ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 29/03/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

عيب يا بثينة!

عادل عبد الرحمن

a.a.alrhman@gmail.com

لا يعيب المواطن الفلسطيني أيٍ كان مكان إقامته، داخل الوطن او في الشتات التضامن مع الشعوب العربية الشقيقة همومها. لكن هذا المواطن، الذي ذبح على أيدي الاشقاء كما ذبح على ايدي الاعداء من كل الالوان والاسماء، أبى إلآ ان يضع مسافة بينه وبين أهل النظام الرسمي العربي. ليس خوفا من استبداد وظلم ذوي القربى، الأشد مضاضة، بل لقناعة تولدت لديه عبر العقود الطويلة، بأن الشعوب العربية كفيلة بأدواتها السياسية والاجتماعية والثقافية على إحداث التغيير المطلوب حينما تحين اللحظة المناسبة. ولادراكه العميق، ان اهل هذا النظام او ذاك لم يتوانوا سابقا ولا راهنا ولا لاحقا عن توجيه اصابع الاتهام " للفلسطيني" للتحريض عليه بين اشقائه العرب، ولتضليل الشعوب العربية، وحرف انظارها عن حقيقة التناقضات الاجتماعية والسياسية هنا او هناك.

ومن يعود للوراء قليلا، ويستذكر الاتهام الذي وجهتة وزارة الداخلية المصرية السابقة (وزارة العادلي) لبعض الفلسطينيين، بانهم من نفذ جريمة تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية. والاتهام الذي وجه لابو العدس ( الفلسطيني) في لبنان، بوقوفه خلف التفجير، الذي أودى بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وواحد وعشرين آخرين من الشهداء. وغيرها وغيرها من الاتهامات الباطلة، من يعود لهذه الاتهامات يتيقن بالتأكيد ان الفلسطيني بمثابة الشماعة، التي يعلق العرب الرسميون عليها جبنهم وسفالاتهم وتواطؤهم ضد بعضهم البعض. اعتقادا منهم ان الفلسطيني، هو الحلقة الاضعف. التي يمكن إستعمالها كيفما شاؤوا لتغطية عوراتهم، لعدم وجود دولة تحميه وتدافع عن ( الفلسطيني) مصالحه الشخصية والوطنية.

ومن سمع الدكتورة بثينة شعبان، مستشارة الرئيس بشار الاسد اول امس، وهي تحاول الزج بالفلسطينيين في أعمال التخريب والقتل، التي نفذها، وينفذها عناصر وقتلة اجهزة النظام السوري الامنية ضد المواطنين السوريين في مختلف المحافظات السورية وخاصة في اللاذقية ودرعا، لهو دليل جديد على إفلاس النظام السوري الاستبدادي، الذي بات في مرمى تفاعلات الثورة الشعبية السلمية لابناء الشعب السوري، وأمسى يعد أيامه الاخيرة. 

لم يكن إتهام الدكتورة بثينة جديدا، لان اصابع الاتهام وجهت منذ اللحظة الاولى لاشتعال شرارة الثورة في سوريا يوم الخامس عشر من أذار/ مارس الماضي لابناء الشعب الفلسطيني في مخيم درعا. وانبرت الفصائل الفلسطينية المقيمة في دمشق تخاطب ابناء الشعب الفلسطيني لدعم النظام السوري على حساب الجماهير الشعبية المنتفضة عليه. وبعض الفلسطينيين المأجورين، اصحاب بعض المواقع الاليكترونية، إستخدموا مواقعهم للدفاع عن نظام الاسد.

وحتى تفتضح اكثر فاكثر سياسة النظام السوري، إدعت السيدة شعبان، ان ما يجري " فتنة طائفية"؟ وهي تعلم ان الفلسطينيين ليسوا بوارد الفتن الطائفية. ولم يكونوا يوما في خنادق الطائفية وحساباتها التافهة والمريضة، التي ادمت حياة العديد من الشعوب العربية. ولان الفلسطينين، كانوا ومازالوا رافعون لراية القومية العربية. ولم يميزوا يوما بين عربي وعربي إلآ بمقدار إنتمائه للشعوب واهدافها الوطنية والقومية. لا بل ان القيادة الرسمية الفلسطينية، رفعت شعارا سياسيا ناظما لعلاقاتها بأهل النظام العربي: لا للتدخل في الشؤون العربية الداخلية لهذا النظام او ذاك. حرصا منها على احترام ارادة تلك الشعوب. ولعدم الدخول في متاهة التناقضات الداخلية لهذا النظام او ذاك، حرصا على العلاقة الايجابية مع المؤسسة الرسمية العربية في المعارك المشتركة، ولعدم خسران هذا النظام او ذاك. ومع ذلك لم تسلم القيادة الفلسطينية من عبث النظام السوري وغيره من انظمة البطش، التي ارادت ان تستثمر القضية الفلسطينية في معاركها الاقليمية والدولية، وعلى حساب المصالح الوطنية الفلسطينية والقومية العربية.

لكن "عباقرة" النظام السوري الآيل للسقوط في مقبل الايام، تجاهلوا التناقضات العميقة، التي انتجها نظامهم. نسيوا التناقضات الاجتماعية والسياسية والطائفية والاثنية والحزبية. وحاولوا تغطيتها بغربال ممزق. نسيوا ان نسبة الفقر إزدادت في اوساط الطبقات والفئات الشعبية . كما ان عمليات القهر والاستغلال الناجمة عن سوء إستخدام السلطة فاقمت السخط والغضب والغليان في تلك الاوساط الشعبية. واسهمت الثورات العربية في مصر وتونس واليمن وليبيا في تحفيز المواطنين السوريين، الين لايقلوا شجاعة عن اقرانهم من ابناء امتهم العربية، مما دعاهم للخروج على طاعة النظام واجهزتة الامنية. وبالتالي ليس المواطن السوري بحاجة لخروج فلسطيني من مخيم الرمل او مخيم درعا، لان ما يعانيه من ظلم وقهر وإذلال فاق الوصف والقدرة الادمية على التحمل.

لذا عيب، وعيب جدا يا سيدة بثينة شعبان، وانت المرأة العالمة ببواطن الامور من تحميل الفلسطينيين او اي جهة خارجية مسؤولية الثورة الشعبية. لان الشعب السوري البطل ليس بحاجة لاحد كي يدفعه للخروج الى الشارع، بعدما اقتنع انه بخروجه للشارع لايخسر سوى الاستغلال والاضطهاد الواقع عليه. الشعب السوري وقواه السياسية والاجتماعية والثقافية من مختلف الوان الطيف السياسي بما في ذلك البعثيين والشيوعيين وغيرهم، هم البطل الحقيقي، ولم يكونوا في يوم من الايام الكومبارس.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ