ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 06/02/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

ثورة شباب مصر وشعبها.. تصنع ثورة إعلامية عالمية

آثار الثورة تنتشر في المعاقل الإعلامية الغربية

نبيل شبيب

يا شباب ثورة مصر الحبيبة

يا فتيات ثورة مصر الكريمة

يا شعب ثورة مصر الرائدة

أصدقكم القول من موقعي البعيد عنكم جغرافيا، القريب منكم وجدانا وقلبا وقالبا.. لقد امتدت آثار ثورتكم إلى أعماق الإعلام الغربي وأحدثت فيه "ثورة"، لا يستهان بأبعادها بعد أن كان لعقود وعقود أسير تضليل وانحراف، لا ينظر إلى الشعوب والبلدان العربية والإسلامية إلا بمنظور المصالح والمطامع الغربية وما ترتكز إليه من أنظمة مستبدة..

صمودكم.. صنع التغيير، في مصر، في عالمنا العربي والإسلامي، وفي العالم الغربي أيضا، بل في حصن من أرسخ حصون تشويه واقع العرب والمسلمين ومستقبلهم حتى الآن.

لعلكم تابعتم ما نشرته فضائية الجزيرة عن التغيير الذي شهدته وسائل الإعلام الأمريكية نفسها في الأسبوع الثاني من ثورتكم النقية الصافية العزيزة، حتى وصل تأثيرها إلى دوائر صناعة القرار السياسي نفسها، ولئن عادت المناورات والمؤامرات والمواقف المعادية في المستقبل، فمن المستحيل بعد اليوم أن يركن صانعوها إلى أنّ الموات يسود في الشعوب العربية والإسلامية كما روّجوا لذلك طويلا، وأن حياة اللهو والضياع سيطرت على جيل المستقبل بشبابه وفتياته فيمكن الاعتماد "عليهم" –كما كانوا يظنون- لاستمرارية أنظمة فاسدة مستبدة يعتمدون عليها..

لقد صدّقوا أنفسهم طويلا.. ففوجئوا بكم حقا، فأنتم من تصنعون التغيير.. ولقد شهدنا من وعيكم مستوى مذهلا يجعلنا على يقين أنّكم تقدّرون أيضا أبعاد ما تصنعون وكيف يمتدّ بآثاره إلى كل مكان.

لا أحدثكم يا أمل المستقبل حديث عاطفة وجدانية، وإن تدفّقت المشاعر في كل وجدان أحييتموه، وقلب ينبض بحبّكم ونصرتكم، بل أحدّثكم حديث المتابعة المهنية والمشاركة والرؤية المباشرة لما يجري من حولكم.. بفضل وعيكم وصمودكم في ثورتكم.

إن من يتابع ما صنعتم بوسائل الإعلام خلال أيام معدودات لا يملك –عن بعد- إلاّ أن يغمره الإجلال والتقدير، وإذا كان ممّن كان يسعى لما تسعون إليه، ويتلاقى معكم على ما تتطلعون إليه، فلا بدّ أن يحسّ بكثير من الحياء.. أنّ ما تنجزونه خلال أيام يفوق ما أنجزه سواكم خلال أجيال.

لم يقتصر الأمر على الجزيرة فقط، مع كل التقدير لقدرتها المهنية التي جعلتها تقدّر حجم الحدث وعمقه وأبعاده التاريخية من اللحظة الأولى، ولو أرادت لجنة تحكيم توزيع "جوائز" على الفضائيات الناطقة بالعربية أولا، بتقويم درجة المهنية في أداء الرسالة الإعلامية تجاه ثورتكم وأحداثها، لَحازت بعد الجزيرة فضائية (فرانس 24) على الجائزة الثانية، ثم (بي بي سي العربية).. هذا مع رصد وصول تأثيركم حتى على فضائيات من طراز آخر فطرأ بعض التعديل على أسلوبها الإعلامي، عندما أيقنت أنّكم صنعتم ما لا يمكن الرجوع عنه بعد اليوم.. ربما حرصا على عدم خسارة المزيد من المشاهدين، وبقيت أخرى متخلّفة عن وعي الشعوب وعمّا يفرضه الإعلام المهني، وهو ما يسري على الفضائيات العبثية والرسمية –وتعرفونها جميعا- وفضائيات أخرى ناطقة بالعربية.

أيها العمالقة الأحبة من جيل صناعة المستقبل..

التغطية مستمرة.. عبارة معروفة عن شاشات فضائيات عربية، إنّما لم يكن أحد يتوقع أن تلجأ محطة تلفاز ألمانية إلى أسلوب "التغطية مستمرة" في متابعة أحداث ثورة شعب مصر يوما بيوم، ساعة بساعة، عبر التقارير والحوارات واللقطات المباشرة ومتابعة ما تنشره الفضائيات الاخرى، والمقارنة المهنية بين الأسلوب المتبع في فضائيات رسمية وشبه رسمية في مصر وبين فضائيات أخرى.

لم يحدث حتى في متابعة "سقوط جدار برلين" قبل زهاء عشرين عاما والذي اعتبر بداية جديدة لتغيير خارطة أوروبا والعالم، أن أقدمت محطة تلفاز ألمانية على ما صنعته الآن فضائية "فونيكس" لمتابعة ثورتكم بأسلوب "التغطية المستمرة"، بالألمانية التي تشمل أكثر من 120 مليون نسمة ناطقين بها في ألمانيا ومثل هذا العدد ممّن يتقنها في أوروبا وخارج حدودها. وهي في الاصل فضائية إخبارية تتبع للحق العام وترتبط بشبكتي التلفاز الأولى والثانية، وتمثل محطة تلفاز إخبارية رصينة تجمع بين "البث المباشر.. والبث الوثائقي".

لا مبالغة إذن إطلاقا في القول إنّ ثورة شباب مصر لم تصل إلى أعماق الشعب في مصر، وإلى أعمق أعماق الشعوب العربية والإسلامية، بل بدأت آثارها تنتشر بقوة فعّالة على امتداد العالم، لقد تاثرت وسائل الإعلام الغربية ومعها مواقف الساسة والمفكرين والإعلاميين عموما منذ اليومين الأولين للثورة تأثرا كبيرا، فور ظهور معالم تلك الصورة المذهلة عن تطلعات شباب مصر، ووعيهم تجاه ما يجري حولهم سياسيا وإعلاميا.. و"قمعيا"، وقدرتهم على ممارسة أقصى درجات الانضباط السلمي مع الثبات على الهدف، والإمساك بزمام المبادرة وفرض التفاعل معها باستمرار على جميع الأطراف الآخرين.. فأصبحتم مع قياداتكم الشبابية أقدر ممّن يعتبرون "ساسة محترفين" على فرض نهجكم ورؤاكم وعلى صناعة الأحداث.

يشهد على ذلك التأثير الكبير بنطاقه العالمي كاتب هذه السطور -ليس من خلال المتابعة المهنية فقط- بل من خلال المشاركة في التغطية المستمرة وفي الأحاديث المباشرة أثناءها وعلى هامشها مع ضيوف البرامج الحوارية، من المتخصصين في شؤون الإسلام والمنطقة العربية والإعلام، مثل مارسيل بوت، وبروفيسور فيرنر روف، وميشائيل لودرس وسواهم.. هذا فضلا عن قيام الفضائيات الألمانية الأخرى بمتابعة يومية من خلال برامج إضافية، ولقاءات حوارية، تبدّلت إدارة ومضمونا ومن حيث اختيار المشاركين فيها تبدّلا ملحوظا بالمقارنة مع متابعة أحداث المنطقة العربية والإسلامية من قبل.

مع يوم جمعة الغضب الأولى لم تعد توجد صحيفة أو مجلة واحدة لا يتصدّر فيها حدث ثورة شعب مصر الصفحة الأولى يوميا أو صفحة الغلاف للمجلات الأسبوعية، مع غياب نسبة كبيرة ممّا كان ينطوي على ألوان من التحامل المقصود حينا أو ما يفرضه الجهل حينا آخر.

لا يمكن اختيار أمثلة واعتبارها متميّزة، فما تنشره فرانكفورتر آلجيماينه، أو زود دويتشه، أو سواهما من الصحف اليومية الواسعة الانتشار متشابه إلى حد بعيد، وقد تصلح صحيفة دي تسايت الأسبوعية كمثال، فرئيس تحريرها هلموت شميدت، المستشار السابق، والإعلامي المفكر البارز منذ أكثر من 30 عاما، والقائل في أحد كتبه: إن الشعوب الإسلامية لا يمكن حكمها بالديمقراطية بل يجب أن تكون أنظمة الحكم شمولية، ويصدر عدد يوم الجمعة 4/2/2011م بعنوان: "المنطقة العربية تنتصب على قدميها".. والعنوان ذو مغزى كالمحتوى، فالإعلام الغربي منشغل بالسؤال: من بعد مصر؟.. فهم يعلمون –كما نعلم- أنّ ثورتكم في مصر بعد ثورة شعب تونس، تصنع التغيير.. التغيير الجذري الشامل، ليس في مصر فقط.. ليس في الشمال الإفريقي فقط، بل على امتداد العالم العربي والإسلامي، وفي كل ميدان من ميادين تعامل العالم والقوى العالمية مع العرب والمسلمين.

بوركتم أيها الأحبة.. ونصركم الله.. ونصر الأمة بكم.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ