ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 18/10/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

كلمة إلى المجلس الوطني السوري

بدرالدين حسن قربي

دخلت منذ أيام الثورة الشعبية السورية شهرها الثامن مستمرة في تظاهراتها السلمية المطالبة بسقوط النظام ورحليه. وهي في الوقت نفسه تواجه ممارسات فاشية من طراز خاص ومتوحشه تجاوزت الآلاف قتلاً، وعشرات الآلاف تعذيباً واعتقالاً لم تتوقف على امتداد الشهور السابقة.

مايلفتنا أن مايفعله النظام السوري بشعبه الأبيّ بحجة إحباط المؤامرة ودحض المتآمرين،هو دعوة سافرة للتدخل الأجنبي بصورة من الصور، يتحمل كامل مسؤوليتها، لأن المجتمع الدولي الذي يُتكلم عن ازدواجيته وتآمره ومؤامراته، لن يقف مكتوف الأيدي في النهاية ولن يسكت عن أعمال إجرامية لا إنسانية عمّت البلاد والعباد في ظل تعتيمٍ وتضليل، ومنعٍ لكل وسائل الإعلام حتى الحليفة منها.فالنظام يعتبر فظائع جرائمة شأناً داخلياً لاعلاقة للخارج فيه، بل ويفترضأي تدخل هو من قبيل المؤامرة، ويعينه على ذلك موالون وأنصار يقومون بدور قميء من محاولة غسيلٍ لممارساته القامعة الباطشة والظالمة، والتصفيق لها دعماً وتأييداً بعذر المقاومة والممانعة حيناً، ومواجهة المؤامرات الصهيوأمريكية وأولويات المعركة مع أعداء الأمة أحياناً أخرى، فينظّرون ويحلّلُون ويحرّمون،ويظهرون ويثبتون، فإذا هم يخلطون حابل الوطن وقدسه، ومنظومة قيم الحرية والكرامة فيه بنابل القامعين والنهابين والعتاولة المجرمين.

ومايلفتنا أيضاً، وطنية المعارضة التي كانت مسألة التدخل الأجنبي عندها أمراً مرفوضاً من الأيام الأولى للتظاهر والاحتجاج، وإنما مع الممارسات المتوحشة للنظام وإيغاله في القتل في الشهور السبعة الماضية، بدأت تعلو أصوات فيها تطالب بوضع حد لهذه الممارسات التي يظن النظام ومعه حلفاؤه أن فيها حلّاً لمعضلته وانتهاء أجله مع شعب ينادي بإسقاطه ورحليه. ولأننا مع هذا الرأي جملةً وتفصيلاً لتفهمنا المخاطر والعواقب، فإننا كنّا على الدوام ندعو الحريصين على سوريا الوطن والأرض والشعب أن يقنعوا النظام الذي يظن أن لن يقدر عليه أحد بالتوقف عن مواصلة حلوله ومواجهاته الأمنية والدمويةل أنها من مسبّبات التدخل الخارجي والأعذار المبررة له فيما لو كانت.

وعليه، فلئن كان آخر الدواء الكيمع حالة استحال فيها إقناع النظام بالتوقف عن القتل وجرائم الإبادة ، ولئن كان قدر السوريين أيضاً مواجهة النظام الأقبح في العالم فساداً واستبداداً، ، فما على أصحاب هذا الرأيلو تبعوا نظامهم ولو لمرة واحدة فيما يدعو إليهحقيقة من تدخل دولي باستمرار آلة القتل وتواصل سفك الدماء وببلاهة أيضاً.

إن فيما يبدو ومما وصلت إليه الأمور أن لابدّ مما ليس منه بد، بأن يكون للمعارضة ممثلةً بالمجلس الوطني السوري قرارها وحركتها وإنذارها لإيقاف الذبح اليومي في الشوارع والساحات ومحاسبة الجزّار وربط ذلك بتوقيت محدّد ومعلوم، ترفع بعده نداء الاستغاثة والإنقاذ بالمطالبة بالتدخل العربي والإسلامي والدولي المباشر، وليحمل كل منهم، من كان بأجندة أو غير أجندة، مسؤوليته أمام نظام لم يتوقف يوماً عن قتل مواطنيه بمبررات واهية ومزعومة.

إن الفشل في إقناع النظام السوري بالتوقف عن القتل، وتأكد إجرامه المتجذّر فيما هو فاعل كل يوم، وأن لاطريقة لإيقاف توحشه من قبل متظاهرين سلميين إلا بعون خارجي من المجتمع الدولي، فليكن الطلب الصريح، ولتكن الاستعانة الواضحة ولو في حدها الأدنى ابتداءً بتواجد منظمات المجتمع المدني الدولية وحقوق الإنسان، والحضور الإعلامي الدولي بما يسمح بنقل حقيقة مايحصل في الداخل السوري إلى العالم مع حظر الطيران العسكري كاملاً، وإنما نذكّر السوريين على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وأعراقهم ألا ينسوا طلب اللعنة لقاتلٍ وقامع ومستذلّ ومستعبدٍ لم يترك لهم وسيلة للخلاص منه والتخلص إلا بطلب التدخل الخارجي، الذي فرضه عليهم فرضاً باستمراء قتلهم وسفك دمائهم وقتل أطفالهم ونسائهم والرقص عليها بقوة سلاحه ودباباته وطائراته وشبيحته.

http://www.youtube.com/watch?v=UoFpEKOEa1A

&feature=player_embedded

النظام السوري الذي يريد أحرار سورية وحرائرها إسقاطه يتحدث عن نفسه ويستغرب ليش الناس يتظاهروووون

http://www.youtube.com/watch?v=B9VVk_ZFxuA&feat

ure=player_embedded&skipcontrinter=1

=======================

فزاعة الحرب الأهلية في سورية .. من ينشر المخاوف ولماذا ومن يحبطها ويزيلها؟..

نبيل شبيب

التنوع لا يصنع حربا أهلية - إزالة شبح الحرب الأهلية - ما وراء التحذير من حرب أهلية - لا حرب أهلية ولا تدخّلا أجنبيا - مسؤولية الثوار والسياسيين

 

الحرب الوحيدة الدائرة في سورية هي حرب الاستبداد القمعي المسلّح ضدّ الشعب الثائر الأعزل، والاحتمال الوحيد لنهاية هذه الحرب هو إسقاط الاستبداد وانتصار الشعب، وكلّ ما يتردّد من توقعات وتقديرات هو في حدود الحديث عن الكيفية، والثمن، وما بقي من فترة زمنية، ويخرج عن هذا الإطار كلية ما بدأ يُذكر بصورة متتابعة بشأن نشوب حرب أهلية في سورية. لن تنشب حرب أهلية، ولكن يوجد من يتخوّف من نشوبها، وهنا ينبغي طرح الأسباب التي تؤكّد أنّها لن تنشب، إنّما يوجد من يطرح هذا الاحتمال الخطير لتحقيق أغراض لا علاقة لها بالثورة وانتصارها، ولا بواقع الشعب والوطن، وهنا ينبغي بيان هذه الأغراض.

 

التنوع لا يصنع حربا أهلية

تعليل احتمال نشوب حرب أهلية بالتنوع العرقي والديني والطائفي والسياسي في سورية تعليل فاسد، فمجرّد التنوع لا يصنع حربا أهلية، وإلاّ لعمّت الحروب النسبة الأعظم من دول العالم، فالتنوع فيها يزيد في الأعمّ الأغلب على ما هو موجود في سورية، ويلفت النظر فيمن يطرحون هذا الاحتمال بسبب التنوّع، هم إما غربيّون، أو بعض من ينطلق من التراث المعرفي الغربي، والغربيون ينطلقون من تاريخهم الطويل الحافل بحروب أهلية عديدة ومديدة خطيرة، منها ما امتدّ مائة عام أو عشرات الأعوام، وكان ذلك في العصر الوسيط الأوروبي في الدرجة الأولى، وكان وجود طائفتين أو فئتين في أرض واحدة، كافيا للاقتتال طويلا، والفتك الهمجي غالبا، وهم يعتبرون أنّ سورية "تعيش في العصر الوسيط" بمفهومهم، ولا يميّزون بين استبداد متسلّط يفكّر ويتصرّف بتلك العقلية فعلا، وبين شعب واعٍ يدرك ما تعنيه الحرب الأهلية، التي عايش بنفسه نماذج عنها في العصر الحديث، ممّا كانت له أسباب أخرى علاوة على التنوّع، كما كان في لبنان وما وصف بالحرب الأهلية في السودان، أو ما كان في رواندا، أو ما وصف بالحرب الأهلية في بلدان إفريقية أخرى.

في سورية استبداد فاسد متسلّط لا دين له ولا مذهب ولا اتجاه، سوى التسلّط، استغلّ التنوّع في نسيج الشعب السوري، وما زال يستغلّه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، محاولا تفتيت الجبهة الشعبية في الثورة، والانحراف بها عن مسارها الحضاري: "شعب واحد..." و"سلمية سلمية..." بينما يدرك هذا الشعب الحضاري الواحد، أنّ أي صدام مسلّح من نوعية الحرب الأهلية لا يؤدّي إلى "نصر" بل إلى استمرار الاستبداد وازدياده ضراوة وهمجية.

حتى ولو وقع ما لا يزال الشعب يتجنّبه، أي "عسكرة الثورة"، فلن يغيّر ذلك نوعية جبهة الحرب الجارية، بين استبداد وشعب ثائر، ولن يغيّر "هدف" الجبهة الشعبية الثائرة فيها.

 

إزالة شبح الحرب الأهلية

حتى في المناطق التي يتخذ التنوّع فيها صبغة أغرت الاستبداد باستغلالها فمارس ما مارس لهذا الغرض، وأخفق، أعطى الشعب الثائر في كل مدينة وقرية، يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر، دليلا بعد دليل أنّه شعب واعٍ عصيّ على هذا الاستغلال، وأصبحت هذه الأدلّة اليومية ظاهرة للعيان رغم حجم التضحيات، ورغم همجية محاولات الاستبداد، والإهانة العلنية في الشوارع، واختطاف الفتيات، وتعذيب الأطفال، وسعي الاستبداد الدائب من أجل توجيه أصابع الاتهام نحو فئة المواطنين العلويين تحديدا.. ليثير الرغبة في الانتقام الجماعي منهم، والمفروض أن تكون هذه الأدلة العملية كافية إلى جانب العديد من المواقف المعلنة، والبيانات المتكرّرة، لتزيل مخاوف وهمية يعمل الاستبداد القمعي بكل جهده لإثارتها لدى العلويين، وسواهم، وهذا ما انعكس حتى الآن في بعض ما صدر من مواقف من أوساطهم، ناهيك عن إدراكهم أنّ كثيرا منهم كانوا -كسائر المواطنين- من ضحايا الاستبداد، منذ تسلّطه على سورية، لا سيما من خلال تخلّص رأسه الأول، حافظ الأسد، من رفاق دربه الأوائل، وهو ما شمل سائر الفئات في حينه.

لئن كان يوجد أي سبب موضوعي للمخاوف من نشوب حرب أهلية، فلا بدّ من تأكيد حقيقة بدهية بسيطة: نهاية الاستبداد تعني زوال تلك المخاوف، واستمراره يعني استمرار إثارتها، والإسراع في تحقيق هذا الهدف يفرض على من لا يزال متردّدا بسبب مخاوفه، أن يتخلّى عن تردّده ويشارك مباشرة في تعزيز قدرة هذه الثورة على إسقاط الاستبداد، فهي ثورة الشعب كلّه، وبالتالي ثورته هو أيضا على الاستبداد.

 

ما وراء التحذير من حرب أهلية

ليس مجهولا أنّ في مقدّمة الذرائع التي باتت القوى الدولية تشيعها لتسويغ تدخّل عسكري له أغراضه ومآربه التي لا علاقة لها بتحرير الشعوب، ذريعة "حماية الأقليات".. وهذا ما يدفع إلى التساؤل عن أسباب تواتر التحذير الأجنبي من "حرب أهلية" في سورية في الوقت الحاضر، تارة على لسان مسؤولة من منظمة حقوق إنسانية، وأخرى من جانب مسؤولين ديبلوماسيين وسياسيين غربيين، وثالثة من جانب من يرون واقع شعوبنا وبلادنا عبر نظارة غربية في الدرجة الأولى.

لقد ظهر للعيان بوضوح أنّ الشعب الثائر في سورية متشبّث بعدد من الدعائم الأساسية لثورته:

1- الهدف إسقاط النظام.. دون قيد ولا شرط ولا مساومة ولا حوار عبثي

2- الثورة ثورة الشعب كله.. والحصيلة شاملة للشعب كله

3- الوسيلة ثورة سلمية.. مهما قيل عن وقوع حوادث انفرادية بصدد استخدام قوّة مسلّحة محدودة

4- الدعم مطلوب من سائر فئات الشعب ومن الأحرار الشرفاء في الجيش الوطني وبعض الأجهزة الأمنية، من خلال تحرّرهم من قبضة الاستبداد جنبا غلى جنب مع تحرّر الثوار المدنيين

5- الدعم الخارجي مطلوب بمختلف صوره الفعالة.. باستثناء التدخل العسكري

بالمقابل: رغم أن الموقف الرسمي العربي والإقليمي والدولي يقول حتى الآن بعدم استهداف سورية بتدخل عسكري خارجي، يوجد ما يكفي من الأسباب والمؤشرات للقول: هذا موقف قابل للتغيير بين ليلة وضحاها، ليس بهدف دعم الشعب الثائر، وإنما بهدف استغلال الثورة لتحقيق أغراض أخرى، من بينها القضاء على أسباب القوة العسكرية وغير العسكرية في سورية، كيلا تنتقل بعد إسقاط الاستبداد قريبا إلى نظام حكم قويم منبثق عن إرادة الشعب المنتصر.

من الأسباب والمؤشرات:

1- المماطلة التي تعطي فترة زمنية أطول لتنكيل قمعي أشدّ وأكبر.. عسى تصل الأمور بالشعب الثائر إلى "الاستغاثة" بتدخّل عسكري أجنبي، لإضفاء صبغة المشروعية المزعومة عليه!..

2- الامتناع عن تقديم دعم فعال للثوار، بمن فيهم فئة المتحرّرين من الجنود والضباط وقد بلغوا عشرات الألوف، لا يتحرّكون بعمليات جزئية إلا في حدود ما يسمح به القليل من الإمكانات المتوافرة لهم.. ويرتبط عدم تقديم الدعم بتصوّر انتزاع مواقف وشروط ووعود ترتبط بشكل الدعم ونوعيته وقابلية أن يكون في إطار تدخّل عسكري أجنبي بثمن ما!..

3- ما سبقت الإشارة إليه من تكرار الحديث عن مخاوف من حرب أهلية، أي من احتمال تعرّض فئات من المواطنين توصف بالأقليات لخطر ما، تزعم القوى الدولية الراغبة في التدخل لمآربها الذاتية، أنّها تريد دفع ذلك الخطر المزعوم عنهمّ!..

 

لا حرب أهلية ولا تدخّلا أجنبيا

لا جدوى من الاقتصار على الحديث عن تحميل الاستبداد القائم مسؤولية الانحراف بمجرى الأحداث في اتجاه أخطر ممّا وصلت إليه حتى الآن، سواء على صعيد عسكرة الثورة أو على صعيد تدخّل عسكري أجنبي، ناهيك عن وقوع صدامات محدودة يجري تضخيمها للقول إنها من قبيل حرب أهلية.

إنّ هذا الاستبداد الفاسد القمعي يحمل من أوزار جرائمه ما هو أعظم من ذلك، تقتيلا وتعذيبا واغتصابا وترويعا واعتقالا وإهانات وقصفا بالأسلحة الثقيلة وتدميرا للمساكن والمساجد والقرى والأحياء السكنية.. كما يحمل من الأوزار المتراكمة عبر نصف قرن، ما يجعله على استعداد لارتكاب المزيد من الجرائم الكبرى بحق الشعب والوطن، مهما بدا ذلك مناقضا للمنطق.. فالنهج الإجرامي الانتحاري الذي يتبعه الاستبداد المتهالك لا يعرف منطقا من أي نوع ولا يحتكم لما يمليه المنطق، ناهيك أن يحتكم إلى ما تمليه مصلحة الشعب والوطن، في المستقبل القريب والبعيد.

لا ينبغي انتظار صدور موقف أو تصرف من جانب الاستبداد القمعي سوى ما تحمله كلمة الاستبداد من معنى، وفي مقدّمة ذلك الهمجية في التفكير والتدبير، ولا ينبغي انتظار صدور موقف أو تصرّف من جانب القوى الإقليمية والدولية، إلا ما تمليه عليه حساباتها، بما في ذلك ما قد تراه ضروريا للتعامل مع شعب سورية بعد انتصاره.. عندما تدرك أنّ الانتصار بات وشيكا، وأن الواقع القائم سيتبدّل ليفرض الشعب بثورته واقعا جديدا بمعطيات جديدة.

 

مسؤولية الثوار والسياسيين

إنّ المسؤولية الحقيقية عن الوطن والشعب ومصلحته العليا ومستقبله، هي مسؤولية الثوار، ومسؤولية السياسيين الذين يريدون تمثيل الشعب وثورته فيما يبذلون من جهود في الوقت الحاضر، للانتقال بسورية من حقبة استبداد إجرامي إلى حقبة نظام مستقر منبثق عن إرادة الشعب.

لم يصدر -ولا ينبغي أن يصدر- عن الثوار والسياسيين أي موقف أو تصرف في اتجاه يخدم أغراض الاستبداد القمعي وإن كان من حيث لا يقصدون، أي في اتجاه صدامات بين المواطنين على أساس التنوّع في نسيجهم الشعبي.

ولم يصدر -ولا ينبغي أن يصدر- عن الثوار والسياسيين أي موقف أو تصرف وإن كان من حيث لا يقصدون، في اتجاه يخدم أغراض أي قوة دولية راغبة في تدمير طاقات سورية وشعبها، تحت عنوان تدخّل عسكري أجنبي، أو عنوان "حماية" هذه الفئة أو تلك من فئات الشعب.

لا عذر لارتكاب الخطأ على هذا الصعيد.. فمن يرتكب خطأ تاريخيا من هذا القبيل، لا يصلح لثورة شعبية ولا قيادة سياسية أصلا.

أثبت الثوار وعيهم بذلك وحرصهم على الثورة والشعب والوطن في وقت واحد، وذلك في أشدّ الظروف قسوة وصعوبة، وأسقطوا بصورة قاطعة كلّ مقولة عتيقة حول عدم نضوج الوعي الشعبي السياسي، ممّا يرتكز إليه أصحاب الرؤى الاستبدادية.. التي تبدأ بالوصاية على الشعب وإرادته، وتصل في نهاية المطاف إلى ما وصلت إليه الأنظمة الاستبدادية المتهالكة من قمع همجي لا يعرف للقيم وجودا.. ناهيك أن يلتزم ببعضها.

ويجب أن يثبت السياسيون قدرتهم على التخلّص من كل موروث من تقاليد المساومات السياسية، حتى وإن اقترن ذلك عند بعضهم بصورة من صور التضحية بموقع سياسي.. فالشعب الذي يريدون تمثيله، هو الذي يقدّم التضحيات الحقيقية، من الشهداء والجرحى، من الدماء والآلام، من كل ما يملك.. ليكون سيّد نفسه، فهذا ما يضمن له الكرامة والحرية والعدالة والحكم القويم في المستقبل.. وقد ظهرت تباشير هذا المستقبل على أرض سورية ما بين درعا والقامشلي، وفي القلب من حمص والرستن وتلبيسة وحماة، وليس في هذا المستقبل سوى احتمال واحد: إسقاط الاستبداد وانتصار الشعب.

====================

مراحل السلمية في الثورة السورية ( السلمية العفوية ) _ 1

شامي متحضر(د. فارس )

بحكم الطبيعة الفريدة للسلطة في سوريا والتي كرست كل إمكانات البلد لغاية واحدة فقط هي الحفاظ على السلطة تحت عرش آل الأسد, وأتباع سياسة خطيرة جداً لتحقيق ذلك وهي سياسة تجفيف المنابع التي تهدف إلى جعل المجتمع عقيم غير قادر على ضخ دماء جديدة من الممكن أن تكون الحامل لأي تغيير منتظر والتي طالت كل مرافق الحياة ومفاصل الدولة ,كان لزاماً على أي حركة تغيير في سوريا أن تكون فعل جمعي وعمل تراكمي متسلسل ومتدرج, نقصد بالجمعي أن تشارك في صنعة غالبية مكونات الطيف الوطني بكل تنويعاته الثقافية والعرقية والدينية وأن يشمل امتداده مساحات واسعة من الجغرافية السورية, ونقصد بالعمل التراكمي أن هذه التغيير يتطلب انجازه مراحل مختلفة كل واحدة منها تؤسس للتي تليها ولكي تحقق كل مرحلة النجاح المرجوا, يجب أن تأخذ وقتها كاملاً قبل الانتقال لأخرى جديدة.

وهذه المراحل هي :

مرحلة السلمية العفوية أو (المقاومة السلبية ): كانت بدايتها مع أطفال درعا الذين اطلقوا شرارة البداية لثورة الحرية والكرامة لتعم بعدها معظم المناطق السورية من خلال المظاهرات العفوية التي كانت تخرج بتنظيم بسيط ودون احتياطات حماية أمنية, والتي كانت غالباً ما تواجه بوحشية, وهمجية منفلتة, تخلف عدد كبير من الشهداء.

أهم النجاحات التي حققتها هذه المرحلة هي:

1- كسر حاجز الخوف والخروج من حالة الخدر التي كانت تسيطر على الشعب طيلة الأربع عقود السابقة.

2- أكتساب الشارع السوري لثقافة جديدة, هي ثقافة الإحتجاج.

3- الحالة الفريدة للحمة الوطنية التي ظهر فيها الشارع السوري بكل مكوناته وأطيافه, والتي فشلت معها كل محاولات الرشا الفئوية والمناطقية لفرط هذا العقد الفريد.

4- عدم الانجرار وراء محاولات النظام الحثيثة لعسكرة الثورة.

5- القدرة على كسب تعاطف المجتمع الدولي وأن لم يرتقي إلى المستوى المطلوب من خلال تقديم صورة ذكية عن سلمية الثورة وعدالة المطالب التي رفعها الثوار والترويج الاحترافي لذلك باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنيت.

6- فقدان النظام لمصداقية روايته نتيجة الارتباك الحاصل في صفوفه وعبثية مقاطع الفيديوهات الرديئة التي حاول الترويج بها عن وجود جماعات مسلحة.

- يجدر بنا الإشارة في هذا المقام إلى العقيدة القتالية التي فرضتها السلطة على الجيش ليصبح جيش لحمايتها, وأداة لقمع الشعب المطالب بالحرية, وابعاده عن مهمته الأصلية وهي حماية حدود الوطن, هذا بالإضافة لزج الفرقة الرابعة في مقدمة المتصدين للمتظهرين وهي فرقة خاصة يقودها ماهر الاسد, دربت على القتل والإجرام.

- لذا هل يمكن لمرحلة السلمية العفوية أن تستمر لفترة زمنية أطول؟

- هل نستطيع بالسلمية العفوية أن نسقط النظام؟

- للإجابة على ذلك سوف استعيار كلام لمالك بن نبي وهو يصف تقهقر الجنود الإنكليزي أمام الحشود البشرية التي قادها غاندي التي كانت مجردة من كل شي سوى إيمانها بعدالة مطالبها, (أنه كان في إمكان الجندي الانكليزي أن يدوس بدباباته تلك الحشود من البشر التي رقدت على عرض الطريق بشوارع كلكوتا وبومباي أيام المقاومة السلبية, ولكنه لو فعل لداس الثقة النبيلة التي يكنها ضمير تلك الحشود البشرية التي ألقت –حين ألقت بنفسها على عرض الطريق- ألقت على ضمير الجندي الانكليزي عبئا ثقيلا, عب حياتها وطموحها وصلاتها, وهكذا تقهقر الجندي الانكليزي من أجل أن لايدوس ضميره وعظمة وطنه, وشرف ثقافته).

يتبع في المقال القادم مرحلة السلمية الواقعية

========================

لن تنطفئ نارك.. إلى مشعل التمو

مسعود عكو

لست هنا لأرثيك فالرثاء منك خجل

والنار تشتعل دائماً فمشعلك ما يزال متقد

يا ليتك يا مشعل ترى كم الرثاء في حقك مبتذل

فلا الأحرف تكتب النعوة والكلام في حضرتك أبتر.

 

لا أحسد نفسي هنا، أجدني أكتب في رحيلك

ولعمري ما ظننت نفسي يوماً اكتبه

القلم مني منزعج، وأنا من كلماتي خجل

فلا استطيع كتابة رثاءك

فقط عيوني في وداعك باكية

وقلبي من الأسى ملء.

 

أشعر بالوحدة في عالم السياسة

كنت معلمي وصديقي، ورفيقاً لدرب طويل، ما ظننته ينتهي معك الدرب في لحد كئيب.

قتلوك يا مشعل كي لا تكمل المسيرة، فمثلك تخشاه الطغاة.

لم يستطيعوا أبداً لجم حيويتك ونشاطك، سجونك وعذبوك، وما كنت أبداً لهم خانعاً

بل ظللت كما دائماً، شجاعاً وبطلاً، عن الحق مدافعاً، وللوطن عاشقاً.

حاولوا كثيراً أن يوقفوا عنفوانك، ولكن ما استطاعوا أبداً.

إنك يا مشعل شعلة مضاءة لن تنطفئ أبداً.

 

أشعر بالحزن كثيراً، ولو أن الحزن في غيابك قليل

لا أبكيك بمقلتي فقط، وإنما القلب في فراقك حزين.

أشعر بالأسى، والغم من فؤادي لا يفارقه.

وحسبي بضع كلمات وصور لقامتك الممشوقة، وأنت واقف تنادي بالحرية في وطن سلب الطغاة كل شيء منه جميل. أشعر بالدهشة واستغرب..

من طاوعت نفسه ليرفع في وجهك سلاحاً..

وفي صدرك يفرغ رصاصات غله وحقده.

 

أشعر بالألم ولو أن الألم لبعدك عني قليل.

وألمي في فراقك يبكيني.

لا ألمي يخف ولا حزني في موتك يصغر.

إني وهن الصبر مني والنار في فؤادي ما تزال تشتعل.

يا مشعل...

الألم يكتب لي قصيدة فراقك.

والحزن في غيابك يطرب الأغاني.

أكتب لهم قصة صداقتنا، فيلحن الأسى أغنية حزينة.

يعزفه الموت على وتر الخلود.

غيابك تشدو به الأغاني، والحزن في فراقك يرقص.

 

أشعر بالفخر إني صادقتك، وكنت في دربك رفيق.

فكم مرة قلت لي، الحياة بدون رفيق ليل أظلم.

أشعر بالبهجة أني سرت معك كثيراً، وكان لآذاني شرف الاستماع لكلامك الجميل.

نلت شرف الرفقة معك، وكان الكثيرون مثلي في رفقتك يتمنون.

أيها المشعل أصدقك القول اليوم بأني في صداقتك جد مشكور، واعتزازي بك جد كبير.

 

أشعر بالعظمة أنك كنت للنضال خير مناضل.

وللحرية في وطن واحد للجميع خير مطالب.

للكرد والعرب والأشوريين وغيرهم من ألوان سوريا التي أحببتها صديقاً صدوقاً.

أشعر بالعظمة أنك اليوم شهيد، والشهادة بأمثالك تكبر وفي الفخر تزيد.

أيها المشعل الشهادة لك عزة، ولنا الكرد في شهادتك العظمة والفخار.

 

لن يطفئوا نارك أبداً أيها المشعل المتقد.

فمثلك للثورات وقود ونيران كلامك أحرقت الطغاة وأرعبت الجبناء.

حاولوا كثيراً لصدك عن أحلامك وأمالك، لكنهم فشلوا.

قتلوك يا مشعل، كي يطفئوا نار ثورتك التي أوقدتها، مع الشباب الذين على خطاك سائرون.

قتلوك يا مشعل كي يطفئوا عزيمتك وهمتك.

ولكن ما عرفوا أن بقتلك أوقدوا ملايين المشاعل، تلك التي لا يمكننهم إخمادها أبد.

أيها المشعل أكتب اليوم بدمك الحرية التي طالبت بها.

فدمك خير مداد تكتب به الحرية في وطن استلب الطغاة كل شيء منه.

قسماً بدمك لن يطفئوا نارك أيها المشعل المتقد.

فنارك كما النوروز دائماً تتقد.

ألا نامت أعين الجبناء، فليرحمك الباري أيها المشعل المتقد.

ودمت للحرية خير شهيد، وللوطن أعظم بطل.

في عرسك أيها المشعل، خرج كل الوطن يهتف بك عالياً.

وأمثالك تسقى بدمائهم أزهار الحرية.

ونارهم تظل تتقد.

=====================

ثورة التمحيص، وبشائر النصر

معتز فيصل - ألمانيا

طالت الثورة السورية، وكثرت التضحيات، وسالت الدماء الطاهرة تروي شجرة الحرية على أرض الوطن، وتشرد الآلاف، واعتقل عشرات الآلاف، وأصيب الكثيرون، وافتقرت عائلات ، وهدمت بيوت ومساجد، وضاقت الأرض على المختفين والملاحقين، فهل من فرج قريب؟

 

لعل الذي يظهر لبعض الناس أن الأمل يخفت وأن الثورة لم تحقق أهدافها وأن مقارنتها بثورتي مصر وتونس، تجعل الإنسان متردداً في تفسير هذا الامتداد الزماني للثورة, ولكننا في نفس الوقت لولاحظنا ما يحصل في ليبيا وفي اليمن لوجدنا أننا في سوريا نسير على الطريق الصحيح وأن الله قد أراد بهذه الثورة وبهذه البلاد خيراً كثيراً.

 

إن التغيير الذي يحصل في البلاد العربية وهذا الربيع العربي القادم، لا بد له من حيز زمني معين، تتحقق فيه أهدافه وتترسخ فيه مبادؤه ويفهم من خلاله الناس أين يتوجهون وماذا يريدون، زمن تتميز فيه الزعامات و تتمحص فيه النيات والأعمال والأشخاص. فعهد الظلم طال خمسين عاماً ولا يمكن أن يتغير كل شيء في أيام.

 

هذا الحيز الزمني إما أن يكون في أثناء الثورة فتطول بنظر البعض، وإما أنه سيحدث بعد نجاح الثورة، فتقصر الثورة ولكن الطريق بعد الثورة يطول ويصعب وتكثر فيه الخلافات وتنشط فيه الثورات المضادة ومحاولات سرقة الثورة.

 

إن ما يحصل في سوريا يبشر بخير كبير، ففي كل يوم من أيام هذه الثورة المباركة يتكشف لنا شيء جديد وتتوضح لنا مواقف ونتعرف فيه على نوايا ومخططات لم يكن لنا لنعرفها لولا ثورة التمحيص هذه.

من كان سيكشف للعالم نوايا وخبايا مدعي المقاومة؟ من كان سيكشف للعالم حقيقة أدعياء نصرة المستضعفين في إيران؟ من كان سيكشف للعالم حقيقة حزب الله وأمينه العام ومواقفه من الحرية والعدالة والحق؟ من كان سيكشف للعالم بهذا الوضوح وقوف إسرائيل مع ابن بائع الجولان؟ من كان سيكشف للعالم حقيقة المعارضين في الداخل والخارج؟ من ثبت منهم ومن تراجع عند أول صدمة؟ من صمد أمام إغراءات الأموال والمناصب ومن باع كل مايملك لدعم الثورة؟ من كان سيكشف لنا مواقف الدول العربية ومواقف جامعة الدول العربية؟ من كان سيكشف للغافلين والمتغافلين، عن هذا الوجه القبيح المقيت لهذا النظام البربري الفاشي الذي لم نر في التاريخ مثل وحشيته وحقده ونذالته؟ من كان سيكشف لنا حقيقة الفصام النفسي والعقلي عند الشاب القادم من الغرب لتقديم الإصلاحات والحرية والديمقراطية لشعبه؟

 

 من كشف كل هذا سوى الشباب الأعزل الحر الوطني الذي يسطر بصدره العاري أمام دبابات النظام وأعوان النظام، أكبر ملحمة شهدها العصر الحديث بين شعب وجلاديه؟ من كشف كل هذا سوى الشباب المسالم الذي تقطع أوصاله في فروع المخابرات وتُستخرج أعضاؤه من أحشائه وتسلب حنجرته وتكسر رقبته ويُسلخ جلده في مراكز الأمن التي هي في الحقيقة مراكز الرعب والجريمة والسادية اللاإنسانية.

 

ولكن التاريخ يعلمنا أن أظلم ساعات الليل هي التي تسبق مباشرة طلوع الفجر، فهاهي بشائر النصر تلوح في الأفق: المجلس الوطني الذي جمع حوله الشارع في الداخل والخارج وتوافق عليه معظم الأحرار، مما يحمله مسؤولية رهيبة جداً أمام الله والشعب والتاريخ، وويل يومئذ للمتخاذلين والمتسلقينوأصحاب الأهواء! هذا المجلس الذي جاء في لحظة تاريخية هامة جداً وعليه أن يثبت على الأرض أنه على قدر هذه المسؤولبة وعلى قدر هذه الثورة الخارقة.

 

هناك انعطاف هام في المجتمع الدولي بدأ يوم زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى إسرائيل وتصريحه الخطير جداً بأن أيام الأسد باتت معدودة، في الحقيقة لم يكن هذا التصريح موجهاً إلى الأسد بقدر ما كان موجهاُ إلى القيادة الإسرائيلية نفسها لترفع وصايتها وحمايتها عن هذا النظام القاتل. لو أراد وزير الدفاع الأمريكي أن يوجه رسالة للأسد لوجهها من أمريكا ولكنه تعمد توجيهها من اسرائيل إلى إسرائيل.

 

قبل الرسالة بأيام كان الفيتو الإسرائيلي على لسان روسيا والصين، وقد أوصل هذا الفيتو الكأس في الغرب إلى الفيضان، فكانت الزيارة وكان التصريح الواضح: لن يستطيع الغرب ولا العالم أن يتابعا التفرج على ما يحصل في سوريا من أجل عيون إسرائيل، ولابد لإسرائيل أن تتخلى عن الأسد كما تخلت عن مبارك!

 

بعدها تغيرت الأمور. الإعلام الغربي بدأ يخصص المزيد من الوقت والمجال لبحث الأوضاع في سوريا، التقارير التي كانت معدة منذ أسابيع بدأت تظهر على شاشات التلفاز، مجلس دول الخليج يدعو الجامعة العربية للانعقاد لمدارسة أوضاع سوريا، الاعترافات الخجولة بالمجلس الوطني بدأت وأعتقد أنها ستتسارع قريباً، تغيرت لهجة الصين وروسيا واستقبلت روسيا وفد المعارضة الداخلي (سود وجهنا) وتستعد لاستقبال وفد المجلس الوطني. منظمة حقوق الإنسان التابعة لمجلس الأمن تعترف بثلاثة آلاف قتيل في سوريا وترفع الموضوع إلى مجلس الأمن لتحويله إلى المحكمة الدولية.

 

بالخلاصة: أمامنا الآن سيناريوهان: الأول أن يهدم شمشون المعبد على رؤوس الجميع، بترحيب إسرائيلي طبعاً لأنها المستفيد الأكبر، وبالاستفادة ممن يريد تحويل الثورة إلى معركة عسكرية على غرار ما يحصل في ليبيا.

 

والسيناريو الثاني: أن تحافظ الثورة على سلميتها، فقد اقترب النصر ولن تكون التضحيات المطلوبة أكبر من التضحيات التي قدمها الثوار حتى الآن، وأن يتركوا للجيش السوري الحر مهمة حماية ما يستطيع من المدن والمظاهرات والبيوت والأعراض ومهمة ترهيب الشبيحة والأمن وتحويل قمعهم وبطشهم من نزهات مسلية كما كان يحصل في بداية الثورة إلى جحيم يلاقون فيه أشد الردود، ويصبح فيه الوارد المادي لهؤلاء أقل بكثير من الثمن الباهظ الذي يدفعونه، كما يجب أن يقوم من يستطيع من الثوار بحماية أهله وبيته وعرضه بشكل فردي لا يؤدي أبداً إلى عسكرة الثورة كلها.

 

استمرارالسلمية النسبية للثورة بهذه الطريقة، يسحب البساط من تحت أرجل النظام وأسياده الإسرائيليين ويوقف مبررات التدخل الخارجي العسكري، ويقطع الطريق على إيران للتدخل في سوريا، ويجبر العالم على احترام إرادة الثوار ويدفعه لقطع حبال الإمداد المتبقية لهذا النظام مما سيجعل سقوطه خلال هذا العام ممكناً للغاية.

 

لشباب الثورة أعظم تحية، ولشهدائنا الخلود في الجنان ولكل الشعب السوري المصابر العزة والحرية والكرامة والنصر القريب بإذن الله.

======================

الذي سيطلق سراحه ليس "جلعاد شاليط"

د. فايز أبو شمالة

الشخص الذي سيطلق سراحه من أسر الفلسطينيين ليس "جلعاد شاليط"؛ إنه شخص آخر، هكذا قالت أم الجندي الإسرائيلي الأسير؛ وهي تدرك أن الذي سيتحرر من الأسر بعد خمس سنوات هو شخص آخر، وهذا شعور صحيح، ولا يمكن التشكيك فيه، لأن الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" قد مات من لحظة وقوعه في الأسر، وولد بين يدي حماس إنساناً آخر يختلف كلياً عن الجندي "جلعاد شاليط"، وهذا ينطبق على ألاف الأسرى الفلسطينيين الذين أمضوا فترات طويلة من حياتهم في السجون الإسرائيلية، إنهم يتغيرون، وتتغير رؤيتهم للأحداث، حتى أن أولادهم ليسوا أولادهم، وأمهاتهم ليست أمهاتهم، وأصدقاؤهم يختلفون، ورؤيتهم للدنيا تختلف عما كانت عليه قبل وقوعهم في الأسر الإسرائيلي.

الأسرى في السجون يولدون من جديد، وتتفتح أعينهم على الأحداث من زوايا مختلفة لتلك الزاوية التي تعودوا من خلالها رؤية الأحداث، لهم طباعهم الجديدة، وأخلاقهم، وسلوكهم، وعاداتهم، وردات فعلهم، وتجاوبهم الحذر مع الواقع، واندماجهم البطيء بما يدور من حولهم، ويجب ألا يفاجأ أي أب أو أم أو زوجة بالرجل الجديد الذي يدخل بيتهم، رجل غريب بطباعه عنهم، ويحتاج إلى زمن كي يقاسهم النكتة، ويتعرف على عناصر الغضب، ويحتاج إلى فترة انسجام كي يتوحد معهم، وكي يقاسهم الوجدان الذي تمزق على سكاكين السجن.

بعد أن تحرر الزعيم الأفريقي "نلسون مانديلا" من أسره، لم يطق الحياة مع زوجته "ولي مانديلا" ولم تطق هي الحياة معه، لم يتعود على سلوكها، ولم ترتح لتصرفه، لقد طلقها بعد غيابه عنها خمس وعشرين سنة في السجن، وهذا الشيء نفسه قد حدث للشاعر التركي "ناظم حكمت" الذي أحب الفتاة الرقيقة "نوار" وعشق قامتها، وكتب لها أعذب الأشعار، وظل وفياً لها ولابنه "محمد" اثني عشرة عاماً قضاها في السجون التركية، ولكن بعد أن تحرر من السجن بستة أشهر فقط، طلق ناظم حكمت زوجته نوار، وانفصلت عنه مع ولدها إلى الأبد.

لقد أدرك الخبراء الإسرائيليون هذه الحقيقة، وقرروا عدم السماح للصحفيين بلقاء "جلعاد شاليط" وعدم إجراء أي حوار معه، فهم يدركون أن الجندي الأسير "جلعاد شاليط" قد مات، وولد في أسر حماس إنسان آخر يحمل من الأفكار الجديدة ما يخيب آمال الإسرائيليين، ويخزن من التجربة ما يخالف قناعات قادة إسرائيل، وله من المواقف الإنسانية ما لا يرضي مزاج المحتلين، لأن خمس سنوات من الحياة مع رجال حماس ستصنع من "جلعاد" إنساناً جديداً بمعنى الكلمة، يختلف عن الجندي المعبأ حقداً وكراهية و عنجهية.

يا حبذا لو كثف أسري حماس اللقاءات معه، ووثقوا وسجلوا كل كلمة يقولها، وأعدوا شريطاً مصوراً بآراء الأسير، ومواقفه، وقناعاته، ورأيه فيهم، ورأيه السياسي، ورأيه بدولة إسرائيل، وبالصراع الدائر، وتوصياته لبني قومه، لأن هذا الشريط المصور سيدحض كل أكاذيب آلة الإعلام الصهيونية؛ التي ستوظف خبرتها في التعتيم على الحقائق التي اكتشفها الجندي الإسرائيلي الأسير في أسره!.

=====================

انتصار المقاومة وصبر الأمة

د. مصطفى يوسف اللداوي

ما كان لصفقة الأحرار أن تتم لولا حالة الصبر والاحتساب التي أبداها الفلسطينيون جميعاً وخاصةً سكان قطاع غزة، إذ ما كان للمجموعة الفدائية التي نفذت عملية الوهم المتبدد ونجحت في أسر شاليط، أن تتمكن من الاحتفاظ به في مكانٍ آمنٍ وسري مدة خمس سنوات، دون أن يتمكن العدو الإسرائيلي من معرفة مكانه، أو تحديد المنطقة التي يحتجز فيها، رغم التقنيات العالية التي سخرها في المتابعة والتجسس وجمع المعلومات، استخدم فيها طائرات التجسس والمراقبة، وتنصت على المكالمات الهاتفية، ودخل على ترددات الأجهزة اللاسلكية، وقرصن أجهزة الكمبيوتر والحواسيب الشخصية، ودخل على غرف التشات والدردشة على شبكة الانترنت، واستخدم الشباب والفتيات في الإيقاع بكل من يمتلك معلومة عن شاليط أو آسريه، ورصد تجمعات القمامة، وأماكن إلقاء الزبالة، وتابع شخصياتٍ فلسطينية كان يظن أن لها علاقة بعملية الأسر، لكنه وعلى الرغم من مئات المتعاونين معه فقد فشل في الحصول على أي معلومة أو أدلة تساعده في التعرف على مكان شاليط، حيث كان يتعمد تأخير التوصل إلى صيغة اتفاق حول صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية أملاً في أن تصل أجهزته الأمنية إلى مكان شاليط وتحرره دون أن تكون ملزمة بدفع الثمن، ولكن الجهود الإسرائيلية باءت كلها بالفشل، ولم يجد أحداً يتعاون معه في قطاع غزة، أو يقدم له المعلومات، أو ييسر له مهمة البحث عن الجندي الأسير.

وقد اعترفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنها وظفت عشرات الإعلاميين والصحفيين الأجانب من رعايا دولٍ غربية، أو من الإسرائيليين أنفسهم ممن يحملون جوازات سفرٍ أجنبية، وكلفتهم بجمع ما يستطيعون من معلوماتٍ تتعلق بآسري شاليط، أو بالأماكن التي من المتوقع أن يكون محتجزاً فيها، وطلبت منهم تزويدها بمختلف أنواع المعلومات الخاصة التي صنفتها وبوبتها لهم، كما كلفتهم بزرع معداتٍ إليكترونية مموهة وصغيرة جداً، مزودة بحساساتٍ دقيقة، وتسجيلاتٍ لبصمة صوت شاليط، لتتمكن من التقاط صوته وتحديد مكانه، كما عملت أجهزة أمنية غربية وخاصة فرنسية، باعتبار أن جلعاد شاليط يحمل الجنسية الفرنسية، من خلال وسائلها المختلفة، وعملائها المنتشرين في قطاع غزة والضفة الغربية الذين تقمصوا شخصياتٍ مختلفة، وادعوا أنهم يعملون في حقول الإعلام أو العمل الإنساني، أو يمثلون جمعياتٍ خيرية غربية، ولكنهم في الحقيقة كانوا يعملون عملاء لأجهزةٍ أمنية غربية وإسرائيلية، ولكنهم فشلوا جميعاً في إحراز أي خطوة إيجابية تحيي لديهم الأمل بتحرير الجندي الأسير دون ثمن.

أثبت الفلسطينيون جميعاً أنهم جزءٌ من المقاومة، وحماةٌ لها، ودرءٌ يحفظها ويكلؤها، وسياجٌ يحميها ويظللها، وأنهم مكملين لعمل الكتائب المقاتلة، ومتممين لجهود المجموعات العسكرية، يموهون ويضللون ويحمون ويدرؤون ويدافعون عن كل المقاومين والمقاتلين، فلا يجد العدو من خلالهم مدخلاً أو مسرباً يتسلل به إلى صفوف المقاومة، ويخترق جوزتها الصلبة، ونواتها القوية النقية، فيخلخل صفهم، ويوهن قوتهم ويفت في عزيمتهم، ويضعف إرادتهم، وإن كان قد راهن كثيراً على تجنيد عملاء جددٍ يمتلكون معلوماتٍ عن شاليط، أو يرتبطون بعلاقاتٍ وثيقة مع قيادات المقاومة، ففشل في شراء ذمم الفلسطينيين، ولم ينجح في على مدى سنواتٍ خمس في تفكيك عرى هذه العملية الأمنية الفذة، رغم أنها وقعت في مناطق سيطرتهم، وقد تم سحب الجندي إلى قطاع غزة، وهو نظرياً مازال يخضع لقدراتهم العسكرية والأمنية، ومع أن الجهود التي بذلها في الأيام الأولى للأسر كانت مهولة، إلا أن النتيجة كانت واحدة، فقد اختفى شاليط، وغابت معالمه، وطمست آثاره، ولم يبق هناك أثرٌ يدل عليه.

تكبد الفلسطينيون جميعاً بسبب شاليط خسائر كبيرة، ودفعوا ضرائب باهظة، وتحملوا صلف وعدوان العدو الإسرائيلي، ولكن أحداً من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة لم يضجر أو يضج، ولم يطالب بوضع حدٍ لهذه المعاناة بتسليم شاليط وإعادته إلى بيته، فاعتقل من مختلف مدن الضفة الغربية مئات الفلسطينيين، واحتجز نواباً في المجلس التشريعي ممن ينتمون إلى حركة حماس، واعتقل رئيس المجلس التشريعي وأبطل جلساته، واعتقل وزراء في الحكومة الفلسطينية ونائب رئيس الحكومة، وقتل المئات من أعضاء الكتائب العسكرية، ونفذ مئات العمليات الأمنية والعسكرية ضد مواقع ومقرات عسكرية وأمنية وخيرية وإنسانية وتعليمية وثقافية وتجارية يعتقد بأنها على صلة بحركة حماس، وصادر معداتٍ وتجهيزاتٍ وأموال، وأغلق مؤسسات وجمعيات ومدارس ومساجد ورياض أطفال، وفعل ما لا يخطر على بال، ولا يطوف في خيال، فطلب من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في رام الله مساعدته، وتقديم العون له، واعتقال واستجواب من ترى أنه يمتلك معلومة، أو يعرف الجهات التي تحتجز شاليط وتخفيه، ولم تألُ أجهزة أمن السلطة الفلسطينية جهداً في تعقب ومتابعة المشتبه بهم من أعضاء ومناصري حركة حماس، وسهلت في بعض الأحيان لسلطات الاحتلال اعتقال بعض النشطاء والمطلوبين، ولكنها فشلت في تفكيك طلاسم أسر شاليط كما فشل العدو نفسه.

أما قطاع غزة فقد دفع الثمن الأعلى، وأدى الضريبة الأبلغ، وضحى بأكثر مما يحتمله شعب، وتصبر عليه أمة، وأثبت شجاعةً عز أن ينساها التاريخ، وصبراً لم تشهده سير السابقين، وتحملاً لم تعهده أمة خلت، وشعبٌ مضى، فقد أدميت أطرافه، وتمزقت أحشاؤه، وتبعثرت أشلاؤه، وقتل أبناؤه، وخربت مدنه ومخيماته وأحيائه، وقصفت شوارعه ومساجده وأسواقه وجامعاته، ودمرت مؤسساته الحكومية والمدنية والأهلية، وسويت بالتراب مقرات وزاراته ومباني شرطته وأجهزته الأمنية، واغتال الاحتلال خيرة أبنائه، وقصف بالطائرات والصواريخ أهدافاً كثيرة، وقتل أبرياء ومواطنين، صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءاً، ولم تستثن صواريخه ومدافعه أحداً في قطاع غزة إلا وأصابته بشظاياها قتلاً أو إصابة، إذ شنت عليه حرباً مهولة، استخدمت فيها أسلحةً فتاكة، وجربت فيها مختلف أشكال أسلحتها الجديدة، التي قتلت عشوائياً، ودمرت كلياً، وخربت كل بناءٍ قائمٍ ومستوٍ، مرتفعٍ ومنخفض، جديدٍ وقديم، وكانت قد فرضت على القطاع حصاراً مشدداً وطوقاً محكماً، فحرمت سكانه من السفر منه أو إليه، ومنعت دخول الغذاء والدواء وكل مستلزمات الحياة، وضيقوا على المواطنين قطاعهم الضيق، وظنوا أنهم سيركعون الشعب وسيدفعونه للثورة على قواه المقاتلة، وتنظيماته المقاومة، ليجبرها على التخلي عن الجندي الأسير وإطلاق سراحه، وتمكينه من العودة إلى بيته وعائلته.

خاب فأل الإسرائيليين وطاش سهمهم ولم يصب، فلم يتمكنوا من تجريد المقاومة من قوتها الشعبية، وحرمانها من حاضنتها الأهلية، ولم ينجحوا في خلق ثورة، وتسيير مظاهرات احتجاجٍ وضيقٍ وتبرم، بل زادت جرائمهم في تلاحم الشعب مع المقاومة، وفي صمود الأهل وثباتهم على مواقفهم، وفي تمسكهم ببقاء الجندي الأسير في أرضهم حتى يتحقق وعدهم للأسرى بالحرية، وللأهل باستعادة أبنائهم أحراراً، فكان الشعب الفلسطيني كله بحق هو صاحب الانتصار، وشريك المقاومة، وحاضن الثورة، وبطل عملية الوهم المتبدد، ومنفذ عملية تبادل الأسرى، وصاحب الحق بما أعطى مع المقاومة بالفخر والزهو والاعتزاز.

moustafa.leddawi@gmail.com

======================

نظرة في كلمة مندوب النظام الأسدي في لقاء وزراء الخارجية العرب

الدكتور عثمان قدري مكانسي

ألقى سفير النظام الأسدي كلمة مطولة ليلة السبت أمس في اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ في القاهرة لدراسة الوضع المتأزم في سورية جراء إجرام النظام الدموي بحق الشعب السوري المصابر ، وكان من أهم ادعاءاته وأباطيله ما يلي:

1-        أن النظام الأسدي الدموي ( سلطة شرعية قادرة على إدارة جميع شؤون البلاد وحماية أمنها ، وأنه الأمين على فئات المجتمع على اختلاف انتماءاتهم) ومن أين يستمد الحاكم سلطته الشرعية إلا من الشعب الذي أعلن بشكل صريح أن هذا النظام المجرم فقد شرعيته منذ أول قطرة دم سفكها وأولِ معتقل عذبه وسلمه لأهله قطعاً مدمّاة وأولِ هتك للأعراض ناهيك عن الفساد المستشري في الدولة والمحسوبيات الموزعة على آل الأسد ومن لفّ لفهم ، فحتى سفير النظام في الجامعة العربية هو زوج عمة المجرم الأول بشار أسد ، ولذلك تراه ينشر الأكاذيب المضللة يمنة ويسرة دون حياء ولا خجل .

2-        ادعى السفير أن نظام سيده في دمشق (عامل أمان واستقرار في المنطقة ..) وكيف يكون النظام القاتل عامل استقرار في المنطقة وهو عامل هدم وقتل وسرقة وسلب في بلدنا سورية التي يحكمها بالنار والحديد وقد قتل من شعبنا - الذي كان عليه أن يكون خادماً مخلصاً له يعمل لراحته وأمنه واستقراره – حتى الآن ما يفوق العشرين ألفاً بوحشية منقطعة النظير ويسارع في التدمير وسفك الدماء ظاناً أن الترويع والقتل يجعل الشعب خائفاً وذليلاً لسطوته وسلطته؟ ... وقد خاب مسعاه ..

3-        وفي كل يوم يطلع علينا رئيس النظام وزبانيته بقرارات ورقية لا تتجاوز حناجرهم وأوراقهم يدّعون فيها الإصلاح ، وهم أبعد ما يكونون عن الصلاح والإصلاح . فمَن يعتمد في حكمه على " الشبيحة والأمن المعتدي الموزع بكثافة في كل زاوية من شارع وزقاق وبلدة ومدينة وقرية تطلق الرصاص على المطالبين بحقوقهم الإنسانية وتعتقل كل حر يأبى الخنوع لنظام الساديّ بشار أسد كاذب ومدّع . أما آخر إفكه وكذبه فقرار جديد ينص على تشكيل لجنة وطنية لإعداد مشروع دستور جديد نزيهٍ نزاهة سيده البلطجي ونسأله أين كان هذا القرار يوم طالبه الشعب بدستور جديد فأبى وادّعى أن أنه لا حاجة للإصلاح السياسي في سورية، وقبل أن يطالب الشعب بإسقاطه بناء على تنكره لحق شعبه في أن يختار حكامه بحرية وفق دستور حضاري يحفظ حرية الإنسان وكرامته؟ ونتساءل لماذا أعطي لتنفيذ هذا القرار أربعة أشهر ، بينما لم يتجاوز تغيير الدستور نصف ساعة فقط لتعيين بشار رئيساً للجمهورية السورية؟!

4-        وفي كل يوم يعلن فيه النظام الكاذب أنه قضى على الثورة يفاجأ العالم بازدياد حدتها مطالبة بإسقاط النظام وتقدم كل يوم عشرات الشهداء الأبطال قرابين على مذبح الحرية والكرامة ، ويظهر كذب ادّعاء النظام في السيطرة على الأمور فيضطر لاجتياح المدن والأرياف مرة بعد مرة لترويع الآمنين واعتقال الناشطين وتغييب الشرفاء ؟

5-        والعجيب أن النظام الدعيّ يتهم الثورة السلمية بنشاط مسلح وبتبعيتها لأجندة خارجية ومن ثم تراه هو الذي يرسل شبيحته وجيشه وأمنه لقتل الناس وسفك الدماء ، وهو العميل الذي حافظ وما يزال على أمن الدولة العبرية ، وهو الذي يطالبها بدعمه ضد شعبه ويرسل في طلب النجدات منها ليظل الكلب الأمين على حدودها ( رمتني بدائها وانسلّت) .

6-        ولا يني النظام يتهم الثورة السلمية المطالبة بحقها الإنساني في الحياة الحرة الكريمة بتلقي مساعدات لوجستية من الخارج وهو الذي يسرق الشعب ويكدس الأموال المنهوبة في بنوك أوربا وأمريكا ، وقد ذكرت القناة الفرنسية أن للرئيس السوري الشريف جداً !! سبعين مليار دولار في بنوك فرنسا فقط ناهيك عن سرقات ضخمة في العالم الشرقي والغربي على السواء ، سرق وما يزال الرئيس الشريف ينهب الوطن حتى نزلت الليرة السورية إلى مستوى متدّنٍّ لم يسبق لها أن نزلت إليه.

7-        إن الحكومة الرشيدة تنشر الأمن في ربوع الوطن بالعمل على ازدهار الاقتصاد وعلى خدمة الوطن والمواطن ضمن أجندة مطروحة أمام الشعب ليختار - بناء على وعود الأحزاب المتنافسة على الحكم – أكثر الطروحات إيجابية ، إلا أن النظام البعثي استأثر بالحكم بالنار والحديد دون برامج عمل ولا خطة عمل يحاسب عليها ، ولقد ظل بشار أسد يحكم عشر سنوات ثم طالعنا أنه كان قد طرح رؤية لا برنامج عمل ، فالشعب قطيع حيوانات لا يستحق أن يختار رئيسه ولا حكومته بل هو عبد في مزرعة آل أسد يفعلون به ما يشاءون دون رقيب ولا وازع.

8-        وسفير سورية منزعج من عدم الشفافية التي اعتادها من الدول الشقيقة في الحكم على تصرفات النظام غير المسؤولة في التعامل الإجرامي ضد أبناء وطنه ، وكان على الأشقاء العرب أن يغضوا الطرف عن إجرامه المتعمد وأن يتجاوزا مفاسده ، وهكذا تكون المعاملة الشفافة !! التي ينشدها من أعضاء الجامعة العربية الذين هالهم بطش النظام وكثرة الدماء في بلاد الشام الحبيبة .

9-        ويدّعي سفير النظام الأسدي في جامعة الدول العربية (أن النظام لتحقيق إصلاحات داخلية يحتاج لمناخ أمن منضبط انطلاقاً من حرص الدول العربية على أمن النظام واستقراره) ويعجب النظام المتهالك من متابعة الجامعة العربية لكثرة القتل والاعتقالات التي يقوم بها النظام للحفاظ على أمن مجرميه الذين ظلموا العباد وسرقوا البلاد ، وكان يظن أن على العرب أن يتغافلوا عما يفعله من مآس في سورية من قتل وسحق وتدمير وكم للأفواه وإزهاق للأرواح ، وبعد قتل روح الأمة وسلب إنسانيتها يكون قد حقق إصلاحات رائعة يستحق عليها الشكر والتصفيق .... ياله من نظام غبي وصفيق!

10-      ولأن العرب كشفوا سفالة النظام الأسدي وأبدوا عدم رضاهم عن مجازره ومفاسده وكشفوا المستور فهم يسعون لتصفية النظام السوري الممانع لتصفية القضية الفلسطينية! ويسعون لتقديم تنازلات مشبوهة للعدو التاريخي في فلسطين المحتلة ويثيرون الخلاف والشقاق بين الأشقاء والتفكك في العالمين العربي والإسلامي . وفي النهاية يصلون إلى فقدان الهوية والمكانة والدور والأمل ... ولم ندر قبل هذه الزمزمة التافهة أن النظام الأسدي في سورية كان صمام الأمان في القضية العربية الفلسطينية !!

11-      ويطلب سفير النظام أن لا يتدخل العرب في التخفيف من مآسي النظام الدموي في سورية المصابرة لأن عملهم هذا تدخل في الشؤون الداخلية يمنع مسيرة الإصلاح الأسدي الذي آلى على نفسه أن يستأصل كل مواطن حر ليبقى كاتماً بمخابراته وشبيحته وجيشه الطائفي الذي صنعه على عين الفتنة والفساد . ويدّعي النظام أنه يعمل للحوار مع شعبه المقهور ، ولا ندري كيف يكون هذا الحوار القائم على التصفية والاعتقال والسجن والقتل والتشريد ،وهل يصلح حوار طرفه الأول قائم على القوة العسكرية الغاشمة وطرفه الثاني مسالم لا يملك من السلاح سوى الصبر والمجاهدة ؟!. إنه حوار الطرشان ليس غير. ويهدد النظام الدول العربية إن لم تتركه يفعل ما يريد بمصير وتبعات وعواقب ستشمل الجميع ، ولن يسلم منها أحد.

12-      ويحيي سفير النظام الأسدي في سورية حكومة الصين وحكومة الدب الروسي اللتين غلّبتا مصالحهما الآنية على مصالحهما الدائمة فأيدتا النظام المتهالك في سورية على الشعب الباقي ، وكان أولى بالصين وروسيا أن تكونا عاقلتين تؤيدان الشعوب الباقية على الحكومات الساقطة ، ولكن ما ذا تقول في الحكام الإغبياء الذين يؤذون شعوبهم ويلطخونهم بالعار والشنار ؟! حين يضعون لأيديهم بيد النظام الأسدي الدموي غير عابئين بالنهاية المظلمة للنظام ولهم أنفسهم حين أيدوه وناصروه فخسروا مصالحهم الدائمة بتصرفاتهم الرعناء غير المحسوبة ؟! .

13-      ثم يكشف السفير الأسدي في الجامعة العربية سراً خطيراً حين يدّعي أن أمن النظام والمخابرات اكتشف عند الثوار المسالمين قنابل يدوية وأسلحة رشاشات إسرائيلية ! شيء مضحك اعتاد الشعب السوري أن يسمعه بين يوم وآخر حين يتداعى جدار في بناء النظام المتهالك وحين ينشق بعض الضباط والجنود الشرفاء عن جيش النظام ويدافع هؤلاء عن إخوانهم وأبناء وطنهم ضد تخرصات نظام الخيانة والعمالة الأسدي الذي لا يملك من مقومات السيادة والشرف سوى الكذب والافتراء يحاول بها ستر فضائحه التي زكمت الأنوف .

14-      يقول الشاعر العربي :

 وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود

فقنوات (الجزيرة والعربية وال بي بي سي وأورينت وسورية الشعب )وغيرها عرّت النظام الأسدي وفضحت تصرفاته في كل زاوية وعلى كل قارعة ، وعرف العالم أن فضائيات النظام ( سورية والدنيا وأخبار سورية ) تتعمد الكذب والافتراء وكأنها النعامة التي طمرت رأسها في الرمال فترى السفير يهاجم القنوات الرزينة التي تنشر مخازيه ويتهمها بالفبركة والتجني ، ويحيي هذا المأفون هذه الفضائيات المنحطة ( والطيور على أشكالها تقع) أو قل ( والبهائم على أمثالها تقع) فهو لا يستحق أكثر من ذلك مع الاعتذار للبهائم المسكينة!.

15-      وأخيراً يلتمس سفير النظام في الجامعة العربية – بعد أن اتهم العرب كلهم وشتمهم وهددهم – يلتمس منهم عدم السعي لتغيير النظام بناء على ميثاق الجامعة الذي ينص على احترام الحكم في كل دولة والتعهد بعدم القيام بأي عمل يرمي إلى تغيير ذلك النظام . وهذا لب القصيد في كلمته وغاية المنى فيما يرمي إليه . ...

إن الشعب السوري هو الذي يسقط النظام الفاجر المتجبر ، ولن يرضى بغير ذلك ولو كلفه الكثير من التضحيات

 إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر

نعم : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

وقد آلى الشعب السوري أن يكون يداً واحدة ضد الظلم والظالمين ، ولن يثنيه عن الوصول إلى هدفه أحد مهما كان ، وسيصل إلى هدفه المنشود بإذن الله ، وما ذلك على الله بعزيز

=====================

المعارضة السورية بين إسقاط النظام السياسي وإسقاط النظام الأمني

فاتح الشيخ

لعل القاهر الأبرز أمام تقدم الثورة الوطنية الديمقراطية التي فجرها شعبنا السوري العظيم منذ ستة أشهر ، هو عدم الانتهاء من بناء كتلة وطنية على قاعدة تحقيق الديمقراطية بين المعارضات السورية بشكل عام ، وبين المعارضتين الداخلية والخارجية بشكل خاص ، والهادفة إلى إحداث التغيير الديمقراطي باتجاه إقامة دولة ديمقراطية مدنية تسودها الحرية والعدالة .

إن الكتلة المطلوبة هي ائتلاف من أجل الديمقراطية ، تعمل على توحيد جميع التيارات والأحزاب والجماعات والأفراد في سوريا تجاه برنامج عمل مشترك ، يستند إلى أولوية عليا جامعة هي تنمية الطلب الفعال على الديمقراطية ، مع بقاء أبوابها مشرعة أمام كافة القوى التي تريد التغيير السلمي على قاعدة تحقيق الديمقراطية سواء داخل النظام أو خارجه .

والكتلة هي عمل مؤسِس للمجتمع السياسي الذي يتسع لجميع أعضائه - (التأسيس للسياسة ) والتي تستهدف هدفاً تاريخياً يتصل بالتحدي الأعظم الذي يعيشه الشعب السوري والمتمثل بإسقاط النظام الدموي ، والانتقال إلى الديمقراطية والشروع ببناء الدولة الوطنية الديمقراطية المدنية

إن قيام كتلة وطنية على قاعدة تحقيق الديمقراطية لا تتأتى من ضرورة فكرية تنظيرية ، بل تتأتى من حقيقتين أساسيتين ضاغطتين :

الحقيقة الأولى / هي نقص التجانس المجتمعي ، البارز من خلال التعددية الدينية والعرقية والمذهبية والطائفية للمجتمع السوري .

الحقيقة الثانية / هي شمولية النظام السوري ، وتجذره لعقود عدة أيديولوجياً وعسكرياً وأمنياًً وإعلامياً ، لذا كان من الطبيعي أن تكون مهمة إسقاط هذا النوع من الأنظمة فوق قدرة اي تيار فكري أو فصيل سياسي بمفرده (ليبرالي – يساري – قومي – إسلامي )

وتاريخياً فقد تم استهلاك الكثير من طاقات وجهود التيارات الفكرية والقوى السياسية المتباينة ، وذلك نتيجة لصراعاتها الأيديولوجية غير المنتجة ، وإثارة الأحقاد السياسية الماضية، والتنبؤ عن الخلافات المستقبلية ، والتي كان النظام هو الرابح الأكثر منها.

لهذا كان من الواجب الأخلاقي والوطني على كافة القوى الوطنية السورية العازمة على بناء الكتلة تأجيل حروبها الأيديولوجية والثقافية والسياسة لما بعد تحقيق الانتقال الديمقراطي ، والالتزام ب ( هدنة فكرية – هدنة ثقافية – هدنة سياسية – هدنة مطلبية - هدنة أخلاقية ) .

ومن المهم لأطراف الكتلة التمييز بين العاجل والآجل ، ووعي التفريق بين التناقضات الأساسية والتناقضات الثانوية ، والاتفاق على تصنيفها وإبراز الملتهب منها ، والتي لا يشُترط لقيامها وجود اهداف أخرى أبعد من الديمقراطية ذاتها ، كي لا يضاعف ذلك من صعوبة تفكيك نظام الاستبداد وإسقاطه .

كما يجب الاتفاق على المدخلات الأساسية المحدودة والتجاوز عن المخرجات المتوقعة ، والاقتصار على تفاهمات الحد الأدنى وهي :

  إقامة نظام ديمقراطي تعددي

  إقامة دولة وطنية ديمقراطية مدنية

  الاعتراف بالمكونات الخصوصية للشعب السوري .

ولنا في الكتلة الوطنية على قاعدة تحقيق الاستقلال الوطني في سورية أسوة حسنة ، والتي تم بناؤها عام 1928م والمكونة من جميع القوى الوطنية الهادفة إلى إنهاء الانتداب الفرنسي .

الخلافات الأساسية للمعارضة السورية :

  قابلية أو عدم قابلية النظام السوري الشمولي للإصلاح

  إسقاط النظام الأمني أو إسقاط النظام السياسي.

  الموقف من التدخل الخارجي دون تحديد مضمونه بدقة .

  المحاصصة السياسية في المؤسسات المقترحة لقيادة المعارضة ، والمتعلقة بحجم التمثيل بين معارضة الداخل ومعارضة الخارج من جهة ، وبين كل من المعارضة الأسلامية والمعارضة الليبرالية والقومية من جهة أخرى.

الأسباب المتوارية وراء خلافات المعارضة :

  أسباب أيديولوجية – حزبوية .

  أسباب دينية – طائفية – عرقية .

  أسباب لها علاقة بالتجاذبات الأقليمية والدولية الحاضنة للمعارضة ، وقد يكون دافعها التعويض عن ضعفها الداخلي على أرض الواقع السياسي .

الاستقطاب الداخلي للمعارضة السورية :

تعاني المعارضة السورية الداخلية حالة من الأستقطاب الحاد بين المعارضة التقليدية المنظمة ، والمكونة من القوى القومية واليسارية والليبرالية ، والداعية للحوار المشروط مع النظام ، وفي مقدمتها أسقاط النظام الأمني ، والرافضة للتدخل الخارجي ، وبين بعض تنسيقيات الداخل الممثلين للشارع الاحتجاجي بغض النظر عن تياراتهم وقواهم ، والداعين لإسقاط النظام السياسي بشكل كامل ، والرافعين شعار الحماية الدولية للمدنيين دون توضيح مضمون هذه الحماية .

الاستقطاب الخارجي للمعارضة السياسية :

وقد تبلور هذا الاستقطاب غير الحاد في اتجاهين الأول : يتمثل في محور أجتماع أستانبول والمتميز بالحضور القوي للتيار الأسلامي المعتدل بشكل عام وتنظيم الأخوان المسلمين بشكل خاص ، والذي يحظى بالدعم الرسمي التركي ، والثاني : يتمثل بالتوجه القومي والليبرالي للمعارضة والذي يلقى دعماً عربياً وأوربياً ( فرنسا ) .

المبررات الداعية لإسقاط النظام الأمني فقط ( المعارضة الداخلية التقليدية ).

  عدم قدرة السوريين على تحمل كلفة إسقاط النظام السياسي برمته لأسباب شتى ..

  إن إمكانية إسقاط النظام بالكامل تفوق قدرة الشارع الاحتجاجي في ظل موازين القوى الداخلية لأسباب متعددة ( الجيش – الأمن -البرجوازية ......).

  إسقاط حجة النظام أمام القوى الدولية بأن المعارضة ترفض نهج الحوار ، مع تمسكها بأشتراطات الحوار وفي المقدمة منها إسقاط النظام الأمني.

  عدم وجود رغبة إقليمية وعربية ودولية في إسقاط النظام السياسي.

المبررات الداعية لإسقاط النظام السياسي ( المعارضة الخارجية + التنسيقيات ).

  النظام السوري الشمولي غير قابل للأصلاح بالمطلق , وضرورة إسقاطه بكامل أركانه و رموزه.

  إصرار الشارع الاحتجاجي على إسقاط النظام السياسي بالكامل وظهور بوادر مشجعة على تصدع النظام .

  ازدياد رقعة الاحتجاجات الشعبية عمودياً وأفقياً ، ودخول فئات جديدة للساحة.

  إن مجرد الاكتفاء بالعمل على إسقاط النظام الأمني ، لا تعني إلا تجديد النظام السياسي من الداخل وركوبه سفينة النجاة ، وتحوله إلى نظام استبدادي مُحدث بديكور جديد وهوامش ضيقة من الأحزاب المرخصة من وزارة الداخلية والحريات السياسية والأعلامية المقيدة على شاكلة سياسات وممارسات النظام المصري السابق ( مبارك ) والتي سرعان ما يتم التخلي عنها عند أقرب فرصة ممكنة ( خطوة للأمام خطوتان لخلف ).

 

 

استنتاجات ختامية :

  إن إسقاط النظام الشمولي لا يمكن تصوره دون وحدة المعارضات السورية بشكل عام ، والمعارضتين الداخلية والخارجية بشكل خاص، باعتبارهما المؤطرتين لنضالات وطموحات شعبنا في الداخل والخارج.

  لن تحظى ثورة الشعب السوري بالدعم والمساندة الإقليمية والعربية والدولية دون وحدة هذه المعارضة في جسم سياسي واحد.

  بروز حالة من التمركز على الذات بين المعارضة الداخلية التقليدية المنظمة ، والمعارضة الخارجية شبه المنظمة ، وادعاء كل منهما تمثيل الشارع الاحتجاجي ، مع محاولة كل طرف منها استمالة بعض الشخصيات الثقافية المستقلة الى جانبه.

  إن سقف المعارضة الخارجية أعلى من سقف المعارضة الداخلية ، حيث الأولى تقوم على قاعدة إسقاط النظام السياسي ، في حين أن الثانية تقوم على قاعدة إسقاط النظام الأمني فقط ، في الوقت الذي يتراوح فيه توصيفها للاحتجاجات الشعبية الواسعة ما بين الانتفاضة والثورة.

  عدم التوازن في الخطاب السياسي للمعارضة السياسية التقليدية ، من حيث تشريح الحالة الوطنية المتأزمة والتي يتحمل النظام وزرها ، وبين ما تطرحه من حوارات مشروطة وعلى رأسها إسقاط النظام الأمني كمقدمة لإحداث التغيير (تشريح ثوري وحلول إصلاحية !!)

  إذا كانت نضالات المعارضة ضد النظام خلال العقود الماضية تمثل حركة اعتماد ، فإن وحدتها الحالية تمثل حركة نقلة بامتياز ( هذا يومكم فأين أنتم ؟! )

  إذا كان البعض يميل إلى اعتبار الخلافات بين المعارضتين الداخلية والخارجية خلافات استراتيجية ، فإننا نعتبرها خلافات تكتيكية ، سرعان ما يتم تجاوزها ، والتي قد تكون من باب التفاهم الضمني وتقاسم الأدوار- رغم تجاهل كل منهما للأخرى - طالما أن الطرفين متفقين على إحداث التغيير الديمقراطي وبناء الدولة الديمقراطية المدنية .

وأخيراً / إذا كان البعض ما زال يردد مقولة عدم قدرة السوريين على تحمل كلفة إسقاط النظام السياسي ، فإن التحليل الموضوعي للواقع السوري يفيد بأن كلفة بقاء النظام أعلى من كلفة تغييره .

نعم للتكتل... الإسلامي - الليبرالي – اليساري- القومي – على قاعدة إسقاط النظام

لا للتنابذ الوطني المعارض – لا للتمركز على الذات – لا لتخوين الاخرين .

- كاتب سوري مقيم بألمانيا

=====================

بعيداً عن لغة الاتهام والتخوين

عقاب يحيى

 اليوم والثورة السورية تضع جميع أطياف المعارضة أمام مسؤولياتها التاريخية بأن تكون بمستوى الثورة وعظمتها، وبجدارة تقديم كل طرف ما لديه من قدرات لتحقيق الهدف العام كمهمة رئيس لا تقاربها أية انشغالات أخرى، ولا تفريع وتصريف في أقنية جانبية ..

 لقد أنجز الشباب الكثير بالجهد والتضحية والتصميم ووضعوا الحلم المشروع الذي عاشت لأجله أجيال وأجيال في مرمى النظر، بل بين الأيدي وبات على قوى المعارضة أن تقدّم إسهامها ولا تفوّت الفرصة التاريخية التي لا يمكن تعويضها عبر الالتهاء بفتح الدفاتر القديمة، والاحتراب العبثي الذي لا طائل منه، أو تلك المعارك الدونكيشوتية التي تحاول بعض الأطراف أن تثبت أنها على حق، وأن الآخر على خطأ، وقد تذهب في العصبوية إلى مدى كيل الاتهامات الثقيلة والردّ عليها بمثلها وأكثر..للدخول في نفق خطير لن يستفيد منه سوى النظام وحلفائه .

 إن ألف باء التعددية هو الاختلاف، والاختلاف عديد، وطبيعي.. بعضه طبقي وفكري وإيديولوجي يعبّر عن وعي البشر وخياراتهم، وبعضه سياسي وذاتي وتوارثي، وقد يكون تناقضياً يصعب الترقيع فيه أو لزقه لتصبح المعارضة لوحة واحدة .. لكن الأكيد أن ضعف الحوار والاحتكاك والتفاعل، وحتى المعرفة الشخصية والإنسانية بين البشر في المعارضة يسهم في توسيع الشقة، وفي جهل الآخر وظروفه ومبرراته، واستنادات خذه وتمايزه عن الآخر.. الأمر الذي يستوجب أن يفتح الجميع على الجميع باب الحوار والتفاعل دون شروط مسبقة وبذهنية مفتوحة، موضوعية لاكتشاف الآخر، والبحث عن المشتركات والتمسك بها، والانطلاق منها فيما يجمع، وفيما يفيد القضية المشتركة : بلادنا العزيزة، وإقامة النظام البديل الذي يليق بها وبتضحيات شعبها .

 نعم هناك اختلاف اليوم في النظرة لطبيعة المرحلة، وموازين القوى، ولأسلوب إسقاط النظام، وحتى لتفاصيل البديل المطروح . وهو اختلاف موضوعي، وعادي إذا ما فهمنا معنى التعددية، وخلفيات مواقف وتحليل ومبررات كل جهة . حينها سنجد الكثير من المشتركات التي هي اليوم الأهم، والأجدر بالتحلق حولها، وتنميتها.. وصولاً إلى تحقيق الهدف المركزي : إسقاط النظام .

 ولاشكّ بأن المعارضة السورية بكافة أطيافها : القومية واليسارية والإسلامية والليبرالية والمستقلة، وبما فيها عديد التولدات الجديدة والمستجدة متفقة على الهدف المركزي : إسقاط النظام وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية، وهذا قاسم مشترك يوحدها جميعاً، ويليق بها العمل له بالوسائل التي تراها الأنسب، وبوعي أهمية أن تصبّ كل الجهود، كل الاجتهادات، كل المكونات فيه.. حتى لو استمر الخلاف قائماً في الوسائل والكيفيات، وفي الأشكال الجمعوية القائمة .

 هنا، وبعيداً عن لغة الاتهام والتخوين، وعن الاختراق الذي يمكن أن يحدثه النظام في جيوب معينة، وعبر بعض الأشخاص المزدوجين والمرتبطين به أمنياً، أو لأسباب أخرى، يجب الاعتراف والتسجيل ب :

1 إن جميع قوى المعارضة السورية المعروفة وطنية المنشأ والتاريخ والخلفيات، ولا تشوب ممارساتها الطويلة شائبة في هذا الخصوص، وقد قدّمت تضحيات جسام على طريق مقارعة نظام الاستبداد المتحول إلى طغمة، وكان لها إسهامها الكبير في تعرية بنية الاستبداد، ونشر المفاهيم الديمقراطية كمخرج وحيد لبلادنا، وتكوين تراكم نضالي كان استناد شعبنا وهو يفجّر خزين احتقانه.. ذلك بغض النظر عمّا لحق هذه المعارضة من ضعف، وعمّا تواجهه من أزمات متراكبة، وعن محدودية دورها على امتداد أشهر الثورة .

2 ولاشكّ أيضاً أن الجميع متفق على إسقاط النظام وإقامة البديل : الدولة المدنية الديمقراطية . هنا يمكن أن تختلف الرؤى وتتعدد بين اعتبار الإسقاط مقدمة ومآباً، وبين من يرى أن مجموعة الشروط التي طرحت في عديد المبادرات إذا ما طبقت سوف تؤدي إلى الإسقاط .

 الخلاف في السبل، حتى بالنسبة لمن كان يدعو للحوار، أو للمصالحة، أو بالنسبة للثورة السورية التي وضعت شعار الإسقاط بموقع الراهن الذي لا يقبل الغمغمة فيه، ولا انتهاج أية وسائل التفافية.. يمكن أن يكون تخصيباً لتحقيق الهدف، وتنويعاً في الرؤى تفرض على قوى الثورة فهمها دون الوقوع في مطبات الاتهام والسلبية، لأن الهدف العام هو الذي يجب أن يبقى بين الأعين فلا يدوخ أو يتبلبل بأية استنزافات، أو انجرار للوقوع في وضع التناقض، أو الخلاف الثانوي مع أصحاب وجهات النظر المخالفة بموقع المهمة الرئيس لقوى الثورة، أو للمؤمنين بهذا الخيار .

 هنا من المفيد رؤية مسار تطور مواقف عديد قوى الداخل باتجاه التصليب والتفصيح من عملية الإسقاط والبديل. ولئن قطع النظام بممارساته الطريق على كل مراهنة للحوار معه، وأغلق الأبواب على دعاته، والمقتنعين به.. فعلى قوى الثورة، ومن يتنطّع لتحمل مسؤولية معركة من هذا العيار، ومسؤولية بناء ومصير بلد أن يرى الإيجابي في ذلك المسار فيلتقطه ويطوره، ويحاصر السلبي ودعاته، ويقوي تلك الاتجاهات الصلبة بالمزيد من الحوار والتفاعل والتعاون معها .

3 هذا لا يعني بالتأكيد الأطراف، أو الجيوب المرتبطة بالنظام بصورة مباشرة، أو من حيث النتيجة، والتي ما زالت تسوّق له، وتعمل سرياً وعلنياً في دوائره المباشرة والسرية ، وهي أطراف بعضها مكشوف يجب حصاره بالوسائل الديمقراطية، وبعضها جزء من آلة النظام الأمنية التي يناط بها دور التشويه والتخريب والبلبلة، ومحاولات توسيع الهوة والخلاف بين الأطراف المعارضة .

 في هذا الجانب لا يخفى على أحد أن التشكيلات والأطر التي تقوم في سورية(كالمبادرة الوطنية) ومثيلاتها من البيت الخلفي للنظام، ولأهداف تكتيكية واضحة ليست لها علاقة بالمعارضة التاريخية ولا يشملها ما نتحدث به عن أطراف المعارضة، لأنها ممر النظام وأحد وسائل تسويق تكتيكه لبقائه .

 ويجب التأكيد أن وجود مثل تلك الأطراف لا يقتصر على تلك الجهات المعارضة، أو على حوافها وحسب، بل يمكن اكتشاف، وتلمس، وتحسس أمثالها في الطرف الآخر، إن كان من أولئك المُخترقين المجندين لصالح النظام، أو من المرتبطين بأجندات وشبكات خارجية لها مشاريعها..

 وكي لا نصاب بعفدة التفسير البوليسي.. فالكيد أن مثل هذه الحالات الموجودة في كل أنحاء الدنيا، والتي واجهتها جميع الثورات والانتفاضات.. هي حالات فردية ومنعزلة، ومحدودة العدد .

4 إن مشتركات الثوابت الوطنية، ووعي المصلحة العليا للثورة تقتضي من الجميع الابتعاد عن لفة الاتهام والتصنيف والاحتراب بغض النظر عن مسافة الاختلاف، وعن تعدد الاجتهادات والمواقف . بل إن نهج العقلانية والحرص على تجميع كل القوى، كل الإسهامات، وعلى التعامل الإيجابي، والكلام الموضوعي البعيد عن روحية الحقد والكيدية والذاتية والشخصانية.. هو الذي يجب أن يعم بين القوى المعارضة في الداخل والخارج، وهو الذي يجب أن يقوى في مواجهة الذهن الطفولي المراهق، والتشنجي، والمشبوه الذي يحاول إغراق الثورة وقواها في لجاج الاحتراب الذي لا طائل منه .

5 إن اختلاف الرؤى في الموقف من تشكيل المجلس الوطني، مثلاً، أو في طلب الحماية الدولية ، وتعدد التفاسير حوله، وفي مضامينه وأبعاده وتطورات استخدامه.. هي طبيعية ومفهومة بمقدار ما هي نتاج التعدد والاختلاف، شرط أن تبقى في حقل التباين والنقد ولا تتعداها إلى لغة التخوين وتراشق الاتهامات من هذا العيار، أو نشر رذاذ تبادل التصنيف الذي لا يليق بمقام الثورة السورية وشعبها العظيم وتضحياتها العملاقة، ولا بالمناضلين وتاريخهم الطويل في مقارعة نظام الإجرام .

 إن تشكيل المجلس الوطني كحاجة فرضتها ظروف الثورة وتطوراتها، وفق الظروف التي أحاطت به، بما في ذلك عديد النواقص والسلبيات التي يمكن أن توجّه إليه.. إنما هو خطوة في الطريق الصحيح، وهو الامتحان المباشر لمدى جدارة أطرافه والمشاركين فيه في حمل أعباء الثورة في مرحلة صعبة، وقيادة ركبها إلى الانتصار الحاسم على نظام استثناء.. المر الذي يقتضي من الجميع : المباركين والموافقين والمعارضين أن يعترفوا به هيئة وحيدة ممثلة للشعب السوري، وان يقدموا إسهامهم وجهدهم كي تتوفر له عوامل النجاح الذي يعود على الجميع، مثلما يمكن أن يرتد الفشل وبالاً يطال المشاركين فيه والمؤيدين له والمعارضين له .

 وإذا كان واجب المسؤولية، والحرص على وحدة قوى المعارضة يفرض على المجلس الوطني أن يبقي الباب مفتوحاً لمساهمة جميع الأطراف فيه، وأن يعمل على إدامة وتعزيز الحوار مع كل القوى والفعاليات والعناصر التي لم تسهم فيه بروحية المصلحة الوطنية العليا.. فإن دعمه واجب الآخرين لأنه اليوم هو الجهة الوحيدة التي بلورها مخاض الثورة السورية، والابتعاد عن اعتباره هدفاً لمعارك بينية تعمل جيوب النظام وبعض أصحاب العقول المحدودة والمغلقة على تقديم الوقود لها، وافتعال القصص والمواقف التي يمكن بناء النقد والهجوم .

6 في جميع الحالات.. فإن وعي أطراف المعارضة والثورة جميعهم لموضوعية الاختلاف ، وفهم جوهر التعددية، وحتى النقد البناء.. لا تتعارض ووجود التباين، وحتى وجود أطر خارج المجلس الوطني، ولها بعض الملاحظات عليه . بل وعلى الفئات الواعية، الحريصة على مسار الثورة ومستقبلها أن تتحلى بروح المسؤولية الكبرى فترتفع فوق الثانوي، وتحول التباين إلى غنى يخدم الثورة، ويصبّ ألوانا مختلفة الروافد في مجراها العام .

======================

رسالة مفتوحه الى السيد الاخ الرفيق الرئيس الاعلى فى ذكرى حرب التحرير 6 أكتوبر عام 1973

المستشار د . / أحمد دياب*

صباح الخير يا سيادة الرئيس..... هل صليت اليوم ؟ هل تعلم أن هناك آلاف الأمهات حرصن على أن يفعلنه بعد ليلة طويلة سهرنها أمس فى الصلاة وقراءة القرآن والدعاء على الظالم والابتهال إلى الله أن يطلق سراح أبناءهن وينتقم ممن ظلمهن، فى كل من درعه وحمص وحماة ودير الزور والرستن ودمشق وجميع باقى المحافظات والمدن السوريه الحره ... وكلهن أمل فى أن تصل دعواتهن إلى الله دون حجاب، كما وعد الله بذلك كل مظلوم، وهل تعلم أن سيادتك هذه المرة ستكون أنت هدفا لكل تلك الدعوات لأنك ببساطه الرئيس الذى يحكم سوريا الآن ؟ ولايحكم فقط بل يتحكم فى مصير ومصائر العباد لكل هؤلاء المواطنين ...أعلم أن الله عز وجل هو العالم بالأحوال، وفى يده وحده أن يقرر من هو الظالم ومن هو المظلوم، ونعم بالله، لكننى أعلم أيضا أنك المسؤول عن أحوال سوريا الآن، وأن من واجبى أن أعلمك أن هناك شبابا سوريون يتعرضون إلى الظلم على أيدى رجالك، من الامن الخاص والعام ومجموعات الشبيحه التى لاتخاف الله والتى تأتمر بأمركم وشقيقكم أمد الله فى عمريكما حتى تريا اكتمال الثوره السوريه وحتى تلحقا بالرفيق الاعلى .....

ربما قد لا تعلم عن ذلك الظلم وتلك التجاوزات لأنك لا تقرأ تقارير منظمات المجتمع الحر ومنظمات حقوق الانسان المغرضتين والكاذبتين شكلا ومضمونا ومعها أبواق المنشقين الخونه من رجال وشباب الجيش العربى السورى والذين أعدموا رميا بالرصاص بالرستن بتهمة خيانتهم لك وولائهم للشعب السورى ورفضهم قتل المواطنين من ابناء شعبهم المغلوب على أمره .. وحسب علمى المحدود بالنسبه اليك ومن يحكمون معك فأن الجيش ولائه وقسمه ينبغى أت يكون خالصا لله وللشعب وليس للحاكم ؟ ربما لأنهم أى من الملتفين حولك يقولون لك إن تلك الشريحه الخائنه من الشعب السورى والتى تمثل كافة شرائح الشعب كله هى مجموعه مغرضة وممولة من الخارج، وربما كان بعضها كذلك ، لكننى أعلم علم اليقين أن شرائح الشعب السورى تلك تنحاز فقط إلى نصرة المظلوم وفضح الظالم من زبانية السلطه - وهم كما تعلم - سيكونوا أول الهاربين عند الزحف السورى العظيم .

وواجبك كحاكم يقتضى أن تصغى إلى ما يقولونه ابناء شعبك وتحقق فيه، ربما أنت مهتم فقط بما قد تراه أهم بكثير فى بلاد تعج بالأزمات والمشكلات، لكن هل تذكرت معى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وهو يخشى أن يسأله الله عن بغلة عثرت فى العراق لأنه لم يمهد لها الطريق ؟ فى أقوى اعتراف لحاكم فى التاريخ بالمسؤولية السياسية عن كل ما يقع فى عهده ... هل قرأت شيئا عن الخليفه عمر بن عبد العزيز وعن تفانيه فى نصرة ومؤازرة عموم المسلمين وغيرهم بأرض المسلمين بل وحتى جبالها أيضا ... ألا تخشى أن يسألك الله عن مواطنيك بعدما تعرضوا للتعذيب والإهانة والظلم والاعتقال والاغتصاب ودخول مساكنهم عنوه وهل تعلم ان الجريمه الاخيره وحدها على بساطتها بالنسبه لك تشكل عرفا وشرعا وقانونا حرمة انتهاك الاعراض والحرمات ؟ بل وخضعوا – من وليت عليهم رئيسا - للمحاكمات العبسيه البعثيه العسكرية الظالمه على ايدى زبانية النظام وتم أعدامهم رميا بالرصاص بسبب آرائهم السياسية التى مهما كان شططها وجموحها لا تسقط عنهم حقهم فى أن يمثلوا أمام قاضى طبيعى مدنى؟ هذا لو سلمنا أصلا ان هناك جرم ارتكبوه من اساسه ؟ وفى النهايه الاتخشى من التاريخ ؟ صدقنى أنه لايرحم ....

أرجو من سيادتكم أن تقرأ الشهادات المفزعة التى نشرتها مراكز حقوق الانسان فى تلك البلاد الاستعماريه الظالمه والمواليه لها عن التعذيب الذى تعرض له مواطنون سوريون عزل ومواطنات سوريات بل على أطفال رضع أو أطفال لم يصلوا الى سن البلوغ ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر هاجر وابراهيم القاشوش والطفل الشهيد حمزة الخطيب الذي نشر على موقع اليوتيوب ردود فعل مستنكرة بسبب بشاعة التعذيب الذي تعرض له الطفل على ايدي اجهزة امن نظامكم خاصة مايوضحه الفيديو عن مشهدا للشهيد حمزة على الخطيب والذي يبلغ من العمر 13 عاماً، و قتله بدم بارد في بلدة الجيزة بمحافظة درعا إثر خروجه سلميا لفك الحصار عن أبناء درعا وهو يبحث عن أسىرته فتم اعتقاله وتعذيبه بطرق بشعة تظهر على جثمان الشهيد الطفل البطل حمزة آثار الرصاص في ذراعه وصدره وفي بطنه، وكدمات في وجهه وفي قدميه كما يؤكد اقاربه ان اجهزتكم السلميه قتلته بعد ان قطعت عضوه التناسلي وعذبته .على أيدى الشرطة العسكرية وضباط السجن الحربى بعد اعتقاله من جانب ضباطك الاشاوس الذين سبوه وشتموا أمه وضربوه بالأحذية وقالوا له عشان تبطل تقول يسقط بشار يموت بشار .. فرد عليهم الطفل البرىء ان مات بشارهتموت سوريا ؟ فرد أحد أفراد عسكركم .. بشار ماببيموتش !

هكذا رد العسكرى عفويا، بينما لو فكر قليلا لتذكر أنك حتما ستموت، ولو سألك لقلت له إنك ستموت، وكلنا سنموت وسنقف أمام الله الحق العادل ليسألنا عن أخطائنا وذنوبنا. أعلم أن الهتاف بسقوطك يغضبك، دعنى أقل لك إنه قد لا يسعدنى أنا شخصيا، ليس لكونك رئيسا للدوله ... بل لأننى أعتبره هتافا غير عملى ضد انتهاكات حقوق الإنسان بحق شباب ورجال وسيدات وأطفال لم يفعلوا شيئا سوى أن يهتفوا بالحريه ... بأستنشاق الهواء النظيف ... فى دوله لايحكمها الظلم أو الظالمين ... إذا لم تكن قد قرأت شيئا عن ذلك فأرجو أن تقرأه وقبل فوات الاوان ... ومع ذلك لم يحدث أى عقاب لمن قام بهذه الأفعال الشنيعة والقتل والتنكيل بأفراد شعبك الامن والمغلوب على أمره .

أنا واحد من الذين يرون أن التصعيد ضد كم وضد سوريا الان أمر يضر أكثر مما ينفع، لكننى أؤمن أيضا أن الساكت على الحق شيطان أخرس، وأن الله سيحاسبنى لو سكت على إهانة كرامة إنسان وأنا مجرد عاشق لسوريا وان لم يكن لى شرف نيل جنسيتها ... ولو سألت ماذا لو لم تكن مصريا ؟ لقلت ومن كل قلبى لوددت ان اكون سوريا ... فكيف سيكون الحال مع سيادتكم وأنت المسؤول أمام الله عن كل ما يجرى فى سوريا ولأبناء سوريا الآن ؟

 لا أدرى كيف كان موقفك مع كل ما كان يحدث فى أيام حكم والدك من تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان، ولا أريد أن أدرى فأنت يمكن أن تحاجج بها أيضا أمام الناس بأن تلك التجاوزات لم تكن مسؤوليتك، لكنك لن تستطيع أن تفعل ذلك الآن فأنت مسؤول عن كل مظلمة تحدث فى سوريا سواء كنت تعلم بها أو لأنك قصرت فى العلم بها.

 أنصحك مخلصا والله حسبى وحسبك بألا تثق فى الأجهزة الأمنية التى ورثتها عن والدك ، فقد رأيت ماذا فعلوا بك وبسوريا وأبنائها الان وإلى أين أوصلوكما، اسمع من مواطنيك حكاياتهم مباشرة، استقبلهم فى قصرك الكبير المحاط بالدبابات والراجمات والاليات الثقيله وفى الجانب الاخر تنتظرك طائرتك الخاصه للحظه لن تغيب أو تتأخر كثيرا ... ودع هؤلاء المواطنين يحدثوك عما شاهدوه وعاشوه، لا تجعل بينك وبينهم وسطاء فهم لن يكونوا وسطاء بينك وبين الله يوم القيامه ... يشهد الله أننى لا أريد من كلامى هذا بطولة فقد ولى زمن البطولات الفردية وأصبحنا نعيش فى عصر بطولة الشعوب ...

كل ما أتمناه لك أن تدخل التاريخ بوصفك من حرص على كرامة المواطنيين السوريين وصان حقوقهم وحمى حرياتهم وأعراضهم ... لا لانتهاك تلك الحرمات والدخول على ديارهم فجرا بحجج واهيه لارهابهم بشكل مقزز صدقنى أيها الرفيق بعدما انتفت عنك صفة الرئيس والشرعيه فى حكم سوريا أن الله لن يرحمك ... وأقولها لك من مصر .. لا لانتهاك الحرمات ودخول البيوت الامنه فى الفجر تحت ستار الظلام وإذا لم تكن مهتما بكتب التاريخ التى لن تنسى أبدا كل ما يحدث وماحدث بخيره وشره، فاهتم بكتابك الذى يسجل حسناتك وسيئاتك قبل أن تقرأه أمام الله وحدك عاريا من لباسك وهندامك وسلطتك وسطوتك وبطشك على سائر العباد يوم لا ينفع مال ولا بنون. .... ألا هل بلغت، اللهم فاشهد ...

*رئيس المستشارون المتحدون

القاهره فى 6/10/2011

=======================

من أجل بناء سورية المستقبل " تحية تقدير واحترام الى سمر يزبك "

الدكتور قصي غريب

منذ أن اندلعت انتفاضة الشعب السوري الحر في 15 آذار 2011، ما انفك النظام الاستبدادي الطائفي الذي يحكم بلادنا من القيام بوقاحة وصلافة على التحريض الطائفي الفج واثارة الغرائز الطائفية البدائية بين أبناء شعبنا السوري الواحد، من أجل البقاء في السلطة وحصرها بيده الى أبد الآبدين، باشاعة الخوف لدى أبناء الطائفة العلوية، وأبناء الطوائف الاخرى، من أن الاسلام السلفي سيكون البديل عنه، ومن ثم سيشكل هذا خطراً على وجودهم برمته، – وهذا مناف للحقيقة – وبهذا فان النظام الاستبدادي الطائفي الرث، وبشكل غير مباشر يحذرهم من خطر استلام السلطة من قبل الأكثرية العربية، ذات الثقافة العربية الاسلامية، ويظهر ذلك من الخطابات التحريضية الباطنية الرخيصة لبشار الأسد رئيس المليشيات، والعصابات، والمرتزقة الشبيحة، في حين أن الأكثرية العربية ذات الثقافة العربية الاسلامية المنفتحة على الثقافات والحضارات الانسانية الاخرى، كانت وستبقى تتحمل مسؤولية تاريخية، وانسانية، وأخلاقية، وأدبية، ووطنية، وقومية، وشرعية، تجاه الحفاظ والحرص على حياة وكرامة وأمن كافة السوريين، بغض النظر عن قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم، وانها تحترم وتقدم كل سوري للقيادة ينحاز الى الثقافة الوطنية التي هي ثقافة الأكثرية، ويمثل كل قيمها بنهجه وسلوكه بغض النظر عن قوميته ودينه ومذهبه، وقد مثل هذا الأنموذج في تاريخنا الوطني زعامات وقامات كبيرة مثل سلطان الأطرش، وصالح العلي، وفارس الخوري، وسعيد اسحق، ومن ثم فان تاريخنا الوطني الجديد ينتظر ولادة المزيد من أمثالهم.

ومن هذا المنطلق، فعلى العقلاء أن يفهموا الذين يحكموا سورية منذ انقلاب 16 تشرين الثاني 1970 باسم الطائفة العلوية – وهي براء منهم –، أن يدركوا ويعوا قبل فوات الآوان ان المحافظة على وجود الطائفة العلوية، وتأمين مستقبلها الوطني لا يكون أبداً عبر التمسك الأحمق والأرعن وغير المسؤول بحكم سورية وشعبها الأبي بالقوة المسلحة الغاشمة، واعتقال وقتل كل من يعترض أو يريد الاقتراب من السلطة، ويطالب باحترام حقوق الانسان، والتعددية السياسية، وتداول السلطة سلمياً، وانما يكون بتحمل المسؤولية الوطنية والخروج بشجاعة من حالة القطيعة، والعزلة، والانكفاء على الذات، والتمترس الطائفي، والخوف المريض المزمن من الاخر والشك فيه، – وهو غير مبرر أبداً – الى حالة الدخول بثقة وقوة الى عالم الفضاء الوطني الواسع، والاندماج في المجتمع السوري، والانتماء بحق وحقيق للأكثرية التي هي منها، والمساهمة والمشاركة الجادة والفاعلة والمؤثرة في انتفاضة الشعب السوري العظيم، المطالبة بالحرية والكرامة، وتأسيس بناء حلم الدولة السورية المدنية الديمقراطية الحديثة لكافة السوريين، والقائمة على مبدأ سيادة القانون، وقيم المواطنة، والحرية، والكرامة، والعدالة الاجتماعية، ومقومات العيش المشترك الكريم، والمساواة، وتكافؤ الفرص، والتعددية السياسية، وتداول السلطة سلمياً، والشعور بالأمن والاستقرار، في ظل نظام وطني سياسي واقتصادي واجتماعي عادل.

 ولذلك في هذا التحول التاريخي الذي تمر فيه بلادنا، ومن أجل بناء سورية المستقبل، فاننا نأمل من أبناء شعبنا من الطائفة العلوية وعلى كافة المستويات اتخاذ موقف جماعي شجاع من ممارسات النظام الاستبدادي واعلان البراءة منه ومن ممارساته الطائفية ومن انه لا يمثل الا نفسه، على غرار المواقف الفردية الشجاعة التي اتخذت من قبل البعض الذي انحاز الى أكثرية شعبه، لحرمان النظام من ادعائه الحكم باسمهم وتمثيلهم والمغامرة بهم وبمستقبلهم الوطني، من خلال محاولة وضعهم في مواجهة هي ليست مكانهم الحقيقي والصحيح مع أغلبية الشعب السوري المطالب بالحرية والحياة الكريمة، والذي سينتصر فيها حتماً، ولكي يكونوا من أكثرية أبنائه ومعه، ويرفعوا عن كاهلهم مسؤولية القتل والاعتقال والتدمير، فقد أصبحت مساهمتهم ومشاركتهم في انتفاضة الشعب السوري من أجل بناء دولة سورية مدنية ديمقراطية حديثة لجميع السوريين، واجباً وطنياً وقومياً وانسانياً عليهم، وضرورة حيوية لمستقبلنا جميعاً، ومؤشراً على انهم ينتموا الى الأكثرية، وجزءً رئيساً منها، فهذا النظام المستبد الذي يحكم بلادنا بالمليشيات والعصابات والمرتزقة الشبيحة، ويمارس كل أنواع الفظائع والجرائم ضد الانسانية، باسم العروبة، – وهي براء منه – وتحت لغة شعاراتية فارغة وكاذبة، تقوم على المقاومة الصوتية والممانعة المزيفة، يجب أن يكون مصيره السقوط والرحيل، لان وجوده وبقائه قد أصبح خطراً على ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.

وبما ان الوطن لا يكون كبيراً وجميلاً الا بوجود كافة أهله، فاننا نناشدكم بالله من أجل حرية وكرامة الشعب وصيانة البلاد أن نتشارك معاً من أجل اسقاط هذا النظام المتخلف عن العصر، لانها مسؤولية وطنية تقع على الجميع، ومن ثم نعمل معاً في تأسيس بناء سورية جديدة لكل السوريين من دون تمييز.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ