ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 16/12/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

القيل والقال في تنظيم أشقائنا للمونديال

بدرالدين حسن قربي

رغم أن فوز دولة قطر اللافت في مطلع الشهر الحالي بتنظيم المونديال عام 2022 فرح له الكثير من العرب والمسلمين، ولكنه أيضاً أثار كثيراً من الكلام المختلف والآراء المتباعدة أحياناً بل والمتافرة أحياناً أخرى، فمنهم مؤيد ومنهم معارض ومنهم غير ذلك، ولكل رأيه وتفسيراته بغض النظر عن صوابه أو خطئه رغم أن الموضوع بحكم المنتهي.  وسواء كان الاختلاف في المونديال أو عنه، فهي في حقيقتها مجادلات تؤكد أمراً مؤكداً أن خلافاتنا العربية كثيرة عمودياً وأفقياً حتى فيما هو محسوم، وتلك أحد صور مآسينا وكوارثنا.  ومن ثم فإننا نستدعي هنا بعض المواقف المعروضة واللافتة على الفضائيات وفي الصحف والمواقع الالكترونية العنكبوتية لاثنين من العلماء الفضلاء واثنين من السياسيين الإخوة الأعداء كنموذج لما تداولته وسائل الإعلام المشاهدة والمقروءة لأهميته في توضيح مانتحدث عنه.

ابتداءً، فقد هنّأ الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قطر على فوزها بتنظيم كأس العالم للعام 2022 ، وأكّد أن قطر نجحت في معركة المونديال لأنها كانت تملك العزيمة والإرادة لإسعاد شعبها، فقررت أن تتفوق على الجميع فهزمت أمريكا بعدة مراحل وحظيت باحترام العالم وتقديره، كما اعتبر ماحصل درسا يجب أن يستفيد منه العرب الذين يتشككون دائما في قدراتهم ويسلّمون بالأمر الواقع ويقبلون بتفوق أمريكا دائما عليهم، وكشف عن أنه دعا الله عزّ وجلّ أن ينصر قطر على أمريكا حتى تعم الفرحة قلوب كل العرب والمسلمين، وأن تعيش قطر قيادة وشعبا فرحة الانتصار بنصر تستحقه مع قيادتها الحكيمة التي تملك إرادة وعزماً لا يلين.  أما على المقلب الآخر، ففي مقالٍ تمّ تداوله بشكل واسع جداً على الشبكة العنكبوتية وبعنوان لافت أيضاً، اسمه لصوص المونديال للشيخ حامد عبدالله العلي، بدا فيه صاحبه مستوحياً عنوانه المثير من زعمه أن هوية الجيل وأخلاقه هي أول المسروقات في بيع أوهام مجدٍ مزيف للأقدام الراكضة فضلاً عن ثروة الأمة التي سيُهدر منها على إنجاز أوهامٍ مونديالية مئات المليارات التي غدت في هذا العصـر نهبـاً لكلّ ناهب من أجنبيّ يسخـّرها لهيمنته، وأنظمةٍ تستنزفها في ملذاتهـا وأطماعهـا.  كما اعتبر أن هِمّة المهتمين نزلت حتى تعلقت بأسفل ما في الإنسان وهو قدمه، وصار الركض وراء الجلود المنفوخة، هو المجد والفخر.  وعليه، فلا ريب أنّ كلَّ شيءٍ في قطر – والحديث مازال للشيخ- سيُسخَّر إلى أن يأتي المونديال من أجل تحقيق نجاح موهوم وشرف معدوم في شهر واحد لن يتكرر في التاريخ، وهذا يعني أنْ تفتح الأبواب على مصاريعها لكلّ فساد يرغب القادمون من أنحاء العالم أن يرتعوا فيه أثناءه وقبله من الشركات التي ستعدّ البلاد لشهره المنحوس الذي لاينتهي بالناس إلى صلاحٍ في دينهم ودنياهم، بل يلتهون بذلك عن كلّ مهمٍ من قضايا أمّتهم بقدسها ومقدّساتها والأقصى في مقدمتها.

أمّا على صعيد السياسيين، فقد هاتف الرئيسُ الفلسطيني محمود عباس أميرَ دولة قطر وهنأه بفوز بلاده وأعرب له عن ثقته بأن قطر ستكون أهلاً لهذا الاختيار، وستمثل الأمة العربية والإسلامية والشرق الأوسط عموماً خير تمثيل، وقال رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية: إن فوز قطر إنجاز يعكس قيمة وحضارة الأمة العربية والإسلامية.

فإذا أضفنا إلى ماذكرناه سابقاً بأن هناك أيضاً كلاماً كثيراً قيل عمّا سعى إليه القطريون وبذلوا له جهوداً نوعيةً محسوبة، وأعمالاً دؤوبه انتهى بفوزهم بتنظيم المونديال.  بعض هذا الكلام اعتبر ماحصل قد رفع رأس العرب وجدّد حماس الأمة، وبعضه الآخر قارب المسألة على طريقة ياأبيض ياأسود، وعلى مذهب أصحاب الفسطاطين، وآثر حصرها في زقاقٍ ضيّقٍ وحيدٍ ومسدود بربطها بالماسونية نخاعاً وعظماً، وبالصهيونية فسوقاً وفجوراً إلى آخر هذا الكلام الأحادي رغم وجود طرقٍ متعددةٍ وواسعة للمقاربة، تُبقي على الناس في وسيع الدين والسياسة.

لقد فاز القطريون لتنظيم المونديال الدولي بعد اثني عشر عاماً قادمات، وعندها لسوف يتأكد على أرض الواقع والحقيقة من وجهة نظرنا للناس وللعالم أجمع المؤمن منهم والمتشكك، بأن الاختيار الفيفاوي كان في محلّه، وأن ماوعدت به قطر من حسن الاستضافة والتنظيم والإدارة والرعاية والنجاح قد تحقق واقعاً مشهوداً لاريب فيه.  أمّا مانحن متأكدون منه اليوم أكثر من كل ماقيل ومايقال، فهو رؤية أولى لسياسيين اثنين رغم واسع خلافاتهما قد اتّفقا فيها على رؤيةٍ واحدة من الحدث الرياضي القطري، ورؤيةٌ أخرى متباعدة ومختلفة كليةً وفيها مافيها من الفوارق والبوارق والخوارق لعالمين جليلين تترك الناس من خلفهم في حالة من التردد والدوخان والتوهان، يحتاس الواحد في التفكير بمخرج، ويحتار أين يضع مراسيه من بعد القراءة والتدبر والتفكر والتعقّل فيما قاله الشيخان.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ