ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 01/03/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

المقال الذي أغضب القراء

عريب الرنتاوي

أثارت مقالتنا المنشورة في هذا الزاوية يوم أمس الأول تحت عنوان [ من يوقف "الرصاص المصبوب" على رؤوس الليبيين؟ ]، أقول أثارت المقالة، ردود فعل غاضبة من قبل السادة القراء (والسيدات القارئات)، وجاءت التعليقات في مجملها حانقة ورافضة لما تضمنته من أفكار، بل أن الحوارات الهاتفية التي اجراها بعض الأعزاء (والعزيزات) كانت اتسمت بقدر غير مألوف من السخونة.

 

وأصدقكم القول بأن الكاتب يحب عادة سماع الإطراء والثناء على ما يقول ويكتب، لكنني هذه المرة سعدت بتعليقات القراء وآرائهم، على الرغم من أنها جاءت في اتجاه آخر، معاكس لما ذهبت إليه...أما سبب سعادتي فيعود لأمرين اثنين، الأول، أن التعليقات عكست قدراً من الاهتمام والمتابعة والتقدير لما يُكتب في هذه الزاوية...والثاني، لأنها عكست حساسية القراء المفرطة حيال كل أشكال التفريط بالسيادة والاستقلال، حتى وإن كان المبرر لذلك "حقن الدماء" و"اختزال المعاناة"، وهذا أمر نفخر به ونعتز، خصوصاً في هذا الزمن "الليبي، التونسي والمصري" الجميل.

 

جوهر الملاحظات المذكورة انقسم إلى قسمين، الأول، وفيه تفضيل أن يكون التدخل العسكري لنصرة الثورة الليبية عربياً حصراً إن كان لا بُدً مما ليس منه بدُّ...والثاني، وفيه تعبير عن الخشية من مغبة أن يُتخذ من الدعم الفوري للثورة، مدخلاً لإعادة احتلال ليبيا واستعمارها، وتوطئةً لإحرق أخضر البلاد ويابسها (لا أحد يلوي على الكتاب الأخضر بالمناسبة، ولا أحد يمانع في حرقه)...والواضح تماماً أن ظلال الحرب الأمريكية على العراق، وما سبقها ورافقها وأعقبها من كوارث إنسانية يندى لها جبين البشرية جمعاء، كانت الهاجس الذي لا يفارق مخيلة كل من كتب واتصل معلقاً ومعاتباً.

 

من جهتي أتفهم ذلك وأقدره وأحترمه، بل وأسعد به...بيد أنني أود تذكير الأخوة القراء (والأخوات القارئات) بأنني وأنا أتساؤل عمن يوقف الرصاص المصبوب على رؤوس الليبيين، لم تفارقني للحظة هواجس التجربة العراقية...ولهذا فقد كنت محدداً فيما قلت واقترحت، وهنا أو أن أذكر بجوهر المطالبات التي تضمنها المقال المذكور:

 

أولاً: قلت أن [ بمقدور أوروبا وأمريكا، بمقدور مجلس الأمن أو حتى  الحلف الأطلسي، أن يعلن ليبيا منطقة حظر طيران،...]....ومن قرأ واستمع لتصريحات قادة الثورة لمَسَ لمْسَ اليد، أن هذا واحد من أهم مطالبهم، أقله لمنع استجلاب المرتزقة وقطاع الطرق والأفّاقين.

 

ثانياً: قلت أن الليبيين [بحاجة لتدخل عاجل من نوع إعلان قوائم "مجرمي الحرب"، تجميد أرصدتهم وأرصدة عائلاتهم، عدم السماح لهم بالسفر، توزيع أسمائهم كمطلوبين للعدالة الدولية، إصدار مذكرات جلب بحقهم...]، ومن قرأ واستمع لقادة الثورة خلال الساعات الفائتة، لحظ حجم الارتياح الذي أبدوه لأن قرار مجلس الأمن تضمن شيئا مماثلاً.

 

ثالثا: دعوت لأن يُطارد القذافي وأعوانه كما تطارد الجرذان، مطالباً [الدول التي تحتفظ بعلاقات دبلوماسية وتمثيل مع ليبيا، أن تخيّر بعثات القذافي وسفاراته ومكاتب "الإخوة" التابعة لنظامه: إما الانحياز للشعب واستمرار تمثيله في عواصم هذه الدول، وإما الرحيل عن ومواجهة قرارات التسفير وإغلاق السفارات وطرد السفراء ]، وهذا أمر مطلوب لعزل النظام وتجريده من أذرعته السياسية والدبلوماسية وهزّ صورته، وهو ما يحصل بنجاح على أية حال.

 

رابعاً": النقطة الخلافية التي استثارت القراء أكثر من غيرها، تمثلت في القول [ أن الليبيين بحاجة لطلعات جوية حربية كتلك التي ضربت النظام الفاشي في صربيا، تدمر مقار النظام ومعسكرات، وتسحب من بين يديه آلة القتل والتدمير، تسرّع في انهياره ورحيله المكلفين ]، وقد حظيت هذه الدعوة بمعظم التعليقات على الرغم من أنها جاءت مشروطة برفض نشر أي قوات برية أو بحرية أو جوية على الأرض الليبية، واقتصرت على الحديث عن طلعات تستهدف معسكرات النظام ومقرات قيادته وتحكمه واتصالاته، طلعات تشل حركة النظام من الجو بحيث يصبح بمقدور الثوار الإجهاز عليه على الأرض.

 

وهنا أود أن أوضح، أن تعطيل منظومة الاتصالات التي يمتلكها النظام، سيختصر أمد المعاناة ويقلص فاتورة الدم، وينجي البلاد من خطر الانزلاق لحرب أهلية يريدها القذافي ونجله وأركان نظامه...كما أن تحييد القوة الجوية للنظام، بفرض حظر الطيران أو حتى بتدميرها، يعد أمرأ حيوياً للتسريع في إسقاطه، وكذا الحال بالنسبة للعامود الفقري لقواته المسلحة.

 

القذافي ليس بن علي أو مبارك، وليبيا ليست تونس ومصر...النظام يخطط لحرب أهلية طويلة، وهو نظام مجنون، ظهره إلى الجدار، أي أنه بات أشد خطراً...وهو يستند إلى قوة من المرتزقة وكتائب يقودها أنجاله وأكداس من مليارات الدولارات "الكاش" التي يوزعها على "زلمه وأعوانه"، كما أنه يستند إلى دعم قبيلة العقيد – القذاذفة – أي أن المواجهة معه قد تطول وتمتد، وقد يكون لها تداعيات لا تحمد عقباها، علماً بأننا على أتم يقين بأن النظام زائل، وأنه بات جزءا من ماضي ليبيا وليس من مستقبلها.

 

بالطبع، نحن نفضل، إن تقوم القوات البرية والجوية الليبية التي التحقت بالثورة بهذا الدور، ولا ندري لماذا لم تفعل ذلك حتى الآن، علماً بأن قواعد جوية وصاروخية انضمت بأكملها للثورة، كما أننا نفضل لو أن دولاًُ عربية تقوم بهذه المهمة تحت علم الجامعة العربية، ولكن أما وقد تأخر هذا وذاك، وتعذر هذا وذاك، فثمة سوابق في التاريخ الحديث أمكن خلالها لضربات موضعية، من الجو فقط، أن تشل حركة نظام وقواته، وأن تسرع في انبعاث الجديد: ألم يكن استقلال كوسوفو هو الثمرة للضربات الجوية المؤلمة التي تلقاها العنصريون ومجرمو الحرب في صربيا...ألم تصن هذه الضربات حيوات كثيرين من المسلمين وغيرهم في دول البقان ويوغسلافيا السابقة ؟

 

نأمل أن لا نحتاج لهذه "الخدمة" من الغرب، على حد وصف أحد القراء الأعزاء، ولكن تطور الأزمة الليبية وتزايد منسوب الإجرام في التعامل مع الشعب الأعزل، ورغبة القذافي ونجله الجامحة في إعادة إنتاج سيناريو التوتسي والهوتو، يجعلنا لا نستبعد خياراً كهذا، والأمر من قبل ومن بعد، متروك لثورة ليبيا وثوّارها، فأهل مكة أدرى بشعابها.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ