ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 19/02/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

تساؤلات مشروعة بعد انقشاع غبار ثورتين

علي الرشيد

ALIRASHID3@HOTMAIL.COM

بعد انقشاع غبار ثورتي تونس ومصر اللتين غيرتا وجه المنطقة ووضعتاها على بداية عهد جديد مفعم بالأمل، وواعد باستعادة دورها الحضاري.. ثمة تساؤلات مشروعة فرضتها مستجدات كثيرة ومتغيرات متعددة هي بحاجة من المعنيين بها إلى إجابات شافية وتغييرات مسلكية واضحة:

1ـ الشباب: كتب الكثير عن الشباب العربي، وكيلت له أرقى عبارات المديح والثناء، في الأيام الماضية، على نحو غير معهود، ـ وهي صادقة فيما نحسب ـ بحكم أنه كان شرارة الثورتين التي انتزعت الخوف من قلوب الناس ـ الكبار قبل الصغار ـ للوقوف في وجه الطغاة بصدور عارية، والمحرّض على انطلاقتهما، وقائد صفوفهما الأولى، ووقودهما الذي لم يبخل عليهما بأغلى ما يملكه البشر: الحياة.. في وقفة ثبات وعزة أمام سلطان جائر.

ما زلت أتذكر مقالا أعجبني لكاتب سياسي وقيادي حزبي عربي، كان قد كتبه في أوج ثورة الأحرار في تونس وعنونه مخاطبا الشباب في بلاده: "أزيحونا وأريحونا" جاء فيه: "أزيحونا وأريحونا.. فأنتم أقدر على الرؤية وأقدر على الفعل، وأقدر على التواصل، وأقدر على الحركة، وما يعجبكم من قولنا فاقبلوه، وما رابكم فارفضوه. والحياة مبادرة، وشباب اللحظة الحرجة لا يستعير جناحا يطير به".

والآن.. وبعد أن هدأ نقع الثورتين وغابت المظاهرات المليونية عن ساحات تونس العاصمة وميادين القاهرة والإسكندرية وغيرها.. ترى هل سيمكّن الشباب من المكانة التي تليق به في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية للأمة، وهل سنشهد تغيرا في النظرة القاصرة إليه المشككة به وبقدراته، هل سيبقى الشباب برأي من يعتبرون أنفسهم كبارا ـ في السن ـ صغارا في إمكاناتهم وهم في سن الثلاثين أو ما يزيد على ذلك، وهل سيظل مقياس الخبرة والقيادة قاصرا على السن فقط دون النظر إلى الملكات والقدرات والطاقات التي تختلف من شخص لآخر.. وهل ستفسح له صدارة الأحزاب السياسية والنقابات المهنية، وزعامة المؤسسات الفكرية والثقافية والوزارات بعد ظلت لعقود حكرا على الشيوخ وأصحاب الحكمة.. هل وهل..

2ـ النضال والتغيير السلمي: كثيرون كانوا لا يأبهون لهذا النضال ولا يلقون له بالا، وربما كان بعضهم لا يعتقدون أن بإمكانه صنع التحولات والتغيير في عالمنا العربي، وربما أحجم آخرون عن الاقتراب إليه خشية من بطش الدكتاتوريات وسحق المدنيين من الشعوب، أو على مذهب " لا يفلّ الحديد إلاّ الحديد ".. ربما وربما.

ما حدث في تونس وأكدته مصر كشف عن قوة هذا السلاح في بلوغ الحق إلى غاياته وبأقل التكاليف، وعن الوسائل الحضارية الراقية التي يستخدمها، وتغييره للصورة النمطية لشعوبنا باعتبارها تجنح للعنف والتشفي في تعاملها مع خصومها، خصوصا لدى من يدعون التمدن والرقي والتحضر في العالم الغربي.

وعلى نحو متصل لم يكن المستبدون من الحكام وبطانة السوء والنفاق من حولهم يؤمنون بمضاء هذا السلاح الفعال لذا سخروا منه بادئ ذي بدء ونعتوا مستخدميه بأقذع النعوت (المخربون، المشاغبون..) معتقدين أن بإمكانهم الإفلات من حبائله، ثم عمدوا للتهوين من شأنه، ثم الالتفاف على قوته الجماهيرية، والاحتيال عليه في محاولة لوقف مدّه الهادر ظنا منهم أن بإمكانهم إعادة عجلة التاريخ إلى الخلف، لكنهم سلموا في نهاية المطاف واضطروا للتنحي أو الهرب صاغرين.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سنجد من يتخوف من شهر هذا السلاح مرة ثالثة ورابعة وعاشرة في وجه ظالم بدعوى قوة بطشه أو بوليسية نظامه.. أم أن يجب أن تلام ثقافة الخوف واللامبالاة والتقصير والتبرير لدى الجماهير، وهل سيبقى المستبدون على مسافة بعيدة من فهم قوة هذا السلاح أو إقناع أنفسهم زورا بعدم جدواه تحت حجج واهية، وهل من المقبول أن يتذرع زعيم حتى الآن بأن إصلاح الأوضاع في مجتمعه لابد أن يسبقه "تطوير عقول" أفراد شعبه قبل ذلك، في استخفاف واضح بهم.. أو يستمر في سياسة القمع والاعتقال وتكميم الأفواه، وهل يمكن للدكتاتوريين ألاّ يفهموا درس من سبقهم إلا بعد فوات الأوان؟!!

3ـ الإعلام الجديد والفضائيات: لعب الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي (الفيسبوك وتويتر واليوتيوب وغيرها) والفضائيات وتحديدا "الجزيرة" دورا مهما في الثورتين ونجاحهما سواء: تغطية أخبارهما في ظل تعتيم وتزوير الإعلام الرسمي أو كشف المظالم وإرهاب الدولة، أو في التحشيد الجماهيري والتعبئة المجتمعية لصالحهما، ورغم محاولات الأنظمة البائدة إخفاء الحقيقة أو الالتفات عليها بما في ذلك حجب شبكات التواصل الإلكترونية والتشويش على الفضائيات وغير ذلك إلا أنها فشلت في ذلك.. أبعد ذلك.. هل يكون مقبولا أو ناجعا أن تصرّ أنظمة عربية على تهديد الصحافيين ومراسلي وسائل الإعلام إن هم نقلوا فعاليات المعارضة، أو تمنع شبكات التواصل الاجتماعي وتحجب مواقع إلكترونية لديها، أو تراقب تحركات شعوبها على الإنترنت وكل ذلك حاصل.. هل يعقل ألا تستفيد من تجارب غيرها وتصرّ على تكرار نفس الأخطاء؟!!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ