ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 09/08/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

ما الذي يريده النظام السوري: إبادة الشعب؟!

أ.د. ناصر أحمد سنه/ كاتب واكاديمي

ما الذي يريده النظام السوري من هذه المجازر التي يرتكبها؟. أهو جنون أم عبث أم كلاهما؟.

ما الذي يريده النظام السوري من إقترافه مذابح في دير الزور وحماة وحمص والرستن وحلب ودرعا وغيرها من محافظات ومدن وقري سوريا الحبيبة؟.

ما الذي يريده هذا النظام من قتل النساء والصغار والأطفال الُخدج فضلاُ غن الرجال والشباب بقطع الكهربا عن المشافي؟.

ما الذي يريده هذا النظام البوليسي من قصف المدن والقري بالمدافع الثقيلة والدبابات؟

 

ما كل هذا الإستئساد وهو أمام العدو الصهيوني نعامة علي شعب أعزل، يخرج بصدور عارية، يريد كرامته، وحريته، وتحرره، من المستبد المحتل الداخلي؟.

ما الذي يبغيه هذا النظام "البعثي" من تهجير الشعب السوري إلي تركيا ولينان والأردن، وتدمير بنيته الأسرية والإجتماعية والتحتية؟.

هل يريد البقاء علي ارض محروقة خالية من سكانها؟ ففي مَن سيتحكم ويقهر ويظلم ويستذل ويستعبد؟.

 

لقد قال الشعب السوري قولته: "الشعب يريد إسقاط النظام".

لقد حسم الشعب السوري الحر الأبي أمره: "السوري يرفع إيده بشار ما بنريده".

إنه صاحب الإرادة والشرعية يعطيها من يشاء وينزعها عمن شاء.

من إجل ذلك قدم السوريون التضحيات والشهداء والجئين والمشردين.

لقد تحمل السوريون عقوداً من تحكم "النظام البوليسي/ القمعي". لقد تحمل عقودا من القهر والظلم والبطش والقمع والفساد والإفساد والتهجير والتشريد ما تحمل.

لقد صبر وصمد وتحمل ما ينوء حمله الجبال.

 

هل يراهن هذه النظام الوحشي علي مثل ما فعله سابقاً في حماة، زمن الثمانينيات؟.

هيهات.. هيهات لم يعد الشعب هو الشعب، ولا الزمن هو الزمن، ولا المكان هو المكان، ولا المحيط الإقليمي والدولي كما كان.

 

الشعوب تبقي والنظم إلي زوال.

الشعوب تبقي والطغم الفاسدة المفسدة إلي مزابل التاريخ.

 

ألم يأتك نبأ ألبرتو فوجيموري، وأوجوستو بينوشيه، وسوهارتو؟

ألم ياتك نبأ حلفائكم تشاوشيسكو ومليسوفتش؟.

ألم ياتك نبأ الدكتاتور التونسي الهارب، ولمحكوم غيابياً؟.

ألم يأتك نبأ القاتل المذعور المختفي المتخفي الليبي؟.

ألم يأتك نبأ الطاغية المستبد المتخلي وهو علي سرير في قفص الإتهام؟. يتظاهر مستجلباً تعاطف لن يحصل عليه، بل محاكم عادلة لما أقترفت يداه؟.

ألم يأتك نبأ القاتل اليمني ومآله وما سيؤول إليه؟.

 

لقد جاء دورك، وحانت ساعتك.

 

كنت تراه "متفلسفا" ينظر إلي لا شيء ، يلقي دروساً في التاريخ وجدليته ، وهو الآن أبعد ما يكون عن ألف بائه؟.

هو الآن صفر العلامات في التاريخ والسياسة والإجتماع.، و"سينتظره مصير حزين" كما صرح أسياده الروس منقلبين بفعاله عليه.

فجراء ما يرتكب هذ النظام من فظاعات.. لم يعد الصمت الفردي والجمعي والإنساني والدولي ممكناً.

فبأي وجه ستتعامل دول العالم فضلاً عن الدول العربية مع الشعب السوري الباقي بعد إزاحته هذه النظام؟.

وبأي "صرامة" يا هذه ستقابلين وزير الخارجية التركي في زيارته الحاسمة المقبلة؟.

لن ينس الشعب السوري من سانده ووقف في صفه، ومن خزله.

ولن ينس السوريون من عاون نظامهم القمعي وأمده بكل الوسائل والعتاد ليوظفها في قهره.

الشعب السوري يستحق بعراقته وحضارته وعروبته وإسلامه دولة حقيقة لا نظاماً فاشستياً قمعياً عنصرياً عائلياً بوليسياً فاسداً مفسداً.

الشعب السوري مُنتصر علي قاتليه وجلاديه وشانئيه. وسيسترد حريته وتحرره وكرامته وسينهض من جديد.

تحيا سوريا حرة أبية.

تحيا سوريا حرة كريمة عصية علي القهر والإذلال والإستعباد والإنتهاب.

تحيا سوريا. وعاش الشعب السوري الحر الأبي الكريم، رغم أنف نظامه الذي فقد عقله، فلم يعد يعرف ما يريد.

nasenna62@hotmail.com

=======================

قطار النظام السوري والإعلام الكاذب

بدرالدين حسن قربي

الإعلام السوري من يوم يومه إعلام متميّز ومتفرد ومشهود له، وإنما مع ابتداء الثورة السورية المطالبة بإسقاط النظام زاد في جرعات التضليل والإفتراء بصورة غير مسبوقة، فوصل الأمر إلى منع كل وسائل الإعلام العالمية والعربية من تغطية الخبر السوري حرصاً على نقائه وصدقه ليبقى الخبر صناعة محلية خالصة كأسوأ أنواع منتجات النظام وأقبحها، حتى بات يُنادى عليه في المظاهرات الإعلام السوري كاذب، وصار قولهم: دخيل الله أوقفوا الكذب، مطلباً مضافاً إلى رحيل النظام. وقريباً من هذا الكلام أيضاً ماقاله بشار الأسد منتصف الشهر الماضي في لقاءٍ له مع وفد أهالي جوبر الضاحية الدمشقية الكبيرة الذين انتقدوا الإعلام السوري، وحدّثوه عن كذبه وتضليله وإثارته للفتنة، فوافقهم أن التلفزيون السوري لا يعمل بشكل جيد، فهناك مناطق نفى التلفزيون وجود مظاهرات فيها، وتبين لنا عكس ذلك.

 

ومع ذلك، فليس قطار الإعلام في كذبه ودجله بأحسن حالاً من القطارات الأخرى للنظام المهرهر أو المهتري منها والشغّال، ونستدعي حادثة القطار قرب مدينة حمص فجر السبت 23 تموز/يوليو الجاري دليلاً واضحاً على وجوب خروجها من الخدمة وقد انتهى عمرها الافتراضي منذ سنين طويلة، وأخذ النظام حقّه ومستحقه من عمر ملايين السوريين مما يستوجب عليه الرحيل، فيكفيه عشرات الآلاف ممن قتل من السوريين، وأمثالهم تعذيباً وسجناً، وأمثال أمثالهم تهجيراً ونفياً في الأرض طوعاً وكرهاً، بل يكفيه ماارتكبه في الأشهر الخمسة الأخيرة من الجرائم ليرحل ويرتاح منه الناس.

 

أقل مايقال في حادثة القطار أنها كانت فيلماً مليئاً بالأخطاء، سييء الإعداد ورديء الإخراج، نفذته سلطات نظام يودّع أيامه الأخيرة. أولها اختيار مكانٍ فيه سكك حديدية بديلة بجوار السكة التي تم تخريبها لتبقى حركة القطارات اللاحقة سالكة وهو أمر لايحرَص عليه المخرّب طبعاً إلا أن يكون عملاً مدبراً من قبل أجهزة رسمية متخصصة. وثانيها الصور الإعلامية التي أظهرت أن القاطرة الروسية الصنع المستخدمة كانت من الصنف المنسّق من الخدمة من العام 1995، وعربات الركاب أيضاً منسّقة منذ عام 1998، وأن القاطرة والعربات بجملتها مما ظهر في الصور مستقدمة من مقبرة السكك الحديدية في حلب لأداء دورٍ مرسوم في فيلم قبيح، يُراد منه انتهاءً اتهام المتظاهرين وتشويه صورة احتجاجاتهم السلمية، ومن ثمّ تبرير الممارسات القمعية للنظام وتوحشه في القتل والاعتقال وغيرها من الممارسات الظالمة. أما ثالثها فظنّهم أن المسّرح معدّ ومجهز، فتم إحضار المتفرجين من مراسلي وسائل الإعلام السورية وغيرها على غير العادة، وإنما لم يستطع أحد منهم البتة أن يرى أو يرينا ولو واحداً من مئات الركاب بل ولا أثراً لهم من متاع أو حقائب بجانب القطار المصاب مما يرى عادة في مثل هذه الحوادث.

 

بالمناسبة، ترتيب حادثة القطار وإخراجه عن سكته، وما قيل في المسألة على أية حال، يذكّرنا بما قيل عن تفجير كنيسة القديسَين في الاسكندرية عشية رأس السنة الحالية والاتهامات التي أطلقت، والاعتقالات التي كانت، وإنما بعد أربعين يوماً ليس أكثر، كانت تنحية مبارك عن الحكم. ومن ثم انكشف المستور، وبان أن وراء التفجير جهات رسمية مافياوية إجرامية وعلى رأسها وزير الداخلية وقتها. وعليه فإن أملنا كبير ألا تمضي أربعون يوماً على مافيا الجرائم السورية وشبيحتها أيضاً إلا وينكشف باطل قطار النظام الذي رتب له من قبل من اعتادوا الفبركة والتأليف والقتل والاعتقال والتعذيب، وتدور الدائرة عليهم، ويرى فيهم الشعب المضطهد يوماً أسود ينال فيه كل مجرمٍ منهم بسلطة العدالة والقانون جزاء مااقترفت يداه. فيوم العدل على الظالم المفتري وإن تأخر قدومه، ولكنه أشد من يوم الجورِ على المظلوم.

 

إن نظاماً يستقدم قطاراً بقاطرته وعرباته من مقبرة السكك الحديدية، ليرتكب جريمة ينسبها إلى مواطنيه، ويلبّسها عليهم، ليبرر بها فظائع جرائمه وتوحش مجازره وانعدام انسانيته، هو نظام راحل وباتجاه واحد إلى مقبرة الأنظمة كما هي مقبرة القطارات ولكن روحة بلا رجعة، لأن صحيح أمر السوريين ومعهم عشرات الآلاف من أرواح شهدائهم ممن قضوا بفعل جرائمه وحقيقة قرارهم ليس قطاراً عابراً بالقرب من مدينة ابن الوليد، وإنما قطار النظام المستبد جملةً بقاطرته وعرباته.

=====================

نعم يجب فضح الطائفية وتعريتها ..

عقاب يحيى*

تحمّست وأنا أقرأ بعض ما تكتبه الروائية، الديمقراطية سمر يزبك لجملة وردت في التعليق على جرأتها في تناول المخبوء الطائفي وهجوم بيئتها عليها.. وتساءلت : ألم يحن الوقت لتفجير هذه الدمامل التي تقذفنا بكل خوف المحظور؟، أليس طبيعياً أن يتصدّر " أبناء" الطائفة موكب التبرئة من نظام القتل وتعريته على المكشوف بعيداً عن هذه الحسابات التي لم تعد تساوي شيئاً بالقياس لما يتعرّض له شعبنا من حرب إبادية، واحتلال فاجر للمدن، وللمخاطر المنذرة التي تلوح في الأفق ؟..

 وبالمناسبة أحيي الصديق توفيق دنيا على جرأته في المبادرة إلى إصدار بيان،وبعض الأصدقاء، باسم الطائفة العلوية يتبرّأون من أفعال النظام الوحشية، ويحملونه المسؤولية في كل ما يجري، وفي النتائج المترتبة على فعله الفتاك، الذي تُشتمّ فيه رائحة طائفية تعبوية لا تخفى إلا على الذين ما زالوا يدفنون رؤوسهم في رمال التحليلات الطبقوية، والهروب من مواجهة الواقع مهما كان فجّاً، وأيّاً كانت العواقب الآنية لأنه يخدم الانتماء لوطن واحد، ويعزز الوحدة الوطنية بعيداً عن نفاق المجاملات، وألغام الشبهة، والقنابل الموقوتة ..

 إني أعتبر نفسي، ومن زمان طويل، متجاوزاً لكل انتماء ديني، أو مذهبي يخصني، وقد حاولت عمري، بجهد واع، التخلص من معيقات انتمائي الفكري والسياسي الذي لا علاقة له بالمذهبية، بل يرفضها قطعياً، بغض النظر عن إيماني بحق البشر في اعتناق ما يريدون، وما يؤمنون به، شرط ألا يكون عصيّاً في وحدة النسيج الوطني، ولا سيفاً للاستخدام ضد الآخر، أو أداة للحكم والتسييس والتجييش..

 ورغم فخري بمدينتي، ومسقط رأسي، وأهلي(ناس بلدي).. فالأكيد أنني المعني الآول فيما يخصني في تناول الظاهرات المرضية التي يمكن أن تهدد الوحدة الوطنية، فكيف إذا ما وصلت إلى الحكم والتحكم، وإبادة الآخرين برايات ملغومة ؟؟..

 هنا، ورغماً عن رفض تصنيفي في خانة ضيقة تنسبي إلى طائفة، أو بلدة، لأنني لست هكذا، ولا أمثل أيّاً منها، ولا أقبل أن أسجن في قفص ليس من اختياري(وهذا وضع وإحساس كثير المحسوبين على الطائفة العلوية بالولادة).. فإنه في حالات عينية، كالحالة السورية بمواصفاتها المعروفة، يصبح من واجب أبناء الطائفة، ومهما كان انتماؤهم السياسي، ومهما كان رفضهم، وربما تقززهم من هذا التوصيف، أن يكونوا طليعة المتصدين للظاهرة الطائفية، وأول من يعمل على تعريتها، ومحاربتها...وفقئ دمّلتها ونشرها في الهواء الطلق ..

 هذا ينطبق، بالتأكيد على جميع المذاهب والحالات الدينية، بما فييها حالات سنية طائفية تنظر إلى ما يجري، وإلى التعامل مع الآخر، وإلى المستقبل، والتغيير، والديمقراطية من هذا الثقب الفئوي الضيّق، والبعض يتمتّرس خلف أطنان حكايات وصراعات التاريخ، وآراء بعض الفقهاء المنحازين، والمتشددين لتكفير الآخر، وإخراجه من " الملة"، وكأننا نعيش قبل نحو ألف عام ..

 والبعض يثير الذعر بتصريحاته الطائفية الصارخة، وبمحاولة إلياس الثورة السورية لباساً دينياً خالصاً، وكأنها صناعة، وملكية، وحيازة " أهل السنة" في مواجهة العلويين والكفرة.. الأمر الذي يجعل الصيد ممكناً للنظام وأبواقه، كما يبعث الذعر والريبة في الأوساط الدينية غير السنية، مسيحية كانت أم إسلامية ..

 إن الثورة السورية الراهنة، في جوهرها، وأصالتها، ومنحاها العام، وبلوراتها الرئيس، هي : ثورة الشعب السوري كله لأجل الحرية، وهذا الكل يشمل جميع الفئات السياسية والقومية والدينية والمذهبية، بما فيها الفئات" الحيادية"، والمعارضة في هذا الوسط أو ذاك، في هذه الطائفة أو تلك.. لأن الحرية منظومة متكاملة، فسيحة لا يمكنها أبداً مصادرة حق الآخر، أي آخر، في التعبير والاعتقاد والمساواة.. ولأن الدولة المدنية الديمقراطية المنشودة، دولة المواطنة المتكافئة التي يصونها دستور وسلطة تشريعية منتخبة، وقوانين عصرية ناظمة.. لا يمكن أن تكون حكراً لأحد على حساب أحد ..

 ولأن معركة الشعب السوري تدخل منعطفاً حاداً بقرار النظام احتلال المدن وسحق الإرادة الشعبية.. فإن تعرية أركان استناده، ومنها التطييف والتجييش الطائفيين، ومحاولة توريط فئات شعبية علوية بسيطة في عملياته الإجرامية ضد الآخر..مهمة جميع الوطنيين السوريين، وأولهم المحسوبين اسماً، أو شكلاً، أو تحت أي مسمى، على الطائفة العلوية.. فقد آن الأوان لمواجهة وضع يُراد أن يكون سرطاناً قاتلاً لوطننا وأحلامنا، وإرادة شعبنا ..

*كاتب وروائي الجزائر

======================

حماة تهزم النظام بالضربة القاضية

مجاهد مأمون ديرانية

أخيراً ثأرت حماة من نظام الأسد وعصابة الأسد، فبعد ثلاثين سنة من الانتظار جاء يوم القصاص. حماة كانت ضحيةَ النظام الأسدي الكبرى في ذلك اليوم البعيد، ولكن الفلك دَوّار وما أكثرَ ما يتبادل الناس الأدوار، وها قد ساق النظام اليومَ حملتَه الغادرة على حماة ليقتلها ويقتل معها ثورة سوريا بأسرها، فصارت حماة هي مَقتَل النظام وستصير قبر النظام.

قبل خمسة أيام نشرتُ الرسالة الثامنة والعشرين من رسائل الثورة (حماة: المعركة الفاصلة)، وقلت فيها إن النظام خطا خطوة متهورة جداً وجازف مجازفة كبيرة للغاية باقتحام حماة، وقلت إن الضررَ الذي يُتوقَّع أن يصيب النظام من هجومه على حماة أكبرُ بكثير من أي عدوان سابق على مدن سورية أخرى لاعتبارات تاريخية وسياسية ونفسية متشابكة على المستويين الداخلي والخارجي. فأما على المستوى الداخلي فإن حماة بقيت جرحاً في ذاكرة الأمة منذ تدميرها الأول على يد المجرمَين الكبيرين، وقلت إن الأحرار لن يقبلوا بأن تتكرر المأساة مرة ثانية وهم أحياء… ولم يفعلوا، فقد انفجرت سوريا منذ ذلك اليوم كما لم تكن من قبل.

وأما على المستوى الخارجي فقلت إن حماة صارت مشكلة دولية، وقلت: “لذلك أتوقع أن تحرّك حماة السطحَ الراكد فتصنع في أيام قليلة أثراً يقارب ما صنعته الثورة كلها في عشرين أسبوعاً من قبل”. وقلت: “لقد وضع النظامُ السوري -باقتحام حماة- النظامَ العالمي كله على المحك”، وأيضاً: “باستثناء إيران وحزب الله وحكومة المالكي العراقية أتوقع أن يكون الضغط على النظام محل إجماع عالمي، بتفاوت في حجم الضغط ودرجته بالطبع”.

* * *

لقد توقعت أن يحرك اقتحامُ حماة العالمَ وأن يدفع إلى تحرّك دولي ضاغط، ولكني كنت مخطئاً، فالعالم لم يتحرك حينما اجتاحت الدباباتُ حماةَ قبل أسبوع، بل يبدو الآن مؤكَّداً أن الاستعدادات بدأت قبل ذلك بأسابيع، ولم يكن العدوان على حماة إلا الزرّ الذي ضغطه النظام السوري ليحرك الأحداث العالمية.

راقبوا المسلسل: صدر الإعلان الرئاسي عن مجلس الأمن يوم الأربعاء، وبعده انهمرت المواقف العالمية والعربية مثل الشلال. هذا عرض موجز لتلك المواقف بالتسلسل الزمني:

(1) البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن: إدانة الخرق الواسع لحقوق الإنسان واستخدام القوة ضد المدنيين من قبل السلطات السورية، ومطالبة السلطات السورية بالاحترام الكامل لحقوق الإنسان والتصرف بموجب واجباتها وفق القانون الدولي، والتأكيد على أن المسؤولين عن العنف يجب أن يخضعوا للمحاسبة.

(2) المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني: بات من الواضح في سائر انحاء العالم أن أعمال الأسد تضع سوريا والمنطقة برمتها في طريق خطير جداً. سوريا ستكون أفضل من دون بشار الأسد، والكثير من الأشخاص في سوريا والعالم باتوا يخططون لمستقبل لا وجود للرئيس الأسد فيه.

(3) وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون: النظام السوري مسؤول عن مقتل أكثر من ألفَي شخص. واشنطن تعتبر أن الأسد فقد شرعيته لحكم الشعب السوري. الولايات المتحدة ستحض الأوربيين والعرب وسواهم على ممارسة قدر أكبر من الضغط على نظام الأسد لكي يوقف قمعه الدموي للمحتجين المطالبين بالديمقراطية.

(4) الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف: حثّ الرئيسَ السوري بشار الأسد على تنفيذ إصلاحات والتصالح مع معارضيه، وقال إنه يخاطر بمواجهة “مصير حزين” إذا لم يفعل ذلك.

(5) وزير الخارجية الألماني: مستقبل الأسد السياسي أصبح وراء ظهره.

(6) رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان: ما يحدث في سوريا ليس مسألة سياسة خارجية، بل مسألة داخلية بالنسبة لتركيا التي لن تقف متفرجة. على تركيا أن تصغي للأصوات القادمة من سوريا وأن تسمعها وتقوم بما يجب عليها تجاهها.

(7) مجلس التعاون الخليجي: دول مجلس التعاون تعرب عن قلقها لتدهور الأوضاع في سوريا وتدعو إلى الوقف الفوري لأعمال العنف.

(8) أمين الجامعة العربية نبيل العربي: دعا السلطات السورية إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والحملات الأمنية، معرباً عن قلقه المتزايد وانزعاجه الشديد من تدهور الأوضاع في حماة ودير الزور.

(9) جامعة الدول العربية: الجامعة العربية تطالب بوقف فوري للعنف ضد المدنيين في سوريا.

(10) الملك عبد الله بن عبد العزيز: إن ما يحدث في سوريا لا تقبل به المملكة العربية السعودية، واليوم تقف المملكة العربية السعودية تجاه مسؤوليتها التاريخية نحو أشقائها مطالبة بإيقاف آلة القتل وإراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان.

(11) السعودية: المملكة تستدعي السفير السعودي في سوريا للتشاور.

(12) الكويت: استقالة سفير الكويت في سوريا قائلاً: أرفض مواصلة عملي كسفير في ظل ما يحدث في سوريا.

(13) الأردن: اعتبر وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن ما يجري في سوريا أمر مقلق ومؤسف ومحزن، داعياً إلى الحوار والإصلاحات من أجل الخروج من الأزمة.

(14) الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: يحثّ الرئيس السوري على الكف فوراً عن استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين.

(15) الفاتيكان: دعا البابا بنديكتوس السادس عشر إلى وضع حد للعنف في سوريا مناشداً المنظمات الدولية المساعدة على إنهاء إراقة الدماء.

(16) أعلن إصلاحيو إيران تضامنهم الكامل مع الشعب السوري المطالب بالديمقراطية، وقالوا إن الشعب الإيراني يقف إلى جانب شقيقه الشعب السوري للتخلص من الديكتاتور.

* * *

 قد كان الكل بانتظار هذه الغلطة الكبيرة، اقتحام حماة، وها قد ارتكبها النظام السوري أخيراً. لقد ارتكب الخطيئة الكبرى التي أوثقت الحبل حول رقبته المتهالكة وحكمت عليه بالإعدام. أخيراً انتقمت حماة من قاتلها!

يبدو جلياً أن أميركا قد جهزت المسرح بشكل جيد وأنها حرّكت كل المفاصل القابلة للحركة في الآلة الضخمة التي تستطيع تحريكها على مستوى العالم. لقد استكملوا مَدّ الغطاء لتحرك دولي واسع. من الواضح أن الحكم قد صدر على النظام بالإعدام، وبقي السؤال الكبير: كيف سيتم التنفيذ؟

العالم العربي والإسلامي راقب بصمت ما يجري في سوريا منذ مئة وخمسين يوماً، فلماذا هذه اليقظة المفاجئة الآن؟ قبل أسبوعين كان أمين الجامعة العربية في سوريا حيث أدلى منها بتصريح رفض فيه ما وصفه بالتدخل الأجنبي، كما أعرب عن ارتياحه لبرنامج الرئيس الأسد الإصلاحي! هل أتاه زائر في المنام أم نزل عليه الوحي والإلهام فبدا له فجأة ما لم يكن يدرك؟ الآن استيقظ وزير الخارجية الأردنية من سُباته ليفكر بالمشكلة السورية؟ أليس هو الجار القريب، الباب على الباب كما يقولون؟ الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي… كل هؤلاء أين كانوا طوال مئة وخمسين يوماً خلت؟ أم أن هذه هي الترجمة العربية لجملة كلنتون الإنكليزية: “الولايات المتحدة ستحضّ العرب على ممارسة قدر أكبر من الضغوط”؟

وماذا عن الموقف السعودي؟ لا بد للذين يعرفون السياسة السعودية أن يلاحظوا فوراً أن هذه اللهجة غير مألوفة أبداً على مستوى السياسة الخارجية السعودية. ولماذا الملك؟ هذه سابقة غريبة وتدلّ على تجهيز كبير لعمل كبير. الخارجية هي المسؤولة عادة عن معالجة ملفات الدول الأخرى، ووزير الخارجية السعودي ليس وزيراً من الحجم العادي، فلماذا قفز الموقف السعودي من فوقه إلى الملك مباشرة؟ هل هي خطوة رمزية لقيادة موقف إسلامي على مستوى الدول، أم أنه تهيئةٌ لدور سعودي كبير في حل الأزمة؟

ثم انظروا إلى هذا الخبر: “مسيرات ضخمة تشهدها الرياض في شارع التحلية شارك فيها أبناء الجالية السورية تعبيراً عن سعادتهم بالخطاب”. ألا ترون هذا المشهد غريباً في المملكة التي لا تسمح بمثل هذه المَظاهر في أي مناسبة سياسية سوى احتفالات اليوم الوطني؟

* * *

هذا الحشد كبير جداً، والتحرك سريع جداً، وهو يدل على أمر كبير جداً في الطريق، أمر سوف يتكشف خلال أيام وليس خلال أسابيع، ربما خلال خمسة أيام إلى عشرة على الأكثر.

لقد أثار الأوربيون المعلّمَ من قبل فقرر مسح أوربا من الخريطة، ثم أثاره الأميركيون بتصريحاتهم عن “سوريا بعد الأسد” فأعلن أن سوريا بدأت بالتفكير في “أميركا بعد أوباما”. وهذه بثينة شعبان ترد على الأتراك اليوم: إذا كان وزير الخارجية التركي قادماً لنقل رسالة حازمة فإنه سيسمع كلاماً أكثر حزماً!

يبدو أن تركيا هي رأس الحربة في المشروع الدولي لحل الأزمة السورية، فماذا سيحمل وزير الخارجية التركية لدمشق؟ التكهنات كثيرة، ومنها طلب صريح من الأسد بالتنحّي الفوري. وماذا أيضاً؟ ما هي التصورات (السيناريوهات) المتوقعة؟ هل عثرتُ أخيراً على حل للّغز الذي فكرتُ فيه طويلاً: كيف خرج هيثم المالح من سوريا؟ ربما، وربما عثرت معه على أجوبة أخرى لألغاز عديدة كانت تتشكل في فضاء الأزمة السورية خلال الأسابيع الأخيرة.

سأناقش هذا كله في رسالة آتية، لعلي أرسلها في الغد أو غداةَ الغد بإذن الله.

====================

من حقنا أن نقول: لا

علي نافذ المرعبي - باريس

بعيداً عن إتخاذ موقف مما يجري في سوريا، مع أنه حق أي عربي وليس سورياً وحسب أن يتخذ موقفاً واضحاً وصريحاً مما يجري، و بعيداً عن التحليل السياسي لحق أهلنا في سوريا الحبيبة، بالإصلاح و التغيير ...و لحقهم بكرامتهم الإنسانية و الوطنية. و بعيداً عن إدانة آلة القمع الوحشية التي تعيث قتلاً بحق متظاهرين مسالمين، وترويعاً للأهالي في جل المدن و البلدات و القرى على امتداد الوطن، و اعتقالات تعسفية طالت الآلاف، و الإذلال المهين لهم

 

المسلمات الوطنية، تتيح للشعب السوري ان يقول لا.. و تفرض علينا واجباً أخلاقياً بأن نتضامن معهم و أن نقول لا. هذه المسلمات، بديهة أكبر من أي موقف. و تحتم علينا بألف باء القيم، أن نرفع أكفنا منددين بدوامة الإجرام لنظام دمشق. و أن نؤشر بسبابتنا على الإنتهاكات الصارخة..و أن ننحني بإجلال وشرف أمام الدماء التي تسيل في سوريا..شهداء وجرحى

 

من حقهم ان يخرجوا إلى الشوارع لإبداء رأيهم. من حقهم ان يتظاهروا .. ومن حقهم علينا أن لا نصمت.. و أن لانبقى متفرجين، وكأن ما يجري هناك في كوكب آخر؟! سوريا الشعب و الحضارة و التاريخ المشرف و الوطن الغالي شئ، و النظام الفاشي المجرم المرتد و العميل شئ آخر..سوريا العروبة التي شرفتنا، لا علاقة لها بنظامها الذي أهان شرفنا وشرف عروبتنا

 

كنت واحداً من كثيرين، حتى الأمس القريب، نستغرب عدم تحرك الشارع السوري منذ أمد بعيد - على غرار مانشاهده الآن - لإحداث التغيير المطلوب و أن يعيدوا لسوريا وجهها العروبي النضالي الأصيل ... للنظام السوري، ومن يقف معه أو خلفه، أقول: هذه سوريا وهذا هو شعبها، كنتم واهمين في المرحلة السابقة من استكانة الشعب السوري الأصيل.. لأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة..وهاهي العاصفة أتت .. بنيتم "حساباتكم" على "استكانة مرحلية" لأهلنا في سوريا، و لم تقرؤا جيداً التاريخ..تاريخ سوريا وشعبها المعطاء.. "حساباتكم" الخاطئة قادتكم إلى الوهم. و إلى الإيغال بدماء شعبها، و إذلال كرامته الشخصية و الوطنية و القومية، وحانت ساعة الحق والحقيقة، و هذه لحظة التاريخ قد أزفت ... كل أوهامكم وحساباتكم سيذريها شعب سوريا العظيم في مهب الريح. و ماعليكم إلا الرحيل، و أن تتركوا سوريا لأهلها، لإعادة البوصلة إلى إتجاهها الصحيح

 

غطرسة القوة و القمع و القتل الدموي، لن تنفعكم بعد الآن..خرج عليكم حتى الأطفال والنساء والشيوخ، فما بالكم برجالها، ونعم الرجال أنتم ياسوريين .. أجهزتكم و أمنكم ومخابراتكم السيئة السمعة و الصيت، لن تستطيع الوقوف أمام إرادة ثورة شعب سوريا

كل الزيف والنفاق الذي تشدقتكم به، منذ "الصمود والتصدي" إلى مرحلة "الممانعة" يتكشف الآن عن حقيقة نظامكم المرتد

دماء اللبنانيين والفلسطنيين والعراقيين، التي سالت أنهاراً، على أيدي هذا النظام، تنهض الآن من خلودها، لتلتحم مع دماء أهلنا في درعا وحماه وحمص، و تؤكد أن الدم العربي واحد. و أن المجرم القاتل واحداً أيضاً

سيأتي الآن أيتام وأهالي شهداء طرابلس و بيروت و صيدا و البقاع و يسألون هذا النظام الفاشي. لماذا أرتكبتم كل جرائمكم ضد أهلنا!؟

ستخرج عليكم حجارة تل الزعتر و نهر البارد والبدواي و عين الحلوة، شاهدة عيان وتاريخ أيضاً، وتدين مجازركم التي ارتكبت فيها

ستنتصب في وجوهكم نخيل و رمال العراق، و تدين خيانة هذا النظام منذ الحرب العراقية الإيرانية، إلى حفر الباطن و ما تلاها، و تحدق بإزدراء إلى النهاية المحتومة لنظام سوريا الخائن

و سيأتي الآن شعب سوريا بعد أن يطيح بالنظام كريماً كما عرفناه، شهماً كما عهدناه... أصيلاً كتاريخه، شريفاً كأصالته، ليصحح الخلل الذي حدث في غفلة من الزمن والتاريخ

فمرحباً بسوريا العائدة لحضن أمتها العربية..لتساهم في وأد مرحلة الذل و الهوان التي إنتابت أمتنا العربية..و ان غداً لناظره قريب..والأيام بيننا

======================

ايام السبوت والجمع تلاقح الربيعين العربي والاسرائيلي

عادل عبد الرحمن

ربيع الثورة الاسرائيلي انتجتة العوامل الداخلية الاسرائيلية، منها ازمة اسعار السكن، وازمة جهاز الصحة وغلاء المعيشة، ونقص الخدمات المقدمة من الدولة للمواطنين الاسرائيليين الى درجة التلاشي، واتساع الفارق الكبير بين الاغنياء والفقراء، وغياب القطاع العام نتيجة الخصخصة لكل اوجه الحياة، وارتفاع نسبة البطالة، وتنامي عسكرة الاقتصاد الاسرائيلي، وصب الجزء الاكبر من الموازنة على حقلي الاستيطان الاستعماري والتسلح ... الخ بعض العوامل له جذور في السياسة الاقتصادية الاسرائيلية كارتفاع موازنة الدفاع، التي تحتل تقريبا ثلث الموازنة العامة تاريخيا. ولكن بعض العوامل جديد بالمعنى النسبي كالخصخصة، التي اتسع نطاقها والتهامها لقطاعات الانتاج والخدمات العامة زمن حكومة نتنياهو عام 1996، ومنح امتيازات غير مسبوقة للبرجوازية الخنزيرية على حساب رفاة الشعب الاسرائيلي. إضافة الى استشراء الاستيطان الاستعماري في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، الذي إلتهم الجزء المتبقي من الموازنة، واطاح بإمكانية بقاء رفاة للمواطن الاسرائيلي. وهذه العوامل راكمت المزيد من البؤس والافقار والتفسخ الاجتماعي، حتى طغت التناقضات الاجتماعية في اللحظة الراهنة على التناقض القومي التناحري بين دولة الابرتهايد الاسرائيلية وشعوب الامة العربية عموما والشعب الفلسطيني خصوصا. وهوما عكسه احد شعارات السبت الماضي، الذي شهد اضخم مظاهرات الاحتجاج في اسرائيل، التي قارب عدد المشاركين فيها قرابة الاربعمائة الف مواطن، الشعار يقول:"ليس على القيادة ان تحارب الفلسطينيين وانما عليها ان تبني مجتمعا عادلا".

مع ذلك الربيع الاسرائيلي ليس بعيدا عن العوامل الاقليمية والدولية، فتأثير الربيع العربي جلي وواضح في عملية التلقيح للربيع الاسرائيلي. حتى باتت ايام الاجازات الاسبوعية السبت الاسرائيلي والجمعة العربية، ايام لتجديد الحرك الاجتماعي ضد انظمة الحكم هنا او هناك بغض النظر عن التباينات والاختلافات في الخصائص لكل شعب وثورة من الثورات. كما ان الازمة الاقتصادية المالية العالمية، التي اصابت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي لها انعكاس مباشر على الحالة الاقتصادية الاسرائيلية بحكم الترابط بين اقتصاد اسرائيل والاقتصادات الاميركية والاوروبية.

ومجموع العوامل الداخلية والخارجية تساهم في تأجيج ربيع الثورة الاسرائيلي، الذي تجاوز السبت الماضي تقديرات المنظمين له، مع ان الجماهير العربية داخل الخط الاخضر لم تشارك بفاعلية في حملة الاحتجاجات الجارية داخل اسرائيل، ومازالت حدود إسهامها ضيقا، رغم انها الاكثر تضررا (الجماهير العربية) من السياسات الاقتصادية الاسرائيلية، لا بل هي تقع تحت كاهل عمليات تمييز عنصرية قبيحة من قبل صناع القرار السياسي والاقتصادي الاسرائيلي. والذي يبدو ان عمليات التمييز، شكلت حتى الآن حاجزا قويا بين الجماهير العربية وحركة الاحتجاج الاسرائيلية (اليهودية). لكن المصلحة الوطنية والاجتماعية للجماهير العربية بكل طبقاتها وفئاتها وشرائحها الاجتماعية تحتم عليها الانخراط الفوري في تلك الاحتجاجات للعمل على اسقاط حكومة اقصى اليمين الصهيوني المتطرف من خلال الدعوة لانتخابات مبكرة. وتقع في هذا المجال مسؤولية خاصة على عاتق القيادات العربية داخل الخط الاخضر في تحفيز المواطنين العرب للنهوض من سباتهم والمشاركة الفعالة في حركة الشارع الاسرائيلي الايجابية والمتناقضة مع حكومة نتنياهو.

مستقبل حكومة إئتلاف اليمين الاقصوي الصهيوني في مهب الريح. والايام القادمة والسبوت الاتية وكرات لهبها المشتعلة تزج بقطاعات شعبية واجتماعية جديدة، فلم تتوقف حركة الاحتجاج على الطبقة الوسطى، بل انضمت لها الهستدروت ونقابة المعلمين والسلطات المحلية، بما في ذلك نسبة عالية من انصار الليكود شاركوا في المظاهرات الاكبر في اسرائيل في شارع روتشيلد والقدس وكريات شمونة وطمرة وحيفا ونتصيرت عليت، التي نصبت الخيام في المركز التجاري لمواصلة حركة الاحتجاج حتى ارغام حكومة نتنياهو على الرحيل سريعا. إلآ اذا قام نتنياهو بتقديم الرشاوي لقادة حركة الاحتجاج وافرغها من مضمونها الاجتماعي والسياسي.

الافق مفتوح على كل السيناريوهات المحتملة بما في ذلك محاولة نتنياهو واركان حكومتة خلط الاوراق من خلال حرف الانظار عن الاحتجاجات الى ميادين الحرب على غزة او جنوب لبنان. ولكن وبغض النظر عن الطريقة، التي سيدير بها نتنياهو المعركة مع المحتجين، فإن رسالتهم وصلت ولا يمكن للحكومة الحالية او اي حكومة قادمة ان تغض النظر عن فحوى الرسالة وهدف العدالة الاجتماعية ، الذي نادى به المتظاهرون طيلة الفترة الماضية.

a.a.alrhman@gmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ