ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 23/05/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

يجب إضعاف و إنهاك و تخريب عمل منظومتي القمع و النهب التابعة للنظام

مازن كم الماز

ما يجري في سوريا ثورة , لجماهير عانت من اضطهاد النظام و تعاني اليوم من ماكينة قمعه المنفلتة لأنها تجرأت على المطالبة بحريتها و كرامتها و بوقف استغلالها من قبل النظام , و هذه الثورة بحاجة لتطويرها باتجاهات عدة , منها ضم كل المناطق و الطبقات المضطهدة من قبل النظام إليها و منها تطوير مؤسسات محلية شعبية جماهيرية ديمقراطية في مواجهة مؤسسات النظام , لكن إضافة إلى العمل في سبيل تجذير صفتها الجماهيرية و الديمقراطية لا بد أيضا من إضعاف خصمها الرئيسي أي النظام , تمهيدا لانتصارها .. لا شك أن النظام يعتمد اليوم على منظومتي القمع و النهب أساسا في محاولته لسحق الانتفاضة السورية , إضافة طبعا لإعلامه و محاولته شق صفوف الجماهير و تقسيمها طائفيا , الأمر الذي لقي مساعدة من قبل بعض القوى الموجودة في الشارع السوري الثائر للأسف , لكن الجزء الأساسي في الجهد العسكري و الأمني للنظام ضد الجماهير المنتفضة يقوم على مؤسساته و أجهزته القمعية , أما بالنسبة لدور منظومة النهب فإن رامي مخلوف الذي راكم في جيوبه و حسابه معظم الثروة الوطنية من خلال دوره المركزي في منظومة النهب التابعة للنظام , هو اليوم الممول الأكبر لمجموعات الشبيحة و الإعلام الأصفر التابع للنظام ... لذلك فإن نجاح الانتفاضة سيتحقق من خلال مضاعفة قوة الجماهير المنتفضة بضم كل ضحايا قمع و نهب النظام إلى الثورة و من خلال تكريس و تجذير طابعها الشعبي , العفوي , الديمقراطي , و أيضا من خلال إضعاف قوة خصمها , لا سيما مؤسستي القمع و النهب التابعتين للنظام .. في كثير من المواقع ما تزال الانتفاضة اقل تطورا خاصة في مدينتي حلب و دمشق , حيث تتركز بدرجة كبيرة مؤسسات النظام تلك التابعة لهاتين المنظومتين , القمعية و منظومة النهب , هنا يمكن إلى جانب تطوير فعاليات و كفاحية الجماهير , يمكن أيضا العمل بفعالية على إضعاف قوة مؤسسات النظام و خاصة منظومتيه الرئيسيتيين , القمعية و المتعلقة بنهب الشعب السوري و خاصة طبقاته الأكثر فقرا .. عادة ما توجه دعوات المشاركة في مثل هذا النضال الضروي للخلاص من الاستبداد إلى من يسمون بالسوريين الشرفاء , أنا لا أعتقد أن القضية هي قضية سوريين شرفاء أو غير ذلك , هناك بشر , سوريين , هم غالبية هذا الشعب العظمى , يقمعهم و يقهرهم و يسرقهم النظام , هؤلاء لهم مصلحة مباشرة في إنهاء هذا القمع و هذا النهب , صحيح أن البعض لا يعون هذه المصلحة لكن هذا شيء آخر , و صحيح أن البعض قد يتصرفون ضد مصلحتهم الطبقية , أي أن يقفوا إلى جانب النظام الذي يقهرهم و يسرقهم موضوعيا , لكن الحقيقة أن الدعوة للانضمام للانتفاضة تعني كل ضحايا النظام من أي طائفة أو مذهب أو دين أو قومية , كل من جاع و عانى من سياسات النظام , و إذا تمكنت الانتفاضة من تحشيد كل أو أغلب هؤلاء الضحايا فإن سقوط الاستبداد و انتصار الانتفاضة سيصبح أقرب من أي وقت كان .... لكن خاصة في دمشق و حلب يستطيع ضحايا النظام الراغبين بالانضمام إلى الثورة أو المساعدة في تقدمها و تطورها أن يساعدوا أيضا بوسائل أخرى منها خاصة تخريب عمل منظومتي النظام الرئيستيين هذه , و أيضا تطوير أشكال النضال الأخرى التي قد لا تقابل بالقمع الوحشي المعتاد في وجه المظاهرات و المحتجين , إن استكمال كسر حاجز الخوف و التعبير بأشكال مختلفة عن الاحتجاج سيشكل مساهمة هامة في تقدم الانتفاضة و تعزيزها و تطويرها خاصة في دمشق و حلب , أعتقد أن جزءا كبيرا من مهمة تطوير الانتفاضة يقوم على تطوير أشكال جديدة للمقاومة ( يمكن للعاملين في مؤسسات رامي مخلوف المختلفة أن يقوموا بعرقلة أعمال هذه المؤسسات و محاولة الاستفادة منها لنشر رسالة الانتفاضة أو لمنعها من نشر رسالة النظام , يمكن القيام بالكثير و العديد من الوقفات الاحتجاجية القصيرة , في نفس الوقت , من قبل جماعات محدودة العدد , تنادي بشعارات الانتفاضة أو حتى بشعارات أخرى يختارها الشباب , يمكن القيام باشكال اقل صخبا للمقاومة , إن تكرار أفعال المقاومة يوميا او حتى عدة مرات يوميا و تراكمها هو الأهم , و من الممكن طبعا تصعيد أشكال المقاومة هذه عندما تكون كفاحية الناس عالية و استعدادهم لمواجهة أجهزة القمع كافي لمثل هذه النقلة النوعية في الاحتجاج , العمل اليومي في المدارس , الجامعات , أماكن العمل , النقابات , في الأسواق , الأماكن العامة , لفرض شعارات الانتفاضة على النقاش اليومي و فضح عملاء النظام و سياساته , و تحشيد العمال و الموظفين ضد الإدارات البيروقراطية الفاسدة و في سبيل حقوقهم هذا ممكن جدا اليوم مع انشغال الأمن بسحق الانتفاضة , يجب أيضا مفاجأة الأمن باستمرار حيث لا يتوقع و حيث تكون حركته و إمكانية استخدامه للقمع محدودة ) يجب تحويل المقاومة إلى حدث يتكرر في كل دقيقة في أماكن متعددة جدا , و يتجاوز عند الضرورة الشكل التقليدي للتظاهر ضد سياسات و قمع و نهب النظام , بما يرهق أجهزة قمع النظام و يشل قدرتها حتى على مواجهة كل هذا العدد من أشكال المقاومة و يحفز أعدادا أكبر فأكبر من الجماهير على التعبير عن موقفهم الرافض للنهب و القمع و الاستبداد , هام جدا أيضا التشديد على تجذير الطابع الشعبي و الديمقراطي للانتفاضة , يجب أن يكون هذه جزء من رسالة المحتجين و كل المشاركين في أعمال المقاومة لبقية الجماهير السورية , يجب إفشال مخطط تقسيم الجماهير السورية و زرع الخوف بينها , هذه ثورة شعبية , و عفوية , و أكثر من ذلك فهي ثورة شبابية , ضد نظام لا يحترم أي إنسان أو أي شيء و لا يؤمن إلا بمصالحه , ضد نظام يقهر و ينهب كل السوريين الفقراء و العاديين و يهمشهم و في نفس الوقت مستعد لقمعهم بشكل همجي إذا خرقوا جدران الصمت و الخوف التي حاصرهم أو سجنهم داخلها , نقطة هامة جدا هنا هي أن الانتفاضة تحمل صفة الطبقة أو الفئة أو الطبقات و الفئات المشاركة بها , إن تحفيز الكادحين , خاصة العمال و الفلاحين الفقراء , على التعبير عن احتجاجهم على النظام سيزيد من الطابع الديمقراطي و الجماهيري للانتفاضة السورية , و أيضا مشاركة أكبر و مستمرة لليسار السوري ستساعد في تحقيق نفس الهدف ...

=========================

النظام السوري، اللعب انتهى Game Over

بدرالدين حسن قربي

ماقاله الرئيس أوباما الخميس الماضي في خطابه للنظام السوري من بليغ الكلام ووجيزه إما الإصلاح وإما الرحيل، كان بياناً واضحاً بمثابة صافرة الحكم أن الوقت المتاح نفد، وأن اللعبة انتهت (Game over)، وماعلى النظام سوى الرحيل. ومن ثمّ فقد قيل الكثير في كلام الرئيس الأمريكي من المحللين والمعلقين من شرق وغرب، ومن الإسلاميين والعروبيين من جماعة النظام نفسه أنصاراً وحلفاء وإعلاميين. ومع تعدد الرؤى فيما قاله أوباما إيجاباً وسلباً من قبل السياسيين عموماً، فإن النظام وشبيحته خصوصاً لم يروا فيه إلا تدخلاً فيما لاعلاقة للأمريكيين به ولا لغيرهم أيضاً، مما يعتبرونه شأناً سورياً سيادياً بل وداخلياً ليس من حق أحد التدخل فيه إلا دعماً وعوناً، وذلك فقط لمن كان حليفاً ونصيراً. وفي هذه ا لمناسبة لم ينس النظام وجوقته رشّ التهم على المعارضة والمعارضين ارتباطاً وتآمراً، وذراً للرماد في ملايين عيونٍ ترى كل يوم مجازر واعتقالات، ودجل إعلام وفبركات لاأضل منها ولا أكذب.

وعليه، فإن شبيحة النظام إعلاميين وصحافيين ومشايخ وكتاباً وغيرهم وجدوا في تصريحات الرئيس الأمريكي فرصة لإسماعنا معزوفاتهم عن أمريكا وممارساتها، والنيل من المعارضة السورية وطرقنا بما يناسب من شعاراتهم ووطنياتهم الفارغة الكاذبة، في نفس الوقت الذي يتعامون فيه عن القامعين واللصوص، ويتغافلون عن أن مسؤولا أمنياً وسياسياً سورياً رفيع المستوى استقبل السفيرين الفرنسي والأميركي في دمشق اريك شوفالييه وروبرت فورد معاً، وسلّمهما الأفكار الرئيسة لخطة الإصلاح مؤكداً التزام دمشق إياها كما هو مكتوب في الوثائق، وذلك حسب ماذكره مراسل صحيفة النهار اللبنانية في دمشق نقلاً عن مصادر غربية في عددها يوم الجمعة 20 أيار/مايو الجاري.

صحيح أن السوريين في ثورتهم السلمية ومطالبتهم بالحرية والكرامة بحاجة إلى كل موقف داعم لمطالبهم المشروعة في مواجهتهم مع النظام الذي لم يجد طريقة للتعامل معها منذ ساعاتها الأولى غير الإرهاب قتلاً وإراقةً للدماء، واعتقالاً وتعذيباً وقلعاً لأظافر أطفال في مدرسة ابتدائية، ولكننا نذكّر الجميع أن السوريين وقبل شهرين من كلام أوباما كانوا قد طالبوا النظام بالرحيل ومازالوا، فلا أحد يتصيد ويبيعنا وطنيات ويتهمنا بما قاله أوباما بعد الذي رآه من القمع والقتل. لقد قال أحرار وحرائر سورية كلمتهم برحيل النظام وبكل الوسائل المتاحة: الشعب يريد إسقاط النظام، كما نقلت الفضائيات العربية والعالمية أيضاً تكسيرهم لنصب وجداريات وتمزيق صور عملاقة لرجالات النظام الأموات منهم والأحياء وضربها بالنعال والأحذية، وتظاهراتهم مستمرة منذ أكثر من شهرين، وفي كل يوم يقتل النظام العشرات منهم ويعتقل المئات، بل ومئات دباباته تتحرك في ملاحقة المطالبين بالتغيير الذين طفح كيلهم بعد أن وضعهم النظام في طريق مسدودة ومليئة بوعودٍ بالإصلاح كثيرة ومتكررة وحالية خلال أكثر من أربعين عاماً من الحكم مابين الأب والابن لم يتحقق منها شيء بعد، بل وانتهت إلى إعلان الحرب على الشعب.

نظام يرفض الإصلاح تحت الضغوط الشعبية وهي عنده قاعدة ذهبية، ويرفض أيضاً الإصلاح من دون ضغوط وهي عنده قاعدة ماسيّة. ورغم أنه قد أخذ حقّه ومستحقه من عمر الناس في الإصلاح، وأن الوطن طفح كيله إصلاحاً وتصليحاً، ولاسيما بعد انتهى بإعلان الحرب على الشعب وإشاعة المذابح والمجازر، ومن ثم فمابقي عليه غير الراحة والرحيل، وهو كلام فصل ليس بالهزل قاله السورييون. وأما إذا كان شبيحة النظام من مستشارين وقتلة وإعلاميين يوهمونه أنه بقتل بضع آلاف من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ من أحرار سوريا وحرائرها، واعتقال الآلاف أيضاً، وبنشر مئات الدبابات في المدن والأرياف، وبتقديم أوراق اعتماد خطة إصلاحية للسفيرين الأمريكي والفرنسي أنه يمكن له أن يستمر، فهذا أمر فيما نعتقد بات ضرباً من الوهم، وحسابهم عليه عسير، فالشعب السوري مابينذل، والشعب كله بدو حرية، مسلمين ومسيحية، سنة وعلوية، عرب وكرد ودروز وأشورية، وإلا كيف يمكن تفهيم المعاندين أن الوقت انتهى وال Game Over

=========================

استقالة شيخ قراء بلاد الشام رسالة إلى علماء سورية!!

محمد فاروق الإمام

لم يستطع الشيخ الجليل كريم راجح شيخ قراء بلاد الشام أن يحتمل قمع النظام السوري الوحشي للمتظاهرين السلميين، ولم تعد عيناه تحتمل مشاهدة الدم النازف يُسفح في جنبات كل مدينة وقرية من شمال البلاد إلى جنوبها، ولم تعد مشاعره تحتمل سماع أنين الأرامل ونحيب الثكالى وبكاء الأيتام وتوجعات الناس على أحبائهم تتصاعد من كل دار وحي وزنكة، ولم يعد يستطيع أن يدير ظهره لكل ما تعرضه الفضائيات العربية والأجنبية من مشاهد لمقابر جماعية ضمت بعضها أسراً كاملة، ومشاهد النساء وهن يقتلن بدم بارد، ومشاهد فرار الآلف من الأطفال والنساء والشيوخ إلى البلدان المجاورة هرباً من بطش هذا النظام الذي لا يستثني طفلاً مرعوباً ولا امرأة خائفة ولا شيخاً عاجزاً ولا مقعداً معوقاً.

لم يعد هذا الشيخ الجليل يحتمل كل هذه المشاهد الفظيعة التي تقطع نياط القلب وتدمي الفؤاد وتحرق الكبد.. فأقدم بكل شجاعة، افتقدها غيره من علماء سورية، على تقديم استقالته من منصبه كخطيب وإمام لأحد أهم مساجد حي الميدان بدمشق احتجاجاً، كما جاء في كلمته المسجلة والتي بثت على القنوات الفضائية العربية والأجنبية، احتجاجاً على التعامل الأمني مع رواد الجوامع (أرسل من هنا إلى وزير الأوقاف وإلى مدير الأوقاف أنني لا أخطب بعد اليوم حتى تنتهي هذه الأمور).

وقد بث موقع الفيديو (يوتيوب) شريط فيديو يبين الخطبة القصيرة التي أعلن خلالها الشيخ راجح استقالته، وأشار فيها إلى أن (المساجد لكل الناس ولا لفئة دون فئة، وإذا كان الأمن يخاف من أن تخرج هذه الجموع من المساجد فليتخذ طريقة أخرى، لا أن ينتقم من المساجد فيمنع المصلين من دخول بيوت الله من أجل ألا يكون هناك تظاهر).

ومع خالص تقديرنا لموقف هذا الشيخ الجليل كنا نتمنى على علماء سورية كافة أن يقفوا نفس هذا الموقف الشجاع، وذلك أضعف الإيمان، وهم نبض الأمة وبوصلتها وصدى خفقان قلوبها، وأن يكونوا على قدر المسؤولية التي أناطها الله بهم والأمانة التي حملها لهم ليكونوا المرآة الصادقة والشجاعة للتفاعل مع أماني الأمة وتطلعاتها والشعور بأوجاعها، في مواجهة سلطان باغ سفك الدماء واستحل المحرمات ودنس المقدسات وخرب دور العبادة وداس ومزق مصاحفها وحول مساجدها إلى مقرات للتعذيب والاعتقال كما حدث في درعا وبانياس وتل كلخ وغيرها من المدن السورية، وقد شاهدنا وشاهد العالم هذه المناظر المؤلمة على شاشات الفضائية العربية والأجنبية، وهم الأحق والأجدر بالتصدي لمثل هذه الجرائم البشعة لما عرفوه من علم وحفظوه من قول الله تعالي وحديث نبيه صلى الله عليه وسلم، ولسنا نحن هنا في مقام إعطاء الدروس لهم وهم الأساتذة والمعلمون، وأقل ما حفظناه عنهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (... كلمة حق أمام سلطان جائر).

لقد سبق وشاهد الملايين على القنوات الفضائية العربية والأجنبية خطيب المسجد العمري بدرعا الشيخ أحمد الصياصنة، وخطيب مسجد بانياس الشيخ أنس عبد الرحمن عيروط وهما يتقدمان صفوف الجماهير في انتفاضتهم ويقودون ثورتهم المباركة، وهو المكان الطبيعي لعلماء الأمة كحالهم على مر التاريخ عند وقوع المدلهمات والخطوب والإحن وتجبر الحكام وطغيان السلطان، فموقف الإمام أحمد بن حنبل وموقف الإمام ابن تيمية والعز بن عبد السلام تمثل الصفحات المشرقة لتاريخ هذه الأمة، التي على العلماء في شامنا الذبيحة أن يقتدوا بها ويتمثلوها ويكونوا في مقدمة الصفوف التي تقارع البغاة والحكام الظلمة، وهذا ما لم نشهده إلا في هذه الثلة القليلة المباركة.. فهل سنشهد في قابل الأيام لشيوخ سورية وعلمائها وخطبائها ومحدثيها مواقف شجاعة كتلك المواقف التي شهدناها من شيخ قراء الشام وشيخ درعا وخطيب بانياس، وعندها سيكون الموقف الفصل الذي ينزع عن هؤلاء الحكام البغاة ما يسوغ لهم أعمالهم ويسوق لهم جرائمهم، ونصل إلى ساعة الحسم ووقف شلالات الدماء وإزهاق الأرواح وسقوط هذا النظام وإزاحته عن كاهل سورية التي ناءت بحمله لأكثر من أربعة عقود ثقيلة كثقل الجبال الراسيات على الأرض!!

===========================

حينما تعلم درعا وشقيقاتها العرب والعالم أجمل كلمة كوردية

لافا خالد

في هذه الجمعة المباركة فرحنا حدَّ البُكاء ، بكاء ممزوج بالدم الطاهر لشهداء انتفاضة شعب سوريا في وجه الطاغية وزبانيته , في هذه الجمعة حيث شعور الأنتماء العميق والوحدة المتكاتفة الرائعة لكل أبناء وطننا الحبيب بكرده وعربه , مسلميه ومسيحيه كنا نفرح بعمق أننا انتفضنا في وطننا سوريا عن بكرة أبينا تيقنا أننا قاب قوين أو أدنى ليصبح الوطن جميلا حرا بياقة بيضاء نسينا لغة البكاء الذي ورثناه من حاكم إلى جلاد وكلهم من سلالة الوحش حيثُ " جمعة ازادي " الجمعة التي جمعتنا لا حلما فحسب بل ولغة تبادلناه ، بل ومزجناه ، في وطن قالت مدنها بالكردية " جمعة ازادي " بل كان صباح خير جمعتنا وكلمة السر في هذا اليوم كوردية وكانت " ازادي" لا يحتاج أن اكتب إنها تعني "الحرية " لان جنرالات الثورة وهم أطفال سوريا، لان أمراء الثورة وهم شباب سوريا، لان أميرات غدنا وهن جميلات سوريا قد علموا لا العرب من المحيط إلى الخليج لوحدهم بل والعالم كله بان ازداي هي الحرية وان الحنجرة التي تنشدها هي حنجرة الغد. أو ليس الغد، صوت ينادينا، كي نتحرر من صوت وسوط جنجاويد سوريا من شبيحة الأسد الثاني والأخير . بين "كلمة سر" جُمعتنا الكوردية وجنرالات الثورة السورية من أطفال وشابات وشباب سوريا كان السؤال عن السر الذي جعلت سوريا كلها تتوحد وتتكلم الكردية والأحزاب الكوردية التي انشغلت وأتخمت لعبة الانشطار الحزبي وتفريغ حزب من حزب , هل هي نهاية عصر الأحزاب وبداية صوت الشباب؟

متى نريح المليون؟:- رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ، ورحلة الحرية للوطن تبدأ بمدينة ، لن نسال إن كانت حماة 82 أو قامشلو 2004 أو درعا 2011 أو مدن أخرى في هذا الوطن ، لان مدن سوريا بلا حدود ، في سوريا تُختصر الوطن في مدينة وتَّكبر المدينة في وطن. سوريا اليوم وضع العالم في حيرة، كانت الفضائيات لا تعرف حين التعليق عن هوية المدينة ، إن كانت عربية أو اثورية أو سريانية أو كردية ، لان الملامح السورية هي هي والكل كانوا يهتفون اليوم بالكردية. سنهتف غدا بالاثورية وبعدها بالسريانية بكل لغات سوريا ولهجاتها لان الثورة قزح والقمع كالموت حيث ينتفي اللون.

ويبقى السؤال عن الجمعة المليونية، السؤال موجه لمن بقي في صمته، لمن يشاهد شبيحة يقتل طفلة، لمن يسكت عن اعتقال السوريات في سجون الشبيحة، لمن لم يخرج من عبوديته، لمن يخجل من طفل يحمل حجرا بوجه دبابة ظهرها إلى الجولان وفوهتها صوب الأطفال، لمن يخجل من جميلة سورية يكتشف في موقفها وشجاعتها قبح الصمت. سؤال موجه لهم ( أليس الصمت مشاركة في القتل، أليس الصامتين في زمن الثورة أشباح وشبيحة وسط الشعب ؟) اخرج من صمتك فالصمت خيانة حينما يقتل الأطفال في وطن يحكمه الأشباح.

عن الجمعة الذهبية:- لن ينقل الشباب الثورة الى المساجد، لان المساجد كانت عبر تاريخها ثورة، سيعلنون عن عاصمتهم الثورية ، وعاصمة الثورة الشبابية هي الساحة ، ولحين الإعلان عن الساحة، عن العاصمة، عن التجمع المليوني وخيام الثورة والغناء في تلك العاصمة ومسابقات في قراءة القران الكريم والاستماع إلى أجراس الكنائس ومطاردات شعرية بين شعراء الثورة وحفلات زواج ثورية يبقى عرس الدم هو المشهد الرئيسي... لنعلن عرس الثورة ونوقف عرس الدم.. لنعلن عاصمة الثورة في ساحة تجمعنا بشرا حالمين بغد أفضل ... لم تبقى إلا الخطوة الأخيرة في ثورتنا للاننقضاض على بقايا النظام السوري المتهالك المجرم ، وهي جمعة الاعلان عن الساحة والخيم الثورية كي ننهي مخيمات اللاجئين وكل عربي هو فلسطيني وكل من يعيش ما بين المحيط والخليج هو في ارض محتلة لحين انتصار خيمة الثورة وانهاء خيمة الشتات.

لنجتمع في ساحة .. في جمعة.. نسمع التكبير وصوت المؤذن ولتقرع اجراس الكنائس والعودة للوطن ولنسمع سوية لسميح الاشقر ونردد معه

 ياحيف اخ ويا حيف زخ رصاص على الناس العزّل ياحيف وأطفال بعمر الورد تعتقلن كيف، وانت ابن بلادي تقتل بولادي. وظهرك للعادي وعليي هاجم بالسيف, ياحيف يا حيف وهذا اللي صاير ياحيف . بدرعا ويا يما ويا حيف سمعت هالشباب يما الحرية عالباب يما. طلعو يهتفولا، شافو البواريد يما. قالو اخوتنا هن ومش رح يضربونا، ضربونا يما بالرصاص الحي. متنا. بايد إخوتنا باسم امن الوطن، واحنا مين إحنا واسألوا التاريخ. يقرا صفحتنا مش تاري السجان، يما كلمة حرية وحدا هزتلو اركانو، ومن هتفت لجموع يما اصبح كالملسوع يما، يصلينا بنيرانو، واحنا اللي قلنا اللي بيقتل شعبو، خاين. يكون من كاين. والشعب مثل القدر، من ينتخي ماين، والشعب مثل القدر، والامل، يا حيف

ولتكن الجمعة القادمة جمعة الشاهد الشهيد أحمد بياسي " نصرة لمعتقلينا في سجون ذئاب سوريا

========================

القضاء العربي لا المحكمة الدولية

خطورة مقاضاة المستبدين العرب أمام المحكمة الجنائية الدولية

نبيل شبيب

لئن صحت النوايا من وراء إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، لتكون أداة قضائية دولية في مجال الدفاع عن الإنسان وحقوق الإنسان والمحاسبة على انتهاكها بجرائم حربية وجرائم ضد الإنسانية، فقد اتخذت بأسلوب تشكيلها وصياغة أنظمتها، وبممارساتها الفعلية، موقعا واضحا على الخارطة السياسية الدولية يجعلها تقوم بهذه المهمة على وجه التخصيص عندما يكون في أدائها ما يخدم مصالح القوى الدولية المهيمنة على صناعة القرار الدولي، وهذا ما يجري التعبير عنه بأسلوب "إيديولوجي" عندما يقال مثلا، هي أداة في يد الإمبريالية الحديثة.

 

القضاء الدولي والهيمنة الدولية

لقد شهدت ليبيا على امتداد 42 سنة استبدادية من الجرائم التي سقط ضحيتها عدد كبير من الأبرياء، ولا يستهان بشأن أي نفس إنسانية تُزهق روحها عبر جرائم الاستبداد.. ولكن ذلك لم يصل إلى نسبة مئوية متدنية للغاية من الضحايا الأبرياء لارتكاب جرائم حربية في العراق وأفغانستان، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية فيهما وفي جوانتانامو والمعتقلات السرية، ولم يعد ذلك سرا يخفيه التعتيم الإعلامي، وليس المسؤولون عن ذلك في واشنطون ولندن تخصيصا مجهولين، إنّما لا تمتد إليهم يد المحكمة الجنائية الدولية ولو تحت عنوان "التحقيقات وإصدار تقارير"، مباشرة أو عن طريق مجلس الأمن الدولي، ولكن يمكن أن تمتد إلى ميلوسوفيتش وأصحابه ممن ارتكبوا الجرائم في البلقان، وإلى البشير من خلال اتهامه بارتكاب الجرائم في دارفور، والآن بعد ثورة ليبيا إلى القذافي الذي سبق أن تصالح -أثناء ارتكابه الجرائم داخل ليبيا- مع دول الغرب إلى درجة "الصداقة والتعاون والتحالف".

عندما يكيل السياسيون بمكيالين يمكن اعتبار ذلك ممارسة سياسية مرفوضة، أما عندما يجري توظيف "القضاء" على مستوى دولي في خدمة تلك الممارسة المرفوضة، فإن ذلك يتجاوز "لعبة صراع القوى" باسم سياسات واقعية، ويصبح بحد ذاته جريمة تستحق العقاب.

يمكن أن نفهم انطلاق استغاثات الألم عمن يواجهون بصدورهم الأسلحة الإجرامية الاستبدادية جهارا نهارا، فيدعو بعض الضحايا دعوة الاستنكار أكثر من الاستنجاد، إلى تدخل ما يسمى المجتمع الدولي، بما في ذلك التدخل العسكري، أو إلى تحويل الحاكم المستبد إلى المحكمة الجنائية الدولية.. ولكن لا يمكن القبول بإقدام مسؤولين سياسيين أو ديبلوماسيين، من الليبيين وسواهم، ولا بإقدام ناشطين في المنظمات العالمية للدفاع عن حقوق الإنسان، على الدعوة لمثل هذه التدخلات، أو الترحيب بها، وهم يعلمون بحكم مواقعهم وأنشطتهم، واقع الانحراف في التعامل الدولي، ما بين قوى مهيمنة ودول من ضحايا تلك الهيمنة، بحكوماتها وشعوبها.

 

مجلس الأمن الدولي يستبق انتصار ثورة ليبيا

لا ينبغي أن ينجو مستبد عربي من الحساب والعقاب في الحياة الدنيا، ولا أن ينجو أعوانه في الاستبداد والفساد، ولا من ينفذون أوامره بارتكاب الجرائم بحق الأبرياء، ولكن يجب أن يكون الحساب والعقاب أمام القضاء في البلد العربي الذي تسلط عليه، وفيه فقط، ويمكن لأجهزة القضاء فيه عند إعادة تشكيلها على أسس قويمة، أن تستعين بالخبراء والقضاة والمحامين وسواهم من ذوي الاختصاص من بلدان عربية أخرى، وحتى من بلدان غير عربية، على أساس انتقاء مَن يجد من خلال مكانته ومواقفه المنصفة من يحوز على ثقة أهل ذلك البلد العربي، أما أن تجري المحاكمة أمام جهاز دولي، من شاكلة المحكمة الجنائية الدولية، فسواء كانت محاكمة قويمة عادلة أم لم تكن، ففي ذلك إهانة مباشرة للقضاء العربي الذي أثبت نزاهته وقوته وجرأته رغم الاستبداد في كثير من البلدان العربية، بل كان من صانعي مقدمات الثورة في بعضها كما هو الحال مع مصر، كما أن في ذلك مخالفة لأحد الأسس الحاسمة في تشكيل المحكمة الجنائية الدولية، وهو أنه لا ينبغي أن تتحرك إلا في حالة نجاة المشتبه به من المحاكمة داخل بلده.

هذا بالذات ما سعت القوى المهيمنة عالميا وفي مجلس الأمن الدولي تخصيصا، التي بقيت تنتظر دون اتخاذ أي موقف حاسم أثناء سيل دماء الضحايا في ليبيا، إلى أن أصبح انتصار الثورة أمرا مؤكدا، وباتت الخشية على مستقبل المصالح النفطية وسواها سببا كافيا للتحرك، فإذا بتلك القوى الدولية تتحرك فعلا لاستصدار قرار بشأن محاكمة القذافي وبعض أعوانه، مع اقتران ذلك بالتهديد بتدخل عسكري.. في بلد لا يمكن أن يكون التدخل العسكري الأجنبي فيه إلا سببا في حدوث كارثة أخرى، طويلة الأمد، بعد كارثة الاستبداد خلال 42 سنة مضت.

إن الشعب الذي صنع هذه الثورة اعتمادا على أجساد أبنائه، ودفع ثمن تحرره من أرواح ضحاياه وآلامهم، قادر على صناعة أجهزته القضائية وسواها، ومحاسبة الحاكم المستبد على إجرامه، دون أي تدخل خارجي.

وباستثناء أصوات المستغيثين التي لا يؤخذ بها دون تقدير معاناتهم، وباستثناء أصوات بعض المسؤولين من ساسة وديبلوماسيين قفزوا في قارب الثورة وكانوا من قبل جزءا صغيرا أو كبيرا من نظام الاستبداد السابق، لم تنقطع الأصوات المخلصة المعبرة عن الثورة وأبنائها، من تأكيد رفضها المطلق لأي تدخل أجنبي في ليبيا، ومن تأكيد أنّ شعب ليبيا قادر على تحقيق الانتصار بنفسه، وأنّ من أراد تقدم الدعم الحقيقي فأبواب تقديم الدعم الإنساني -وليس السياسي أو العسكري أو القضائي- مفتوحة.

لا ينبغي أن ينقطع موقف الرفض لحظة واحدة، بل ينبغي أن تتسارع خطى إنشاء هيكل النظام القائم على الكرامة الإنسانية والحقوق والحريات والعدالة في ليبيا، ويتسارع معها بيان الموقف القاطع من جانب الشعب الثائر وممثليه، لكل صورة من صور التدخل الخارجي بأي ذريعة، بما في ذلك محاكمة الحاكم المستبد إذا بقي على قيد الحياة بعد سقوطه المحتم.

ولا يغير من ذلك شيئا إذا صح ما يتردد أن القرار الدولي مقترن بمحاولة الوصول مع الحاكم المستبد في ليبيا إلى حل يوقف نزيف الدماء –كما يقال- بتأمين مخرج له من ثكنته المحاصَرة بإرادة الثورة والثائرين وتضحياتهم وانتصراتهم، فهذا "الحل" وإن بدا احتمالا بعيدا صورة أخرى من صور التدخل الأجنبي، من جانب قوى قادرة على تأمين الدعم الإنساني ولا تفعل رغم ضرورته، ولا تتردد بدلا من ذلك عن توظيف قوتها لتحقيق مآربها بذريعة دعم الثائرين على التخلص من المستبد.. بتخليصه هو، أو بمحاكمته.

 

مسؤولية أحرار مصر داخل الحدود وخارجها

ليس القذافي هو المستهدف من التحركات الدولية، وليست هذه مشبوهة بقدر ما هي عدوانية تتطلع إلى تحقيق أهداف الهيمنة فحسب، وإلى استعادة ركائزها ووضع صيغ جديدة لتحقيق أغراضها، بعد أن كان القذافي نفسه إحدى تلك الركائز، ولم يكن استبداده الداخلي يمنع تلك القوى الدولية من التعاون الوثيق معه، بل والاحتفاء به، للحصول على ثروة شعب ليبيا عن طريقه.

على أن تلك الأهداف تتجاوز ليبيا إلى منطقة الشمال الإفريقي التي لن تبقى منذ ثورة تونس فثورة مصر ثم ليبيا كما كانت من قبل، ساحة من ساحات امتصاص الثروات واستغلال الاستثمارات وعقد الاتفاقات وحتى المؤامرات، بما يحقق المصالح والمطامع الأجنبية.

إن الخطر الأكبر الكامن من وراء كل خطوة أجنبية لتثبيت قدم نفوذ جديد في ليبيا، بأي ذريعة، هو خطر يستهدف دول الجوار علاوة على ليبيا، ومن بينها مصر على وجه التخصيص، فليس مجهولا ما يعنيه تحول مصر من دولة يحكمها الاستبداد المرتبط بالغرب إلى دولة متحررة مستقلة.

علاوة على محاولات لم تنقطع حتى الآن –داخليا وخارجيا- من أجل تفريغ ثورة مصر من مضمونها قدر الإمكان، وعرقلة مسيرة بلوغها أهدافها المشروعة الشاملة العادلة، يأتي استهدافُ ليبيا في مرحلة ما بعد الثورة، ليشمل العملَ مجددا من أجل إحكام حلقات الحصار حول مصر المتحررة، فكل نفوذ أجنبي في ليبيا مستقبلا، يتكامل مع نفوذ أجنبي في جنوب السودان، وفي منابع النيل، مع استمرار العمل على تثبيته في دارفور، لتتحول مصر المحررة إلى دولة مقيدة بتهديد أمنها على كل صعيد ومن مختلف الاتجاهات حولها، وللحد مما يُنتظر لها بقوة التحرر والاستقلال من دور محوري متجدد على امتاداد المنطقة العربية والإسلامية، لا سيما ما يرتبط مباشرة بقضية فلسطين وشعبها وأرضها ومستقبلها.

ولهذا يضاف إلى أعباء الأحرار في مصر وهم يعملون على استكمال مسيرة الثورة، أن يكونوا في مقدمة من يعملون أيضا على الحيلولة دون أن تنال جهود الهيمنة الدولية منالا من ليبيا الثائرة بجوار مصر، وأن يكونوا في مقدمة الرافضين بحزم استخدام المحكمة الجنائية الدولية أداة لتحقيق ذلك في ليبيا، أو في مصر نفسها.

لا بد من محاسبة كل مستبد يثور الشعب عليه، سقط في مصر ويحاسب أمام القضاء المصري، وسقط في تونس ويحاسب أمام القضاء التونسي، وأوشك على السقوط في ليبيا ويحاسب أمام القضاء الليبي.. وهم السابقون إلى الحساب والعقاب، وسيتبعهم من يليهم على هذا الطريق.

 

ثورات نقية.. وشائبة التدخل الدولي

لقد أعطت الثورات العربية نماذج في القمة على امتداد التاريخ البشري، لم يعرف مثلها من قبل بما في ذلك ما يعطى مكانة الصدارة من ثورات على الاستبداد في العالم الغربي قبل قرون.

ثورات شعبية خالصة.. ثورات جيل المستقبل.. ثورات سلمية.. ثورات تواجه الإجرام بالتضحيات.. ثورات نقية الأهداف والوسائل والسلوك، وهذا بالذات ما يجب الحفاظ عليه. وفي مقدمة ما يعطيها وصف ثورات عربية تاريخية المجرى وتاريخية الأبعاد، العمل على الحيلولة دون تسرب أي عنصر من عناصر الانحراف على صعيد مجراها، في بلد بعد بلد، وعلى صعيد نتائجها في كل بلد على حدة، وفي المنطقة العربية والإسلامية عموما.

لقد أسقطت هذه الثورات أول ما أسقطت ما كان يتردد عن استحالة التغيير دون دعم أجنبي كان من صوره احتلال العراق وتدميره، واسقطت ما صنعته أنظمة الاستبداد والقوى الدولية من فتن بين فئات الشعب الواحد، فكانت الثورات مرآة لأوثق صيغ الوحدة الوطنية ورسوخها شعبيا، وأسقطت ما كان يقال عن التغيير عبر الثورة، أنه لا يمكن إلا أن يكون طريقها طريق الهياج والغضب والتدمير والتقتيل، فإذا بالثائرين من جيل المستقبل ومن ورائهم سائر فئات الشعب الواثق بهم، يثبتون في كل خطوة يخطونها وموقف يعلنونه، أنهم في أعلى الدرجات وعيا وانضباطا وقدرة على تجاوز العقبات الكبرى بتصميم منقطع النظير واستبسال جدير بالإجلال والتقدير، نحو أهدافهم المشروعة الثابتة.

لا بد من العمل دون انقطاع من أجل أن تحافظ ثورات ليبيا وأخواتها على هذا الموقع في صفحات التاريخ، فقد سارت بمجراه بين حقبة مظلمة وأخرى مضيئة، ويجب العمل على عدم تلويث هذه الصفحات النقية بشائبة من الشوائب، بما في ذلك التدخل الأجنبي المتستر تحت عنوان محاكمة الاستبداد على إجرامه.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ