ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 27/12/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

نهايةٌ غيرُ مُعترف فيها

بقلم: فراس ياغي

Firas94@yahoo.com

غالبا ما تكون نهاية العديد من المسلسلات والافلام العربية بالذات، بإنتصار الخير على الشر..وكثيراً ما تكون النهاية مفتوحة للمشاهد ليضع ما يريد أو ليفهم ما يريد..ونهاية مسلسلنا المستمر منذ عشرين عاما غير معلومة وغير معروفه..فالمؤلف (الاسرائيلي-الفلسطيني) والمخرج (الامريكي) والمنتج (النرويجي-الاوروبي) لا يزالون يُفكرون فيها..بل تم عَرض الكثير من المسودات في "كامب ديفيد" الثانية وفي "طابا" وفي "العقبة" و"شرم الشيخ" و"أنابوليس"، لكنَّها ككل لم تُؤسس للنهاية المرجوة..المُمَثلين لم يتغيروا كثيرا ولكن من وافق ووقع على ألف باء المسلسل تم إغتيالهم، في حين واضعي السيناريو لا يزالوا على قيد الحياة، ويحاولون كل جهدهم للوصول لنهاية تُرضي المشاهد بطريقة أو بأخرى..والمشاهد هنا ليس الشعوب العربية والشعب الفلسطيني في الشتات فهم مُغَيَبون، وأيضا ليس الرسميون العرب فهم موافقون على أي نهاية، إنما هو المشاهد الاسرائيلي وبالذات المستوطن والديني منه، وإلى حد ما المشاهد الفلسطيني في الضفة وغزة ككل رغم إختلاف الرؤيا هنا من مكون لآخر.

 الفلسطيني بعد أن كان بطل للمسلسل يُحدد الكثير من صيرورته وإتجاهاته، أصبح تأثيره في مُسلسله لا يتعدى كونه مُشاهد كغيره، ويَنظر ويَنتظر بضبابيه لما يجري حوله..قيادته الشرعية رغم كل الخيبات فهي لا تملك سوى خيبة مسلسلها، وقيادته غير الشرعية لا تزال تعيش في ذاتها الشموليه ولا ترى أكثر من غيرها، ومهمتها إثبات فشل الآخرين والحديث عن خيباتهم..الفلسطيني بينهما لا يمارس سوى الالتفات هنا وهناك، فهو مراقب ليس إلا..قضيته لا تعنيه إلا حين تَمِسّه، ورغم أنها تُلامسه في كل ثانية..على الحواجز وفي الحصار وفي المخيم والجدار وهدم البيوت والاستيطان والقصف...الخ، إلا أن هذا كله لم يعد سوى عادة تَعَوّد عليها، وردة فعله ليست أكبر من محاولات فردية ومُشتته تُؤكد مدى إستعداده وتمسكه وصموده على أرضه..الاستطاعه الجماعية كما عِقد الثمانينات أصبحت أماني وأحلام..والقدرة التواصلية ليست سوى ردات فعل، ولولا بلعين ونعلين والمعصرة وما يجري في سلوان، لقلنا ان الحركة الشعبية تحوصلت وإنحصرت في تصريحات وشروحات ونداءات وإستنكارات لهذا المسؤول او ذاك وكصرخه تُعبر عن ضَعفِ وعجزِ البدائل بسبب التمسك بالخيبه التفاوضيه ووفقا للخيبه "الاوسلوية".

الغريب أن بعض القيادات لا تزال ترفض الاعتراف بفشل نهج التسوية بطريقتها التفاوضية، وبدل أن تعلن عن ذلك، فإنها تصرح بأنها لم تفشل بل وجدت مئة طريقة أخرى للمفاوضات، في حين توماس أديسون قال "أنا لم أفشل، بل وجدت ألف طريقه لا يمكن للمصباح العمل بها"..من يتحمل المسؤولية هي الخيارات التي جُلبت لنا بدون تدقيق وتمحيص، وبدل العمل على مراجعتها وإعادة تقييمها يَستجلبون لنا طريقه جُربت سابقا ولكن في ظل إستمرار نهج الفِعل الشعبي، في حين تُجرب اليوم بطريقه مُنعزله بشكل كلي وتام عن أي فعل ما عدى الفعل القيادي الدبلوماسي الذي يستند على مبدأ "العدل" غير الموجود في نظام "العولمة"، وعلى مسلسل خيبة "المفاوضات" أل "غير" ذي صلة بما يجري على الارض..فماذا يعني إعتراف دُول عديدة من أمريكيا اللاتينية بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران كاملة؟!! بدون فعل حقيقي للمَعْنِي بهذا الاعتراف، وكيف سَيُجَسّد هذا الاعتراف والضحية لا تفعل شيئا سوى أنها تصرخ أنها ضحية!!!!! فالمهاتا "غاندي" جلس وإعتصم وصام وقاد بمسيرات صامته شعبه رفضا للاحتلال، فعل شيئا، تحرك عمليا ولم يصرخ فقط، ونالت "الهند" في النهاية إستقلالها.. أما قيادتنا فهي تُصَرّح بأن منصبها لم يعد مهما..وأن الشعب الفلسطيني لم يعد بحاجة لهذا القائد لعدم وجود مفاوضات وبالتالي لا حاجة للمفاوضين، وإذا كان فعلا هذا تصريح حقيقي للدكتور "صائب" فلماذا لا تُلغى دائرة شؤون المفاوضات مثلا؟!!!ولماذا لم يتوقف الدعم الدولي "الاوروبي" بالذات لدائرة طاقم المفاوضات؟!!!

الكاتب روبرت فيسك قال "إذا كان للموت روح..فهي ستطلب رواية قصتها"..والمفاوضات أصلا لم تمت لكي يكون لها قصة حقيقية، فهي ولدت ميته بإتفاق هزيل لا يؤسس مطلقا لكتابة قصة بطولية يُعتدُّ بها..ف "أوسلو" من بدايته وحتى نهايته غير المعترف بها من قيادتنا، كان بإمتياز إتفاق "أمني" أكثر منه "سياسي" ولا يزال..والاحلام الكبيره التي حاول البعض تجسيدها تبخرت من أول عاصفه، أولاً بإغتيال "رابين" وبفوز "نتنياهو" في العام 1996، وثانيا بالفشل الذريع لتجارب "باراك" في "كامب ديفيد" الثانية، وثالثا برحيل القائد "ابو عمار" في ظروف موبوءة ومشبوهة، وأخيرا في محاولة الترميم والاحياء الذي تمت في مؤتمر "أنابوليس"، ولحظتها كتبنا وقلنا يحاولون إحياء أوهام "أوسلو" في "أنابوليس"، وحيث أن "الوهم هو أول كل الملذات" كما يقول الكاتب أوسكار وايلد، فقد عشنا كقيادة كلِّ الملذات وأصبحنا لا نملك القدرة على مغادرتها.

ليس عيبا الثأر للحلم..والعيب هو الاستمرار به..ومتطلبات المرحلة تحتاج لوقفة شجاعة، وإلى عدم بناء جسور وهمية وحيث لا يوجد أنهار..فإيلاء الوضع الداخلي الفلسطيني ذي أهمية أكبر بكثير من التغني بعدم وجود مفاوضات..منظمة التحرير بحاجة لاعادة ترتيب ووفقا لاتفاق القاهرة 2005، وهنا تكمن الاولوية، الوحدة الوطنية تكون فيها ومنها وخلالها وليس عبر وليدة "أوسلو" التي تسمى مجازا "سلطة"..وهنا واجب القيادة، طبعا، إذا كانت فعلياً تعترف بنهاية عهد المفاوضات والتسوية بطريقتها السابقة والحالية، وكما يقولون "الوقت من ذهب..لا يعود منه ما ذهب".

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ