ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 07/05/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

عاجل إلى صديقي أحمد داود أوغلو

د. إبراهيم البيومي غانم

أستاذ العلوم السياسية المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية القاهرة

صديقي العزيز الدكتور أحمد داود أوغلو!

مثلما لا وقت عندي كي أبدأ رسالتي المفتوحة هذه بمقدمة تليق بمقامك، أعرف أنك لست بحاجة إليها، ولا وقت عندك لقراءتها أصلا. ولهذا أدخل مباشرة فيما أود قوله لك جهراً وعلانية.

صديقي العزيز؛ تعرف، وأعرف، ويعرف العرب والعالم الآن أن قوات النظام السوري قتلت أكثر من 120 مواطناً سوريا في يوم واحد (الجمعة العظيمة 22 أبريل 2011)، هذا لو اكتفينا فقط بضحايا يوم واحد فقط. وتعرف، وأعرف ، ويعرف العرب والعالم أن قوات هذا النظام السوري لم تقتل جندياً إسرائيلياً واحداً من الذين يحتلون هضبة الجولان منذ 43 عاماً. وتعرف، وأعرف، ويعرف العرب والعالم أن حكومتكم لا زالت تقف "حائرة" بين ما تراه من دماء ذكية مسفوكة بيد أعوان النظام السوري، وبين مصالحها الاقتصادية وتعهداتها السياسية مع هذا النظام.

واسمح لي أن أقول لك بكل إخلاص وصراحة: إذا استمر موقف الحكومة التركية على ما هو عليه من ثورة الشعب في سوريا ضد الاستبداد والفساد وطلباً للحرية والإصلاح؛ فسوف يقضي هذا الموقف على ما تبقى من ملامح إيجابية لصورة تركيا في العالم العربي؛ ليس فقط وإنما سيهدم "النموذج" التركي في الإصلاح والتحول الديمقراطي في نفوس وعقليات كثير من القوى والجماعات والأحزاب السياسية العربية التي ظلت تتطلع إليه، وتسعى للاقتداء به طوال ثماني سنوات مضت. مرة أخرى أكرر القول: إن صورة تركيا تحترق هذه الأيام في حلقات النقاش السياسي العربي المحتدم من المحيط إلى الخليج بسبب موقف حكومتكم المتخاذل من ثورة الشعب السوري، والبعض يقول بسبب موقف حكومتكم المتواطئ مع نظام دكتاتوري فاسد.

أقول هذا، وقد قلتُ قبل ذلك في الفضائيات وكتبتُ في الصحف -ومنها السبيل الأردنية بتاريخ 10 أبريل الجاري- إن موقف تركيا الغامض والمرتبك من الثورة الليبية أدى إلى تمزيق صورتها في العالم العربي. وفسرت ذلك الارتباك والغموض بأنه "موقف استباقي" لموقف تركي سيكون أكثر إحباطاً لنا، وأشد غموضاً تجاه الحليف السوري إذا اتسع نطاق الاحتجاجات وتحولت إلى ثورة شعبية ضد نظام الأسد. وصدق ما ذهبتُ إليه، فها هو ذا موقف الحكومة التركية يتلطف في "نصائحه" للنظام السوري ويلين له القول، وكذلك تفعل أغلب وسائل الإعلام التركية، وخصوصاً تلك المقربة من حكومتكم، بما فيها قناة "تي. آر. تي" التركية الناطقة بالعربية؛ فهي لا تنقل للشعب التركي إلا ما تقوله وكالة الأنباء العربية السورية (سانا). و"سانا" كما يعرف الجميع هي وكالة تشبه وكالة تاس السوفييتية، عفا عليها الزمن من فرط نطقها فقط بلسان النظام التوتاليتاري.

صديقي العزيز: أعرف، وتعرف جيداً، أنكم في تركيا رسمياً وشعبياً فوجئتم بيقظة الشعوب العربية، وبتحركها الثوري المتنامي من المحيط إلى الخليج، وربما أدهشتكم مقدرة شعوبنا العربية على اقتلاع أنظمة الاستبداد والفساد والقمع الأمني. ونعرف أنكم حاولتم استيعاب صدمة هذه المفاجأة، فأعلنتم تأييدكم لثورة الشعب التونسي متأخرين كثيراً وبعد أن تأكد هروب بن علي وسقوط نظامه. ثم سعيتم بخطى أسرع قليلاً فأيدتم ثورة الشعب المصري وطالبتم علناً وبقوة برحيل الرئيس السابق مبارك، وتكلم رئيس وزرائكم رجب أردوغان بلغة بالغة التأثير عندما قال وهو يعظ مبارك ويناشده الرحيل: "نحن بشر، نحن فانون . لن نبقى على وجه الأرض للأبد".

ولكن بدلاً من أن يستمر موقف حكومتكم في الاتجاه الصحيح ويحافظ على المبادرة إلى مساندة مطالب الشعوب العربية في الحرية والإصلاح والقضاء على الأنظمة الفاسدة، إذا بكم تفاجئوننا بموقفكم "المرتبك" ثم "المريب" من ثورة الشعب الليبي لنيل حريته من نظام استبد أكثر من أربعة عقود. ثم تحبطوننا إحباطاً هائلاً بموقفكم المتراخي من ثورة الشعب السوري العظيم الذي لم يطالب إلا بالحد الأدنى من حقوقه في الحرية والكرامة الإنسانية. تخيل يا صديقي أن بلدك تركيا فيها اليوم "قانون" مثل القانون السوري رقم 45 لسنة 1966 الذي يحرم على المواطنين تربية الحمام الزاجل، ويعاقب من يضبط بتربيته بالسجن والغرامة، ولتكتمل الصورة البدائية للنظام الاستبدادي فإن ذلك القانون يقضي بأن يتم التمييز بين الحمام الزاجل وغير الزاجل بتعليمات تصدر عن وزارة الدفاع! طبعاً نحن نعرف أن ذلك القانون كان لأغراض تتعلق بحرمان المعارضين من تبادل المعلومات عن طريق الحمام الزاجل في الستينيات من القرن الماضي! ولكن ما معناه اليوم بالله عليك؟ وماذا كنت ستفعل، وماذا كان سيفعل الشعب التركي لو عندكم مثل هذا القانون حتى ولو لم يكن مفعلاً لفوات عصره وذهاب أوانه؛ ولم يبق إلا أنه يجلب سخرية العالم واستهزاءه؟. تخيل أن لديكم اليوم قانون يعفي منتسبي الأجهزة الأمنية من أية مساءلة أو ملاحقة قانونية عن أي أعمال يقومون بها أثناء تأدية واجباتهم الأمنية، والتي قد تشمل التعذيب حتى الموت!! ماذا كنت ستفعل أو يفعل شعبكم التركي العظيم؟. ماذا كنت ستفعل لو أن لديكم اليوم قانون مثل القانون رقم 49 لسنة 1980 الذي يقضي بإعدام كل من ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين!! بعد أن سحق النظام أكثر من ثلاثين ألفاً منهم في حماة سنة 1980م؟؟.

صديقي الوزير المحترم: أعرف أن حكومتكم صرحت ونصحت الرئيس بشار بأن يسرع في الإصلاحات، وأن يكون شجاعاً في تنفيذها بأقرب وقت ممكن. ولكن هل تعتقدون حقاً أن مثل هذا النظام ينفع معه النصح؟. وماذا أنتم فاعلون بعد أن خذلكم وأصم أذنيه عما تقولونه له، وبالغ في الولوغ في دماء أبناء سوريا الأطهار الأحرار؟. كل ما أتمناه يا صديقي هو أن لا تقع أسير الدعاية السورية وأبواق النظام البعثي.

وتعال نناقش الحجج التي يسوقونها لتبرئة ساحة النظام من دماء الثوار الأبرياء: يقولون إن ثمة عصابات مسلحة هي التي تقتل المتظاهرين والمحتجين. بينما يقول الثوار إن من يقتلهم هي قوات الأجهزة الأمنية.

لو كان الذين يطلقون النار من منتسبي الأجهزة الأمنية السورية -كما يقول الثوار- فمعنى هذا أنه نظام مجرم يجب إزالته بعد أن أزهق أرواح هذا العدد الهائل من مواطنيه. ولو كان الذين يقتلون الثوار هم عصابات مسلحة وشبيحة -كما يقول النظام وأعوانه- فمعنى هذا أنه نظام عاجز عن حفظ أمن المواطنين، ومن ثم يجب أن يرحل لفشله في أقدس مهمة لأي سلطة في الدنيا وهي حفظ الأمن. وفي الحالتين فهو نظام لا يستحق أن يحظى بتأييد حكومة محترمة مثل الحكومة التركية. وفي الحالتين فإن الشعب السوري هو الأبقى وهو الأولى بأن تمدوا له أيديكم بالمساعدة -قدر استطاعتكم- أو على الأقل تكفوا عن تأييد النظام الذي يقتل شعبه، أو بالأقل يعجز عن حماية أوراحهم من "الشبيحة".

صديقي الوزير المحترم: ماذا تنتظرون؟ ومم تتخوفون؟. أتنتظرون حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الثورة السورية؟ فإن انبلج فجر حرية الشعب وانتصرت الثورة قلتم نحن معكم، وإن كانت الأخرى قلتم نحن مع الاستقرار والنظام؟. وإذا كان هذا هو منطقكم الذي تفكرون به؛ فهل تراه قائماً على مبادئ أخلاقية ثابتة؟. أرجو أن لا تغضب لأنك تعلم أنني كنت أكثر الذين أشادوا بكم وبسياساتكم البارعة، وكانت حجتي الأساسية هي أن سياستكم تكاد تكون الوحيدة في عالمنا الراهن التي تستعيد الأخلاق إلى عالم السياسة، وترد الروح إلى جسدها الذي أنهكته الميكيافيلية العارية عن الأخلاق.

ومم تتخوفون بالله عليكم؟ أمن نظام آخر جديد سيخلف "نظام البعث" الذي انقرض ولم يعد له وجود إلا في هذا البلد العريق؟. وما السبب الذي يجعلكم تفترضون أن نظاماً آخر يحل محل نظام الأسد سيكون أقل نفعاً لكم، أو أكثر ضرراً بمصالحكم؟ ولماذا لا نقول إن العكس تماماً هو الأرجح، وإن ما ستحققه السياسة التركية على الأجلين القريب والبعيد بتأييد الثورة العربية -في سوريا وفي غير سوريا- سيكون أكبر وأنفع لجهة تمكين تركيا من أداء دور إقليمي فاعل حسب سياستكم البارعة التي وضعتم مبادئها ومضيتم في تنفيذها بنجاح تلو نجاح؟

صديقي الوزير المحترم: لن أنسى يوماً قلت لي فيه: إن من أسباب فشل السياسة التركية في العالم العربي منذ تأسيس الجمهورية إلى مطلع القرن الواحد والعشرين هو أن الساسة الأتراك "فقدوا الإحساس بنبض الشارع العربي"؛ واليوم أخشى ما أخشاه أنكم أيضاً في حكومة العدالة والتنمية بدأتم تفقدون الإحساس بنبض الشارع العربي. وظني أن الفرصة لا زالت سانحة أمامكم فلا تضيعوها. وهذا رأيي ومن جاء برأي آخر أنفع لشعبنا العربي وشعبكم التركي قبلناه.

(القاهرة: 25 أبريل 2011).

=======================

الله. سورية. بشار وبس!

عصام العطار

كُتِبَ هذا المقال في أوائل أيام الانتفاضة السورية

عَلِمَ اللهُ أنّني لا أريدُ بهذه السطور التي أكتبُها الإساءةَ إلى أحد، أو إيلامَ أحد ؛ إنّما أريد بها أن أُسهم في توضيح الأزمة القديمة الجديدة التي تشتعلُ نارُها في سورية الآن، وتهدّد الوطن والمواطنين بشرٍّ مستطير، فالرؤيةُ الواقعية الأمينةُ الواضحةُ ضرورةٌ من ضرورات الفهمِ الموضوعيّ السليم، واكتشافِ الحلول الموضوعية المناسبة، والتوافق مِنْ ثمَّ على هذه الحلول إذا خلصت النوايا والمقاصد، ولم تتحكّم في النفوس والتصرّفات الأجنداتُ الخفية، والمنافع الفردية والعائليةُ والطائفية، والأهواءُ الْمُضِلَّةُ الْمُرْدِيةُ من وراءِ شعاراتِ الوطن ومصلحة الوطن وخدمة الوطن.

ولا أريدُ أن أَغرَقَ وأُغرِقَ القراءَ في تفاصيل الشكاوى والمطالب، على أهمية هذه الشكاوى والمطالب، ولا أن أَقِفَ وأسْتَوْقِفَ القراءَ على الهوامشِ وهوامشِ الهوامش ؛ وإنما أريدُ أن أمسَّ جوهرَ المشكلةِ الذي يتفرّعُ عنه ويرجعُ إليه جُلُّ الخلافات والمشكلات: (الله. سورية. بشار وبس) فهذا الشعارُ يضعُ أيدينا بكلّ وضوح على جوهر المشكلة التي تعاني بلادُنا من تداعياتها وآثارها ما تعانيه من القهر والاستبداد والفساد والاستئثار والاستعباد والتوَجُّس على كلّ صعيد

هذا الشعار: (بشار وبس) هو الآن شعارُ الدولة وحاكِمُهَا الواقعيّ من أقصاها إلى أقصاها، في مختلف المناطق والمدن والقرى والمناسبات، على أدنى المستويات وأعلى المستويات، وليس مجرّدَ هتاف لبعض الناس في بعض الأوقات هنا أو هناك

تأليهُ الفرد، عبادةُ الفرد، دكتاتوريةُ الفرد هي فلسفةُ وركيزةُ النظام القائم، وأصحابِ النظام القائم، والمنتفعين بالنظام القائم، والمرائين أيضاً والمنافقين والإمَّعَاتِ الذين يهتفون لكلِّ نظام وزعيم.. مع أن الفرد وعبادتَه -مهما كان- شيءٌ عَفَّى عليه الزمان، ولم يعد يُذْكَرُ إلاّ للإنكار والسخرية والإضحاك

(بشار وبس) التي يُرَسِّخُها و(يُطَوِّبُها) النظامُ الآن، والتي أصبحت فلسفتَه وشعارَه وهتافَه على جميع المستويات.. بشار وبس هذه لا تُلْغي حرياتِ الشعب وحقوقَه فقط ؛ ولكنّها تُلغي الشعبَ كلَّه، فليس هناك إلاّ بشار، لا أَحَدَ معه، ولا أحدَ غيره، ولا لُزوم لأحدٍ سواه!!..

هل هذا جهلٌ وغباء أو تخلّف وسخف من أصحاب السلطة والنظام، والكامنين أو البارزين المعروفين أو المجهولين وراء أصحاب السلطة والنظام؟ كلاّ؛ ولكنهم يعلمون حَقَّ العلم أنهم لا يستطيعون أن يحتفظوا بأجَنْداتهم، وسلطتهم وسلطانهم، ومنافعهم ومكاسبهم.. إلاّ بالاستناد إلى حكم دكتاتوريّ راسخ مهيمن مستمرّ، يُمَكِّنون له بمختلف الوسائل، ويحيطونه بهالات مصطنعة من التعظيم والإعجاب، ويتفنّنون في اختراع دواعي تحميده وتمجيده واستمراره في الحكم. ونحن نعلم من قراءة التاريخ أن كهنةً ومستغلّينَ كثيرين كانوا وراءَ معابد ومَزَارات، وأنّ حركات سرية خفيّة حقّقت أهدافها وأغراضها من وراء واجهات وواجهات تُخفي هذه الحركات

لم يولد شعار أو هتاف: (الله. سورية. بشار وبس) بعد أن تولّى بشار الحكم، أو اكتسب شيئاً من ثقة الناس وتقديرِ الناس؛ ولكنه -أي هذا الشعار والهتاف- بدأ قبل أن يدخل بشار عالم السياسة والحكم أصلاً، قبلَ أن يعرفَ الناسُ خيرَه من شرّهِ، وقدرتَه من عجزِه، واستقامتَه من عِوَجِه.. كان لا بدَّ أن يقام دكتاتور تستمرُّ به سلطةُ كهنةِ المعبد، ومصالحُ أرباب النظام وأتباعه وأتباع الأتباع!

نحن ببساطة نرفض إلغاءَ الشعبِ وحريةِ الشعبِ وحقوقِ الشعب، ونريدُ أن تُرَدَّ إلى الشعبِ سيادتُه وحقُّه الأصيل المشروع في اختيار ممثليه وحاكميه عن طريق انتخاب حرّ نزيه بإشراف حياديّ نزيه، لا يتحكّم أربابُ السلطةِ والسلطان الآن بإجراءاته وعملياته ونتائجه، ولا يحتكرون فيه لأنفسهم وحلفائهم وأتباعهم ظلماً وعدواناً بقوة الدستور والقانون الفاسدِ وسلطانِ السلطةِ والحكم أكثرَ مقاعدِ مجلس الشعب فلا يكون هنالك تغيير، ولا إمكانٌ لتغيير

هذا هو في تقديري جوهرُ الأزمة والمشكلة، وما سواه فأكثره من النتائج والآثار

لا أعرفُ بشار الأسد معرفة شخصية، ولكن هناك من يعرفه ويحسن به الظنّ ؛ فهل يكون بشار الأسد هو أنسب وأرجى مَنْ يغيّرُ هذا الواقع، ويَخْرُجُ بالبلاد من هذا الوضع الغريب العجيب، ويفتحُ لها أبوابَ الحريةِ والديمقراطيةِ والوحدةِ، والتقدّمِ الحقيقيّ في مختلف المجالات؟!

================

الإمارة السلفية في بلدة السلمية

د.محمد رحال

أثار استغرابي واندهاشي المنظر الرائع لمسيرة أهالي السلمية والتي لم تكن كبيرة فقط ، ولم تكن منظمة بشكل كبير فقط وإنما كانت تظاهرة فريدة في شكلها ونوعها ومضمونها وتوقيتها ، فقد كان اغلب أفرادها من كبار السن ، وقد ارتدوا أبهى حللهم ، وكانت تسريحات الشعر لعجائز السلمية توحي بان قلوبهم مازالت شابة تتلهف للحرية ، وأروع مافيها هي تلك الورود الحمراء التي رفعتها أيديهم وهم أصحاب اكبر خزان ثقافي في بلدي العظيم، وكان واضحا تماما أن التظاهرة الرائعة وهي تهتف بسقوط النظام أن من سار أو نظم تلك التظاهرة هو بالقطع ليس سلفيا ، ولكنه كان يرد على أكاذيب الاعلام الساقطة والتي كان من الواضح أنها لاتروج كذبها من اجل العالم أو الشعب ، وإنما كان المقصود منها هو الحشد الطائفي بعد أن أفلس النظام من زرع الفتنة بكل أشكالها ، وبعد أن نفث أبناء الشعب الواحد على صور الرئيس المحبوب تاليا عليه سور المعوذات ومعها تبت يدا أبي لهب !!!!!!!!!!

الصورة في بلدة السلمية ماثلها تلك الصور الخالدة لابناء القامشلي وعامودا وهم يتظاهرون ليلا حاملين شموع الحرية والتي كانت تقطر دموعا ،حزنا على شهداء الوطن ،هذا الشباب الكردي الذي سرقه النظام وحرمه من كل شيء ، ولم يثر على الفقر الذي أكل اللحم ودق العظم ولكنه انتفض ليقف إلى جانب أخيه في حوران وحمص واللاذقية وبانياس وادلب ، ومع وقفته العظيمة اضطررت أن ابكي من اجلهم مرتين .. مرة حينما اذكر أن أكثر ماسحي الأحذية في بلادي هم من أطفال الكرد، والذين حملوا هموم الحياة أطفالا إلى جانب صناديقهم ، من اجل أن تسرق موارد البلاد من عصابة الحكم موزعة بين الأسر الحاكمة وضباط الأمن ، ومرة أخرى لهذا الوفاء من الشباب الكردي والذين ودعوا كل الأحزاب لينضموا إلى حزب واحد اسمه الوفاء الكردي للدماء السورية ، وليصفع هذا الوفاء خبث السلطة وادعائها بوجود إمارة سلفية من صنع الإعلام وأجهزة الأمن .

أروع تلك الصور هو تلك التي نقلها العالم من ساحة عرنوس في دمشق لطالبات في الثانويات هن أجمل من ورود العالم ، خرجن يتحدين رصاص القنص يمشين بكل تؤدة ، ليقولوا للعالم أن هذا النظام كاذب وقاتل وجبان وغبي حتى العظم ، وان بنات الياسمين الدمشقي لايقهرهن عصابات الإجرام والشبيحة .

اشهر تلك الصور هي صور طلاب المدينة الجامعية في مدينة حلب والتي ملأ الأمن أزقتها وأشاع أن حلب هي قلعة النظام ليشيع الانقسام في الشعب ، وفجأة خرج الشباب الجامعي أملنا جمعيا، لينادي بالحرية وإسقاط النظام ، والغريب أن من قمع تلك المظاهرة وفرقها هم عصابات الإجرام من الأمن بمساعدة من حزب الله الذي ترك نضاله في الجنوب اللبناني وحوله الى أبناء سورية دفاعا عن كيان عنصري قذر انكشفت كل أقنعته وأقنعة من يقف معه .

أسوأ تلك الصور هي لشباب درعا ملقى على الأرض تدوسه أرجل الشبيحة ، ويجبرونهم على ترديد عبارات الحب لطواغي البلاد ثم ساقوهم تحت ضرب العصي إلى سراديب مجهولة من دخلها فلن يخرج منها ، فأي حب تريده أيها الطاغية.

أكثر تلك الصور إيلاما هي لجنود قتلتهم الأجهزة الأمنية لأنهم رفضوا أن يقتلوا أبناء بلدهم ، ثم حملهم النظام إلى أمهاتهم قتلى ليقول لهم إن الإمارة السلفية قتلتهم والاعترافات موجودة.

أمام تلك الصور الحضارية ، ومع ردود الفعل السلطوية تساءلت : أليس من العار أن يحكم هذا الشعب العظيم الحر حاكم غبي مجنون ومجرم معدوم الثقافة والضمير يتحدث عن اصلاحات والعطل والفساد فيه ، يساعده ويسانده مجموعات من قطاع الطرق واللصوص ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!

ومع تلك الصور الحضارية لشبابنا الرائع فاني اقر بان هذه الثورة الشعبية لن نرضى ان يقودها الا اصحابها من الشباب ، ولن نكون الا عونا لهم وسندا ، فهم اهلٌ لتحمل اعباء وقيادة ثورة رفعها الله على ايديهم وذكاها بدمائهم الاعطر من المسك ، وكل من يدعي تمثيل تلك الثورة مدع وكاذب ، هذه الثورة الانظف والانقى والاشرف في العالم ، واعداءها لصوص الامم وقذاراته .

 نظام خسر العالم كله الا من بقي من عصابات تدعي الوحدة الاسلامية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ او القومية الفندقية ؟؟؟؟او الصمود المصدي .

 د. محمد رحال

معارض حر من بلد الأحرار سورية

globalrahhal@hotmail.com

=========================

والي الشام السفّاح وذكرى السادس من أيار

بدرالدين حسن قربي

ساحتا الشهداء في دمشق وبيروت تشهدان على أنه في الحادي والعشرين من آب/اغسطس 1915 تمّ إعدام أحد عشر رجلاً من المطالبين بالحرية والكرامة، وتبعها في 6 أيار/ مايو 1916 إعدام واحد وعشرين آخرين، بعضهم في ساحة المرجة الدمشقية وبعضهم في ساحة البرج البيروتية. ومن ثم اعتمد فيما بعد تاريخ 6 أيار من كل عام ليكون ذكرى لهؤلاء الرجال وأمثالهم في الشام من أحرار الرأي والكلمة في وجه المستبدين والفاسدين، وللذين استشهدوا دفاعاً عن وطنهم طلباً للحرية والكرامة، كما تمّ إطلاق لقب السفّاح على جمال باشا والي الشام وأصبح له لقب، وعلى اسمه غلب.

وتتجدد قصة السوريين الثائرين لحريتهم وكرامتهم من أيام جمال السفّاح إلى عهد الأسد الأب وسنينه الثلاثين التي زاد عدد ضحاياها عن عشرات الآلاف قتلاً وتصفية وعشرات الآلاف منفيين في الأرض وأمثال أمثالهم من الأبناء والأحفاد، ومنه إلى عهد الابن الوريث للجمهورية والعهد، وقد دخلت انتفاضة السوريين الشعبية والسلمية طلباً للحرية والكرامة في عهده أسبوعها الثامن بعد أن يئس الناس من وعودٍ بالإصلاح تكررت عبر عشرات السنين من أيام الأب، وتجددت أيام الابن ولكنها لمن تأت بعد. ومع ثورة الحرية والكرامة الحالية، نستدعي الكلام عن الوالي جمال السفّاح بمناسبة الذكرى السنوية ليوم الشهداء، والسورييون يواجهون بصدور عارية القمع والقتل وسفك الدماء على مدار الساعة من قبل قوات الأمن والحرس الجمهوري وشبيحة النظام اتحت مبررات كثيرة واهية ومفبركة تتغير من يوم إلى يوم، فهي يوماً مندسون، وأياماً أخرى عصابات مسلحة، وأياماً غيرها متآمرون مأجورون، ومرتبطون حاقدون.

ولئن جعل الوالي جمال السفاح من ساحتين في دمشق وبيروت مسرحاً لتصفية اثنين وثلاثين شهيداً، فإن النظام السوري أراد للوطن بكل مدنه وقراه أن يكون ساحةً لتصفية معارضيه وقتل المتظاهرين المسالمين المطالبين بالحرية والكرامة سلميّة سلميّة، وفي مقدمتهم درعا عروس حوران ورمز ثورة الياسمين السورية، فضحاياه قاربت الألف شهيدٍ فضلاً عن آلاف المعقتلين والجرحى. ولئن كان السادس من أيار يوماً أسود في تاريخ الوالي الباشا العثماني، فماذا يمكن أن تكون أيام تجاوزت الخمسين، يُسفك فيها كل يوم دم الأحرار أبناء الأحرار ولاسيما أيام الجمع بأضعاف أضعاف مافعله السفّاح الباشا، حتى بات مافعله الوالي العثماني رغم عظم جريمته التي خّلدت بعيد الشهداء لاشيء يذكر أمام أهوال ومشاهد مجازر الأسابيع السورية الأخيرة للنظام، وبات معها جمال باشا سفّاحاً صعلوكاً لايستحق الذكر أمام قاتلي شعبهم بالمئات ومحاصريهم ومانعي الطعام عنهم والماء والدواء.

الرحمة والرضوان لمن قدّموا ويقدمون أرواحهم قرابين من أجل حرية سليبة، وكرامة مستباحة على امتداد سورية الوطن وأرض البطولات، من درعا عروس الجنوب ومرابع العز وشعلة الحرية والكرامة المتوقّدة، يتبادلها أحرار سورية وحرائرها من بلد إلى بلد ومن محافظة إلى محافظة، فتلهب قلب المستبدين والجلادين واللصوص والنهابين، وتضرب كراسيهم وتهز الأرض من تحت أرجلهم، تؤكد لأعداء الحرية ومستعبدي الناس من الشبيحة أن الشعب السوري مابينذل، وأن كرامة الوطن بكرامة مواطنيه حريةً وعدالةً ومواطنةً، يعيشون فيه كراماً آمنين على حياتهم ووطنهم حاضراً ومستقبلاً ، وليسوا فيه عبيداً لحاكم ولا رهائن لأزلامه، ولا سدنة لأوثانه، ونداؤهم: اللي بيقتل شعبه خاين، وأن الشعب يريد إسقاط النظام رفضاً للذل والخنوع ولقيم القمع والقهر والفساد من السفّاكين والمجرمين الجدد من المقامرين بأرواح الناس وسرّاق لقمة عيشهم. والويل لكل أعداء الإنسان وقيمه الإنسانية وحقوقه المدنية من سلالة جمال باشا وجنسه من طغاة العصر، والخزي والعار للسفّاحين الجدد ممن طمسوا ذكرى شهداء 6 أيار بأهوال مااقترفوا من قتل وارتكبوا من مجازر بحق شعبهم ومواطنيهم.

=======================

إسقاط نظام الأسد مسؤولية حضارية

جان كورد

بلغ عدد شهداء سوريا الذين سقطوا من المدنيين العزّل على أيدي القناصة والشبيحة والأجهزة القمعية للنظام الأسدي وقوات الأمن الداخلي والجيش السوري ما يزيد عن ال500 إنسان، من بينهم عدد من الأطفال، وحسب ما تنشره منظمات حقوق الإنسان السورية، رغم التعتيم الإعلامي المنظّم والمفروض على أحداث البلاد من قبل النظام، ورغم إلغاء قانون الطوارىء السيء الصيت رسمياً، فإن عدد المعتقلين السوريين بسبب الاحتجاجات والتظاهرات قد فاق ال8000 إنسان.

ولقد وصف بعض السياسيين على الصعيد العالمي ما يقوم به النظام ضد شعبه في سوريا بأنه "إرهاب وحشي" لابد من محاسبة مرتكبيه قضائياً أمام المحاكم الدولية المختصة. وأشنع ما جرى ويجري في سوريا هو قيام النظام بحصار مدن سورية، كما كان الغزاة يفعلون في القرون الغابرة، فتستسلم بعد طول مجاعة وانتشار أوبئة، ثم يقضى على الرجال وتسلب الأموال وتحرق البيوت وتنهتك الأعراض ويستعبد الأطفال....

فهل هناك جريمة ارتكبها نظام المعتوه معمّر القذافي في ليبيا ولم يرتكبها نظام الأسد في سوريا بعد؟ وإلى أين يسير هذا الهرج السياسي السيء عن "الإصلاحات قريباً على شاشة قناة السورية!"، المصحوب بسفك دماء الأبرياء والذي يدمّر أسس الحياة المشتركة للمكونات الاجتماعية السورية إن بقي الحال على هذا المنوال...؟

اعتبار النظام نفسه هو الدولة أو الوطن أو سوريا، حسب ما نسمعه من رأس النظام وأتباعه من بعثيين وعملاء ومرتزقة في مختلف المجالات، وحتى من بعض من يزعمون أنهم مستقلّون ومحايدون، يذكّرنا بخطب الفوهرر الألماني أدولف هتلر الذي كان يعتبر حزبه النازي تاريخاً وحضارة وثقافة لامثيل لها في العالم، والقضاء عليه أو على حزبه أو نظامه الاجرامي قضاءً على ألمانيا وشعبها...بفارق أن هتلر لم يكن يضحك بهذه "الولدنة" التي لدى الأسد أثناء خطبه...

ليس النظام السياسي المنتخب من قبل الشعب أو المفروض بالقوّة، اياً كان، سوى مرحلة من مراحل وتأريخ أمة من الأمم، ولقد انتهى عهد أخطر امبراطور في تاريخ الامبراطورية الرومانية، وأعني يوليوس سيزر، ومثله عهد جنكيز خان وتيمورلنك وآتيلا، كما انتهى عهد الشاه الايراني محمد رضا القاجاري وعهد تشاوتشيسكو الروماني، وعهد صدام حسين التكريتي الذي كان أشد قوّة وإرهاباً من نظام الأسد... فالنظم ليست بديلة عن الشعب أو الدولة أو الوطن، ونظام الأسد الذي يهتز من أسسه وصار قوب قوسين أو أدنى من السقوط، ليس استثناءً في هذا المجال... وهاهو الشعب السوري يمزّق صوره ويركل تماثيل أبيه في الشوارع، ولو كانت لدى هذا النظام ذرّة من احترام لرأسه أو لمعبوده السابق لاستقال بعد رؤية هذه المشاهد المثيرة. وهل يعلم الأسديون أن رئيس البرلمان الألماني الأسبق ينينغ، المثقف الكبير والسياسي العريق، قد استقال بسبب جملة واحدة وردت في خطاب له، اعتبرها ناقدوه "ليست في مكانها" بصدد موقف التجار اليهود من حزب أدولف هتلر وصعوده إلى قيادة ألمانيا...؟

حكاية النظام عن بؤر سلفية ومجموعات إرهابية لاتقبل التصديق، وقد فشل في تسويقها داخلياً وعالمياً، وحتى الآن لم يقتل النظام أحداً من هؤلاء "المجرمين والمجرمات والمندسين والمندسات" في صفوف الثورة السورية، وانما يقدم بعض الشباب على شاشات إعلامه الرخيص وكأنهم "إرهابيون في ضيافة!"، في حين أن الصور التي نشرها الثوار بأنفسهم تظهر كيف تطلق القذائف المخصصة للمدرعات على الشباب المتظاهر، فتتبعثر الأشلاء وتتمزّق الرؤوس وتتشوّه الوجوه... ومناظر القمع الذي تمارسه الأجهزة القمعية بحق المواطنين في الساحات وهم ممدون على وجوههم ويتم ضربهم على قفاهم ويجبرون على ترديد شعارات موالية لرأس النظام تثير مجموعة من الأسئلة وتفضح النظام وكذبه عن المخربين والمندسين.

في مثل هذا الوضع: النظام ضد الشعب، والشعب يطالب باسقاط النظام، لابد أن يشعر كل امرىء، سورياً كان أم غير سوري، وكل منظمة أوجمعية أو هيئة تعنى بحق الإنسان في الحرية والحياة، وكذلك كل دولة أو تحالف دولي أو مجلس على مستوى اقليمي أو قاري أو دولي، أن تقفوا مع الشعب الثائر ضد النظام المعتدي والظالم في عدوانه، والمستعين بأنظمة إرهابية في المنطقة وتكشيلات مرتزقة، رغم وجود كل ما لديه من قوى أمنية وعسكرية بهدف القضاء على ثورة الشعب السوري، هذه الثورة العارمة التي شملت البلاد من أقصاها إلى أقصها، والتي يوّد النظام وعملاؤه من حملة الأقلام المأجورة وبعض المندسين والمندسات في صفوف المعارضة أو يحلمون بتقزيمها، ولو دعائياً، ووضعها أهدافاً وجماهيراً وقوىً وحراكاً سلمياً وآلافاً من المعتقلين في علبة صغيرة كتب عليها "جمعية سلفية إرهابية!".

وفي الحقيقة فإن هذا النظام بالذات متهم بدعم الإرهاب في العراق ولبنان وسواهما وليس الشعب الذي صمم على اسقاطه... وها هي تركيا تطرد السفير السوري من أنقره بعد العملية الفاشلة لاغتيال السيد رجب طيّب أردوغان مؤخراً.

======================

لقد كان إنهاء الانقسام الفلسطيني البلسم لجراحنا النازفة

محمد فاروق الإمام

رغم المعاناة والقمع الممنهج الذي يقوم به النظام السادي في دمشق بحق الشعب السوري لسنين طويلة تجاوزت الأربعة عقود، إلا أن القضية الفلسطينية كانت تتسامى عند الشعب السوري فوق كل هذه المعاناة وكل هذا القمع تناغماً مع ما كان يدعيه النظام السوري من الممانعة والصمود والتصدي ودعم المقاومة واحتضانها، ولأربعة عقود - كما قلنا - لم يقدم النظام السوري للقضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية إلا مزيداً من السكاكين والجزارين يُعملون بين فصائلها الذبح والاستئصال والوقيعة والفتنة والتشتيت، وقد تنبهنا نحن السوريين منذ بواكير وصول هذا النظام إلى الحكم إلى حقيقة مرامي وأهداف هذا النظام، الذي جاء ليكون السور الحامي للدولة العبرية والسند القوي لكيانها، ولا نغالي فيما ندعي ونقول فالحقائق على الأرض تثبت حقيقة ذلك، فحرب حزيران عام 1967 كانت مؤامرة من هذا النظام على مصر وجرها إلى حرب لم تكن مستعدة لها، ثم كشف هذا النظام ظهر القوات المصرية عندما خاضت الحرب تلبية لنداء السوريين ونصرة لهم، بامتناعه عن التصدي للطيران الإسرائيلي المنهك بعد قصفه للمطارات المصرية والعودة إلى الكيان الصهيوني في رحلة طويلة بوقود يكاد ينفد وذخيرة قد ألقيت، ومن ثم إعلان حافظ الأسد وزير الدفاع آنذاك سقوط القنيطرة (ولم تكن قد سقطت بعد) وإصداره أوامر للجيش السوري بالانسحاب الكيفي من الجولان والتخلي عن أسلحته لتدخله القوات الصهيونية وتغنم كل هذه الأسلحة بلا دفع أو مدافعة، اللهم إلا من مواقف شجاعة لبعض الضباط الذين رفضوا تنفيذ أوامر وزير الدفاع فسقطوا في ميادين الشرف وروت دماؤهم تراب الجولان العزيز الذي تخلى عنه النظام السوري وجعل منه خطاً دفاعياً أول للكيان الصهيوني، وأمن له الاستقرار والأمن والسلامة والطمأنينة على مدى أربعة عقود لم يعكر صفو المستوطنين اليهود أزيز طلقة واحدة، وقد أعلن باراك وزير الدفاع الإسرائيلي يوم أمس الأربعاء 4 نيسان الحالي، أن (إسرائيل حزينة على النظام السوري إذا ما سقط وأنها تشكر هذا النظام الذي أمن لها حدودها الشمالية لأكثر من أربعين سنة، ولكنها لا تستطيع فعل شيء تجاه بقائه وقد أوغل في قتل شعبه).

أقول رغم القمع والمعاناة والجراح التي يتعرض لها الشعب السوري على يد جلادي وقتلة النظام السادي الحاكم في دمشق في هذه الأيام العصيبة والأليمة، فإن الشعب السوري يشارك إخوانه في فلسطين فرحتهم بعودة اللحمة إلى الجسد الفلسطيني التي لطالما تألم كحال كل الفلسطينيين لوقوع هذا الشرخ الذي كاد يجهز على الثورة الفلسطينية ويهد كيانها، لولا أن ثورة الشباب في مصر انطلقت وحققت معجزة إسقاط نظام مبارك الاستبدادي الذي كان يخدم مصالح إسرائيل وأعداء العروبة والإسلام لنحو ثلاثين سنة، ويفرض الحصار على أهلنا في غزة بإغلاقه لمعبر رفح الذي كان الرئة التي يتنفس من خلاها أهل غزة للتخفيف من الحصار الصهيوني لها.

في هذه الأجواء الاحتفالية التي عمت الأراضي الفلسطينية في الضفة وغزة كنا نحن السوريين نتعرض لأبشع الممارسات السادية للنظام الذي يحكمنا منذ أكثر من أربعة عقود، حيث يفرض على أحد مدننا (درعا) البطولة والعنفوان والكبرياء، عقاباً لها عندما تنادى أبناؤها إلى التظاهر مطالبين بالحرية التي صادرها النظام، ونادى بالكرامة التي داسها هذا النظام لأكثر من ثمانية وأربعين سنة، حيث أعمل السكين في جز رقاب شبابها وفتيانها ورجالها ومن هو دون سن الأربعين، وساق النساء والشيوخ والصبية إلى السجون والمعتقلات حيث يتعرضون لأبشع وأفظع عمليات التعذيب الجسدي والنفسي، ونهب البيوت والمحال التجارية والمؤسسات معيداً إلى الذاكرة ما فعله بمدينة حماة عام 1982، عندما أجهزت سرايا الدفاع التي كان يقودها رفعت الأسد شقيق الرئيس حافظ الأسد، على تلك المدينة واستباحتها من قبل قطعان ذئابه الجائعة لأكثر من شهر، وراح ضحيتها ما يزيد على ثلاثين ألف قتيل ونحو 300 ألف مهجر، وتسوية اثني عشر حياً بالأرض بما فيها من دور عبادة ومدارس ومؤسسات ومعالم تاريخية وحضارية.

درعا الشموخ والبطولة تدخل يومها الحادي عشر وهي محاصرة بدبابات النظام السوري ومدرعاته التي ضلت طريق الجولان، حيث أحكم النظام السوري إقفاله وأقام عليه المتاريس والدشم ليحول دون الوصول إلى الدولة العبرية وتعكير صفو المستوطنين الذين يستوطنونه بعد طرد أهله منه، لا يعرف العالم ولا حتى السوريين ما يفعل قطعان الذئاب المنتشرة بين أحيائه وساحاته وميادينه وشوارعه وأزقته، وما يمارسونه من ذبح وقتل واعتداء وسلب ونهب، فكل خطوط الاتصالات مقطوعة عن العالم وكل ما يكفل للإنسان الحياة والبقاء من غذاء ودواء وماء ممنوعة على درعا وأهلها منذ اليوم الأول لحصارها، وما يجري في درعا ينسحب على مدن أخرى في سورية كما تنقل لنا وكالات الأنباء حيث هناك مدينة جبلة وبانياس والرستن ودوما وحرستا ومضايا والمعرة وكفر نبل محاصرة بالدبابات والمجنزرات ومقطوع عنها أي نوع من الاتصالات أو الدخول إليها أو الخروج منها، وفي صباح هذا اليوم الخميس ، كما أعلنت وكالات الأنباء، اقتحمت وحدات من الجيش السوري بلدة سقبا في غوطة دمشق، ويقومون بانتهاك حرمات البيوت واعتقال الرجال دون سن الأربعين وقتل كل من يحاول التأفف أو عدم الامتثال للأوامر.

من حق إخواننا في فلسطين أن يفرحوا وأن يحتفلوا بهذا الحدث الكبير بعد أربعة سنوات من الانقسام والتشرذم، وكنا نتمنى أن نشاركهم فرحتهم لولا أن النظام السوري حال بيننا وبينهم في مشاركتهم فرحتهم، وقد أعمل سكينه في ذبحنا ورصاصه في قتلنا وعصاه في إلهاب ظهورنا وأصفاده في تكبيلنا، ظناً منه أنه سيفل من عزيمتنا أو يوهن من إرادتنا، وقد اتخذنا قرارنا الذي لا رجعة فيه بالثورة عليه إلى أبعد مدى حتى إسقاطه مهما غلت التضحيات وعزَّ الفداء، فما ننشده هو الحرية والكرامة ونعرف ما علينا دفعه من ثمن.. فللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق، ونعرف أن الله معنا وان الشعب إذا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر، مؤكدين للإخوة الفلسطينيين أن ثورة الشباب هي من ستعيد لسورية مكانتها في قيادة ركب الممانعة الحقيقية واحتضان المقاومة الفلسطينية ودعمها، ونذكرهم بقادة الجهاد والنضال السوريين الذين خضبوا بدمائهم الزكية الطاهرة ثرى فلسطين، وكان في مقدمتهم الشيخ عز الدين القسام والشيخ أحمد الإمام (الشيخ المجهول) والدكتور مصطفى السباعي والقائد فوزي القاوقجي والأستاذ أكرم الحوراني، الذين قادوا المئات من السوريين إلى القتال إلى جانب أشقائهم الفلسطينيين منذ انطلاقة شرارة الثورة الأولى وحتى حلول النكبة عام 1948.

عتب أخير على الأمين العام لجامعة الدول العربية المنتهية ولايته (عمرو موسى) الذي شارك الإخوة الفلسطينيين بتوقيع الاتفاق التاريخي بين حماس وفتح والفصائل الفلسطينية على بيان إنهاء الانقسام، كونه الممثل للشعوب العربية وليس للأنظمة الباغية فقط، كان عليه أن يتذكر في هذه المناسبة الكبيرة ما يجري في سورية وما يسفك من دماء أبنائها، وما أزهقت من أرواح زادت على ألف شهيد في نحو ستة أسابيع، وهذا ما لم يحدث في ثورتي تونس ومصر مجتمعة، وكنا نتمنى عليه أن يترحم على هؤلاء الشهداء ويقرأ على أرواحهم الفاتحة والوقوف دقيقة صمت إجلالاً لها، ويحذر النظام السوري من الاستمرار في هذا المسلسل الدموي البشع ويذكره بموقفه من القذافي عندما فعل الشيء نفسه مع شعبه وأنه ليس حالة خاصة ولن يكون في منجاة من العقاب والملاحقة والحساب، مذكرين عمرو موسى بأن دماء السوريين ليست أقل قيمة من دماء الليبيين أو أي شعب عربي آخر.

=======================

صراع الرهانات بين الثورة والنظام

مازن ميالة

ثورة الشعب السوري تدخل أسبوعها السابع. الصدام بين الشعب والنظام يصل أبعادا لا تدع مجالا للشك، بأن واقع ما قبل هذه الإنتفاضة قد ولى إلى غير رجعة، وهو أمر يحاول النظام وسعه عدم التسليم به من خلال التمادى في تصعيد إرهابه وإجرامه ضد المواطنين العزل، عله يستطيع إعادة الرعب إليهم من بطشه، فيعودوا صاغرين من جديد إلى قفص العبودية.

 

السؤال الذي يطرح نفسه هنا على ماذا يراهن النظام لتغيير المعادلة لصالحه من جديد؟

قبل الإجابة على هذا السؤال بشكل مباشر، أود الإشارة إلى أن النظام يدرك جيدا أن الإنتفاضة قد أفقدته الى حد كبير إحدى ثلاث دعائم، تشكل الأساس في سياسته الداخلية وهو إرهاب الدولة المطبق، الذي كان يحيط بكيان الإنسان من كل جانب، يردع كل نزعة أو حلم لديه لتخطي حاجز الرعب، ويبقي الجميع خاضعين لقدر الإذعان الأبدي له. النظام يدرك جيدا أن فقدانه لهذه الدعامة سوف يعني سقوطه الحتمي ولهذا بالتحديد لا يستطيع الإقرار بمثل هذه النتيجة من جهة، ولا يستطيع تلبية الدعوات التي تأتيه من كل حدب وصوب لإجراء إصلاحات فعلية ودون تأخير في نظامه تلاقي بعض مطالب المحتجين من جهة ثانية.

 

هذا ما يفسر تطور الأحداث بعد الإعلان عن إلغاء حالة الطوارئ. النظام كان يرى في هذا الإعلان مجرد خطوة تكتيكية، مطلوب منها سحب الحجة من المحتجين كي يعودوا إلى بيت الطاعة، وإرضاء الميديا والمحيط الخارجي العربي والإقليمي وحتى الدولي، الذي يحتاج الى ذريعة للسكوت والتغطية عليه. ولو كان النظام صادقا في إلغاء حالة الطوارئ، لكان عليه أن يقوم بحل أو تفكيك أجهزة "الأمن" وهي في الحقيقة أجهزة إرهاب الدولة، المعنية حصرا بإرهاب الناس أفرادا ومجتمعا وهي المتصلة كينونة بحالة الطوارئ ولا معنى لوجودها خارجها.

 

 عندما لم يفلح هذا الطعم بإسكات الإحتجاجات، لجأ النظام فورا إلى التصعيد الإرهابي، وأبدل حالة الطوارئ بحالة الإحتلال العسكري المباشر على المدن والقرى الثائرة، وضاعف خلال أيام قليلة أعداد الشهداء والجرحى والمعتقلين، وهو الآن يرتكب في درعا الباسلة وحوران البطلة جرائم يندى لها جبين الإنسانية، تتجاوز في بشاعتها جرائم الصهاينة في الأراضي المحتلة وتعبر في جوهرها عن مدى الحقد الدفين الذي يكنه هذا النظام لشعبه وحالة العداء الجذرية بينهما.

 

 وأعود للإجابة على السؤال سابق الذكر:

 

النظام لا يزال يراهن على إحتفاظه بكل دعائم سياسته الداخلية المعروفة وهي الإستبداد "وانا أسميه إرهاب الدولة" والفساد والطائفية أو سياسة فرق تسد.

كل من تلك الدعائم لها في الأساس وبغض النظر عن الجوانب الأخرى، غاية براغماتية، فإرهاب الدولة غايته ضمان إذعان الناس للنظام أولا وقبل كل شيء. غايته أن يرى الناس سلفا الثمن الباهظ الذي ينتظر كل من تسول له نفسه الإقدام على أي فعل معارض للنظام، وأن يدرك الناس من ناحية أخرى أن من سيكونون على إستعداد لدفع ثمن ما، مقابل توقهم للتغيير ستكون قلة قليلة وهذا ما سيؤدي بالتالي إلى فقدان الأمل بالتغيير وهو المطلوب هنا.

إنتفاضة الشعب السوري زعزعت هذه الدعامة إلى حد بعيد، فقد خرجت محافظة حوران عن بكرة أبيها عن طاعة النظام، وتلتها بانياس وجماهير واسعة من حمص واللاذقية وطرطوس وجبلة وريف دمشق والجزيرة ودير الزور والرقة وحماه وريف حلب ....

 

هذه الجماهير، وبغض النظر عن الظروف والأسباب التي دفعتها أخيرا إلى كسر حاجز الصمت والخوف، هي أصبحت تعرف طعم الحرية وطعم تحدي غريزة البقاء البهيمية، لتنتقل إلى طور تبني قيم ومشاعر إنسانية برغم الثمن الباهظ، الذي دفعته وتدفعه يوميا ثمنا لذلك الإرتقاء الإنساني في الأعراس الدموية للتمرد على هذا النظام العاتي.

 

 هذه الجماهير لن تعود مجددا إلى حظيرة الذل والعبودية ولن يتمكن النظام قط من إعادة السيطرة عليها مهما تمادى في بربريته. لكن مع ذلك يجب أن نعترف أن النظام لا يزال يخضع القسم الأكبر من الشعب السوري وينجح في الإستمرار في ذلك الإخضاع وخاصة في قلب المدن الكبرى دمشق وحلب برغم المدة الزمنية الطويلة نسبيا للثورة وبرغم قوة المثل في المآثر الكبرى لأبناء المناطق المنتفضة وبرغم كل المجازر البربرية التي يرتكبها النظام بحق المدن والقرى المنتفضة، التي لم تستطع أن توقظ بعد، الحس والضمير الإنسانيين والشعور بالإنتماء الوطني عند هذا القسم من الشعب السوري. النظام لا يزال يراهن هنا على تمكنه من الحفاظ على حالة الإنحطاط الإنساني عند هذا القسم من الشعب السوري والإبقاء على هذا الوضع، الذي يظن أنه سيمكنه خلال زمن محدود من التفرغ لإخماد بؤر الثورة بكل الوسائل المتاحة لديه، ويكون بذلك قد ربح المعركة.

 

في خدمة هذا الرهان يلجأ النظام إلى كل أنواع التضليل والتلفيق والكذب الإعلامي لإلصاق تهم الأصولية والسلفية والإرهاب بالثورة، كي يردع أبناء الطوائف والمذاهب غير السنية عن الإنخراط بها، وإمعانا في سياسة فرق تسد، التي تشكل إحدى دعائم سياسته الداخلية، كما سبق وذكرت.

إن إمعان النظام في تأجيج العواطف والمخاوف الطائفية في المجتمع السوري يشير إلى أن النظام يستعد إلى سيناريو قد يتمثل في تقسيم البلد، إن هو فشل في إعادة السيطرة من جديد على المجتمع السوري. النظام كان يدعم بشكل ممنهج وملفت للنظر خلال العقد الأخير، تعميق التوجهات والتنظيمات والجمعيات الدينية في المجتمع لجميع الطوائف وبحيث تكون تحت رقابته الأمنية.

كل هذه التنظيمات والجمعيات الدينية كانت ولا تزال تخدم أجندة النظام في تعميق الفرقة ورفع الأسوار بين مكونات الشعب السوري بحيث تسهل لأجهزة النظام إبقاء سيطرته عليها جميعا.

 

 الرهان الآخر للنظام هو بلا شك أمله في جر الثورة للتخلي عن سلميتها وجرها للسيناريو الليبي، بما يتيح له لاحقا إستخدام ترسانته القمعية والعسكرية على نطاق غير محدود وبشكل مبرر أمام المجتمع السوري والعالمي ووسائل الإعلام. وكما سبق وذكرت فهو يلفق عن طريق وسائل إعلامه وقائع وأحداث تشير إلى وجود عصابات إرهابية مسلحة، هي المسؤولة عن سقوط الضحايا بين العسكريين والمدنيين.

 

رهان الثورة هو بطبيعة الحال، أو يجب أن يكون إسقاط كل رهانات النظام، أي الإبقاء على جذوتها والصمود أمام محاولات التصفية إلى زمن تتمكن فيه من توسيع رقعتها الجغرافية وصولا إلى ذلك القسم من الشعب السوري الذي لا يزال خاضعا مذعنا أو مخدوعا بماهية النظام. وإذا فالصمود والتصعيد الإحتجاجي السلمي هما الرهان الأول للثورة. إن نجاح الثورة في هذا الرهان، ولو كلف ذلك المزيد من التضحيات، سيكون الكفيل ولو بعد حين، بإيقاظ الحس الإنساني والوطني لذلك الجزء من الشعب السوري، الذي لا يزال لا يريد المساهمة في دفع ثمن الحرية، أو الذي لا يزال مخدوعا بالآلة الإعلامية للنظام ويخشى التغيير خوفا من سيطرة الإسلاميين والأصوليين. هذا الخوف يعززه ويساهم فيه بكل أسف مساعي بعض القوى الإسلامية لركوب الثورة ومنحها لونا طائفيا واحدا، أو ببساطة لإطلاق العنان لعواطفها الدينية أو المذهبية وهو ما لم يكن ولن يكون في خدمة الثورة، بل يقدم خدمات مجانية لإعلام النظام وأجنداته.

 

 يجب إدراك أن الثورة مهما توسعت، فإنها لن تبلغ مرحلة النجاح الكامل إن لم تتمكن من أن تكون ثورة الشعب السوري بكل أطيافه الدينية والعرقية ودون أن يكون عنوانها الحرية والكرامة والمساواة للجميع. الثورة بكلمة أخرى، يجب أن تبقى هي المعنية بإسقاط أسوار الطائفية والمذهبية البغيضتين.

==========================

نموت نموت ويحيا الزعيم

بقلم: محمد عبيد

هل هم مغفلون من هتفوا بهذا الشعار أو ما شابهه؟، هل هم متملقون إلى النخاع؟. هل سيدخلون الجنة إن ماتوا من أجل الزعيم؟. ما معنى أن يكيل المواطن العربي الفقير المدائح والثناء على الزعيم الفلاني وهو لا يجد ما يأكله في الصباح؟، ما معنى أن يرقص حد السكر إن ابتسم له الزعيم من فوق برجه العاجي؟...ما معنى ....ما معنى ...؟.

بالرغم من أن هذه الأسئلة وغيرها تحير الألباب، حين تجد أن الإنسان الذي خلقه الله حرا كريما، وتعهد له بالرزق والحياة، وذلل له الأرض يسعى فيها ويأكل منها، ، وجعل ارتباطه به مباشرة :" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"، تجده ينحدر بنفسه إلى مهاوي الذل، ويحقر نفسه ليجعلها فداءاً تحت أقدام حاكم ربما يلوح له بثمن بخس لا يساوي شيئاً أمام ملك الله وقدرته الذي يرزق النملة السوداء تحت الصخر الصماء في اللية الظلماء.

ألم يسأل المواطن العربي هل عُيِّن الزعيم بأمر إلهي؟. بل ألم يستفد من القرآن الذي أنزل بلسان عربي مبين وهو يقص قصصاً فيها عبرة بالغة عن فرعون وهامان ؟، ألم يتفكر أن العديد من هؤلاء الزعماء المتجبرين ما هم الا نمور من ورق ما إن يصرخ الشعب صرخة واحدة حتى تتهاوى الصروح وتُعلن قائمة الإصلاحات!.

هي ليست دعوة للتمرد، بل دعوة للإنسان العربي أن يعرف ما له وما عليه، وأن يطالب بتطبيق ديمقراطية حقيقية، وأن يتحرر من سطوة الحاكم ليعبر عن رأيه كيفما شاء ومتى شاء في إطار الآداب العامة والقوانين والأعراف، وأن يذكر الحكام دوماً أنهم موظفون عليهم واجبات يجب أن ينجزوها على أتم وجه، وهم يتقاضون رواتب وامتيازات مجزية لقاء تلك الأعمال، وأنهم ما أتوا بأمر إلهي، ولا هم متفضلون على الشعب، بل هم أتوا بإرادة شعبية، وسيرحلون بإرادة شعبية.

 إن القليل – قياسا بالدول المتقدمة- الذي يتباهى به الحكام العرب ما هو الا إنجازات لمواطنين، أبدعوا واجتهدوا، فأصبحت إنجازاتهم إنجازات للحاكم، بمساندة المتملقين الذين يرددون شعارات مثل (دام ذخراً للإسلام والمسلمين فقد بنى الصرح الفلاني، وشرع القانون الفلاني، وتواضع حتى أكل الفول في يوم كذا في مكان كذا....)، وأما أصواتهم الانتخابية فأصبحت بين ليلة وضحاها محتقرة لا قيمة لها، فهو الذي ارتقى بنفسه، ولولاه ما أكل الشعب ولا شرب، ولا تنفس، وبات جنابه ضرورة لا بديل لها، بل تعدى بعضهم على الربوبية، فلا يصح لأحد انتقاده، فإن انتقده قال له بعداً للقوم الظالمين، أما من تزلف إليه، وكذب عليه، وكال له المدائح كيلاً فقال له إنك لمن المقربين.

كفى لرفع الشعارات الزائفة المتملقة، كفى تعليقاً لصور الحكام في كل مكان، وليعرف كل واجباته وحقوقه. وهنا أذكر طريفة قرأتها: يذكر أن أمريكي سأل عربياً: ما هي طموحاتك وأحلامك؟ . أجابه العربي: بيت ووظيفة وزوجة. فرد عليه الأمريكي: سألتك عن طموحاتك وأحلامك ولم أسألك عن حقوقك!.

وهذه الطريفة تصنف ضمن ما يسمى ب (المضحك المبكي)، وما أكثر المضحكات المبكيات في عالمنا العربي. الليبيون يعيشون في بيوت الطين رغم ثرواتهم الطبيعية الهائلة بسبب شخص معتوه مسعور استخف قومه فأطاعوه، في معادلة يحار منها العقل، إذ كيف لشخص أن يسوم كل تلك الملايين سوء العذاب طيلة أربعين سنة!، وهذا يصدق على العراق كما يصدق على اليمن، وسوريا، وتونس، ومصر التي تكفي ثروة مبارك وعائلته إنشاء مجمعات سكنية لإيواء سكان المقابر جميعهم دون استثناء!.

 يجب أن لا يسمح المواطن العربي أن يدوس أحد كرامته، فأما أن يعرف الحاكم حدوده، وحدود عائلته، ويعرف واجباته وحقوقه، ويعدل بين أفراد الشعب أو يذهب غير مأسوف عليه، فالدنيا لا تتوقف لأجل شخص. يجب أن يطرق الحاكم أبواب الناس ويقضي حاجاتهم - وما أكثر الوسائل الآلية والتكنولوجية والإدارية اليوم التي تمكن المسؤولين من الوصول إلى بيوت المواطنين – لا أن ينتظر المتملقين الذين يحقرون أنفسهم بالتقرب إليه فيبكوا أمام بابه ليرمي لهم بعض الدنانير، بينما يبقى المتسامون المتعففون دون أن ينظر إليهم أحد، لأنهم ارتفعوا عن التباكي أمام أبواب المسؤولين.

رحم الله عمر بن الخطاب عندما كان يتفقد المحتاجين في الليالي المظلمة، وجزى الله خيرا عنا ذلك الكتف الذي حزته أحمال السمن والدقيق، وتلك الروح المؤمنة عندما كان يحاسب نفسه حتى على بغلة عثرت في أرض العراق لم لم يسوِّ لها الطريق. جزى الله عنا عمر بن عبد العزيز خيراً عندما أطفأ مصباح بيت مال المسلمين وأوقد مصباحه الخاص حين عرف أن الطارق أتاه في مسألة خاصة وليست عامة. رحم الله مهاتير محمد الذي لم يتمسك بالكرسى حتى آخر نفس أو يطمع فى توريثه، بل استقال بعد ٢١ سنة من العطاء الحقيقي رغم كل المناشدات، ليستريح تاركاً لمن يخلفه خريطة وخطة عمل اسمها «عشرين.. عشرين».. والتي تعني ماليزيا عام ٢٠٢٠، حيث ستصبح رابع قوة اقتصادية فى آسيا بعد الصين، واليابان، والهند. بعد أن صدق في محاربة الرشوة والسرقة فارتفعت الاحتياط النقدي من 3 مليار دولار إلى 98 مليار دولار.

إن المهتم بهذا الشأن سيجد أمثلة كثيرة رائعة في دول العالم المتقدم التي لا ترفع شعوبها الرؤساء فوق مناصبهم، بل تحاسبهم على كل خطأ يخطئونه ، فهم تحت دائرة الضوء، وتحت طائلة القانون حالهم حال أي مواطن آخر.

ختاماً أقول لأخوتي في جميع أنحاء الوطن العربي وبقية بلدان العالم الثالث، إن سبب بقائنا في مراتب متأخرة ضمن التصنيف العالمي ليس محاربة الغرب لنا كما يدعي قادة وزعماء كاذبون ونصابون، بل سبب تخلفنا هؤلاء الحكام الأغبياء الجاثمون على صدورنا ... سبب تخلفنا هتافاتنا وتمجيدنا للأشخاص وتركنا للعمل المؤسسي الحقيقي ... سبب تخلفنا عدم امتلاكنا جرأة الطرح والنقد والتحليل ...سبب تخلفنا تملقنا وتزلفنا للمسؤولين رغم أنهم }لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا{ ... سبب تخلفنا أننا كسالى لا نتطلع إلى التقدم ... سبب تخلفنا أن شاباً تافهاً يصول ويجول ويسلب حقوق الناس جهاراً نهاراً في مكان يجتمع فيه العشرات من الناس، فيقول أحدهم للآخر: اصمت فهذا ابن فلان!.

========================

الرابع من أيار 2011

زكريا عبد الرحيم

يجب أن يكتب هذا التاريخ بماء الدهب .. انه التاريخ الذي تفوق فيه قادة فلسطين على أنفسهم وحزبياتهم وخلافاتهم ولامسوا طموحات شعبهم الصابر المجاهد الذي مل الفرقة والأنقسام وضحى وسعى وناضل من

أجل انهاء الأنقسام واتمام المصالحة .. وكل ما جرى في حفل بل عرس التوقيع في القاهرة بمشاركة قادة الفصائل الفلسطينية برعاية مصر الحديثة عبر وزير خارجيتها ومدير مخابراتها وبحضور أمين عام الجامعة العربية وأمين عام

منظمة المؤتمر الأسلامي وممثل أمين عام الأمم المتحدة والسفراء العرب وضيوف أفاضل آخرين يؤكد الجدية

والصدق في التعاون الفلسطيني لقبر الأنقسام والى الأبد .. وسنشهد في الأيام المقبلة دولاب التطبيق على

أرض الواقع لما تم التوقيع عليه عبر آليات متفق عليها تعمل بروحية جديدة وثابة تفرز الحكومة الواحدة وتفعل أطر منظمة التحرير وتوحد الأجهزة الأمنية وتحدد الهيئة المناسبة المعنية بالأنتخابات .. وسنشهد ورشة العمل المباركة

التي تعيد اعمار القطاع وتكسر الحصار والى الأبد وتدب الحياة في العجلة الأقتصادية وتوسع المقاومة السلمية

في القدس الشرقية وضد الجدار العنصري وفي القرى الحدودية وسيستمر رفض الأستيطان وعم قبول استئناف المفاوضات في ظل البناء الأستيطاني وسيتابع النضال السياسي والدبلوماسي في العالم والمنظمات الدولية من

أجل الأعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس والأعتراف للاجئين الفلسطينيين بحق العودة لوطنهم

وفق القرار 194 وتحرير الأسرى البواسل من سجون العدو الأسرائيلي

نعم ان توقيع الأتفاق اليوم في القاهرة يعني كل ذلك , ويؤشر الى أن القيادة الفلسطينية سيكون ديدنها ملاحقة

تنفيذ الأتفاق ولن تعرف الراحة الا بعد أن تتأكد من السير السليم والسريع والأمين لتنفيذ بنود الأتفاق جميعها حتى تسلم فلسطين من أية انتكاسة في المستقبل وحتى يضمن الشعب الفلسطيني أن المستقبل سيكون

مشرقا وبراقا وواعدا للجميع بدون استثناء وعلى كل الصعد

وقد سارعت الأدارة الأميركية بعد توقيع الأتفاق بالأعراب عن تأييدها له مع ذكر ملاحظة كان لا لزوم لها ولكنها

أميركا التي لها مصلحة لا تتطابق مع المصلحة الفلسطينية والعربية ولكننا نقبل تأييدها بل ونطالبها أن نلمس

هذا التأييد من خلال أولا , ابداء استعدادها أن تعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة عندما تطرح في الأمم المتحدة

وهذا من المفترض أنه يتمشى مع ما جاء في خطاب أوباما في الأمم المتحدة في افتتاح دورتها الأخيرة . ولا شك

أن هذه الدولة الوليدة تقر وتتبنى ميثاق الأمم المتحدة وتحقيق السلام القائم على العدل والأنصاف.. ثانيا, ممارسة

تأثيرها على الحكومة الأسرائيلية ودفعها للسير الصادق في وقف الأستيطان والتوجه الأمين نحو تحقيق السلام

في المنطقة وفق الأسس والثوابت المعروفة

فعلا انها أيام مجيدة وفعل على الأرض الفلسطينية مبارك بدأ منذ تم التوقيع حيث خرجت جموع فتح وحماس وباقي الفصائل في الشوارع في مختلف المدن والبلدات الفلسطينية متعانقين بقلوبهم وأعلامهم المرفوعة فوق

هاماتهم في كل الساحات .. وهي الجموع التي تحمي الأتفاق وتراقب تنقيذه ولا تسمح بأية انتكاسة بعد اليوم

الحمد لله , لقد عادت غزة ورام الله الى حضن الأم الواحدة الدافيء والحريص وستخوض معا المعارك المشروعة

والمتاحة في مختلف الميادين نصرة للقضية الفلسطينية وهزيمة للعدو المحتل

=========================

قراءات من دفتر وطن في زمن الثورة

( حكاية طفل من درعا )

لافا خالد

يقف طفل من درعا حيث تنتظر" درعا" حديث الطفولة التي تكبر مع الثورة ، وجغرافية جديدة تعلنها ساحاتنا وجوامعنا بان " الوطن صار وطنا " بعد أن كانت " ضيعة موروثة لعائلة أعلنت نفسها حاكمة وحيدة لاشريك لها في العيش على أرض الوطن "

 طفل درعا , كبر قبل أوانه , وقف ب وجه الجلاد , مسك بأنامله الناعمة مكبرات الصوت معلنا في وجه الطاغية " الموت ولا المذلة " أي وطن عظيم هذا الوطن الذي أنجب هؤلاء العظام , بعد أن أعمى تجار الحقيقية أن سوريا لم تنجب سوى آل الوحش ليحكمونا

 كم كان الحلم جميلا بمعانقة الوطن , اليوم صحوةالحقيقة الوطن يعانقنا , نعانقه , الوطن الذي بات مضرجا بالدماء والبكاء في أرض الحقيقة يصرخ بوجه الطاغية

 يقول طفل درعا رايات الشباب بيضاء بيضاء حملها مسالمون فتلونت بدمائهم

راية محبة ووحدة وطنية رفعا كل من أراد أن يكون الوطن فسيحا لكل ابنائه وألا يدخل الموت الزؤام والأعتقال الهمجي إلى بيوتنا ثانية

يقرا العالم عنكن يا جميلات وطني ، وتاج الجميلات في الفم "صرخة" ، صرخة بوجه جلاد قتل طفلة. يقرأ العالم عن فرسان وطني ، وفارس الفرسان ، من رفع الراية وقاوم حتى هرب منه جرذ مختفي بهيئة شبيحة, يقرا العالم عن جميلات سوريا في الثورة وعن فرسانهم في الملحمة, أما شبيبتنا فأنهم يقرؤون أشياء مختلفة لأنهم يعلمون بأنهم الفرسان وإنهن الأميرات .

 قرأت في كف طفل من درعا الصامدة في عيونه الجميلة وهي تكتحل بشعار تطلقها يوم الجمعة وفارس يمتطي صهوة الغضب حينما يجاوره شهيدا يطلب منه أن يستمر ... لنقرا في عيون جميلات سوريا وفرسانها .

القراءة الأولى:- درعا مدينة تنمو كالقمح ، تجري كالنهر ، تحلق كالغيوم... نكبر معها ، نجري معها، نحلق معها ، نسمع صوت المؤذن وحينما كبَّر المؤذن كان صوت الشيخ مختلفا، وجدنا أنفسنا في ساحات قامشلو وأخواتها، حينها أدركنا إن بوابة درعا هي قامشلو وأسوار كوباني تمتد حيث البحر ومدن تضمنا حالمين بغد أفضل.

طفل درعا يقف كالوطن شامخا ، يخاطب العسكري ، يسأله عن ابنه، فيجيب المجند" بعمرك يا ولدي ,سأله الطفل إن كان هناك عسكري في مدينته وان كان سيستجيب للامر باطلاق الرصاص على الأطفال, بكى العسكري حينها أدرك الطفل بأنه إنسان و ما زال فيه بقايا وطن , قبل أن يرحل الطفل الدرعاوي ترك ورقة للعسكري كتب فيه ( قتلتم والدي الجمعة التي سبقت جمعة صار لي فيها أخ ، هل تحملني على كتفك كما كان يفعل أبي أم تقتلني كما قتل الشبيحة أبي.

قال طفل درعاوي لعسكري حائر بين الثورة والوطن من جهة والحاكم المحكوم عليه باسم الشعب في ساحات المدن السورية ( يا عم لماذا لا تحب حكومتك الماء والكهرباء والاتصالات والأطفال والفضائيات والجميلات والفرسان والحرية والإنسانية والإرادة والمحبة وحقوق الإنسان والأكراد والمسلمين والمسيحيين والايزديين ووووو كان الطفل يعد ويعد لحين أن نام العسكري فبقي الطفل الدرعاوي يحرسه كي يقول له في الصباح ( صباح الخير أيها العسكري انك في درعا المحررة) بكى العسكري فرحا وقال لطفل درعا وأطفال درعا يعطون الدرس ويملكون البشرى ( هل يأذن لي ملائكة الثورة بان ارحل لمدينتي كي اراها محررة وان لم تكن بعد سأكون فارسا مع الفرسان أحرر الوطن كي لا يورث بشار الحكم لابنه ويقتل ابنه ابني وابن ابني لان الحكومة القمعية حينما تورث لا تورث غير القمع والقتل)

أطفال وطني:

 اتمنى لكم سلاما بعيدا عن الموت الذي زرعه ويزرعه الطاغية في بلدنا سوريا

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ