ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 01/03/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

نداء إلى النظام السوري.. لا تديروا ظهركم لرياح التغيير

محمد فاروق الإمام

رياح التغيير تعصف في المنطقة العربية بخطاً متسارعة دون أن يكون هناك استثناء لأي نظام سواء كان جمهورياً أو ملكياً، وجميع هذه الأنظمة تتفق على ترديد اسطوانة مشروخة واحدة (نحن لسنا.. ولسنا).. نحن محصنون وفي منآى عن مثل هذه الأحداث وبلادنا بألف خير فالذئب والأغنام ترعى في حقل واحد مع بعضها، والأمن مستتب ولا خوف على الوطن من مثل هذه الرياح فشعوبنا بتموت بحبنا وبنظامنا الديمقراطي الفريد من نوعه، ليس في الوطن العربي فحسب، بل بالعالم، وإذا ما عصفت رياح التغيير وراحت العاصفة تقتلع أركان النظام، راح هذا النظام يعلق كل ما حدث ويحدث على شماعة الإسلاميين والملثمين والتطرف الإسلامي وابن لادن والقاعدة وعملاء الصهيونية والأصابع الخارجية، وهذا سمعناه من رأس النظام في تونس زين العابدين بن علي عندما هبت رياح التغيير على تونس، ثم تكرر ذلك على لسان حسني مبارك عندما هبت رياح التغير على مصر، واليوم نسمع نفس الإسطوانة تعزف على نفس الوتر على لسان القذافي في ليبيا ولسان علي عبد الله صالح في اليمن والمالكي في العراق، والحبل على الجرار في طول الوطن العربي وعرضه.

لقد كان لرياح التغيير تداعيات كبيرة على مجمل الوطن العربي فهذا هو يموج على بركان - ظنه الحكام أنه خامد – يغلي وينفث حمماً تأتي على الأخضر واليابس وتكبد الأوطان خسائر في الأرواح وبنية الدولة وتوقف عجلة الحياة وتجفف مصادر العيش للناس والشجر والحيوان، ولم نسمع ان نظاماً واحداً من الأنظمة العربية اعترف بالواقع وحنى رأسه للعاصفة وفتح أذنه لسماع صوت العقل وقلبه لتقبل الحقائق والتعامل معها بروح المسؤولية، بل راح يرمي الفتات للشعوب وكأن المشكلة هي مشكلة غذاء وماء وبطالة.

بهذه النظرة الفوقية والسادية تتعامل الأنظمة العربية مع شعوبها التي صمتت لسنين طويلة وصبرت تتجرع كأس الذل والهوان والفقر والجوع والحرمان، وما ظن هؤلاء الحكام أن لصبر هذه الشعوب حدود، وأن على هذه الأنظمة أن تحسب ألف حساب لغضبة الحر وثورة الكريم وانتفاضة الجائع، فكم روى لنا التاريخ من أحداث وقعت وثورات قامت وانتفاضات اندلعت بدأت برغيف الخبز وانتهت بمقاصل علقت عليها ملوك ورؤساء وحكام، ولكن وللأسف الشديد لا وقت عند حكامنا ليقرأوا أو يتعظوا إن قرأوا!!

لا نريد أن نوغل في أعماق التاريخ ونقلب صفحاته والمثال أمامنا حي لم تتوقف أحداثه، فهذه ثورة تونس التي أرغمت طاغيتها زين العابدين بن علي على الفرار لم يتعظ بها حكام مصر حتى هبت على مصر وخلع طاغيتها حسني مبارك، واليوم تهب بكل عنفوان وقوة على نظامي ليبيا واليمن والعراق، وتصر هذه النظمة على تحدي العاصفة بكل جنون العظمة وكبرياء المغفلين.

لقد أردت من كل هذه المقدمة بلدي سورية وحال النظام فيها الذي لم يبد اي مرونة أو عقلانية في مواجهة هذه العاصفة بل راح بكل صلف وغرور يتمادى في القمع والإذلال والقهر وكأنه يريد جر سورية إلى مثل ما وقع في تونس ومصر، وقد يكون هدفه الأفظع جر سورية إلى مثل ما يحصل في ليبيا واليمن والعراق وإلى مزيد من الدمار والخراب والدماء!!

إنني من موقعي كمواطن سوري أحب بلدي وأقدر واحترم كل الأعراق والأديان والطوائف والمذاهب بكل فسيفسيائها الملونة التي تعايشت في سورية على مر القرون في عيش سلمي فريد لا تعكره شائبة قبل الاحتلال الفرنسي وبعده في عهد الاستقلال، وأريد تجنيب بلدي ويلات مما يحدث، أقول إنني من موقعي كمواطن أناشد النظام في سورية وعلى رأسه بشار الأسد أن يقفوا وقفة صدق مع ضمائرهم وذاتهم وأن لا يديروا ظهرهم للعاصفة بل أن يتعاملوا معها بكل شفافية وحكمة فالعاقل من اتعظ بغيره، ومن هنا فإنني أضع أمام النظام خارطة طريق تجنب سورية وأهلها حكام ومحكومين كارسة تبدو لي في الأفق تقترب من سورية ولا نعرف متى تقع وما هي تداعياتها ونهاياتها.

بداية أقر بأن حزب البعث الحاكم الذي وصل إلى سدة الحكم عقب انقلاب الثامن من آذار عام 1963 تمكن من خلال الشمولية التي اتبعها وفي ظل قانون الطوارئ والأحكام العرفية التي أعلنها وسن القوانين التي جعلته القائد والموجه للدولة والمجتمع على مدار نصف قرن تقريبا في حكمه لسورية، قد استقطب أعداداً كبيرة من الشباب السوري في قواعد حزب البعث، بهدف تأمين العمل أو الحصول على مكاسب أو الانخراط في قوائم البعثات، أو الحماية من عيون رجال الأمن، مما جعل الحزب يضم في عضويته – بحسب ما يقوله القائمون على الحزب – ما يزيد على مليونين من الشباب السوري أو أكثر، وأقر بأن النظام يتمكن من تسيير مسيرات مليونية بواسطة الريموت كنترول في الزمان والمكان الذي يريد، وإنني أعترف بأن للنظام شعبية وجماهيرية تجعله مرتاحاً ولا يخشى من مواجهة أي معارضة لنظام حكمه، أو التهرب من أي احتكام لهذه الجماهير.

كما قلت فإنني أضع أمام النظام خارطة طريق نحتكم فيها إلى الشعب، وهو الذي لايخشى أي امتحان وهو يملك في صفوفه كل هذه الملايين، ويمسك بكل مؤسسات الدولة وأجهزتها وسلطاتها التشريعية والقضائية والتنفيذية، ويحكم قبضته على الإعلام المقروء والمسموع والمرئي.

بداية أدعو نظام الحكم في سورية للإقرار بالبنود التالية ولفترة إنتقالية مدتها ستة شهور:

1-وقف العمل بقانون الطوارئ والأحكام العرفية.

2-إطلاق سراح سجناء الرأي دون قيد أو شرط.

3-فتح أبواب البلاد لعودة المنفيين والمهجرين دون أية مساءلة.

4-إلغاء القوانين والأحكام الاستثنائية الظالمة وفي مقدمتها القانون (49/1980)، وإلغاء المحاكم العسكرية وكل الأحكام التي صدرت عنها.

4-تشكيل حكومة حيادية ومستقلة نظيفة اليد وناصعة التاريخ باتفاق كل ممثلي الأطياف السياسية الموالية للنظام والمعارضة له وبضمانة عربية ودولية، تشرف على انتخابات حرة وشفافة ونزيهة تحت إشراف القضاء ومراقبة منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان المحلية والعربية والدولية لاختيار مجلس تأسيسي مهمته إعداد دستور عصري للبلاد وشكل الحكم، يراعي الدين والقيم والأخلاق وتطلعات وأماني الشعب السوري.

5-إقرار مسبق من قبل جميع الأطراف المكونة للمجتمع السوري بالقبول بكل النتائج التي تسفر عنها عملية الاقتراع وما تفرزه الصناديق الانتخابية وما يقره المجلس التأسيسي من دستور للبلاد وشكل الحكم.

وإذا ما قبل النظام بهذه الخارطة فإنه سيكون محط تقدير واحترام من كل الجماهير السورية التي ستطوي بلا شك صفحة الماضي متسامية فوق الجروح والآهات، لافظة كل الأحقاد وأشكال الثارات، متطلعة إلى مستقبل سورية ودفع عجلة التقدم والازدهار فيها لتواكب العصر وحضارته ومدنيته، وتجنب البلاد والعباد ويلات ما حدث ويحدث في بعض بلداننا العربية، وستكون سورية المثل الأسمى لباقي الدول العربية المتطلعة شعوبها إلى التغيير بأقل التكاليف إن صدقت النوايا!!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ