ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 25/04/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

الثورة العربية الثانية

سوسن البرغوتي

اشتعلت الثورة العربية الأولى من أجل التخلّص من الحكم التركي، والتطلّع لإنشاء دولة موحدة قوية في المشرق العربي، لكن تحالف الشريف حسين مع بريطانيا عام 1916، كان بمثابة الرصاصة الأولى التي اغتالت أهداف الثورة، واستطاعت بريطانيا الالتفاف عليها، باستقطاب قائدها، والانصهار في مخططات احتلال بلاد الشام والعراق، وتقسيمها لولايات لتسهل عملية تقاسم استعماري. ووسط مجريات الأحداث في كثير من البلاد العربية، يبدو المشهد الحاضر قريباً من ذلك المشهد الماضي.

ساهمت بريطانيا العظمى آنذاك بعمليات عديدة ضد الإمبراطورية العثمانية الآفلة، إلى جانب ما أُطلق عليهم صفة الثوار. وبعد الحربين العالمتين الأولى والثانية، وما تخللهما من وعد بلفور لليهود بمنح فلسطين (وطن قومي) لهم، تم استكمال احتلال الوطن العربي من محيطه إلى خليجه، لتبدأ حقبة جديدة، من النضال ضد الاستعمار القديم وتنابله وعملائه المحليين، حتى نالت البلاد العربية واحدة تلو الأخرى استقلالها، وبقيت فلسطين مكبلة بقيود وعد الحلفاء للصهاينة.

لم تكن تلك المرحلة هادئة، وإنما أشعلت غيظ أبناء الوطن ضد هؤلاء المستعمرين، وأيقنوا أن التحالف مع أعداء الأمة، لن يأتي بما تشتهيه سفن الحرية، وأبدعوا في تكبيد المحتلين، أفدح الخسائر.

التاريخ يعيد نفسه، والحلفاء يختطفون ثورة قامت أصلاً ضد نظام الولايات، الذي سبق خارطة سايكس- بيكو، ويرهنوها لمصالح ومطامع، ليست بخافية على أحد، إلا أن القوى الاستعمارية، وفي مقدمتها أمريكا، ستعيد إنتاج وتسويق شعار الحرية والديمقراطية، العدالة والمساواة، ليس من أجل استجلاب قوات غازية، تغرق في مستنقع مداه مساحة الوطن العربي، بل عبر اتفاقيات وقواعد تحمي مصالحهم، وأخرى إستراتيجية، لضمان أمن وبقاء الكيان الصهيوني، ضد الأعداء الحقيقيين، وهم المقاومون الثابتون في مواقعهم ومواقفهم، لا تسقطهم تحالفات مشبوهة، ولا تغير أصواتهم منابر الضخ الإعلامي "الثورجي- المعتدل"، الذي فاق ضخ النفط للحلفاء الدوليين، بكمية أخبار وتقارير وأحياناً أفلام ممنتجة وقد تكون معدة سلفاً، لتضخيم السارقين والمندسين والانتهازيين على أنهم هم الثوار، والحقيقة أن هؤلاء أعادوا مشهد السيرة الأولى وأحيوها وهي رميم، مع تطور في آليات وأدوات ووسائل العصر، وتوسيع رقعة تنشيط خلايا نائمة، لبث كم هائل من الأحقاد والفتن الطائفية والمذهبية، ناهيك عن التخوين والتكفير لمن ليس معهم، وبالضرورة هو عدوهم. وهؤلاء بالذات لم يطلقوا رصاصاتهم ضد الاحتلال في العراق وفلسطين، ولكن التفجيرات العشوائية والذبح والشنق شاهدة على أفاعيلهم لإثارة رعب وإرهاب المدنيين الأبرياء.

وقد اتخذت أدوات الحلفاء الدوليين و"أشراف المهالك"، أشكالاً كثيرة، وأذرع استخباراتية، معاول تهدم عمق المجتمعات العربية وثقافاتها.

الأرض العربية مستباحة من قبل الاستخبارات الغربية و"الموساد"، ومن التفَّ على الثورة وسرقها لأجندات هذا الجهاز الضخم، لم يصدر عنه صوت واحد يطالب بتحرير الأرض بشكل مباشر أو غير مباشر عبر شركات نفطية وقواعد عسكرية هنا وهناك، ومنظمات تمرر ثقافة العولمة "التأمرك".. أليس غريباً، أن "الأحرار" لا تعنيهم حرية الأرض التي يعيشون عليها؟!.

يبدو أن الشعب العربي مقبل على مرحلة تتبع ما هو مشهود، فلم يجنِ بعد ثمار ثورته، وليس متوقعاً أن يقطفها سريعاً، ومن غير المسموح له أن يتنسّم الحرية على أرض مستقلة، لذلك فالمتشائمون لهم وجهة نظر، أنها ما قبل إعادة تمزيق الولايات العربية، من أجل "شرق أوسط جديد"، والمتفائلون، يرون أن من طرَد الاستعمار سابقاً، قادر على إعادة تنظيم صفوفه وإسقاط عملاء وخونة، وتتسع الرؤيا وتتعمق إستراتيجية التحرير، بحيث تصبح المعركة شاملة ومفتوحة، وبطرق ووسائل أيضاً تختلف عن النضال إبان الاستعمار القديم، فثورة بلا أرض محررة، كزبد البحر، سرعان ما تتلاشى، والمقاومة بحارها أبعد من حدود المكان، والحقبة القادمة، هي التأهل والتأهب لتحرير الوطن العربي، كما حدث سابقاً.

وهذا لا يعني أن الكثير من الأوراق ستسقط، أو كثير من الشخصيات والقيادات ستغير مواقعها وتنهار صروحها، من المقاومة إلى التحالف، ومن يوالي ويحابي أي من الحلفاء و"أشرافه" ومؤسساته، لن يجد خاتمة له، إلا الإبعاد إلى خارج الوطن في أحسن الأحوال، وإخراجه من المعادلة الوطنية، آجلاً أو عاجلاً.

وأما من توحدوا على مبادئ لا تهادن ولا تساوم ولا تميل حيث مالت الريح العاتية، سيُولد من ثورتهم الأصيلة، رجال الميدان والمنازلة، ويكون النضال السياسي الثابت غير المتغير حسب الأجواء، عوناً وداعماً لهم، وهذا لا يعني، أنه سيتخلل ذلك سقوط وانحراف، ارتفاع بوتيرة المواجهة والتماسك، بين الفينة والأخرى.

إن عنوان المعركة الكبرى المرتبط بالأحرار المحررين، إنْ متَّ، متَّ شهيداً، وإن عشت عشّ كريماً، لا مذلولاً وأضحوكة كبار موظفي حلفاء الشر الدولي، ومحكوماً بالمال وبيع الذمة والضمير، فالصمود وعزة النفس والثبات، أيضاً مقاومة، والأعمال المنجزة سيدة الأحكام والمواقف. وما بعد انتصار التحرير الثاني، سيعود الوطن العربي حراً مستقلاً، لا وجود للكيان الصهيوني والغزاة الاستعماريين فيه.. فهل هناك من يستعد إلى معركة طويلة وشائكة قد تمتد لعقود، وليس أحد ولا قطر بمنأى عنها؟.

من يقاتل من أجل قضايا ناجزة، لا كمن يصطف مع هذا أو ضد ذاك، أو يعمل في إطار ولايات منتهية صلاحياتها، لدى حلفائها الاستعماريين قبل شعبها، أو من منظور ضيق، فالتحرير والحرية رديفان، وغياب أو تغييب أي منهما، سيدخلنا في دائرة الشبهات، فادرؤوها، سلمتم وسلم الوطن من مائه إلى مائه، ومن دماء أبنائه يحيا الوطن عظيماً من جديد، فهل القيم العليا تُؤخذ بالتمني، أم بالتضحيات والثبات؟..

فلا أجمل ولا أروع مما نظمه الشاعر القروي في قصيدة (وثبات العقول):

لم يعد ينفـعُ الأسـودَ ثـوبٌ    بعد أن طارَ بالجناحِ الثعالبْ

وثباتُ الأقـدام في التُربِ لكن    وثبات العقول فوق الكواكبْ

فاضرب البازَ بالعُقاب وحارب    بسلاحِ العقول أو لا تحاربْ

=========================

الجمعة العظيمة في سورية

الجمعة العظيمة حزينة في سورية حيث اغتال النظام المجرم مئة شاب كانوا يتظاهرون سلماً ، وينادون بالحرية ويطالبون بحقوقهم المشروعة ، لكن الحكام الظالمين لا يسمعون سوى اصواتهم ولا يعرفون إلا قهر شعوبهم .. ولكنهم سيسقطون قريباً إن شاء الله .

الجمعة العظيمة في سورية

الدكتور عثمان قدري مكانسي

يا رب : في محراب بابك .. ضج الرجال  إلى جنابك

دفعـوا  شـبابهمُ إلــى    جنات عدن  فـي رحابك

علمتهـــم درب الهـدا   ية والكرامـة فـي كتابك

فالنصـر معقــود العُرا    بين الخيول على السنابك

والســيفُ  مسلولٌ على    طاغ  وطاغـوت وهالك

في ساحة العز الكريـــم وفـي مياديـن المعـارك

 *   *   *   *

في يـوم جمعتنـا العظيمـة هلل الشـعب المبـارك

بالسـلم طالـبَ بالحقـو    ق ، وكلنـا يسـعى لذلك

لكنّ ظلم  الغـاصب الـ    أفاكِ في ليـل  الحوالـك

 

غـال الرجـال ونالهـم    بالقتـل في كل المسـالك

هـذا نظـام يقتـل الـ    الآمال بالأحـرار فاتـك؟

سـقط الخئـونُ  وما له    إلا المهانـة ُوالمهـالـك

الجمعة 22-04-2011

=========================

إلى الرئيس الأسد

الدكتور عبد الستار قاسم

هناك ما هو معروف بمنطق القوة، وما هو معروف بقوة المنطق؛ وهناك أيضا منطق التاريخ. ثبت تاريخيا أن منطق القوة أقوى من قوة المنطق، لكن الأقوى هو منطق التاريخ ذلك لأنه جارف، ولا تستطيع أي قوة بشرية مهما عظمت أن توقفه. قد تحاول القوى الآنية والظرفية أن تعرقله، وقد تتمكن من ذلك، لكنها في النهاية خاسرة.

منطق التاريخ في حياة الشعوب يعني أن الشعوب تخوض معاركها بنفسها عندما يتراكم الإحباط وتُغلق الطرق في وجهها، وتتساوى في النهاية الحياة مع الموت. هذا المنطق قد يتبلور بسرعة مع ارتفاع درجة الوعي، وقد يتباطأ مع انخفاض درجة الوعي. عانت الشعوب العربية من تباطؤ تاريخي بسبب انخفاض مستوى الوعي العملي، لكن في النهاية وجد الوعي النظري الذي تختزنه حول ظروفها طريقه إلى الترجمة العملية. شعوب كثيرة غير العربية مرت بمراحل خاضت معاركها وانتصرت على الرغم من القوة التي استعملت ضدها. ملايين الناس قّتلوا عبر العالم بحثا عن الحياة، لكن الجماهير صمدت وهُزمت أمامها الجيوش وأجهزة الأمن.

كان من الحكمة أن تعي القيادات السياسية الحاكمة قوة إرادة الشعوب، وكان من الأجدى والأفضل أن تستجيب لمطالب شعوبها بدون إراقة دماء. التعنت لم يكن مجديا أبدا، وأدى إلى سفك الدماء والدمار والخراب، وإلى هزيمة الحاكم في النهاية. (لو) تعامل الحاكم بداية بصدر رحب، وتفهم مطالب الناس لعمل هو بنفسه على قلب الأوضاع، أو لتنحى بسرعة وكسب احترام الناس. كثيرون هم الحكام الذين أبوا تقدير الموقف، فخرجو خاسرين وملاحقين من شعوبهم.

لقد قدمت لكم رأيي بصورة علنية مرارا عبر السنوات السابقة ذلك حرصا مني على سلامة سوريا الصغرى (هذه التسمية لأنني أرفض اتفاقية سايكس-بيكو) وشعبها العظيم، لكن السياسيين في هذه البلدان العربية يظنون أن الله قد ألهمهم كل العلم والمعرفة، ولا ينظرون إلى الأكاديميين على أنهم أصحاب معرفة. وباختصار، أقول الآن إن كل المراسيم الرئاسية التي صدرت حتى الآن من أجل إصلاح الأوضاع في سوريا الصغرى لا قيمة عملية لها، ولن تؤدي إلى التغيير المنشود جماهيريا.

إذا أردت أن تحقق تغييرا سريعا يؤدي إلى استقرار الأوضاع فإنه من المطلوب أن تتخلص أولا من هؤلاء الذين يحيطون بك لأنهم هم السبب الأول في تدهور الأمور. لقد قمت بداية بتغيير الوزارة وأنت تعلم أن الوزراء لا يحكمون ولا يرسمون سياسات، وكان الأولى أن تتخلص من قادة الأجهزة الأمنية. المصيبة الكبيرة تكمن في قادة الأجهزة الأمنية من مخابرات واستخبارات وأمن مركزي وشرطة، ومن الضروري استبدالهم بقادة آخرين ينتمون للشعب وليس لأحزاب، ومن ثم التخلص من معاوني قادة الأجهزة، وهكذا. ومن ثم تحرص على تغيير وزير الداخلية ووزير الجيش بحيث تحرص على أمرين وهما الانتماء لسوريا، والوفاء للشعب السوري.

ومن ثم تنتقل إلى تغيير قادة المؤسسات الكبرى في سوريا مثل رؤساء الجامعات، ومسؤولي مؤسسات الاتصال والمواصلات وقادة فرق الجيش، ومسؤولي الصحف ومختلف وسائل الإعلام. ومن ثم تقوم بحل النقابات القائمة حاليا، وحل مجلس الشعب، وتغيير قانون الأحزاب وقانون الانتخابات. والاستبدال لا يكون على أساس حزبي، وإنما على أسس مهنية، وسوريا مليئة بالكفاءات المهنية، والخبرات الواسعة. المعنى، أن تغيير النظام من الداخل يوفر على الجميع الالام والأحزان، ويختصر الطريق.

هذه أمور تحتاج إلى جرأة بخاصة أن من يحيطون بالرئيس قد يكونون أقوى من الرئيس. العديد من الرؤساء يعرفون مواطن الحق والباطل، لكنهم لا يجرؤون على المواجهة لأن المؤسسات التي من المفروض أنها تخدم سياسته محكومة بعصابات متجذرة وقوية. لكن تستطيع أنت الآن الاحتماء بالشعب، وهو أقوى قوة في سوريا الآن. (لو) كان الشعب صامتا ومنشغلا عن الحياة العامة، لكان من العسير على الرئيس القيام بخطوات جريئة، لكن الشارع السوري مهيأ الآن للدفاع بكل قوة عن تغيير النظام.

بيدك الآن المفتاح، والشعب السوري لن يخذلك إذا راى أن خطوات الإصلاح جادة، وأنها تؤدي إلى تغيير النظام إلى نظام يوفر الحرية ويعزز التزامات سوريا تجاه أمنها وأمن الأمة العربية. أما التباطؤ وضعف القرارات لن تأتي على سوريا إلا بما لا نحب أن نراه.

=========================

الجمعة الراعفة ... وإصلاحات النظام الزائفة

محمد حسن ديناوي

إن ما حدث يوم الجمعة الموافق الثاني والعشرين من نيسان ( أبريل ) والتي سماها الشباب الثائر من الشعب السوري الجمعة العظيمة ، وذلك كتأكيد على وحدة الشعب السوري ضد النظام القمعي الفاسد المستبد ، وأن جميع أطياف الشعب السوري بجميع أطيافه ومعتقداته ومذاهبه وقومياته يقفون صفا واحدا للمطالبة بحقوقه المسلوبة من الحرية والكرامة وحق المواطنة المتساوية في بلد جديد يسوده القانون والديموقراطية والتعددية ، رغم محاولات النظام المتهالكة لتسويق الفتنة الطائفية وترهيب الشعب بها في محاولة يائسة لجر البلاد إلى الخراب والدمار ، إلا أن الشعب السوري أذكي من هذه القيادات المحنطة التي لا ترى إلا ما يسمح لها النظام البوليسي الفاسد برؤيته ، فلقد ثار شبابها كما ثار من قبل جميع مكونات الشعب السوري وأطيافه من مسلمين ومسيحيين ، ومن عرب وأكراد ، ومن سنة واسماعيلية وعلويين و دروز .

 إنها ثورة شعب كامل أبي بجميع أطيافه وإثنياته يتوق للحرية ويتعطش للكرامة ، ويضحي في سبيل هذه المبادئ السامية بالنفيس والنفيس ، لا لأجل أشخاص أو عائلات أو عصابات ومافيات ... إنها ثورة العزة والكرامة ، إنها ثورة الحرية والتحرر ، لقد كسر هذا الشعب الأبي المتجذر في أعماق الحضارة حاجز الخوف ، وخرج بصدوره العارية وهاماته المرفوعة يردد شعارته الصادقة بلحن شجي وحماس ملتهب دفع ثمنها الكثير من دماء شبابه الأطهار ، لأن الحرية الحقيقية ليست كلمات تقال وشعارات ترفع ، إنما هي ثمن باهظ يقدمها المواطنون الأباة من دماء زكية تراق ، وتضحيات نفيسة تبذل ، لإنهاء نظام الفساد والاستبداد عدو الشعب والوطن ، الذي يطلق رصاص بنادقه الخارق والحارق والمتفجر ، مستهدفا جباه المتظاهرين الشامخة وحناجرهم الشجية الصادقة وصدورهم العارية المنتصبة .

إنها جمعة عظيمة بحق ، بعظمة هؤلاء الشهداء الذين قدموا أنفسهم قرابين فداء للحق والحرية ، إنها جمعة التضحية ... جمعة البطولة ... جمعة البسالة والفداء .... إنها الجمعة الدامية التي روت أرض الشام المباركة بدماء زكية سفحت على ثرى ترابها الطاهر المعطر بدم الشهداء السابقين من يوم فتحها خالد بن الوليد إلى نور الدين زنكي والعز وقطز وصلاح الدين الذي حررها من الصليبيين الفرنجة ، ومرورا بيوسف العظمة الذي تصدى للإحتلال الفرنسي ... إلى ثوار الثورة السورية ضد المستعمر الفرنسي في جميع أنحاء سورية ... إلى الشهداء الذين سقطوا على يد هذا النظام الدكتاتوري الفاشي المجرم في حمص ودرعا ودوما وحماه وحلب وبانياس ، وفي سجون تدمر وصيدنايا ، وفي كل بقعة عزيزة من بقاع وطننا الغالي الحبيب ، حيث عاثت أيادي المجرمين الظلمة فسادا في ربوعها ، تقتل الشرفاء وتعتقل الأحرار وتنكل بالواطنين العزل ، في حين يتلبسها الجبن ويجللها الخنوع أمام أعداء الوطن ، فما زالت الجولان تئن من وطأة احتلال الكيان الصهيوني المجرم ، كأنما يحرس هذا النظام الجبان المتخاذل حدودها ، ويؤمن لهذا الكيان المحتل الحماية الكاملة والرعاية من غضبة الأباة والأحرار من أبناء هذا الشعب العظيم المعطاء .

الغريب في الأمر – ولا غريب عند هذا النظام – أن هذه الجمعة الراعفة قد أتت بعد إقرار مايسمى رفع حالة الطوارئ ، فهل رفعها كان لإنهاء القمع وغلّ أيادي أجهزة النظام البوليسية ، واحترام المواطن والحفاظ على دمه وكرامته ، أم لإطلاق يدها لتقتل وتسفك وترعب وتتمادى في إجرامها مع شرعنة هذا الإجرام ؟ هل هكذا يكون الإصلاح بالقتل والمجازر والمذابح وسفك الدماء ، تحت دعاوي ومسميات مفضوحة مكشوفة يعرفها جميع أبناء الشعب السوري العظيم ، فمرة مندسين ، ومرة عصابات مسلحة ، وأخرى إخوان مسلمين ... ثم سلفية ... ثم حزب تحرير .... وغدا قاعدة ، ويوما مؤامرة من الغرب ... وثانية من الجنوب ... وثالثة من الشمال وأخرى وليست بأخيرة من الشرق ، أو الشمال الشرقي أو الجنوب الغربي أو أجندة خارجية من دول الجوار ... أو من دول الاعتدال ... أو من دول الخليج ... أو من إسرائيل الذين يحمون حدودها من أربعين سنة وقد باعوها الجولان بدون إطلاق رصاصة واحدة ، وقد سمحت لقوات النظام الإنتشار داخل الأراض المحرمة بداعي الصداقة السرية والمصالح المشتركة لمحاصرة الشباب الثائر من أهل درعا وقتلهم ، وكأن الناس لا تقرأ عن ثناء الكيان الصهيوني على سورية وأن الجيل الجديد من أبناء الكيان الصهيوني عبروا عن كامل رضاهم وشعورهم بالأمن والأمان على حدود النظام السوري إذ لم يسمعوا طلقة واحدة طيلة حياتهم ، ولم يتمكن أحد المجاهدين أوالمناضلين أن يتسلل مرة واحدة إلى داخل الأرض المحتلة عبر حدود دولة الصمود والتصدي واحتضان المقاومة !! .

كما ملؤوا الدنيا صريخا وعويلا في إعلامهم الكاذب الذي لا يصدقه حتى القائمون عليه ويكتبونه بأيديهم ، بأن المؤامرة قادمة من وراء البحار .... من أمريكا أو غيرها ، تستهدف المقاومة ... والممانعة ... والتصدي .... وهم الذين يتبجحون بما قدموا لأمريكا من خدمات ومعلومات عن الحركات الإسلامية ، وما سلموها من ملفات لترضى عنهم .

وبدلا من أن يفيق هذا النظام البائس في اليوم التالي – السبت النازف - على جريمته النكراء في تلك الجمعة العظيمة الراعفة من التضحية والفداء ، فقد أوغل في إجرامه وأطلق الرصاص على المشيعين الذين قاموا لتشييع شهدائهم الذين سقطوا برصاص عصاباتهم الإجرامية الغادرة المندسة في هذا الوطن الشريف الأبي ، لأن صفة الغدر والإجرام ليست من صفات هذا الشعب الوطني ، وليست من أخلاق العرب ، ولا من قيم الإسلام والمسلمين .

 

إن الذين أطلقوا الرصاص على المتظاهرين العزل وعلى المشيعين ، لا شك أنهم غرباء عن هذا الوطن لا ينتمون له ، لأنهم لا يحسون بشعوره ولا يتألمون لألمه ، بل يسعدون لمصائبه وآلامه ويرقصون فوق جثث شهدائه ، ويعربدون على جراحه ، وما هذا بمستغريب أو بعيد وقد رآهم أبناء الشعب السوري يذلون أبناء البيضا ويدوسون على أجسادهم ويركلون رؤوسهم ووجوههم ويهتفون للزعيم الخائب ( يا بشار لا تهتم ... وراك رجال بتشرب دم ) .

نعم لم يتدربوا إلا كيف يذلون هذا الشعب الأعزل ويقتلونه ويشربون دمه ... فهو ساحة المعركة والمضمار وهو العدو الحقيقي .... وأما إسرائيل فهي دولة محترمة ذات سيادة لها حق الجوار والصداقة ... وكل الإحترام المتبادل .

إن كل ماقام به النظام السوري حتى اللحظة مما يسميه إصلاحات رغم أنه في القشور ، لم يلمس الشعب السوري منه على أرض الواقع إلا المزيد من القمع والقتل والبطش والإعلام المزيف والنفاق الرخيص والالتفاف المفضوح على مطالب الشعب العادلة في الحرية والكرامة ، فمسؤولي المخابرات في حمص وبانياس ودرعا تم ترقيتهم ، أو نقلوا إلى مواقع أخرى أعلى مكافأة لهم على إخلاصهم وتنفيذ التعليمات المقدسة من القتل والإجرام لأبناء الشعب ، فلم نسمع عن محاكمة أحدهم أو معاقبته ... أو إعدامه ، جزاء قتله شعبه وأبناء وطنه .

وأما رفع حالة الطوارئ فقد لمس المواطنون حقيقة مفعولها بإطلاق الرصاص الحي الحارق والخارق والمتفجر على الرؤوس والصدور بشكل كثيف غير مسبوق ، لو إطلق باباتجاه الجولان لتحررت من العدو الصهيوني المحتل من أربعين سنة على الأقل ، ثم أكملوا المسرحية في يوم السبت النازف بدعوى المؤامرة وأطلقوا الرصاص على المشيعين .

وأما الحكومة التي تغيرت فقد استبدل نصفها المقال بكوادر من مسؤولي حزب البعث الشمولي والذي كان السبب وراء المصائب والكوارث في هذا البلد ، كما غلبت عليها الصفة الأمنية والعسكرية ، بقيادة وزيرزراعة بعثي فاشل ، فقد عين وزير الداخلية أحد المجرمين السابقين من هذا النظام الفاسد الذي تلطخت يداه في دماء الأبرياء والأحرار من أبناء هذا الوطن الغالي في سجن تدمر وفي سجن صيدنايا ، فما حال هذه الحكومة مع أبناء شعبها إلا كالمستجير من الرمضاء بالنار ، وهو نفس حال هذه الإصلاحات البائسة المزعومة .

 إن الوطن بحاجة إصلاح جذري وحقيقي شامل يدخل حيز التطبيق روحا وعملا ، لا كلاما فارغا وحبرا فاسدا لا يساوي الورق الذي يطبع عليه .

إصلاحا جادا يحقق مطالب الشعب العادلة في الحرية والكرامة والعدالة ، في ظل نظام ديموقراطي يؤمن بالتعددية وتداول السلطة السلمي ، مع تفكيك جميع أجهزة القمع وتدمير المواطن ، وتشكيل جهاز أمن حقيقي ينظم صلاحياته قانون يلزمه بالمحافظة على أمن الوطن والمواطن ، ويتكفل بالحفاظ على حرية المواطن وصون كرامته .... ليكون الأمن في خدمة الشعب ... لا لقتل الشعب وإذلاله .

وصياغة دستور جديد يلبي مطالب الشعب وطموحاته ، لا يدعم التوريث ويحدد مرحلتين للرئاسة تحدد فترة كل منهما من أربع إلى خمس سنوات ، يحفظ ذلك انتخابات حرة نزيهة وشفافة ، تتم تحت مراقبة من جهات محايدة .

إن موضوع الإصلاح لا يتحقق بتغيير أحجار دومينو أو تبديل قبعات ، وإنما يحتاج إلى إصلاح العقلية التي ستقوم على الإصلاح ، يحتاج إلى تغيير استراتيجية عمل ومنهج وطريقة تفكير.

فهل لدى النظام القيادات والرجال القادرة على القيام بمثل هذا الإصلاح ، أم أن جميع رجالات النظام وكوادره منغلقين متخلفين وغير مهيئين للإصلاح كما أعلن الرئيس بشار ؟ !

قد أوافقه الرأي بأن جميع قياداته ورجاله غير مهيئين للإصلاح ، فقد تجاوزهم الزمن وأصبحوا من مخلفات الماضي البائد ، فما زالوا بعيشون زمن وأفكار الإنقلاب العسكري البائس في آذار عام ( 1963) وعام (1970 ) ، وأن الإصلاح الحقيقي موجود عند هذا الشباب الثائر المنفتح الذي فهم عصره وأدرك ما حوله فسبق الواقع وتجاوزه ... لا تلك المعلبات الرخيصة الفاسدة والكليشهات المثلمة الدارسة .... والمومياءات المحنطة المتحجرة التي لم تعد تصلح لغير المتاحف بعد محاكمتها ، ليتندر عليها الناس .... ولأخذ العظة منها والعبرة لجيل الثورة الكبرى الجديدة من الشباب الصادق الثائر ، المخلص الواعي .

=========================

السلفيون والأسوة الحسنة

حسام مقلد *

hmaq_71@hotmail.com

من المصطلحات التي تستخدم بكثرة هذه الأيام في معظم وسائل الإعلام تقريبا مصطلح «السلفية» و«السلفيون» فهناك من يحاول أن يبث في قلوب الناس الخوف والهلع من الصعود الملحوظ للتيار السلفي بعد نشوب الثورات العربية مؤخرا، لاسيما مع وجود مؤشرات عديدة على نجاح هذه الثورات بإذن الله تعالى في إحداث تغير حقيقي وجوهري في وجه المنطقة، ينتظر أن نشهد نتائجه العملية في الفترة القريبة المقبلة، وللأسف الشديد تولدت بالفعل مخاوف وهواجس شتى لدى بعض أبناء المجتمع من الإسلاميين عموما والسلفيين خصوصا؛ وهناك مجموعة من العوامل شديدة التعقيد تتفاعل فيما بينها لتؤدي إلى هذه الحالة من الحيرة والإرباك والحذر والترقب والخوف والتوجس الشديد من المستقبل، ويدور بين الكثيرين حوارات ونقاشات كثيرة حول هذا الموضوع ربما بشكل يومي، ومن ذلك الحوار التالي الذي أسوقه كنموذج لما يدور بيننا من مناقشات وتساؤلات:

ما رأيك في السلفيين؟!

السلفيون أناس طيبون غايتهم نبيلة وأهدافهم سامية، وتركز دعوتهم على تعليم المسلمين أمور دينهم وفق منهج السلف الصالح الذي يتمثل في اتباع سنة الرسول الكريم  صلى الله عليه وسلم  وصحابته الأخيار الأطهار  رضوان الله عليهم جميعا  ويسعون إلى استعادة الأمة الإسلامية لأمجادها وعزتها على أسس راسخة.

وماذا عن علمائهم ومشايخهم؟

يأخذ السلفيون  فيما أعلم  عن كل علماء السلف المشهورين بالصلاح والتقوى والورع والبعد عن الابتداع، ولعل أبرز العلماء والمشايخ الذين تأثروا بهم وبأفكارهم: شيخ الإسلام ابن تيميَّة وتلميذه النجيب ابن القيم الجوزية، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، ومن أبرز علماء التيار السلفي في العصر الحديث: الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز، والشيخ العلامة محمد بن عثيمين، والشيخ العلامة المحدث ناصر الدين الألباني، وغيرهم...  رحمهم الله جميعا .

هل السلفيون جماعة واحدة أم عدة فصائل ؟

السلفية الحقة هي كما أسلفت اتباع هديَ القرآن الكريم وصحيح السنّة النبوية الشريفة كما فهمها السلف الصالح من الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلى هذا يكون أي مسلم متبع لهذا المنهج الرباني سلفياً بهذا المعنى والمفهوم، وفي ضوء ذلك يمكننا فهم قول الإخوان المسلمين عن جماعتهم إنها "دعوة سلفية، وطريقة سُنيَّة،..." فهم يتمسكون بمنهج السلف ولا يدعون إلى البدع، ومع ذلك أعتقد أننا يمكننا نظريا تصنيف السلفيين المعاصرين كمدارس فكرية لكل منها ملامحه الخاصة إلى المدارس الثلاثة التالية:

1. السلفية الرسمية:

وهي التي تدعو إلى اتباع نهج السلف الصالح في كل شؤون الحياة، وتستخدم في دعوتها الطرق السلمية، وتركز على استعمال الرفق في دعوتها للناس، والأصل عندها ألا تتدخل في السياسة، وترى أهمية التوافق على أسس مشتركة مع ولي الأمر الذي تنعقد له البيعة (وما يتفرع عنه من كل مؤسسات السلطة...) وتقوم بدعمه ونصرته والوقوف بجانبه وعدم نقده على الملأ، وهو في المقابل يسمح لها بحرية الحركة في حيز معين لا تتخطاه ولا تتجاوزه، بحيث تحصر جهودها الدعوية في جانب العقيدة والعبادات والأخلاق والمعاملات اليومية بين المسلمين، والهدف النهائي هو تحقيق استقرار النظام السياسي والاجتماعي في المجتمع على نحو محافظ.

2. السلفية العلمية (الإصلاحية):

وهذه تركز على نشر العلوم الشرعية الأصيلة، وتنادي بإتاحة الفرصة للعلماء وطلاب العلم الشرعي لدعوة الناس إلى التمسك بالأخلاق والقيم والفضائل الإسلامية، وتخليص عقيدتهم من الشوائب والبدع والانحرافات، وصيانة عقيدة التوحيد صافية خالية من كل ما يخالف منهج مذهب أهل السنة والجماعة في الاعتقاد، وتركز على استخدام أساليب الدعوة السلمية، وتشجع على حفظ المتون العلمية الشرعية القديمة، وطلب العلم مباشرة على أيدي المشايخ والعلماء، ويدعو كل عالم وداعية تلاميذه ومحبيه إلى تبني النموذج النظري المثالي الذي يعتنقه ويجسد تصوراته عن الحياة الفاضلة وحياة المجتمع المسلم الملتزم، وهنا نرى تشبث كل مجموعة من التلاميذ بنموذج شيخها، وبعضهم يتعصب لفكر وأطروحات هذا الشيخ بشكل قد يدفعهم إلى نقد وربما حتى ازدراء النماذج الأخرى؛ ومن هنا تأتي المشاحنات والخلافات وربما الصراعات والنزاعات بين هؤلاء التلاميذ والأتباع، وتبلغ النفس مداها في الانتصار للذات ولو على حساب طهارة الفكرة ونقائها، ولا شك أن أغلب ما يقع من ذلك إنما يكون بين الشباب الصغير قليل العلم قليل الخبرة بمعترك الحياة، ومن الجور وقلة النصفة أن يؤاخذ السلفيون كلهم بمثل هذه التصرفات الطائشة التي تقع من بعض الفتية، وإن كان واجب التناصح يفرض علينا دعوة أخوتنا وأحبابنا من كل التوجهات إلى التغافر والتعاون والتغافل عن الزلات، والتخلص قدر الإمكان من حظوظ النفس، وإخلاص النية والعمل كله لله تعالى، وأنا على يقين تام بأن السلفيين الحقيقيين أتباع النبي  صلى الله عليه وسلم  السائرين على هديه ومنهجه هم أحرص الناس على ذلك، وأبعدهم بإذن الله تعالى عن شهوة حب الظهور والانتصار للنفس.

3. السلفية الجهادية (أو السلفية المقاتلة):

وهذا الاتجاه ينزع إلى العنف وتغيير المنكر باليد، وطبيعي جدا أن يتسم بالقسوة والشراسة في بعض الأحيان، بحكم التكوين النفسي والمحتوى الفكري لهؤلاء القوم؛ لأنهم يستبعدون ابتداءً فكرة اللين والرفق في الدعوة لأن ذلك عديم الجدوى من وجهة نظرهم، حيث أن المجتمع  بحسب رؤيتهم الخاطئة من وجهة نظري  قد بلغ حدًا من الانحراف والبدع والضلال لا يصح معه السكوت أو التعامل برفق وروية، ويرون وجوب إنكار المنكر في المجتمع بكل حسم ولو عن طريق القوة الجبرية، وغالبا ما نرى أصحاب هذا التوجه قساة متجهمين، يتعاملون مع الناس بشدة، وينكرون على المخطئ منهم بكل غلظة وفظاظة، وهذا كما أسلفت جزء من طبيعة استعدادهم الفطري وتكوينهم الفكري، ومظهر طبيعي من مظاهر صياغة وعيهم ونفسيتهم على معاني الشدة والقسوة والحزم، وأظن أن هؤلاء قلة وسط الاتجاه العام للسلفيين، وقد كان للكثيرين منهم في عدد من الدول العربية من بينها مصر مراجعات فكرية شهيرة جعلتهم أقرب إلى أهل القصد والاعتدال، وهكذا نرى أن أغلب السلفيين هم في المجمل أشخاص طيبون يمتلكون عاطفة دينية قوية، ويسعون إلى إرضاء ربهم، ونصرة دينهم، وحماية شريعته ويدعون إلى تنفيذها وتطبيقها في كل مجالات الحياة.

لكن ما دام السلفيون أناس طيبون وغايتهم نبيلة كما تقول فما سر الخوف منهم هذه الأيام؟!

في الحقيقة لا أفهم سر تخوف البعض من الإسلاميين عامة والسلفيين بصفة خاصة على هذا النحو الغريب المريب الذي رأيناه طوال الأسابيع الماضية عبر الكثير من البرامج التليفزيونية والمقالات والتعليقات التي تناولت هذا الموضوع!! ولو وسعنا زاوية الرؤية أكثر لتشمل دولا عربية أخرى غير مصر لتولد لدينا إحساس مؤكد بأن هناك حملة منظمة تهدف إلى بث الذعر والخوف من كل الإسلاميين بشكل متعمد ومبالغ فيه، وهذا الإحساس ما زال يتعمق لدينا يوما بعد يوم...!!

وما الدليل على ذلك؟!

الدليل أن نفس نغمة التخويف من الإسلاميين وبخاصة السلفيين (الأصوليين الراديكاليين المتشددين المتزمتين... إلخ!!) سمعناها من قبل في ليبيا وموريتانيا والمغرب، والجزائر ولبنان والأردن وفلسطين... وأحدث حلقة في هذه الحملة ما شاهدناه من زجِّ النظام السوري بالسلفيين فيما يلاقيه من احتجاجات واسعة من شعبه في الآونة الأخيرة، فبدلا من الاستجابة لرغبات شعبه الثائر المطالب بالكرامة والحرية والعدالة واحترام حقوق الإنسان نراه يراوغ ويناور ويضرب شعبه بكل قسوة تماما كما يفعل القذافي، وللتلبيس على الناس في الداخل والخارج يتهم السلفيين بارتكاب أعمال العنف وإثارة الشغب والفوضى في البلاد، ويبرر ما يرتكبه من جرائم وبطش بالشعب السوري الأعزل وشبابه المسالم المطالب بالحرية، بأنه يفعل ذلك حفاظا على سوريا من السلفيين وأفكارهم المتشددة!!

وحقيقة لا أفهم حتى الآن السر في حشر الإسلاميين والسلفيين حشرا فيما تشهده الدول العربية مؤخرا من مخاض لأنظمة حكم جديدة نتمنى أن تحقق ما تتوق إليه الجماهير من الحياة الحرة الكريمة القائمة على الديمقراطية والنزاهة والشفافية والعدالة الاجتماعية، ثم هل الإسلاميون والسلفيون تحديدا هم من صنع الكوارث والأزمات العربية المتلاحقة طوال العقود الماضية؟! هل السلفيون هم من ضيَّع القدس وهم السبب في احتلال أفغانستان والعراق؟! هل السلفيون هم من سرق ثروات شعوبهم وأغرقوا الناس في الهموم الاقتصادية والاجتماعية وكبَّلوا حرياتهم السياسية وجعلوهم يحيون في أوطانهم كالعبيد؟! هل السلفيون هم من أهدر طاقات الإنسان العربي وبدد إمكاناته وضيَّع مقدراته وعرَّض هويته لخطر الذوبان والتحلل في زمن العولمة؟! هل اقترف السلفيون كل هذه الجرائم والآثام في غفلة من أهلهم ومواطنيهم؟! ثم هل ظهر الإسلاميون والسلفيون فجأة هكذا بيننا الآن؟! أليسوا جزءا من المجتمع وبعض أبنائه؟! أليس من حقهم المناداة بالإصلاح والثورة على الظلم والقهر والجهل والفقر والمرض وكل الأوجاع التي أورثتنا إياها أنظمة الحكم الفاشلة التي احتلتنا بعد رحيل الاحتلال الغربي لبلادنا؟! أليس من حقهم كجزء من المواطنين الإدلاء بدلوهم والتعبير عن وجهة نظرهم في مسيرة الإصلاح المنشود؟! وهل من الصواب تهميشهم وإقصاؤهم من الصورة وإلغاء وجودهم؟! هل هذه هي الديمقراطية التي بُشِّرْنا بها طويلا والتي قيل لنا إنها تستوعب الجميع ولا تخوِّل أحدا مهما كان إقصاء الآخر أو تهميشه والحجر عليه ومصادرة أفكاره؟!

أفهم من ذلك أنك ترى صواب الرؤية السلفية وتتفق معها في كل الأمور؟!

ليس بالضرورة أن يتفق البشر في كل الأمور، واختلاف الرأي بين الناس سنة الحياة وناموس إلهي يتجدد مرارا وتكرارا، حتى إنه وقع بين الأنبياء وحواريهم، وها هو رأي عمر بن الخطاب  رضي الله عنه  اختلف مع رأي الرسول  صلى الله عليه وسلم  بشأن أسرى بدر، لكن ذلك الخلاف في الرأي لم يسفر عن أي قطيعة ولا تشاحن أو تدابر، بل ما كان من الرسول  صلى الله عليه وسلم  إلا أن طيب خاطر الفاروق عمر بن الخطاب الذي ما كان منه  رضي الله عنه  إلا أن انصاع لرأي الرسول ونفذه بكل حب، ولم يجد في نفسه كِبْرًا ولا أنفة حتى بعد أن نزل القرآن الكريم مؤيدا لرأيه!!

وهكذا يعلمنا الإسلام أن مجرد الخلاف في الرأي لا يعني نشوب العداوة والبغضاء بين الناس، وينبغي للخلاف ألا يفسد للود قضية كما يقال، وتأسيسا على ذلك أقر باختلافي مع أسلوب وطريقة بعض شباب السلفيين في التعامل مع أفراد المجتمع وفي رؤيتهم لبعض القضايا، ومن حيث المبدأ أتمسك بحقي في الاختلاف في الرأي مع كل أو بعض ما يطرحه السلفيون أو الليبراليون... وغيرهم من أفكار نظرية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية... وتطبيقاتها العملية في مجتمع كبير ومفتوح كالمجتمع المصري؛ ففرق شاسع بين التنظير والتأطير الفكري النظري وبين الواقع والممارسة العملية على نطاق واسع، لكن يبقى هذا في إطار من الود والمحبة والاحترام المتبادل بين الجميع، مع التأكيد على وحدة الهدف والغاية والاتفاق التام في ذلك، فالاختلاف محصور فقط في الوسائل والتكتيكات وطرق التنفيذ، وليس في الغاية الكبرى التي نرومها جميعا وهي بناء مصر المستقبل على أسس راسخة تجعلها بإذن الله تعالى دولة قوية متحضرة تحقق لجميع أبنائها العزة والكرامة والحرية والعدالة والمساواة.

وماذا عن رأي السلفيين في الغناء والسينما والفن والسياحة والرياضة والبنوك...إلخ؟!

طبعا أنا لست متحدثا باسم السلفيين، ولا الناطق الرسمي باسمهم، وقطعا هم مطالبون بالإجابة عن كل هذه التساؤلات بكل صراحة ووضوح وشفافية؛ لتكتمل أمام الشعب معالم النموذج المدني الذي يدعون إليه للدولة الديمقراطية القوية المعاصرة ذات التنوع الفكري والديني، ولكن ينبغي أن تطرح الأسئلة بكل تجرد وإخلاص وحسن نية دون رغبة في توريط بعض رموز الإسلاميين والسلفيين كما دأبت وسائل الإعلام المغرضة على ذلك!!

بصراحة هل يتصف السلفيون بالعنف والتشدد؟!

ليس من الصواب إصدار أحكام عامة وإطلاق كلام مرسل على الأفراد والجماعات هكذا بشكل عام ومطلق، فهذا سلوك غير حكيم أبدا، والتعميمات في مثل هذه الأمور لا تكون دقيقة على أية حال، ومن الموضوعي أن أقول بوضوح شديد: إن صورة السلفيين ليست وردية ولا مثالية تماما كما يحلو للبعض رسمها؛ فهم بشر عاديون وغير معصومين كما قد يتوهم البعض، وبالتالي من الطبيعي جدا أن يصدر عنهم ما يصدر عن غيرهم من أخطاء، وصحيح أننا نتوقع منهم أن يكونوا صورة ناصعة لما يدعون إليه من قيم ومُثُلٍ وأخلاقيات، لكنهم بشر خطاؤون كغيرهم، و في الحديث: "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" (رواه الترمذي وحققه الألباني وقال حديث حسن) ولا أعتقد أن من العدل تحميلهم فوق طاقتهم ومطالبتهم بما لا يقدرون عليه؛ فهم في النهاية أبناء هذا العصر ويعيشون في نفس المجتمع الذي نعيش فيه، وبالتالي سنرى منهم ما نراه في غيرهم من السلبيات والعيوب الاجتماعية المتفشية بيننا، لكن الإنصاف يقتضي أن أشير إلى وجود ندرة نادرة من الأدعياء يندسون بين السلفيين ويتسمون بسمتهم الظاهري لكن قلوبهم أشد نفاقا من ابن سلول زعيم منافقي المدينة، وأعمالهم أشد ضلالا من أبي جهل زعيم مشركي مكة، ويكفي وجود أحدهم في أي مكان لتلويثه وبث الشر والفساد فيه، لكن من الظلم البين والغبن الشديد الذي يأباه الله ورسوله وتشمئز منه الفطر السليمة والنفوس السوية سحب أخطاء هذه الشرذمة الضالة المنحرفة على جموع السلفيين ذوي النفوس البريئة الطاهرة والنوايا الحسنة والضمائر اليقظة، ولو استعملنا هذا المنطق الجائر لما بقي على وجه الأرض ثقة بين أحد من بني البشر!!

وكيف يدافع السلفيون عن أفكارهم ويدرؤون الشُّبَهَ عن نفوسهم؟!

وسط هذه الحرب الدعائية الشرسة والمنظمة التي تشنها جهات كثيرة على الإسلاميين والسلفيين، ووسط كل هذه الشائعات والدعايات المضللة لا أرى أمام الإسلاميين عامة والسلفيين خاصة إلا الصبر والتحمل والاحتساب، والتخلق بأخلاق الإسلام الفاضلة، والتحلي بالروح الطيبة، والتعامل مع الناس بصورة جيدة، وضرب الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة لهم، فالسلوك العملي الحسن هو أشد وقعاً في النفس البشرية من آلاف الخطب والمواعظ والنصائح، فعندما يرى الناس رحمة السلفيين وحكمتهم وبشاشة وجوههم وصدق دعوتهم، وقولهم الحق ولو على أنفسهم، وعدلهم وإنصافهم وحسن تعاملاتهم خاصة المادية منها سيثقون بهم ويقتربون منهم ويتوددون إليهم، ويقتنعون برؤيتهم الإصلاحية التي ينادون بها ويدعون إليها، بعد أن يجدوا كلامهم نموذجا عمليا واقعيا، وليس مجرد كلام منمق غير قابل للتطبيق، وقد كان الرسول الكريم وأنبياء الله  صلوات الله وسلامه عليهم جميعا  أفضل أسوة حسنة يقتدي بها المؤمنون في حياتهم، قال تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" [الأحزاب:21] وقال عز من قائل: " قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ" [الممتحنة:4] وقال سبحانه: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ" [الممتحنة:6].

* كاتب إسلامي مصري.

=========================

مجازر النظام السوري وأزمة الضمير العالمي

بقلم: د أحمد بن فارس السلوم

انه النظام نفسه الذي قتل ألوفا من مواطنيه في حماة قبل ثلاثين عاما، وهو النظام نفسه الذي ارتكب مجازر لا يعلمها إلا الله في السجون المكتظة، والدهاليز المظلمة، آخرها مجزرة أظهرت

الصور المسربة أن المجرم ماهر الأسد قد تولاها بنفسه إشرافا وتنفيذا ضد عُزلٍ مسجونين في سجن تدمر، ليس لهم إلا الله ودعاء منا أن يرحمهم ويتقبلهم في الشهداء.

تاريخ مرعب من المجازر والقتل والتعذيب، وذكريات رسمها هذا النظام في قلب كل فرد من أبناء الشعب الصابر، الشعب الذي بشره الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأنه ابن أرض

مباركة لن يظهر منافقوها على مؤمنيها أبدا.

لكل فرد من أبناء هذا الشعب الصابر رواية تختلف أشخاصها وتتحد مضامينها، من لم ينل نصيبه من الظلم والاستبداد والتعذيب في مملكة آل أسد، فله قريبٌ قد ذاق من ذلك الأمرين، ومن لم يكن له

قريب فأحد أبناء ضيعته سيخبره عما لاقى وقاسى ، وذلك كاف لبناء مملكة من الرعب والخوف بين أبناء هذا الشعب الصابر.

باختصار هو النظام الوحيد في المنطقة الذي يعادي شعبه، ويستميت في سبيل مقاومته، فهو نظام مقاوم كما يحب أن يعرّف نفسه، وكما يحب أن يَسمع من جوقة المزمرين.

لقرون عدة لم يفهم العالم ماذا يريد النظام من مصطلح المقاومة، فقد كان - وما زال - بعض الصم البكم يظنون أنه أراد مقاومة اليهود الذين لم يطلق نحوهم رصاصة واحدة منذ عقود،

ولم يقتل منهم ولا جنديا واحدا، بينما استطاع النظام المقاوم أن يقتل -علنا - في شهر واحد من أبناء شعبه ما لعله يقارب الخمسمائة..مقاومة من نوع آخر.

سيكولوجية بشعة تسيطر على هذا النظام، أشبه ما تكون بسيكولوجية مصاصي الدماء، فالدم مصدر بقائهم، والظلام مسرح تحركاتهم، والمشكلة أنهم أحد طرفي القضية.

اما الطرف الثاني فهو الشعب السوري، شعب صبر لعقود طويلة على مر العيش وظلف الحياة، متحملا ظلم الأقربين، وغشم الحاكمين، فهم أبناء بلد واحد، وماضٍ واحد ويتطلعون لمستقبل واحد

صبر كثيرا ليس عن ذل وخنوع فهو الشعب الذي بلغت فتوحاته الأندلس غربا والهند والسند شرقا.

ولكنه صبر على حد قول الحماسي:

قومي همو قتلوا أُميم أخي ... فإذا رميتُُ أصابني سهمي

فلئن عفوتُ لأعفون جللاً ... ولئن سطوتُ لأوهنن عظمي

وُعد كثيرا وانتظر طويلا، ثم قرر أن يضع حدا لهذا الاسفاف والتطامن الذي يعيشه في كل شيء، تطامنٌ سياسي واقتصادي وأخلاقي، وإسفافٌ في جميع جوانب الحياة.

ضاق ذرعا بكل هذه الاشياء فخرج ليقول للنظام: كفى، فقد آن لك أن ترحل، وآن لنا أن نعيش حياةً أحسن من هذه، ولأنك ورم خبيث لا بد لنا من اسئصالك، كي تصح اجسادنا، وتنبت لحومنا.

اختار الشعب منذ البداية استراتيجيته في التغيير، استراتيجية يعتمد فيها على تجارب نافعة ومثمرة في تونس ومصر:التظاهر من أجل نيل الحرية، وجعل شعار مظاهراته: سلمية سلمية حتى

ننال الحرية، شعار راقٍ كرقيك يا شعبي، كم يشعرني هذا بالفخر والاعتزاز بك.

وهذا هو الطرف الثاني في القضية..

النظام الحاكم ما زال يظن أن هذا الشعب هو نفسه الذي كان يُسام خسفا فيقبل، وهو الشعب نفسه الذي قُتل آباؤه في حماة وجسر الشغور وغيرها، وهو الشعب الذي جُوّع وأذل وأهين، وهو الشعب

الذي سيرهبه ويخيفه أزيز الرصاص، وبلطات الشبيحة، لم يستطع النظام أن يفهم بعد أن الشعب قد تغير وأن العالم قد تغير وأن الشاعر الحماسي الذي قال ما قال أولا، قد قال بعد ذلك :

لا تأمننْ قوماً ظلمتهمُ ... وبدأتهم بالشتم والرغمِ

إن يأبروا نخلاً لغيرهمُ ... والقولُ تحقرةُ وقد ينمي

وزعمتمُ أنْ لا حلوم لنا ... إنَّ العصا قرعتْ لذي الحلمِ

نعم، إن الرصاص اليوم أطلق لذي عزم وحلم وشجاعة..

سيستمر الشعب السوري بالتظاهر حتى ينال حريته، ويسقط النظام المجرم، الذي خان وطنه وشعبه، والشعب السوري معروف أنه شعب كريم يسامح كثيرا، ويغفر كثيرا، اللهم إلا شيء واحد

لا يستطيع أن يغفره: الخيانة، فالشعب لن يغفر لمن خانه، والذي في أدبيات السوريين: أن الذي يقتل شعبه خائن!..

لن يستطيع الشعب السوري ان ينسحب أو يقف في وسط الطريق، فجسده الزكي مكلوم، ودماؤه الطاهرة عطرت الأرض..ورياح الحرية قد بدأت تهب عليه.

في المقابل لن يسكت النظام أو ينسحب بسرعة، فآلته المدمرة متعطشة لدماء السوريين، وعناصره مصاصة الدماء تعلم أن وجودها مرتبط بوجوده، فمن هي لولاه، لذلك بقدر الألم الذي عصف

بقلبي يوم الجمعة العظيمة لسقوط هذا العدد الكبير من الشهداء إلا أني لم أستغرب هذا الإرهاب والقتل، وكنت أتوقعه في أي لحظة، فالنظام له أدبياته كذلك، أدبيات لا أدب فيها ولا أخلاق،

ما هي إلا هجيرى قذرة، وشنشنة نعرفها من أخزم..

الشعب سيتظاهر، والنظام سيقتل، والسؤال أين الضمير العالمي؟.

لا أعول على العرب كثيرا فهم مفلسون دائما، ولم يكن لهم دور يذكر في الأحداث العربية التي حصلت مؤخرا، إللهم إلا بعض السلبية، والجامعة العربية ما زلت خرساء، وأمينها العام

- وهو جزء من منظومة المحنطين العرب - لم ينبس ببنت شفة، ولم يقل ذا بال، الضمير العربي ميت يا سادة ، وعمرو موسى هو الذي ألحده في قبره، والضمير العالمي في إجازة..

عجيب هذا النظام السوري، له خصوصيته الغريبة، فهو النظام الوحيد في المنطقة الذي يتفق عليه الأمريكان واليهود والأتراك والايرانيون وجماعات المقاومة الفلسطينية، إنه منافق بامتياز،

يستطيع ان يجمع بين الطم والرم، والحوت والضب.

السوريون اليوم لا يعولون على غير الله، ولا ينتظرون نصرا إلا منه، كربهم شديد، محنتهم عظيمة، وليس لها من دون الله كاشفة.

ولكن ألا يوجد في العالم أحرار، هل سيبقى العالم متعاميا صاما أذنيه إزاء القتل الذي في سوريا، متى يستيقظ الضمير العالمي ، كم يحتاج العالم أن نهريق من دمائنا على تراب سوريا كي يستيقظ ضميره.

وكم يريد منا أن نقدم قربانا من شبابنا كي ينتبه لنا!

اسئلة كثيرة وأخرى غيرها سنعرف أجوبتها في بحر هذا الاسبوع!..

اللهم انصر شعبي المظلوم وكن له مولى ونصيرا فإنه لا مولى له اليوم إلا أنت..

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ