ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 06/09/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

حين تبتسم أبو علي ينفلقون .. من دفاتري الشخصية

عقاب يحيى

كلما نظرت بصورتك تحضر بقوة..أراها ابتسامتك تغطي وجه الأرض.. وأراك تحدّق بعيداً في السماء.. تستحضرها أحلاماً، وأمنيات، وحكايا كثيرة، كثيرة.. لفّها زمن الاغتصاب.. وأنت ترفض الاغتصاب بصورته المعهودة لأنه فعل قهري، قذر.. فكيف باغتصاب الأماني، والأهداف، والمبادئ، وكل شيء جميل؟، والحزب الذي به آمنت، ولبعض الوقت عليه راهنت؟، والوطن والعمر، والحقوق ، والشعب، والعمر...؟؟...

 ورغم أطنان المرار، ورغم أكوام الطعنات في كل الأمكنة، ورغم المعاناة، والخيبات.. وعهر حملة الشعارات، وتعهيرها بنجس أفعالهم، وبالرايات التي مرمطوها وهم يمرّغونها بالتلفيق والتباس الضغينة، والأقلوية الحاقدة الساكنة في كهوف الاستنجاد.. والكثير الذي أصابك، وأصابنا، وأصاب الجميع .. إلا أنك تبتسم، والضحكة لا تفارق محيّاك، والتفاؤل أنت.. ولو بدا متناغماً مع سطحك لا يفارقك.. بينما من يدخل شرايينك يعرف حجم النتائج التي توصّلت إليها، وجوهر قناعاتك بالذي جرى، وبالراهن، وحالات الفوات، والتخلف، وتكلس البنى، ومثقبة الشعارات، وفوضى وارتجال الخطابات، والبرامج، ووعي البشر، بما فيهم من يعتبر نفسه النخبة، والطليعة، وكل صاحب نقليعة.. وهي الأعماق التي لا تبوح بها إلا للقليل.. لأنك جبلت على رؤية الإيجابي والمذّ فيه كي لا تحتنق الناس باليأس، وكي لا يصبح الإحباط سدّاً منيعاً للحياة فيتأبدّ التأبيد، ويقعد فوق صدورنا، يكتم أنفاسنا إلى أبد الآبدين ..

أحسدك على هذه القدرة التي ترى في عتم العتمة أشعة الضوء، وفي ديجور الأمة خيوط الفجر المغزولة بعزيمة شباب قادم، مختلف عن أجيالنا.. شباب واقعي لا يحب المطّ والشذّ وتدبيج الكلام، وتسجيع الهتافات والخطابات.. يتعاطى مع آخر ما وصله العقل البشري المتطور من اختراعات.. فلا يفزع من " التغريب"، وحكايا التمسيخ.. لأن العالم بات مساحة متصلة، ولأن منجزات البشرية ملكاً عاماً لا تعترف بالخصوصية.. وحكايانا الطويلة عن التمايز، والطبعة الخاصة، والرسالة الخالدة، والأديولوجيا الترقيعية الباحثة عن الربط المشقلب بين الماضي والحاضر.. فلا استطاعت أن تكون ماضوية، ولا قدرت أن تكون حداثية، وتاهت، ويلها، بين أقدام الفذلكة، والتشاطر، ثم تحت صبابيط العسكر، وبساطير المافيا، ومملكة الرعب، والتوريث..

ترى والحقد المجلبب بالنفاق.. يخطف منك بعض نسمات حرية اتسعت رياح مضاربها.. فاتجهت أنظارك إلى البلعاس الأماني.. وكأني بك تعدّ العدّة لرحلة صيد طويلة تستعيد فيها بعض روحك.. وتلقي بهموم داخلك على شجرة سنديان، أو بطم.. ثم تناجيها عشق الفلا.. والغريب أنها تستجيب.. بدليل حركاتها اللطيفة، ورشقك ببعض حبات البطم عرفاناً.. وغزلاً.. وحنيناً.. فتبتسم..

 تبتسم.. ووقت انفجار خزين العقود انتفاضة شبابية رائعة.. تنفض بعض غبار القنوط.. وتنسى الشيب والعمر.. فالقلب شباب، والأفكار ما شاخت وهي تتجدد عبر الاحتكاك بكومة أجيال متعاقبة يجدون فيك الجد والأب والأخ والصديق(تصوّر)، فيتحلقون حولك ينهلون من تجاربك وأفكارك غيثاً، ثم يتكونون مستقلين.. وهذا ديدينك..لأنك ترفض (الاستزلام)، وعبادة الفرد، بل والمحاكاة.. وتشجّع الشباب على الاستقلالية، والاستقلالية مدخل ممارسة الديمقراطية، والديمقراطية التي افتقدناها طويييييييلاً، والديمقراطية هي الاختلاف والاعتراف به، وهي القبول بالآخر بما هو فيه، وليس كما نريد ونرغب، والديمقراطية ممارسة وتجسيد وليست خطابات وشعارات، وأول تجسيداتها داخل الفرد، وفي بيته، خصوصاً مع زوجته وبناته حين تنتفض، وتنتفش الشرقية بكل ذكوريتها صارخة محتجة.. (وينك.. ووين رايح، وبكرة بتركبك) وحين يصبح التحدي نقداً لدواخلنا للتخلص من آثام الأنا، والمنفخة، والفردية، والذكورية، وروحية الوصاية والأبوية لنسج علاقات تمطح أن تكون متكافئة، وقائمة على الحوار والجدل.. رغم منغصاتها، واثمانها غير القليلة في مجتمع شرقي يرسف قروناً في مفرزات الاستبداد، ويُعلّب عقوداً في مساحات أضيق من مقاسات علب السردين، ويدجّن في ( أقنان جمع قن) تسوّرها مملكة الرعب لمسثمرة العائلة التي تعود ملكيتها لآل الأسد ومن والاهم، ونخّ لهم ..

 نتعلم أن نكون ديمقراطيين.. والمهمة ليست سهلة، وتتجاوز النظري في تفصيح الماهيات ، والأطر، والنوع، والمفردات.. إلى الممارسة، والممارسة ستنطلق من الذات إلى الآخر، وستقتحم العصبويات لرميها أرضاً هي التي لا تستقيم معها، وستقتحم كل الادعاءات الهشّة بامتلاك الحقيقة لدى هذا الفريق أو ذاك، وحصون الأنظمة الداخلية، والخطوط السياسية لما قبل التاريخ، والكلام الكبير عن الأشياء الكبيرة التي طارت في هواء العواصف فلا أحد رأى لها أثراً، ولا أحد استطاع أن يراها كي يلحق بها، ناهيك عن صناعة القدسي وجلببته بالمحرّم، وإشهار سيوف البتر وقطع أعناق الآراء المخالفة.. وعمليات التكفير، أو عمليات التلحيد.. وأبو علي يحاول الإمساك بخيوط التنافر.والعين على المستقبل : مستقبل البلد، ومستقبل الثورة، ومصير الحرية : الرهان والمخرج الوحيد ..

****

اليوم وأنت في اعتقالك الجديد.. والدنيا تلفيق الاهتراء.. وعلي كبدك معتقل.. وآلاف مؤلفة من شباب البلد : الأمل، الصناديد الذي يصوغون فجرنا القادم.. ترى كيف ستكون ابتسامتك ؟؟.. وما ردّ " المحققين" والجلادين عليها.. وهي تكشف مصيرهم؟، وهي تغرقهم بفجورهم وحقدهم.. وخيانة الضمير، والوطن؟.. وهي تسقط أقنعتهم وراياتهم الدجل ؟؟..

 ستلاطفون المزدوجون، الخدّاعون.. وفي الداخل غلّ منك وعليك.. (كما كثير يظهرون لك ابتساماتهم الصفراء وأقوالهم الصفراء، وقلوبهم الصفراء).. لأنك عصّي أبو علي على الترويض، ولأن ابتسامتك تقهرهم، وتفاؤلك كالقنبلة التي تنفجر فيهم مؤكدة مصيرهم المحتوم ..

لك المجد.. والحرية لجميع المعتقلين.. رايات ثورتنا، وتصميمها الذي لا يلين.. والاندثار لنظام الطغمة ...

============================

اوراق مختاره من دفتر الذاكره .. الأيام الأولى لتأسيس نظام الصمود والتصدي .. الشرفاء لايموتون... بل يستشهدون

المهندس هشام نجار*

أعزائي القراء

منذ ثلاث اعوام كتبت مذكرات حفظت فيها سيرة حياتي بإيجاز تحت عنوان:"محطات صغيره في حياة إنسان عادي" نشرت في اربع وعشرين حلقه وفي مواقع عربيه عديده دونت فيها احداثاً سياسيه وإجتماعيه هامه

لا أعتبر نفسي رجلاً سياسياً ولكن اعتبر نفسي متابعاً سياسياً ملاحقاً لها بدقه احللها بمنطقيه قدر إستطاعتي. فلدي إعتزاز من أني سليل أسرة وطنية زرعها فينا والدي رحمه الله منذ ان كان مجاهداً ضد الفرنسيين ولاحقاً عندما قاد المسيره العلميه في مدينتي حلب.

عفويتي في الكتابه تنبع من صدقيتها إن شاء الله..ومن خلال كتابتي لستمائة مقاله في خلال اربع سنوات لم اتلقَ ردوداً تطعن قي مصداقيتها الا فيما ندر.وهذه نتيجة افتخر بها

 سأحكي لكم اليوم قصه تعود الى ايام السبعينات من القرن الماضي كنت على إحتكاك مباشر بها.تحكي سلوك نظام الصمود والتصدي في بدايات عهده ,لذلك لانستغرب سلوكه اليوم في نهاياته.

اعزائي القراء

في أوائل عام ١٩٧٠ كنت ضابطاً مهندساً أؤدي واجبي الوطني في أحد مصانع مؤسسة معامل الدفاع العسكريه.

يومها كان يطرق مسامعي من اصدقائي في المصنع همسٌ يقترب من السرّيه لإسم يذكرونه بخير كثير بل يترحمون عليه كلما ورد إسمه على لسانهم. قلت لهم :ياشباب اخبروني بإلله عليكم من يكون العقيد أركان حرب كمال مقصوصة الذي تتهامسون حوله ؟! رَدّوا علي بعد وثوقهم بي : العقيد كمال مقصوصة ضابط وطني كفؤ من عائلة دمشقية معروفه كان مديراً لهذا المصنع الذي نعمل فيه.نقلته القياده إلى دمشق ليستلم منصباً هاماً في إدارة التجنيد العامه والذي تقع دعوة الاحتياط في حدود مسئولياته بعد حرب الهروب الكبير بقيادة مهندسه حافظ اسد ...تابعوا قائلين:

وفي احد الأيام أُستدعي العقيد أركان حرب كمال مقصوصة إلى القيادة العامة (مبنى الأركان العامة في دمشق) ليشهد اجتماعاً عقده الحزبيون وجنرالات الصمود.. ليقرروا سلسلة من الإجراءات والأعمال (للدفاع عن البلاد بعد أن عَموها جاؤا يكحّلونها) وذلك بعد سقوط القنيطرة، وبعد أن أصبحت دمشق مهددة بالغزو الإسرائيلي.

وفي خلال المناقشة، قدم الرائد رفعت الأسد طلباً غريباً ومنسقاً مع أخيه السيد حافظ الأسد بدعوة لوائي احتياط من أبناء (دمشق، حمص، حماة، حلب). فاستغرب العقيد المذكور هذا الطلب.. ونبّه المجتمعين إلى أن دعوة الاحتياط لا يمكن أن تتم على أساس هذا التقسيم (أبناء المدن، ومن الطوائف غير العلوية)، وأن دعوة الاحتياط عادة تتم على أساس مكلفي الأعوام (مثلاً مكلفي الأعوام ١٩٦٠-١٩٦٥ أو على أساس دعوة المعبأة سابقاً (مثلاً: اللواء ٨٠ اللواء ٦٠ احتياط..) إلخ

أما دعوة الاحتياط من أبناء مدن معينة، ومن أبناء طوائف معينة، واستثناء غيرهم من أبناء المناطق والطوائف الأخرى، فهذا أمر فريد من نوعه في تاريخ الجيش، ومستحيل التطبيق لأن أجهزة شعب التجنيد ومكاتب النفير، لا تملك الإحصاءات الجاهزة التي تمكنها من تنفيذ تلك الدعوة المريبة لبعض قوى الاحتياط. ,وهنا كانت المحكمة الصاخبه التي عقدت لمحاكمة الشرفاء ضد إدعاء دعاة الفتنه والطائفيه.

عندها تصدى منطق التعصب والإجرام لمنطق الحق والإخلاص، فأصروا عليه أن ينفذ ما طلب منه وإلا.. ثم ألحقوه ببعض النعوت التي لا تليق بإنسان كريم.

.فأصر البطل على موقفه ببسالة نادره فما كان من صاحب الإدعاء الاّ ان أمر حراسه الشخصيين بتنفيذ الخطه فحملوه الى إحدى النوافذ وقذفوه بقوه ورأسه إلى الأسفل امام كل جنرالات الصمود والتصدي وكبار مسؤولي الحزب وكأنهم يشاهدون فلماً لجيمس بوند فأرتطم رأسه بالرصيف وفارق الحياة على الفور,إنفض الجمع وكأن شيئاَ لم يكن.

ثم نقلوه من المستشفى إلى بيته بصندوق مغلق محذرين عائلته من فتحه تحت طائلة تصفيتهم , مُدعين إنتحاره..ثم سارت القيادة في جنازته بوداع رسمي موزعين على المشاركين محارم الكلينيكس مجاناً تماماً كما يفعلون اليوم بجنودنا وضباطنا الشرفاء الذين يرفضون قتل إخوانهم.

أعزائي القراء

بعد أن أنهى أصدقائي قصة البطل العقيد الركن كمال مقصوصه قرأنا الفاتحه على روحه الطاهره..

 ثم غادرت إلى مكتبي حذراً خشية أن يشعر بإجتماعنا( الإنقلابي)المساعد الأول جاسوس الأمن ...وعلى عيني آثار من دموع تأبى علي الرجولة إلاّ أن أخفيها.

مع تحياتي

* المنسق العام لحقوق الإنسان في الولايات المتحده

عضو في المجلس الإقليمي لمناهضة العنف والإرهاب وتعزيز الحرية وحقوق الإنسان

======================

الإعلام والشبيحة : تزوير الحقائق وفبركة الأفلام ...!!!

د.خالد ممدوح العزي*

تعريف مصطلح الشبيحة:

مع انطلاق حركات التغيير العربية طفت على السطحِ مصطلحاتٌ أفرزتها الثورات المتلاحقة؛ فبرزت دلالاتٌ جديدةٌ لمصطلحاتٍ قديمةٍ كانت معروفةً في كل بلدة على حدة. ومنها مصطلح "البلطجية" في مصر و اليمن ، والمرتزقة في ليبيا ، ثم برز مصطلح "لشبيحة" في سوريا، و"الشلمصتية" في لبنان.

"الشبيحة" في سورية هم إذا عصابات إجرامية منظمة ومدعومة من الدولة السورية وتنتمي لمختلف فروع الأمن السوري وفرق موته وكتائبه الأمنية، ومن مولين ومستنفدين سياسيا وامنيا واقتصاديا ودينيا لنظام الأسد ،هذه العصابات تقوم بإعمال إجرامية لا يردعها ومعروفة لدى الشعب السوري ويجز بالطائفة العلوية الذي يحاول أن يدفع هذه الطائفة نحو حرب أهلية من خلال استعماله لهذه الطائفة لحمايته،،، لقد اتهمهم مواطنين مختلفين من الشعب السوري ومن مختلف الشعب السوري وكافة شرائحه بان هؤلاء الشبيحة هم من يرتكب الجرائم البشعة بحق الشعب السوري، ويذهب البعضُ إلى ربطها مباشرةً بأسماءَ تدخلُ في إطارِ الدائرةِ الضيقةِ للرئيس بشار الأسد.

اتساع ظاهرة الشبيحة:

مع اتساع رقعة الاحتجاجات في سورية وانتشارها في العديد من المدن السورية الكبرى والنواحي السورية انتشرت ظاهرة الشبيحة التي تحاول إسكات صوت المتظاهرين وقمع حركة المحتجين والرافضين لاستمرار نظام الأسد،فالمهمة التي تقع على عاتقهم القتل والفتك والبطش وانتهاك الحرمات الدينية والإنسانية والأخلاقية ،من اجل دفع الشعب للرد على حركة الشبيحة لإعطاء ضوء اخضر للإطباق على الحراك الشعبي من خلال إدخاله بصراعات داخلية وجانبية تهدد الأمن القومي الذي يسمح للنظام السوري بممارسة قوته العسكرية الاستعراضية التي تنهي حركة الاحتجاج التي أضحت تهدد امن الدولة ،لكن الشعب كان اوعى من كل مآرب نظام الأسد الذي يحاول اللعب على كل الأوراق الداخلية والخارجية ومحاولة طرح الأوراق الإقليمية التي يملكها النظام في محاولة للتهديد الخارجي بالأمن الإقليمي من اجل المساومة،لكن المظاهرات تتسع باستمرار وحركة الشبيحة لا تهدئ دفاعا عن النظام وكرسي الرئيس الذي يحاول حرق البلاد من اجل البقاء ،لقد تحول النظام وكل أجهزته الأمنية والعسكرية والإعلامية والسياسية والدبلوماسية أضحت عصابة كبيرة من الشبيحة تواجه الشعب السوري الأعزل المطالب بالحرية والديمقراطية،وتتحدى المجتمع الدولي الذي هادن النظام وأعطى مهل للأسد ونظامه من اجل حل الأزمة بإصلاحات فعلية وفعالة .

أصل تسميةِ "الشبيحة" ليس معروفاً بدقةٍ، فهناك أقاويلُ تذكرُ أن التسميةَ تعودُ إلى أنَّّ مهمتهم تكمن في التشبيح ويظهر كالشبح لضحاياه، بينما أقاويلُ أخرَى تُعيدُ أصلهُ إلى نوعٍ من السياراتِ كانت تلقّب بالشبح، بحيث تعودت هذه العصابات على سرقت السيارات،كلمة "شييحة" عادةً ما تُطلَقُ على أشخاصٍ يتمتعونَ ببنيةٍ بدنيةٍ قويةٍ تستخدمونها في التسلط على الآخرين لحساب شخصيةٍ نافذةٍ تقوم بالنيابة عنه بالأعمال القذرةِ من ضرب الخصوم والاعتداء على المنافسين في أي مجال كان، لكن في الحالة السورية تعتبر القوة هي لحملة السلاح واستخدام الدبابات وقتل الأطفال والشاب والشيوخ والنساء وتهديم المساجد ومآذنها،وتهجير ألمواطني، وسرقة البيوت وأموالها ، واستخدام الكذب الإعلامي لفبركة الأحداث والأخبار من قبل "شبيحة" الأعلام .

شبيحة الاعلام:

لقد ظهرت "شبيحة الإعلام في الوطن العربي،مع بدأ احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية عندما لمع نجم وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف في مؤتمراته التلفزيونية ومقابلاته الإعلامية الشهيرة ومصلحاته الإعلامية المميزة من لغة الضاد،ولكن مصطلح "شبيحة"الإعلام لم يكن قد اخذ شهرته الحالية،وفي ربيع الثورات العربية ،خرج موظفي الدولة الإعلاميين وإعلامي الحزب الحاكم ،على عاتقها دور التشبيح الإعلامي ":عبدو الجندي نائب وزير الأعلام في اليمن وطارق الشامي الناطق باسم الحزب الحاكم،حسام زكي الناطق باسم الخارجية ،والدقاق المسؤول الثقافي في الحزب ،في مصر ،خالد كعيم ناطق باسم الخارجية الليبية وموسى إبراهيم "ألقذافي" المتحدث باسم الوزارة في ليبيا،لكن في سورية اختلف الوضع بظل غياب كامل لموظفي الدولة المسؤولة عن هذا العمل الإعلامي وظهور شخصيات جديدة من عالم أخر"عالم المخابرات،تقوم بدور الناطق الرسمي باسم الدولة الأمنية السورية.

يعود استعمال مصطلح "شبيحة " الإعلام ،للمفكر عزمي بشارة الذي اكتشف مكر الإعلام السوري واستخدامه لشخصيات مخابراتية مهمتها التشبيح في الإعلام ،والظهور على الإعلام الفضائي و على شاشات القنوات المختلفة التي تحاور هؤلاء الإعلاميين أو المفكرين أو المستقلين حسب ما يسمون أنفسهم ،والذين يدعون بامتلاك مراجع خاصة وهم على اطلاع دائما للأوضاع وعلى اتصال مع الجهات الرسمية التي تسمح لهم بالحصول على معلومات هامة ،لكنهم مستقلون،طبعا إن مهمة هؤلاء الخبراء تكمن بالأصل في بث المعلومات الكمية التي تخدم النظام من خلال الخلط بطبيعة هذه المعلومات التي تشوش أفكار المشاهد والمتابع لتلك الأحداث وبالتالي هم لا يؤمن بهذه المعلومات الكاذبة التي يرسلونها ويبثونها للمشاهد ،لكن الهدف من بثها ،يكمن في تشويه الحقائق والعبث بأفكارها ،لان مهمتهم تكمن بالانتقال السريع من قناة إلى أخر ،من اجل بث نفس المعلومة وعلى قنوات مختلفة حتى يتمكنوا من الوصل إلى كافة العقول التي تتابع شاشات فضائية مختلفة ،فهم يعملون تحت معادلة واضحة اكذب علي وسليني ،ضننا منهم بان المعلومات الكمية وليست النوعية في تحليل الأحداث السورية هي التي تساعد النظام من أزمته وتصديرها إلى الخارج من خلال شعارات قومجية تستخدم ضد الشعب السوري بان سورية تتعرض لمؤامرة خارجية تحاول النيل من دولة الممانعة والمقاومة من خلال عصابات تهدد الشعب السوري بقوة سلاحها التي تستخدمه لقتل المدنيين والعسكريين وبان الإرهاب يحاول السيطرة على سورية ،لان المخربين والسلفيين والمجرمين وكل العصابات تحاول تخريب الأمني السوري ،"فالشبيحة" الإعلامية في النظام السوري التي تكلف بمهمة الخروج والتحدث العلني على الهواء بناء لتوجهات المخابرات السورية التي تنسيق خطاب هؤلاء المحللين الذين خرجوا على الشعب السوري والعربي فجأة مثل خرج الإرهابيين في المدن السورية بشكل فجاء كما يحاول النظام و"شبيحته" إيهام العالم كله. لكن "الشبيحة" الإعلاميين في سورية هم الناطقين الرسميين عن الحكومة ووزارة الخارجية والحزب والجيش والأمن وهم المحللين السياسيين والخبراء الاستراتجيين ،وهذه الشريحة الصغيرة المسموح لها الخروج على الشاشات لكونها تنتدب من المخابرات السياسية التي تنسق عملها وبالتالي هي جزاء لا يتجزءا منها ومن عملها ،لان هذه القلة القليلة على التلفزيونات والقنوات الفضائية العربية والمحلية أضحت معروفة للجميع ، والشريط يعيد نفسه ك" الرجل الآلي"الذي يكرر الكلام ذاته منذ اندلاع الثورة السورية في 15اذار "مارس "من هذا العام .

الجدير بالذكر بان كل هذه الأسماء التي مارست مكر الأعلام والكذب طول فترة الانتفاضة الشعبية مبررة للنظام القتل والبطش،يمكن النظر إلى سمائها الموجودة على موقع غوغل للبحت،ويمكن التأكد من شخصية كل ضابط من هؤلاء "الشبيحة" ودورهما وتاريخهم ومهمتهم في تظليل الجماهير الشعبية ،إضافة إلى كميات المعلومات الكاذبة والقصص الخيالية التي تناولها ويتناولها أثناء فترة الاحتجاجات الشعبية،كم هائل من المعلومات التي ترمى في مزابل التاريخ التي لا تفيد ولا تغنى ،لان الفبركة سماتها والتزوير أدواتها،وغياب الموضوعية،على موضوع فشلوا كليا من تسويقه محليا وعالميا لأنهم هم بالأصل فاشلون وأبواق بعيدة عن الأعلام والصحافة في ظل سيطرت حزب دكتاتوري بائد وعصابة عائلية ،هم خدامها الطبيعيون.

ابرز هؤلاء الشبيحة الاعلامية هم :

 تنقسم "شبيحة" الإعلام إلى ثلاثة أقسام : القسم الأول يتألف من كل طالب إبراهيم، شريف شحاذة الذي برز فور اندلاع الثورة السورية في 15 آذار "مارس""اخو العقيد وفيق شحاذة الذي يقع ضمن عصابات النظام المفروضة عليهم عقوبات وممنوعون من السفر"،وهم من رجال المخابرات والأمن السياسي والذي يفرضهم في هذه المناصب المبتكرة لهم لترويج أفكار المخابرات من خلال اعتبارهم محللون سياسيين وخبرا إعلاميين وكتاب ، القسم الثاني يتألف من كل من د.بسام أبو عبدالله ،د.احمد الحج علي، د.فايز عز الدين ، د.فايز صوان وهم من أساتذة الجامعات حسب وصفهم وتنسق المخابرات أحاديثهم وأقولهم مع قنوات الأعلام،وفقا لإستراتيجية مدروسة مسبقا تخدم النظام الأمني والسياسي،القسم الثالث الذي يتألف من كل، النائب خالد العبود،النائب انس الشامي الذين يدافعون عن النظام من خلال موقعهم النيابي الناطق باسم الشعب ومصلحته وفقا لتنسيق مسبق مع فرع المخابرات المشرف على الإعلام والحرب الإعلامية ،لقد غائب عن الشاشة النائب السابق الشيخ محمد حبش والدكتور القانوني إبراهيم الدراجي اللذين اقتصر دورهم على كونهما أعضاء في لقاء التشاور الوطني. لذلك يمكن تحضير ملفات كاملة عن أبطال القمع الشعبي الذين يخوضون معارك الباسوس ضد الأطفال والنساء والشيوخ وشباب سورية من خلال تحليل قتلهم والبطش بهم،والكذب الذي سوف يتحملون مسؤولية لا تقل كثيرا عن مسؤوليات رجال العائلة الحاكمة السورية .

جيش النظام الإعلامي :

يتكون جيش النظام الالكتروني من اختصاصين بوسائل الإعلام والأجهزة الحديثة لوسائل الاتصال الجماهيري ومبرمجي الكمبيوترات وخبراء الأجهزة المحمولة،لقد جهز هذا الجيش بأحدث الأجهزة الالكترونية الحديثة وكل البرامج التي تساعد هذا الجيش من ممارسة أعماله ومهامه الموكلة له،فالأجهزة الحديثة تم شحنها مباشرة من إيران وروسيا والصين إضافة إلى العديد من خبراء هذه الدول الذي يدربون هذه الفرق على إدارتها،فالجيش مؤلف من طلاب الإعلام والكمبيوتر وضباط الاتصالات،التي تشرف عليها فرقة من المخابرات مهمة هذا الجيش يكمن بالتالي:

1- قرصنة المواقع الالكترونية المعادية واحتلالها.

2- الدخول على مواقع معادية وبث إخبار كاذبة من خلالها لصالح النظام .

3- إدارة حرب "الفيس بوك" ووسائل الاتصال الجماهيري الذي تدار الثورة السورية من خلالها.

4- بث رسائل كاذبة على الانترنت وعلى المواقع الالكترونية، لتشويش عقول المتابعون.

5- فبركة الصور الخاصة التي ترسل إلى القنوات الفضائية من اجل أربكاها بعرض صور غير دقيقة ،من اجل إحراج الفضائيات وسحب المصداقية الإعلامية منها،وإعطاء مادة لشبيحة الإعلام من اجل تكذيب القنوات بعرض هذه الصور الغير دقيقة... "فالشبيحة" الإعلاميون هم يرسل شرائط مفبركة إلى التلفزيونات الفضائية.

6- تصوير الحالات البشعة التي يمارسها الجيش بحق المعتقلين من تعذيب وحشي بحق المواطنين، وعرضها على ألنت والتلفزيونات ،وتهدف إلى ترويع الشعب والأهلي في منع أبناءها من الخروج للتظاهر، والهدف الثاني الذي يهدف إلى إثارة روح الانتقام لبعض الشباب كردة فعل من اجل تأجيج روح الطائفية الذي يحاول النظام إشاعتها.

7- لم ينجح قراصنة النظام في احتلال المواقع الالكترونية ورفع صور الأسد عليها تحت كلمة بنحبك بالوقت الشوارع الذي يأز الشارع السوري ويصرخ مابنحبك مابنحبك ...ارحل عنا أنت وحزبك...

8- اختراق الميل الالكترونية وإرسال رسائل تهديد ومحاولة التلاعب بعناوين المشتركين.

9- إرسال معلومات للمواقع الكترونية كاذبة من اجل تضليل كامل للمواقع والمشتركين فيها.

 

التلفزيونات السورية ودورها في التشبيح الاعلامي:

 تستخدم وسائل الإعلام الرسمية السورية تعبيرًا مختلفة في نشرات إخباره العادية وإخبارها العاجلة مصطلح أطلقت عليه في تسمية مختلفة للمتظاهرين والمحتجين اسم" المندسين أو المخربين والسلفيين والإرهابيين والعصابات المسلحة" المرتبطين بمؤامرةٍ خارجيةٍ والتي تحاول سورية من خلال إعلامها وأفلامه المركبة وفبركنه اليومية للإخبار اليومية إقناع العالم العربي والعالمي تبني وجهة نظر النظام السوري، من خلال بث الصور الكاذبة و لقاءات شهود العيان التي تم سرقته عن بث القنوات الممنوعة من تغطية الأخبار السورية بان الحقائق الذي يرسمه زمر المخابرات والمأجورين في حين يقول المعارضون إن هذه التسمية ليست سوى محاولة لتقديم المبرر لاستخدام الحل الأمني ضد الاحتجاجات المناوئة للنظام، لقد فشل أعلام النظام السوري من تسويق أفكاره وإقناع الناس بها بسبب تطور وسائل الاتصال الاجتماعي وقدرة الناس السريعة على استعمالها وكذلك وجود الانترنت،والهاتف الجوالة وقدرتها على تصوير صور هامة وإرسالها مباشرة للقنوات الفضائية، والانترنت التي يتم عرضها مباشرة دون الاستطاعة على منتج هذه الصورة والتلاعب فيها، و يتم بثها كما هي، وهذا ما شكل إربك فعلي للنظام السوري، في عدم القدرة على تكذيب هذه الوثائق التي أضحت موجودة بأيدي ناقدي النظام. لقد فشل الأعلام السوري من السيطرة على العقول والقلوب بين الجماهير العربية والدولية بالرغم من محاولته الدوؤب للدخول في معركة الأعلام للسيطرة على العقول ،وفشلت اللعبة السورية ،بطلتها الجميلة، ولغتها الانكليزية الطلقة من اقنع الغرب والعالم الذي استهزئ من هذه المديرة المضحكة، ومن عرض مواضيعها المضحكة بقناعهم بنظرية المؤامرة ،لقد فهم الأعلام السوري اللعبة العلمية من خلال إقناع النظام بالتكتم على المعلومات وعدم نشرها والعمل على فبركة إخبار ومواضيع كاذبة قطع الرؤوس وإطلاق النار على الجيش وقتل الجنود ورميها في نهر العاصي أو تصوير معركة جسر الغور،لقد أوقع الأعلام السوري نفسه في غباء الخبرة المهنية الذي يفتقدها لمواجهة تطور وسائل الاتصال الاجتماعي التي تسيطر على القرن 21 والجمهور العربي جزاء منها.

الشبيحة الاقتصادية:

كذلك تفشت ظاهرة التشبيح الاقتصادي وسيطرة العصابات المدعومة سلطويًا على مختلف الفعاليات والنشاطات الاقتصادية خارج إطار القانون والمنافسة الشريفة، وظاهرةُ التشبيح الثقافي بفرض رموزٍ ثقافيةٍ بالقوة، وظاهرة التشبيح ألإفسادي بحماية رموز الفساد والفاسدين وترقيتهم.

"فالشبيحة" الاقتصادية هم مجموعة من العناصر المسلحة التي ينظر إليها السوريون على أنها فوق القانون، إذ تقوم هذه المجموعة بأداء مهامها "لإخضاع المواطنين" لكل طلباتها، لكن تحت رعاية أجهزة المخابرات وقوى الأمن والسلطات الرسمية، كما يمكن وصفها بأنها نسخة من عصابات المافيا الإيطالية، لكن بحماية خفية دائمة من النظام. بدأ ظهور"الشبيحة" في المصطلح السياسي في سورية بعد العام 1975، أثناء دخول القوات السورية إلى لبنان، على يد "مالك أسد ""ابن الشقيق الأكبر للرئيس الراحل حافظ الأسد"في أول عمليات تهريب المخدرات من لبنان إلى سورية باستخدام سيارة بلوحات من أحد أجهزة المخابرات السورية،وينفذون عملهم ك "الشبح" في دلالة على أنهم أشخاص ينفذون مهامهم دون أن يراهم أحد أي كالأشباح.

 ثم تزايد ظهورهم وتطورهم من مجرد مهربين إلى عناصر مسلحة، يتم اختيار أفرادها بعناية فائقة من أشخاص لهم صفات مميزة، محدودي العقل والثقافة، لهم بنية قوية وجسم ضخم، يتم تدريبهم تدريبا قتاليا عاليا، ويكون ولاؤهم المطلق لزعيمهم، الذي غالبا ما يسمونه "المعلم" للإشارة إلى قائدهم، وهو نفس التعبير المستخدم عند أفراد أجهزة المخابرات عند الإشارة إلى رئيس الفرع.تنوع التهريب ليشمل المخدرات والخمور والأسلحة والسيارات المهربة والمسروقة وقطع الغيار والأجهزة المنزلية وكل ما يمكن بيعه في سورية، بعدها امتد التهريب بين سورية وقبرص ولبنان وتركيا، واتخذوا موانئ طبيعية على الساحل لتكون مراكز التحميل والتفريغ وإعادة التصدير، وأحيانا يستخدمون الموانئ الرسمية ويتم ذلك بالتعاون مع الإدارات الرسمية عن طريق قطع الكهرباء لمدة كافية للتفريغ والتحميل، مما أدى ببعض العناصر إلى أن تمارس نشاطات أخرى، وفتح مكاتب لها في اللاذقية وجبلة وطرطوس لممارسة كل الأعمال "غير المشروعة، بالإضافة إلى إعادة المسروقات مقابل نصف قيمتها وأحيانا بكامل القيمة أو أكثر مثل السيارات الفاخرة للسياح والمصطافين أو المغتربين التي تحمل لوحات غير سورية، فأصحابها الحقيقيون يدفعون أكثر من قيمتها الحقيقية لإخراجها من سورية لئلا يضطروا لدفع غرامات باهظة تفوق قيمة السيارة عدة مرات في حال عدم إخراجها"،وأضافت المصادر أن من المهام الأخرى "للشبيحة "فض الخصومات بين الناس والحكم لصالح من يدفع أكثر، ومشاركة جميع المخلصين في الجمارك في معاملاتهم بفرض نسبة مالية على كل معاملة تخليص جمركي، وفرض نسبة إضافية على التجار المستوردين، وفرض رسوم مالية على كل شاحنة تخرج من ميناء اللاذقية أو ميناء طرطوس".

وتشير بعضُ المقالاتِ إلى أن تفشي ظاهرةَ "الشبيحة" في سوريا اتسعت بشكلٍ تحولت معه إلى سمةٍ عامةٍ تتخذُ أشكالاً عدةً منها التشبيح السياسي والمقصود به ممارسات السلطات بحق النشطاء والمعارضين بزجهم في السجون، ومحاكم استثنائية خارج إطار القانون، ومنع سفرهم واستدعاءهم وتهديدهم. وكذلك بروزِ ظاهرةِ التشبيحِ القضائيِ باستخدامِ القضاءِ أداةَ لابتزاز المواطنين لشراء حريتهم وحقوقهم.

 هؤلاء "الشبيحة "هم الذين يرتكبون الجرائم العظمة في سورية وضد شعبها وتاريخها العريق،بحماية مباشرة من أركان النظام والدولة التي ترعى هذه العصابة المتحكمة في كل مقومات المجتمع السوري وبكل مفاصل الحياة السياسية ،الإعلامية ،الدبلوماسية،الإدارية والحزبية ،الثقافية ،الفنية ،الأمنية والعسكرية التي يبنى عليها النظام السوري الحالي .

*صحافي وباحث إعلامي،و مختص بالإعلام السياسي والدعاية.

Dr_izzi2007@hotmail.com

========================

الخطوات الميدانية في الداخل و المهجر لاسقاط طاغية دمشق

لافا خالد

انحناءة...انحناءة، حد ملامسة الشفاه لكعب أحذيتهم كي يعبروا صوب زرقة السماوات وعمق الوطن .

انحناءة ... انحناءة حد التيمم بتراب عالق بإقدامهم، لأنهم سقطوا كي ينهض الوطن.

هنا سوريا، رددوا معي " هنا سوريا" لان الحقيقة السورية تقول "أينما نكون فنحن فيها " لان البطولة فيها مختلفة، والطفولة أشبه بالمعجزة، أو رأيتم ذاك الشهيد الذي ابتسم، وتلك الطفلة التي رفضت أن تغمض بقايا عينيها رغم بارود القناصة الفاشي الذي فجر عينها الأخرى....

ذاك الشهيد، بقي مبتسما لأنه رأى النصر في المسافة، مابين جسده الدرعاوي ورصاصات الأشباح بهيئة أشباه الرجال .... تلك الطفلة، لم تغمض المتبقي من عينيها لتقول للجميع" أنا الشاهدة والشهيدة... شاهدة على القتلة واشهد بما يفعله الأهل وهم في منتصف الثورة".

أن تنطلق الثورة وبشكل سلمي وفي ظل نظام هو الأكثر تركيزا وتموضعا للقمع وفيها، أن تنطلق الثورة رغم حصار الصمت العربي والإقليمي والعالمي هي "ثورة ضمن المشهد الثوري الذي نعيشه" تلك الخصوصيات هي الحالة السورية التي أدهشت العالم الذي اعترف بشجاعة شعبنا قبل أن يقول للدكتاتور ارحل.

عن الثورة، القوى المؤثرة فيها، برامج وأهداف تلك القوى،الموقف الإقليمي والدولي،جدل العام والخاص، طبيعة النظام السياسي المقبل واليات عمله، كلها أمور تبقى شاغلة ثورتنا كما بقيات ثورات الشعوب والطبقات.

هي ثورة ديمقراطية، ثورة تُدخلنا في صيرورة التاريخ بعد أن همشنا النظام واختصرنا في فكر حزبه الفاشي الزائل بعون الله وإرادة الشعب ، هي ثورة إنسانية لأنها تجعل من الإنسان قيمة عليا ومعياراً لكل القيم.

 بالتأكيد هناك قوى تريد أن تصادر الثورة أو تنقلها حيث فضاءاتها الفكرية ومصالحها الطبقية ، التجربة المصرية وقبلها التونسية أكدت وبما لا يقبل الشك إن ثورات الشباب تبقى تحمل في أجندتها مقدمات لثورات أخرى لان هذه الثورة هي ثورة الشباب وان تخندق معهم الأحزاب وكل هذا المجهود والدماء الطاهرة التي سالت ستودي بالطاغية وأشباحه من أشباه الرجال إلى النهايات الحتمية عاجلا وليس آجل

القوى التي انطلق الثورة ومازالت تتحكم في مسارها وتبقى لحين إسقاط النظام هم الشباب مع عدم تجاوز دور الأحزاب.

عام الثورة هي الهوية الوطنية لكل السوريين بمن فيهم من جرد من هويته الوطنية بقرارات الإحصاء، العام والمشترك هو حدث سوري وانتفاضة سورية، ومتغيرات مقبلة ستحل مشكلة المواطنة من خلال دولة القانون وحقوق الإنسان، خاص الثورة تتمثل ابرز عناوينها في حقوق القوميات غير العربية ومنهم شعبنا الكوردي، إن دمقرطة خطاب العام والخاص سيجعل من العلاقة بينهما تناغما ، علاقة تكاملية واغنائية إحداهما للآخر وخلافها فان أية محاولة لإعادة إنتاج الفكر والممارسة القمعية مع خصوصيات الهوية في سوريا يعني إعادة لإنتاج النظام القديم بمسميات مختلفة. لذا فان المطلوب منا هو العمل على دمقرطة الخطاب السوري كي يعترف بخصوصيات الهوية لكافة مكونات الشعب السوري والعمل في ذات الوقت على محاربة النزعات القومية الضيقة الأفق من قبل أي طرف كان .

الموقف الإقليمي والدولي ومع تصاعد حركة الاحتجاج وعدد الشهداء وجرائم النظام بدا يتغير لصالح شعبنا وصار الموقف أكثر جرأة وشجاعة مع عدم إهمال عداء وانتهازية بعض القوى الإقليمية.

عن شكل النظام والدستور وحقوق كل السوريين في البلاد ،هناك توجهان الأول يطالب بعدم فتح أي ملف خلافي والتركيز على الثورة يقابله موقف يطالب بتحديد تفاصيل ومفردات المستقبل، حقيقة إن الثورة هي عملية تغيير ذاتية قبل أن تكون تغييرا للآخر وللنظام... على قوى الثورة أن تختلف عن خطاب السلطة من مختلف القضايا، عليها أن تعلن بوضوح موقفها من الخطوط العامة للغد السوري، لا يمكن تصور الغد الديمقراطي لسوريا دون أن يتحقق للجميع حقوقهم القومية المشروعة ضمن سوريا ديمقراطية واحدة.

ما لذي يمكننا عمله في المهجر من اجل اختصار زمن المعركة ومن ثم تقليل عدد الشهداء وإعلان النصر النهائي بإسقاط النظام؟

يجب ان نعترف رغم حقيقة الظرف الخاص وخصوصيات الوضع في المهجر بان التحركات رغم أهميتها لم تكن بحجم الثورة، صحيح هناك ظروف موضوعية ولكن الظرف الذاتي مقصر أيضا وعلينا الاعتراف، لا يمكن تحريك الرأي العام الأوربي بمظاهرات متناثرة هنا وهناك وتضم العشرات والمئات بل حتى لا يمكن نقل الصورة لوسائل الإعلام الأوربية كمحددة للوعي الجمعي الأوربي.

بدون حل إشكالية تشتتنا نبقى أسرى العواطف والانفعالات اللحظوية، بدون تشكل مجالس الجالية السورية في كل الدول الأوربية لا يمكننا الارتقاء بعملنا بدون إنشاء لجنة التنسيقيات الشبابية السورية الموحدة يبقى عملنا مشتتا.

علينا الشروع الآن وليس غدا بتشكيل مجلس الجالية واللجنة الموحدة للتسيقيات الشبابية دون مصادرة حق احد بالمشاركة أو وضع محرمات وممنوعات على هذا الطرف أو ذاك.

هناك حقيقة أخرى أود أن أسلط الضوء عليها وهي مشكلة حجم المتظاهرين، لا ننكر أن الزمن الثوري في أوربا هي في حالة تراجع حتى للقوى اليسارية والديمقراطية فيها فكيف الحال لجالية وبعدد معلوم لديكم. يمكننا ابتكار وسائل جديدة للتأثير في الساحة الأوربية، إقامة خيمة تضم عدد من الشابات والشباب في الساحات الأوربية وضمن حملات الإضراب عن الطعام له تأثير كبير، إقامة معارض لصور الجرائم لها تأثيرها.. علينا أن نبتكر أساليب عمل جديدة لان ثورة الشباب هي جديدة بكل معنى الكلمة.

أعود للجانب الكوردي من انتفاضة شعبنا السوري ، علينا واجب وطني وقومي بفك الاشتباك الحاصل بين الأحزاب والشباب او بعض من الاحزا ب مع البعض من التنسيقيات.. على الأحزاب الكوردية أن تدرك إن عمقها الاستراتجي هي الحركات الشبابية، وفق تلك الحقيقة يجب أن تعترف بان الحركة الشبابية جزء من الحركة الكوردية وعلى التنسيقيات أن تكف عن جلد الذات لان نظاما قمعيا دمويا اقصائيا فاسدا كما النظام في سوريا يعني تغييبا كاملا للحياة السياسية وهذا يؤثر حتما على عمل تلك الأحزاب ونشاطها..علينا واجب الحوار مع الأحزاب الكوردية .

========================

"الجريمة والعقاب"

عريب الرنتاوي

كان الأحرى بالسلطة الفلسطينية، ومن خلفها جميع الدول العربية، أن تتجه لمحكمة العدل الدولية للطعن في "شرعية" الحصار الإسرائيلي الجائر لقطاع غزة...لكن أما وقد جاءت المبادرة من رجب طيب أردوغان، فليس أقل من أن تقف هذه الأطراف، بقوة وصلابة خلف المسعى التركي، وأن تمده بكل ما يحتاج إليه من أسباب القوة والدعم.

 

وكان الأحرى بالقيادة الفلسطينية، ومن بعدها، قيادات عربية على أرفع المستويات، أن تتقاطر إلى القطاع المحاصر، في مسعى يتخطى الشعارات و"اللفظيات"، إلى الخطوات العملية الملموسة، لفك الحصار السياسي والدبلوماسي المضروب حول القطاع، ولكسر "البلطجة" الإسرائيلية المنفلتة من كل عقال....وما كان ينبغي لقيادات الشعب الفلسطيني والأمة العربية، أن تترك للصحف أو وكالات الأنباء أمر وصف الزيارة المحتملة التي ينتوي أردوغان القيام بها لغزة عبر معبر رفح، بأنها الأولى من نوعها، لا لمسؤول تركي رفيع فحسب، بل ولمسؤول رفيع على الإطلاق.

 

لكن الحصار الذي تجرع الغزييون كأس مرارته لأكثر من سنوات خمس عجاف، كان في جزء منه على الأقل، "صناعة فلسطينية – عربية"، ساهم كثير من الناطقين بلسان الضاد، في فرضه وإحكام شروطه وقواعده...وضمان تنفيذه على الأرض وفي البحر والسماء...ألا تذكرون سنوات الذل على معبر رفح...والحرب الضروس على الأنفاق...والأسوار الفولاذية التي كان مقرراً لها أن تحجب عن أهل القطاع، حبة الدواء ولقمة العيش وقطرة الماء.

 

أيا يكن من أمر...فإن تركيا اليوم، تطلق "هجومها المضاد" سياسياً ودبلوماسيا وحقوقياً، ضد الغطرسة الإسرائيلية، وثمة ما يشير إلى أن أنقرة قد اعتمدت "خطة تصعيد تصاعدية"، ضد دولة الاحتلال، تبدأ بطرد السفير الإسرائيلي، ولا تنتهي بمطاردة القتلة في كافة المحافل الدولية...وعندما تتحرك تركيا على هذا الصعيد، فإن لحركتها وزن وصدقية، لا تتوفر لدول عديدة في هذه البقعة من العالم...وقد آن أوان البحث مع تركيا والتنسيق معها، في شتى ميادين "الحراك السياسي والدبلوماسي والحقوقي" ضد الاحتلال والعنصرية والاستيطان و"العربدة".

 

وإذ يتزامن "الهجوم التركي المضاد" على الغطرسة الإسرائيلية، مع أول مواجهة بين إسرائيل و"مصر ما بعد مبارك" على خلفية جريمة القتل العمد لجنود وضباط مصرين، وبدم بارد، جرياً على "تقاليد العسكرية الإسرائيلية الراسخة"، فإن المرء لا يقوى على مقاومة إغراء المقارنة بين الأداءين، المصري والتركي، والفارق بينهما هنا، أكبر من أن تخطئه العين المجردة.

مصر فقدت كوكبة من جنودها وضباطها، في حادث ليس الأول من نوعه...لم تجر لهؤلاء مراسم تشييع تليق بهم وبكرامة بلدهم، وبما يكفي لتوجيه "رسالة" إلى من يهمهم الأمر...مصر اكتفت بالتحقيق الإسرائيلي في الجريمة، ولا ندري إن كانت تبلغت بنتائجه فعلياً أم لا...وهي لم تطلب جديا، إجراء تحقيق دولي نزيه ومن قبل طرف محايد، حتى أنها لم تكن حاضرة أثناء التحقيقات الإسرائيلية الشكلية، مع أن العلاقة بين البلدين تسمح بذلك...مصر "لحست" قرار استدعاء السفير قبل أن يجف حبره، وبدل أن ترسل إشارات واضحة تعكس نيتها إتخاذ إجراءات عقابية، نراها تشييد أسواراً واقية حول "السفارة في العمارة"...هنا تظهر الدبلوماسية التركية القوية ضعف نظيرتها المصرية، وتُظهّره.

 

بالقياس مع تجارب سابقة لتعامل الدبلوماسية المصرية مع "حوادث" مشابهة (زمن مبارك)، كان الأداء المصري هذه المرة أفضل بكثير، وقد أشدنا به في حينه، وعزونا السبب إلى "ميدان التحرير"، بل وقلنا أن "شباب الميدان" هم الضمانة لتوفير رد مصري مختلف هذه المرة...هذا لم يحدث حتى الآن، أو لم يحدث بالقوة الكافية والكفيلة بتدفيع إسرائيل الثمن المناسب عن جرائمها، ولو لمرة واحدة.

 

نعرف صعوبات ظرف مصر الانتقالي...ونعرف إنشغالات قواها السياسية والاجتماعية في معارك بناء نظامها السياسي الجديد...كما وأننا نقرأ بدقة الفارق بين "تركيا اليوم" و"مصر اليوم"، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً...ولكن لا هذا ولا ذاك، يمنع القاهرة من اتخاذ خطوات عقابية، ومن ضمن الحدود التي يسمح بها القانون الدولي...نحن لا ندعو لحرب...ولا نطالب بقفزات في المجهول...نحن نطالب ب"المعلوم"، والمعلوم هنا أن من حق المعتدى عليه، أن يطالب بجلاء الحقيقة ومحاسبة المعتدي وإنصاف الضحايا...والضحايا هنا ليسوا شهداء الجيش المصري فحسب، بل وسيادة مصر وكرامة شعبها.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ