ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 03/04/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

السيد الرئيس ..هل وصلك رد فعل الشارع السوري على خطابك؟!

رائد النجار

السيد الرئيس بشار .. هل وصلك رد فعل السوريين على خطابك الذي وجهته لهم من منصة ما يسمى بمجلس الشعب يوم الأربعاء الماضي.

رجع الصدى .. كان برقا قاصفا من الشباب المحتج والجماهير التي تسانده في المظاهرات.

أولى المظاهرات كانت في اللاذقية بعد ساعات من خطابك ، وتبعتها البقية يوم الجمعة من دمشق وما حولها ، ومن درعا ومن حمص واللاذقية وبانياس وغيرها.

رجع الصدى تضمن عدة رسائل مررت لك عبر وسائل الإعلام، وقبلها من لاقطات أجهزتك الأمنية التي كانت تجوس خلال الشوارع والأزقة ترصد نبض الجماهير للتعامل معه عنفا بالغازات المؤذية للأعصاب والمسيلة للدموع وبالهراوات والرصاص والاعتقال والتهديد والوعيد.

الرسالة الأولى: لا اقتناع بما قدمته من وعود الإصلاح والتي كانت رائحة زيفها تزكم الأنوف، وصور الخداع تطل برأس كل حرف من حروفها، ويكفي أن نشير إلى تلازمية حديثك عن إنهاء العمل بقانون الطوارئ، بإحلال قانون آخر أشد سوءا هو قانون الإرهاب، ولو اقتنعوا بوعودك الكثيرة الكاذبة الخاطئة ومنطقك الأعوج ولهجتك المستعلية ما خرجوا .

الرسالة الثانية: أن هالة النفاق التي حرصت أن تحيط نفسك بها سواء المسيرات التي جيّشتْ لك قبل خطابك البائس بيوم واحد بسيفي التزلف أو التخويف والترهيب ، أو طابور المطبلين الذين يسمون أنفسهم بممثلي الشعب، ممن لايزالون يعيشون بعقليات تأليه الزعيم الأوحد، للتشويه على جمالية احتجاجهم، وتخويفهم بهم لم تجد نفعا، لقد أدركوا بجلاء الفرق بين بهاء صورة أصحاب الحق مهما قلّ عديدهم وعزّ نصيرهم ، وبين قتامة صورة المنافقين مهما بلغت حشودهم، وعلا ضجيج أصواتهم.

وحينما قال لهم البعض " إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم " ليوهنوا من عزائمهم صدحت حناجرهم بعد أن " مافي خوف بعد اليوم" .

أما الرسالة الثالثة : فقد جاءت ردا على تحذيرك مما أسميته فتنا طائفية تطل برأسها من المظاهرات الاحتجاجية ، الرد تمثل قولا بشعارهم الجميل: " واحد واحد واحد .. الشعب السوري واحد"، وفعلا بمسيرات اشترك فيها أبناء الطوائف والأديان والأعراق المختلفة في اللاذقية ودمشق والقامشلي وغيرها جنبا إلى جنب، وفي خروج المئات من أكراد بلادنا الذين لم تعترف حتى الآن بمواطنتهم ، وتراوغ وتكابر حتى الآن بمنحهم الجنسية التي تعتبر حقا لهم وليست منة منك أو من غيرك.

السيد الرئيس ..مازال الكثير من المتظاهرين ينادون بالتغيير والإصلاح تحت سقف نظامك، ولكن الخشية من أن تنقلب الغالبية لصالح الذي ينادون بسقوط نظامك، لأن آخر الدواء الكيّ.

===========================

دعم للتضامن لأبناء الكورد السوريين وتشجيعهم على الوحدة ولم شملها

حسو عفريني

جبل الأكراد – عفرين

السلام عليكم – بسم الله الرحمن الرحيم –

أبنائنا أحفاد ميد وصلاح الدين المطلوب من قادة الأحزاب الكوردية في سوريا هو وحدة الكلمة ورص الصفوف والتضامن مع التجمع الشبابي الكوردي السوري للثورة ليس رحمة أو إشفاق إنها من أماني الشعب الكوردي المضطهد في سوريا ولا تكونوا كما قال الله تعالى في كتابه العزيز:

(يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حَذَرَ الموت /البقرة 19 – وختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة /البقرة 7 – وقالوا :

قلوبنا في أكنَّة مما تدعونا إليه / فصلت 5 – أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها /محمد 24 – فصب عليهم ربك سوط عذاب / الفجر 13، صدق الله العظيم.

أيها الأخوة من الشباب وقادة وكوادر الكورد :

فبدون تضامن وحدوي للأحزاب الكوردية فيما بينهم وجماهيرهم وخاصة الشباب منهم إن لم يتم إنجاز أي حق ومطلب من الحقوق وما تتنادون بها منذ نصف قرن ولا بمقدوركم الاستمرار في الوجود حتى الآن والمستقبل .

ما عليكم إلا الخلاص من تهمة الولاء المزدوج

من اليوم لتكن الشراكة نوع من إثبات قدرات أبناء شعبكم وتضامن ولا تكافل من أنواع التجارات الذاتية لأي فرد منكم .

أيها الأخوة المناضلون الأحرار يا قادة وكوادر الأحزاب الكوردية في سوريا ، إن روح العمل الجماعي هي الصفة المميزة لنجاح شعبكم وأهدافها ومطالبهم وقدراتهم على مواجهة جميع التحديات والمؤشرات تدل أن الشعب الكوردي إلى جانب إخوتهم العرب والمكونات السورية وضعوا أقدامهم على طريق تصحيح المسار والعودة إلى رحاب العقيدة والمبادئ في ظل تضامن أبنائها لنثبت للتاريخ والشعوب العربية ، والشعوب العالم ، أن الكورد في الشدائد موحدون لأن إنطلاقاتهم واعية وجادة لشعبنا نحو تحقيق ما تصبوا إليه من عز ومنعة لتشارك بفعالية وتواصل دورها الطليعي في بناء سوريا حرة للجميع وتحقيق العدل وتخليص الإنسان السوري من ظلم استبداد الحكم البعثي السوري .

أيها القادة والكوادر والشباب الكوردي السوري للثورة أخاطب العقل وأناهض التخلف في شتى صوره وأشكاله وأشجع حرية الفكر والتعبير وأستوعب منجزات العصر واخصها بالمتابعة .

وليعلم النظام البعثي أنهم إلى الزوال لأن إيماننا الكوردي وكافة المكونات السوري بأن أديانهم السماوية مشترك ولا انفصام لها بين أطياف سوريا ولا طائفية ولا شعوبية ولا عشائرية ولا قبلية ولا عائلية ، وأن تضامن الشعب السوري لا يقوم على معاداة أية جماعة ولا على تفرقة بسبب العنصر أو الثقافة ، ولكن على المبادئ الايجابية الخالدة مبادئ المساواة والأخوة وكرامة الإنسان السوري ولن نقبل من أي طرف غيرها ولا من المعادين أقوالهم وتصرفاتهم وإدعائتهم في تشويه الثورة السورية على الظلم والاستبداد .

=========================

قضية سورية.. الفكر والقيم .. وفاق على مسيرة علمية وإنتاجية واختلاف حول منظومة الفكر والقيم

نبيل شبيب

مشكلة المفاهيم والمصطلحات معروفة، ونتائجها معروفة أيضا، وقد شهدنا خلال حقبة طويلة من صراع الأفكار قدرا كبيرا من خلط المفاهيم والمصطلحات، حتّى بات الحديث عسيرا حول إشكاليّات "أساسية" تعترض عادةً سبيل أيّ عمل مشترك، إضافة إلى أنّنا أصبحنا نعرقل العمل المشترك بإشكاليّات "موهومة"، ناشئة غالبا عن فهم بعضنا لِما يقول بعضنا الآخر فهما مغايرا، مرتبطا باختلاف ما يتبنّاه كلّ طرف من مضامين للكلمات المستخدمة.

ولا يتعرّض الحديث هنا لإشكاليات "مصطنعة"، ناشئة بسبب تأويل متعمّد من جانب طرف لِما يقول "الآخر"، وإن عرف مقصوده، لمجرّد الرغبة في الردّ، وأملا في أن يميل إلى رأيه مَن يتابع الحوار، بأيّ ثمن، فمَن يصنع ذلك يصعب إيجاد قاعدة منطقية للتعامل معه.

 

محاولة تفكيك عناصر الإشكالية

منظومة الفكر والقيم وما يتّصل بها من صبغة متميّزة تختلف من بناء حضاريّ إلى بناء حضاريّ آخر، وإن اشتركا في ميادين العلوم والتقنيات والعمل والإنجاز، هي من الميادين التي كانت ضحيّة أزمة المفاهيم والمصطلحات، الناجمة عن اختلافٍ مبدئي في النظرة إلى منظومة الفكر والقيم، وحجم "الخصوصية" وحجم "العالمية" فيها، فضلا عن تحديد القيم ومضامينها.

الحاجة إلى أرضية مشتركة لعمل مشترك بين أطراف المعارضة وأطيافها في سورية، تنطوي على الحاجة إلىرؤية مستقبلية لتحقيق هدف حضاريّ، لا غنى فيه عن تثبيت نقاط الالتقاء في مسألة الفكر والقيم، بما يشمل النظر فيما استقرّ من خلفيّاتٍ لتقويم أسباب التخلّف وأشكاله.

وأوّل ما تريد أن تفصل بينه هذه السطور لهذا الغرض هو العناصر الثلاثة التالية:

1- العلم، أو كسب المعرفة بمختلف وسائل تحصيلها، تفكيرا وتجربة وبحثا ودراسة، محورٌ لا غنى عنه في أيّ بناء حضاريّ، ولا يمكن إسقاطه في أيّ تصوّر شمولي مشترك لإعادة بناء بلدٍ كسورية، وبالتالي لا بدّ أن يكون من منطلقات أيّ اتفاقٍ على أرضيةٍ مشتركة لعملٍ مشترك.

ولا يمكن أن يختلف سلوك طريق العلم المجرّد نتيجة اختلاف المنطلق العقدي، أو التصوّر الشمولي، أو منظومة القيم والأخلاق في بلد من البلدان أو لدى شعب من الشعوب، ولا يحتاج الأمر إلى أدلّة وبراهين، فيكفي التنويه إلى أنّ المعادلات الرياضية والفيزيائية والكيميائية، وما هو في مقامها علميا، كانت سارية المفعول، وما تزال، بغضّ النظر عن الوعاء الحضاري الذي حملها، فكانت مسيرة تطوّرها ماضية نحو مزيد من المعرفة والتطبيقات العمليّة لها، جيلا بعد جيل، وحضارة بعد حضارة، من قبلِ المخترعات البدائية الأولى في العصر الحجري، وستبقى مستقبلا إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

والاختلاف الجذري -حيث ظهر- اختلاف كامنٌ في استخدام حصيلة المنجزات العلمية والتقنية وليس في أصل تحقيقها، وهو ما يرتبط بموازين القيم والأخلاق والسلوكيات ارتباطا جوهريا.

2- الإنجاز، لتحويل الثروات وأرصدة العلم والتخصّص والعمل إلى منتجات وخدمات، على أسس الدراسة والتخطيط والإدارة القويمة، عنصر محوري في هيكل التقدّم العلمي والتقني والمادي دون جدال، ولا يتبدّل جوهره بين مسيرة حضارية وأخرى، ولا بين مفعول عقيدة قوم ومفعول عقيدة قوم آخرين، فالنتائج مبنيّة على المقدّمات.

وهذا ما يسري، أو ينبغي أن يسري، في دائرتنا الحضارية الشاملة لسورية، لدى أصحاب الاتّجاهات المختلفة، سواء اعتبرها الإسلاميون سنناً كونية واجتماعية وفطرة بشرية مرتبطة بالمشيئة الإلهية، تفرض الاجتهاد وتدعمه، أو اعتبرها العلمانيون قائمة بذاتها، منعزلة عن الجانب العقدي، نتيجة إنكار له، أو إنكار لوجود دور إيجابي له ولتأثيره المباشر على مجرى الحياة البشرية وإنجازاتها.

3- منظومة القيم والأخلاق تتجاوز الأساس العلمي وبنية الإنجاز الهيكلية في بناء التقدّم الحضاري، إلى ميدان صناعة الإنسان والعلاقات الإنسانية، وهي التي تحدّد "كيفية" استخدام المنجزات، فتعطي البناء الحضاري "روحه"، أو صبغته ووجهته، سواء في ذلك هل هي منظومة شاملة أو جزئية، أي سواء في ذلك:

أ- ما اتّخذ من القيم والأخلاق صيغة متكاملة، قائمة على دعامتي الدعوة إلى جملة من الثوابت، والالتزام بها، وفق المضامين المقصودة بها، نتيجة عقيدة دينية، أو تصوّر وضعي.

ب- أو ما اتّخذ صيغة الالتزام بقيمة أساسيّة واحدة -مثل الحريّة الفردية بمفهومها الحضاريّ الغربي- واعتبار سائر ما سواها تابعا لها أو قابلا للتقلّب من دونها.

فالحصيلة من حيث التأثير واحدة في جوهرها، وإن اختلفت إيجابا وسلبا، إذ يبقى لتلك المنظومة أثرها المباشر على التعامل بين الإنسان والإنسان، ما بين خير وشرّ، وظلم وعدالة، ومساواة وتمييز، وغير ذلك من ثنائيّات صور التعامل، على كلّ صعيد اجتماعي واقتصادي وثقافي وسياسي وسواه.

التمييز بين هذه العناصر الثلاثة هو الأساس في هذا الحديث عن حاجة الأرضية المشتركة في قضيّة سورية إلى تحديد العلاقة بين أطراف العمل المشترك وأطيافه، وبين ما انتشر وصفه في الحقبة الحضارية الراهنة بفكر عالمي، أو ثقافة عالمية، أو قيم وأخلاقيات وسلوكيات عالمية، وهي في غالبيّتها غربيّة المنشأ، دون إغفال ما لا يزال قائما في مجتمعات الشرق الأقصى على سبيل المثال.

يستدعي هذا الحديثَ أنّ القسط الأكبر من النقاط الخلافية التي حفلت -وما تزال تحفل- بها مقولاتُ "الصراع" التاريخي بين التيّارين الإسلامي والعلماني على وجه التخصيص، يدور في الدرجة الأولى حول اختلاف النظرة إلى القيم والأخلاق الذاتية، وبالتالي التمييز بين:

1- تلك الناشئة -في أغلبها- عن الأثر العقدي والتاريخي والثقافي للإسلام، بما في ذلك تعامل أصحاب الديانات الأخرى مع منظومة القيم والأخلاق في الدائرة الحضارية الإسلامية، فضلا عن تعامل الطوائف المتعدّدة التي تنتمي إلى الإسلام نفسه معها.

2- ما يُطرح تحت عناوين التنوير والحداثة، وكان يوصف بالتغريبيّ، أو المستورَد الغريب، في غالبية الأدبيّات الإسلامية، ويوصف بالتنويري والحداثي وبالإنساني المشترك في غالبية الأدبيّات العلمانية، فانتشرت تعابير الغزو الفكري والخلقي والتبعية الثقافية هنا، مثلما انتشرت بالمقابل الاتّهامات بالانغلاق بدلا من الانفتاح، والتخلّف بدلا من التقدّم، مع تأكيد الطرف الأوّل أهميّةَ المنظومة الإسلامية لبناء حضاري ذاتي يتعامل مع الآخر في نطاق الأسرة البشرية، وتأكيد الطرف الآخر أهميّة المنظومة "الحداثيّة" لبناء حضاري لا يتحقّق دون بُعده الإنساني البشري المشترك.

 

محاولة الخروج من نفق "الصراع"

لا يمكن تحقيق عمل مشترك على أرضية مشتركة دون أن تتضمّن القواعدُ المطلوبة له ما يحدّد:

1- تثبيت التوافق على صعيد البحث العلمي والإنجاز التقني والمادي.

2- إيجاد أسلوب للتعامل المشترك مع الاختلاف القائم على صعيد صناعة الإنسان وعلاقاته بالآخر، وفق منظومة الفكر والقيم.

ولا ينبغي تجاهل وجود ذلك الاختلاف، ولا جدوى من تجاوزه وتأجيل النظر فيه، إنّما لا يعني التعامل معه العملَ لإزالته، فالأرجح أنّه باقٍ ما اختلفت المنطلقات والرؤى، إنّما المقصود هو إقصاء العناصر التي تجعل هذا الاختلاف سببا في العمل على إقصاء الآخر، والبحث عن العناصر التي تسمح بالتعامل المشترك، الآن ومستقبلا، مع استمرار الاختلاف.

أوّل ما يعترض سبيل هذه المحاولة هو أزمة المفاهيم والمصطلحات المشار إليها، فنحن نجد لكلمات أساسية في الأدبيّات المعبّرة عن التيّارين الإسلامي والعلماني عموما، قدرا لا يُستهان به من تناقض بين ما يقصد القائل أو الكاتب، وما يفهم أو يزعم السامع أو القارئ، أنّه يفهمه من الطرف الآخر، أي معنى كلّ كلمة أساسية مستخدمة، كالدين، والحضارة، والثقافة، والإبداع، والعلم، والتجربة، وأمثالها، ناهيك عن كلمات أخرى من قبيل التنوير، والحداثة، والفكر، أو تلك الأحدث منها في المسيرة الحضارية الغربية، كالبنيوية والتفكيكية والجندرة.

الإسلاميّ يمكن أن يضحك ساخرا، أو يزمجر غاضبا، عندما يقول العلماني، إنّ الدين يحجر على العلم أو العمل أو الحقوق والحريات، فهو يعرف الإسلام دينا يجعل من العلم والعمل عبادة، تؤتي ثمراتها في الحياة الدنيا رقيّا وفي الآخرة جزاء موفورا، ويجعل من بين صور الجهاد -بصيغة القتال والاستشهاد- ما يصبح واجبا مباشرا على المسلم لحماية الحقوق والحريات، بما يشمل حقوق غير المسلمين وحرياتهم، وما يرتبط بها من حيث وجود معابدهم وصلبانهم ونحوها، فلا يبيح المساس بها، بل يفرض على المسلم في الدولة المشتركة، أي في الوطن المشترك، الدفاع عنها بنفسه وماله، كما تنصّ على ذلك مثلا الوثيقة النبوية مع نصارى نجران.

والعلمانيّ أيضا يمكن أن يضحك ساخرا أو يزمجر غاضبا، عندما يقول الإسلامي، إنّ علمانيته إلحاد يحارب الدين، وتبعيّة لفلسفة غربية قديمة وحديثة، وتدمير للقيم والأخلاق، والأسرة والمجتمع، فهو يرى في مسيرة التنوير والحداثة ما حرّر جنس الإنسان، وليس الإنسان الأوروبي بالذات، على كلّ صعيد، وما ساهم في بناء صرح التقدّم البشري المعاصر -وإن بقي في جوهره غربيّا مسيطرا- بكلّ جوانبه. ويرى فيما صنع أصحابُ العقائد الدينية، انطلاقا من حقبة السيطرة الكنسية فيما عُرف بالحكم الثيوقراطي -ودون تمييز بين ما قالت به وما تقول به عقائد أخرى- عقبات كأداء على هذا الطريق، فلم يمكن المضيّ على طريق رقيّ الإنسان إلاّ بعد تجاوزهم، وحجر التدخّل في السياسة -والأصحّ: حجر ممارستها المباشرة بمضمون استبدادي عقدي/ ثيوقراطي- على الهيئات التي تمثّلهم.

هل الدين، والعلم، والعمل، والأخلاق، والقيم، أو الحداثة، والتنوير، والحريّة، والتقدّم، كلمات تحمل ذات المفاهيم الاصطلاحية في أدبيّات الطرفين؟..

ألا يمكن أن يغيب قسط كبير من الخلاف إذا ما سعى كلّ طرف أن يفهم ما يقصد الآخر وفق مفهومه الاصطلاحي هو للكلمات، ليمكن أن يدور الاختلاف بعد ذلك على أرضيّة ثابتة، وليس على إشكاليات حقيقيّة وأخرى موهومة أو حتّى الإشكاليّات المصطنعة منها؟

إنّ مفهوم كلمة الدين، الذي يقول العلمانيون إنّه يعيق العلم والتقدّم، هو قطعا غير مفهوم كلمة الدين الذي يقول الإسلاميون إنّه يدفع دفعا إلى العلم والتقدّم.

وهذا ما يسري نسبيا وبصور مشابهة على سائر الكلمات الأساسية الأخرى. ومرّة ثانية ينبغي التنويه، أنّ هذا الحديث لا يتعرّض لمن يعرف قصد الطرف الآخر، ويؤوّل كلماته تأويلا يزيّف حقيقة المقصود بها، أو يلبسها لباس مفهومه هو لتلك الكلمات، ليتمكّن من "الردّ" فحسب وإن استحال أن يخدم هذا الردّ طريق التلاقي أو الحوار أو التعايش، رغم ضرورته من أجل أرضيّة مشتركة لعمل مشترك.

إنّ الغالبيّة الكبرى من أطراف المعارضة وأطيافها في سورية، في الداخل والمنفى، قطعت شوطا كبيرا على طريق التلاقي من أجل عمل فعّال، وأمامها فرصة تاريخية، لصناعة نموذج عملي، لتخرج المنطقة -وليس سورية فقط- من النفق الذي ساهم الصراع التاريخي بين التيّارين الإسلامي والعلماني في انزلاق الجميع إليه، وعاد بالضرر والخطر على الجميع دون استثناء، ولا يتحقّق هذا النموذج دون الخروج من نفق الصراع حول منظومة الفكر والقيم.

 

محاولة تركيب عناصر الحلّ

نحتاج أوّل ما نحتاج إلى:

1- مقاربة في تحديد المفاهيم والمصطلحات، وإن لم تبلغ حدّ التطابق على تبنّيها، وأقلّ المطلوب على هذا الصعيد، هو أن تُنسب المضامين كما هي دون تأويلها إلى أصحابها، مع الاحتفاظ بحقّ الاختلاف حولها، وحقّ كلّ طرف أن يدعو لِما يراه بصددها.

2- التخلّي عن أساليب التهجّم على الآخر بحجج واهية، لعدم تطابق مقتضياتها على حقيقة ما يقصد بمقولاته ورؤاه وتصوّراته، وتحديد مواضع الاختلاف من وراء ذلك، وحصرها بدلا من اصطناع المزيد عليها، واعتبار المرفوض ذاتياً منها، جزءا من "مواصفات الآخر" الذي يراد العمل معه حوارا وتنسيقا وتعايشا وإنجازا مشتركا، ولا ينبغي أن ينتظر قيامُ هذا العمل المشترك أن يفقد "الآخر" مواصفاته تلك أو بعضها.

3- البحث عن قواعد العمل المشترك بما ينطوي على شطرين:

أ- أوّلهما الشطر القائم على نقاط الالتقاء، والمثال الأوّل عليها رفض الاستبداد بما يجمع بالضرورة أصحاب المنطلقات والتصوّرات المختلفة، مع الالتزام بهذا الرفض، في مرحلة إسقاط الاستبداد، وفي مرحلة العمل على الحيلولة دون عودته بأسماء وأشكال جديدة، ومثال آخر على نقاط الالتقاء رفض التبعيّة الأجنبية التي يمكن أن تقوّض أيّ عمل مشترك من داخله.

ب- الشطر الثاني قائم على ما يُترك من نقاط الاختلاف لتحكيم الإرادة الشعبية، سواء في ذلك ما يرتبط بالمرجعيّة، أو ما يرتبط بتداول السلطة، وهو ما يحتاج إلى أطر تفصيلية، لتقرير الحدود ذات العلاقة بضمان تجاور النظرات المتعدّدة لنقاط الاختلاف، بغضّ النظر عمّن يكسب في الاحتكام إلى الإرادة الشعبية، وتجد مرجعيّته تأييد الغالبيّة، أو تكون له السلطة وفق تأييد الغالبية، فلا يكون ذلك على حساب الحقوق والحريّات الأساسية وضمانها لصالح مَن يخسر في جولة أو أكثر من جولات ذلك الاحتكام.

إنّ هذه الخطوات المبدئية التي تحتاج إلى استكمال وتفصيل، تتطلّب من البداية مراجعة لسلسلة من الإشكاليات ذات العلاقة بتعدّد الأطروحات الفكرية، وبمنظومة القيم، ومنها على سبيل المثال دون الحصر:

1- يجب في نطاق الإسلاميّين الامتناع عن تعميم الاتّهام للعلمانيين بالتبعية الفكرية الأجنبية، وتمييز النسبة الأكبر منهم التي تتبنّى أفكارا فلسفية غربية نتيجة اقتناع ذاتي بمضامينها، وينجم عن هذا التمييز أنّ العلمانيّين السوريين -وهم جزء من الحاضنة الوطنية المشتركة- يطرحون فيها فكرا:

أ- يجب التعامل معه على أساس الانتساب الوطنيّ لِمَن يحمله، وليس على أساس المصدر المنقول عنه.

ب- فحقّ اختيار الأفكار وتبنّيها -وإن كان "استيرادا" أو تغريبا- حقّ ثابت لا يَسقط نتيجة طبيعة مصدرها وموقعه الجغرافي أو التاريخي، ولا يمنع ذلك من معارضتها.

ت- إنّما يسقط ذلك الحقّ تلقائيّا عند محاولة فرض الأفكار بالإكراه أو سواه من الوسائل التي تتجاوز حقوق الآخر، وهذا ما ينبغي أن يكون في صلب القواعد المشتركة للتعامل.

2- يجب في نطاق العلمانيّين الامتناع عن تعميم الاتّهام للإسلاميّين بالعمل على نشأة صيغة مطابقة لصيغة ما ساد في أوروبا قبل حقبة التنوير والحداثة، وتمييز النسبة الأكبر منهم، التي تنطلق من رؤية إسلاميّة قائمة على تحرير الإنسان لا استعباده باسم "سلطة" دينية ما، وعلى تقدّم الحضارة البشرية لا عرقلتها بإملاءات عقدية كنسية/ دوجما كالتي سادت في العصور الوسيطة الأوروبية، وينجم عن هذا التمييز:

أ- أنّ الإسلاميّين السوريين -وهم جزء من الحاضنة الوطنية المشتركة- يطرحون ما يعتقدون بصحّته، ممّا يجب التعامل معه على أساس ذلك الانتساب الوطني، وليس على أساس قياس نتائج محتملة وفق ما ساد تاريخيا في بقعة ما، في ظروف زمنية وموضوعية مختلفة.

ب- وحقُّ الإسلاميين في اختيار ما يطرحون ويدعون إليه، حقّ ثابت، لا يسقط إلاّ عند محاولة فرضه بالإكراه، أو سواه من الوسائل التي تتجاوز حقوق الآخر.

ت- وهذا ما ينبغي أن يكون في صلب القواعد المشتركة للتعامل.

ولا حاجة هنا للوقوف أصلا عند اتّهامٍ لا أصل له، وسبق التنويه به، وهو أنّ تسمية الإسلاميّين أنفسهم إسلاميّين يعني احتكارهم للإسلام، فذاك ما لا يزعمه الإسلاميّون لأنفسهم، وما تنفيه حقيقة وجود "تعدّدية" حزبية وغير حزبية في نطاق التيّار الإسلامي الشامل، وبالمقابل لا يمكن لطرف "يرفض الإسلام منهجا للحياة والحكم" أن يجعل نفسه هو "المعيار" باسم الإسلام، لتحديد معالم "التيّار الإسلامي" وما يتبنّاه أو يرفضه.

3- ليس الضابط الأساسي للتعامل مع الفكر الإنساني، وتجارب الآخرين، وحضارات قامت في الماضي أو قائمة اليوم، هو المقياس الذاتي لدى كلّ طرف من أطراف المعارضة السورية، إنّما هو المقياس الذي يجب أن تُستمدّ صياغته من المصلحة العليا المشتركة، لسورية الوطن، وليس لفئة من شعبها، وهي المصلحة العليا القائمة على أساس أنّ الحاضنة الوطنية هي المشتركة بين سائر الفئات والأفراد.

وما دام يوجد اختلاف حول ما يمكن اعتباره مقوّمات هويّة وطنية ذاتية، أي ما يؤخذ على هذا الصعيد من تأثير عقدي وتاريخي ومن تأثير تطوّر فكري بشري، فلا مناص إذا صدقت الرغبة في عمل مشترك، من احتكامٍ ملزمٍ بشأن مرجعيّة منظومة الفكر والقيم، للوصول إلى ضوابط للتعامل رغم الاختلاف.

وهنا لا يمكن أن نجد في الحاضنة الوطنية المشتركة جهةً للاحتكام سوى الإرادة الشعبية، مع الحفاظ على حقّ كلّ طرف من أطراف الاختلاف وحريّته، أن يعرض ما يريد، كما يريد، فإذا ثبّتت الإرادة الشعبية بغالبية سائر الأفراد والطوائف والفئات، المعالم الكبرى لمنظومة الفكر والقيم الملزِمة في صناعة الإنسان والعلاقات بين أفراد الشعب الواحد وفئاته:

1- وجب أن تكون هي أساس مرجعية الضوابط للتشريعات والأنظمة، الملزمة للجميع وفق أحكام الدستور،واستقلال القضاء، وسيادة القانون، وتثبيت التعدّدية، وتداول السلطة.

2- مع عدم إلغاء حقّ الآخر في طرح ما يراه مغايرا لإرادة الغالبيّة، عبر الحفاظ على قدر من الحريّة له على هذا الصعيد، تنضبط حدوده من حيث "الوسائل المتّبعة" لا المضمون، ومن حيث الالتزام الذاتيّ بعدم انتهاك حقوق الآخر، على مستوى الغالبية، وعلى مستوى الأقليّات بعناوينها الرئيسية، عقيدة وقومية وتوجّها فكريا وسياسيا، وداخل نطاق كلّ فئة منها على حدة.

يُستخلص من هذا الفصل:

1- لا بدّ في أرضية مشتركة للعمل من التمييز بين التوافق القائم على جوهر قضايا العلم والبحث والإنجازات المرتبطة بهما، وبين منظومة الفكر والقيم، ذات التأثير على صناعة الإنسان والعلاقات البشرية.

2- لا يفيد تجاهل وجود اختلاف حول منظومة الفكر والقيم، كما لا يجدي الصراع عليها، إنّما لا ينبغي أن يمنع هذا الاختلاف من التلاقي على المتّفق عليه في عنصري العلم والإنجاز على طريق النهوض والتقدّم.

3- في مقدّمة خطوات التلاقي على أرضية مشتركة تجريد المفاهيم والمصطلحات من آثار الصراع واستيعابها على أساس ما يقصده مَن يستخدمها وليس تأويل قصده ثم توجيه الاتّهامات له تبعا لذلك.

4- لا غنى فيما يبقى الخلاف قائما عليه بصدد منظومة الفكر والقيم ومرجعيتها من الاحتكام إلى الإرادة الشعبية، دون إسقاط حقّ الأقليّة تبعا لهذا التحكيم من الاستمرار في تبنّي ما تراه والدعوة إليه بالوسائل المشروعة.

لا ينفي ما سبق الاعتقادَ الذاتي الجازم من المنطلق الإسلامي بأنّ الاحتكام إلى إرادة الشعب سيفضي إلى تبنّي المرجعية الإسلامية، فإن كان "الآخر" يعتقد بسوى ذلك، فلا ينبغي أن يوجد ما يمنعه من القبول بهذا الاحتكام، وأمّا رفضه له مع الإصرار على فرض مرجعيّته هو من فوق الإرادة الشعبية، ودون تحكيمها، فهو الاستبداد بعينه.

==========================

*بروتوكولات عربية بروح تلمودية

 الشيخ خالد مهنا

رئيس الدائرة الإعلامية في الحركة الإسلامية القطرية

هل إسرائيل فعلاً لا تزال رغم تفوقها العسكري وامتلاكها لأكبر ترسانة حربية في الشرق الأوسط في "قبضة المحرقة" كما عبر عنها أبراهام بورج ، ومحكومة بروح من التوجس والخوف والرهبة، ولذلك تسعى على الديمومة لارتكاب المجازر تلو المجازر، والمذابح تلو المذابح وتسن القوانين العنصرية تلو القوانين، أم أن القتل شئ لازب وطبيعة فيها لا يمكنها الفكاك منه؟؟.

دون أدنى شك فإن ما ترتكبه إسرائيل اليوم من قتل وعصف ونسف لكل ما تطالها يدها نابع من أنها محكومة بشكل مستديم لفكرها العسكري التوراتي مضافاً إليها الفكر الصهيوني المتعطش للدم، فكتبهم الدينية وشروحها زاخرة بالنصوص والتوجيهات التي تحثهم على قتل الأغيار (غير اليهود) ولو كانوا أطفالاً رضع أو نساء قواعد أو كهول، ولا يزال "حكمائهم!!!" يتحفونا كل يوم بالفتاوى التي تحثهم على هذه العبادة...

*فقد جاء في سفر أشيعاء: ".....وتحطم أطفالهم أمام عيونهم، وتنهب بيوتهم، وتفضح نساءهم، ها أنذا أهيج عليهم الماديين الذين لا يعتدّون بالفضة، ولا يسرون بالذهب، فتحطم القسي الفتيان، ولا يرحمون ثمرة البطن، لا تشفق عيونهم على الأولاد".

ها هي إسرائيل الدولة المارقة تأبى عليها كرامتها أن ترى مجنونها الليبي المدلل يتفوق عليها بالقتل والتدمير فتعود لتحشد همتها مستهدفة الدم الفلسطيني وخاصة الطفولي منه في غزة، مذكرة الأسرة العالمية باحترافها من غير قبول منها أن ينازعها أحد على خطف الأرواح وقتل البراعم الصغيرة حتى لو كان أخضراً دون اعتبار منها لقيم حضارية...

والأدهى من ذلك أن كل ذلك يأتي تحت بند "الدفاع عن نفسها".... وكأنها هي المظلومة والضحية والبريئة...

إن نعجب فعجباً قولهم وادعاءهم وكأني بهم في خضم ما يحوم حولهم تناسوا ما ورد في سفر العدد: "وسبى بنو إسرائيل نساء مدين وأطفاله وجميع بهائمهم ومواشيهم، وغنموا ممتلكاتهم، وأحرقوا بالنار جميع مدنهم بمساكنها وقصورها، وأخذوا جميع الأسلاب والغنائم من الناس والبهائم..."

وفي النص التالي (التثنية 13/16) نقرأ أمراً بحرب إبادة شاملة تشمل الإنسان والبهائم والأمتعة والمنازل ودور العبادة لأي مدينة تخرج عن حكم الإسرائيليين ولا تطيعهم ولا تخضع لهم وتعبد آلهة أخرى غير إلهها: "فاضربوا تلك المدينة، وحللوا قتل جميع ما فيها حتى بهائمها بحد السيف، واجمعوا جميع أمتعتها إلى وسط ساحتها، وأحرقوا بالنار تلك المدينة بكل ما فيها، قرباناً للرب إلهكم، فتصير ركاماً إلى الأبد، لا تبنى من بعد".

وفي سفر صموئيل الأول نقرأ أمرا واضحا آخر في قتل الأطفال والرضع: (وقال صموئيل لشاول: أنا الذي أرسلني الرب لأمسحك ملكا على شعبه بني اسرائيل، فاسمع الان قول الرب. هذا ما يقول الرب القدير: تذكرت ما فعل بنو عماليق ببني اسرائيل حين خرجوا من مصر، وكيف هاجموهم في الطريق، فاذهب الان واضرب بني عماليق، وأهلِك جميع مالهم ولا تعف عنهم، بل اقتل الرجال والنساء والأطفال والرُضّع والبقر والغنم والجِمال والحمير

ومن النصوص الأخرى:

(واذا اقتربتم من مدينة لتحاربوها فاعرضوا عليها السلم أولا، فاذا استسلمت وفتحت لكم أبوابها، فجميع سكانها يكونون لكم تحت الجزية ويخدمونكم. وإن لم تسالمكم، بل حاربتكم فحاصرتموها فأسلمها الرب الهكم الى أيديكم، فاضربوا كل ذكر فيها بحد السيف. وأما النساء والأطفال والبهائم وجميع ما في المدينة من غنيمة، فاغنموها لأنفسكم وتمتعوا بغنيمة أعدائكم التي أعطاكم الرب الهكم. هكذا تفعلون بجميع المدن البعيدة منكم جدا، التي لا تخص هؤلاء الأمم هنا. وأما هؤلاء الأمم التي يعطيها لكم الرب الهكم ملكا، فلا تبقوا أحدا منها حيا بل تحللون إبادتهم..) التثنية: 20/10 – 17.

فقتل الذكور واستبقاء النساء والأطفال والبهائم ينطبق فقط "على المدن البعيدة وليست على مدن الشعوب الكنعانية، فهذه أمرهم الرب بتحريمها، لذلك قال (ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا) أى ليست مدنا كنعانية فهذه لا تفاوض معها ولا دعوة للصلح. فأهل كنعان قد صدر ضدهم الحكم بالهلاك لشرورهم"(3).

وفي النص التالي نقرأ أمرا بحرب إبادة شاملة تشمل الانسان والبهائم والأمتعة والبيوت! لأي مدينة تخرج عن حكم بني اسرائيل وتعبد آلهة أخرى:

أما مدينة "عايّ" فكان مصيرها:

(ولما انتهى بنو اسرائيل من قتل جميع سكان عايِّ في البرية حيث طاردوهم وأسقطوهم بحد السيف عن آخرهم، رجعوا الى عايِّ وقضوا أيضا على من فيها بحد السيف. وكان عدد القتلى في ذلك اليوم من رجال ونساء اثني عشر ألفا وهم جميع أهل عايِّ. ولم يردّ يشوع يده التي مدها بالحربة حتى هلك جميع سكان عايِّ. أما البهائم والغنائم فأخذها بنو اسرائيل لأنفسهم حسبما أمر الرب يشوع. وأحرق يشوع عايِّ وجعلها تل ردم وخرابا كما هي حتى اليوم). يشوع: 8/24 – 28.

النص واضح لا يحتاج إلى تعليق! فقد شملت حرب الإبادة الجماعية هذه قتل جميع سكان المدينة من الرجال والنساء والأطفال ولم ينج منها إلا البهائم!

فهل بعد الحديث من كلام يقال؟ رفعت الأقلام وجفت الصحف...

..

**2مناسبة مثلى للتحرر من كل الشهريارات

 

سنوات عجاف مرت بأمتنا ذقنا فيها كؤوس الذل والهوان والقهر أشكالا وأصنافاً وألواناً..

منذ النكبة والنكسة وقبلها وبعدها، ونحن واحسرتاه نبتلع الأسياخ المشتعلة على طريقة الهندوس .. نركض على صفيح ملتهب .. ننزف كالعصافير المبتلة.. وقلوبنا تقفز كفهد استوائي بين الأدغال، وحرارة أجسامنا لم تنزل عن الأربعين خطاً واحدا..

لا أذيع سراً خطيراً إذا قلت أن أنظمة هذه الأمة التي قبعت على صدرنا سنوات طويلة كالسنونو السوداء رافضة الرحيل، أصبحت أباطرة في فنون السلخ والذبح والقهر، وقد فاقت بروتوكولاتهم البروتوكولات الصهيونية التي تروي اليوم في غزة والقدس والخليل والعراقيب واللد والجليل وهدم بيوت الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني المنسي.. والتي توصي بتخريب العالم سياسياً واقتصادياً وأخلاقياً، ليقيموا دولتهم على أنقاضها .. ولقد اكتشفت بعد قراءة بروتوكولات ملوك وزعماء العرب أنها وثائق حقيقية لا لبس فيها، لا بل ما جاء في "بروتوكولات الزعماء العرب" في موقعه الجمل في ميدان التحرير"مصر" و.. اشد قسوة ..

تبكينا وتدمي قلوبنا الأخبار الوافدة إلينا من غزة وأخبارعربدة المستوطنين في الخليل ونابلس وباقي أرجاء الوطن الذين دخلوا مرحلة الهستيريا الرسمية وأقصى حالات الجنون.. ويدمي أفئدتنا الروايات الوافدة إلينا من القطر الليبي واليمني والسوري والعراقي و.. الذين ثبت عليها الدليل القاطع أنهم يعتبرون دم أبناء شعوبهم من الكماليات، واذا كنت أعتقد أن الصهيونية تحمل مسؤولية كاملة عن فساد الأرض وتخريبها فإني لأعتبر أن غالبية الأنظمة العربية - مسؤولة مسؤولية كاملة عن كساحنا الحضاري والأخلاقي، بل هم ضليعون حتى النخاع بزرع بذور الإرهاب والاستبداد، وأن بقاءهم شهادة عار في جبين الإنسانية .. واسمحوا لي أن أقول أننا بصمتنا عليهم لا يحق لنا الإدعاء أننا سنملك ذات يوم متراً واحداً في فلسطين أو متراً واحداً في الجنة !!

ومع وجودهم وبقائهم في الحكم ستظل إسرائيل تحتفظ بأثاث البيت الفلسطيني المسروق، وبدراجات الأطفال وتأكل برتقال يافا وغزة، وتستشفي بمياه "الحمّة" المعدنية، وتبيع صورة الهيكل المبني في أذهانهم على أنقاض الأقصى..

ليس يشغل بالي في الوقت الحاضر،ما تفعله إسرائيل بنا فقد تعودنا عليها واعتدنا الصبر عليها والتحمل.. ما يشغل بالي اليوم أن يطول أمد الإرهابيين العرب لأننا لم نعد قادرين على تحمل قاذوراتهم ساعة من الزمن..

إن اندلاع الثورات والطهارات في معظم الأقطار العربية مناسبة جميلة أتاحت لنا أن نشم رائحة الحرية، ولكن رائحة الحرية شيء، وتذوقه والإحساس به شيء آخر، وما حصلنا عليه حتى اليوم لا يسمح بالقول أن السماء أصبحت وردية، لأن ما يجري في المنطقة حتى الآن هو نوع من المداواة بالفاليوم..

أنهم ما داموا يأكلون من زرعنا، ويتنفسوا هواءنا، ستظل مجموعات سلوكياتنا ومظاهراتنا مجموعة من السلبيات تضاف إلى الكم الهائل من سلبياتنا، وإنها المناسبة المثلى والنادرة للتحرر من كل الشهريارات الذين استوطنوا نخاعنا الشوكي.. وانها الفرصة الذهبية لنقول للجُبَناء ما قال به الشاعر:

إنَّ الحرَّ لا يهْرَ بْ

وَقد يَشْقى، وَقد يَتعَبْ

..... وَقد يَعْرَى، وَقد يَسْغبْ

وَقد يظمَا وَيسْقى الماءَ

..... مطعوناً فلا يَشرَبْ !

بَلى نغضَبْ.... بَلى، وَنقولُ للتاريخ

..... كيفَ حسابهُ يحسَبْ

وَكيفَ صُروفهُ تروَى

..... وَكيفَ حروفهُ تكتبْ

وأنا أهلُ صَفحَتِنا

..... نخطُّ بها الذي نرغبْ

فهذا الحَرفُ لا يبقى

..... وَهذا الحَرفُ لا يُشْطبْ

وأنَّ قلامةً للعار

..... في تأريخِنا تنشبْ

نريقُ لها دَمَ الدّنيا

..... وَنذهبُ أيما مَذهبْ !

بَلى نغضَبْ

بَلى نغضَبْ

وَندري في خِضَمِّ المَوتِ

..... أنَّ الموتَ لا يَلعَبْ

وَيدري المَوتُ أنا مِنهُ

..... لصْقَ النابِ أو أقرَبْ

وأنا، ما تشِبُّ النار

..... نملكُ أضلعاً تحطبْ

وَأنَّ بنا دَماً تسقى

..... بهِ الدُّنيا وَلا ينضَبْ

 

بَلى نغضَبْ

وَندري أنَّ بَعضَ الناس

..... كلُّ رَصاصِهم خلبْ

وأنَّ خيولَ بَعضِ الناس

..... في الغاراتِ لا تركبْ

وَنعلمُ أننا الأوفى

..... وَنعلمُ أننا الأوثبْ

وَتدري النارُ تدري النار

..... أنا أهلها الأوْهبْ

وَأ نا ضَوؤها الأبهى

..... وَأنا جمرُها الأرْهبْ

وَنعلمُ مِن أزيز النارِ

..... أينَ شرارُها يذهبْ

وَكيفَ رَمادُها يخبو

..... وَكيفَ لهيبُها يَلهَبْ

فنركضُ نحْوَها كالرِّيح

..... لا نعيى، وَلا نرهبْ

وَنحْضُنها لشَعْرِ الرَّا س

..... تنهَبُ مِنهُ ما تنهَبْ

وَلم نجْزَعْ، وَلا والله

..... عمْرَ النخْل ما حَدَّ بْ

وَعمْرَعَزيزِنا في المَوت

..... لا أ قعى، وَلا حَنبْ

وَلكنْ مِثلَ نجْمِ الليل

..... نهْوي كوكباً كوكبْ

وَنترُكُ لجةَ الظلماء

..... تسْطعُ غيْهباً غيْهبْ

وَنحنُ نجُزُّ شعْفتها

..... وَنصخَبُ فوقَ ما تصخَب

نحن جميعا في التصور العقدي يجب أن نكون كأسنان المشط ، وحلم هؤلاء الذين تساووا مع الصهيونية كسرنا وتكسيحنا وإبادتنا ، وإقامة مملكة القهر والكبت على أنقاضنا ، لذا فان الثورات الدائرة الآن مختلفة عما يجري في أي بقعة جغرافية ، وهي لن تقرر مصير ا قطر او الأمصار بل ستقرر مصير الأمة برمتها ، فإما ان نربح الجولة ونبقى وإما ان نخسرها فنندثر...

========================

الدعوة بالحب

بقلم : ثامر سباعنه

قال الإمام ابن القيم :(فبالمحبة وللمحبة وجدت الأرض والسموات وعليها فطرت المخلوقات ولها تحركت الأفلاك الدائرات وبها وصلت الحركات إلى غاياتها واتصلت بداياتها بنهاياتها وبها ظفرت النفوس بمطالبها وحصلت على نيل مآربها وتخلصت من معاطبها واتخذت إلى ربها سبيلا وكان لها دون غيره مأمولا وسولا وبها نالت الحياة الطيبة وذاقت طعم الإيمان لم رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا)..

إن المحبة وبنائها أصل من أصول الدين لا يغيب ...فلا تقوم بعبادة ولا تتحرك بإرادة إلا والمحبة هي الرائد في كل فعل وقول،

ومن هذا حبنا لبعضنا لاتحاد الإسلام بيننا ولوجود رابط الدين ليجمعنا ..وقد حثنا على ذلك نبينا حينما قال-صلى الله عليه وسلم-:(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى)

الحياة بلا قلوب توقع في الذنوب حيث يعيش الانسان في مجتمع بعيدا كل البعد عن العواطف النظيفة والاخلاق اللطيفة المؤنسة التي تبعد الانسان عن الغيبه والنميمه والانشغال بدنيا الناس والوسواس الخناس . تصوران منافع الحب في الله تعالى ان تجد نفسك منساقا الى اصلاح نفسك لتكون اهلا لحب هذه القلوب فلا يمكن مثلا ان تحب اويحبك الاانسان مثلك وبهذا تكبر القاعدة المسلمه التي تتعايش بهذا الاسلوب الاسلامي _ واذا اتسع مجال هذا الشعور اتسعت القاعدة بالطبع وانست قلوبا وارواحا حية نقية _ ولقد رايت بنفسي عنكم كيف يبحث الاخ عن اخيه في كل مكان عيناه تحلقان حوله وروحه تبحث عنه اشفاقا وحبا _ رايت عندكم كيف استيقظت القلوب والعواطف وتاججت المشاعر بصورة تحتاج الى مسار للعمل الجاد الفيد والاستفادة من هذه الطاقات المذخورة في الانتاج للدعوة.

ان النفوس البشرية كالأقفال لكل منها مفتاح خاص بها ، فقد يتعسر عليك الوصول الى قلب احدهم لكن يكون هذا الوصول سهلا من قِبل شخص آخر.

ما أجمل أن يكون لك من بين إخوانك المسلمين أخ صالح قريب منك، تربطك به علاقة حميمة خاصة، ما أجمل أن تجد هذا الأخ الذي يكون قريباً منك مهما باعدت بينك وبينه المسافات، ما أجمل أن ينعم الله عليك بأخ لا يمكن أن ينساك مهما تزاحمت عليه مشاغل الدنيا.

أخ يعتبرك جزءاً أساسياً في حياته، لا يمكن أن يغفل عنه مهما كانت الظروف، أخ يدعو لك كما يدعو لنفسه، بل ربما ينشغل بالدعاء لك عن دعائه لنفسه وأهله.

ما أعظمها من نعمة، جعلت الفاروق رضي الله عنه من عظمتها يقول مدركاً أهميتها: (ما أعطي عبد بعد الإسلام نعمةً خيراً من أخ صالح، إذا نسي ذكره، وإذا ذكر أعانه، فمن وجد منكم من أخيه وداً فليتمسك به، فإنه قلما يجد ذلك)

=========================

امسك: حزب "لا وطني".

أ.د. ناصر أحمد سنه*

خلال الثمانية عشر يوماً (25 يناير - 11 فبراير) من الأحداث الملتهبة للثورة المصرية في كافة محافظات مصر وبخاصة في رمزها البارز "ميدان التحرير" بالقاهرة.. كان الشعب يردد ضمن ما ردد من هتافات الثورة: "الحزب الوطني.. باطل".

وإذا كان حزب "التجمع الدستوري".. حزب رئيس تونس الهارب قد حُل، فإن هناك دعوي مماثلة لحل نظيره (اللا وطني.. حزب المتحكم المتخلي) في مصر، أجلتها المحكمة لمنتصف ابريل 2011م.

ومع صدور الإعلان الدستوري، والإعلان عن موعد الانتخابات البرلمانية لمجلسي الشعب والشورى.. يرتفع ضغط دمك، وتزداد ضربات قلبك، ومرات تنفسك، وتشخص عينيك، وأنت تشاهد لافتات أعضاء هذا "الحزب اللا وطني" تطل برأسها من جديد في عدة أماكن ودوائر انتخابية.

لافتات تمهد، تحاول التودد، تستعد، تتأهب، تتوثب لإعادة الكرة بالقفز إلي مقاعد مجلسي الشعب والشوري.. ولتعويض ما أنفقوا من أموال للحصول علي مقاعد المجلس السابق.. المزور المنحل بسبب الثورة.

وكأن لم تحدث ثورة في 25 يناير.

وكأنهم لم يفسدوا البلاد والعباد.

وكأن تلكم "القوائم السوداء" بأسمائهم وأفعالهم وفسادهم وإفسادهم واستبدادهم وطغيانهم، التي تغمر الانترنت، ليست لهم.

وكأنهم بريئون من نهب المال العام، وسرقة وتأميم الأوطان لحساباتهم السرية.

وكأنهم لم يحتكروا ويُفسدوا الحياة السياسية والحزبية طيلة ما يزيد عن أربعة عقود. فكانو "حزب الحاكم، حزب الدولة، ودولة الحزب"

ولم لا يفعلون وجل رمزهم وأعوانهم وحاشيتهم حرة طليقة، لم تقدم لمحاكمة عادلة، ولم تساءل علي ما حدث وجري طيلة العقود السابقة.

ولم لا يعيدون ترتيب صفوفهم المهلهلة.

ولم لا يلملمون فلولهم المتناثرة.

ولم لا يغيرون جلدتهم تحت مسميات ولافتات أخري.. و"إن لم تستح فاصنع ما شئت".

ولم لا يحاولون العودة تحت مؤثرات مالية وعصبية وقبلية.. وبنية تحتية.

إنه الولع بالسلطة، وشهوة الصولجان .. ولتذهب الأوطان إلي الجحيم.

يبقي السؤال:

- هل سيتركهم الشعب بعدما أوصلوا العباد والبلاد إلي هذه الأوضاع المتردية علي كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخ؟.

- هل ستضيع دماء الشهداء هدراً؟

- هل نتحاج لمزيد من الدماء الذكية ليتم انزياح كامل لكل عناصر النظم البائدة الفاسدة الاستبدادية؟

- وهل بقي من "مصر المحروسة" ما يغريهم بإعادة نهبه وإفساده؟

- وهل ستقف الثورة، بأعينها وعقلها ووعيها، أمام ألاعيبهم بالمرصاد؟

 - وهل ستتوحد إرادة شعب مصر الحر الأبي الناهض من كبوته، المستعد تحرره وتحريره ليقول بصوت مدو: أمسك"حزب لا وطني".

_________

*كاتب وأكاديمي.

nasenna62@hotmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ