ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 25/06/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

أخطأ الطبيب في التشخيص والعلاج!! فمتى يغلق العيادة؟

د. محمد وليد*

قد أثبت الرئيس بشار الأسد من خلال خطابه الثالث أنه ابن المؤسسة وليس ابن العصر، فهو ما زال يتكلم لغة المؤسسة القديمة، ويركب عرباتها، ويرتدي ألبستها، ولا يرى العالم إلا بمنظارها الأحادي الضيق. وهو ما زال ابن المؤسسة التي تختصر الوطن في شخص، والأمة في حزب، وتعتبر الرضوخ وطنية والتعبير عن الرأي مؤامرة خارجية.

وإذا كان لي من كلمة في خطابه الثالث فإنني أقول له:

إن كلماتك يا سيادة الرئيس لم تعد تفهم- لأن العصر حذفها من قاموسه- ووعودك لم تعد تصدق- لأن التجربة حكمت عليها بالإعدام- والشيكات التي تصدرها لم تعد قابلة للصرف، لأنك استهلكت رصيدك واستهلكت معه أعصاب الذين أحسنوا الظن بك قبل المسيئين إليك..

يا سيادة الرئيس أنت تجلس في مقصورة الربان لسفينةٍ مهددةٍ بالغرق اسمها سورية، وأناشيد المقاومة والممانعة والمؤامرة التي ترددها صباح مساء أصمت آذاننا وجلدت عقولنا.

قاوم يا سيدي ومانع كما تشاء ولكن اعلم أن ممانعتك ومقاومتك لا تبرران لك قتل شعبك والتمثيل بأطفاله واغتيال آماله وأحلامه ومستقبله.

إن ركاب السفينة هم شعبك الذي أعطاك من عمره أحد عشر عامًا ينتظر الإصلاح. فأين الإصلاح يا سيادة الرئيس وأول خطواته حوار يعترف بالآخرو لا يقتله، وهل رأيت حوارا يتم مع الرصاص وقذائف الدبابات في المدن المستباحة.

أنت تعلم أن أصوات الشعب السوري المطالبة بالحرية والكرامة ليست مؤامرة خارجية، والجراثيم التي تتحدث عنها هي من صنع محلي وعفن استفحل في جسم الوطن في عهدك وفي عهد أبيك من قبلك، إنها صرخة المظلوم وغضبة المهان وتوق السائرين إلى الحرية منذ نصف قرنٍ أو يزيد.

لقد اخترت يا سيادة الرئيس- حراً أو مكرهاً- أكثر الخيارات سوءا وأشدها بؤسا.. خيار القوة الباطشة العمياء واستراتيجية البتر والبقروالترويع المنظم، وتريد أن تكرر اليوم ما فعله أبوك منذ ثلث قرن ونيف.

كفى كفى..

لقد قال الشعب كلمته.. ودفع ثمنها آلاماً ودماءً ودموعاً.. ومن يبذل الدماء والدموع لن يرضى بأقل من الحرية والكرامة..

لم يقدم الشعب السوري دماء الأحرار لكي يحصل على جواز سفر.. فجوازات السفر لا تقايض بالدم ولم يبذل روحه الغالية لينتظر لجاناً ستَدرس.. وهيئات ستشكل.. فالنار المشتعلة لا تنتظر قرارات الهيئات واللجان.

إن الأمر جلل يا سيادة الرئيس والأزمة لن تستمر لأشهر أو سنوات، وإذا أردت أن تتأقلم معها لسنوات كما قلت، فأطفال سوريا ونساؤها وشيوخها لا يستطيعون التأقلم مع آلة القتل والتدمير ولا مع مذلة اللجوء والتشريد.

لقد اهترأت العربة يا سيادة الرئيس وتعطلت ولم تعد صالحة لقيادة الدولة والمجتمع فالقيادة التاريخية- التي تقود الدولة والمجتمع- هي التي تقتنص اللحظة التاريخية وتوظفها لرقي الوطن والإنسان. لقد أتتك اللحظة ولم تحسن اقتناصها والارتقاء إلى مستواها..

وحجبتك الأزمة التي فشلت في إدارتها عن الناس وعزلتك عن الواقع.. فأنت ترى الواقع كما تتمناه لا كما هو في الحقيقة.. وتحسب أن مصدر النار المشتعلة في ثوبك هو لفح الأنفاس الحارة لشعبك المتيم بحبك.

لقد أخطأت في التشخيص أيها الطبيب ثم أخطأت في العلاج فمتى تغلق العيادة؟

__________

*كاتب سوري إسلامي وطبيب عيون

=====================

الممارسات الرسمية العربية والمواقف النخبوية في ربيع الثورة .. فرصة تاريخية.. وسياسات عقيمة

نبيل شبيب

ما هو موقع الأنظمة العربية "المستقرة" من مسار الثورات الشعبية التي بدأت تطيح بأنظمة كانت "مستقرة"؟..

هل أوقظ نسيم "الربيع العربي" –كما بات يسمّيه العالم أجمع- الأنظمة والنخب أم تنتظر "لهيب صيف" قادم؟..

هل تدرك الأنظمة -والنخب- أنّ الشعوب صعدت إلى العلياء تاريخيا وشقت الطريق إلى مستقبلها، ولكن فتحت في الوقت نفسه أمام الأنظمة والنخب بوابة الصعود إلى مكانة متقدّمة في الواقع العالمي المعاصر، وفي المستقبل، أم تصرّ على البقاء في وهدة التخلّف، على هامش صناعة القرار عالميا وإقليميا ومحليا أو ضحيّة له؟..

ما الذي يجعل الأنظمة "المستقرة بعد" وبعض النخب التقليدية، تتعامل مع الأنظمة الساقطة والمتهاوية ومع الرؤى النخبوية الشعبية الجديدة، تعاملا لا يأخذ بعين الاعتبار ما تعنيه الثورة تاريخيا وعلى أرض الواقع وفي شروط صناعة المستقبل؟..

ألا يُخشى أن يتعرّض ما بقي من "الحنكة السياسية" المزعومة و"البرج النخبوي العاجي" الموهوم، إلى مثل ما تعرّضت له أنظمة ونخب ادّعت ذلك لنفسها، فتتهاوى أنظمة أخرى "مستقرة بعد" ونخب تقليدية "تتحرّك بعد"، ويقوم صرح جديد، تصنعه إرادة الشعوب، فتصنع تصوّراتها وقراراتها وسياساتها بنفسها مستقبلا؟..

 

خمس ثورات شعبية.. من يستفيد؟..

إن النسبة الأعظم من السياسات الرسمية العربية والتحركات النخبوية المواكبة لربيع الثورات العربية تشهد على عقمها بنفسها، من خلال مسار تعاملها معها عبر الشهور الستة الماضية، منذ اتّقاد الشعلة الأولى مع اللهيب الذي التهم جسد محمد البوعزيزي في تونس، وقد التهم حتى الآن نظامين استبداديين، ويوشك أن تلحق بهما ثلاثة أنظمة استبدادية أخرى.. ولا أحد يستطيع أن يجزم إلى أين ستمضي شعلة الثورات.

هي سياسات استبدادية داخليا مرتبطة بالهيمنة الأجنبية خارجيا، ورؤى نخبوية من ورائها وفي معارضتها، تمضي في مَواكبها أو بالتناقض معها، ولقد ثبت أنّ كلا من هاتين الصفتين، الاستبداد والتبعية، سبب كافٍ على حدة، لسقوط الأنظمة بالثورة الشعبية عليها، إن لم يكن اليوم فغدا، والدليل قائم مشهود في الواقع الذي نعايشه -وليس طرحا فكريا محضا- ابتداء من ثورة شعب تونس ضد نظام مستبد "مدلّل" غربيا، حتى ثورة شعب سورية ضدّ نظام مستبد يرى نفسه "ممانعا".

أمام هذه الخلفية تطرح نفسها تساؤلات عديدة:

ما الذي جعل الأنظمة "المستقرة بعد" (1) تتشبّث باستبداد مهترئ حتى اللحظة الأخيرة قبيل سقوطه في تونس ومصر وتساهم في محاولة إنقاذ بقاياه بعد سقوطه، و(2) تسارع -هي نفسها- إلى فتح الأبواب أمام التدخل الأجنبي في ليبيا فور الثورة على "الاستبداد المهترئ" فيها، ثمّ (3) تتشبّث ما استطاعت بالاستبداد الدموي المهترئ في اليمن حتى الآن، و(4) تلتزم الصمت إزاء الثورة الشعبية البطولية في سورية وأبشع صيغ القمع الاستبدادي الهمجي في مواجهتها، الجاري مع دماء الأبرياء وصور تعذيب الأطفال جهارا نهارا؟..

بين أيدينا خمس ثورات -وندع هنا الحديث عن بذور ثورات أخرى- ولكن يبدو رغم تعدّد صيغ التعامل معها، أنه يدور حول محور واحد، لا يتبدل جوهره، بغض النظر عن تعدّد مظاهر مسارات تلك الثورات:

1- تونس.. في مواجهة الثورة الشعبية في تونس، يمكن استثناء الموقف الشاذ من جانب الجار المستبد الليبي، الذي انفرد في التصريح العلني بالتشبّث باستبداد الحاكم التونسي، فكان هذا قاسما مشتركا بينه وبين القوى المهيمنة دوليا، وكان من المفارقات أن أصبح هو مستهدفا بتدخلها العسكري، وبالمقابل خارج نطاق هذا الاستثناء، كان يوجد القاسم المشترك نفسه، الذي يجمع بين الدول الغربية المشدوهة ممّا جرى في تونس، وبين الدول العربية "المستقرة بعد"، كما كانت معارضة الثورة الشعبية حتى اللحظة الأخيرة قبل السقوط قاسما مشتركا آخر بين الطرفين.

2- مصر.. في مواجهة الثورة الشعبية في مصر، بدأت تظهر تصريحات عربية رسمية مباشرة ومواقف نخبوية مماثلة، تتخذ صيغة المراوغة، فكانت صورة طبق الأصل عن المراوغة المماثلة الصادرة عن العواصم الغربية، حتى إذا تجاوز "ميدانُ التحرير" جميع المراوغات، بدأ التدخل المباشر، الغربي الرسمي، والعربي الرسمي، والنخبوي غير الرسمي، بصيغ جديدة، وبأساليب سياسية ملتوية، لتوجيه نتائج الثورة بما لا يتفق مع إرادة الشعب الذي صنعها.

3- ليبيا.. في مواجهة الثورة الشعبية في ليبيا، لم يتردّد المعسكر الغربي بل سارع فجأة إلى التقاط الفرصة، متطلّعا إلى الحيلولة دون أن تبلغ الثورة الشعبية غايتها، فآنذاك يتحوّل المغرب العربي إلى "منطقة حرة" تملك سيادتها على نفسها، وإلى مصدر إشعاع للمشرق العربي، وإذا بالمعسكر العربي الرسمي، والنخبوي -جزئيا- يؤدّي دوره سريعا، فغاب التردّد -المعتاد من قبل- وحلّت سرعة قياسية في اتخاذ القرار وإصدار المواقف، لتُفتح بوابة التدخل العسكري الأجنبي رسميا وعلنا. وشمل هذا التلاقي بين القوى الدولية مع الدول العربية "المستقرة بعد" قاسما مشتركا آخر، جمع أمرين "متناقضين" للوهلة الأولى: الدعم العسكري في صيغة تدخل مباشر، والامتناع الحازم عن تقديم عون عسكري ومالي حقيقي مباشر للثوار، ولكن الحصيلة المطلوبة تزيل التناقض الظاهري في هذا القاسم الغربي-العربي الرسمي المشترك: هذه الممارسات بالذات هي الأداة لسلب الثوار "استقلالية ثورتهم الشعبية ضدّ الاستبداد" ولربط مسار معاركهم التحررية التي أرغموا عليها، بالإرادة العسكرية والسياسية الغربية وحدها، وبالتالي بزرع بذور ما يراد أن يكون منطلقا للسياسات "الليبية" بعد الثورة.

4- اليمن.. في مواجهة الثورة الشعبية في اليمن، ظهر من اللحظة الأولى تحالف رسمي، دولي-عربي، أو غربي-خليجي، على الأقل، ونخبوي سياسي "معارض" محلي، همّه الأكبر ألا يسقط النظام الاستبدادي، وإن سقط ألا يكون البديل نظاما شعبيا خالصا، ينبثق عن الإرادة الشعبية الثائرة، ولم تحرّك هؤلاء جميعا، عن "همّهم الأول هذا" دماءُ الضحايا، ولا التعبير عن إرادة الملايين يوما بعد يوم وأسبوعا بعد أسبوع وشهرا بعد شهر.. بل حتى هذه اللحظة بعد مرور أربعة شهور على الثورة الشعبية الجارية المتصاعدة، يجد "السفراء الغربيون" مرتكزات من "سياسيين معارضين تقليديين" في الداخل من أجل حوارٍ مغرض يرفضه الشعب بصورة قاطعة، وتجد قوى الهيمنة الدولية مرتكزاتٍ سياسية إقليمية عربية لمنع دفن جثمان "المبادرة الخليجية" المرفوضة شعبيا.

5- سورية.. في مواجهة الثورة الشعبية في سورية، صدرت تحركات سياسية غربية مدروسة تتجاوز الصمت ولا تصل إلى مستوى التأثير الفعال، وتكشف صياغتُها عن أن قوى الهيمنة الدولية تريد إضعاف النظام الاستبدادي القمعي في سورية، ولكن دون إسقاطه، فإضعافه يضعف جانبا واحدا ممّا يسمّى "محور المقاومة والممانعة" وهو جانب التحالف مع إيران، أمّا إسقاطه فيعني سقوط "ضمانات الاستقرار" القائم منذ 38 سنة على الجبهة "الإسرائيلية-السورية" و"ضمانات الحصار المطلق" لأي بذرة مقاومة مسلحة فلسطينية فعالة في سورية ولبنان.. وهنا أيضا يظهر القاسم المشترك بين التعامل الغربي مع ثورة شعب سورية وبين "الصمت الرسمي العربي" وبين بعض النخب العربية المعارضة في الأصل للهيمنة الغربية وللاستبداد، فيما يشبه التحالف بين الحلفاء السياسيين الرسميين أصلا، وخصومهم من بعض النخب السياسية، وأصبح تحالفا لا يكسره وصولُ فجور القمع إلى درجات قياسية همجية صارخة ولا وصول الثورة الشعبية إلى مستويات بطولية مذهلة.

باختصار:

اختلف مسار الثورات واختلفت أشكال التعامل العربي الرسمي والنخبوي السياسي معها، ولكن كان في جميع أشكاله ثابتا على محور جوهري واحد، أنّه لا يمثل "سياسة" ذاتية مستقلة، تقدّر الوقائع على الأرض، وتستشرف المستقبل، وتتخذ قرارا ومواقف صادرة عن المصلحة العليا للعرب والمسلمين، على مستوى الشعوب، أو حتى عن المصلحة الذاتية للأنظمة نفسها، ولا حتى عن الرؤى والتصوّرات الذاتية لبعض النخب، فهي سياسة تتلاقى في نهاية المطاف على جوهرها النمطي، الذي يعزّز سياسة الاستبداد داخليا، والتبعيّة -السياسية أو النمطية الفكرية خارجيا، والارتباط من خلال هذا وذاك بقوى غربية همّها الهيمنة، ولا تؤمَن في ذلك على الحلفاء والأصدقاء، ناهيك أن تؤمن على الشعوب وإرادتها وثوراتها، أو على النخب المعارضة لها منطلقا.. إنما غلب عليها سلوك نمطي "سياسي" صنعته حقبة التغريب الطويلة.

 

هيمنة أجنبية غادرة.. من يتحرر؟..

ربما يتصوّر صانعو القرار المحلي، ومستشاروهم، ومن يواكبهم في التسويق الإعلامي سيّان ما هو القرار الذي يجري تسويقه، ويتصوّر صانعو المواقف النخبوية التقليدية أيضا.. ربّما يتصوّرون أنّ في هذه الممارسات المرتبطة برؤى أجنبية وأنماط سلوكية أجنبية "حنكةً سياسية" ما، لا سيّما عند تصوير ربيع الثورات العربية مصدر خطر على "استقرار أنظمة مستقرة بعد"، وعلى نخب لم تستقر من قبل ما بين موالاة للأنظمة وللهيمنة ومعارضة لهما، ويعني ذلك بشيء من التفصيل:

يوجد خارج الحدود وداخلها ما يكفي من المصادر التي تثير "المخاوف.. أحيانا إلى درجة الذعر" لدى الأنظمة القائمة على الاستبداد (بغض النظر عن درجة عنفوان ممارسته داخليا) ولدى بعض النخب التقليدية (بغض النظر عن اتجاهاتها) إزاء نتائج ربيع الثورات العربية، إذا ما أوصلت إلى قيام أنظمة "من نوع جديد"، في مجتمعات توحدها المرجعية المشتركة والمصلحة العليا، بحيث تتحقق حرية صناعة القرار، ويتحقق الاستقرار فعلا -وليس بالإكراه- لانبثاق هذا وذاك عن الإرادة الشعبية، وهذا بالذات ما أصبح في كل من تونس ومصر قابلا للتحقيق رغم "الجهود المضادة.." (وهي جهود مضادة متوقعة لا ينبغي أن تثير الاستغراب ولكن ينبغي أن تتلاقى الجهود المخلصة في مواجهتها).. إن استمرار ربيع الثورات يعني -بمنظور التخويف هذا- نشوء "بحر من الأنظمة الشعبية والمجتمعات الحرة المستقرة فعلا" يحيط بجزر من "بقايا أنظمة استبدادية مستقرة شكليا ونخب تقليدية تتفاعل معها موالاة ومعارضة إلى ما لا نهاية".

ويستند منطق إثارة المخاوف في الدرجة الأولى إلى:

- ما تعبّر عنه مقولات معروفة من قبيل "عدوى الثورات" أو "مبدأ الدومينو"..

- وتصوير تعامل القوى المهيمنة دوليا مع أنظمة الاستبداد الساقطة وكأنها تتعمّد التخلّي عنها، وهي لم تتخلَّ عنها طوعا قط، بل تخلّت راغمة أمام مفعول قوّة الإرادة الشعبية الثائرة.. أي المنتقلة من حالة الكمون إلى حالة الانفجار.

- واعتبار "القاسم المشترك" المشار إليه في التعامل الغربي- العربي مع الثورات، سواء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أو لإيجاد أوضاع بديلة تجهض الثورات لصالح استمرارية معادلة الهيمنة والتبعية.. اعتبار هذا القاسم المشترك هو الأرضية التي تحفظ "علاقات الثقة" بين قوى مهيمنة وقوى تابعة.

إنّ النفق الذي تدخل فيه الأنظمة المستقرة بعد، وتدخل معها فيه النخب التقليدية، من خلال هذه السياسات والمواقف، هو استمرارية للنفق القائم منذ عدة عقود، والذي لم يوصل في نهاية المطاف، إلى استقرار حقيقي مضمون، ولا أوصل إلى سيادة حقيقية وفعالة على صناعة القرار، على مختلف المستويات، القطرية والإقليمية والعربية والإسلامية ومستوى الدول النامية، سواء في قضايا مصيرية كبرى كقضية فلسطين، أو القضايا الحيوية في وجود الدول، في ميادين سياسية واقتصادية ومالية وأمنية.

 

نفق الماضي.. من يخرج منه؟

بالمقابل:

1- أوّل ما يعنيه "ربيع الثورات العربية" تاريخيا وسياسيا على أرض الواقع هو سقوط مقولة "استحالة التحرّر من الهيمنة الأجنبية القاهرة" حتى في حالة ظهور أنّها غادرة بالحلفاء والأصدقاء.

2- ويعني في الوقت نفسه فكريا واجتماعيا إيجاد شروط لم تتوافر منذ عقود عديدة لنشأة أرضية مشتركة جامعة لمختلف الانتماءات والتوجهات والاجتهادات على أسس قويمة مستمدة من الوعي المعرفي الحضاري الذاتي والمصلحة العليا المشتركة..

3- وأهمّ ما تطرحه الحقبة الأولى من "ربيع الثورات العربية" تاريخيا وسياسيا على الدول "المستقرّة بعد" وعلى النخب التقليدية، لا سيما ما حمل منها وصف "المعارضة"، هو فرصة التصرّف قبل فوات الأوان.. قبل حلول "الحقبة التالية" من ربيع الثورات العربية.

إن ما تحقق مبدئيا في تونس ومصر عبر الثورة الشعبية، وما يمكن تحقيقه في ليبيا رغم التدخل الخارجي، وما بدأ يتحقق رغم همجية الاستبداد في اليمن وسورية، جميع ذلك يعطي "الدول والنخب الأخرى" في المنطقة العربية فرصة تاريخية تكشف في وقت واحد عن ثلاثة أمور:

1- الإرادة الشعبية تصنع الثورة وتصنع - رغم العقبات المنتظرة- التغيير الجذري في نهاية المطاف.

2- التدخل الخارجي وعقبة الفكر النخبوي الداخلي التقليدي، يمكن أن يعرقلا التغيير الجذري وإن خدما مسار الثورة ظاهريا، إنما يستحيل أن يمنعا من تحقيقه في نهاية المطاف.

3- همجية القمع الاستبدادي تطيل فترة مسار الثورة، ولا يمكن أن تمنع التغيير الجذري في نهاية المطاف.

القاسم المشترك الأعظم في جميع ذلك هو حتمية التغيير الجذري. ولهذا تعطي الثورتان الشعبيتان في تونس ومصر:

- للدول "المستقرة بعد" فرصة تاريخية، ليبادر النظام في كل منها إلى التغيير الجذري المطلوب شعبيا.. بنفسه، قبل فوات الأوان تاريخيا وموضوعيا..

- وللقوى النخبوية فرصة تاريخية لتضع نفسها على طريق هذا التغيير الجذري المرتبط بالإرادة الشعبية وليس عبر إعطاء الأولوية لتصوّرات ذاتية محضة..

ولا ريب أنّ من يتحرّك في هذا الاتجاه من الأنظمة والنخب، عبر مخطط إصلاح شامل - حقيقةً لا ترقيعا- سيجد من التأييد الشعبي الشامل ما يضمن بقاءه مع استقراره سياسيا واقتصاديا وفكريا نخبويا، على أسس شعبية راسخة مضمونة، وليس على أوهام "أمنية قمعية"، أو أوهام "الاعتماد على هيمنة أجنبية غادرة"، أو أوهام "التقديس الذاتي" للمستبد الحاكم مهما كانت سياساته تجاه الهيمنة الأجنبية، أو أوهام "ديمومة" الفكر النخبوي الذاتي وأولويته إزاء الإرادة الشعبية.

الواقع القائم يقول: هذا حلم.. أو وضع مثالي.. إنما يعني تحقيقه إذا تحقق بدرجة عالية نسبيا، أن تتحوّل مجموعة الدول العربية بتلاقيها على أنظمة منبثقة عن الشعوب، ونخب مرتبطة بإرادة الشعوب، إلى قوة إقليمية حقيقية تفرض إرادتَها بما يؤثر على الخارطة العالمية.. وهنا تكمن الفرصة التاريخية الكبرى عبر ربيع الثورات العربية.

وإن عدم تحقيق هذا "الحلم" أو الوضع المثالي.. يعني استمرار "الكابوس الطويل" والوضع المتخلّف الشاذّ، المتجذّر في المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية على الأقل، والذي يتهدد جميع الأنظمة القائمة، وجميع النخب التقليدية، عبر خطرين اثنين:

- الخطر الخارجي الذي لا تنقطع عدوانيته..

- والخطر الداخلي الذي يمكن أن يتفجر في مزيد من الثورات من حيث لا يحسب "الساسة المستبدون" ولا "النخبويون التقليديون" حسابه.

بدلا من أن يكون اندلاع الثورات العربية ورقة تعطيها الشعوب لتلك الأنظمة والنخب، في وجه الهيمنة الأجنبية وسلطانها عليها، وقد ظهر للعيان أنها على استعداد للتخلّي راغمةً عن حلفائها أمام قوة الإرادة الشعبية الثائرة، وإن لم تتخلّ عن أهدافها وسياساتها.. بدلا من ذلك تتشبث الأنظمة المعنية بورقة الهيمنة الأجنبية لتستخدمها في وجه الإرادة الشعبية الثائرة، وتتشبث النخب التقليدية بأساليب تقليدية لم تكن مجدية من قبل، ولن تكون مجدية من بعد، وما من نتيجة لذلك سوى أن تحترق تلك الأنظمة والنخب أيضا مع الورقة التي تتشبّث بها.

هذا ما يتجلّى في تونس وفي مصر، من خلال المواكبة "المريبة" على الأقل، من جانب دول عربية إقليمية، ونخب محلية، لتغلغل الجهود الأجنبية، ما بين الأنشطة المالية والسياسية (وحتى الثقافية والفكرية والاجتماعية عبر منظمات شبه رسمية تحت عنوان منظمات المجتمع الدولي الغربي) فيتورّط من يواكبها في محاولة مستميتة، من أجل ألاّ تتخذ المرحلة الثانية من الثورتين الشعبيتين في تونس ومصر مداهما، وترسّخا أسسا قويمة لأنظمة قويمة ونخب قويمة، حرة مستقلة، للحياة والحكم في البلدين.. لا تنطويان على الاستبداد الداخلي، ولا على الاحتكار الفكري، ولا ترتبطان بعجلة استبداد دولي وفكر غربي.

هذا ما تجلّى أيضا في استدعاء التدخل الأجنبي في ليبيا بسرعة قياسية، مع استبعاد أي محاولة جادة للتدخل العربي لصالح الثورة الشعبية، أو جعله على الأقلّ "ضمانا" ألاّ يكون أي تدخلّ أجنبي "منفلتا" لتحقيق أغراض الهيمنة الأجنبية فحسب.

وهذا ما تجلّى بصورة أشدّ وأنكى في التعامل مع شعب اليمن الثائر وهو يعطي نموذجا تاريخيا لا مثيل له على سلمية ثورته وطول صبره ورقيّ وعيه، حتى بات واضحا للعيان من وراء أي محاولة للتمويه، أنّ المطلوب في اليمن "عربيا" -أو خليجيا على وجه التخصيص- هو ما يريده العدوّ الأمريكي/ الغربي لليمن، ألاّ تنتصر ثورته، وألاّ يتحرّر الوطن من جذور الاستبداد وفروعه.

أما التعامل الرسمي العربي مع ثورة شعب سورية فلا تكفي الكلمات للتعبير عن مدى انحرافه، فرَصْدُ "الإنسان" من أفراد الشعوب العربية، لِما كان من تعامل رسمي عربي مع فلسطين وانتفاضاتها، وفي غزة تحت الحرب والحصار، كان من وقود "الغضب" الذي أشعل الثورات، وإنّ رصدَ التعامل الرسمي العربي مع سورية والقمع الإجرامي الهمجي فيها، سيكون من وقود "الغضب" الشعبي الذي يمكن أن يتفجّر بثورات عارمة ضدّ أنظمة لا يحرّكها مشهد هائل، لأطفال يُقتلون تعذيبا وأسر تُشرّد ترويعا ومدن وقرى يُقمع أهلها بالدبابات!..

وفي جميع ذلك كان للنخب التقليدية دور كبير أو صغير، إنّما لم يخرج من نفق الماضي حتى الآن كما ينبغي، إلا في حالات استثنائية.

أين هي المصلحة العربية.. القطرية.. الخليجية، المصلحة العليا الشاملة.. المصلحة المحلية الجزئية.. أو المصالح النخبوية.. أين هي في حسابات أصحاب هذه السياسات والمواقف؟..

هل يتصوّر من يمارسونها أنّ في إمكانهم وقف عجلة التاريخ باتباع أساليب قديمة بالية، استحال أن تمنع اندلاع الثورات، وهيهات تصلح أو تجدي على طريق إجهاضها أو إخمادها أو منع انتشارها؟..

 

مفصل تاريخي.. من يصنع المستقبل ؟..

هي ستة شهور قصيرة في عمر التاريخ، وستشغل المؤرّخين لعقود عديدة، فقد انطوت على صناعة مفصل تاريخي لم تشهد المنطقة مثيله منذ زمن طويل.. ولكنها فترة كافية من أجل "المعاصرين" إذا كانوا يرصدون مجرى الأحداث ومغزاها، ليدركوا أنّ عليهم أن يتصرّفوا الآن، إذا أرادوا ألا "يفوتهم" قطار التاريخ.

لا يفيد التصرّف بأسلوب ما بات يوصف -بحق- بالرشاوى المالية للشعوب كما جرى ويجري في بعض البلدان الخليجية، ولا يفيد التصرّف بأسلوب إجراءات ترقيعية تحت عنوان إصلاحات دستورية وسياسية واقتصادية وحزبية في بعض البلدان كما جرى ويجري في المغرب والأردن، ولا يفيد التصرّف بأسلوب تكوين "محاور" جديدة كما بدا أشبه بفقاعة عابرة تحت عنوان ضمّ الأردن والمغرب لمجلس التعاون الخليجي..

وما يسري على الأنظمة الرسمية يسري على النخب التقليدية أيضا.

ولا يفيد الاستمرار على وجه التخصيص في ممارسة السياسات المتبعة على صعيد القضايا المصيرية وفي مقدمتها قضية فلسطين، بل نشهد أن البذرة الأكبر التي أنبتت ربيع الثورات العربية كانت في التعامل الرسمي العربي -بجميع أجنحته- مع قضية فلسطين خلال العقود الماضية عموما، والسنوات الأخيرة تخصيصا، فهذا ما كشف عن "اهتراء" النظام العربي كلّه، حكومات ومعارضة، حتى أصبح على ما أصبح عليه يوم احتلال العراق، أو إزاء تقسيم السودان، أو من قبل مع انهيار الصومال.

لقد استوعبت الشعوب هذا الواقع المنهار، وبدّلت بنفسها معادلة انتحار النظام العربي هذه، ومعادلة جمود النخب العربية، فوضعت بين أيدي الجميع فرصة تاريخية للنهوض من تحت الأنقاض.. فما الذي يمنع الأنظمة العربية التي ما زالت "مستقرّة" والنخب التي ما زالت "تقليدية"، من الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية، لتحقيق مصلحتها الذاتية على الأقل، لضمان استمرار بقائها، وقد أصبح ثابتا أنه يستحيل أن يتحقق دون التلاقي مع إرادة الشعوب؟..

إنّ محاولة تفسير سلوك الأنظمة العربية التي ما زالت واهمة أن "استقرارها" سيستمرّ طويلا، تواجه معضلة مستعصية.. وإنّ محاولة تفسير سلوك النخب التي ما زالت واهمة أن "أهدافها" قابلة للتحقيق بوسائل لم تحققها طوال عقود عديدة مضت، تواجه معضلة مستعصية أيضا، فلا يمكن العثور على أجوبة موضوعية منطقية بأيّ معيار معتبر، على أسئلة تطرح نفسها في كل محاولة تفسير.. فتبقى الأسئلة –شئنا أم أبينا- دون أجوبة موضوعية منطقية.

وما تزال "اللحظة التاريخية" التي صنعتها الشعوب تمثل فرصة تاريخية لمن يريد.. إنّما لا يسهل التنبؤ بوجود من يستفيد منها، فما يزال كثير من المسؤولين، من ساسة حاكمين ومعارضين، ومن قادة مفكرين نخبويين، يعيشون في وهم كبير خطير، أنّ "جليد" انهيار الواقع العربي في العقود الماضية قابل للاستمرار، وأن "ربيع" الثورات العربية قابل للإجهاض، فهم يتصرّفون اليوم غافلين عن حتمية حلول الصيف غداً حارّاً حارقا، ووصول لهيب الثورة إلى كل مكان لا يصل إليه التغيير الجذري الطوعي مسبقا، وآنذاك سيكون التغيير الجذري على كل حال، وسيكون من صنع إرادة الشعوب، رغم الاستبداد الداخلي، ورغم الهيمنة الأجنبية، ورغم التحالف بينهما.. ورغم اطمئنان بعض النخب إلى ما اعتادت عليه اطمئنانا يمنع من رؤية ما "أبدعته" الشعوب، وآنذاك تتحوّل الأنظمة "المستقرة بعد" كما تتحوّل "منظمات وأحزاب واتجاهات" عديدة، إلى مجرّد عبارة عابرة في سجل التاريخ، أنها قامت وسيطرت في سنة كذا وكذا، وسقطت وغابت في سنة كذا وكذا.

=======================

من "مواطنة سورية" إلى "المعلم"!

نوال السباعي

تلقيت بدهشة وانبهار عظيمين …..دعوتك عبر القنوات الفضائية …لي شخصيا ….. باعتباري مواطنة سورية محسوبة على "المعارضة" !! ككل مواطن سوري وقف مع الحق ، للذهاب إلى السفارة السورية في مدريد ، واستلام جواز سفري، كما جاء في الحديث الصحفي "ال…." ،و "ال…." ، ……والذي لاأجد له صفة ولانعتاً.

واعتبرت أن هذا الحديث موجه إلي شخصيا ، وذلك على الرغم من أن "جيشكم الالكتروني" العظيم الذي تحدث عنه "بشار"- كما يدعوه شعبه- كان قد اعتبرني في غابرات الأيام - أي قبل أيام- "نكرة" ، وقام بسباب والدي الذي يبلغ من العمر تسعين عاما ، والذي لم أره ومنذ أكثر من 13 عاما ، ولم أتكلم معه منذ ثلاثة أشهر ، ولايدري عن هذا الجيش الالكتروني وشبيحته السفلة شيئا

!!

وكان هذا "الجيش الالكتروني" الذي تحدث عنه بشار ، قد جرد لحضرتي "النكرة" جنودا ، منحهم الله من السقوط والوقاحة والقذارة

واللؤم ، مالم يعط أحدا من خلقه ممن نعلم .

وبالطبع فأنا "النكرة" لست وحدي التي تعرضت إلى هجمات الجيش الالكتروني المغوار ، الذي شمل بحربه القذرة كل أحرار سورية في الخارج ،وكل من وقف مع الشعب ضد النظام ، ومع الحق ضد الباطل ،ولو بالصمت ، وكان هذا الجيش الذي لم يستح بشار من ذكره ، ولم يستح اولئك المجتمعون في تلك الجامعة من التصفيق له بسببه ، قد بدأ هجماته "التطهيرية" على الاستاذة الكبيرة والسيدة العظيمة التي لم تنجب سورية مثلها منذ زمن بعيد السيدة "سهير الأتاسي" السيدة الطاهرة العظيمة ، وموقدة جذوة هذه الثورةالمباركة ، والتي بدأتها بوقفاتها الشجاعة دعما لثورة تونس ومصر .

حيث صبّ عليها جنود بشار الالكترونيون جام بذاآتهم وقاذوراتهم ، وقاموا إلكترونيا بنفس دور الفرقة الماهرية الرابعة على ارض سورية الطاهرة.

ولاأدري في الواقع إن كان احد منا قد استدعى هذا الجيش للدفاع عنه ضد المندسين ، والسلفيين ، والتكفيريين ، والجواسيس ، والمخربين ؟على غرار ماكان قد قام به كل اهالي سورية من مشرقها إلى مغربها ، ومن شمالها إلى جنوبها ! ، باستدعائهم جيشهم المغوار للدفاع عنهم ، بقتلهم وذبحهم وسلخ جلودهم وتشويههم واغتصاب أولادهم وبناتهم ، وقطع أعضاء الاطفال التناسلية لحاجة في نفس هذا القوة الباطشة المتغولة ومن يسير باسمها إلى هذه المدن والقرى !!!، من شبيحة وعصابات وفرق موت وقناصة وسرايا دفاع وفصائل صراع ، بأسماء حديثة وتراكيب شبيحية سرية لايعلم عنها شيئا إلا الله ، ثم من رسخ في العلم من أمثال "ماهر" و"رفعت" والمخاليف والشوكات والآصفين ..من الحرس القديم ، والحرس الجديد ، ومابينهما

 

كل الذي ادريه ، أن هجمات هؤلاء "القوم" توقفت على صفحتي على حين غرة..وفي الواقع كنت قد تساءلت عن سبب توقف هذه الهجمات الالكترونية" ، التي اشاد بأصحابها "بشار" في خطابه "التاريخي"، ولمّا سمعت "المعلم" الذي هو أغبى من صاحبيه ، عرفت سبب توقف هذه الحملات ، خاصة ، وان "بسام أبو عبد الله" شخصيا …تصوروا"بساااااااااااااااااام أبو عبد الله" ، انقلب على حين غرة ليصبح إنسانا ، و…متمدنا ، وصار يتحدث إلى الناس -قصدي المعارضين السوريين- بألقاب مهذبة وألفاظ مهندمة ، بعد أن كان صاحب غزوة "الكلب ابن الكلب" في قناة الجزيرة على الدكتور "وائل حافظ" الذي ترفع عنه ولم يرد عليه شتائمه وبذاآته!!

 

إنها إذا حملة جديدة ، حملة اللطف والإنسانية ووقف هجمات الجيش الالكتروني القذر على المعارضة ورموزها ونكراتها - من امثالي- !!.

إنها مرحلة جديدة ، ينتقل فيها القوم من سب "أبونا وأبو اللي خلفونا" ، إلى أن يطلبوا إلينا أن نذهب إلى السفارات لنأحذ جوازات سفرنا الجاهزة لنسافر غدا صباحا أو بعد الظهر إلى سورية ، ونجلس إلى طاولة الحوار

 !!!!!!

أي حوار ؟ واي طاولة؟ وأين جدول العمل؟ وأين قائمة المحاور؟ ومن سيقود الحوار؟ وأين هي الجهات التي ستراقب وتضبط هذا الحوار؟ وأين سيجري؟ وأين سيقام؟

 ؟ وأين لوائح الانضباط؟ وأين الجدول الزمني الخاص بهذا الحوار ؟ وأين هي أسس هذا الحوار الوطنية ثالثا، والسياسية ثانيا، والاخلاقية أولا؟؟؟!

وأين جداول الحضور من الحكومة ومن الداخل ومن الخارج

.

هذا الوضع المأسوي ، يضع أمام عيني صور تخبط المعارضة أول الامر في الخارج اثناء جهودها المستميتة والمشكورة لتجميع نفسها وضبط امورها بعد أربعين عاما من التشتت والقهر والتشهير والتفرقة والشرذمة والاغتيالات السياسية وغير السياسية.

 

، مع فارق صارخ رهيب ، هو أن المعارضة متفقة تماما على اسس عملها الثلاث الرئيسية : لا للعنف ، لا للتدخل العسكري الخارجي ،لا للطائفية والإثنية والدينية .

كما أن المعارضة مجمعة على ثلاثة اهداف رئيسية : وقف العنف الوحشي ضد الشعب السوري الاعزل ، والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين ، وتقديم المسؤولين عن ذبح الشعب السوري غلى المحاكمات ،ومن ثم ….بدء عملية انتقال سلمي للسلطة

 

لكن المعارضة ، تبقى معارضة ، ووليدة الثورة والساعة ، ولها اطيافها وإمكانياتها وتوجهاتها وتفرقها في بلاد الله الواسعة المتباعدة ، أما النظام ، فكان ينبغي أو من المفروض أن لايكون بهذا القدر من الجهل السياسي والتخلف العقلي والغباء الإداري والارتكاس الحضاري ، الذي جعل "رأسه" يضيع من أوقاتنا نصف ساعة وستة دقائق بالضبط وهو يشرح لنفسه ماذا يريد وماذا يعني وماهي خواطره وأشجانه حول كلمة "الحوار" ، جعل يتفلسف 36 دقيقة حول أمر لايفهمه هو نفسه ولايفقهه ولايدري ماهيته السياسية ولا حتى الفكرية

 

ماعندي شيء أقوله لوليد المعلم، وأنا مجرد مواطنة "نكرة" – حسب الشبيحة الإلكترونيين - ، إلا انني قررت قبول دعوته ، شرط أن توافق لي الجهة الوحيدة الشرعية الموجودة في سورية اليوم على هذه الدعوة ، وهي "اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في الداخل".

فإذا وافق هذا الاتحاد ، وافقت على قبول دعوته ،

طبعا ……………على ان أضع شروطي ، باعتبار فهمي لآليات الحوار السياسي ، أو القدر الادنى منه ، وهي :

أولا : سحب الفرقة الرابعة وكل ملحقاتها من أشباح وشبيحة ومشبحون وتشبيحيون من الأرض السورية المستباحة ، وتقديم قائدها والقائمين عليها إلى المحاكمة بتهمة استباحة أمن وحرمات وإرادة الشعب السوري.

ثانيا : إطلاق سراح كل المعتقلين السوريين لأسباب سياسية أو أمنية أو تتعلق بأمن الدولة وهيبتها وكل هذه السلسة من "العلاك المصدي " المتعلق بها، وخاصة الفتاة الفاضلة الطاهرة المطهرة البريئة العظيمة "طل الملوحي" ، وكل معتقلي الفضائيات والرأي والصور والموبايلات والتكنولوجيا الحديثة.

ثالثا : حل كل الأجهزة الخاصة بنزع الأمن في سورية ، وتقديم المسؤولين عنها إلى المحاكمة بتهمة الخيانة العظمى لإرادة الامة السورية .

 

لن أتكلم يا"معلم" عن الطالبات اللاتي تم اختطافهن أثناء مؤتمرك الصحفي من المدينة الجامعية في المزة في دمشق، ولاعن الطلبة الذين اعتقلوا البارحة أثناء خطاب سيدك "بشار" من المدينة الجامعية في حلب ، ولا عن شهداء حمص ، ولا جرحى جامع الحسن الذين غدرتم بهم خسة ونذالة وعارا، ولاعما يحصل في درعا ، ولا الرستن ، ولاجسر الشغور

لن أذكر كل فظائعكم وجرائمكم وولوغكم في دمائنا

ولكنني وعلى الرغم من كل هذه الجراح الفاتحة فاها لابتلاع سورية ، أقول لك إن المعارضة - التي لاأمثلها- برموزها ونكراتها -مثلي- وعلى الرغم من كل مااقترقت اياديكم القذرة ، مستعدة للحوار ، عندما تتوقف آلة قتلكم عن حصد أرواح وأعراض أبنائنا وبناتنا ، ، من أجل سورية، ومن اجل مستقبل سورية

 

ولكن ….هل انتم فعلا مستعدون لذلك؟ هل أنتم قادرون على التوقف عن قتلنا ؟ هل انتم فعلا تعرفون ماذا تعني كلمة "حوار"

اِسأل بشار يامعلم…اسأله …

فربما أضاع من وقتك المزيد وهو يتفلسف حول الموضوع، خاصة وأنكم ألغيتم أوربة من الخارطة ، فلم تعودوا بحاجة إلى علومها السياسية ، وقدراتها، ومهاراتها التفاوضية ، وخدماتها العلنية والسرية ، وهذه هي النقطة الوحيدة التي نلتقي فيها معكم ياوليد!!.

وماحاجتنا إلى اوربة إذا كانت سورية دولة عظمى لايشق لها غبار

ألم تر إلى ذهول العالم كله أمام قدراتكم المتفوقة في الذبح والسلخ والاغتصاب والتعذيب، وسرقة الثورة ، فكرا وألفاظا وصياغة وإعلاما من اصحابها……يانظاما …عجبت من غبائه الأغبياء.

نعم ..يا"معلم" ..نعم …المعارضة …نحن.. مستعدون للحوار

، فهل تعرفون انتم ماذا يعني الحوار؟!.

=====================

النظام السوري وخطاب الرحيل 1/3

بدرالدين حسن قربي

يسجل للرئيس السوري بشار الأسد غيبة صغرى كانت عقب خطابه الأول أمام مجلس الشعب بعد اندلاع الثورة الشعبية، كما تسجل له غيبة ثانية أكبر من بعد خطابه الثاني أمام مجلس الوزراء. وهي غيبة امتدت لأكثر من شهرين، ولكنها كما في الأولى كثرت فيها الروايات والتنبؤات وتعددت الاتهامات والشائعات إلى الحد التي جعلت بشار الأسد يشير إليها في خطابه الثالث على مدرج جامعة دمشق قبيل أيام، ليصرف الناس عن أهميتها وخطورتها بقوله: تأخري في الحديث حتى اليوم فسح المجال للكثير من الشائعات في البلد، أنا سمعتها وأنتم سمعتموها، ولكنها ليست مهمة.

وإذا كان قد سُجّل على الرئيس التونسي السابق أنه رحل، وعلى المصري أنه قد تنحّى من بعد الخطاب الثالث لكل منهما، فإنه يمكن اعتبار خطاب بشار الأسد الأخير من هذه الزاوية خطاباً تاريخياً عن حق وحقيقة، لأنه بمثابة خطاب الرحيل لشعب قال كلمته فيه بإسقاط النظام، ليدخل بعدها عاجلاً غير آجل في غيبة بلا رجعة يرتاح السورييون من بعدها إلى الأبد ومعهم غيرهم من الخيّرين مَن كان منهم فوق الأرض، وترتاح عظام من كان منهم تحت الأرض، وأمنيتهم لسورية الحرة الأمن والأمان، وللسوريين الأحرار المحبة والسلام، ودعاؤهم بالرحمة والرضوان لكل الشهداء الكرام، ولأرواحهم جميعاً ألف سلام وسلام.

الخطاب الثالث الأخير رغم تاريخيته، لكنه كان عقيماً كالخطابين الأول والثاني، أهدر ملايين الساعات من وقت الناس بلا جديد، ظهر فيه طبيب العيون مصرّاً على ألا يرى حقيقة مايجري حوله من مستجدات أكّدت خروج المارد السوري من قمقمه متحدياً قامعيه ومستعبديه وسارقيه، وقراره القطعي رحيل النظام، كما أكّد الخطاب ماهو مؤكَّد من أن النظام عصي على الصلاح والإصلاح فضلاً عن اتصافه بالصلف والغطرسة واستغباء الناس، فبدا كاتب خطاب الوداع كأنه أحد الإعلاميين الذين يظهرون على الفضائيات السورية، لأنه جاء على نفس المنهج والطريقة التي يتكلمون بها على الفضائيات إلى الحد التي جعلت خطابات القذافي بالمقارنة معها ورغم بلاهتها تبدو خفيفة الدم وفيها بعض المتعة. أما عن الخطيب، فيبدو أنه قد بذلت له محاولات جمّة، وأعدّت الترتيبات الكثيرة ليظهر متماسكاً وقوياً على الشاشات وأمام الحضور، ممن يعرفون أكثر من غيرهم بكثير واقع الأمر وحقيقة ماتعرض له مقامه في الشارع من المتظاهرين والمحتجين من تكسير للتماثيل وتمزيق للصور، وكلام هشّم هيبته، ونادى بسقوطه ورحيله، مما وصلت أخباره وصوره أنحاء الأرض الأربعة، وما غيابه لأكثر من شهرين ودخوله المسرحي إلى مدرج الجامعة، وخروجه السريع منه، وخوف أن يحصل معه ماكان أثناء خروجه من مجلس الشعب بعد خطابه الأول، ونشفان الريق المتكرر وحركاته المختلفة والخوف الممتد في العينين أثناء خطبة الوداع إلا تأكيد على تأثره وتعبه وتوتره ووقوفه في طريق مسدودة لاخيار فيها إلا الرحيل، وقد أحاطت به خطيئته بما ارتكب من فواحش القتل وفظائع سفك الدماء مما يمكن اعتباره بامتياز جرائم ضد الإنسانية، وذلك رغم كثرة ماقيل في الخطاب عن الآليات المزعومة واللجان التي تشكل بعضها وبعضها الآخر في طريقه للتشكيل أو في طريقها للبحث والعمل، مما فات وقته، وانقضى زمنه.

الخطاب الثالث أو الأخير للنظام السوري، كان أشبه مايكون بطبخة بحص لادسم فيها ولا فائدة، ولكنه الأمل أن يكون هو الظهور الأخير لبشار الأسد وأن لاخطاب بعده، ويؤمئذ يفرح السورييون ومعهم كل أحرار العالم بإنجاز الاستقلال الثاني لسورية أرض البطولات بعد أن قضي على المجرمين والقتلة وسفّاكي الدماء بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين.

يوتوبات كانت عقب الخطاب الثالث والأخير:

http://www.youtube.com/watch?v=S0r_fITgQCM&feature=youtu.be

https://mail.google.com/mail/?shva=1#inbox/130b5fa5d365821a

https://www.youtube.com/watch?v=sVKaHH610FM

=======================

بين الكلمة والصورة

إبراهيم اليوسف

عوّل كثيرون على سقوط الكلمة، في ظل ثورة الاتصالات التي باتت تشمل العالم كله، معتبرين أن الصورة الإلكترونية هي الأكثر سطوة، وتأثيراً، وأن العالم كله، يسير نحو اختزال المفردة، وتشفيرها، وترميزها، الأمر الذي يشكل- حقاً- أحد أشكال الخطر على اللغة، ما دعا هؤلاء، لقرع الأجراس، ولاسيما عند من لم تحتل لغاتهم درجات متقدمة، في حقل استخداماتها الجديدة، حرصاً عليها، من الاندثار .

 

والمتابع حالياً لما يجري من حولنا من ثورات شعبية، بات يشتعل وطيسها، يجد توازياً بين نسقين من الأدوات الإعلامية الأكثر بروزاً، وهذان النسقان هما: الصورة والكلمة، حيث تتنازعان على دور الأولوية، من دون أن تتمكن إحداهما من التخلي عن الأخرى، إذ ليس في منظور أحد أن يتخيل قناة إعلامية يتدفق بوساطتها سيل من الصور، من دون أية كلمة، سواء أكانت منطوقة أو مدونة، وأن حرارة الحدث العالية، والوقائع التي باتت تفوق من حيث مأساويتها الخرافة، ولاسيما أنها تجري، في الوقت الذي يسير فيه العالم، قدماً، على مدارج الحضارة، وأن كل ذلك يفترض تجاوز اللحظة الوحشية، القابيلية، حاضنة العنف، من أجل تأسيس لغة للحب والسلام والحوار .

 

يجمع الرائي من حوله أفراد الأسرة، ضمن إطار البيت الواحد، كبيرهم وصغيرهم، وليصبح ذلك على مستوى امتداد مساحة الكرة الأرضية، وهم يتلقون خطاباً واحداً، وإن بدرجات متباينة، ومختلفة، من الصدمة، ما يسهم في تشكيل مادة، مثيرة، استفزازية، تزاحم أخبار الكرة، وإن تحولت اللعبة إلى مجرى آخر، لتتحول الكرة الجلدية إلى: كره آدمي، فروح السباق المطلوبة في الرياضة التي تنهض- عادة- على دعامات من التفاهم، وتعزيز الحب، والاحترام، تنقلب في هذه اللعبة الجديدة إلى مسار آخر، فالنصر ليس رمزياً، بل ينحدر إلى حيف وثأر، ويغدو إلغاء طرف لآخر، ما يدفع إلى الحاجة، ضمن هذه الرؤية، إلى عدم الاكتفاء بالرياضة كرة، كانت، أو شطرنجاً، أو حتى ملاكمة، وهي الأقرب إلى اللحظة القابيلية، ليكون هنالك ملك واحد، وبيادق، متناحرة، منقسمة إلى طرفين أو أكثر، وإن كان أي تقسيم لها، لا يتجاوز الانضواء والتدرج ضمن ثنائيتين اثنتين هما: الخير والشر، ليكون لكل منهما لغته، وقد لا يستطيع الخير- في جولته الأولى- حسم المعركة لمصلحته، مادام أن الشرّ يحيط نفسه ببريق، وهالة، مخادعين، يستطيع بوساطتهما استقطاب من يتواطأ معه، سواء أكان ذلك من أجل مصلحة موقوتة، أو لالتقاء كليهما في خانة الرؤى المشتركة، إلا أن الخط البياني، لن يكون- في المحصلة- إلا لمصلحة الخير، وفق سنة الحياة المعروفة، مهما طال أمد جولة الشر، ومهما حقق من إنجازات، هي بالتالي هدم متواصل له .

 

وفق هذه الرؤية، تماماً، فإنّ نسقي الصورة والكلمة، لا يمكن فصلهما نهائياً بموجب نسقي القيمة، على صعيدي الخير والشر، بل إنهما يتوزعان ضمن النسقين الأكبرين، ليستعين كل من هذين النسقين، بما يلزمه من مفردات النسقين الأصغرين ، بغض النظر عن قدم أحدهما-أي الكلمة-وحداثة الآخر-أي الصورة- ومن هنا، فإن الكلمة التي يستعين بها الزيف هي نفسها الكلمة التي تلجأ إليها الحقيقة، لتستمد كل منهما نسغها من منظومة وظيفيتها الجديدة، وهذا ما يحقق انزياح الكلمة المعروف، ضمن مجالات التضاد الفعلي.

===================

مراهنات الأسد الخاسرة ونقاط ضعفها

جان كورد*

على الرغم من أن الرئيس الأسد قد أدخل رأسه في الرمل، كما تفعل النعامة عندما يداهمها الخطر، وحاول الاستهانة بالضغوط الخارجية بهدف تقزيم المحنة السورية، ولم يرد على ذكر تلك الضغوط بشكل واضح في خطابه الأخير، إلاّ أن مراهنته الكبرى في حربه على الشعب السوري، شعب "المندسين والمخربين والعصابات الإرهابية والجراثيم!"، هي على أطراف معينة من المجتمع الدولي، وبخاصة على الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وكلاهما من القوى العظمى التي لها حق "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي.

الرئيس السوري، بشار الأسد، يستطيع التباهي أمام مجلس أعوانه وأتباعه حتى اليوم، بأنه يضمن موالاة روسيا في مجلس الأمن لنظامه، مهما أوغل في التقتيل والتدمير وخرق حقوق الإنسان، فعلى كل المستويات الديبلوماسية والسياسية الروسية تأتي التصريحات لصالح رفض الروس لأي قرار يدين النظام الدموي السوري في مجلس الأمن، وذلك بذرائع مختلفة، وهذا يذكرنا بالمواقف الروسية المترنحة حيال العراق وليبيا، والحقيقة المرّة هي أن الروس يتصرّفون في الأمم المتحدة حسب ضرورات واستراتيجيات "الأمن القومي الروسي" وليس حسب معايير حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الشعوب والأقوام...هكذا كانت سياسة القياصرةالروس والشيوعيين الروس والآن سياسة من يظنون أنهم "ديموقراطيون روس!" أيضاً. في حين أن "التدخل" في شؤون دولةٍ من الدول التي تقمع شعوبها أو شعوباً تحت سيطرتها، كما حدث في رواندا وكوسوفو والبوسنة والهرسك وفي الشيشان وكوردستان العراق، بات أمراً مختلفاً عما كان عليه الوضع في زمن الحرب الباردة، حيث تغيّر مفهوم "السيادة الوطنية"، على الرغم من أن ليس هناك نص قانوني دولي متفق عليه تماماً، ولكن المجتمع الدولي وجد صيغة "مسؤولية الحماية" ملائمة جداً للتصرّف حيال سلطة الزعيم الليبي معمر القذافي، الذي هدد علانية بأنه سيقضي على كل من يقف في وجه سطوته السياسية وقواه العسكرية، وتم تنفيذ العمليات العسكرية الواسعة ضد الجيش الليبي وكتائب القذافي عملياً بموجب تلك الصيغة التي تلاقت عندها الأطراف الدولية ذات الاهتمام بضرورة حماية الشعب الليبي.

لايزال الرئيس الأسد يظن بأن الأمريكان لن يتخلوا عن نظامه، فهذا كان واضحاً أثناء حكم "المحافظين الجدد: النيوكون" وعلى رأسهم جورج دبليو بوش ونائبه ديك تشيني ووزير دفاعه كولن باول الذي كان يطالب الأسد بأن يفعل كذا وكذا، ولكنه كان يلمّح إلى أن الولايات المتحدة لاتنوي اقصاءه أو التخلي عنه. ومع مجيء الديموقراطيين وعلى رأسهم الرئيس باراك حسين أوباما، تنفس الأسد الصعداء وتأكّد من أن الأمريكان سيدعونه وشأنه، يتصرّف في مزرعة أبيه كيفما يشاء، ويطلق الشعارات الطنانة عن "الممانعة" و"المقاومة" كما يحلو له، ولكن بشرط واحد: ((أن لاتؤدي تصرفاته إلى الاخلال بالأمن والاستقرار الاسرائيلي)).

وهكذا فإن الأسد، الذي اعتقد بأنه مصون في عرشه وفرشه، تمادى في طغيانه داخلياً وقفز قفزات وعلية في الشرق الأوسط، وأظهر نفسه كمحارب ضد الولايات المتحدة واسرائيل، في لبنان وغزة والعراق، وهو في الحقيقة يملك منهما وثيقة "حسن سلوك"... وكان لابد له من القيام بهذه القفزات الوعلية ليبدو رافضاً للمشاريع الأمريكية ومقاتلاً ضد اسرائيل... وإلاّ فإن علاقاته السرية كانت ستنفضح وتفوح منها روائح كريهة...

 ومن أجل التأكيد على أهميته ك"عنصر إخلال بالأمن والاستقرار" فإنه هدد مرّة بأن نظام حكمه لايستطيع منع الفلسطينيين من اقتحام الجولان سيراً على الأقدام، وقال مرة بأن بامكان سوريا أن تلعب دوراً مهماً جداً في تحقيق الأمن على حدودها الشرقية، وهاهو نظامه يذكّر بأن "الأمن والاستقرار في لبنان" قد لايدوم...! فماذا يعني هذا؟

إن الأسد لايزال يلعب وكأنه لايشعر حتى الآن بمدى الأخطار المحدقة بنظامه وبشخصه أيضاً... أو أنه يراهن اقليمياً ودولياً دون حساب دقيق لقوة الشارع السوري المنتفض وللمعارضة التي تزداد قوة يوماً بعد يوم.

مراهنات الأسد الدولية والاقليمية هذه لاتخفي ضعف نظامه السياسي وانهيار اقتصاد البلاد وثورة الشعب من شمال سوريا إلى جنوبها ضد حكمه، كما أنه لا يرى السيوف المسلّطة على رقبته الطويلة العارية التي يمكن حزّها بسرعة في فترة وجيزة، كما حدث لزين العابدين التونسي ولفرعون مصر الكبير حسني مبارك من قبل... والاعلام السوري يلعب دوراً مخزياً بحيث يضرّ النظام أكثر مما ينفعه.

ويجدر بالذكر هنا أن موقف الاتحاد الأوروبي حيال نظام الأسد متماسك وسلبي للغاية، وهذا الاتحاد يضم الآن 29 دولة تقع بين روسيا والمحيط الهادي وأفريقيا والبحر الأسود، وله علاقات اقتصادية وسياسية قوية مع الشرق والغرب ومع العالم العربي واسرائيل.

وعليه فإن نقاط الضعف في مراهنات الأسد عديدة، منها:

- الأولى: إذا ما فشلت الدول الأوروبية ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية في إستصدار قرار إدانة للنظام الأسدي بصدد استخدامه المفرط للقوة تجاه المدنيين ووقوعه في ممارسات تعتبر جرائماً ضد الإنسانية، فإنها تستطيع التوصّل عن طريق ميثاق حلف النيتو إلى منفذٍ تنفذ منه لمعاقبة سوريا أو الضغط بشكل أشد فعالية عليها، حيث أن تركيا العضو الأهم عسكرياً بعد الولايات المتحدة في الحلف تعلن بأن أمنها القومي معرّض نتيجة لما يجري على حدودها الجنوبية الطويلة مع سوريا إلى الخطر. وهناك إجماع على صون الأمن القومي لكل دولةٍ من دول الحلف عندما تتعرّض للخطر. وتعلن تركيا بصراحة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي وستطلب المساعدة من حلفائها.

- الثانية: هي أن المحكمة الجنائية الدولية قد تطلب رأسه كمجرم ضد الإنسانية في قضيتين أساسيتين: قضية رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الشهيد رفيق الحريري، وقضية تقتيل قواته العسكرية التي هو قائدها الأعلى لعددٍ كبير من السوريين المدنيين المتظاهرين، دون أي مبرر قتالي.

- الثالثة: تعاظم المقاومة السياسية ضد نظام الأسد على كافة المستويات، بحيث تساهم فيه مختلف الاتجاهات السياسية والثقافية وسائر طبقات الشعب السوري ومكوناته القومية والدينية ككتلة شعبية واحدة، شعارها "الشعب يريد اسقاط النظام" و"واحد واحد واحد: الشعب السوري واحد"، والسوريون اليوم لهم تنسيقيات ومؤتمرات وجبهات وتحالفات قادرة على تنظيم وتوحيد نفسها والظهور أمام العالم كقوة سياسية وإعلامية وبشرية متماسكة ومنظّمة و"بديلة" للنظام الاستبدادي وقادرة على بناء سوريا حرّة وديموقراطية، برلمانية ودستورية ومزدهرة.

- الرابعة: العزلة التي يعاني منها النظام داخلياً وعربياً ودولياً، وحتى بين أبناء وبنات الطائفة العلوية القوية في الجيش والأجهزة الأمنية، وارتماؤه منذ أيام حافظ الأسد في أحضان نظام الملالي في ايران، هذا النظام الدموي المعادي للعرب وللعالم الحر الديموقراطي، كما أن اسرائيل لن تظل على موقفها حيال نظام الأسد وستتخلّى عنه لضعفه وفشله في ضبط حدودها الشمالية، كما أثبتت الأحداث الأخيرة من اختراق مدني عبر الجولان، أدى إلى وقوع إصابات مؤسفة.

   - الخامسة: لم يتمكن الرئيس الأسد حتى الآن من اقناع العالم بأنه عازم فعلاً على تحقيق شيء ما من "الاصلاح السياسي"، وسياسة التسويف والمماطلة التي ينتهجها باتت مثيرة للسخرية، فهو ينثر الوعود الخلبية منذ مجيئه للسلطة قبل أكثر من عقدٍ من الزمن، ومع ذلك يقول بكل صراحة:"إن الحوار الوطني سيعطينا الفرصة للتفكير عما علينا القيام به، وقد يتم تعديل الدستور!" بمعنى أنه لايزال معتقداً بأن على الشعب السوري والمجتمع الدولي، رغم كل ما يحدث من جرائم كبرى ضد الإنسانية في سوريا، منحه فرصة أخرى للحوار والتفكير والقدقدة...

وهناك طبعاً نقاط تتعلّق بالاقتصاد السوري ونفورالمكونات القومية والدينية من نظامه، وفشله في كسب أي معارض حقيقي لما يسميه بالحوار الوطني، وعدم ثقة الشعب السوري والمجتمع الدولي في أنه قادر أصلاً على الشروع في "إصلاح سياسي جذري"... ولذلك فإن مراهناته الدولية والاقليمية والوطنية خاسرة، لأن حجم الضغوط عليه يزداد داخلياً وخارجياً، ولن يعود بامكان من حوله التشبّث به وابقاءه على الكرسي، وبخاصة ضمن الجيش وقوات الأمن التي لاتريد أن تلقى مصيراً أسوداً في ظل هذا النظام المتهالك.

* عضو المجلس الوطني الكوردستاني – سوريا

مسؤول موقع كورداخ / ألمانيا الاتحادية

========================

تكلَّم بشار ولم يقل شيئا!!

حسام مقلد *

hmaq_71@hotmail.com

خطب الرئيس بشار الأسد وظل يتكلم... ويتكلم... لكنه في الحقيقة لم يقل شيئا!! بل وكثيرون مثلي شعروا بالضيق والضجر من كلامه المعاد المكرور؛ لأنه كلام ممل لا طائل تحته، ولا جدوى من ورائه، وكأني بالرجل ظن نفسه يخاطب مجموعة من الغوريلات أو قردة الشمبانزي لا يعقلون ما يقال، فظل يرغي ويزبد ويعيد ويزيد ويكرر هذه الخرافات والأوهام التي لا وجود لها إلا في أذهان نظامه الظالم المتغطرس، ولم يكن غريبا مشهد الهتيفة (أو الشبيحة...!!) وهم يهتفون له: (الله... بشار... سوريا وبس) فهذه هي جوقة المزمرين والمطبلين من المنتفعين والمقربين، ولكن الغريب حقا أن تفيض شاعرية الرجل ورقته وحنوه على شعبه بهذه الطريقة المفاجئة والمؤثرة (التي تقطع القلب...) حيث راح يتكلم عن الورد والأقحوان، وزيَّن عباراته الموجهة لهم بأكاليل الغار، لكنه مع كل هذه الرقة لم يتكلم عن شيء مفيد البتة!! فلم ينبس ببنت شفة عن وقف حمامات الدماء النازفة في سوريا!! ولم يتحدث عن الإصلاح المنشود بشكل جدي مسؤول كرؤساء الدول!!

لقد حاول بشار الأسد إيهام العالم بأن لا شيء ذي بال يحدث في سوريا، وأن نظامه مستقر ويُحْكِم سيطرته على مختلف الأوضاع فيها، وأن ما يجري مجرد أعمال شغب يرتكبها بعض المندسين والمخربين والمتآمرين، وبشكل مضحك كرر الأسد كلام نظامه المهترئ عن: المؤامرة ضد سوريا المقاومة، واتهم فضائيات العالم كله بالفبركة والتزوير، واستعمال الهواتف المتطورة(هاتف الثريا) وتلفيق مشاهد تعذيب أبناء الشعب السوري الأعزل للإساءة إلى النظام!! ولم يفُتْهُ كذلك أن يدندن بكلامه الباهت حول: الوحدة الوطنية، ومسؤولية المواطن السوري تجاه وطنه، وحرصه الشخصي وحرص نظامه على تحقيق العدالة في المجتمع بكل نزاهة وأمانة وحيدة وموضوعية، ولكنه رغم كل هذه الشعارات الجوفاء والعبارات الرنانة لم يستطع أن يقنع أحدا، وأجزم أنه شخصيا أول من لا يصدق هذا الهراء، والأهم أنه لم يستطع إخفاء الصورة البشعة لأجهزته القمعية الدموية الإجرامية التي تنتهك حرمات الشعب السوري كل يوم، بل كل لحظة!!

والملمح الأبرز أن خطاب الأسد الأخير كان مليئاً بالتسويف والمماطلة لكل الإصلاحات التي أعلن أنه ينوي تنفيذها في البلاد، فلم يتكلم عن جدول زمني محدد، ولم يطرح رؤية واضحة، ولا أعرف كيف تخيل أن الناس في سوريا سوف يصدقونه؟! كما كان خطابه مليئا بالارتباك والتناقضات!! ولم يشتمل على أي وعد بعمل حقيقي يفيد الشعب السوري بأي شكل من الأشكال، فلم نسمعه مثلا يتكلم عن:

1. محاسبة المجرمين القتلة الذين قتلوا حتى الآن نحو 1500 شهيد من المدنيين السوريين الأبرياء العزل، ولا حتى عن إجراء تحقيقات فعلية لمعرفة ملابسات ومرتكبي هذه الجرائم.

2. إطلاق سراح آلاف المعتقلين ظلما وعدوانا، الذين تم اعتقالهم أثناء أحداث الثورة أو طيلة السنوات التي قبلها.

3. العمل على عودة آلاف المشرّدين السوريين الذين تركوا ديارهم وغادروا وطنهم ومدنهم وقراهم؛ نجاةً بأنفسهم، وفراراً من نيران دبابات ومدافع الجيش السوري التي تحاصرهم وتُمْطِرُهم يوميا بوابل من قصفها العنيف والمكثف وكأنهم محتلون صهاينة وليسوا مواطنين سوريين من حقهم التعبير عن إرادتهم السياسية بكل حرية واطمئنان كبقية شعوب الأرض!!

4. المسارعة إلى إلغاء القوانين سيئة السمعة وتوفير الضمانات الكافية قبل الدخول في حوار وطني شامل ومخلص ومفتوح دون إقصاء لأحد أيا كان؛ فرغم أن الحوار الوطني الحقيقي الشامل هو مطلب لكل القوى الوطنية المخلصة، إلا أنه الآن وفي ظل فقدان ثقة الشعب السوري في نظامه ليس المدخل الصحيح الذي يصلح لأن يكون بداية عملية تضع نهاية جيدة لاستبداد النظام السوري الحاكم منذ عقود، وبحث سبل نقل وتداول السلطة سلميا!!

 لقد ركز بشار الأسد طوال كلمته على تقسيم الشعب السوري إلى فريقين: فريق المندسين وهؤلاء هم المخربون، وفريق المتظاهرين المطالبين بالإصلاح وهؤلاء مغرَّرٌ بهم من قِبَل الفريق الأول ومستغَلُّون من قِبَل المتآمرين على سوريا في الداخل والخارج، ورغم هذا الخلط المتعمد لتمييع القضية وتشويه صورة الثورة السورية فلم ينخدع السوريون بهذا الدجل السياسي، ولم تتأثر إرادتهم الشعبية الثائرة.

وبقدر ما كانت كلمة بشار الأسد مخيبة للآمال بقدر ما كان صداها على الصعيد العالمي وردود أفعال المجتمع الدولي الرسمية عليها مخيبة هي الأخرى لتطلعات الشعب السوري ورغباته في اتخاذ دول العالم مواقف حازمة ضد النظام السوري الذي يقتل شعبه الأعزل بالدبابات والمدفعية الثقيلة ويعاقبه كل يوم بل كل ساعة لمجرد أنه تظاهر معلنا رأيه ومطالبا بالحرية!!

والآن أصبح على ثوار سوريا الأحرار أخذ زمام المبادرة بأيديهم، وإكمال الطريق التي بدؤوها للوصول إلى مستقبل سوريا الحرة بعد إسقاط هذا النظام الفاسد المستبد، نعم على شباب سوريا الشجعان مواصلة الطريق البطولية التي سلكوها... حتى يسقطوا استبداد وفساد حزب البعث، الذي جثم على صدورهم طيلة هذه العقود من الزمن، وعلى كل ألوان الطيف السياسي في داخل سوريا وخارجها أن يوحدوا صفوفهم، ويجمعوا كلمتهم وينهوا تشتتهم بأسرع وقت ممكن، وأن يدركوا أن قيامهم بدور ما في بناء مستقبل سوريا، رهن بحرصهم على المصلحة السورية العليا وتحقيقهم لإرادة الشعب السوري الثائر، ونصيحة كل الحكماء والعقلاء وأنصار حقوق الإنسان حول العالم للشعب السوري أن يصمدوا ويصبروا ويواصلوا طريق ثورتهم السلمية مهما بلغ حجم التضحيات.

*كاتب مصري.

========================

سورية.. مائة يوم من الثورة

مسعود عكو

دخلت الثورة السورية يومها المائة، مائة يوم من المواجهات بين متظاهرين مدنيين عزل، وجيش مدجج بالسلاح والدبابات والمدرعات تؤازره حوامات عسكرية. مدنيون يواجهون جيشاً من الجنود والمخابرات يوجهون إلى المدنيين رصاصات حية، حصدت حتى الآن وفي محصلة غير رسمية أكثر من 1300 شهيد وآلاف الجرحى، ناهيك عن أكثر من 15 ألف معتقل، في توسع واضح لجغرافية الاحتجاجات لتدخل فيها مدن وقرى جديدة، تشارك المناطق السباقة في الاحتجاجات والتظاهرات.

 

مائة يوم من الاحتجاجات اليومية التي وعد بها أبناء الشعب السوري بأن لا يوقفوها حتى تلبى كل مطالبهم وعظيم تلك المطالب إسقاط النظام. شعب مل الظلم والاضطهاد السياسي والاقتصادي وسئم النفاق والكذب والفساد، وشعارات الوطنية الخاوية من كل وطنية، وشعارات المقاومة الفاشلة التي تحطمت على حدود الجولان وأسوار الإسكندرون.

 

مائة يوم من الثورة، كشفت زيف النظام الأمني العسكري المحتل للوطن السوري منذ نصف قرن، بأنه نظام هش ورخو وسيسقط باستمرار الاحتجاجات المناهضة له. نظام ظل لعقود يرهب الملايين بالقتل والاعتقال التعسفي لسنوات طويلة، نظام حول الجغرافية السورية من وطن حر إلى سجن كبير مليء بالمعتقلات والزنازين.

 

مائة يوم من الثورة، خطب الرئيس السوري فيه ثلاثاً، وكرر في تلكم الخطب جمله المستهلكة التي ما عاد يكترث السوري بها، ولا يهمه ما يطلقه من وعود جوفاء وإصلاحات خرقاء، اعتقد الأسد بأنها قد تنهي الاحتجاجات التي تطيح بحكمه، ولكن ما نفعت مراسيم عفوه التي أطلقت آلاف المجرمين في موازاة إطلاق سراح بضعة عشرات من المعتقلين السياسيين المليئة سجون البلاد بهم، وتستمر أجهزته الأمنية وفرقه العسكرية باعتقال عشرات الآلاف من السوريين الذين خرجوا إلى الشوارع مطالبين بالحرية والكرامة المفقودة في البلاد منذ استلام حزبه السلطة.

 

مائة يوم من الثورة، جعلت من الشعب الكردي يلج في خضم الثورة السورية ويؤازر المناطق المشتعلة بالاحتجاجات على طول وعرض الوطن، ورد الأكراد سريعاً بأن قضيتهم ليست استعادة الجنسية الوطنية لبضعة آلاف من المجردين منها، بل هي قضية شعب يريد الحرية وحقوقه القومية المشروعة. لذا جالت المدن الكردية من سورية مظاهرات بالآلاف من أبناء الشعب الكردي مطالبين بالكرامة والوحدة الوطنية والديمقراطية للجميع.

 

مائة يوم من الثورة، ولم تتلق الثورة إلا تأييداً جماهيرياً في بعض العواصم العربية والعالمية، في حين ظلت الحكومات العربية خاذلة بمواقفها المخزية، ولم تحرك ساكناً في سبيل وقف آلة القمع والقتل التي يمارسها النظام الدموي في دمشق بحق أبناء سورية. ولم تتحرك الجامعة العربية والتي لا ينتظر منها أي تحرك بالتأكيد.

 

مائة يوم من الثورة، ترى جمهورية الملالي الإيرانية ما يحدث في سورية بأنه شأن داخلي، ولكنها باركت ثورتي تونس ومصر وتطمح أن تحتل البحرين لحماية "شعبها المضطهد". كما رأى زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله بأن نظام دمشق "مقاوم وممانع" ضارباً عرض الحائط كل القيم الإنسانية والأخلاقية وحتى الدينية التي تتحلى بها كلا الطرفين "إيران وحزب الله" ووزعوا بركاتهم على ثورات أخرى ورأوها إرادات شعوب تطمح للحرية والكرامة، في حين أن الثورة السورية ليست كذلك بل على السوريين أن يحافظوا على نظام "الممانعة والمقاومة" وأن إسقاط النظام في سورية مصلحة أمريكية وإسرائيلية، كما قال نصر الله في عيد "المقاومة والتحرير".

 

مائة يوم من الثورة، وما تزال الثورة مستمرة في داخل البلاد وخارجها لإسقاط هذا النظام الديكتاتوري القابع على صدور السوريين منذ نصف قرن، نظام أفقر العباد ودمر البلاد. مائة يوم من الثورة وتستمر مصالح الدول العظمى في التنافس فيما بينها، والتي تمنع إصدار قرار دولي لإدانة نظام دمشق من قبل مجلس الأمن الدولي، فتصطدم مصالح الصين وروسيا مع حرية الشعب السوري، في عملية مساومة مع الدول العظمى الأخرى التي تسعى لإدانة النظام في قمعه لشعبه ويسفك دماء أبناءه في الشوارع. مائة يوم من الثورة والثورة مستمرة حتى النهاية حتى تتحقق مطالب الشعب السوري الطامح لنيل حريته وكرامته المهدورة، وستنتصر الثورة وسينجح الشعب في إسقاط النظام.

=======================

كلمات في خطاب بشار الأخير- المقال الثاني

الدكتور عثمان قدري مكانسي

-  حين يدّعي بشار أنه التقى وفوداً عديدة نضحكك من قوله حين تعلم أنه لا يلتقي إلا (الباصمين) والذين لا يمثلون سوى أنفسهم من أصحاب الرأي وغير أصحاب الرأي ، ويقابل كذلك شركاءه من تجار الحشيش والأفيون كما حصل في لقائه مع هؤلاء المجرمين المعروفين في حلب وغيرهم الشهر الماضي ليأمرهم أن يرسلوا زعرانهم إلى المتظاهرين يهددونهم بالسلاح ويضربونهم . هذا إذا أراد هؤلاء التجار أن يحمي الأمن أعمالهم وتجارتهم.

-  ومن البدهي أن على الرئيس أن يلتقي وجهاء الثورة ومنظميها ، إلا أنه يرسل زبانيته إلى الشوارع وساحات التظاهر يحاورونهم بالسلاح والاعتقال يغتالون كل يوم العشرات والمئات ، وهل ترى نجاحاً لحوار أحد أطرافه يمتلك الدبابات والأجهزة القمعية ليحاوره من لا يملك سوى الورق والقلم ؟! وهل يكون حوار إلا حين يمنع النظام شياطينه من إيذاء الشعب والأحرار ويعلن حملة إصلاحات تدل على مصداقيته؟ وهل رأى الحاكم المتظاهرين الثائرين يحرقون بيتاً أو ينهبون متجراً أو يقتلون إنساناً ؟ إن من يفعل ذلك هم أزلام النظام ، فمن المخرب يا أولي العقول والألباب ؟

-  ويزعم بشار أسد أن المتظاهرين قلة وفئة صغيرة غير مؤثرة، فليجب على هذه الاسئلة باختصار وصدق : أليس المتظاهرون بعشرات الآلاف ومئاتها كل يوم؟ أليسوا من كل المدن والقرى والبلدات؟ أليس من المعقول أن يتضاعفوا عشرات المرات حين يأمنون على أنفسهم من الاعتقال والقتل والاغتيال ؟

-  وإذا كان الثائرون يستغلون أكثرية الشعب الطيب – على زعمه – فلأنهم لم يجدوا عند النظام سوى الكبت والاستعلاء وأكل الحقوق وسلبها . ورأوا الثوار ينادون باسترداد الحقوق ومعاملة الشعب معاملة حضارية .

-  وإذا كان الثوار أقلية فلماذا دفع الدبابات والطائرات والاسلحة الثقيلة لتمشيط المدجن والقرى والأرياف وتشريد الشعب الطيب؟! وما حصل في درعا والبوكمال والدير وجسر الشغور واللاذقية وبانياس من مداهمات واعتقالات وقتل إلا دليل على أن النظام الحاكم يرى أن الشعب كله عدو له . ذكرني قول فرعون سورية بما قاله فرعون مصر القديم " إنهم لشرذمة قليلون ، وإنهم لنا لغائظون" ثم جمع جيشه ولحق بهم ، فهل يغيظ الحاكم أن يكون معارضوه قليلين ، ثم يحشد لهم جنوده وأسلحته المتطورة ويحاربهم بأسلوب الأرض المحروقة؟

-  كان أولى بالنظام الحاكم في سورية وهو يرى الثائرين يتظاهرون – وهو يزعم خدمة الشعب – أن لا يراوغ في الاستجابة للمطالب الواضحة منذ البداية وأن يكون عند حسن ظن رعيته لا أن يشن على الأمة حملة عسكرية تسيل فيها أنهار الدماء .

-  وإذا كانت هناك ثلاثة عقود سوداء فرضها النظام على أصحاب الرأي والعقيدة فسنّ القانون 49 عام ألف وتسع مئة وثمانين يحكم فيه على الإخوان المسلمين السوريين ومن شايعهم بالإعدام فلماذا حتى هذه اللحظة يتابع هؤلاء بهذا القانون الجائر ،وتمنع عنهم حقوقهم من وثائق ثبوتية وجوازات سفر في شتاتهم حتى عام 2005 ثم يعطى القليل منهم جوازات السفر بالقطّارة – جواز سفر سنتين تجدد بصعوبة ، ولماذا رفض النظام أن يعطي الكثير منهم هذا الحق حتى هذه الساعة؟ نعم حتى هذه الساعة ، وأنا أعني ما أقول .. وكيف يزعم رئيس النظام السوري أنه أمر بتيسير صرف هذه الوثائق كذباً وزوراً؟!

-  ولو كلف بشار نفسه أن يكون صادقاً لما قلب الحقائق وزوّر الواقع وادّعى عكسه ، فالسفارات تمنع الكثير من المعارضين حقوقهم في الوثائق ، وتضيّق عليهم . وما تزال أجهزة المخابرات الأمنية في سورية تقلق راحة ذوي الإخوان وأهليهم ، فتستدعيهم بصورة روتينية وكأنها تعاقبهم لأنهم أقارب الإخوان في أرض الشتات .

-  ولنسأل الشرفاء : من هم أصحاب الرأي والفكر السوداوي القابع في سراديب الظلام أهم الإسلاميون الذين نشروا النور والعلوم والمعارف في أنحاء المعمورة أم هم الذين لا يريدون لنور الله أن يضيئ الكون بشريعته السمحاء ؟ لقد عاش اليهود والنصارى تحت ظل المسلمين معززين مكرمين ، فلا إكراه في الدين ، ولعل جوستاف لوبون المؤرخ البريطاني الشهير قال كلمته المشهورة " ما عهرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب ( المسلمين ) أما ظلاميو حزب البعث فهم الذين يئدون العلم والنور ويتابعون بكل لؤم وكره أهل الفضيلة والفكر المستنير .

-  ومن المحزن أن ترى الحاكم يؤله نفسه ويكره الإسلام وأهله وهو يحكم بلداً أكثر أهله مسلمون موحّدون ، فهو – بشار – يصف المسلمين أنهم " مجموعات تنتمي لعصور أخرى غابرة وينتمون إلى فترة لا يعيشها الرئيس السوري ويعتبر الإسلاميين العقبة الكبرى في طريق الإصلاح !! فأي إصلاح هذا الذي يريدنا أن نخلع فيه مبادئنا السامية لنتبع مبادئ بشار الظلامية؟! .. إن بشار يخلط بخبث وسوء طوية بين التحرر والفساد الاعتقادي ، وينعى على المؤمنين إيمانهم بطريقة موحية إلا أنها معروفة فهو يلمح بطريقة ظاهرية دأب الفاسدين المتمرسين .

-  ومن المضحك المبكي أن النظام يدمر الاقتصاد ويرسل جيشه لإحراق المحاصيل ويقتل الجنود الذين يرفضون أوامر قادتهم بقتل الشعب المتظاهر السلمي ويتهم الشعب الأعزل بكل ما ارتكبه ، فأي مصداقية يتحلى بها هذا النظام الدموي الإجرامي ورئيسه؟

-  إن نظاماً يقلب الحقائق ويعادي شعبه لا ينوي الإصلاح ، ولا علاقة له بالإصلاح من قريب ولا بعيد ، والغريب العجيب أنه يتهم الشباب والأطفال بعدم التربية وسوء التربية ، فلو افترضنا أن هذا الاتهام صحيح فالسؤال المطروح : في أي عهد ربي هؤلاء الأطفال ؟ وما مبادئ هذا النظام الذي جهد أن يتخلق الأطفال والشباب بمبادئه؟ إنها مبادئ الحاكم الكذاب الذي يقلب الحقائق ويقتل شعبه! وما سمعناه في خطاب رئيسه ما ينبئ عن الأخلاق التي تقوده إلى القتل والدجل والكذب . والحقيقة أن النظام كان في واد وكان الشباب السوري في واد آخر يرشفون من نمير الأخلاق السامية التي رباهم عليها آباؤهم وذووهم فكانوا رجالاً وأبطالاً عظماء يشهد لهم القاصي والداني برفعة أخلاقهم التي يأباها حاكم سورية الذي نشأ غير نشأتهم وأراد أن يكون الشعب على شاكلته ، فحمى الله الشباب من الولوغ في حمأة الفساد والهوى .

-  ولله در الأطفال في درعا وحماة واللاذقية ودير الزور وحلب ودمشق وتل كلخ وبانياس وكل المدن والقرى والبلدات ، فقد كانوا رجالاً حين تحملوا تعذيب اللئام وصبروا على الأذى وذهب بعضهم شهداء ، ولا أذل ولا أخس من نظام يقتل الأطفال ويعذب الورود والأزهار .

-  ومن النرجسية الحالمة التي يتسم بها ذلك الذي يحكم سورية أنه التقى بمن يحبونه ، وكأن العلاقة بين الحاكم والمحكوم هوى وحب دون بذل للمعروف ودون أن يخدمهم ، إن من واجب الحاكم أن يتواضع لرعيته وأن يطعمها قبل أن يطعم ويلبسها قبل أن يلبس ورحم الله سيدنا عمر بن الخطاب الذي أرسى لنا طريقة الحب القائمة على الإيثار لا على هوى الطغمة الحاكمة في بلدنا المنكوب بقيادته النرجسية .

-  بعد إحدى عشرة سنة من حكم بشار يعترف الحاكم أن هناك فساداً ، ولكنه حتى هذه اللحظة لم يسْعَ إلى اجتثاث الفساد بله التقليل من حدته ، بل إنه جمع حوله الأقرباء والوصوليين يسيطرون على مفاصل النظام الاقتصادية ، ولن يكون الإصلاح بالتمني ولا بالكلام ، إن للإصلاح آلياته وأدواته ، وبشار الأسد وزمرته عنوان الفساد ، ولن يكون المفسد مصلحاً ، والإصلاح الحقيقي بسقوط النظام العفن من أساسه. وتجريب المُجرَّب خطأ كبير وسوء تقدير . إن رؤساء العالم لو حكم أحدم فترتين فلن يتجاوز عشر سنوات ، وبشار حكم إحدى عشرة سنة ، ولم يصلح شيئاً من فساد أبيه المقبور ، ولم يصلح شيئاً من مفاسده هو .

-  ومن فساد النظام أنه حتى الآن يفكر وما يزال يفكر بالحوار بينه وبين الشعب ، لكنه لا يدري من أين يبدأ الحوار أيبدؤه من القاعدة أم من الرأس ، وبصيغة أخرى أيبدؤه من المحافظات أم من مجلس الوزراء وقيادة البعث التاريخية ! التي ما رأى منها السوريون سوى النهب والسلب ، يقول بشار في تفصيل الحوار كما يهوى " إذا أردنا أن نبدأ الحوار من يشارك بالحوار... وما هي المعايير... كيف نضع المحاور... ومن يشارك في كل محور من المحاور..؟ " وسيبقى بشار يفكر في طريقة الحوار ! مع صاحبه القذافي في مكان ما في بطن الأرض أو في مزبلة التاريخ.

-  ولا ينبغي أن نبخس النظام السوري حقه ، فلا بد أن نذكر بعض محاسنه التي نال منها الشعب السوري الكثير مثل تدمير البنى التحتية ، وملاحقة الشرفاء وأصحاب الرأي وتمشيط المدن والقرى ، وقتل المتظاهرين السلميين بالآلاف ، واعتقال كل من تقع أيديهم عليه ، والحكم بقانون الطوارئ الذي بكى على فقدانه الكثير عندما استعاض عنه النظام بقانون الإرهاب فترحم الناس على النباش الأول . ومثل مجلس التهريج الشعبي وسمّه - إن شئت - مجلس التصفيق الصفيق واستلاب البترول في أيدٍ أمينة! وحصر القيادة في حزب البعث الذي ذاق الشعب الخير على يديه! ، وكثرة الأجهزة الأمنية للحفاظ على أمن المواطن المسكين ، والإعلام السوري النزيه جداً جداً .. والحديث في هذا الباب طويل طويل يدل على اهتمام النظام بسعادة الشعب السوري .

-  وهناك أمر آخر ذكره السيد الرئيس هو أنه ليس في سورية من يعارض الإصلاح ، وهو شخصياً لم يلتق بشخص في الدولة يعارض الإصلاح !! والكل متحمس للإصلاح ولكن لا بد من التأني إلى عهد حافظ الثاني أو عهد بشار الثاني أو الثالث والرابع ، فما يزال الرئيس يفكر إلى أين يسير فهو الآن يقوم بصناعة المستقبل وفي التأني السلامة وفي العجلة الندامة !.

-  الرئيس أمر بدراسة قانون الأحزاب عام 2005 ، ولعله ينتهي في القريب العاجل جداً ! وهذا دليل على صدق توجهات النظام السوري في الإسراع بإقرار قانون الأحزاب ولعل قانون الأحزاب سيلقى الاهتمام الزائد كقانون الطوارئ ! أما الإصلاحات الحيوية والمعاشية فستكون في ظل الحاكم الجديد الذي يأتي بعد العمر الطويل لسيادته .. وتستمر فلسفة الحاكم السوري يضحك فيها على نفسه قبل أن يضحك على الهبلان ممن يصفقون ويطبلون ويزمرون .

-  ومن المضحك المبكي أن النظام حين يكذب يظن أن الشعب مغفل أو لا يهم النظامَ أن يعرف الناس كذبه وتلفيقه ، فقد اعتقل النظام ستة آلآف في الشهر الثاني من الثورة ، وأصدر عفواً عمن يسلم نفسه وسلاحه ، واعتبر هؤلاء المعتقلين ممن كان معه سلاح وسلم نفسه طواعية ، ثم عفا عن فئة قليلة من الناس أخرجهم على عين الإعلام ليفبرك قصة التوبة عن معاداة النظلم! ، ونظام يتصرف هكذا لا خير يرتجى منه البتة .

-  ويزعم النظام على لسان رئيسه أن الجيش في جسر الشغور وغيرها من المدن إنما جاء بطلب من الشعب ، فهل يستقبل الشعب جيشه الذي استدعاه بالهروب واللجوء إلى القرى والدول المجاورة؟ ! أم إن النظام أرسل جيشه وأمنه وشبيحته لتأديب الشعب الذي ثار على ظلم الظالمين ؟ وهل مساعدة الشعب تكون باعتقال شبابه وحرق مزروعاته وقتل حيواناته وترويع الساكنين ؟! ثم يطلب رئيس النظام من المهاجرين الخائفين أن يعودوا إلى بلدهم ودورهم ، يقول المثل " مجنون يحكي وعاقل يسمع"

‏ ============================

عن خطاب بشار الأسد الثالث , مع كل التحية

مازن كم الماز

يجب أولا الإشادة بمواهب الرجل فقد استمر يتحدث أكثر من ساعة بكلام غير مفهوم تقريبا ما عدا بعض الجمل المفيدة و هذه موهبة أيضا , لكن الحقيقة هي أن بشار الأسد ما زال يعيش في عالم ينتمي للماضي أكثر ما ينتمي للحاضر أو للمستقبل , الحقيقة أن بشار عبر بكل بساطة و حتى بسذاجة تميزه عن رؤيته الوحيدة الممكنة للعالم أو لسوريا , ستبقى هناك دائما دولة , ستبقى هناك دائما حكومة و سيبقى هناك مواطن – مواطنون – شعب , و ستبقى الحكومة و الدولة كما في الماضي حكومته و دولته و سيبقى هذا المواطن , هذا الشعب مجرد شيء , تابع , في هذه الدولة , و سيبقى هو الديكتاتور كما كان دائما لأن وعيه المريض بالاستبداد لا يستطيع تصور حالة أخرى أو شكلا آخر للحياة في سوريا , قدر هذا الشعب أن يبقى تحت سقف هذا "الوطن" , أي تحت سقف ديكتاتوريته , كل شيء آخر مسموح لكن طبعا تحت هذا السقف سقف الوطن – الديكتاتورية , لذلك يمكن تغيير أي شيء , أي قانون في سوريا هذه الخاصة به , حتى الدستور نفسه يمكن تغييره , ببساطة لأن هذا كله لا معنى له في سوريا الخاضعة بصرامة ( و التي ستستمر بهذا الخضوع طالما بقي هذا النظام ) لعساكر الفرقة الرابعة و الحرس الجمهوري و آلاف مؤلفة من عناصر المخابرات و الشبيحة , شيء واحد لا يمكن تغييره لأنه غير مكتوب أصلا و لأنه مفروض أصلا ليس كشيء اتفق عليه السوريون أو خاضع حتى لمناقشتهم أو قبولهم , لأنه مفروض عليهم بقوة المخابرات و الأمن و الفرقة الرابعة و سائر فرق الجيش عند اللزوم , لأنه الدستور و القانون الحقيقي الوحيد ساري المفعول في سوريا , و لأنه الدستور و القانون الحقيقي الفعلي الوحيد الذي لن يغيره النظام و لن يسمح بأن يكون مادة لأي حوار وطني أو مع الخارج أو أي حوار من أي شكل , هذا القانون الفعلي الوحيد الموجود هو السيطرة المطلقة لأجهزة المخابرات و الأمن التابعة للنظام و بالتالي سيطرته المطلقة على كل شيء في سوريا دون أن يكون لأي سوري من أي نوع أو طائفة أو دين أية حماية ما من هذا الغول الذي يحكم سوريا و يثبت سلطة نظام الأسد , سقف الوطن هذا لم يعد له وجود إلا في عقل بشار و ماهر و آصف , بدأ الناس في هذا الوطن منذ 18 آذار و هم يناضلون في سبيل حريتهم بدؤوا يفرضون سقفا جديدا للوطن , أي للوجود و الحياة المشتركة على الأرض التي تسمى سوريا أساسه الحرية لا العبودية لديكتاتورية بشار الأسد , بشار الأسد لا يستطيع إلا ترديد الهراء لأنه لا يملك غيره , لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يملك أن يقدمه للسوريين , ليس فقط الذين يهتفون للحرية اليوم بل لكل السوريين ما عدا القلة القليلة من المستفيدين من بقائه ... ما فعله بشار هو أنه أكد للمرة الألف ربما أن نظامه غير قابل لأي تغيير أكثر من بعض الرتوش الشكلية فقط , يمكن تغيير كل القوانين حتى الدستور نفسه و يمكن أيضا رفع حالة الطوارئ , التي رفعت بالفعل , صدقوا أو لا تصدقوا , كل ذلك ليس إلا أشياء لا قيمة لها في سوريا الأسد , مجرد رتوش لحقيقة أعمق يعرفها كل سوري هي أن هذا النظام وجد و استمر و سيستمر فقط بحراسة أجهزة مخابرات منفلتة تماما , و هذه هي النقطة المركزية اليوم في قضية التغيير في سوريا , كلمة واحدة تختصر كل الصراع الذي يجري بين الشارع الثائر و بين النظام و أزلامه و شبيحته من جهة أخرى , ما دامت هذه الأجهزة موجودة و تتمتع بالحق في استباحة سوريا و شعبها فسيبقى كل السوريين مجرد عبيد , لا يمكن الحديث عن الحرية مع استمرار هذه الأجهزة , و من جهة أخرى يجب بعد إسقاط النظام ألا يكون من الممكن أن تظهر مؤسسات مشابهة ترتبط بطغمة أخرى على الإطلاق تحت أي مبرر , لكن دعونا الآن مع الدرس الأهم لخطاب بشار الثالث : الحرية اليوم في سوريا تعني شيئا واحدا فقط هو إسقاط ديكتاتورية بشار الأسد

=======================

بتأييدك ... تجردت من إنسانيتك !!

كتبته : Noor A.

عندما خرج مئات الأمريكيين للاحتفال بمقتل أسامة بن لادن الذي كان يعد "بعبع"أمريكا و هو المجرم السفاح بالنسبة لهم كان ضمن الجموع المحتفية أمام البيت الأبيض فتاة صرحت- و رغم أنها كانت ممن يهتف و يتراقص على مقتل عدوهم و مؤرق مضجعهم- أنها تشعر بالأسف لاحتفائها بمقتل إنسان !!

 

خرجت منها كلماتها نابعة من فطرتها بعفوية و صدق و هي محقة فالمشهد لو أزلت منه مظاهر المدنية من أناقة الشكل و الملبس منه لتراءى للناظر مشهد لأناس بربريون يحتفلون في طقوس همجية معدومة الإنسانية بمقتل إنسان أعزل في بيته و أمام عائلته و بدون محاكمة و بدون مراعاة لأي معنى للإنسانية التي يتشدقون بها بغض النظر عن جرمه الذي أوجدت المحاكم العادلة لتحاسبه عليها !!! (بعض من الفقرة هنا مستوحى من مقالة علقت بالذاكرة لعبد الباري عطوان)

 

و ليست قضيتي ما فعله الأمريكيون بعدوهم وقتها .. بل ما فعله بالأمس أهلنا في سوريا مع أهلهم في سوريا !!! و والله لو خرجت سوريا كلها لتأييد هذا النظام المجرم السفاح الممثل بآل الأسد كرأس للسلطة لاستهجنت تراقصهم و احتفالاتهم البربرية الهمجية على دماء و أشلاء إخوانهم في مختلف المناطق السورية و موقفي نابع من منطلق إنساني بحت أحاول تجنيبه الطابع السياسي أو الديني !!

أيتراقصون على صرخات آلاف المعتقلين الذين يعذبون في أقبية الأمن ؟

هل سمعوا من آهاتهم سمفونية تمايلوا على ألحانها كسكارى غاب عن عقلهم منطق ردود الفعل السليمة؟؟

أم هو العناد و التكبر و المكابرة المستوحاة من معبود هذه الفئة من السوريين قد أعمت إنسانيتهم إلى هذه الدرجة ؟؟

أي طقوس بربرية هذه التي خرجت بالأمس ؟

ألا يستحون من التاريخ أنه يسجلهم من أتباع واحد من أعتي و أظلم و أحقر الأنظمة الحاكمة الدكتاتورية في العالم؟؟

ألا يخجلون من أنفسهم و هم كآكلي لحوم البشر يهلهلون و يزعقون بأصواتهم بطريقة بدائية يعجب لها المنطق الإنساني ؟؟

 

و لا أوجه كلامي لمن اضطر للخروج "بال..." حتى لا يخسر وظيفته و مصدر رزقه ، أتكلم عمن خرج طواعية و بملء إرادته حتى لا تفوته هذه الطقوس! أي حماقة هذه و أي صفاقة و أي انعدام للقيم الإنسانية و الدينية و الاجتماعية ؟ أي غباء هذا ألا يفقهون ؟؟ هل فعلا و هم بكامل قواهم العقلية يصدقون المؤامرات و العصابات المسلحة و الخطابات الجوفاء التي يكشف زيفها الطفل الصغير !!

 

هل حقاً يحبون هذا الحاكم الذي فشل في التطوير و الإصلاح على جميع الأصعدة التعليمية و الاقتصادية و الصحية و المعايشة و التكنولوجية و غيرها ، في حين كان نجاحه ساحقاً في سرقة البلاد و تحويلها لدولة رأسمالية زاد الفقير فيها فقراً و تعاسة، و في نهب العباد و جعلهم في مزرعته التي استحلها كالبهائم عنده !!

 

أيظنون أن أمان و استقرار بلادنا مرهون ببقاء هذا المجرم و أجهزته الأمنية على رأس السلطة؟! أم هو وعي الشعب و لحمته و اتساقه بكل أطيافه و طوائفه في لوحة اجتماعية منوعة هو من حافظ على نسقها طيلة العقود التي مضت و لا يعزى ذلك لعائلة مجرمة سمحنا لها بخذلاننا و سكوتنا أن تُركعنا لا أن تحكمنا ؟؟ أين عقولهم ؟ أين ضمائرهم ؟ تجاوز عدد الشهداء 1500 عدا المعتقلين الذين تجاوزت أعدادهم 10 آلاف عدا المهجرين بالآلاف !! ألا يستحون؟ ألا يخافون يوماً سيسألهم فيه رب العالمين العدل الحق عن إخوانهم الذين استنجدوا بهم فخذلوهم ؟؟

 

والله إن"الملايين" -المشكوك بدقة عددها- التي احتفت بالأمس بما لا أجد له سبباً مقنعاً هي من أهم نقاط ضعف هذا النظام و أشدها إضراراً به في هذه المرحلة من تداعيه لأن جل قضية هؤلاء هو تبجيل الفرد و عبادته فقط معززين بذلك روح الثورة السورية و مؤججين حماستها و مؤكدين صدق رسالتها على عكس ما كانوا يتوقعون !!

 

و ربما كان من أسباب احتفالهم أن غرتهم مئات اللجان التنسيقية التي "سوف" تتشكل ،أو ربما كانت إصلاحات التسويف إلى الأجل غير المسمى التي وعدوا بها، أو لعلها كانت كاريزما العناد و المكابرة هي من استقطبهم ليتمايلوا و يتراقصوا على هتافات تقدس دكتاتوراً مجرماً سفاحاً و تؤكد رغبتهم الملحة التي لا تفسير لها بأن تظل سوريا بمن فيها قابعة تحت حكم هذا الفرد دون غيره ..!!

 

و لهم أقول و كلي إيمان وثقة بالله و بعدله سبحانه أولا و بدماء الشهداء و صرخات المعتقلين و بثبات الأحرار من السوريين: هيهاااااات هيهاااااات فلا أبد لبائد بعد اليوم ..

فهذا النظام بوعوده و إصلاحاته المردودة عليه قد فقد الشرعية.. فقدها بإجرامه..

فقد الشرعية بقتله أطفالنا و اغتصابه لأخواتنا و تنكيله بإخواننا و شيوخنا ..

فقد الشرعية مذ سالت أول قطرة لشاب من شبابنا

 

و هيهات منا النسيان و التخاذل.. و لو نسي أو تناسى أو تجاهل أو حتى برر و سوغ لهذا مليون أو اثنان أو ثلاثة ..و أعتقدها مبالغة لثقتي إلى الآن بأن الغالبية الساحقة دون ريب تقف مع إخوانهم و ما يمنع هذا من الظهور علانية إلى الآن هو البطش و التنكيل و الخوف الذي ما زالت جذوره ممتدة في نفوس العديدين إلى الآن أكان خوف من المستقبل الذي يرونه مجهولاً أو خوف من الأجهزة الأمنية ،أو خوف على المصالح أو أيا كان ..

 

أما أولئك الذين نزلوا و لم يعبؤوا بدماء إخوانهم لأن عذرهم أنهم مؤيدون للنظام فحسب – ما استدعى بطبيعة الحال تجردهم من إنسانيتهم!- فهؤلاء كالمرضى و علاجهم ببساطة هو إعادة تأهيلهم لا أكثر في دولة الإنسان و التعددية و المدنية و الديمقراطية التي ستؤول إليها سوريتنا الحبيبة بإذن الله سبحانه و بعزيمتنا و إصرارنا و عدل قضيتنا ...

بتأييدك ... تجردت من إنسانيتك !!

======================

المعلم يشطب اوروبا

عادل عبد الرحمن

في مؤتمر صحفي لاعادة تفسير وتبسيط خطاب الرئيس بشار الاسد المتعثر والمشوش، خاطب وزير خارجية سوريا، وليد المعلم الصحفيين بطريقة لا تليق برجل تمرس في السلك الديبلوماسي، ويحتل الموقع الديبلوماسي الاول في النظام السوري الآيل للسقوط. عندما أعلن أنه ونظامه "سننسى أن اوروبا على الخارطة !؟" إحتجاجا على المواقف الاوروبية المتقدمة والرافضة سياسات وانتهاكات نظام بشار الاسد ضد الجماهير السورية المنادية بالحرية وإسقاط النظام.

تصريح وزير الخارجية السوري، يعكس حالة الارباك والافلاس السياسي، التي بلغها النظام الاستبدادي. ويظهر إلى أي مدى تنهار وتتلاشى اللغة السياسية الرزينة من اوساط اركان نظام الاسد الابن. أيمكن لوزير خارجية أمضى حياته في العمل الديبلوماسي في لحظة غضب إلغاء قارة بكاملها من الخارطة الجيوبوليتكية؟ أيعقل ان تشطب اوروبا من ذاكرة النظام السوري؟ ألم يكن ممكنا للمعلم وهو يخاطب الجارة تركيا، ويحاول إستجداءها وإسترضاءها، ان يأخذ ذات المنحى في مخاطبة اوروبا، القارة الاساسية في العالم؟ ألم يكن بالامكان للمعلم ان يميز بين دولة وأخرى في القارة الاوروبية لتحييد البعض، وإستقطاب البعض إن أمكن؟

بالتأكيد وزير الخارجية السوري، واركان نظامه بدءا من الرئيس بشار وصولا لآخر مكوناته، لم يكن ممكنا له إستحضار اللغة الديبلوماسية والمناورة، لانه كشف عن انيابه، ولم يعد يأبه لا باوروبا ولا بالعالم، وقبل ذلك لم يبالي بالشعب العربي السوري. كل ما يهم النظام البقاء في سدة الحكم من خلال الفتك بالمواطنين ومصالحهم ومصيرهم وحريتهم من خلال الاجهزة البوليسية والفرقة الرابعة بقيادة ماهر الاسد، شقيق الرئيس. ويمكن ان ينطبق على المؤتمر الصحفي لوليد المعلم المثل الشعبي القائل"إجا يكحلها عماها!" فلا خطاب الرئيس الاسد الابن، ولا المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية حققا النتيجة ،التي سعى اليها النظام السوري. لان النظام فقد الاهلية السياسية والشرعية الشعبية، الامر الذي اوقع قيادة النظام في حالة من التخبط والدوران حول الذات، دون التمكن من التقاط اللحظة المناسبة للخروج من نفق الازمة المستعصية، التي أخذت تضيق الخناق حول رقبة نظام عائلة الاسد.

من الواضح أن النظام السوري يتجه الى مزيد من الغرق في مستنقع الدم والقتل. وما المحاولات المتكررة لقيادته في الالتفاف على مطالب واهداف الثورة السورية، إلآ إمعانا وإعمالا في سياسة القتل وتسييد النظام على جثث وجماجم ألاف من الاطفال والنساءوالشيوخ. لان القيادة السياسية السورية المرتهنة لقادة الاجهزة الامنية والفرقة الرابعة ومصالح العائلة والحسابات الطائفية، غير قادرة على تقديم الحد الادنى من الاصلاح. ولان من يريد الاصلاح لا ينتظر المزيد من الوقت في ظل مواصلة القتل والاعتقال وانتهاك حرمات المدن والقرى والمحافظات السورية. من يريد الاصلاح يشرع فورا بالافراج عن كل المعتقلين السياسيين، ويلغي قوانين الابعاد والمطاردة للمواطنين، ويسمح لهم بالعودة دون التعرض لهم الى بيوتهم ووطنهم، ويقوم بالتعويض على ذوي الشهداء والجرحى، وكل المتضررين من انتهاكات الاجهزة الامنية. وقبل ذلك يقوم بتغيير مواد الدستور ، التي تتناقض مع مصالح وحرية الشعب السوري. ويقوم باعفاء القتلة من قادة الاجهزة الامنية ، وفي مقدمتهم ماهر الاسد، كما ويبعد الاجهزة عن التدخل في شؤون المواطنين وحرياتهم، ويسمح بحرية التعبير والتظاهر والتنظيم دون قيود، ويحرر الاعلام من سطوة حزب البعث والاجهزة الامنية، ويسمح باجراء انتخابات تشريعية ورئاسية خلال مدة لا تتجاوز الشهر، بعد حل مجلس الشعب القائم..

لكن لا وجود لارادة التغيير والاصلاح إلآ بالاقوال والادعاءات الكاذبة. اما في الواقع وعلى الارض فعصا النظام الغليظة والقمع والارهاب. ولا يبدو ان هناك حد أدنى من الصحوة لدى قادة النظام الاسدي. لذا فإن الرئيس بشار ووزير خارجيتة المعلم، سينسوا ليس فقط اوروبا من الخارطة، بل سينسوا العالم والشعب السوري في طليعة المنسيين، لانهم لا يروا سوى حساباتهم الضيقة والصغيرة. وبالتالي سيكون مآل النظام مهما غلظت عصاه السقوط والانهيار، والحرية ستكون من نصيب الشعب العربيى السوري.

a.a.alrhman@gmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ