ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 21/02/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

أول الغيث الدمشقي

حسان رياض

هل يكون التحرك الشعبي الذي شهده وسط العاصمة السورية التجاري ظهر الخميس 17 شباط هو القطرة الأولى؟ لا شك أن المعارضة السورية تتمنى ذلك. ونظرا لأهمية هذا الحدث في الظروف الراهنة سأذكر بعض النقاط التي استنتجها منه، و أهمها :

* أنه أول تحرك شعبي عفوي في سورية بعد سقوط الرئيسين المخلوعين زين العابدين بن علي وحسني مبارك.

* لم يكن وراء هذا التحرك أية جهة أو تنظيم سياسي معارض لنظام الحكم.

* أن يكون سبب التحرك رفض مواطن أن يوصف من قبل شرطي سير بأنه (حمار) يعكس مدى تأثير المظاهرات التي تشمل عددا من الدول العربية في رفع تقدير السورين لأنفسهم بصفتهم مواطنين لهم احترامهم وكرامتهم.

*  شّل التحرك الوسط التجاري لدمشق لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات، وشارك فيه ما بين 1500 مواطن وفق ما ذكرت بعض المصادر، إلى أربعة آلاف حسبما أوردت صحيفة القدس العربي.

* كان معظم المشاركين في التحرك من الشباب الذين كان أكثرهم يرفع أجهزة الهاتف النقال لتسجيل ما يجري بالصوت والصورة، وهذا ما ساهم في سرعة بث الخبر على الشبكة العنكبوتية.

* لقد رصدتُ عدد الذين شاهدوا التسجيل على موقع (يوتيوب) مساء الخميس فكان لا يتجاوز خمسمائة متصفح، وظهر يوم الجمعة التالي كان العدد قد وصل إلى ما يزيد على أحد عشر ألف متصفح، مما يدل على اهتمام السوريين بالحدث وما قد ينتج عنه.

* كانت الهتافات التي تطلق أثناء التحرك مثيرة للمشاعر. تصور نفس تسمع المتظاهرين يهتفون : (الشعب السوري ما بينذل) وأن يقول عن الشرطة (حرامية ... حرامية) مما هو مشهور عن شرطة السير في سورية من طلبهم من السائقين رشاوى بدل تنظيم مخالفات بحقهم.

* عندما حاول بعض عناصر الأمن المتواجدين مع المسئولين الذين جاءوا لتطويق التحرك، الهتاف للرئيس بشار لم يجدوا من يردد معهم هتافاتهم الممجوجة.

* كان أسلوب أجهزة النظام في التعامل مع الحدث يدل على خشيتها من تفاقم الأمور وخروجها عن السيطرة، مما يؤكد القلق الذي ينتابها، والذي يكابرون في عدم إظهاره بالزعم أن النظام في سورية مختلف عن غيره من البلاد العربية، وأن رئيسه (محبوب) من شعبه. وليس أدل على ذلك من قدوم وزير الداخلية بعد أن لم يستطع مدير شرطة دمشق إنهاء التحرك.

* من الملفت للنظر أن المتظاهرين لم يغادروا المكان، ويعودا لفتح محلاتهم، مع إلحاح وزير الداخلية على ذلك، إلا بعد أن طلب منهم الموطن (عماد نسب) الذي وقع عليه اعتداء رجال الشرطة عندما ثار لكرامته.

* والاستنتاج الأخير: أن الوضع في سورية ـ مع خصوصيته ـ ليس بعيدا عن الاستجابة لرياح التغيير العاصفة التي تهب على أقطارنا العربية، وأن كرامة المواطنين لم تعد تقبل الإهانة، ولم يعودوا يرضون بالتهميش في وطنهم. وعلى المعارضة أن تستفيد من هذا الدرس الأول. وسنبقى نتساءل هل سيكون الشاب السوري الثائر لكرامته (عماد نسب) هو البوعزيزي السوري الذي سيفجر بركان الغضب في وجوه الظلم والطغيان !!!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ