ـ

ـ

ـ

الأربعاء 05/01/2011

بسم الله الرحمن الرحيم

تساؤلات حول تفجير الإسكندرية

محمد هيثم عياش

ما ان وقع انفجار كنيسة الاسكندرية ليلة الجمعة / السبت 31 كانون أول/ديسمبر من عام 2010 الذي صادف ليلة رأس السنة الميلادية الذي استهدف  المصلين المسيحيين الذين يذهبون عادة الى الكنيسة في ليلة راس السنة وراح ضحية ذلك الحادث  اثنين وعشرين شخصا من بينهم ثمانية مسلمين الا وذهبت التهكنات بأن تنظيم القاعدة او غيره ممن وصفهم الاعلام الغربي بالمتعصبين وراء ذلك العمل الاجرامي  وقامت قيامة الحكومة الالمانية فقد وصف الساسة الالمان في مقدمتهم المستشارة انجيلا ميركيل ووزير خارجيتها جويدو فيسترفيليه الجريمة بالبريرية ، وطالبت ميركيل الرئيس المصري حسني مبارك بضرورة اخذ جميع السبل الكفيلة لحماية الاقباط  النصارى بينما  طالب فيسترفيله نظيره المصري احمد  ابو الغيظ بحماية الاقليات الدينية في مقدمتهم الاقباط وذهب رئيس كتلة المسيحيين الاجتماعيين بالبرلمان الالماني شتيفان مولر بعيدا بمطالبته الحكومة الالمانية والاوروبيين بحجب مساعداتهم التنموية عن الدول الاسلامية التي يعاني النصارى في بلادها من الاضطهاد والعنف بينما اعتبر رئيس القساوسة  الكاثوليك روبرت تسوليخ الحادثة بمثابة تساؤل حول امكانية اعتراف المانيا بالدين الاسلامي وحماية الحريات الدينية في المانيا بينما يعاني النصارى بالبلاد الاسلامية وفي مقدمتها العربية من الملاحقة والتصفية . هذه الآراء جعلت من زعيم الاقباط المصريين بالمانيا القسيس / الانبا/ داميان مطالبة الحكومة الالمانية بحماية منشئات الاقباط في هذا البلد مؤكدا ان اعمالا ارهابية تريد استهدافهم في المانيا ايضا .

ونحن المسلمون اكثر الناس حرصا على حماية المسيحيين وخاصة المصريين منهم فقد اقتدى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم عندما افتتحوا مصر بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي اوصى باقباط مصر ، ففي الحديث اذا افتتحتم مصرا فاستوصوا باهلها خيرا ، وفي روايه اخرى / فاستوصوا بالقبط خيرا لان فيهم نسبا وصهرا ، فالنسب جاء من السيدة هاجر زوج سيدنا ابراهيم والذي كان منهما سيدنا اسماعيل عليهم الصلاة والسلام والمصاهرة فقد اهدى للرسول صلى الله عليه  المقوقس / واسمه جريج بن مينا / جاريتين احداهما مارية وهي ام ولده ابراهيم والثانية سيرين وهبها رسول الله صلى لله عليه وسم لشاعره حسان بن ثابت فكان منها عبد الرحمن بن حسان  وبغلة واشياء اخرى . وقد حافظ المسلمون على وصية رسول الله عليه وسلم منذ الفتح الاسلامي لمصر الى ايامنا هذه بالرغم من قلاقل وقعت كان القبط وراء اكثرها .

ولكن دعونا نتساءل عن تلك الجهة التي استهدفت حرمة  المسجد والكنيسة في الاسكندرية فقبل ان يتهم العقلاء تنظيم القاعدة فور وقوع الجريمة الا كان يجب عليهم التريث قليلا عن تلك الجهة ؟ فوزيرة الخارحية الامريكية السابقة كونتسيلا رايس اتهمت القاعدة وراء تفجيرات مركز التجارة الدولي في 11  أيلول/ سبتمبر من عام 2001 فور اصطدام الطائرة الثانية بالمركز علما انها اعتقدت بنفسها عندما اصطدمت الطائرة الاولى بالمركز بأنه حادث عادي فطائرات كثيرة اصطدمت بذلك المركز ومن تلك المرأة الشمطاء والكريهة المنظر اتهم الناس القاعدة .

ان الكيان الصهيوني هو وحده وراء تلك الجريمة التي لم تكن تستهدف الكنيسة فحسب بل ذلك المسجد الذي يقع بجوار الكنيسة وهدفهم الخبيث اثارة الرأي العام المسيحي في العالم بأن النصارى بالبلاد الاسلامية مستهدفون ، هل تعلمون ان الاعلام الصهيوني بدأ ومنذ فترة بحملة اعلامية لتحسين صورة الصهاينة امام الرأي  العام ويزعمون بأن الصهاينة متسامحون امام الاديان والحريات العامة فقد أرسلوا لي مرات عديدة تقارير صحافية بالغربية والانجليزية والالمانية ايضا من فلسطين المحتلة يدافعون عن كيانهم ويتهمون حماسا وحزب الله والمسلمين بأنهم وراء الارهاب علما انهم يذكرون اسمي ويعلمون اسلاميتي فلم استطع الا ان ارسل لهم رسالة صغيرة بالكف عن ارسال لي تقاريرهم وقلت لهم انكم كاذبون ولو علمت ان النمل يقاتلكم لقاتلتكم معهم فكفوا عن ذلك .

حادثة الاسكندرية ستصبح مثل حادثة مقتل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري الذي أصبح مثل قميص عثمان يتاجر به  فزعماء المافيا اللبنانيين ومن يتعاطف معهم يصرون على دعم تلك المحكمة التي يتحرى قضاتها منذ عام 2005 عن الجهة التي قتلت الحريري بينما يتناسون الابرياء الذين قتلوا مع الحريري .

نحن المسلمون أكثر وفاء للاقباط جراء وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم فهل كان اقباط مصر الحاليون اوفياء للمسلمين ؟ .

وجريمة كنيسة  الاسكندرية استهداف لنا ولمصر وللعالم السلامي برمته وستبدي لكم الايام بعض ما ذكرنا .

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ