ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 03/08/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

قراءة في غزوة خيبر (1)

الدكتور عثمان قدري مكانسي

الخروج إلى خيبر

قال محمد بن إسحاق : ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة - حين رجع من الحديبية - ذا الحجة وبعض المحرم ، وولي تلك الحجة المشركون ، ثم خرج في بقية المحرم إلى خيبر

 استعمال نميلة على المدينة

قال ابن هشام : واستعمل على المدينة نميلة بن عبد الله الليثي ، ودفع الراية إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وكانت بيضاء .

وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره إلى خيبر عامر بن الأكوع ، وهو عم سلمة بن عمرو بن الأكوع أن يرتجز، انزل يا بن الأكوع ، فحد لنا من هناتك ، قال : فنزل يرتجز برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :

والله لولا الله ما اهتدينا    ولا تصدقنا ولا صلينا

إنا إذا قوم بغوا علينـا    وإن أرادوا فتنة أبينـا

فأنزلن سـكينة علينـا    وثبت الأقدام  إن لاقينا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يرحمك الله ؛ فقال عمر بن الخطاب : وجبت والله يا رسول الله ، لو أمتعتنا به فقتل يوم خيبر شهيدا ، وكان قتله ، فيما بلغني ، أن سيفه رجع عليه وهو يقاتل ، فكلمه كلما شديدا ( جرحه جرحاً شديداً ) ، فمات منه ؛ فكان المسلمون قد شكوا فيه ، وقالوا : إنما قتله سلاحه ، حتى سأل ابن أخيه سلمة بن عمرو بن الأكوع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، وأخبره بقول الناس ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه لشهيد ، وصلى عليه ، فصلى عليه المسلمون .

إضاءة

1-        إن المجاهد لا يعرف الراحة ، فمهمّته الدعوة إلى الدين وحمل راية الحق ، فما إن عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة من الحديبية حتى مكث فيها أقل من شهرين ، أراح جنده من وعثاء سفرهم ، وأعدّهم لمهمّة جديدة .

2-        اغتنام الفرص من أولويات الداعية ، فحين أمِنَ المسلمون في صلح الحديبية مكرَ قريش في هدنة بين الطرفين انطلق يؤمّنُ حدودَ دولته الجديدة ومجتمعَ المسلمين من جهة يهود الذين ما فتئوا يتربصون بالمسلمين ، وكانت خيبرُ آخرَ حصونهم في الحجاز ، وهم على عداوته مصممون ، وفي تأليب القبائل عليه ما ضون.

3-        من أساليب القيادة أن ينيب النبي صلى الله عليه وسلم أحد المسلمين – في غيابه- على المدينة ، فلما انطلق بجيش المسلمين إلى خيبر – شمال المدينة بمئتي كيلومتر تقريباً – استعمل عليها ( نميلة بن عبد الله الليثي ) وذكر ابْنُ هِشَامٍ أنّ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم استعمله على خَيْبَر بعد فتحها . ونميلة هذا قتل مِقْيَسَ بن صُباَبة يوم الفَتْح، وهو من قومه وكان النّبي  صلّى الله عليه وآله وسلم  أهدر دم مقيَس لأنه قتل غيلة رجلاً من المسلمين قتل أخاه هشام بن صبابة خطأ ،ودفع المسلمون لأخيه مقيَس ديته ؛ فأخذها ثم رصد قاتلَ هشام حتى قتله وارتدّ، وهرب إلى مكة ،فلما كان يوم الفتح قتل نُميلة ُ مِقْيَسًا : وفي ذلك تقول أخت مِقْيَس:

 

 لَعَمْرِي لَقَدْ أَخْزَى نُمَيْلَةُ قَوْمَهُ فَفَجَّعَ أَضْيَافَ الشِّتَاءِ بِمِقْيَسِ

والحقيقة أنْ لا كرامة لمن يقتلُ مسلماً ثم يرتد إلى جاهليته ، نعوذ بالله من الغيّ والضلال .

4-        من أساليب التربية النبوية أن يحمّل القائد العظيم صلى الله عليه وسلم بعض جنوده الشجعان الأذكياء مهمّات يدربهم فيها على تحمّل المسؤولية فكان أن دفع رسولُ الله راية الجيش لابن عمه وصهره علي رضي الله عنه ، وسيمر معنا أنه رضي الله عنه كان أهلاً لذلك فهو فتى الإسلام وبطل الميدان.

5-        إن التشويق للجهاد والحضَّ عليه يرفع المعنويات ويدفع إلى المعركة بنشاط ويدفع السأم والملل والخوف . فهو أسلوب رائع يحفظ نفسية الجيش في أعلى المستويات ، وهذا ما فعله عامر بن الأكوع في رجزه المشهور الذي تناقله الخلف عن السلف . معان رائعة وصوت جهْوري وأداءٌ ممتاز . وما الأناشيد التي نسمعها في الثورات وهتافات الانتفاضات الشعبية ضد العدو الداخلي والخارجي إلا ثورة إعلامية لها دورها المتميز في شحن النفوس وتهيئتها للمعركة .

6-        يرى الرسول صلى الله عليه وسلم من صدق عامر بن الأكوع في هزجه ورجزه ما يثبت في قلبه أن هذا الرجل مودّع ، وينزل الوحي عليه يثبت ما وقر في نفسه صلى الله عليه وسلم من هذا الأمر ، فيبشره بلقاء الله تعالى بقوله ( يرحمك الله) ويسمع الفاروق هذه البشرى وكان يرجو أن يعيش هذا الرجل ليفيد في أجواء الجهاد أكثر فيقول : (وجبت والله يا رسول الله ، لو أمتعتنا به) ولكنّ الأمر كله بيد الله سبحانه . وما كان قولُ الرسول صلى الله عليه وسلم إلا البوحَ بقدر الله تعالى وإرادته.

7-        الهداية من الله ( لولا الله ما اهتدينا) وما علينا سوى طلب الهداية والسير في سبيله ، ويرى الله تعالى منا صدق التوجه – وهو الكريم الهادي – فيهدينا سبحانه ، وعلى هذا نفهم السؤال المتكرر كل يوم عشرات المرات ( اهدنا الصراط المستقيم ) . وما الثبات الذي رأيناه في ثورتي مصر وتونس ، وما نراه في ليبيا واليمن ، وما نزال نراه كل يوم في ثورة سورية أمام باطل الإجرام الدموي اليومي فيها إلا ثمرة الهداية الربانية للأبطال الميامين الذين يعلمون أن الحق عزيز ، وأن ثمن النصر غالٍ.

8-        يظن الناس كما ظن الصحابة الكرام أن الشهادة لا تكون إلا أن يُقتل الإنسان بسهم أو طلقة رصاص أو طعنة سيف بيد العدو ، إن وسائل الشهادة كثيرة كثيرة ، والنية واحدة ( الصدق مع الله تعالى ) فقد رجع سيف ابن الأكوع عليه فقتله ، فكان شهيداً ، بل إن المؤمن لينال الشهادة وهو على فراشه ما دام صادقاً في طلبها . قالها صلى الله عليه وسلم ( إنه لشهيد) فأكدها مرتين بإنّ ولام التأكيد . وشهداؤنا في هذا الزمن أكثر من أن يحصوا ، رحمهم الله وأجزل ثوابهم وألحقنا بهم شهداء .

===================

رمضان... و الثورة

معاذ احمد السراج

رمضان هذا العام يأتي بنكهة خاصة كما لم يأت من قبل ... ولطالما انتظره الشباب السوري الطاهر ...ليتقوى به وهو الطاعة العظيمة على آلة البطش ووحوش البشر ...فإي شئ أعظم من أن يلتقي المؤمنون على طاعة الله ويتجمعون لصلاة القيام ثم ينطلقون إلى ميادين الثورة ..ميادين الجهاد ميادين الشهادة والاستشهاد ...

المجرمون والمنافقون يدركون بحسهم الإجرامي ونزعتهم السادية ضد الخير والفضيلة ..يدركون ما تعنيه طاعة عظيمة كرمضان وما تعنيه صلاة الجماعة في رمضان ..وكيف لا يدركون ذلك وهم الذين أقضت مضاجعهم الجمعات و نالهم منها ما نالهم ..ولن يفوتهم كذلك وهم العريقون في النفاق والغدر ما يعنيه رمضان للأمة عبر تاريخها المجيد ...لذلك حاولوا عن طريق مشايخ السوء أن يدفعوا الناس عن رمضان بحجج واهية تافهة فأوقعوا أنفسهم في ورطة شرعية عمقت انحرافهم وزادت من قتامة صورتهم في عيون الناس وعند رب العباد ونعوذ بالله من سوء الخاتمة ...فشل مشايخ السوء ...ونسوا أنهم ارتكبوا جريمتين معا فشجعوا بسلوكهم المنحرف زبانية السلطة ليشنوا حربهم الدموية على المدن الآمنة ليلة رمضان ...نعم ليلة رمضان ...فاستبقوه بسفك دماء الآمنين وترويع الأطفال والنساء وبث الرعب في قلوبهم...ظنا منهم ..وقد خاب ظنهم ..أن هذا سيؤثر في قلوب الشعب الثائر وينال من عزيمته ...

شتان شتان بين من يقف في موضع الإيمان واليقين وينظر إلى الأشياء بعين البصيرة ويعيها بأذن واعية ...وبين أولئك الفاسدين ومن يسوسونهم ويفتون لهم من المنافقين والمنسلخين من دينهم وعقيدتهم ...أجل شتان بين من يرى الثورة على الظلم جهادا واستجابة لنداء رب العزة بعدم الركون للظالمين وبين من يحرم التظاهرات وينظر إليها على أنها تضعف نظام حكمه الآثم الفاسد ...شتان بين من ينظر لرمضان بعين الخائف الوجل من مما يحمله رمضان من شحنات الإيمان والجهاد .. .وبين من ينتظر رمضان بفارغ الصبر ليتزود بتلك الشحنات العجيبة ...لتنسيه ليس الطعام والشراب ..فهذا صوم العوام كما يقولون ..بل لتهون عليه كذلك أعباء مواجهة الطغيان والإجرام وهو الشعب الأعزل إلا من إيمانه ويقينه بربه ..أجل فها نحن نشهد ملاحم فريدة في بابها حين يمنع هؤلاء الشباب بصدورهم العارية وأكفهم التي لا تحمل إلا الحجارة علوج النظام من اقتحام أحياء حماة ودير الزور ... تماما كما كان يفعل إخوانهم الفلسطينيون ...ولكن مع اليهود الغادرين ...نعم إن النظام السوري بإجرامه وغدره فعل والله ما يعف يهود وعتاة يهود عن مثله ....

لله دركم يا شعب سوريا وأنتم تستمتعون بحلاوة رمضان و طعم الجهاد والثورة فيه ..والله لقد غبطتكم كثيرا وكثيرا على تظاهراتكم التي حرمنا من أن نتشرف بالمشاركة فيها ...وغبطتكم كثيرا وكثيرا على شهود أعراس الشهادة وليالي سمر الثائرين في ساحات العاصي والمدلجي وأخواتهما ... وها أنا أغبطكم مرة اخرى وربما ليست اخيرة على رمضان الثورة .. كيف لا ونحن نؤدي التراويح والله وخيالاتكم لا تفارقنا ..وأنتم تصنعون لنا ما ننتظره مشاهدته بعد تراويحنا من مجد وفخار ..

رمضان يا رمضان .. عسى أن تجبر خواطر المؤمنين فيك ...

رمضان يا رمضان ..عسى أن تكحل أعين برؤية فجر الحرية يبزغ في إحدى لياليك ..

رمضان يا شهر الجهاد .. اشتاق إليك الأحباب فهل ستتجدد عهود النصر فيك ..

وما ذلك على الله بعزيز ...

======================

رسالة رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا لى المؤمنين لمناسبة شهر رمضان المبارك

كمال شاتيلا - بيروت

almawkef@cyberia.net.lb

أتوجه إليكم بكل التهاني لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله على الأمة وعلى أحرارها بصورة خاصة بالنصر والتوفيق والبركات، فهذا الشهر الفضيل هو مصدر إلهام للمؤمنين بأن يشحذوا الهمم ويستقووا بالأمل ويصمدوا على الألم ويستقبلوا هذا الشهر الفضيل بقلوب عامرة بالإيمان وإرادة مصممة على مواجهة التحديات وتوفير المناعة والقوة لمسيرة الاسلام العظيم.

إن إسلامنا كان ولا يزال هداية للبشرية على مدى الزمان، وهو الأنوار الحضارية للبشرية، لخلاصها من عبودية المادة وعبودية الانسان للانسان، وقوة دافعة للتحرر من الاستعمار والاستبداد والاستغلال. فقبل كل الثورات العالمية التي نادت بالعدالة والمساواة والحرية واحترام الانسان، وحينما كانت أوروبا ترزح تحت نير أباطرة الاستبداد وفق نظم سالبة لحرية الانسان وكرامته، كان الاسلام من المدينة المنوّرة يبشّر بفجر جديد، فأصدر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم دستور الصحيفة ليكون أول إدارة إسلامية للمدينة ينص على حقوق المواطنة المتساوية بين الناس، ويؤكد على العدل بين المسلمين وغير المسلمين، ويدافع عن حرية المعتقد الديني، ويرفض العصبية والعنصرية بين الاقوام انطلاقاً من مبدأ المساواة بين المواطنين، ويؤكد على حكم الشورى والمشاركة.

ان الاسلام العظيم الذي أسس أروع حضارة انسانية انطلاقاً من أرض العرب، كان الشعلة المميزة التي أضاءت للانسانية طريق الحرية والكرامة والعدالة، في وقت كانت تسود الفرقة والتمييز والظلم والاستبداد والعبودية.

لقد ألغى الاسلام حالة استغلال الانسان للانسان وأمة لامة وطبقة لطبقة، وحرّر الانسان من كل قيود العبودية عن طريق الايمان المطلق بالعزة الالهية وحدها.

أيها الأخوة والأخوات،

ان ابتعاد الحكام عن الأسس الحضارية للإسلام في تنظيم شؤون الناس، زعزع النظم وأشاع الظلم بدل العدالة والفساد مكان النزاهة والجبن في مواجهة الاعداء مكان الشجاعة. فنحن لم نكن بحاجة الى دروس ثورات الغرب عن حقوق الانسان والحرية حتى يتم تصديرها لنا، وهم آخر من يحق لهم كمستعمرين إسداء النصائح للأحرار.

إن الغرب يتحدث اليوم ضد العنصرية ويمارسها ضدنا في فلسطين وغير فلسطين، لانهم يعتبرون عقائدياً أن الانسان الاوروبي متفوق بطبيعته على كل الاجناس، في حين أن القاعدة الأساسية في الاسلام إدانة العنصرية أو التمييز بين الناس على أساس الجنس أو اللون أو الانتماء.

إن إسلامنا هو ضد طغيان الحاكم المتفلت أخلاقياً والمتمرد على المبادىء أو الرقابة القضائية، ولقد عاش الغرب قروناً تحت سيطرة ملوك طغاة مارسوا الحكم بعيداً عن الايمان وقواعد العدالة، فانتشر الطغيان والفساد والمظلم، واذا كان معظم حكامنا قد ابتعدوا عن القيم الدينية في إقرار العدالة، فان هذه القيم نهضت على فصل السلطات واستقلالية القضاء ومنعت طغيان السلطة التنفيذية على السلطة القضائية، مثل كل ثورات الغرب القديمة والحديثة.

وفي حين كان الغرب لا يعتبر المرأة إنساناً، حرر الاسلام المرأة وأقر بحقوقها المادية والمعنوية في اطار المساواة بين الرجل والمرأة بمفهوم وحدة الانسان، فالانسان بالاسلام هو غير المفهوم الغربي اليوم الذي يعني فقط الرجل، بينما الانسان في الاسلام ذكر وأنثى.

الاسلام يعتبر الانسان حراً منذ ولادته وغير قابل للاستغلال ولا للاستبداد، ومعظم الافكار الديمقراطية الحديثة التي تنادي بالمساواة ومحاسبة الحكام واستقلال القضاء والاعتراف بالتعددية ورفض العنصرية واعتماد الحرية وحقوق الانسان، كلها مبادىء سبق أن نادى بها الإسلام ودعا إليها.

إلاّ أن نظماً سياسية توالت على أقطار الأمة ابتعدت عن هذه المبادىء وانحرفت عن هذه القيم، حتى تزلزلت أركان المجتمعات وانتشر الفساد ودخل الضعف جسم الامة، فكان سبباً من أسباب التدخل الاستعماري في شؤوننا واستغلال مشاكلنا للهيمنة على سيادتنا وحريتنا وثرواتنا.

ان النظم الفكرية والمدنية والحزبية التي انتشرت في بلادنا بعد الحرب العالمية الأولى، لم تستلهم مبادىء الحكم الرشيد، فقامت على الفئوية بدل مشاركة الناس في القرار، فصار احتكار السلطة والثروة من معالم النظم السياسية على لأشكالها المتعددة..

ولأن من حق الشعوب أن تكون حرة في أوطانها متمتعة بأصول العدل والمساواة، فانها لم ولن تسكت على إرتكاب مظالم بحقها.

ايها الاخوة والاخوات،

وإذا كانت شعوبنا تنتفض على الاستبداد في المنطقة العربية، فإن أعداء الامة يتربصون بالانتفاضات لوأد الحرية وتقسيم الاوطان واعادة اخضاعنا للاستعمار بصورة جديدة، عبر مشروع الاوسط الكبير القائم على التقسيم ونسف الهوية العربية واستهداف الاسلام بتفجير حروب أهلية بين المسلمين، لأن الاسلام هو المخزون الحضاري للأمة والذي يجدد مقاومتها السياسية والعسكرية والنهضوية لمواجهة المخاطر ويشكل القوة الأولى لوحدة المسلمين.

لذلك فان المخططات المعادية تستخدم جميع الوسائل: لضرب الوحدات الوطنية، واشعال حروب أهلية تشغلنا عن العدو الصهيوني، وتدمير الاقتصاد الوطني برأسمالية وحشية تابعة، والتركيز على حرية المواطن الشخصية بديلاً من حرية الوطن والمواطن معاً.

إنهم يدرسون الافعال وردود الافعال، ويمتلكون وسائل اعلام جهنمية للتأثير في الرأي العام وقلب الحقائق، ومن هذه المشاريع الجديدة الدفع بمجموعات اسلامية الى السلطة تشارك في الحكم جزئياً أو كلياً، ثم استخدام مشاركتها فزاعة للاقليات، ثم استخدام الاقليات وسيلة لتقسيم الاوطان على اساس مذهبي وطائفي وعرقي.

ان التقسيم والتدويل ونهب الثروات هي مرتكزات السياسة الاستعمارية والصهيونية في بلادنا. انهم عاجزون عن استعمارنا عسكرياً الآن، لكنهم يسعون عن طريق الحرب الأمنية والاستخباراتية استخدام وسائل الفتنة بين الناس لتحقيق غاياتهم الجهنمية.

ان الرد على هذه المخاطر لا يكون فئوياً أو قطرياً أو طائفياً، فتحصين الوحدات الوطنية يكون باقرار حقوق المواطنة المتساوية، وهي أحد أهم عناصر المناعة لوحدة الاوطان، والمشاركة في السلطة هي ضمانة أساسية للاستقرار.

ان التركيز على بناء الوحدة الوطنية تحت سقف العدالة والمساواة والمشاركة واحترام حرية المعتقدات والابتعاد عن نهج حكم الطبقة أو الطائفة أو الحزب، هو المدخل الطبيعي للحرية وللحريات العامة وتحصين الاوطان.

ايها الاخوة والاخوات،

ان قوة الامة في إتحاد أبنائها على أهداف واحدة، فلنوحّد جهودنا من أجل حرية الوطن وحرية المواطن، من أجل العدل والمساواة والإخاء، ولا ندع الأجنبي يبعثر صفوفنا، ولا نترك الصهيوني يشغلنا عن الوحدة بالفتنة.

ان شهر رمضان المبارك هو القوة الدافعة للتحرير والتوحيد والعدالة، فلنستلهم من هذا الشهر الفضيل السلوك السليم والخلق القويم... وكل رمضان وأنتم بخير

======================

أقبل رمضان

المطران جورج خضر

رمضان شهرنا جميعا أأمسكنا عن طعام أم أمسكنا عن خطيئة. لا يسوغ ان يكون المسلم في مناسكه وألا نكون سنداً له بالدعاء. هو يؤمن بأن صيامه كُتب عليه. انت تطلب من اجله البركات والعافية والطهارة كي يصل الى الأعلى في جهاده ويفيد الناس جميعا من تهجده.

يحزنني ان يرحب بعضنا بالافطار يدعونا اليه الأصدقاء ولا تذهب قلوبنا الى الصوم نفسه أي الى هذا الإعراض عن الدنيا ولذائذها بحيث يطيب لنا تقرب المسلمين من الله ومن كرمه.

نتقبل المسلمين لأن الله يتقبلهم في صفاء عبادته.

شهر الأمانة والصيانة والتقى / والفوز فيه لمن أراد قبولا

هذه هي الصفات التي يطلبها المؤمن العميق ويعلو التكاليف الظاهرية. هي العفة عن المكاره وعند ذاك لا يبقى الا الله. وتكون مثل مريم التي قالت: "اني نذرت للرحمان صوما فلن أكلّم اليوم انسيا". اذا بلغت التطهر تكون قد بلغت معراجك الى الله وهو معطيك ما تكلم الناس به او يعطيك صمتا ينقذك من فراغك.

عند خاصة المتعبدين رمضان يصبح كف الحواس عن الآثام وصوم القلب عما سوى الله. اما الصورة الخارجية البحتة للصيام فليست بشيء وما فيها غاية. خصوصية البذل الروحي في هذا النضال هو ما قاله احدهم متوسلاً: "الهي وقف السائلون ببابك، ولاذ الفقراء بجناحك، ووقفت سفينة المساكين على ساحل كرمك، يرحبون الجواز الى ساحة رحمتك ونعمتك. الهي ان كنت لا تكرم في هذا الشهر الشريف الا من أخلص لك في صيامه. فمن للمذنب المقر اذا غرق في بحر ذنوبه وآثامه". "إلهي، ان كنت لا تقبل الا العاملين، فمن للمقصرين؟ الهي ربح الصائمون، ونحن عبيدك المذنبون، فارحمنا برحمتك، وجد علينا بفضلك ومنتك واغفر لنا أجمعين برحمتك، يا ارحم الراحمين". تلك نافذة المسلمين على الحب الشامل.

ما هدف الصوم؟ النسك والإمساك والتقشف رياضات يمكنها الله الانسان بما بسميه المسيحيون النعمة وهي القوة الالهية في قلب الانسان او ما يقذفه الله في الصدر على ما يقول الغزالي. الصوم تاليا مركز على الرب نفسه ومن هنا ان الشروط الباطنة تجعل رمضان بابا من ابواب الجنة. معنى ذلك ان الهدف الحقيقي هو ان يتخلق الصائم بخلق من اخلاق الله وهو الصمدية بحيث ينعكس على الانسان نور الصمدية الالهية.

قال الامام الغزالي: "الصوم ثلاث درجات: صوم العموم وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص". اما صوم العموم فهو التقيد بالواجبات المعروفة وهي تلخص بالكف عن شهوة الطعام والاندفاع الجنسي. اما صوم الخصوص فهو الكف عن جميع الآثام كغض البصر عما يذم وحفظ اللسان وكف السمع عن الإصغاء الى كل مكروه "لأن كل ما حرم قوله حرم الاصغاء اليه". ومن جميل قول الغزالي: "ان لا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلئ جوفه فما من وعاء أبغض الى الله عز وجل من بطن مليء من حلال". والموصى به ان يأكل الصائم أكلته التي كان يأكلها كل ليلة لو لم يصم.

اما خصوص الخصوص فصومها "صوم القلب عن الهمم... والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله... ويحصل الفطر في هذا الصوم بالفكر عما سوى الله عز وجل واليوم الآخر بالفكر في الدنيا الا دنيا تراد للدين".

¶ ¶ ¶

اذا كان على المسلمين ان يكتبوا أدبيات رمضانية جديدة لا بد ان يفكروا في هذا المشرق ان المسيحيين الذين يحبونهم ان لم يصوموا معهم جسديا فهم قريبون منهم فاذا ارتفع كل فريق منا روحيا يرتفع الآخر معه او هذا هو المتصور. وفي عمق الاعماق لا ينظر حصرا الى العقيدة ولكن الى البشر. الهدف تقارب البشر حتى المحبة وليس فقط مقارنة العقيدتين. ما كان يسمى حوارا اسلامياً - مسيحياً كان يستهدف العقائد ولذلك لم ينجح كثيرا وكان بعض العلماء يرفضونه لعسر القيام به فأخذوا يتكلمون على الجانب الخلقي في الحوار. الحقيقة ان هناك جانبا آخر وهو تقارب الناس الذين يقصدون الله حبا ويريدون ان يرتفع الآخرون معهم. في التركيز الشديد على الله في الصيام هل ما يمنع المسلم ان يحمل المسيحي معه ولا يكون أسير السياسات.

قد يكون التواصل السياسي صعبا للغاية لأنه مركز على المنافسة وعلى إسقاط الحق الآخر وعدم رؤيته في الوحدة الوطنية. وتعبير ذلك اني اهم منك او اكثر منك. السياسة دائما قائمة على الأنا والأنا ترفض الأنا الأخرى. كل ما قام على البشر بشري اي فيه شهوات الناس. اما اذا تجردنا عن السياسة ومصارعاتها في الدين الواحد او في الديانات وركزنا القلب والفكر على الله في رمضان دائم او في صيام الفصح نحس اننا بشر قابلون للتراص والوحدة وكأننا في المبدأ او المثال مجتمع واحد.

الصورة الخارجية التنظيمية لهذا المجتمع انه مجتمع مدني. هذا، البحث فيه جار دون تحديد للعبارة. الخلاص ان نكون مجتمعا دينيا ليس له من حيث هو كذلك وجه سياسي او اذا كان لا بد من تنظيمه يكون خاضعا لقوانين مدنية بلا ركيزة طوائفية.

المهم ان نتحرر من كل مجد باطل ولا نسعى الى ما هو الى هذا الدهر. متى يرعانا في هذا الاتجاه الرمضانيون؟

اذا كنت في رمضان من الخصوص او خصوص الخصوص حتى تبلغ الله تنظر الى عباده بنظرته هو اي انهم ابناء حسب المصطلح المسيحي. ايا كانت لغتك فإلهك حاضنك ويدعو كل محضونيه الطيبين اليه. ولست اقصد اليوم الآخر فقط ولكن شدّنا اليه في كل حين بالمراحم والحنان.

بإمساك جسدي او إمساك روحي او كليهما سندخل رمضان معاً بأخوة كاملة.

========================

الفصائل الفلسطينية ... وعبقرية استثمار المناسبات

مصطفى محمد أبو السعود

كاتب من فلسطين

لا شك أن الحياة قد تأتي للإنسان بفرص عظيمة ومجانية، وتطلب منه استثمارها، فقد تكون هذه الفرص مناسبات عامة وخاصة، وتعتبر فرصة للتعارف والتصالح وتعزيز أواصر العلاقات الثنائية والجماعية، وهذا من صميم عقيدتنا التي تحثنا على أن نتكاثف في شتى الظروف، وأن نتشارك في الأفراح والأحزان، ومما لا شك فيه أيضا أن الناس في هذه الدنيا على أقسام، منهم، من يعجز عن اقتناص الفرص، ويحاول أن يُغلف عجزه بثياب الزُهد، وفي المقابل نجد بعض البشر قد حباهم الله فنون استثمار الظروف بشكل ايجابي، فيقتنص الفرصة التي تمنحه نفسها، وإن كانت قليلة، ولا تلبي طموحه بالمستوى المطلوب، ويحاول إنعاشها كي تصل به الى مبتغاه.

 هذا الأمر يبرز جلياً من خلال ما نلاحظه على الساحة الفلسطينية من تنافسٍ شريفٍ بين الفصائل الفلسطينية، من حرصها على التواصل مع أبناء الشعب في كافة المناسبات، ففي الأعياد تنظم قيادات الفصائل زيارات ميدانية لأسر الشهداء والأسرى والجرحى والمعاقين، وفي شهر رمضان تدعم بعض الفصائل المحتاجين بما تيسر، وقبل عيد الأضحى تقوم حماس بتوزيع الحلوى على كل سكان قطاع غزة، إلا من أبى، فيما أصبح يسمى "حلو حماس"، وبعد عيد الأضحى نرى أن حركة الأحرار الفلسطينية تقوم بتنظيم حملة زيارات لكافة حجاج بيت الله الحرام لتهنئتهم بالعودة من الديار الحجازية، كما تقوم في أوقات أخرى بزيارة شرائح المجتمع من الوجهاء وأهالي الاسرى والشهداء والجرحى، وكذلك فعلت حركة المقاومة الشعبية وحركة فتح ، وفصائل أخرى .

وكانت آخر المناسبات التي حرصت الفصائل خاصة حماس والجهاد على المشاركة فيها هي نتائج الطلبة على كافة مستوياتهم الدراسية وتكريمهم، وما ظهر أثناء إعلان نتائج الثانوية العامة، حيث كانت حماس والجهاد توزعان الحلوى على الناس في الأماكن العامة، وهذه اللفتة (وإن كانت بسيطة في الحجم) فإنها كبيرة في الدلالة والنتائج، لما تعكسه من تضامن فصائلي مع الشعب في كل مناسباته، لأن الفصائل جزء من الشعب، والشعب هو الحاضن الشرعي للفصائل.

وبما أننا مُقدِمون على شهر رمضان المبارك، أدعو كافة الفصائل، الى استثمار هذا الشهر بما يعود بالمنفعة على الشعب، من خلال تفقد العائلات المحتاجة والفقيرة، وهي موجودة، ومن ينكرها ينكر جزء من المجتمع الفلسطيني، وأن على المواطنين استقبال كافة أطياف اللون السياسي، دون تمييز، لأن استمرار الخلاف في هذا الشهر، يوحي بأن سحر الصيام لم يلمس قلوبنا، وعلينا أن نقدم اعتذاراً علنياً لرمضان. mmomna@hotmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ