ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 24/05/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

على الديكتاتورية أن ترحل ,

و يجب البدء فورا بأوسع "حوار وطني" بين

كل السوريين دون خوف أو تهميش أو قمع

مازن كم الماز 

ليس هذا هو الوقت المناسب لتحليل شخصية بشار الأسد , و لا لدراسة بنية النظام السوري أو العلاقات بين أفراد العائلة الحاكمة في سوريا اليوم , فكل هذا الآن اصبح ينتمي للماضي , الشعب السوري يستعد الآن ليقلب صفحة النظام , ليضعها وراءه , لقد حكمنا النظام لعقود لسبب وحيد فقط , هو الخوف , و القمع , لأنه درب و ربى نصف مليون – مليون عنصر مخابرات و شبيحة مستعدين لقتل و ضرب و سحل من يجرؤ على أن يفتح فمه , لكن الشعب السوري اليوم تغلب على خوفه , و لذلك أصبحت كل قوى النظام صفرا كبيرا , لا تستطيع أن تفعل أكثر من قتل و ذبح المئات أو حتى الألوف لكن لن تستطيع أبدا بعد اليوم أن تقتل رغبتنا و إرادتنا في أن ننتزع حريتنا من براثن الديكتاتورية , على النظام أن يرحل بكل بساطة لأنه لن يستطيع بعد اليوم أن يحكم شعبا لا و لن يخاف , النظام ساقط عمليا , ما ينتظره  هو فقط موعد إعلان موته الرسمي , لكن هناك شيء هام جدا آخر يبقى على هذا النظام أن يقرره , و هذا هو سبب الحديث عن بشار الأسد الآن , و هي درجة الألم التي سترافق نزاعه الأخير و التي سيتركها وراءه كآخر ذكرى لأيام الخوف و الموت و الفقر و القهر , و التي ستترك تأثيرا يتجاوز مرحلة النزاع الأخير للظام إلى العلاقة بين الفقراء السوريين و السوريين العاديين من كل الطوائف و القوميات بعد موته الحتمي اليوم , أنا أعتبر أنه من الضروري اليوم و لآخر مرة أن يخاطب أحد ما بشار الأسد , لكي يطلب منه أن يجعل رحيله و رحيل نظامه أيسر ما يمكن , أقل كلفة على السوريين , اليوم بالذات ليس لدي أي شك أن النظام قد أصبح من الماضي الأليم لسنوات الخوف و الصمت و القهر , يستطيع النظام أن يتفادى مصيره لبعض الوقت , هذا صحيح , فهو ما زال يحتفظ بقوة تستطيع القتل و التدمير , لكن مصدر قوته ( و بقائه و استقراره ) الحقيقي و هو الخوف الذي زرعه و رباه و غذاه طويلا في قلوب و عقول السوريين العاديين قد سقط , صحيح أنه ما زال بإمكانه أن يقتل المزيد , أن يدمر الكثير و يعتقل الكثير , أن ينتهك , يسحل , يعذب , لكن هذا كله لن ينقذه ابدا , سجونه لم تعد تتسع للأحرار من هذا الشعب , و مثل أية ديكتاتورية تواجه شعبا لا يخاف الموت في سبيل حريته , لم يعد أمامه إلا أن يرحل , هنا اقول , و اعتقد أن الكثيرين يريدون قول تلك الكلمات الأخيرة لبشار الأسد ذاتها , ارحل بهدوء , ما فعلتوه حتى اليوم يكفي , يكفي على الأقل لتعرفوا أنكم اصبحتم من الماضي الذي يجب أن نطوي صفحته فارحل , اجمع أشيائك و ارحل , لا دباباتك و لا حتى أسلحة الدمار الشامل تستطيع اليوم أن تقمع تعطش هذا الشعب لحريته , فاحمل أشياءك و ارحل , أزعم أن الموضوع لا يقف عند مستوى الاحتجاجات و المظاهرات الحالي الكافي بالفعل لإسقاط النظام , أنا شخصيا لا شك عندي أنه إذا قرر النظام الاستمرار في قتل السوريين دفاعا عن طغيانه , أنه في الغد , أو بعد غد , الجمعة القادمة أو التي تليها أو ربما التي بعدها , سيفاجئنا الشعب السوري , تماما كما كان يوم 25 يناير مفاجأة لنظام مبارك , سيفاجئنا بأنه , بغالبيته العظمى , سيخرج إلى الشارع , في كل مكان , و خاصة في حلب و دمشق , و انه خلال ساعات , أيام ربما , سيهزم كل قوى النظام المتبقية , كلنا اليوم درعا , كل الأمكنة درعا , سوريا اليوم تصنع ميدان تحريرها و انتم لست من المدعوين , و لأننا يجب ان نعيد بناء سوريا مرة أخرى , أن نحاول ان نبنيها على أساس الحرية , حرية كل منا , و العدالة بيننا جميعا , و المساواة بيننا جميعا , حان الوقت لنبدأ "حوارا وطنيا" حقيقيا , بين كل سوري و جاره , بين كل سوري و كل سوري آخر , لنتفق على ما نعنيه بهذه الحرية و العدالة و المساواة التي نريد أن تكون اساس حياتنا القادمة , انتهى الخوف و قريبا سيرحل الجلادون , قريبا جدا , و لن يكون أمامنا إلا أن نبدأ بالحديث مع بعضنا البعض لأول مرة دون خوف , دون ظل الجلاد الثقيل , دون قضبان سجن الديكتاتورية الكبير الذي كان يتسع لكل السوريين العاديين و الفقراء و الرعاع , سيفر الجلادون قريبا و ستسقط جدران السجن , و ستكون أمامنا فرصة استثنائية لكي نعيش أحرارا دون أي سجن أو قهر أو قمع , أن نعيش معا أحرارا و متساوين على هذه الأرض , لم نسحق الديكتاتورية بعد و يجب الا نشرب بعد نخب الحرية , لكن يجب أن نحضر أعذب خمورنا ليوم العيد القريب و أن نبقي أعيينا على ضوء الفجر القادم , ليل النظام إلى زوال , و ظلامه ينهار أمام ضرباتكم , إنه ينقشع كل لحظة مع كل صرخة في سبيل الحرية , و ها هو ذا يلفظ آخر أنفاسه اليوم , أما نحن , فإننا اليوم , و غدا , نولد من جديد

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ