ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 20/04/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

حزب الله يصّر على زج لبنان في الشأن السوري الداخلي

حسان القطب

تحرك الشعب العربي في عددٍ من الدول العربية لم يكن رغبةً في إثارة الشغب، ولا طمعاً في استبدال ديكتاتور بآخر، ولا بسبب الانجرار وراء مجموعات من المرتزقة والعملاء، ولا استجابةً لطلبٍ من قوى خارجية سواء كانت أوروبية أو أميركية، أو حتى من دول عربية مجاورة. ولا يمكن أن يكون تحرك هذه الشعوب إلا نتيجة تعرضها لظروف صعبة ومعاناة قاسية وضغوطات أمنية لا تحتمل.. ولا يمكن أن ينتفض الأطفال كما النساء والرجال، إلا بسبب القمع الذي يترك الأطفال أيتاماً يحتجز آبائهم خلف القضبان، وتترك عائلاتهم عرضةً للعجز والحاجة والقلة والعوز والضياع..!! ولا يمكن أن تخرج النساء لقطع الطرقات والمطالبة بالإفراج عن أزواجهن، إلا بسبب شعورهن بأن ظلماً قد أصابهن بقدر ما أصاب المعتقلين أنفسهم.. ولم يخرج الرجال إلى الشوارع إلا بعد الشعور بأن القهر قد تجاوز كل حد وبلغ ما لا طاقة لإنسان أن يحتمل..

المشاهد المصورة التي تنشر كل يوم عما يجري في ليبيا من حربٍ بشعة على شعبٍ شبه أعزل، يقاوم الآلة العسكرية لنظام القذافي بما يتيسر له من أدوات وإمكانيات، وبدعم أوروبي وعربي خجول لا يتجاوز الرغبة في إطالة أمد الحرب وزيادة أعداد القتلى والجرحى وتوسيع دائرة التدمير والخراب الذي يصيب البنية التحتية في ليبيا، إلى جانب الخسائر البشرية التي تجاوزت الألوف من القتلى والجرحى.. تماماً كما في سوريا حيث تتزايد صور ومشاهد حالات القمع من قبل مجموعات شبه أمنية أطلق عليها أسم (الشبيحة) في محاولة لتجنب ما هو أسوأ لو تمت تسمية الأشياء بأسمائها ومسمياتها.. والنظام السوري لم يتجاوز في طريقة معالجته لمشاكله مع شعبه، ما قام به سواه من الأنظمة التي تم الانتفاض عليها قبل أن تسقط..!!  

شعبَ يخرج من جنوب سوريا إلى شمالها يطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية واستعادة الجولان المحتل، يتهم من قبل السلطة بأنه ينجرف في الفتنة خلف عملاء ومرتزقة، ورغم أن المظاهرات المتواصلة تعلن سلمية المسيرات الاحتجاجية، تستمر قوى أمنية بإطلاق النار والتسبب في سقوط قتلى وجرحى إلى جانب حملة اعتقالات واسعة.. ثم فجأة يعلن الرئيس السوري أن ضحايا المسيرات الاحتجاجية هم شهداء الوطن..!! وأن كل نقطة دم سالت تسبب الألم لكل مواطن سوري بمن فيهم رجال النظام..؟؟ إذاً أين أصبح الاتهام بالعمالة والانجراف خلف عملاء ومرتزقة.؟؟ وكيف يكون مشروع المقاومة والممانعة هو المستهدف، حين يطالب جمهور الشعب السوري بالعدالة والحرية والكرامة والديمقراطية وتداول السلطة..؟؟ وهل مشروع الممانعة يهدف لمنع الحريات عن شعب سوريا ولبنان وسائر بلادنا العربية..!! أم لمواجهة إسرائيل ومشروعها.؟؟ والمؤسف أن حزب الله وبعض أتباعه في لبنان، يصرّون على زج لبنان في المشاكل الداخلية لسوريا تحت هذا الشعار، ليس بهدف الإفساح في المجال أمام النظام السوري لمعالجة مشاكله الداخلية بهدوء، بل لتبرير ما قد يرتكبه هذا النظام من سياسات قمعية بحق مواطنيه، ولربط مصير حزب الله والمشروع الإيراني في منطقة الشرق الأوسط بما يجري في سوريا.. واعتبار أن ما يجري في سوريا هو بسبب تدخل خارجي فقط، وكأن الشعب السوري لا يملك القدرة ولا الخيار لتقرير مصيره وتحديد مسيره، واتخاذ قراره الحر في التظاهر والمطالبة بحقه في العيش بحرية وكرامة.. ويظن هذا الفريق الذي تم جمعه بقوة الرعاية السياسية..!! أن بإمكانه تحويل أنظار الشعب العربي السوري وكذلك اللبناني عما يعانيه من هموم داخلية ومشاكل اقتصادية مستعصية، تحت شعار حماية المقاومة ومشروع الممانعة..؟؟ وخلال لقاء تضامني مع سوريا في فندق الكومودور في بيروت أكد نائب حزب الله النائب نواف الموسوي:( "الوقوف إلى جانب سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد"، مشيراً أن "سوريا تعيش مرة أخرى مخاضاً مشروعاً بين رغبة شعبية بالإصلاح ورغبة القيادة بالإصلاح." وقال: "نوجه اليوم هذا الموقف ليس تعبيراً عن الوفاء لسوريا عما وقفته إلى جانبنا، بل هو تعبير عن مقتضيات المصلحة اللبنانية، لأن لا استقرار في لبنان، إلا إذا كان هناك استقرار في سوريا، ولأن أمن لبنان هو من أمن سوريا")... وأكد أيضاً على اتهام طرف لبناني مؤكداً على ("وجوب أن يكف حزب "المستقبل" عن سياسة التخريب التي لم يتوقف عن القيام بها، لاسيما بعد خروجه من السلطة، وعملية التخريب هذه مستمرة، معتبرا أن "ما حصل من بناء غير قانوني كان عبارة عن حريق أشعله حزب "المستقبل" في هشيم الحاجة إلى بناء، وذلك من أجل إسقاط الدولة وإشاعة الفوضى بهدف إدخال البلد في فتنة مذهبية من خلال إثارة البغضاء والضغائن بين متجاورين ينتميان إلى مذهبين مختلفين، بل إن من أهداف هذه الحملة أيضًا وهذا الحريق إثارة مشكلة داخل كل قرية وبين كل العوائل")... فقد ربط نائب حزب وباسم حزب الله عملية الاستيلاء على الأراضي والأملاك العامة والخاصة التي يقوم بها جمهوره وفريقه برعاية حزبية وحماية سياسية مباشرة، بما يجري من انتفاضة شعبية في سورية، واتهم فريق لبناني هو تيار المستقبل.. في محاولة واضحة من حزب الله للهروب للأمام من سلسلة أخطائه المتفاقمة والمتكررة والتي تثبت يوماً بعد يوم وبما لا يدع مجالاً للشك، بأن مشروع حزب الله ليس بناء دولة قوية وعادلة، ولا تعزيز قدرات المقاومة لمواجهة أي عدوان محتمل، بل لحماية مشروع إيران في المنطقة، من خلال استمراره في إعلان عناوين ومبادئ وشعارات تؤكد على المقاومة والتحرير ومحاربة الفساد، ولكنه في واقع الأمر يمارس العكس تماماً.. فمن يحمي الفساد في لبنان، هو من يتهم الشعب السوري بخدمة المشروع الأميركي، وإذا كانت مقتضيات مشروع حزب الله وإيران تقتضي حماية النظام السوري فما ذنب الشعب السوري ليتهم في كرامته وعنفوانه ويشكك بتضحياته من قبل نائب لبناني يستفيد حزبه من خدمات هذا النظام فيتم اتهام هذا الشعب الرافض للظلم والقهر بالعمالة ثمناً لهذا التحالف.. وما قاله  مصدر مسؤول في الخارجية الإيرانية في معرض نفيه بشدة المزاعم المتعلقة بتدخل إيران في الشأن الداخلي السوري قائلاً: ("نحن على ثقة بأن الحكومة السورية تستطيع أن تعالج مشاكلها من دون الاستعانة بجهة أخرى وحذر هذا المصدر الولايات المتحدة من "انتهاج السياسة المزدوجة تجاه أحداث المنطقة خصوصاً في ما يتعلق بالبحرين وليبيا"، قائلاً: "إن سياسة الكيل بالمكيالين التي انتهجتها أميركا خلال الأحداث الأخيرة أثبتت أن الولايات المتحدة تميز بين مطالب الشعوب وفق مصالحها"). سياسة الكيل بمكيالين هذه التي تحدث عنها المسؤول الإيراني هذا تنطبق عليه وعلى حكومته تماماً كما تنطبق على الولايات المتحدة، وذلك حين يتبنى حزب الله وإيران التحرك الشعبي الذي يجري في البحرين باعتباره تحركاً مشروعاً للطائفة الشيعية في البحرين، وفي المقابل يرفضون تحركاً مماثلاً للشعب السوري.. إذاً ما تتهم الولايات المتحدة بممارسته، يمارسه حزب الله وإيران مثلها تماماً..؟؟

خلاصة القول أن حزب الله يصر على زج لبنان في الشأن الداخلي للبحرين مؤيداً لفريق على فريق، ويريد أن يتهم أكثرية اللبنانيين بالانخراط في الأزمة الداخلية السورية، لأنه يعرف مشاعر المواطنين اللبنانيين كما السوريين، ويعرف حجم المعاناة التي يعيشها الشعبين وما زالا.. وذلك بهدف التهويل والترهيب، وللإشارة إلى انه مستهدف هو أيضاً إلى جانب النظام السوري، وريما للقول أيضاً أن من حقه بل من واجبه أن يمارس سياسة القمع عينها في لبنان، لحماية مشروعه (المقاوم)، كتلك التي يمارسها النظام السوري بحق شعبه في سوريا لحماية نظامه (الممانع).. وربما يكون هذا ما أشار إليه نواف الموسوي حين قال: ( لا استقرار في لبنان، إلا إذا كان هناك استقرار في سوريا، ولأن أمن لبنان هو من أمن سوريا)...

ــــــــ

مدير المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات

hasktb@hotmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ