شهرين لتتم المرحلة الثانية من تحرير الأسري. فمهما قلل المنبطحون، وعجز العاجزون، وتخاذا المتخاذلون، واستسلم المستسلمون.. مازال الكيان الصهيوني يخشي الصواريخ والعلميات الجهادية والفدائية الفلسطينية، وبخاصة المنطلقة من قطاع غزة. وسيظل يعيش، كونه المحتل الغاصب  في رعب وقلق وهلع، لا يكشفه عنهم إلا رحليهم عن أراضينا المحتلة وتحرير التراب الفلطسيني من دنسه.  وهو يبقي هذه الفترة  بمكره ومرووغته المعهودة "حزاماً زمنياُ واقياً له"، مما يخشاه. ويبقي الأمل معقوداً علي التشاور والتنسيق بين كافة اطياف العمل الفلسطيني في غزة، حتي يتم" ضبط النفس" وتنقضبيهذه المدة وتكتمل بنجاح المرحلة الثانية من الصفقة، دون تعلل الكيان الصهيوني المحتل باي ذريعة، وما أكثر إختلاقه الذرائع والتعلات.

 

التهنئة والشكر لأهالي وعوائل الأسري، وصبرهم وتحملهم وحملهم لهموم قضية الأسري، كي تبقي حية نابضة.

والتهنئة والشكر لكل فصائل العمل الفلسطيني، المسلح والسياسي، الإسلامي والوطني والقومي. التهنئة والشكر لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وحركة الجهاد وسراياها، وسرايا اللجان الشعبية، والجبهة الشعبية والديموقراطية، وسراياهما، وحركة فتح وذراعها المسلح، الخ.

والشكر موصول لجهاز المخابرات المصرية تحت إشراف الوزير "مراد موافي" رئيس الجهاز لجهوده خلال عملية التفاوض، ولإشرافه، ومتابعته، وأستنفار الجهاز لتأمين الوصول، وإتمام المرحلة الأولي من عملية الإفراج والتبادل. وعلي أمل أتمام المرحلة الثانية بعد شهرين، دون مشاكل. كذلك الأمل معقود علي تحرير 85 اسيراً مصرياً من سجون الإحتلال الصهيوني ضمن صفقة مرتقبة بخصوص الجاسوس الصهيوني الأمريكي الأخير" إيلان جبرائيل". وذلك بعد أن يأخذ القضاء والقانون المصري مجراه في هذا الشأن.

والشكر كل الشكر للربيع العربي، الذي غير ملامح المنطقة العربية فأزال أنظمة  وأخري تنتظر كانت "عوناً أستراتيجيا للكيان الصهيوني". مما سبب في أعادة حسابات الكثيرين، منهم الحلف الصهيوأمريكي.

والشكر كل الشكر للربيع العربي، وشهداؤه الذين رووه بدمائهم. الربيع الذي بدأ في تونس، مع"محمد البوعزيزي"، مروراً "بليبيا.. عمر المختار"، فمصر "أم الدنيا، وميدان التحرير كل تحرير، وحاضنة قضايا العرب والمسلمين وفي لبها فلسطين"، فاليمن "الذي سيعود سعيداً رغم أنف الكارهين"، فسوريا "العزة والشموخ، وشعبها الشقيق الذي يموت ولا يُذل، ومجلسها الوطني الإنتقالي، وأحرار جيشها الشهم الأبي".

 

خطوة هامة علي طريق التحرير

وكما لم ولن ننسي أسرانا فس سجون الإحتلال، لم ولن ننسي فلسطين والقدس، وأرضنا المحتلة، ومقدساتنا الاسلامية والمسيحية. وكما تم  اليوم  إتمام المرحلة الأولي من تحرير الأسري سيتم غداً تحرير فلسطين، كل فلسطين. وكما عادوا لأسرهم وديارهم، سيعود كل اللاجئين والمبعدين والمنفيين، وإن غدا لناظره قريب.

=========================

شكرا أيها الرجال ,, نصر ولا أعظم

بقلم / عائد الطيب

ترددت كثيرا في الكتابة خوفا من أن تهرب الحروف وتخون الكلمات ولا تفي هذا المشهد حقه , ترددت وأنا أعي تماما أن مهما تعاظمت الكلمة وتعملق الحرف فلن يفي هؤلاء الرجال حقهم , هؤلاء الرجال الذي استطاعوا إدخال البهجة إلى قلوب الشعب الفلسطيني واستطاعوا تجسيد مشهد وحدوي رائع جاءت بعفوية فرحة ونشوة الانتصار الذي طالما تاقت أنفسنا له , هو النصر بكل مفرداته ومعانيه , هو النصر الذي حققته المقاومة الفلسطينية في مواجهة الغطرسة والجبروت الصهيوني , هو نصر تكاملت له كافة الأركان ليتشكل لوحة جميلة في وجدان الشعب الفلسطيني , هذا الشعب الذي أعطى وصبر و عظمت تضحياته .

 

المقاومة الفلسطينية استطاعت تحقيق نقلة نوعية متقدمة في الصراع المحتدم مع الكيان الصهيوني , هذه النقلة كان أبرز مميزاتها فرض شروط المقاومة و إجبار الكيان الصهيوني على القبول بها رغم أنفه البغيض , الكيان الصهيوني تعود أن يملك زمام المبادرة و أن يحاول دائما قراءة الأمور و المعطيات من وجهة نظره الخاصة متسلحا بقوة عسكرية إجرامية متوحشة تلاقي الدعم من أمريكا وصمت الدولي و عجز العربي , الكيان الصهيوني دائما و أبدا يحاول فرض نفسه كقوة مسيطرة في المنطقة معتبرا نفسه فوق قوة القانون الوضعي , كيف لا و القوانين الوضعية تغير من أجل خاطره وكلنا لا ينسي أن عدة دول أوروبية وعلى رأسها بريطانيا العظمي قامت بتغيير قوانينها لتتناسب مع مطالب الصهاينة بعدم التعرض لقياداتهم المجرمة و إخضاعهم للمحاكم نتيجة قيامهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية جمعاء .

 

قبل أكثر من خمس سنوات وتحديدا في يوم الخامس و العشرين من شهر حزيران للعام ألفان وستة كان الموعد من إحداث التغيير وكسر الكثير من الغرور الصهيوني ,لينطلق رجال يجمعهم الهم والجرح الفلسطيني ومسلحين بإيمان وعقيدة راسخة ويملكون حلما مستحقا , رجال انطلقوا ونهضوا من عذابات أطفال غاب أبائهم و نساء فقدن أزواجهم و أمهات محرومات من فلذات أكبادهن ووطن يشتاق إلى هؤلاء الفرسان القابعين خلف القضبان الصهيونية , وبعزيمة المجاهد و المقاتل الذي يدرك أن هذا العدو لا يفهم سوى القوة و أن العالم المتحضر – زيفا – لا يسمع سوى صوت الأقوياء , اقتحم هؤلاء الرجال موقع عسكري صهيوني واضعين خطة عسكرية مذهلة بكل المقاييس ليقتلوا ويجرحوا ويفجروا ويعودون بأسير صهيوني من قلب دابة صهيونية كانت دائما و أبدا توجه مدافعها صوب الآمنين من أبناء الشعب الفلسطيني ليسجلوا انتصارا عسكريا ساحقا .

 

تتوالي الانتصارات وليجن جنون الصهاينة و يزدادوا إجراما لتكون الجريمة الأولى بعمليتهم أمطار الصيف و الجريمة الثانية بتشديد حصار غزة و الجريمة الثالثة بعملية الرصاص المصبوب علاوة على توغلات شبه يومية و اغتيالات و كل صنوف الاستخدام الوحشي للقوة و لتنشط استخباراتهم متسلحة بأدق الأجهزة والإمكانيات في محاولة للوصول إلى الجندي الصهيوني الأسير و لكن بفضل الله و من ثم حنكة و عبقرية المقاتل الفلسطيني ولخمس سنوات متواصلة فشلوا في كل ذلك رغم أن غزة بقعة جغرافية من ناحية استراتيجة عسكرية منطقة سهلة فلا جبال و لا تلال و تضاريس معقدة بل مساحة جغرافية منبسطة لتحقق المقاومة نصرا أمنيا آخر في مواجهة الكيان الصهيوني .

 

في الثامن عشر من شهر تشرين أول للعام ألفان و أحدى عشر يكتمل المشهد المنتصر و ليتنسم الأسرى من ذوي الأحكام العالية و الخيالية نسيم الحرية المعبق بدماء الشهداء الذين قضوا في طريق تحريرهم بقوة العقيدة وعزيمة المقاتل الذي لا يلين و لا يخضع لكل الأهوال , حرية الأسرى انتزعت انتزاعا والثمن كان دماء الشهداء و لكنه ثمن مشرف يعلن للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني انتقل إلى مرحلة متقدمة في الصراع مع الكيان الصهيوني و أن هذه المرحلة ستكون فيه الكلمة العليا للمقاومة الفلسطينية والتي باتت أشد و أصلب عودا و أكثرا حنكة في إدارة الصراع .

 

غزة خرجت إلى الشوارع لاستقبال الأسرى المحررين و الضفة خرجت إلى الميادين وتتجسد صورة عفوية للوحدة الحلم لتتعانق رايات كافة الفصائل بدون استثناء في الضفة وغزة وليقف الجميع جنبا إلى جنب في استقبال عمالقة الجهاد و المقاومة الفلسطينية الذين انتصروا على القيد و لسان حالهم يقول : ( وبات القيد في زندي يشكو كأني قيده والقيد دوني ) , مشهد رائع نتمنى أن يستمر إلى مالا نهاية و أن يدرك الجميع أن ما يوحدنا أعظم و أكبر مما يفرقنا و أن الانقسام هو طارئ بغيض في مسيرة شعبنا و أن الوحدة هي الأمر الوحيد الممكن لضمان مواصلة الانتصارات .

 

 إن تحرير الأسرى هو نصر أروع و أجمل من كل الكلمات ومهما تحدثنا فلن يكافئ ذلك فرحة أم بابنها و لا أبناء بأبيهم ولا زوجة بزوجها , هو نصر جاء على أيدي رجال و أي رجال , هو نصر جاء بعبقرية مقاتل فلسطيني و أي عبقرية , هو نصر جاء بعظمة وصبر شعب بأكمله , هو نصر جسد وحدة و أي وحدة , هو انتصار لقوة النهج المقاوم و للطلقة التي تعرف وجهتها و للبوصلة التي لا تنحرف عن الثوابت الفلسطينية , شكرا أيها الرجال الذين تعملقوا وجاوزا قمم الجبال الشماء ليدخلوا الفرحة في قلوب طالما تاقت لها .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ