ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 04/12/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

الانتخابات التشريعية المصرية: 

"طاقية إخفاء" المـُزور لا تعمل.

أ.د./ ناصر أحمد سنه*

بداية خشيت أن أستخدم لفظة "قلنسوة"، لعل البعض يستغربها مع كونها فصيحة. كما ظننت أن لفظة "طاقية" عامية، حتى وجدتها في المعجم الوجيز: غطاء للرأس من الصوف والقطن، ونحوهما. فإيثاراً للشائع من الألفاظ ـ في زمن أختلط فيه الحابل بالنابل ـ أوردتها في عنوان هذا المقال. مقال مقتضب، فلقد نفد مداد الأقلام، وامتلأت الصفحات الإلكترونية والورقية مُحذرة: "كفي طغياناً، واستبداداً وقهراً للشعوب.. متي استعبدتموهم وورثتموهم وأورثتموهم، وقد خلقهم الله تعالي، وولدتهم أمهاتهم أحراراً؟؟. كفي استكباراً في الأرض من الميلاد حتي الممات، من القصور حتى القبور. أين تداول السلطة، وتغيير البرامج والسياسات والوجوه؟؟. إن التغير والتغيير سنة الحياة، والعقم والفناء "ودعاوي استقرار الأنظمة الفاسدة المستبدة" صنو الجمود والتخلف والموت، وما هكذا شأن ومآل أمتنا. لقد بلغ السيل الزبي.. ولا مجيب.

إنها سطور تعرض لموقف واحد مما جري فيما سمي "الانتخابات التشريعية 2010"، موقف أحزنني وأسعدني في آن معاً، وكما يقول المتنبي:

كم ذا بمصر من المضحكات =  ولكنه ضحك كالبكا.

ومن المضحكات المبكيات أنني كنت مع من يري ضرورة مقاطعة هذه العملية. بيد أنني، وأم الأولاد، وولدي الكبير قمنا بالتصويت.. ممارسة لحقنا الدستوري، وتعبيراً عن الرأي.

علي أية حال.. هذا الموقف هو مقطع مصور، نقلته وسائل الإعلام والفضائيات ومنها" الجزيرة" لذلك المُزور الذي يسود، بحرفية وتركيز وتدقيق، ومهارة فائقة رائعة، بل بنشوة وسعادة طاغية، العديد من بطاقات التصويت. ثم يقوم آخر بتوصيل "الطلبات إلي المنازل"، أقصد إلي الصناديق "الخشبية الشفافة".. (صندوق الفئات/ العمال، والفلاحين، والآخر للكوتة النسائية). وكنت أود لو رأيت صندوقاً واحداً سمينا ممتلئاً. أشفقت علي حامليها، وعناء حملهم لها، وهي تكاد تكون فارغة (في حين أعلن عن 35% نسبة حضور من إجمالي 41 مليون مُسجل في كشوف التصويت، وأترك لكم حساب تلكم النسبة، فقد نسيت الحساب، إلا حساب يوم القيامة). بضعة استمارات تتحرك في الصناديق بحرية، لا ينعم بها الشعب، وتتقافز هناك وهناك ولسان حالها: يا ويلي، أين تذهبون بي، وكم ستدخلون علي من "مُنشطات وهرمونات، وفيتامينات ومحاليل في غرف الإنعاش، والرعاية المركزة"؟.

علي أية حال لم ينتظر المُزور، موضوع هذه السطور، وصول الصناديق لغرفة الإنعاش بل سارع بإنقاذها في مسرح الأحداث. ما أحزنني في الأمر تلكم القلنسوة/ أو الطاقية" التي يرتديها المُزور فهي "طاقية" بيضاء غالبا ما ترتبط في الأذهان بوضعها عند الذهاب لأداء الصلاة.  فليته كان عاري الرأس كي لا يرتبط هذا "الرمز الديني" بتلكم العملية الوقحة. 

لكن لما أعدت التفكير، مرة ومرة، في هذا المشهد، وهناك الكثير غيره، قلت في نفسي: لعل هذا المزور قد أرتدي هذه الطاقية ليختفي بها كما فعل من قبل كلا من "عبد المنعم إبراهيم"، و"توفيق الدقن"، و"زهرة العلا" وغيرهم في الكوميديا الرائعة "طاقية الإخفاء". بيد أن الطاقية لم تعمل (لفقدها المسحوق السحري)، وها نحن نراه عيانا بياناً يسود بطاقات التصويت، ظانا أن "لم يره أحد"، بيد أن الله تعالي:"..هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ"(البقرة:255)، وهو بالمرصاد. ثم شكراً لعيون أجهزة التصوير، ولوسائط "القرية الكونية" التي رصدت/ ونشرت/ وفضحت هذا المزور الخائب، ومن يقف خلفه. وارتسمت بسمة علي الشفاه أسعدت بعض الشيء في زمن غلب عليه البكاء جراء اغتيال أحلام الناس بحياة كريمة، وجراء الصراخ من التزوير، والظلم:(.. وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (الشعراء:227).

ــــــــــــ

* كاتب وأكاديمي.

nasenna62@hotmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ